الفصل الثالث والرابع
بقلم سمسمه سيد
دلفت لداخل المنزل الخاص بها هي وشقيقتها ووالدة شقيقتها بخطوات بطيئه تدعو بداخلها عدم التصادم مع شقيقتها او والدة شقيقتها بااي حديث حتي وان كان بسيطاً
اغمضت عيناها لتاخذ نفساً عميقاً كمحاوله لااستقبال ماسيحدث بعد ان سمعت صوت تلك السيده الساخر
التفتت ببطئ لترتسم ابتسامه مصطنعه علي وجهها مردده بهدوء :
_نعم ياطنط سمر
"سمر الاسيوطي : زوجه والد جميله وام حميده"حلا" تبلغ من العمر ٤٥ عاماً سليطة اللسان تكره جميله للغايه وتتعمد اهانتها واحراجها في اي فرصه توجد امامها "
سمر بسخريه :
_لسه بدري والله ياست الحسن ايه ملكيش حاكم ولا رابط
جميله بهدوء :
_الله يرحمه بقي من كتر مافي ناس كانت كابسه علي نفسه مات بس علي الاقل عرف يربيني كويس مش زي ناس
وضعت سمر يدها في خصرها لتردف بتوبيخ :
_نعم نعم ياعين امك معدش غيرك انتي يابرميل ال تتكلم عن التربيه ايه يابت انتي شايفه نفسك علي ايه جسم زي الفيل ومفيش جمال وصوت واسلوب يقرفوا انا مش فاهمه انتي لسه قاعده هنا ليه معندكيش كرامه يابت انتي بجسمك ده قربتي تسدي البيت ده انتي بتدخلي من باب الشقه بالعافيه
ترقرقت الدموع في عيني جميله لتتماسك مردفه بما جعل وجه سمر يشحب :
_انا قاعده في شقتي ال ابويا الله يرحمه كتبها بااسمي يامرات ابويا فالو في حد هنا مش مرحب بيه يبقي انتي وياريت متفتحيش الموضوع ده تاني
انهت كلماتها واتجهت للداخل متجاهله كلمات تلك الحيه التي تحاول بث سُمها لتجعلها تترك المنزل
دخلت الي غرفتها لتغلق الباب بقوه وحزن
اتجهت نحو فراشها المتهالك لتجلس عليه
وضعت رأسها بين راحتي يدها واغمضت عيناها بتعب وحزن لتسمح لدموعها الحبيسه بالانطلاق من عيناها
اخذت تتذكر كم الإهانات التي تعرضت له اليوم من ذلك الحقير ومن ثم من زوجة والدها الراحل
زفرت بحنق تشعر بااختناق انفاسها الي متي سوف تتحمل ماتتعرض له
حاولت عدة مرات الانتظام علي نظام غذائي لتفقد وزنها ولكن في كل مره كانت نصيبها الفشل وضعف ارادتها
رفعت راسها لتمحو دموعها مردده بصوت خفيض :
_جر ايه ياجميله هتفضلي لحد امتي كده محدش ليه حاجه عندك تخينه ولا رفيعه ملهمش دعوه انا عاجبني شكلي
وقفت لتتجه نحو المرآه لتتلاشي تلك الكلمات واردفت بصوت يغلب عليه القهر مردده :
_لامش عاجبني مش عاجبني بس مش باايدي حاجه اعملها يارب
عادت نحو فراشها مره اخري لتلقي بثقل جسدها علي الفراش اغمضت عيناها لتهبط دمعه حاره من عيناها المغلقه من شده ماتعانيه
في صباح اليوم التالي استيقظ ادهم علي صوت شقيقته المرح
رنا بمرح وهي تقوم بقرص وجنتيه مردده :
_قووم يادوومي بقي اووف انت بقيت كسول كده ليه قووووووم اتاخرت علي الشغل والواد صاحبك
فتح عيناه وهو ينظر إليه بضيق مردداً :
_رررررنا انا كام مره قولتلك متصحنيش بطريقتك دي
اتسعت عيناها ببرائه لتردف وهي تعد علي اصابعها بخفوت ومن ثم صااحت مررده :
_مبببعدش ياجيمي قوووم بقي
اغمض ادهم عيناه مردداً :
_طيب طيب قومت
رفعت حاجبها بمكر لتقترب من اذنه وصاحت بصوتاً عالي بجانبها مردده :
_ااااااااااااااادهم
انتفض ادهم من علي الفراش واضعاً يده علي اذنه بغضب
نظرت رنا إليه قبل ان تطلق لقدميها العنان وتركض للخارج
حاول ادهم الركض خلفها ولم يستطيع الامساك بها ليقف ممسكاً بباب غرفته مردداً بصوت عالي :
_مااااااااشي يارنا بس اعملي حسابك لو مسكتك مش هرحمك
انهي كلماته واغلق الباب بقوه ليتجه نحو المرحاض لينعم بحمام دافئ لتنشيط جسده حتي يبدء يومه
اما عنها فكانت تركض بخوف من ان يستطيع الامساك بها لترتطم بجسد قوي
كانت علي وشك فقد اتزانها لتحيط يده القويه خصرها
امسكت بتلقائيه في القميص الخاص به كمحاوله لحمايتها من عدم السقوط
رفعت عيناها ببطئ وهي تنظر لملامحه الرجوليه الحاده
نظرت لعيناه الزرقاء الغاضبه لتردف بخفوت :
_جالك الموت ياتارك الصلاه
جاهد هو في عدم الابتسام لتنظر إليه ومن ثم الي يده المحيطه بخصرها فقدت شعرت بهروب الكلمات منها
رفع حاجبه الايسر كدليل علي عدم فهمه
حمحمت رنا كمحاوله لااجلاء صوتها لتردف قائله بخفوت :
_شيل ايدك لو سمحت
ارتفعت نصف ابتسامه علي شفتيه ليردف ببحته الرجوليه :
_ولو مشلتهاش
ابتسمت بمكر وهي تري والدها يهبط من علي الدرج وهو ينظر الي ساعته غير منتبهاً لما يحدث
نظر الي ابتسامتها فعلم ان هناك كارثه ستحدث ليصدق شعوره وهو يراها تصرخ مردده :
_يابااااااابا الحقققق ااااه
لم تستطيع اكمال جملتها لتجد نفسها تفترش الارض بجسدها بعد ان تركها هو
ركض سليم نحوها بعد ان رأها ساقطه ارضاً ليمد هو يده قبل وصول سليم ليساعدها في الوقوف
نظرت الي يده بغيظ لتقف بمفردها دون مساعدته
اتجه سليم نحوها بقلق ليردف قائلا :
_مالك ياحبيبتي انتي كويسه ايه ال وقعك كده
همت لتتحدث ليقاطعها هو مردداً :
_مفيش ياعمي ماانت عارف رنا هبله كانت بتجري ووقعت
سليم بلوم :
_تاني يارنا انتي مش هتعقلي شويه حتي قدام خطيبك الغلبان ده
نظر سليم الي ذلك الواقف الذي يبتسم باانتصار ليتابع :
_معلش يافارس يابني ربنا يعينك
نظرت رنا الي والدها بدهشه مردده :
_ايه ال بتقوله ده يابابا
سليم وهو يزفر بملل :
_انا عندي شغل يلا سلام
تركهم واتجه للخارج فهو يعلم بتلك المشاكسات التي بينهم
"فارس : يبلغ من العمر ٣٠ عام صاحب جسد رياضي وبشره بيضاء بعض الشئ وعينان زرقاء وشعر اسود قصير وغزير يتيم لايعلم عن عائلته شئ شريك ادهم في شركاته وفي كل شئ بالاضافه الي انهم اصدقاء منذ زمن احب رنا شقيقة صديقه وتقدم لخطبتها "
نظر اليها ليبتسم باانتصار همت لتتحدث ولكن سرعان مااتجهت لتقف خلف ظهره بخوف وحمايه من شقيقها
ادهم بهدوء :
_رنا
رنا بخفوت سمعه فارس :
_مش موجوده سافرت
ابتسم فارس وهو ينظر لاادهم
في منزل جميله استيقظت علي تلك المياه التي سُكبت علي وجهها لتشهق بفزع واخذت تنظر حولها بتشوش
علت اصوات ضحكات حلا وهي تنظر اليها بشماته مردده :
_صحي النوم ياجميله هانم
نظرت إليها جميله بغضب وووو
الفصل الرابع
الثمينه والشيطان
انتفضت جميله من علي فراشها وهي تنظر لتلك الواقفه بغضب وماان ان وجدت علي معالم وجهها نظرات وابتسامة الانتصار حتي تبدلت ملامح وجهها لتنظر إليها بهدوء وابتسامه مُتصنعه
جميله بهدوء :
خير ياحميده
نظرت إليها حلا بغيظ لتردف قائله :
اسمي حلا يابيئه ، ثم عاوزه فلوس عشان اعمل شوبينج وانجزي عشان متاخره
زفرت جميله بضيق لتتجه نحو خزانتها واخذت تعبث بها ومن ثم اغلقتها لتتجه نحو تلك الواقفه ومن ثم اعطتها بعض النقود
نظرت حلا للنقود التي بين يديها لتردف بااستخفاف :
ايه دول ؛ دول ميجيبوش تيشيرت واحد بس
رفعت جميله كتفيها بقلة حيله لتردف قائله :
هما دول ال معايا وااا
قاطعتها حلا بغرور :
خلاص خلاص لسه هترغي وتوجعيلي دماغي المره الجايه مش هرضي بدول يكون في علمك ها
انهت كلماتها ومن ثم تركتها وذهبت
زفرت جميله بضيق واخذت تستغفر ربها ومن ثم اتجهت لفعل روتينها اليومي
في شركة ادهم
كان يجلس خلف مكتبه علي مقعده الجلدي الفاخر يحرك القلم بين انماله وهو يفكر في تلك المتمرده التي تجرأت وقامت بصفعه
ليقاطع تفكيره صوت هاتفه التقطه ليجيب بنبرته الرجوليه :
وصلت لاايه
الطرف الاخر :
...............
ادهم باابتسامه خبيثه :
هاييل اسمع كويس هتعمل اييه
الطرف الاخر :
......
ادهم بجديه :
هتنشر خير ان الشركه بتاعتنا محتاجه عارضات ازياء تمثلها في عرض لبنان الجاي ومش شرط السن ولاالمؤهل ولا الجسم اهم حاجه يبقي عندهم ثقه في النفس فاهم
الطرف الاخر :
........
ادهم بهدوء :
كويس
اردف بتلك الكلمه لينهي المكالمه القي الهاتف بااهمال ليريح ظهره للخلف وابتسامه خبيثه تعتلي ملامح وجهه
في احدي المطاعم الفاخره كانت جميله تنظر لجميع زمائلها بالعمل بغرابه لتتقدم من احدي زميلاتها مردده :
هو في ايه يالمي هو المطعم ماله واقف علي رجله كده وكلوا بيشتغل بنشاط وهمه !
لمي بدهشه :
هو انتي متعرفيش مين جي ياجميله لا متقوليش انك مش عارفه!؟
جميله بتساؤل :
مين يعني الوزير مثلا
لمي وهي تلوي فمها مردده :
لاوانتي الصادقه ده اعلي من الوزير بمراحل اعلي من الحكومه نفسها سليم بيه الحديدي
نظرت جميله اليها بدهشه لتردف قائله :
سليم الحديدي ؟؟ال عنده شركات كتير ده ال تحسيه انه مبيكبرش في السن
هزت لمي رأسها بنعم لتهز جميله رأسها بتفهم مردده :
عشان كده
قاطعهم حديث احدي الفتيات التي تعمل معهم مردده :
جميله المدير عايزك روحيله
جميله بهدوء :
طيب رايحه
انهت جميله حديثها لتتجه نحو غرفة المدير
طرقت الباب لتسمع اذنه لها بالدخول
جميله بااحترام :
حضرتك طلبتني ياحسام بيه
رفع حسام رأسه ليردف قائلا :
ايوه ياجميله تعالي اقعدي
اقتربت جميله لتجلس علي احدي المقاعد المقابله له
حسام بهدوء :
طبعا انتي عارفه ان سليم بيه الحديدي هيبقي موجود النهارده
هزت جميله رأسها لتردف قائله :
ايوه يافندم عارفه
حسام :
بما انك اشطر جارسونه هنا فاانا هعينك للمهمه دي ان طول ماسليم بيه هنا انتي هتبقي في خدمته مش عاوز اي حاجه تنقصه مفهوم ياجميله
جميله بهدوء :
مفهوم ياحسام بيه
حسام :
لو نجحتي في المهمه دي هرقيكي وهصرفلك خمس تلاف جنيه مكأفاه لكن لو فشلتي اعتبري نفسك مرفوده
جميله بنفس الهدوء :
تمام يافندم
اشار حسام اليها لتخرج فاامتثلت لاامره
بعد مرور بعض الوقت سمعت جميله صوت همهمات صديقاتها
لتسمع صديقتها لمي مردده :
وصل ياجميله وصل
هزت جميله رأسها بهدوء واخذت نفساً عميق واتجهت للخارج
فسليم قد جلس في الجزء الخارجي "المكشوف"من المطعم
اتجهت جميله نحوه بثقه ورأت حسام يقف بجواره بعد استضافته
جميله باابتسامه :
حضراتكم تؤمروا باايه !؟
نظر سليم إليها بهدوء ليملي عليها طلبه ومن ثم نظر لذلك الجالس امامه ليردف قائلا :
شوفي كامل بيه هياخد ايه
هزت رأسها بهدوء واخذت طلب كامل ايضاً واتجهت لتحضر طلباتهم
بعد مرور بعض الوقت وبعد ان وضعت طلباتهم اتجهت لتجمع الاطباق الفارغه لتلاحظ نظرات كامل بعد وقوف سليم مواليا ظهره وهو يجيب علي احدي المكالمات
لاحظت نظرات كامل بااحدي الاتجاهات وهو يشير لااحدهم نحو سليم بطريقه خفيه بعض الشئ
نظرت نحو ماينظر اليه ومايشير اليه لتجد احدي الاشخاص ممسك بااحدي البنادق ويصوبها بااتجاه سليم
ماهي الا سوي بضع لحظات لتقف جميله خلف ظهر سليم صارخه :
سليييم بيه
التفت سليم ليتفاجئ باانطلاق رصاصه اصابت تلك الصارخه وسرعان مااجتمع الحراس والجميع حولهم وووو
الفصل الخامس والسادس من هنا