رواية ملك للقاسي الفصل الخامس والسادس عشر


 


رواية ملك_للقاسي

الفصل_الخامس_والسادس_عشر


الفصل_الخامس_عشر : خيبة أمل. 




صدمة.....

ان نسكب كل مشاعرنا دفعة واحدة...

ثم نكتشف ان الكأس الذي حواها مثقوب !!!

ألم.....قهر.....حزن....غضب.......هذه الكلمات لاتصف حتى ولو جزء صغير مما تشعر به يارا الان....


شعرت بخناجر تطعن قلبها بعنف و تمزقه لعدة اشلاء شعرت كأن احدا قد صفعها لعدة    مرات كي تستفيق من حلم جميل مؤقت.....رفعت نظرها للمحامي وطالعته ببلاهة وضياع وهي متأكدة من ان جميع من في المشفى يستمع لصوت دقات قلبها المتسارعة.

حركت شفتيها محاولة التحدث لكن لسانها خانها لتسقط العبرات من عينيها معبرة    عن انكسارها و عذابها لكنها اخذت نفسا عميقا و اخذت الاوراق معها و خرجت من المستشفى بأكملها وعادت للمنزل بدون ان يعلم احد.

_______________________

في الشركة.


دلف مازن وهو عابس الوجه يتذكر كلامه مع زياد ومناقشته في امور زفافه من رهف ، زفر بقوة وكان سيدلف لمكتبه لكن رتاج اوقفته بابتسامة : 

- صباح الخير !

ابتسم مازن بهدوء :

- صباح النور.

- البشمهندس ادم عامل ايه دلوقتي ؟

تمتم بإيجاز :

- الحمد لله اتحسن وبقى كويس عن اذنك عندي شغل. 


استدار ليذهب لكنها نادته :

- ثواني يا مازن اقولك !!

توقف مازن ونظر لها بضيق :

- يا ايه ؟!

رتاج ببراءة :

- انا قلت حاجة غلط.

هز راسه بيأس وتعجب من هذه الفتاة التي تتصرف معه بأريحية تامة واردف بجدية : 

- البشمهندس مازن يا انسة مسمعش اسمي من غير القاب !


اجابته بحرج : 

- ااا....اسفة بجد مكنتش اقصد طلعت معايا كده حاضر أمرك.  

زفر مازن واستدار للمرة الألف ليذهب لكن صوتها اوقفه : 

- اطلبلك معايا قهوة يا مازن ؟

ابتسم مازن ثم هز رأسه بمعنى لا فائدة و قال وهو يدلف لمكتبه :

- لا شكرا. 


ابتسمت رتاج و قالت بصوت عالي : 

-عم محمود ممكن قهوة مضبوطة لو سمحت.


جلست لتنهي عملها وعلى وجهها ابتسامة مشرقة للغاية رفعت رأسها لتسأل عن القهوة    لكنها صدمت عندما وجدت تلك الفتاة المدعوة بسمر تمشي بخطوات متمايلة وتتجه لمكتبه وفي يدها صينية قهوة ثم دلفت. 


قبضت على يدها بقوة ونهضت مسرعة ودون ان تفكر فتحت باب المكتب بعنف دون طرق. 


انتفض مازن من اقتحامها فصاح بغضب : 

- انسة رتاج ايه اللي عملتيه ده انتي مجنونة !!

سمر بضيق : 

- انت مبتعرفيش ان عيب تدخلي كده على شاب وبنت لوحدهم. 


ابتسمت رتاج بسخرية مرددة :

- اووه sorry على المقاطعة بس مش قلت انك مش عايز تشرب قهوة حضرتك قاعد بتشرب معاها ليه دلوقتي. 

جز على اسنانه بغضب اشد : 

- رتاج اطلعي من هنا حالا !!

تجاهلته رتاج كأنها لم تسمعه واقتربت منهما بسرعة البرق قائلة بعناد :

- القهوة ديه بتاعتي انا اللي طلبتها الاول. 


فتح مازن فمه بدهشة وقبل ان يتكلم اخذت القهوة وخرجت : محدش ياخد حاجة بتاعتي انا يا سي مازن.


ظل الاخر يتطلع لفراغها بصدمة من اي خليط شكلت تلك الفتاة الجنون هو اقل كلمة يمكنه وصفها بها.


 

سمر :

- بشمهندس مازن ده تصرف مش محترم ابدا من سكرتيرة لمديرها في الشغل حضرتك متساهل معاها جدا. 

جلس مازن بهدوء : 

- اطلعي انتي كمان....وبدون نقاش.


زفرت سمر واخذت الملفات وخرجت وتركته.


اما رتاج فعندما خرجت استندت على الباب تستمع لكلامهم وابتسمت بسعادة عندما سمعته يأمرها بالانصراف لكن فجأة فتح الباب بقوة لتظهر سمر.


رمقتها باستحقار : 

- انتي كنتي بتتسمعي علينا ولا ايه ؟

رتاج بارتباك : 

- ها...لا انا كنت بشوف...هو انتي مالك اوووف.


كادت تذهب لكن سمر امسكت ذراعها وقالت بتحذير : 

- بصي بقى ياللي مابتتسمي قلة احترام مش عايزه خالص كلامي واضح ولو عايزة تلفتي نظر مازن و تتقربي منه بنصحك بلاش انا حطيت عيني عليه قبلك. 


ابتسمت رتاج بتهكم ثم كتفت ذراعيها امام صدرها :

- لا واضح انك حاطة    عليك عينك قبلي انا اصلا شايفاكي وانتي بتتقربي من كل الموظفين الرجالة اللي هنا و بتلفي عليهم واحد واحد... حاجة تانية يا انسة عقربة ؟


شهقت سمر ورفعت يدها ثم صفعتها بقوة وضعت رتاج يدها على وجنتها بصدمة فاردفت الاخرى بغضب :

- اوعى تاني مرة تقللي ادبك معايا المستر مازن مش هيرحمك واضح فعلا امك معرفتش تربيكي يا قليلة الادب. 


نظرت لها الاخيرة للحظات ثم وبدون انذار كبت القهوة الساخنة على ملابسها فصرخت سمر بقوة ادت لاجتماع الموظفين.

 

خرج مازن من مكتبه مسرعا :

- في ايه ايه اللي بيحصل هنا سمر مالك.


اجابته ببكاء مبالغ فيه :

- مستر مازن بص هي عملت فيا ايه لقيتها واقفة قدام الباب بتتسمع على كلامنا ولما سألتها هي بتعمل ايه كبت القهوة عليا و حرقتني. 

مازن بحدة : 

- رتاج انتي اللي عملتي كده.

رتاج بدفاع :

- بس هي اللي ضرب....

قاطعها بصرخة : 

- انتي اللي عملتي كده ردي عليا. 


اومأت بقوة :

- ايوة انا ومش ندمانة ابدا.


اندفع اليها صارخا بشراسة حتى ظن الجميع انه سيضربها :

- فاكره ده مكان للعب     عملتي كده ليه انتي مجنونة و كمان سايبة شغلك و جاية تتعاملي بوقاحة معايا و تتسمعي علينا فاكرة عشان بعاملك ب احترام هتسوقي فيها انتي في شركة مش ف بيتكم !


انصدمت من عنفه فهمست بصوت اقرب للبكاء :

- مازن انا...

قاطعها مازن بصراخ و فضاضة : 

- لآخر مرة بسمعك تقولي مازن ومن النهارده بتلتزمي بأدبك ووقاحتك سيبيها لأمثالك وملكيش دعوة بيا انتي هنا عشان الشغل بس ولا اقولك مفيش شغل.....اشار بيده متابعا :

- انتي مرفودة اطلعي من الشركة.


كل هذا ورتاج تطالعه بصمت وصدمة نظرت بطرف عينها للموظفين وجدت بعضهم    يكتمون ضحكاتهم والاخر يتعجب من غضبه الغير مبرر والبعض ينظرون لها بتشفي اما سمر فابتسمت ابتسامة استفزاز واشارت بيدها خفية للخارج.


مسحت دموعها واتجهت لمكتبها حملت حقيبتها وخرجت من الشركة مسرعة بينما صاح مازن : 

- كل واحد على شغله !!

سمر بألم مزيف : 

- مستر مازن الهدوم بتاعي باظت اعمل ايه.

رد عليها بنفاذ صبر : 

- اديهوملي اغسلهملك ليه انا ليا شغل غيركم يخربيت كده اتفضلي.


اومأت بحنق وذهبت كاد مازن يعود بمكتبه لكن موظفة اوقفته بكلامها : 

- على فكره سمر هي اللي غلطت يا فندم. 

نظر لها بحدة :

- نعم انتي بتكلميني ؟


بلعت الاخرى ريقها : 

- سمر قالت للانسة رتاج انه امها معرفتش تربيها انا لو كنت مكاتها كنت هعمل اكتر من كده وحتى انها ضربتها بالقلم.


مازن بصدمة :

- ضربتها !!

هزت رأسها فنادى على سمر و دخل الى غرفة مكتبه وعندما حضرت سألها :

-  انتي ضربتي رتاج ؟


حمحمت بارتباك :

- هاا.....اه..بس هي اللي...

قاطعها مازن بنظرة نارية :

-  ديه اخر مرة تعملي فيها كده والله لو شوفتك جمبها تاني او عملتي اي مشكلة هتترفدي اصلا كده كده طلبتك من نص ساعة عشان انبهك على شغلك اللي بقيتي تهمليه ف اي تصرف تاني هرفدك. 


كادت سمر تعترض لكن ملامح وجهه التي لم يعهدها احد منه اخافتها حقا فأومأت و خرجت بسرعة.


زفر مازن وتذكر كيف اهانها وتسبب في دموعها وطردها امام الجميع فخرج هو ايضا من مكتبه بل من الشركة ليبحث عنها نعم هذا تصرف غبي فعلا لكنه كان غاضبا ووجدها فرصة ل اخراج ما يعتريه. 

_____________________


في المستشفى. 


نهض ادم متحدثا بغضب :

- يعني انا يا رهف بقولك افضلي جمبها تقومبي تسيبيها ترجع البيت لوحدها ومن غير ما تقول كلمة. 


ردت عليه بتوتر :

- والله يا ابيه انا جيت متأخرة و شوفتها وهي خارجة بسرعة و ملحقتهاش يعني مش غلطتي. 


ابراهيم بهدوء :

- انتو مكبرين الموضوع ليه اكيد في سبب وكمان مش شرط عشان مردتش على اتصالك تعمل مشكلة يمكن بتكون مشغولة و بعدين انت متأكد انك معملتلهاش حاجة ماهو غريبة يعني انها تتقلب فجأة كده. 


زفر ادم بضيق :

- معملتلهاش حاجة يا بابا ، خلاص انا كده كده راجع البيت النهارده مازن فين كمان ؟


اجابته بحنان :

- كان واقف بيكلم زياد و بعدين هو كمان وشه اتقلب و مشي. 


ابتسم ابراهيم و وضع يده على كتفه :

- متشغلش بالك احنا هنمشي دلوقتي وانا اللي هسوق. 

- طيب. 


*****

اما يارا بمجرد وصولها دخلت الى غرفتها سريعا.


جلست على سريرها وهي منصدمة كليا حسنا هي كانت تعلم ان هذه اللحظة ستأتي    عاجلا ام آجلا لكن لم تتوقع انها بهذه السرعة اعتقدت انه بعد وفاة والدها لن يتركها اليس هو من وعدها في تلك الليلة انه لن يتخلى عنها بل سيبقى بجانبها الم يحتضنها بقوة ومسح دموعها وقال انها لايجب ان تبكي مادام هو معها اين تلك الوعود ام انه ماكاد يصدق وفاة ابيها حتى اراد الانفصال عنها      ومازادها الما رؤية توقيعه والاوراق


 التي تعطيها حقها من النفقة و ميراث والدها هل لهذه الدرجة يعتبرها رخيصة يعتقد انه    ان اعطاها المال فستعيش مرتاحة ستقبل باهانتها من يظن نفسه احمق تافه قطع بصيص الامل الذي خلقه قلبها بأنه لن يتركها مجددا لكنه قاسي كتلة برود متحركة اللعنة على هذا القلب اللعنة.


مسحت دموعها هامسة :

- بعد ما اهتميت بيه و عملت كل حاجة عشان يرضى و بابا مات و بقيت لوحدي     قلبه محنش ليا لا قرر يطلقني فعلا الراجل مبيحبش اللي بتتمسك بيه و تكرس حياتها ليه انا كنت غلطانة في تفكيري. 


تنهدت بألم و دخلت للحمام استحمت و عندما خرجت تفاجأت به يقف امامها. 


شهقت يارا هاتفة :

- ادم انت جت امتى !


اجابها ببرود وهو يقترب منها :

- انا كنت مستنيكي ترجعي بس لما طلعتي كنت فاكرك رايحة حمام المشفى مش قاصدة الحمام بتاعك. 

- افندم مش فاهمة ؟


تنهد ادم متسائلا بصوت قاتم :

- ليه اختفيتي فجأة ومكنتيش بتردي على اتصالاتي. 


ابتسمت يارا بسخرية :

- وده يهمك ايه خفت عليا ؟


اجابها بصوت قاتم :

- يهمني طبعا ماهو مش معقول مراتي تروح ل مكان من غير اذني انا مش بقبل بالتصرفات الطفولية ديه يا يارا فاهمة و ديه اخر مرة تعملي كده. 


اشاحت وجهها باستنكار على تفكيرها فهي اعتقدت انه قلق عليها لكن اتضح العكس. 


تنفست بعمق ثم اجابت :

- تمام ماشي عايز تقول حاجة تانية لو معندكش اتفضل. 


امسكها ادم من ذراعها بحدة :

- متنسيش نفسك انتي واقفة قدام مين اتكلمي معايا كويس !!


وضعت يديها على رأسها و صاحت :

- ادم امشي من هنا انا مش قادرة اسمع اي كلمة دلوقتي سيبني فحالي بقى !!


فقد اعصابه فصرخ ايضا :

- فهميني في ايه مالك قلبتي فجأة مش فاهم !


يارا بحدة وصوت عالي : 

-وده يهمك ف ايه مش انت هتسيبني ملكش دعوة بيا خلااااص اخرج من اوضتي انا مش عايزة اشوفك !!


تطلع ادم لدموعها و كم تألم وهو يرى انهيارها ، تمالك نفسه بشدة كي لا يحتضنها ويطمئنها بأنه لن يتركها ابدا لكن بدلا من ذلك ابتعد و غادر الغرفة. 

اما يارا فسقطت على الارض وضمت ركبتيها لصدرها تبكي بقوة لماذا كل هذا التحجر استكثر عليها حضنا بسيطا كم كانت تود لو ضمها لصدره الدافئ وطمأنها لكنه دائما مايخالف توقعاتها.


تنهدت بتعب ثم تذكرت انه خرج لتوه من المستشفى و يجب عليها ان تعتني به لذلك نزلت الى المطبخ و اعدت له الطعام و صعدت الى غرفته. 


طرقت يارا الباب و دخلت وجدته يحاول نزع قميصه لكن لم يستطع بسبب يده المصابة. 


تحدث ادم بثبات :

- جاية ليه ؟


حمحمت مجيبة :

- عملتلك اكل.

- مش عايز. 


وضعت الصينية جانبا و اقتربت منه كادت تفتح ازرار قميصه لكنه ابعد ردها بفضاضة :

- مش محتاج لمساعدتك انا بعرف اعمل كل حاجة لوحدي. 


يارا بعبوس :

- انك تقبل مساعدة من حد ده مش ضعف يا ادم. 


تابعت عملها و عندما ظهر صدره العاري اشاحت وجهها و البسته تيشرت خفيف قليلا ، كادت تبتعد لكن ادم ابتسم بخبث :

- و عايز اقلع بنطلوني كمان. 

- نعم !!

- مش قولتي لازم اتقبل المساعدة اهو انا محتاج اقلع بنطلوني. 


شهقت بصدمة و خجل ولم تدري ما تفعله فتابع :

- خلاص مفيش داعي انا اصلا لسه لابسه. 


نظرت له يارا وجدته يرتدي بنطال رياضي غير الذي كان يرتديه صباحا فتنهدت بحنق فهو كان يريد احراجها قصدا. 


ادم بهدوء :

- خلاص تقدري تروحي مش عايز ادايقك و تضطري تشوفي وشي و تسمعي صوتي. 


بللت شفتيها ثم اردفت :

- دلوقتي صحتك اهم لازم تاخد بالك من نفسك كويس عشان تتحسن انا محضرتك الاكل اللي بتحبه لازم تخلصه كله. 


اشاح وجهه عنها ببرود :

- انا مش جعان معلش. 


مطت شفتها بضيق ثم اجلسته و احضرت الصينية ، جلست بجانبه و بدأت تطعمه اجبارا عنه فنهرها ادم :

- يارا انا مبحبش التصرفات ديه قولتلك مش عايز انتي مبتفهميش. 


اجابته ببرود مماثل :

- معلش. 


تابعت اطعامه حتى استسلم ادم و ظل يطالعها وهو يأكل و يفكر مالذي حدث لها لكي تنهار و تنفر منه لكن حتى وهي هكذا لم تتوانى عن الاعتناء به !!


اما يارا فكانت تطعمه محدثة نفسها :

- عامل نفسه مش عارف وهو اللي بعت المحامي يكلمني عشان افهم انه مش عايزني بس بطريقة غير مباشرة ماشي يا ادم هحققلك امنيتك بس بعد ما تخف تماما لاني مش قليلة اصل عشان اسيبك وانت محتاجلي. 

_______________________ 

في نفس الوقت. 


كانت جالسة على المقعد امام بوابة الشركة تبكي بقوة بسبب اهانته لها لم يتركها تفسر     ماحدث بل اكتفى بطردها امام الجميع.....رن هاتفها ففتحت الخط وقالت بصوت مبحوح : 

- ايوة يا تقي.


جاءها صوتها متسائلة بقلق :

- رتاج حبيبتي مالك انتي بتعيطي ليه ؟

انهارت رتاج وحكت لها ماحدث فتنهدت تقي بحزن على شقيقتها : 

- وانتي هتفضلي تحبيه لحد امتى يا رتاج بقالك زمان بتحاولي توصليله قد ايه انتي بتحبيه وهو مبصلكيش اصلا.


ردت عليها مسرعة : 

- لا اكيد بصلي اصله دايما بيضحك معايا يمكن يكون هو برضو ب.....

قاطعتها تقي :

-  رتاج بس كفايه لو كان بيحبك او حتى فكر فيكي كان عرفك انتي مين بتكوني لما    حدفتي نفسك قدام عربيته قصدا هو حتى مش فاكر اسمك الكامل فوقي لنفسك قبل مايفوت الاوان و يلا ياست المطرودة تعالي اطفحي الاكل هيبرد.


رتاج : 

- مش عايزة اكل انا بس عايزة اقعد لوحدي شويا باي. 


اغلقت الخط و همهمت بصوت غاضب : 

- بقى انا يعاملني كده واحد غبي !!

....... :

- ههههه انا عارف.


شهقت رتاج ونظرت له كان مازن يقف امامها فنهضت بسرعة :

- اسفة لاني قعدت هنا معلش حضرتك اصلي لسه متعودتش.

مازن بدهشة : 

- حضرتك !! مش كان من شويا مازن انتي اتعلمتي الاحترام و الجد من امتى ؟


زفرت بفاذ صبر : 

- ايوة عايز ايه مش انت هنتني قدام العقربة بنت العقربة ومسألتش حتى ليه انا عملت كده ؟؟


هز رأسه وضحك بخفة :

- عقربة بنت العقربة انتي بتجيبي الالفاظ ديه منين وبعدين مهما كان ميصحش تحدفي عليها القهوة افرضي كانت اتأذت. 


مطت شفتها بسخرية :

- لا متخفش عليا الناس اللي زيها مبيتأذوش.... انا همشي دلوقتي سلام. 


استدارت لتذهب لكنه قال بهدوء : 

- انا اسف عرفت اللي هي عملته و حذرتها تتعرضلك تاني و عايزك ترجعي على شغلك.

- لأ. 

- ميبقاش قلبك اسود انا اعتذرت. 


ضحكت اخيرا بسعادة :

- بس بس انا هرجع بس بكره مش دلوقتي.

رفع مازن احدى حاجبيه :

- انتي كأنك بتتأمري عليا و بتتشرطي ؟


اومأت مبتسمة :

- ايوة اااقصد لأ يووووه قلنا بكره يا مازن الله.


اغمض عيناه يتحكم بأعصابه ثم اردف :

- طيب بكره بكره مفيش مشكلة. 


حمحمت رتاج بعفوية :

- طيب انا عندي اللي بيعتذر مش ببلاش وعايزه ايس كريم كعربون عشان اقلل اعتذارك. 


عقد حاجبيه بشدة ثم هز كتفيه :

- ماشي امري لله تعالي معايا اجبلك اللي تحبيه وربنا يصبرني.


ابتسمت رتاج وذهبت معه وهي تنظر له من حين لاخر بطرف عينها وتحدث نفسها : 

- انا بحبك جدا بس انت اللي مش شايف حبي.

______________________

استلقى في سريره ينظر للسقف بشرود هو وعد نفسه انه سيصلح علاقتهما لكن      لايعلم في كل مرة تحدث مشكلة لا يتحكم في نفسه و يثور دون ان يفهم سبب المشكلة حسنا يجب عليه ان يتغير قليلا. 


زفر بقوة بسبب رنين هاتفه المزعج ففتح الخط. 


ادم بجدية : 

- ايوة يا صلاح ليه بتتصل بيا مليون مرة. 


اجابه الاخر :

- احم بشمهندس ادم حمد لله على السلامة انا جيت الصبح للمشفى و جبتلك معايا الورق اللي طلبته. 


تذكر ادم الاوراق التي تخص بناء احدى العمارات و قد طلب منه احضارها في الحال فقال :

- ايوة صح بس انت مجتش انا موصلتنيش حاجة. 

- احم الصراحة يا بشمهندس انا كنت فاكر حضرتك بتطلب ورق تاني ولما وصلت    مساعدي اتصل و قالي انك عايز عقد البناء بس بعد ما التقيت بزوجتك و اديتها الورق الغلط اا...

قاطعه ادم بحدة وهو ينتفض واقفا : 

- نعم قابلت مين و اديتها ايه ؟!!


تنحنح بارتباك :

- اديتها ورق الطلاق يابشمهندس....!!


#الفصل_السادس_عشر : تردد

________________


اتسعت عينا ادم وقال بغضب : 

- انت اتجننت عارف نفسك بتقول ايه ازاي يعني تغلط وحتى لو المفروض تجبهوملي انا مش هيا !!

صلاح بتوتر اكبر : 

- حضرتك ده كان غلط كبير مني انا بعترف بس مش بقصدي اا...


لم يكمل لان ادم اغلق الخط والقاه باهمال ، جلس على السرير يفكر لهذا السبب كانت منهارة وتبكي لكن لماذا لم تفتح معه الموضوع واين الاوراق     هل الامر لايعنيها....لا مؤكد يعنيها لانها تحبه نعم تحب وهو.....مانوع مشاعره لماذا قرر البقاء


 معها هل لانه اشفق عليها ام هذا تعود ام لانه يريدها....ويريد حبها....كيف تشعر الان لابد انها حزينة للغاية كيف سيتصرف هل سيفسر لها ام ينتظر حتى تواجهه بنفسها. 


تنهد بعمق وشعر بالصداع مجددا في نفس الوقت الذي طرق فيه الباب. 

دلفت يارا هاتفة بنبرة هادئة :

- العشا جاهز تعالا عشان تاكل و تشرب الدوا ولا عايزني اجبلك الأكل هنا احسن ؟


ادم بنفي :

- لا انا هنزل معاكي تحت.


امسك يدها برقة و نزلا جلس على الطاولة و سألها :

- مش هتتعشي معايا. 

- لأ مش جعانة. 

- طيب اقعدي معايا على ما اخلص. 


جلست يارا امامه دون التفوه بحرف اضافي ، طالعته خفية محدثة نفسها :

- يعني المحامي بتاعه جبلي ورقة الطلاق بالغلط امم بقى كده ادم مقصدش يوريني     انه عايز يخلص مني بس ليه ادايق.... يمكن عشان كان عايز يكلمني بخصوص الطلاق بعد ما يخف. 


حمحمت و اخرجت هاتفها تعبث به حتى قالت :

- ادم انا هضيفك عندي ع الواتس. 


رد عليها بعدم اكتراث :

- طيب بس اعتقد مفيش داعي كده كده انا مبستعملوش كتير. 


يارا بسخرية :

- ليه انت اعلى من انك تستعمله ولا ايه. 


اظهر ادم ابتسامة صفراء :

- و ديه عايزة كلام ، بس انا معنديش وقت للهبل ده. 


قلبت عينيها بتملل متمتمة :

- واحد متكبر وشايف نفسه معرفش على ايه..... احم طيب انت عندك انستجرام زينا احنا الناس الطبيعيين. 


زفر بضجر :

- وعندي فايبر و تويتر كمان انا مش جاي من العصر الحجري دلوقتي ممكن تسكتي شويا عشان انا بكره حد يتكلم في الأكل. 


يارا وهي تقلده :

- ننننن.... احم ادم ايه رايك في لون شعري. 

- انا سامع الجملة ديه من قبل .... اه افتكرت سمعتها فين قبل كده اوعى تكوني عايزة تصبغيه باللون الازرق انتي كمان !!


ضحكت الاخرى و هتفت :

- هههه لأ طبعا مش بالازرق اكيد انا عايزة اغير لونه للبني و اقصه لانه طويل وبقى يدايقني وانا بسرحه. 


ترك الملعقة و نظر لها :

- نعم تقصي شعرك وده من امتى ده لا انسي. 

- انا مش بسأل انا بعرفك بس و هقصه يعني هقصه. 

- و هقصلك رجليكي معاه لو عملتي كده. 


يارا بعدائية :

- ايه التسلط اللي فيك ده على فكرة شعري ده حاجة تخصني انا ملكش حق تدخل     فيه وياريت تبطل تتحكم فب غيرك وتاخد قرارات بدالهم فاهم عشان انا اتخنقت منك !


انتصب واقفا و جذبها لتقف امامه :

- الفلسفة ديه كلها اكيد مش عشان شعرك صح ، انتي عايزة تقولي ايه بلاش لف و دوران اتكلمي مباشرة. 


طالعته يارا والضيق يعتريها فهو لحد الآن لم يواجهها ولم يسألها عما حدث صباح اليوم كان يريد الانفصال و اتخذ قراره دون ان يرجع اليها وحتى بعدما عرف انها على علم بكل شيء لا يزال يدعي العكس...


سحبت يدها منه و همست :

- انا عايزاك تفهم انك مش الوحيد الموجود في العالم ومش شرط الناس كلها تمشي       على مزاجك كل واحد في الدنيا ديه عنده رأي خاص بيه ومن حقه ياخد القرار اللي بيتعلق بحياته بطل تتملك الناس اللي حواليك لان مش كلهم هيستحملو اللي بتعمله... خاصة لو كانو بيحبوك. 


دمعت عيناها مع اخر كلمة و صعدت الى غرفتها فزفر ادم بعصبية هامسا :

- انا عارف هي بتقصد ايه مستنية مني اواجهها بس مش عارف ازاي يعني اقولها ايه انا عايزك فحياتي ومش عايز نسيب بعض.... اوووف الكلام ده صعب اوي اووف. 


_____________________

بعد مرور 3 ايام. 


استيقظ ادم وقد قرر الذهاب اليوم الى المكتب وبعد عودته سيواجه يارا و يخبرها      انه يود اكمال حياتهما معا ، ربما ستعتقد انه يتحكم بها - وهذا صحيح - لكن ان كانت تحبه بالفعل فستوافق على اي شيء يقوله ولن تتذمر بل ستسعى للعيش معه طوال حياتها. 


استحم و ارتدى ملابسه بنطال جينز ازرق وتيشرت ابيض وبليزر ازرق داكن صفف شعره ونزل.


 كانت يارا جالسة على الاريكة فحمحم  بهدوء : 

- صباح الخير.

الفتت له يارا بابتسامة :

- صباح النور.... جت في وقتك الفطار جاهز. 


نفى ادم برأسه : 

- معلش انا متأخر. 


نظرت يارا للاسفل بحزن : 

- طيب براحتك. 


صمت قليلا ثم ابتسم :

- الصراحة انا جعان و عايز اكل عاملة ايه فطار. 


اتسعت ابتسامتها بفرحة :

- انا عاملة فطار ملوكي النهارده عملت تحلية بالكراميل و الموز و بوب كرون كنافه و دونات و مربى فريز و عصير رمان. 


ضحك ادم بخفة :

- عملتي كل دول يا يارا انا كده السكر عندي هيرتفع.


بادلته الضحكة و جلس معها يتناول فطوره و صدقا اعجبه ما اعدته فهو اعتقد بما انها صغيرة في السن وكانت مدللة ابيها لم تعتد على دخول المطبخ. 


حمحم و شرب القهوة الخالية من السكر دفعة واحدة فحدثت يارا نفسها :

- انا عملتله كل الاكلات اللي بسكر بس هو معجبوش غير القهوة المرة ديه زي دمه. 


بللت شفتيها و هتفت :

- اه صح انا رايحة النهارده الكلية انت عارف السنة الدراسية الجديدة بدأت من اسبوعين وانا لازم ابدأ التزم بالمحاضرات من تاني. 


- طب اجهزي عشان اوصلك ف طريقي.


- لا مفيش داعي مش رايحة دلوقتي ، هروح بعد ساعتين كده مع رهف. 


ادم بجدية :

- تمام ماشي بس متتأخريش مش عايز ارجع و ملاقكيش في البيت وكمان.... احم عايزك في موضوع. 


رفعت حاجبها باستغراب ثم ادركت ما يقصد بالتأكيد سيخبرها انه يجب عليهما الانفصال. 


تنفست يارا بهدوء و سألته :

- موضوع ايه قولهولي دلوقتي احسن.


نظر لها متلعثما :

- اا... انا كنت عايز نتكلم ف... يعني عشان اللي.... احم خليها المسا انا رايح.


نهض و اقترب منها و طبع قبلة على جبهتها ، تيبس جسدها واغمضت عيناها بعنف فأردف :

- خدي بالك من نفسك و اتصلي بيا لو احتجتي لاي حاجة ماشي. 

- احمم ماشي ، استودعتك الله الذي لا تضيع ودائعه. 


ابتسم ادم و غادر اما هي فحدثت نفسها :

- هو اللي عايز ينفصل بيعمل كده ده باين عليه كأنه هيتجوزني تاني.... المهم انا هحضر نفسي لو طلب الطلاق انا هكون قوية قدامه و مش هعيط اه انا بحبه بس مش هتخلى عن كرامتي. 


______________________

في الشركة


دلف ادم بخطوات هادئة وهو يضع يده في جيب بنطاله وينظر للامام بثبات ،  توجه     لغرفة مكتبه وجلس على كرسيه يراجع ملفاته حتى سمع طرقا على الباب اذن بالدخول فدلف مازن.


مازن بدهشة هو يجلس :

- تصدق بالله هتصدق ان شاء الله انت مش معقول يا اخي لسه معداش اسبوع من لما طلعت من المشفى و جاي المكتب النهارده ! هو الشغل هيهرب. 


ادم ببرود وهو يطالع الاوراق امامه : 

- حبيبي اذا جيت عشان نكمل شغلنا اهلا وسهلا ولو قاعد معايا عشان تسمعني الكلام الغبي ده فتقدر تطلع دلوقتي. 


ضحك مازن بتذمر :

- على فكرة انا بقالي اسبوعين شايل شغلي وشغلك على كتفي لازم تشكرني بس انا مش عايز عشان انت صحبي و حبيبي.


طالعه بغيظ :

- طيب شكرا تقدر تتفضل. 


زفر الاخر و غادر بينما جلس ادم يكمل عمله... 


***

كان مازن سيدلف لمكتبه لكن رأى رتاج تدلف وبكل ثقة ايضا ، طالعها باعجاب و لاول     مرة يرى مدى جمالها عيناها الامعة لايدري ما لونها لكنها تبدو باللون الاخضر البراق وبشرتها البيضاء الصافية انفها دقيق ملائم لوجهها و رموشها الكثيفة جذابة.


للحظة تمنى لو لم تكن محجبة لكي يستطيع رؤية شعرها لكن استغفر سريعا. 


افاق من شروده على صوتها وهي تطرق باصبعيها امام وجهه :

- هااي  مازن مالك مبتردش عليا ليه ؟


اجابها بشرود :

- ايوة عايزة ايه. 


رتاج بحنق :

- انا عايزة ايه ؟ هو انت عيان ولا ايه سيبني اشوف.


و قبل ان يتكلم رفعت يدها تتحسس جبينه ، دقق مازن في عينيها جيدا ليست     خضراء تماما لا ليست خضراء ابدا خليط بين الرمادي والعسلي خليط رائع فعلا لكن لا يدري لماذا يشعر بأنه رأى مثل لون هاتين العينين من قبل حتى ملامح وجهها مألوفة جدا. 


تحدثت الاخرى بنفاذ صبر :

- يووه انت رجعت تسرح تاني بتفكر ف ايه بس طيب انت

حرارتك طبيعية ايه بقى التصرفات اللي بتعملها ديه.... تمام اطلبلك قهوة ؟


مازن بمكر :

- اخلي سمر تطلبهالي ؟


حمحمت وابتسمت باصطناع :

- طبعا بس انا المرادي هحدف القهوة على حد تاني غيرها. 


ضحك الاخير وهو يتساءل بتعجب :

- هو انتي ازاي مش عاملالي حساب بتتكلمي كده عادي كأنك بتعرفيني من زمان انتي مصنوعة من ايه.


ابتسمت رتاج بخجل فتابع :

- هههه لااا انا مش متعود عليكي مكسوفة فوقي كده ، اه صحيح يوم الخناقة قولتلك ترجعي بكره بس دول بقو 3 ايام ليه كده. 


هزت كتفيها بتلقائية :

- انت من زمان عارفني مبلتزمش ب اي ميعاد و مبروحش ل اي مكان من غير ارادتي.... ااا اقصد يعني بشتغل عندك من اسبوع و اكيد عرفت طبيعتي. 


ابتسم وتقدم منها هامسا :

- ديه اخر مرة عشان لو اتكررت هتلاقي نفسك برا ومحدش هيشغلك هاا خدي بالك كويس. 

اومأت رتاج وقالت : 

-  هجبلك القهوة ولازم تشربها.

 

هز مازن رأسه ودلف وبعد دقائق طرقت رتاج الباب ودلفت مباشرة.


 جلست امامه و هتفت :

- هاا احنا بقينا لوحدنا مش هتقولي مالك. 


كان مازن لايزال يتطلع لها بصدمة من دخولها هكذا لكنه تعود عليها والغريب انه لايمانع ابدا ماتفعله.


عقد حاجباه باستغراب :

- وانا ليه لازم احكيلك انتي بالذات يعني انا لسه عارفك من اسبوعين بس. 


نظرت له وارتشفت بعض القهوة متابعة :

- احيانا بنقول للغربا كلام مبنقدرش نقوله لأقرب الناس و الغريبة انهم بيفهمو علينا     و يمكن يحلو مشاكلنا و الصراحة انا عقلي كبير و بعرف اقدم نصايح احكيلي ومش هتندم. 


تنهد مازن بألم :

-  بصي انا هحكي عشان محتاج افرغ اللي جوايا...انا بحب بنت. 


انصدمت رتاج وارتجفت يداها لكنها تمالكت نفسها : 

- وو..وايه كمان ؟


تنهد بحزن وهو يتذكر ملامحها :

-  اسمها رهف اخت ادم الشافعي وبيبقى صاحبي انا حبيتها من زمان من 3 سنين تقريبا كانت 17 سنة ولسه و خفت اتقدملها و اترفض عشان     صغيرة و استنيت طول الوقت ده ولما كبرت كنت بستنى الفرصة المناسبة عشان اطلب ايدها بس فجأة زياد صحبي و رفيق عمري رجع للبلد هههههه هو كان اشطر مني اول ماشافها راح وطلب ايدها وانا فضلت زي الغبي ببصلهم.


تابع بابتسامة :

- يوم الخطبة كان اسوء ايامي حسيت انه الحاجة الوحيدة اللي عشت عشانها ضاعت مني رهف الوحيدة اللي حسيت انها ممكن تعوض الفراغ اللي     فحياتي بعد ما اهلي اتوفو و باقي العيلة اتشتت اعتبرت عيلة ادم عيلتي اتعلقت بيهم و اتعلقت برهف كمان و حبيتها جدا و اتمنيتها تبقى مراتي وام ولادي بس دلوقتي بقت ملك لواحد تاني ومليش الحق حتى عشان افكر فيها. 


كانت رتاج تستمع له وقلبها يعتصر الما شعرت بالحزن الشديد عليه الحب الوحيد في حياتها يتألم من اجل حب فتاة اخرى غيرها.


مسحت دموعها العالقة بعينيها قبل ان تنزل و تمتمت :

- الحياة مبتديناش كل اللي بنتمناه بس مبتقفش على حد يا مازن الحب بيجي من غير ما يستأذن و بالوقت اللي بنكون فيه بنتحسر على حبنا اللي راح مبناخدش بالنا على الحب اللي عندنا ومش حاسين بيه انت مش قادر تنساها لانك مش عايز لا انت مش عارف عشان     مش مصدق فكرة انك تعيش من غير ما تحبها ربنا بياخد مننا حاجة و بيعوضنا بحاجة تانية و هيجي يوم و تلاقي البنت اللي تناسبك ساعتها هتحمد ربنا عشان حرمك من اللي حبيتها و عوضك بواحدة بتحبك اكتر من نفسها. 


نفى متهكما  : 

- وهي مين ديه اللي هتحبني اكتر من نفسها. 

رتاج باندفاع :

- ان....اقصد انت دور عليها وهتلاقيها. 


استغرب مازن و سألها :

- انتي عندك احساس عالي و بتنصحي من قلبك كأنك...انتي حبيتي حد  فحياتك وهو محبكيش زيي. 


احمرت وجنتيها خجلا و اجابت :

- ايوة حبيت بس الحب ده شبه مستحيا عشان هو بيحب بنت غيري ومش شايلني من ارضي اصلا. 

- غريبة انتي عايشة نفس اللي عشته انا.... بس مين الغبي ده اللي مش شايف حبك يعني في حد بتحبه بنت زيك و يقول لأ. 

ابتسمت رتاج قائلة :

-  هو زي ما انت قلت عليه....هو غبي يلا عن اذنك. 


استدارت لتذهب لكنه اوقفها بكلامه : 

- شكرا ليكي يا رتاج بجد ارتحت اوي لما اتكلمت معاكي.


بعد خروجها تنهد مازن هامسا :

- يارب اقدر اشيل حبها من قلبي لاني تعبت اوي و تجتمع رتاج مع اللي بتحبه هي بنت طيبة و بتستاهل كل خير. 


ظهرت ملامح رتاج الجميلة في مخيلته وابتسامتها وكلامها فرغم انها تبتسم دائما    ورغم سلاطة لسانها لكنه يشعر انها تخفي حزنا عميقا في قلبها من هو الرجل الذي تحبه وكيف له ان لايحب فتاة مثلها.

_______________________

اما رتاج فعندما خرجت نزلت دموعها بقوة وضعت يدها على قلبها وبكت...بكت بقوة على   ما سمعته فمن تحبه يحب فتاة اخرى ، نعم شقيقتها محقة هو لاينتبه لوجودها اصلا لكنها


 ستسعى لمساعدته ستحاول انقاذ ماتبقى من حبها ستحاول جعله ينسى تلك التي تدعى    رهف نعم سينساها فهي لم تتخلى عن حلمها بأن تكون طبيبة و تختار مجاله و تكون قريبة منه لكي تتخلى عنه ببساطة. 


تنهدت رتاج ورفعت يديها مغمضة عيناها :

- يارب لو مخدتوش انا خده انت و ارزقه فسيح جناتك يارب. 


__________________

بعد مدة.


ارتدت يارا بلوفر انيق ابيض اللون و طويل يتجاوز الركبة بقليل و بنطال واسع اسود و طرحة سوداء. 


نظرت الى نفسها في المرآة و ابتسمت ثم ذهبت مع رهف الى الجامعة. 


دخلت يارا الى القاعة الخاصة بها و لمحت صديقتيها ( سهى و فرح ) فأشارتا لها بالقدوم. 


جلست بجانبهما واحتضنتها فقالت سهى بسعادة :

- يارا انا مش مصدقة اني شوفتك كنت فاكراكي وقفتي دراسة لما مجتيش من اول اسبوع. 


ابتسمت يارا :

- لا انا كنت بس مشغولة انتي عارفة الجواز و البيت واخدين وقتي. 


فرح بتعالي :

- اها احنا كنا فاكرين انك هتعملي حداد سنة كاملة على ابوكي الله يرحمه مسكين مات فجأة من غير ما يودعك. 


ترقرقت عيناها بالدموع عند تذكر والدها الحبيب بينما هتفت سهى بضحكة محذرة :

- محدش بيموت فجأة كل واحد فينا مصيره مكتوب حتى قبل ما يتولد.... احم المهم اخبارك ايه. 

- تمام اهو عايشين. 


سألتها فرح بمكر :

- صحيح يا يارا انتي عرفتي ان محمد اتفصل من الكلية ؟


عقدت حاجبيها باستغراب :

- محمد مين ؟


فرح :

- محمد مجدي كان معانا في الدفعة اللي وقفك مرة و كلمك.... اتفصل في نفس اليوم اللي     كلمك فيه ومن غير ما يعمل حاجة اكيد في واحد ايده طويلة ورا اللي حصله. 


صمتت يارا تفكر هل يعقل ان ادم هو السبب فلقد سألها عن اسمه بعدما رآه يكلمها و يغمز لها. 


حمحمت و هزت كتفيها بعدم اكتراث :

- ربنا يسهله ، سهى ابعتيلي المحاضرات اللي فاتتني مش عايزة حاجة تأثر على مستوايا انتي عارفة بحب اطلع الاولى على دفعتي. 

- ماشي من عيوني. 


نطقت فرح مجددا :

- انتي كده كده هتطلعي الاولى ماهو طول عمرك بتنجحي عشان بتنتمي لعيلة غنية     ودلوقتي اتجوزتي راجل عنده فلوس كتيرة و مستحيل تسقطي مدام عندك واسطة. 


ابتسمت يارا باصطناع :

- حبيبتي انا طول عمري ناجحة بمجهودي ومبستناش حد يساعدني بس طبيعي     تفكري كده لانك بردو لو مكنش عندك علاقات كويسة مع  الدكاترة كنتي هتسقطي للمرة التانية ههههه. 


ضحكت و نظرت امامها اما فرح فظلت تطالعها بغضب شديد. 


*** بعد مرور ساعات.


انهت رهف محاضراتها و خرجت ، بعثت رسالة الى يارا تسألها متى ستنتهي فأجابتها "     لسه قدامي ساعتين انتي ارجعي متستننيش عشان بعد ما اخلص هروح المكتبة "


تعجبت رهف و اتصلت بها وعندما اجابتها بادرت الاخيرة بالسؤال :

- هتروحي فين يا يارا كده هتتأخري و ادم يزعل مننا. 


يارا بصوت منخفض :

- ادم عارف اني هطول وكمان مش هتأخر الوقت لسه بدري و اصلا انا هطلع قبل ما تخلص    محاضراتي و اروح المكتبة ولما اخلص ارجع بسرعة... رهف الدكتور بيبصلي انا هقفل قبل ما ياخد باله يلا باي. 


اغلقت في وجهها فتأفأفت رهف و بعثت رسالة " طيب هتكوني في البيت امتى انتي عارفة لو ادم رجع قبلك هتحصل مشكلة "


** في نفس الوقت كانت يارا تتابع المحاضرة ولم تنتبه الى الرسالة التي وصلتها ، لمحت فرح هاتفها ينير فألقت نظرة و


 قرأت الشات لتسحبه نحوها و تبعث الرسالة دون ان ينتبه احد " مليش دعوة ب ادم هو انا هاخد رأيه كل شويا .... انا دلوقتي مش فاضية مترجعيش تبعتيلي باي "


ارسلتها ثم حذفتها من الشات و اعادت الهاتف الى مكانه مبتسمة بمكر....


نظرت فرح امامها وحدثت نفسها :

- انا النهارده هخليكي ترجعي بيتك متأخرة ونشوف ايه اللي هيحصل انتي غلطتي معايا بس هعلمك ازاي تكلمي اسيادك....!!


           الفصل السابع والثامن عشر من هنا


تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×