رواية جرح غائر الفصل السادس عشر

 


 رواية جرح غائر

بقلم نيرة محمد

الفصل السادس عشر 

عاصم رد علي نور بلهفه وخوف لما سمع كلامها ...نور ممكن متتكلميش دلوقتي  واللي انتي عايزاه هعمله 


نور حاولت تتكلم تاني بس لسانها وجسمها خانوها غابت عن الوعي وراحت في دنيا تانيه 


عاصم بص علي امها وابوها اللي اتفزعوا حاول يهديهم وهو عايز اللي يهديه في اللحظه دي ..متخافوش فيها نفس ضعيف 


قبل مايردوا كان شايلها بين ايديه بلهفه وعنايه كان اخدها في حضنه جامد وهو رايح ناحيه الباب سمع ملك بتقوله بقهر ..انت كده اخترت ..قبل ماتنزل من هنا تكون مطلقني 


عاصم بصدمه ..انتي بتقولي ايه ..انتي مش شايفه اللي بتموت علي ايدي دي ..انتي ايه حصلك ياملك ..عمرك ماكان قلبك جامد كده 


ملك بدموع محبوسه في عنيها مش عايزاها تنزل قدامه عشان تفضل باينه قويه 


نطققت بسخريه والم ...البركه فيك ياعاصم ..وشاورت علي نور ..وفيها 


عاصم بصلها بحزن ونطق برجاء ...انسي دلوقتي بس اي حاجه وافتكري انك دكتوره ياملك ..يعني مهنتك انقاذ الناس حتي لو علي حياتك ..واي حاجه ترضيكي بعد كده هعملها 


ملك كلامه فكرها انها مهما الكره اللي جواها لنور لكن هي مريضه وبتموت اودامها  فواجب عليها مساعدتها كدكتوره  وتنسي دلوقتي هي مين بالنسبالها


هزت راسها علامه الموافقه علي كلامه ومشت وراه هي واهل نور للمستشفي 


في عربيه عاصم كان سايق بصوره جنونيه كل ثانيه يقيس نبضها ويتنهد براحه 


بعد شويه كانوا وصلوا في المستشفي وعاصم شال نور اللي كان مقعدها وراه وملك نزلت من عربيتها هي واهل نور اللي ركبوا معاها 


عاصم كان بيزعق لاي حد يقابله عشان يجهزوا اوضه الكشف 


وبالفعل بعد ساعه خرج من عندها الدكتور المعالج وعلامات  الاجهاد علي وشه وجه كلامه لملك وعاصم وحتي ابوها وامها اللي مش قادرين يقفوا علي رجلهم من الخوف والرعب علي وحيدتهم ....بص يادكتور عاصم انت والدكتوره ملك ..حضراتكم كدكاتره عارفين ان السرطان لما بيكون بشكل كبير في المخ فللاسف مفيش فايده للعلاج الكيماوي معاه ..ولكن بيكون فيه اكتر من عمليه      بتتعمل للمريضه وربنا عليه التوفيق لانها بين ايديه ..احنا نعمل اللي علينا والباقي علي ربنا بس ممكن عمليه فيهم تسبب غيبوبه لاقدر الله وده بتكون بمده الله يعلم هتنهي امتي ..فحابب اخد القرار منكم لان طول الوقت مش في صالحنا 


ابو نور وامها حالتهم بقت صعبه بعد ماسمعوا كلام الدكتور خاصه ان الخطر موجود في جميع الحالات 


عاصم اتنهد بحزن وبص لملك اللي بتبصله بضيق واتكلمت موجهه كلامها للدكتور ..المفروض العمليه تتعمل امتي 


الدكتور بعمليه ...المفروض في اقرب وقت ..بس عايزين امضاء الزوج لو موجود ..وبعده الاب ..ونبداها بعد بكره باذن الله 


ملك بصت لعاصم بوجع واتكلمت ..دكتور عاصم جوزها هو هيديك امضته 


قالت اخر كلامها ومشت من اودامهم بسرعه قبل مادموعها تخونها اودامهم وده اخر حاجه هي عايزاها دلوقتي لازم تبقي قويه لاازم 


عاصم بالفعل مضي علي موافقه علي العمليه هو وابو نور 


ابو نور وامها راحوا ناحيه المسجد تبع المستشفي عشان يصلوا ويدعولها من قلبهم ويطلبوا من ربنا يسامحهم علي جرحهم لملك من غير قصد واخدوا قرار انهم مدانين لملك بالاعتزار 


كانت نور في العنايه المركزه نايمه لاحول لها ولا قوه متعلق في بؤها خراطيم للتنفس شكلها الجميل كان يوجع القلب 


عاصم كان  بيبص عليها من وراه الازاز وبيتكلم بصوت مسموع لنفسه بحزن ....ظلمتك كتير اوي يانور ..طول عمرك بتحبيني وانا مش شايفك ..واجعتك وجت عليكي وحتي يوم ماتجوزتك اذيتك مش فرحتك ..انا مخنوق اوي يانور ...حاسس اني مستهلكيش ولا استاهل ملك ..حتي هي كمان ظلمتها ووجعتها وخنتها     بس والله ماكان قصدي ..حاجه جوايا حركتني خلتني اوافق علي جوازي منك ..مش عارف اني ممكن بتصرفي ده اجرح اكتر اتنين حبوني وانا والله ما استاهل الحب ده 


اتنهد بتعب وبص عليها بصه اخيره وراح ناحيه مكتب ملك في المستشفي 


خبط علي الباب بهدوء وسمع صوتها بتسمحله انه يدخل 


دخل لقاها قاعده علي المكتب وحاطه راسها بين ايدها رفعت وشها بس اتعصبت واتخنقت لما شافته قدامها 


نطقت بعصبيه ..انت ايه اللي جابك هنا ..اتفضل اخرج بره وروحلها 


عاصم قرب منها ونزل علي رجليه قدامها وباس ايديها الاتنين واتكلم بندم ..انا اسف ياملك ..عارف ان اعتزار الدنيا ميكفيش اللي سببته ليكي ..بس      طمعان في قلبك اللي مفيش زيه ..انك تسامحيني وتديني فرصه تانيه وانا هعوضك عن اي جرح سببتهولك ...سكت شويه وكمل برجاء ..ونور ياملك ملهاش ذنب ..انا الغلطان الوحيد في اللي حصل


ملك.كانت سمعاه ومفيش اي تعابير علي وشها استنت لما خلص وقامت من مكانها وبصتله ببرود .خلصت كلامك 


عاصم قام وقف جنبها وحاول يلمسها بس هي نفضت ايديه باشمئزاز واتكلمت بعصبيه ..متلمسنيييش ..واتاكد ياعاصم انك لو مطلقتنيش هخلعك 


عاصم بصدمه ردد كلامها بزهول ...تخلعيني 


ملك بكبرياء ..اومال مفكرني هقبل اعيش معاك يوم واحد بعد اللي عملته ..تبقي غلطان      لو انت قلبي ياعاصم هدوس عليه بجزمتي عشان كرامتي ..فاهم ولا لا 


عاصم ماكنش لاقي كلام يقوله قدام قوتها اللي بعيده كليا عن شخصيتها اللي هو حفظها 


فكر بضيق ..معقول جرحي ليها غير شحصيتها كده ..بس معاها حق ..اللي عملته فيها مش قليل 


فاق علي صرختها باسمه ..اطلع بره ياعاصم مش عايزه اشوفك 

اودامي 


عاصم قرب منها واتكلم بخنقه ..يعني مش عايزه تسامحيني 


ملك نطقت بكلمه واحده بكل تاكيد وثقه ..عمري 


عدي اليومين عليهم وجه معاد العمليه 


نور في اليومين دول  كانت في دنيا تانيه علي التنفس الصناعي في العنايه المركزه ومكانتش بتفوق الاقليل ومش بتقدر تتكلم وممنوع حد يدخلها 


ملك اختفت وخدت اجازه من المستشفي اللي فيها نور عشان مش حابه تشوف عاصم ولا حد من اهل نور اللي مش قادره تتقبلهم كلهم 


ام نور وابوها راحوا لملك المكتب واترجوها تسامحهم وتسامح نور ..بس هي قابلتهم       بالرفض جرحها بسببهم كان اكبر من انها تسامح علي الاقل في الوقت الحالي 


عاصم حاول يروح لملك عند خالتها ويتكلم معاها اكتر من مره بس كانت بترفض تخرج ليه وخالتها بتصبره انها لما تهدي شويه هتكلمه 


عاصم كان دايما متابع نور حتي عيادته الخاصه مكانش بيروحها كان دايما في         المستشفي عشان يكون جنب نور ومعاها واللي  تعبه ان كل معاد العمليه مايقرب بيحس بخوف ورعب من خسارتها وبيسال نفسه كل ده لو مش حب حقيقي هيكون ايه 


قبل معاد العمليه بلحظات كان عاصم جوا المكتب بيجهز عشان يدخل مع نور العمليات      عشان يكون جنبها سمع خبط علي الباب وسمح للطارق بالدخول 


دخل من الباب الساعي عم محمد بيكلم باحترام ..حضرتك الظرف ده جالك وتاكد عليا ان اسلمه لحضرتك بايدي 


عاصم بص علي الظرف باستغراب ورد ..مين اللي جابهولك ياعم محمد 


ده احمد  بتاع بوسته المستشفي يادكتور سلمهولي باسمك 


عاصم بتفهم ..تمام اتفضل انت ياعم محمد 


بعد ما عم محمد خرج بص عاصم للظرف باستغراب وفتحه بس بمجرد مابدا يقراه وهو حس ان الدنيا دارت بيه ..


عاصم انا مقدرش استحمل اكتر من كده ..مستحيل تكون جوزي بعد نور مابقت مراتك ..ونصيحه مني ياعاصم واجه نفسك انت بتحب       نور ..لانها دايما كانت في المرتبه الاولي عندك من غير ماتحس ..وده اللي معنتش اقدر اتحمله ..انا اسفه ياعاصم انت رفضت تطلقني فرفعت قضيه خلع ..والورقه التانيه اعلان عن القضيه اتمني تطلقني بهدوء عشان اسحبها 


ملك 

                   البارت السابع عشر من هنا

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×