رواية الطبيبة القاتلة
بقلم امل حماده
الفصل الاول
مع صباح يوم جديد ...
كانت لميس تعد الفطار .....فسمعت صوت طرقات الباب ...وأخذت تنادي علي شقيقتها انجي ...وما زالت نائمه ...
توجهت لميس لكي تري من يأتي اليها فوجدت بوكيه ورد ....تفاجئت حقا قائلة :
-لمين دا ؟
الرجل :
-للسيدة انجي عبد الرحمن ...ممكن حضرتك تمضي هنا ...
مضت لميس ...وأخذت بوكيه الورد ...ودلفت الي غرفة شقيقتها ...لكي توقظها ...قائلة :
-قومي ياهانم ....
انجي بكسل :
-حد يصحي حد كده ...واي الورد دا ...
لوت لميس فمها قائلة :
-اتفضلي وانتِ تعرفي ...
امسكت انجي البوكيه ...وقرأت الجواب ...مكتوبا فيه ..
-احلي ليلة قضيتها معاكي ..
الي ان قطعت الجواب علي الفور ...حتي لا تراه لميس ...
لميس بشك:
-مالك ...مش مبسوطه من الورد ...
نهضت انجي لكي تتوجه الي المرحاض ...ولكنها هتفت :
-مش متعوده حد يبعتلي ورد ...
لميس وقد عقدت حاجبيها :
-بس واضح انه معجب بيكي اوي ....
توجهت انجي ...وتركتها دون ان تجيب عليها ....
حيث ذهبت الي غرفة والدها ...لكي يستيقظ ..
الاب بحب :
-صباح الخير يادكتورة...
ابتسمت لميس قائلة :
-يابابا نفسي تناديلي باسمي بقي ...بلاش القاب ...
الاب :
-هو انا كنت اطول ان يبقي عندي بنت دكتوره ..ربنا يسعدك يابنتي ...
جلسوا سويا يتناولوا الفطار ....
وفي وسط الطعام ....هتف الاب بحب :
-امتي افرح بيكم بقي ....نفسي ابقي ابو العروسه ...
انجي بضحك :
-ربنا يسهل ياحجوج ...
الي ان نهضت علي الفور وتوجهت لكي ترتدي ملابسها وتذهب لعملها ..
.......صلى علي النبي......
انتهت انجي من إعداد حالها ...لتتوجه الي عملها ...حيث انها تعمل في مول تجاري كبير ...وحينما وصلت ...واستلمت عملها ....
وجدت جوابا متروكا لها ...أخذته وقرأته ..
-اول ليله احبها فعلا ....
قطعت الجواب ...في حين كانت تشعر بالغضب ..تريد ان تنسي تلك الليلة التي مضت من حياتها بإرادتها ...
بدأت تلتفت لعملها .....حتي لا يلاحظ المدير اي شئ ....
ولكن علي غير توقع ....دلف المدير الي القسم التي تعمل به ...قائلا بجدية:
-انجي ...
أدارت انجي وجهها...قائلة بتلعثم :
-نعم يافندم ؟
اشار لها بالمجئ الي مكتبه للضرورة .
تسألت انجي بداخلها ...حقا انتابها القلق من حديثه ...لتوجه الحديث الي صديقتها :
-هو في اي ...اول مره المدير يحتاجني ...
هاله :
-طب ماتروحي شوفي في اي ؟
توجهت انجي الي مكتب المدير ...قائله :
-تحت امرك يافند..
وقبل ان تكمل جملتها تفاجئت بوجوده ...فتوقفت عن الحديث وتنظر في ذهول ...
حمزة :
-أهلا ياقطتي ...
انجي بتلعثم :
-حضرتك بتعمل اي هنا ...انت جاي تفضحني في شغلي ...
عقد حمزة حاجبيه ...مقتربا اليها ...
قائلا بكل جرأه :
-ماتقوليش كده ياروحي ....انا اقدر بكل سهوله اخليكي ماتشتغليش في اي حته ....
نظرت انجي بضعف ...خائفة حقا من حديثه ...فارتبكت في حديثها :
-طب ليه كده ...عايز مني اي ....
شعر حمزه بالضعف من نظرتها ...فملس علي وجهها برفق ....قائلا :
-هستناكي النهارده ...ودا العنوان عشان لو كنتِ نسيتي ....
تركها وتوجه ....في حين ذهبت أيضا الي عملها ....
لاحظت هاله ان وجهها تغير فجأه ...قائلة :
-انجي ...اي اللي حصل ؟
انجي :
-ها ...لا لا مفيش .....انا راحه الحمام ....
......اذكروا الله ........
في المستشفي التي تعمل بها لميس ...
كانت تتابع مريضا ....في حين اتي من ورائها زميلها الدكتور نبيل ...
نبيل :
-والله الواحد مابيهون عليه اي حاجة في المستشفي ...غير شوفتك يالميس ...
ابتسمت لميس قائلة :
-اي يادكتور احنا في مستشفي .....
نبيل :
-طب اعمل اي يادكتورة ....مش عارف هنتجوز امتي احنا ....
لميس :
-قريب ان شاء الله ....انا هروح اكمل شغل ......
كانت لميس شخصية محبوبة وسط زملائها ...بالإضافة انها طبيبة متميزة ....
توجهت الي مكتبها ووجدت وردة بيضاء ...لانها تحت الورود البيضاء ....بنت جميلة حقا لبسها مميز راقيه في الحديث ....
......اذكروا الله .....
أتي الليل ...وعادوا البنتين الي المنزل ....في حين وضعوا الطعام وتناولوه مع والدهم ...
كانت انجي تنظر كل دقيقه للساعه ...فلاحظت لميس شيئا غير طبيعيا ....الي ان أردفت قائلة :
-انجي ...هو انت راحه مشوار ولا حاجة ...
انجي :
-ايوه ....شغل ....المدير باعتني أباشر شغل في الفرع التاني ...
لميس بضيق :
-ازاي يعني مااحنا متفقين ان مفيش شغل بليل ...
اردف الاب قائلا :
-ماتخافيش علي اختك يالميس ....اختك بمية راجل ....
لميس :
-انا مابقولش حاجة يابابا .....بس الدنيا مبقتش أمان ...
نهضت انجي وأخذت حقيبتها ...وغادرت المنزل ...
دخل الشك في قلب لميس ...ولكنها حاولت ان تبدو طبيعيه امام والدها .....
لميس بابتسامه :
-اعملك شاي ولا قهوه ياحبيبي ....
ابتسم الاب قائلا :
-ياااه يالميس ....حلم حياتي أتحقق وبقيتي احلي دكتورة ....
قبلت لميس يد والدها قائلة :
-حبيبي ...دا انا اللي مفروض اشكرك علي انك هلكت نفسك في الشغل عشان اكمل في الكلية ....ربنا يقدرني واعوضك عن كل الأيام دي ....
......صلوا علي النبي ......
وصلت انجي الي منزل حمزة الدميري ...
وسمح البواب لها بالدخول .....قائلة :
-حمزة باشا فين ؟
البواب :
-اتفضلي ...
دلفت انجي الي الفيلا ....الي ان اتي حمزة قائلا :
-كنت واثق انك هتيجي ...
رفعت انجي حاجبيها قائله :
-انت عاوز مني اي ؟؟
حك ذقنه بطرف أصابعه قائلا :
-عجباني ....هعيشك في مستوي مش هتحلمي بيه ...
انجي :
-يعني اي ..عاوز تجوزني ...
قهقه حمزة قائلا :
-لا مش للدرجادي ...انا عايزك صاحبتي ....
واخرج بعض من المال ...ووضعه أمامها قائلا :
-دا عربون ....فكري في الحياة الجديدة اللي مستنياكي ...واي حاجة هتعوزيها هتبقي تحت امرك ....
انجي بقوة :
-ولو رفضت ...
أخذ حمزة نفسا طويلا قائلا :
-عادي ...بس هتعيشي منين ...انا البلد كلها تحت ايدي ....في ايدي اقعدك في بيتك ...
انجي وقد شعرت بالضعف حقا ....قائلة :
-انا موافقه ....
ابتسم حمزة ابتسامة انتصار ....قائلا :
-طب يالا ياحلوتي ....
توجهت انجي معه الي الغرفة .....وفعل بها مايريده ....ولم تستطع ان تمنعه ...حقا انها مغيبة عن الواقع ...لم تفكر للحظة فيما يحدث بعد ذلك ....
...........وحدوا الله ..........
مرت الساعه الثانية عشر بعد منتصف الليل ...كانت لميس قلقه حقا علي شقيقتها ....تحاول الاتصال بها ولكنها لا تجيب ....مما جعلها تقلق اكثر قائله :
-ياتري انتِ فين ؟
علي الجانب الاخر ...
نظرت انجي الي الساعه لتجدها تدق الواحده صباحا ..
فانتفضت من مجلسها بسرعة قائلة :
-انا اتاخرت اوي ...
حمزة وقد قبلها من خديها قائلا :
-السواق هيوصلك ياحلوتي ...
نهضت انجي وركبت السياره ....كانت طوال الطريق تبكي ......علي مافعلته بنفسها ...أين كان عقلها ...عندما فكرت في شئ كهذا ...حتي وصلت الي منزلها ...وفتحت لها لميس الباب ..
لميس وهي تجز علي أسنانها :
-انتِ اتجننتي ...انتِ كنتِ فين كل دا .....
انجي :
-كنت في الشغل ...تصبحي علي خير ...
لميس :
-ماشي انا هسيبك تنامي ....بس بكره حسابي معاكي ....
بعد مرور عدة ايام ....
وجدت لميس رساله علي هاتف شقيقتها ...وهي تنضف الغرفه ...
فقرأتها لميس بذهول ...ونص الرسالة كان :
-هستناكي النهارده في الفيلا ....
وقع الهاتف من يد لميس ووضعت يدها علي فمها غير مستوعبه