نوفيلا رد سجون الفصل الخامس والاخير

 



نوفيلا  رد سجون 

بقلم شيماء رضوان

الفصل الخامس والأخير


عيناكِ كنهري أحـزانِ


نهري موسيقى.. حملاني


لوراءِ، وراءِ الأزمـانِ


نهرَي موسيقى قد ضاعا


سيّدتي.. ثمَّ أضاعـاني


الدمعُ الأسودُ فوقهما


يتساقطُ أنغامَ بيـانِ


عيناكِ وتبغي وكحولي


والقدحُ العاشرُ أعماني


وأنا في المقعدِ محتـرقٌ


نيراني تأكـلُ نيـراني


أأقول أحبّكِ يا قمري؟


آهٍ لـو كانَ بإمكـاني


فأنا لا أملكُ في الدنيـا


إلا عينيـكِ وأحـزاني


سفني في المرفأ باكيـةٌ


تتمزّقُ فوقَ الخلجـانِ


يا صيفي الأخضرَ ياشمسي


يا أجمـلَ.. أجمـلَ ألواني


هل أرحلُ عنكِ وقصّتنا


أحلى من عودةِ نيسانِ؟


أحلى من زهرةِ غاردينيا


في عُتمةِ شعـرٍ إسبـاني


يا حبّي الأوحدَ.. لا تبكي


فدموعُكِ تحفرُ وجـداني


إني لا أملكُ في الدنيـا


إلا عينيـكِ ..و أحزاني


أأقـولُ أحبكِ يا قمـري؟


آهٍ لـو كـان بإمكـاني


فأنـا إنسـانٌ مفقـودٌ


لا أعرفُ في الأرضِ مكاني


ضيّعـني دربي.. ضيّعَـني


إسمي.. ضيَّعَـني عنـواني


تاريخـي! ما ليَ تاريـخٌ


إنـي نسيـانُ النسيـانِ


إنـي مرسـاةٌ لا ترسـو


جـرحٌ بملامـحِ إنسـانِ


ماذا أعطيـكِ؟ أجيبيـني


قلقـي؟ أحزاني؟ هذياني؟


أنا ألـفُ أحبّكِ.. فابتعدي


عنّي.. عن نـاري ودُخاني


فأنا لا أمـلكُ في الدنيـا


إلا عينيـكِ... وأحـزاني


نزار_قباني


ألقت نفسها علي فراشها من التعب لقد دارت بكل المحال اليوم حتي وجدت فستان زفاف يعجب ذوق الأستاذ ياسر 


أغمضت عيناها قليلا تفكر في سر انقلاب حماتها اليوم والوقوف بصفها ترى ما حدث وجعلها تدافع عنها هكذا 


افاقت من شرودها علي صوت هاتفها يضئ باسم مريم فابتسمت وهي تلتقطه لتجيب قائلة 

كنت أعلم أنك لن تنامي اليوم الا أن تعلمي خط سيري بعد أن تركتني اليوم 


وصلها صوت ضحكات مريم قائلة 

حسنا ابدأي بسرد ما حدث اليوم وكيف سار الغداء هل كان هادئا أم كارثيا 


ابتسمت غادة وبدأت بسرد الأحداث كلها 


شهقت مريم قائلة 

تلك الحقيرة كيف استطاعت اهانتك بتلك الطريقة 


أجابت غادة بحنق 

لولا أنني كنت ببيت ياسر لنتفت شعرها كالبطة تلك الحرباء الملونه ولكنه قام بالواجب معها حفظه الله لي وأطال عمره 


ضحكت مريم قائلة 

انه الحب حبيبتي هو من كمم فمك وقيد يداك هناك حتي لا تسيئ لحبيبك ولكن مالا أفهمه هو موقف حماتك كيف تغيرت هكذا ودافعت عنك 

 

حكت غادة جبينها بضيق قائلة 

لا أعلم وهذا ما يثير قلقي أخاف أن يكون فخ منها وأقع كالحمقاء فيه 


أغلقت غادة المحادثة بينها وبين مريم ثم نامت علي فراشها تتقلب بين الحين والأخر وموقف حماتها يثير الريبة داخلها 


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


عاد ياسر الي منزله بوجه مبتسم وملامح سعيدة 

ألقي المفاتيح باهمال علي الطاولة بجانبه واراح ظهره علي الاريكة بجوار حكمت قائلا 

كيف حالك أمي 


ابتسمت له قائلة 

بخير حبيبي والآن أخبرني لم حددت موعد زفافك بدون الرجوع الي 


أجابها متنهدا 

لا أريد لغادة أن تظل بمفردها كثيرا لو أستطيع أن أجلبها لهنا اليوم لفعلتها  فأريدها بجانبي دوما ولكن حقها كأي عروس أن تزف الي عريسها وتكون الشقة مجهزة ومعدة لاستقبالها 


لوت والدته شفتيها بضيق قائلة 

تعلم أنني لا أحبها ولكني لا أريد هدم سعادتك فوق رأسك أعلم أنك تحبها بل تعشقها وأقف حائرة أمام سعادتك حبيبي لذا سأحاول تقبلها من اليوم ولن أزعجها ولكن لا أعدك أن أحبها 


أمسك ياسر كف والدته يقبل ظهره قائلا بود وفرحة ظاهرة 

ستحبينها أمي أعدك بذلك 


مر شهر علي ما حدث 

ياسر يعيد تجهيز شقته وعادة تعد أغراضها كي تنقلها لبيت ياسر 


أما شهاب ومريم بين شد وجذب تارة تلين له وتارة تقسو ولا تعلم علي أى ضفة سيرسو قلبها 


جلست علي فراشها بوجه ذاهل وأعين تفيض دمعا لا تصدق ما تراه عيناها 

نظرت مرة أخرى لما تمسكه بين يديها وحملقت غير مصدقة 

شرطتان هل هذا صحيح وتحمل بأحشاءها طفل شهاب هل ابتسم الحظ لها أخيرا هل جاءها العوض عن طفلها الذى فقدته في غمره حزنها ويأسها عند دخول شهاب السجن 


وضعت الاختبار جانبا واجهشت في البكاء الشديد ليس حزنا ولكن فرحة واشتياق ستحمل طفلها بين أيديها بعد عدة أشهر 

ستحمل الطفل الذى جاء نتيجة تلك الليلة التي ضعفت فيها أمامه وكأن القدر مصر علي ربطها به للأبد 

ابتسمت بين دموعها وأمسكت الاختبار مرة أخرى تضمه لصدرها في فرحة عارمة واشتياق لملمس طفل بين يديها 


دلف الي شقته بعد يوم عمل شاق كأن سيارات البلدة تعطلت كلها بيوم واحد 

دار بعيناه في أرجاء الشقة يبحث عنها فلم يجدها فدلف الي غرفتها التي تقطن بها وجدها تحتضن شيئا ما الي صدرها لم يهتم به بقدر ما اهتم بمعرفة من أبكاها 


اقترب منها سريعا وأحاط كتفيها قائلا بلهفة 

ماذا حدث ومن أبكاكي هكذا 


أحاطت جذعه سريعا وسقط الاختبار من يدها فأحاطها بيديه قائلا بخوف 

تكلمي مريم لا تقلقيني ببكائك هكذا 


ابتعدت عنه قليلا بأعين محمرة من البكاء قائلة بابتسامة زينت ثغرها برغم الدموع التي تهطل من وجنتيها 

أنا حامل شهاب عوضني الله بطفل ثان بعدما فقدت الأول 

توقف الزمن للحظات وكأنه لا يصدق ما تتفوه به فقط يحملق بها وكأنه يتأكد مما تفوهت به هل تحمل بأحشاءها طفله حقا هل سترمم علاقتهما حقا فمجئ هذا الطفل هو العلاج لكل أوجاعهما


ضمها لصدره بقوة ودمعت عيناه هو الأخر فمعرفة أن طفل من صلبك قادم في الطريق اليك أمر يجعلك تشعر كأنك طائر تحلق في الجو لا يقيدك شئ فقط تطير فوق السحاب 


زاد ضمه لها قائلا بفرحة 

حمدا لله حمدا لله أنا سعيد بأن ابني سيشرف بقدومه بعد عدة أشهر ولكني أكثر سعادة من أجلك أنت فلا أريده الا لأنك تريدينه أكثر من أي شئ أخر 


ابتعدت عنه قليلا ثم أحاطت وجنتيه بكفيها وطبعت قبلة طويلة فوق جبينه قائلا 

هو عوض الله لنا وأعلم انه لن يتركني كما فعل اخاه 

احتضنها مرة أخرى يهتف بخفوت 

أجل عوض الله لنا حبيبتي 


فرح كثيرا أنها لم تنفر منه وزادت من ضمها له بل وقبلته موضع قلبه أيضا فرقص قلبه طربا وزادت دقاته الصاخبة لتعلن انتهاء الحداد وبدأ الحياة الوردية مرة أخرى 


ابتعدت مرة أخرى قائلة بخفوت 

شهاب 

نظر في عيناها ليرد بهيام 

عيونه 

اضطربت ملامحها قليلا ثم قالت 

أتمني أن لا تظن أن عودتي لك بسبب طفلنا القادم بقيت معك رغم ما حدث بسبب حبي وتشبثي بحقي بك أنت حقي شهاب لو كنت قد فرطت به وتغافلت عنه قليلا ولكن لن أتركه أبدا أنت روحي فلا تتركني حبيبي 

ضمها مرة أخرى غير قادر علي الحديث فما يحدث معه فوق استيعابه عادت له زوجته وأيضا تحمل طفله فما أجمل من ذلك شعور مهما تحدث لن يصف شعوره أي حديث 

قبلة فوق منابت شعرها كانت رده لها وما أجمله من رد حبيب علي حبيبه 

يا عاشق لا تترك معشوقك وابقي بجواره وتشبث به مهما طالت الصعاب ستعودا عاشق ومعشوق مرة أخرى فقط ثقا بحبكما وخذا نصيبكما منه فلا أجمل من زواج توج بالحب وزين بالرحمه وأحاطت جوانبه الموده وحسن المعاشرة .......

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يوم الزفاف 

قضمت أظافرها بضيق وهي تقف أسفل منزل مريم ربع ساعة تنتظرها بالأسفل 


مريم 


ابتسمت بغيظ واستدارت له هاتفة 

نعم شهاب 


اقترب منها بابتسامة واسعة وهو يعطيها كيسا مغلفا ببعض الطعام الصحي 

خذى الطعام معك لا تتناولي شيئا بالخارج حبيبتي 


تناولت الكيس منه ووضعته بحقيبتها ثم اقتربت منه مقبلة وجنته بحنان قائلة 

لا حرمني الله منك حبيبي وأتمني أن تنفذ ما طلبته منك 

أجابها بهدوء

سأفعل دون تردد حبيبتي غادة أخت لي قبل أن تكون صديقتك 

قاطع حديثها رنين الهاتف وكانت غادة 

نظرت مريم بابتسامة للهاتف قائلة 

حسنا غادة ستقتلني بالتأكيد أراك مساءا حبيبي 


هبطت الي الأسفل لتقابل وجه غادة المتجهم بشدة فقالت بسرعة 

لا ذنب لي شهاب هو من أخرني 


زفرت غادة بضيق وقالت 

حسنا لنذهب لقد تأخرنا 


ألن يقوم ياسر بايصالنا 


تنهدت باحباط وقالت 

نعم ولكني رفضت أريد الحديث معك قليلا بمفردنا 


شعرت مريم بوجود خطب ما وقالت 

تكلمي غادة ماذا حدث حبيبتي 


لا شئ فقط متوترة من حياتي الجديدة وخائفة بالوقت نفسه من المكوث بنفس الشقة مع حماتي بالنسبة لي لا يهم حتي ولو كان كوخا من القش ولكن أنا خائفة منها أن تمارس تسلطها علي فوجهها الجديد مازال يخيفني كيف تغيرت هكذا معي بين ليلة وضحاها 


لكزتها مريم في ذراعها بضيق قائلة 

كفاك خوفا وتوترا غادة.. اليوم زفافك فافرحي قليلا واتركي الحزن الأن شبعنا منه كثيرا آن للسعادة أن تدق بابنا عزيزتي 


ابتسمت غادة لها وأكملا طريقهما نحو صالون التجميل بعدأن أشارت لسيارة أجرة 


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


تبدين جميلة غادة بل رائعة حبيبتي ياسر سيطير عقله عندما يراك 


ابتسمت غادة بتوتر قائلة 

انا خائفة كثيرا مريم 


ربتت علي كتفها قائلة 

لا تخافي حبيبتي حياتك ستكون رائعة مع ياسر أشعر بذلك لم تنالي السعادة يوما وجاء الوقت لتتمسكي بها ولا تجعليها تنفرط كالعقد من بين أصابعك 


دقائق قليلة ووصل ياسر برفقة شهاب وبعض أصدقائه 


اقترب منها ياسر ثم أمسك كفها ليقبله قائلا 

مبارك حبيبتي 


ابتسمت له قائلة 

مبارك ياسر 


اصطحبها الي سيارته وبدأت الزفة مرورا باستديو خاص بالتصوير 


وصلت السيارات الي الحي حيث يقام حفل الزفاف 

ترجل ياسر من سيارته وساعد غادة علي النزول وسط زغاريد النساء والمباركات من الجميع المتوالية عليه وأولهم والدته التي احتضنته وهي تبكي مقبلة كتفه فأخيرا رأت وحيدها ببدلة زفافه 


وبدأت مراسم عقد القران 

أين وكيل العروس 

هتف بها المأذون فأجابه شهاب قائلا بفخر وهو ينظر لها 

أنا وكيلها يا شيخ 


مصمصت صفاء شفتيها بضيق قائلة 

عروس رد سجون ووكيلها رد سجون أيضا 


لكزتها حكمت بمرفقها قائلة بضيق

اصمتي صفاء لا داعي لأحاديثك تلك الأن 


دمعت عيناها بتأثر وتم عقد قرانها 

اقترب منها ياسر ليقبل جبينها قائلا 

لا يوجد من هو أكثر مني سعادة اليوم يا حظى الجميل 


بدأت فقرات الزفاف برقصته معها علي أنغام هادئة انتهت باحتضانه لها ودار بها عدة مرات وسط تصفيقات الشباب وفرحة البعض  وحقد البعض الأخر عليهما 


شارك ياسر أصدقائه الرقص علي بعض الأغاني الشعبية لا يصدق أنه تزوجها أخيرا وأصبحت زينة حياته الرتيبة 


انتهي الزفاف واصطحبها ياسر الي شقة الزوجية حاملا اياها رافضا أن تدلف لشقته سائرة علي قدميها 


اقتربت منه أمه واحتضنته لتبارك له وفعلت مع غادة المثل ثم همست لها بأذنها قائلة 

أعلم أنك مندهشة من تصرفاتي معك ولكنه ابني ووحيدى ولن أكون سببا في تدمير سعادته لا أقول أني أحبك ولكني سأحاول التأقلم عليك فسعادة ابني أهم وسعادته في حبك ولا أريد شيئا أخر أكثر من رؤيته سعيدا مع من اختارها قلبه 


أنهت حديثها ثم امتدت يدها لتمسك حقيبة صغيرة أعدت بها بهض الثياب قائلة 

خالتك تنتظرني بالأسفل سأقضي معها بعض الوقت ياسر 


اعترض طريقها قائلا 

لم أمي لا تتركي بيتك 


اقتربت منه بابتسامة هادئة وهمست بأنه قائلة 

افرح بعروسك حبيبي سأبقي لدى شقيقتي لن أهاجر فقط خذ حظك من السعادة بني


قبل كفها قائلا 

أدامك الله لي أمي وأطال عمرك 


ودع أمه واطمأن أنها رحلت برفقة خالته ثم اقترب من الواقفة تكاد تذوب خجلا وحملها بن يديه بخفة قائلا بابتسامة ذئب 

هيا حبيبتي 

أنزلني ياسر 

كلا علي جثتي لقد انتظرت طويلا حتي مل الانتظار مني 


                         النهاية

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×