رواية الدم والنار
الفصل الخامس عشر
فى دوار الحج سويلم يذهب صقر بأمر ضبط واحضار لحربى سويلم القناوى.
دخل الدار وما أن رأى ذالك الجسم المتهاوى على الأرض ،
حتى حثى على رقبتيه يتحسس أنفاسه ،
وعلى الفور اتصل بالاسعاف ونقله إلى المستشفى لتلقي الاسعافات الأزمة ،
وترك معه الاطباء ، وذهب ليكمل مهمته ،
وهو أن يضيق الحصار على حربى ، حتى يجبره على الاعتراف ،
وكأنه تحدى لنفسه ، ومعقابتها ، على عدم الأخذ بنصيحة فارس وهى التحسس
بالروح العدالة وليس ادالة القانون .
ذهب إلى ذالك المكان الذي دائم الذهاب إليه ذالك المالهى الليلى المالىء بالخمر
والرقص والفاحشة ، كأنه اقتلع ذالك القناع الذى ارتداه من خمس سنين ،
فكفى خداع ونفاق ، ولم يعطى لنفسه فرصة حتى التفكير ،
فيما سيحدث فقد قرر التحاق بملاذات الدنيا الذائفة ،
لكن ليبقى التخطيط ملاذه ، فكان يخطط لشيء ما ،
واعطى أمر تنفيذه ، دخل صقر وكان يدور بعينيه فى كل ركن من ذالك المكان
البغيض ، إلى أن عثر على هدفه ،
فذهب إليه وبدون مقدمات ، وضع يده قابضا على ذراعه ،
تفضل انت مقبوض عليك ،
رمقه بنظرة تكاد أن تفتك به :
نعم ! انت مين ؟ ومين اللى مقبوض عليه ؟ انت عارف انا مين ؟
صقر : انا صقر الجارحى ، وانت اللى مقبوض عليك ،بتهمة قتل محمد حامد ،
واغتصاب انثى ، وتضليل العدالة ، اتفضل من غير شوشرة ،
حربى : انت بينك مخبول معارفش انت بتتكلم مع مين ،
انى حربى القناوى ، وما أن أنهى كلمته، حتى انقض على صقر محاولة منه الهروب ،
ولكن هيهات ، أنه صقر الجارحى، اطلق رصاصة أصيب بها قدم حربى ،
أوقعته على الفوار ، وامسك بيه ،
فهو لم ولن يتركه يبعث باروح عائلة بل بلد بأكملها ،
وتم القبض على حربى وترحيله فى عربية اسعاف تحت الحراسة ، حتى أن وصل،
المستشفى لتمديض جرحه ووضعه تحت الحراسة المشددة ،
وما أن أطمئن على إجراءات فتح التحقيق مرة أخرى ، حتى بداء فى إجراءات ا
استدعاء بدر من السجن ، واستدعاء باقى أفراد القضية وخصوصا الشهود ،
فتحريات أثبتت وجود واليد داخل البلاد منذ اكتر من اسبوع ،
فى الإسكندرية فى المستشفى عند محمد مازال يعانى من الصداع المفتك برأسه ،
وهو مازال لا يتذكر أى شيء سوى ذالك الكابوس الذى أصبح يتارده حتى فى ،
يقظته ، وتلك العيون المثتغيثة ،
حامد بوجه حديثه لمحمد انا ابوك يا حبيبى ، اللى بيتعذب بقاله اكتر من تمن
شهور مقهور عليك ، بس كان جوايا ، احساس بيقولى ان ربنا كريم ، وعادل ،
رفع يده يتضرع بالدعاء ، احمدك يا رب كنت عارف انك مش هتسانى فيه ،
وجثى على رقبتيه ، وسجدا شكرا لربه ،
عم سيد يبكى فكان يحدث نفسه ياريتنى ماجيت ،
جبتك اطمن عليك هرجع من غيرك ،
هقول اية لجمالات اللى اتعلقت بيك ،
وانا اللى قولت انى ربنا عوضنا بيك فى اخر ايامنا ،
بس الحمد لله ، انك رجعت لاهلك ،
حتى لو ده على حساب سعادتى انا وجمالات ،
ظل محمد يصارع كوابيسه وهو يتذكر ذالك الحربى وهو يفعل بزوجته ما يفعل،
وهو مقيد عاجز لا يملك حتى الدفاع عنها ،
وهى تستغيث به أن ينقذها من براثن ذالك الذئب البشري ،
حتى أصدر صرخة مدوية اتجمع على إثارة الأطباء وأمر الطبيب با حضار حقنة.
مهدائة ، وما أن غرسها فى يده حتى هدء واسترخى كأنه كان فى صراع مع نفسه ،
فأخذ صدره يعلو ويهبط على اثاره ،
سماح تصرخ باسم بدر وكأنها تحث نفسها بندائه على تحمل الآلام والاوجاع ،
وحامد يشكر سيد ، انا مديولك بعمرى ، بجميلك ده
ولو طلبت منى اى حاجة هعملهالك دلوقتى انت رديت فيا روحى ،
سيد ، انا رديتلك روحك ، وانت اخدت روحى انت متعرفش رضا ده كان اية ،
كان ابنى اللى مخلفتوش ، بس الحمد لله أنه ربنا رده ليك تانى ولمراته وأهله ،
بس ابقى اسمحلى ابقى اجى أزوره انا وجمالات ، وما أن نطق باسمها حتى
تذكرها فهى الان فى غاية القلق عليه ، فدرب كفه على مقدمه رائسه ، وهم
بالاتصال بها واخبارها على كل ما حدث ، والتى بكت على اثاره ، قائلة ، فين عنوان
المستشفى ده انا جاية ، اشوفه واودعه ،
وما أن أغلق التليفون حتى سمع صريخ ذالك الصغار معلنين عن وجدهم فى تلك
الحياة ،
عم حامد الحمدلله يارب يا ما انت كريم ، وكاد أن يقفز من شدة السعادة ،
*************
فى قنا فى مستشفى المركز ، كان قد آفاق مما هو فيه ، نظر له الطبيب اية يا حج،
سويلم مش قولنا بلاش مجهود زيادة ياراجل يا طيب
،
تنهد بحرارة وثقل يدل على شدة حزنة على ذالك البغيض ، والله يا دكتور ، الدنيا
مش مريحة ، يا لا الحمد لله، ويسرح فى ابنه العاق ، ويسأل لما هو هكذا ،
ما فعله هو ليكون ذالك الابن العاق ،
نعم انك لا تهدى من احببت ولكن الله يهدي من يشاء ، انت الهادى يارب ،
قاطعه رنين تليفونه بجانبه باسم حامد ،
سويلم : سلام عليكم ياحامد،
حامد : بفرحة شديدة مبروك يا حج سويلم ، بقيت جد ، وفى خبر تانى هيخليك تجى بطيارة ،
الحج سويلم : الحمدلله والف حمدالله على سلامتها يا حامد كدا المجرمة ده تعملها
وانا مش معاها ماشى بس اما اشوفها ،
بس خبر اية ، تانى هيكون اجمل من كدا انا فعلا هاجى بطيارة ، عشان اشيل ولاد الغالى .
حامد ، محمد رجع يا حج سويلم ، محمد مماتش ،
وما أن سمع الحج سويلم بأن محمد رجع حتى انتفض من السرير فرحان مهللا،
والدى هيخرج براءه الحمد لله رب العالمين، واغلق التليفون وكاد أن يطير هو بزات نفسه ،
فى مستشفى العسكري فى غرفة حربى ،
صقر يعنى انت مش ناوى تعترف ، طب لو عرفت أن احنا قبضنا على واليد والاتنين اللى كانو معاه ، واعترفوا عليك ،
حدق حربى بعينيه لذلك الصقر يود أن يفتك به ،
انا معرفش حد بالاسم ده ،
صقر تمام ، المكالمات اللى كانت بينكو من قبل حدوث الجريمة بساعتين وقبل
المحكمة وبعد المحكمة ،والرسايل اللى بتقوله يعمل اية بظبط ،
كله ده مش داليل الانكار مش هبفيد ، لو الإنكار بيفيد كان فاد الغلابان اللى بقالى اكتر من تمن شهور فى السجن مع أنه كان بيقول الصراحة .
حربى : ما أن سمع اسم بدر ، حتى ظهر عن انيابة غيظا من ذالك البدر ،
نطق ، يستاهل محدش قاله يبقى غبى فاكر نفسه الطيبة، والحركات اللى بيعملها
ده هتخيل عليا بس انا فعصته فرجليه ،
ايوة انا اللى عملت أكده ، عشان الحيوان اللى اسمه الدكتور محمد ده كان لازم،
يموت ، عشان يبقى يعرف هو بيتحدى مين ، هو وبنت الجناينى تبقى تعرف،
تتكربر على اسيادها ،دول شوية اغبياء ميستهلوش العيشة ، وانا بحركة واحد
تحط فيهم كلهم ، وفعصتهم تحت رجلى ،
مخادوش منى غالوة يا لا فى ستين داهيه تشلهم من على الارض شيل ،
صقر : ياه يا اخى انت اية الغل ده ،
بس هقول اية انت حكايتك من بداية الخليقة , لما قابيل حس أن هابيل افضل منه
، بدل ما يجهاد نفسه أن يكون الأفضل ، لا استسهل أن يخلص من الاحسن ،
لكن ربك بالمرصاد والا دعوة المظلوم ، ربنا وعدها بنفسه وقالها ،
، قال والله لانصرنك ولو بعد حين "
اخرج من جيبه جهاز وأشار بيه إلى حربى ،
انا بشكرك على التسجيل اللى فيه اعترافك بكل جريمك ،
وبكدا تبقى براءة بدر اكتملت ،اللى ضفره برقابة ماية زايك .
فى السجن يصلى بدر ويتضرع بدعاء ولكن يفكر فى كلام سيكا ، ماذا لو رفض،
النقض ماذا يفعل ، نعم هو مظلوم ونعم هو راضى بقضاء الله ، ولكن اظهار الحق يحتاج إلى قوة وليس ضعف ،
ولكن قاطع تفكيره استدعائه للمكتب المأمور ،
ذهب بدر ،: سلامه عليكم يا سادة المأمور ،
المأمور ، وعليكم السلام ورحمه الله وبركات
انا مش عارف افرح ولا ازعل وانا ببلغك القرار ده
أنت هيتم ترحيلك من هنا ، عشان ظهرت ادله جديد ،
بس اللى بيواسينى انك احتمال كبير تخرج براءة
، وده كفاية ، فى التماس اتقدم بفتح التحقيق وهتترحل النهاردة ،مبروك يا دكتور بدر ، بس ابقى ذورنى اوعى تنسانى ،
بدر مش مصدق نفسه من الفرحة معقول ربنا استجاب للدعائه الحمد لله والشكر لله . صيحيح ،ان العدل قائم ، وان الظلم مهما طال مسير الحق ينتصر عليه،
وتم ترحيل بدر الى قسم الشرطة لفتح التحقيق ، من الاول ،
وتم استدعاء كل من حربى ووليد للمواجهة بينهم ،