رواية قلوب محترقة
بقلم نيرة محمد
الفصل الثامن
حور كذبت نفسها في اللي سمعته فحبت تتاكيد قربت منه واتكلمت بصوت مصدوم ومهزوز .......
انت قولت ايه دلوقتي
مروان بقوه ...قولت اني اتجوزت عليكي خلاص ولا تحبي اقول تالت
حور ضحكت وضحكت وضحكت بجنون بس سكتت فجاه وهجمت عليه ومسكت في ياقه قميصه بايديها الاتنين وهي بتهزه بعنف واتكلمت بصريخ ..
بتكذب قول انك بتكذب مستحيل تعمل كده انت ممكن تعمل اي حاجه في الدنيا تاذيني غير انك تموتني كده انت كده بتموتني
سبته فجاه واتكلمت بشهقاط عياط ودموع ...قولي انك بتكذب عشان خاطري يامروان
مروان كان بيبصلها ووشه جامد بس من جواه ندم ندم عمره انه كذب الكذبه دي عشان يقهرها ويحرق دمها حاول يشرحلها اما شاف انهيارها ده بس هي مدتوش فرصه لما شافت سكوته وجرت علي الاوضه ورزعت الباب وقفلته من جوه بالمفتاح
جري علي الباب يفتحه لاقاه مقفول خبط بعنف بسبب خوفه انها تاذي نفسها وهي في الحاله دي اتكلم بصوت عالي وتوتر
افتحي ياحور افتحي بلاش جنان انا والله ماعملت كده انا بقولك كده بس عشان اضايقك بسبب كلامك اللي زهقتيني بيه
وكمل برجاء ...ارجوكي ياحور افتحي الباب وبلاش جنان
الباب اتفتح وهو بيتكلم وخرجت حور وهي عنيها حمرا لون الدم واتكلمت بصوت حاولت تخليه هادي رغم النار اللي في قلبها ...
يعني انت ماتجوزتش
مروان بصدق ...والله ماحصل ده كان من ضيقتي من كلامك بس
حور قالتله بهدوء مريب ...انا مش عايزاك تتكلم معايا تاني ابدا دلوقتي ولاتيجي جنبي مش عايزه اسمع صوتك ولا اشوف وشك مااااشي قالت اخر كلامها بصريخ
دخلت وقفلت الباب عليها بالمفتاح من جوه وقعدت علي السرير ودموعها نزلت تاني وهي بتكلم نفسها ...يعني ماتجوزش ....يقولي كده عشان يحرق قلبي ....طب هو لسه محرقوش ....ده انا من ساعه ماحبيته وانا قلبي بيوجعني ....
لدرجه دي بيكرهي ....لدرجه دي انا ولا حاجه عنده ....يكذب عليا الكذبه دي وهو عارف ومتاكد اني ممكن اموت فيها ....لاكن اموت ولا اغور في داهيه يهمه ايه هو....انتي هتضحكي علي نفسك ياحور....هو عمره حبك ولا شافك اصل
سكتت شويه وكملت بتصميم بعد مامسحت دموعها بعنف ...اقسم بالله يامروان وحياه كل اللي شوفته منك وحرقه قلبي لاندمك .....انت مش كل شويه تقولي روحي لدكتور روحي لدكتور نفسي وانا اللي برفض ...ماشي ياسيدي انا
هاخد بنصيحتك وهروح لدكتور وهخف من هوسي بيك وافوق لنفسي .....ويوم ما الدكتور يقولي اني خفيت من لعنتك هتكون انت بره حياتي ...
قالت الكلام ده لنفسها بتصميم وشغف وقوه
قامت خدت شاور ولبست بنطلون جينز وبلوزه جميله عليه وحطت ميكب بسيط وخدت شنطتها وخرجت من الاوضه وهي متعمده تتجاهله وتقوي قلبها وتفكر نفسها بكلامها من شويه
مروان كان قاعد وحاطط دماغه بين ايديه سمع فتحت الباب بصلها بلهفه بس اللهفه حل مكانها الاستغراب لما شافها خارجه ناحيه باب الشقه ومتجاهله وجوده
استفزته وقام راح لحقها عند الباب وشدها من دراعها واتكلم بعصبيه ...انتي اتجننتي مفكره نفسك راحه فين ملكيش راجل تساليه ولا ايه ان شاء الله
حور حاولت تتكلم ببرود شدت ايديها منه واتكلمت ...مخنوقه شويه هشم شويه هوا وجايه فيها ايه دي ...ولو سمحت متعترضش لاني تعبانه جدا ومحتاجه اخرج
مروان بتانيب ضمير متملك منه ....حور انا اسف انا...
حور مقاطعه بنفس البرود .....خلاص يامروان مفيش داعي للكلام معنتش عايزه اسمع منك حاجه ...ممكن تسيبني اخرج بقا لو سمحت
مروان محبش يزود عليها كفايه اللي عمله اتكلم باستسلام لرغبتها ...اتفضلي بس ياريت متتاخريش
حور مشت من اودامه من غير ماترد
نزلت ركبت عربيتها ومشت لحد ماوصلت لعماره كبيره وراقيه
بصت علي اسم اليافته المتعلقه في شقه من الشقق قرت اسم
الدكتور عبد الرحمن عبد الوهاب دكتور الطب النفسي
بصت علي الموبايل عرفت ان العنوان اللي بحثت عنه علي النت مظبوط خرجت من العربيه وطلعت العياده وقالت للسكرتيره علي اسمها وانها بعتت رساله ليها عشان تحجز قعدت شويه وبعد كده جه دورها ودخلت بخطواط بطيئه ومتوتره
لقت دكتور وشه بشوش بيبصلها من ورا نظاره طبيه وبيبص في الملف بتاعها اللي فاضي لسه غير من اسمها فقط واللي عرفه من السكرتيره هو في الخمسين من عمره تقريبا شجعها
انها تقرب وتعد قدامه واتكلم بهدوء ورزانه ...اذيك ياحور مالك متوتره ليه كده متتوتريش ومتخافيش اعتبريني اب ليكي وانا يشرفني ان يكون عندي بنوته حلوه زيك
قال الكلام ده كتشجيع ليها لما شاف توترها وخوفها منه
حور اللي اخير لقت صوت نطقت بيه اتكلمت بضعف..... انا الحمد لله ياكتور شكرا جدا ليك اكيد الشرف ليا
الدكتور بعمليه ...ها قوليلي بقا ايه اللي خلاك تلجايلي عشان اسمعك وياريت نتكلم مع بعض في منتهي الصراحه عشان اقدر افيدك
حور حاولت تستجمع قوتها وتكمل الخطوه اللي جت عشانها فاتكلمت بحزن بان في صوتها وصدق همست .....مروااان
الدكتور باهتمام وتركيز ...مين مروان
حور ردت وكانها بتكلم نفسها وتطلع اللي جواها واللي حبساه من سنين ....ابن عمي وحبيبي وعشقي وهوسي واللي اكتشفت ماخرا انه مرضي
الدكتور ماكنش عايز يقاطعها عشان تطلع كل اللي جواها بصدق وبدون خوف
كملت بدموع نزلت غصب عنها بسبب القهر ...عمري ماشوفت منه حاجه تخليني احبه ومع ذلك عشقته مش بس حبيته انا اه مانكرش انه كان حنين معايا في يوم من الايام بس انا ساعتها كنت طفله ....انا كان عندي 15 سنه وهو كان تلاتين عمري
ماحسيت اني شيفاه كبير عليه طول عمري نفسي يكون اماني وحمايتي وسندي بس كل ده كان امنيات السن اللي كان عندي 15 سنه ده كان سن مراهقه بالنسبالي كنت مابشوفش غيره
كان تعاملاتي يعتبر معدومه مع الشباب خاصه ان بابا كان شديد عليا وبيخاف عليا ودايما يحزرني من القرب منهم حتي زمايلي في المدرسه والكليه ماكنش عندي غير ليلي صاحبتي وبس
كنت اعمل ايه ماشوفتش راجل غيره من صغري شوفت حنيته علي مامته ووقوفه جنبها في مرضها حتي انا لما كنت الجأله في مذاكره او توصيل للمدرسه ماكنش يتاخر كنت بشوفه بطلي وبتمني اني اكون بطلته
سكتت شويه تاخد نفسها وبعد كده كملت بدموع ذادت ...بس اتغير معاملته اتغيرت فجاه بقي بيعاملي ببرود بقا جاف معايا حتي المجامله اللطيفه اللي كان بيفرحني بيها منعها خالص وبقا مكانها كلام يجرح ويكسر انا عارفه ان ده لما شاف نظراتي وهو كبير وفاهم وعرف اني حبيته اوي فكان بيكرهني فيه
كملت بشهقات ...بس كله ده في حته واما حب سهي واتجوزها دي حتي تانيه كسرني قتلني بجد لما كنت بشوفهم مع بعض وبشوف حبه ليها كنت بكرها بجد وبحقد عليها ليه هي معاه وانا لا ليه حبها وانا لا هو انا وحشه اوي كده ....حتي لما ماتت عاش علي ذاكراها قفل قلبه عليها هي وبس ...كان
بيعاملني كان انا اللي قتلتها يمكن عشان كرهي ليها كان واضح بس انا مستاهلش منه كده ...كل ده كان غصب عني والله غصب عني قالت اخر كلامها وانهارت في العياط
الدكتور بيبصلها بحزن واتكلم بهدوء عشان يهديها ....اهدي ياحور انا عارف ان غصب عنك واكيد هساعدك بس اهدي
وكمل بعمليه لما شافها هديت ومسحت دموعها بضعف ...ياريت تكملي انا سامعك بس من غير عياط لو سمحتي اتكلمي براحتك خااالص واهدي
حور كملت كلامها وقالتله علي الخطه اللي عملتها عشان تتجوزه وقالتله علي يوم فرحها واللي عمله معاها وختمت كلامها باخر موقف بينهم والكذبه اللي قالهالها عشان يقهرها
كان بيسمعها بتركيز واهتمام وبعد ماخلصت اخر كلامها كانت باصه في الارض باحراج من نفسها و اللي قالته
الدكتور بجديه ...عارفه ياحور انتي مشكلتك ايه
حور باحرج وصوت يكاد يكون معدوم ...ايه
الدكتور يكمل ...انك غاليه اووي وانتي رخصتي نفسك مش عارفه قيمه نفسك ...انت بنت جميله ذكيه مؤدبه اي حد يتمناكي ...بس انتي سيبتي كل ده واختارتي اللي قلبه مع غيرك فرضتي نفسك عليه ...فاللاسف شافك قليله فاتعامل
معاكي علي الاساس ده ...عارفه لو بعدتي خليتي لنفسك شخصيه وكيان بعدتي عن المثلث اللي رسماه لنفسك واللي اساسه مروان ...ساعتها بس هيحس بقيمتك ويتمني منك نظره حب من اللي كنتي مغرقاه بيه ساعتها بس هتحسي بالكمال
وكمل انا هقولك تتعاملي معاه ازاي بعد كده وصدقيني حيحس انك بتضيعي منه فاهيفوق ولما يحصل ده ان كنتي تسامحيه او لا القرار ليكي
حور شكرت الدكتور جدا وسمعت منه اللي هتعمله بعد كده
روحت من عنده وهي عندها امل انها تتخلص من لعنه مروان وللابد
عدي عليها فتره بتزور الدكتور بانتظام وبتنفذ كل كلامه مروان لما يجي البيت بقت بتتجاهله مش بتحاول تتكلم معاه زي الاول خلت اوضه الاطفال ليها تنام فيها وده اللي جنن مروان وخلاه في علامات استفهام كتير في دماغه كانت بتهتم بشكلها كل يوم لبس شكل تسريحه شعر شكل ميكب هادي ومبين
براءه ملامحها لبس حلو وجرئ كانت بتشوف نظرات مروان اتحولت من البرود والامبالاه للهفه والاعجاب كان بيتمني تقعد جنبه شويه قدام التلفزيون كان بيجيب فيلم اجنبي عشان يكون طويل وتقعد معاه فتره اطول حتي الاكل بقا يقولها
تسلم ايديك بعد ماكان ياكل ويقوم من غير مايبصلها حتي في المقابل هي من جواها نفسيتها ارتاحت الي حد ما عن الاول بس في الظاهر البرود والامبالاه هو ده اللي بقا صفاتها مؤخرا معاه
اللي مستغراه اكتر نظرات الرغبه اللي بقت تشوفها بيبصهالها من يوم فرحهم وهو كان بيتجهالها ويخترع انشغاله باي حاجه عشان مايقربش منها دلوقتي رغم النظرات اللي شيفاها في عينه الا انها هي اللي بتبعد وتتحجج
حاسه انها بدات تشوف نظره حب في عنيه بس بسبب قله ثقتها فيه بتكذب نفسها واحساسها
علي الجانب التاني هو كان دماغه هتقف من التفكير
ايه اللي غيرها كده مستحيل تكون دي حور اللي كانت بتعشقه دي نزولها عند امها وابوها وحتي امي كتر خاصه لما اجي البيت تعمل الغدا ونتغدي وتلبس احلي ماعندها زي مايكون قاصده تجنني وتستاذني وتنزل وانا مش ببقي عارف امنعها
عشان لهفتي عليها ماتبنش واللي بدات احس بيها ومش عارف السبب
مروان ماكنش بيبطل تفكير في اللي غير شخصيتها كده قرر انه لازم يسالها ويتكلم معاها ويشوف اخرتها ايه
استسلم للنوم بعد تعب من كتر التفكير واستقر انه بكره بعد مايجي من الشغل يتكلموا
تاني يوم صحي راح الشغل وهي نايمه وده مش عادتها كانت بتقوم عشان يفطوا مع بعد وتشوفه قبل ماينزل
في الشركه
الباب بيخبط علي مروان اللي قاعد علي المكتب ومشغول في الاوراق اللي قدامه
سمح بالدخول دخلت السكرتيره وقالتله ...مروان بيه في ست كبيره بره وعايزه تقابل حضرتك ضروري
مروان باستغراب ...ماقلتش مين
السكرتيره بعمليه ..لا يافندم هي بتقول عايزه حضرتك في كلام مهم
مروان باستغراب اكبر ...خلاص خليها تدخل
بعد شويه دخلت ست كبيره باين علي ملامحها الكبر لابسه اسود في اسود وعلامات وشها باين عليها الحزن اتكلمت بضعف ..ممكن اقعد يابني
مروان باحترام ..طبعا اتفضلي يا امي ...ممكن اعرف مين حضرتك
الست بحزن ودموع فجاه ..ممكن انت متعرفنيش بس انا اعرفك كويس من كلام ابني عاصم الله يرحمه عنك
مروان بتاثر ...ممكن بس ياامي تهدي ومتعيطيش وابن حضرتك الله يرحمه عرفني منين
الست مكمله بحزن اشد ..ابني عاصم السيوفي كان معاك في الكليه ممكن ماتكونوش اصحاب اوي لكن انت عزمته في فرحك باعتباره صديق من بعيد ...بص يابني عشان ماتكلمش
كتير لان قلبي موجوع هو بعاتلك معايا ظرف جواه جواب وصور وقالي لو ربنا خد امانته لانه كان عنده الكلي متدمره فكان عارف انه ايامه في الدنيا معدوده
كانت بتقول كلامها بعياط ودموع مش بتقف دموع حسره وقلب ام محروق علي فقدان ابنها حته منها
كملت اوصلهولك وبيقولك انك تسامحه عشان خاطر ربنا والعيش والملح اللي بينكم
مروان بحزن وتاثر بسبب كلامها ولما افتكر عاصم فعلا ...حضرتك انا مش عارف اقولك ايه اولا البقاء لله ربما يجعل مرضه في ميزان حسناته ...بس حضرتك هو انا اسامحه علي ايه انا مشوفتش عاصم بقالي كتير
الست وهي بتقوم وتروح ناحيه الباب لفت وقالتله بقهر ....هتفهم كل حاجه من الظرف بس ابوس ايدك يابني سامحه من قلبك هو اتعذب كتير قبل مايموت وكان نفسه يجيلك بس ربنا ماردش فكان كاتب الظرف ده ووصاني اوصلهولك
قالت الكلام ده وخرجت ودموعها علي خدها
مروان اللي بيبص للباب بحزن ورجع بص للظرف وبدا يفتحه باستغراب
فتحه ولما فتحه شاف جواه جواب وصور فتح اول صوره
واتصدم عنيه ماكنتش مصدقه قلبه بيدق جامد كانه هيقف نطق بصدمه وزهول ......مستحيييييل