رواية الطبيبة القاتلة الفصل الثالث عشر


 

رواية الطبيبة القاتلة

بقلم امل حماده


الفصل الثالث عشر 


                            

وقف سيف مذهولا لما سمعه ...لم يصدق حقا ....الي ان كرر حديثه قائلا :

-انت متأكد ؟

الطبيب :

-ايوه ...اكيد ....المهم لازم تاخد الدوا في مواعيده ...عشان كان في دوا مفروض تاخذه من بدري بس هي اتأخرت ..

سيف :

-شكرا ....

غادر الطبيب المنزل ....بينما بقي سيف معها بالغرفة ....

جالسا علي الكرسي ...ينظر لها ...تلغبط شعوره تماما ...ولكن كل مايعرفه انه سعيدا بحملها .....شعر بأنه طفل يولد من جديد ...

وبعد مرور ساعتين ....

استيقظت لميس ....وهي تفتح عينيها ببطء ...لتجد سيف أمامها قائلا :

-حمدالله علي سلامتك ...

اعتدلت لميس في جلستها ...ولكنها توجعت ...

-خليكِ زي ماانتِ ...انتِ تعبانه .

لميس وهي تعيد خصلات شعرها للوراء وبخجل :

-انا كويسه ....هو اي اللي حصل ؟

سيف :

-كنت بتكلمي وفجأه أغمي عليكي ...تفتكر الاغماء دا جالك من اي ؟

اخفت لميس عينيها عنه ....قائلة وكأنها لا تعرف شئ :

-مش عارفة .

نهض سيف من مجلسه متوجها نحوها ...قائلا :

-بس انا بقي عارف .

نظرت له لميس وهي تتشدد بالغطاء عليها ...خائفة.

سيف :

-مالك يالميس ...قلقتي كده ليه !؟

اعطاها الروشته قائلا :

-اعتقد عارفه الدوا دا بتاع اي .

لميس وحقا قد ارتبكت الي ان وضعت رأسها في الأسفل ...

رفع سيف رأسها برفق :

-انتِ ليه خبيتي عني !

لميس :

-مكنتش اعرف .

سيف :

-انتِ كدابة ....انتِ حامل في ٣شهور ....اكيد كنتِ عارفة ..

حقا حزن سيف منها ....لأول مره يشعر بكسرة ...الي ان نهض من مجلسه قائلا :

-انا هبعت اجبلك الدوا .....ارتاحي ....

وبمجرد ان خرج سيف ....انهمرت لميس في البكاء .....

           ......اذكروا الله ......

في احد من الشقق التي يمتلكها حمزة ...

كان حمزة يسهر مع نورا ....يفكر في حل ينتقم به من لميس وسيف ...ولم يهتم لامر نورا التي تشاغله ...

نورا :

-في اي ياحمزة .....انت مبقتش معايا خالص ...

حمزة بضيق :

-بقولك اي...عدي يومك احسنلك .

وجاءت لتقبله ولكنه ابعدها عنه .....الي أتته مكالمة من احدي رجال سيف ...

اجاب حمزة علي الفور:

-ها في جديد ؟

الرجل :

-هو بعتني اجيب دوا حمل ..

انتفض حمزة من مجلسه ...وجز علي يديه ...من شدة عصبيته ....قائلا :

-طب اقفل الوقتي ...

نورا :

-في اي ياحمزة ؟

أخذ حمزة جاكت بدلته وغادر المنزل ...

ظل يفكر طوال الطريق قائلا :

-يعني الهانم حامل ....امال معايا كانت عاملة شريفه ليه ....عمتا كل حاجة وليها حل وهرجعك ليا يالميس ...بعد ما اقهره .

.....وحدوا الله ....

مر يومين ....ولم يتحدث سيف مع لميس ...بل كانت في غرفتها ليلا ونهارا ...وتطمئن علي مالك من وقت لآخر ....

واتت خادمة جديده ....ولكن لميس لم تأكل جيدا ....ولم يعلم سيف بهذا ...

وفي يوم قررت لميس الذهاب الي طبيب ...

وحينما وصلت وكشف عليها ....

تحدثت قائلة :

-انا عايزة انزل الجنين ...ممكن تعملي العملية؟

الطبيب :

-يادكتورة انا مش بعمل عمليات زي دي ...وانصحك بلاش انتِ ربنا عاطيكي نعمة غيرك محروم منها ....

لميس :

-انا عارفه ....بس انا لازم انزله ....

الطبيب :

-اسف ....

نهضت لميس وغادرت   العيادة ....وكان حارس سيف يتتبعها ...حتي ذهب للطبيب وسأله بما كانت تتحدث به ....

واتصل بسيف وأخبره بكل شئ ...

غلي الدم في عروق سيف ...عند سماعه لهذا الحديث ....وترك عمله متوجها الي المنزل ....

ليري لميس جالسة امام المنزل ...فأخذها من يدها بقوة ...متوجها بها الي الداخل ....

الي ان وضعها بغرفتها ....قائلا بتحذير :

-انتِ خلاص وصل بيكي الجنان ...عاوزه تسقطي ابني ...

لم تتفوه لميس باي شئ ...

سيف 

-انا طول عمري مبحبش يبقي عندي حرس ...بس من هنا ورايح ..هحطلك

حرس في كل حته ...جوه البيت وبره البيت ...ومعتش خروج من اوضتك ...

امسك لميس يديه تترجاه :

-لا ياسيف ....ارجوك ماتحبسنيش ....مش هعمل كده تاني ...

ترك يدها بقوة .....قائلا :

-مش عاوزاسمع صوتك ...

فتوجه خارج الغرفة ...واغلق الباب جيدا ...

الي ان وجه حديثه للخادمة قائلا :

-لميس ماتطلعش من اوضتها ....انتِ المسئولة قدامي ...فاهمه ...

-حاضر يافندم ....

ظلت لميس علي هذا الوضع لمدة يومين ....كان باب غرفتها يفتح ...من اجل دخول الخادمة بالطعام فقط ...ولكن شعرت لميس بالاختناق ....

-سبيني اطلع ...

الخادمة :

-ارجوك ياهانم ....سيف بيه  لو عرف هيأذيني وانا غلبانة مش ناقصة .....

ضربت لميس بيدها في الحائط ....من شدة انفعالها قائلة :

-انا عاوزة اخرج ....انا مش مسجونه ....

وجاءت لتخرج لتجد الحرس أمامها ....يمنعوها ....

لتعود الي غرفتها ....وتغلق الخادمة الباب ...

جلست تفكر ماذا ستفعل ؟

ولكنها من شدة انفعالها ظلت تضرب في بطنها .....صارخة :

-انا بكرهك ....مش عاوزاك ...

كانت توجه ذلك الحديث للجنين ....

الي ان وقعت مغشي عليها ...

          .....صلوا علي النبي .......

تقابل كل من حمزة واحد من رجال سيف ...

حمزة :

-اسمع انا هعطيك ٥مليون ....مقابل انك تخلي الخدامة بتاعه سيف تحط دا في العصير ل لميس ..

سعيد :

-ايوه ياباشا بس انا هقول للخدامة ازاي تحط دا في العصير ....ممكن تروح تقول لسيف ...وساعتها يقتلني ...

حمزة :

-ماانت لو غرتها بالفلوس هتعمل كل حاجة .....الموضوع في ايدك ومش صعب ....

سعيد بتفكير :

-وانا علشانك ياباشا اعمل اي حاجة ...

تراجع حمزة بجسده الي الخلف قائلا :

-عشاني برضو ولا عشان الفلوس ....

سعيد :

-انا عنيا ليك ياباشا ....

          ......وحدوا الله .......

أتت الساعه العاشرة مساءا ...وعاد سيف الي منزله ....واطمئن علي طفله بأنه نائم ...

الي ان وجه حديثه ألي الخادمة :

-لميس اكلت ؟

الخادمة :

-ايوه يافندم ...

سيف :

-طب بقولك اي ....ادخلي شوفيها كده ممكن تكون جعانه ولا حاجة ....

لبت الخادمة الأمر ...ولكن حينما دلفت الي غرفتها ...وجدت واقعه في الارض ....

فصرخت الي ان اتي سيف ...

سيف بقلق :

-لميس ...لميس ردي عليا ....

حملها سيف ووضعها علي الفراش .....واستدعي الطبيب ...

كاد قلب سيف ان يتوقف من قلقه عليها ...

هتف الطبيب قائلا :

-محاولة اجهاض ..

سيف :

-اجهاض !

الطبيب:

-الظاهر ان في سبب نفسي ورا الإجهاض ....افضل انها تتعالج نفسيا الاول ....

جلس سيف معها في غرفتها ...لم ينم ولا يغفل له جفن الا ويطمئن عليا ...

وفي تمام الساعه الثانية عشر ...

بدأت تستعيد وعيها ....وكانت عينيها تنظر له ...

سيف بحزن :

-انتِ ليه مابتسمعيش الكلام؟

لميس :

-..........

قد سقطت دمعة من عينيه ....بمجرد ان اقترب منها ...

-بكره قدامك اختيارين ....تتجوزيني او تبعدي  

كان يتحدث وقلبه يحترق .....ولم يستطع التغلب علي دموعه ...

ازالت لميس دموعه ....قائلة بهمس :

-انت بتعيط ياسيف ...انا اول مره اشوفك كده .

كاد ان ينهض ولكن امسك لميس يديه ....وضمته الي أحضانها 


               الفصل الرابع عشر من هنا


تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×