نوفيلا رد سجون
بقلم شيماء رضوان
الفصل الثالث:-
جلست بغرفتها تقضم أظافرها غيظا من رد فعله كان يجب أن يتركها بعد ما افتعلته من فضيحة أمام الجميع لا أن يبرر موقفها كالعادة
أضاء هاتفها برقم شقيقتها فأغلقته لا تريد أن يلومها أحد فما ستفعله هو وضع البنزين أكثر علي النار وتجعلها تشتاط غضبا أكثر وهي لا تريد ذلك
تريد التريث والتفكير قليلا كي تجد طريقة مضمونه تزيحها بها عن الطريق.....
ازدادت المكالمات من جهة شقيقتها فزفرت بضجر ثم أجابت قائلة
كيف حالك حبيبتي
صمتت قليلا تسمع ردها ثم قالت بتنهيدة
صفاء لا تبدأي فأنا عندى ما يكفيني
حسنا صفاء تعالي غدا لنتحدث مع السلامة
القت الهاتف بعنف وحدثت نفسها بضيق
كله من رد السجون تلك أنال تقريعا من شقيقتي بسببها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أبدل ملابسه وهبط من منزله متوجها نحو القهوة الاي يجلس عليها لطفي زوج فوزية
ألقي السلام علي المتواجدين ثم اتجه اليه قابضا يديه بقوة جواره قائلا
هل يصح ما فعلته زوجتك بخطيبتي
نظر له لطفي بتهكم قائلا
وماذا فعلت زوجتي هي لم تخطئ بشئ خطيبتك من تهجمت عليها وضربتها أمام الجميع
أمسكه ياسر من تلابيبه بشدة وجذبه اليه قائلا
في المرة القادمة ان تجرأت زوجتك واقتربت مرة أخرى من خطيبتي سأتي اليك واوسعك ضربا أمام الجميع وسيقول الناس لو كان قد علم زوجته الأدب ما تمت اهانته هكذا هل فهمت
ابتلع الرجل ريقه من هيية ياسر الغاضبة وهز رأسه موافقا غير قادرا علي الرد
جذبه شهاب واتجه به الي احدى الطاولات قائلا بهدوء
تعال ياسر والمرة القادمة سندق عنقه سويا فقط هدأ من نفسك
جلس ياسر أمامه يتنفس بضيق قائلا
رجل دنئ يترك زوجته هكذا تتطاول علي الناس
ابتسم شهاب مازحا
لم أغلبك منذ زمن في لعبة الطاولة
انتقلت الابتسامة لياسر وتحسن مزاجه قليلا
أنا من سيغلبك هذه المرة يا هولاكو
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هتفت غادة بهدوء عبر تطبيق الدردشة
صحيح مريم بسبب ما حدث اليوم لم أستطع إخبارك أريدك أم تأتي معي غدا لنشترى الثياب الخاصة بعرسي ياسر قد أعطاني المال
ابتسمت مريم هاتفة
سأخبر شهاب وأتي معك غدا لنبتاع حاجياتك يا عروس
ضحكت غادة بشدة قائلة
بمناسبة العروس زواجي بعد شهر ونصف يا مريوم
زرغودة عالية أطلقتها مريم لتتسع ابتسامة غادة شاكرة الله أنه أعطاها صديقه مثلها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عاد الي منزله يتنهد بيأس مستحكم بكل ذرة منه لا يبدأ صولات حزنه وندمه الا عندما يعود لعش الزوجية شاعرا بها تتجول بأرجاء المنزل عدا المكان المتواجد به
ألقي المفاتيح باهمال علي الطاولة بجانب الفراش ثم ألقي نفسه عليه بقوة يزفر بضيق
كيف يمكنه التحمل هكذا فنظراتها نحوه كسوط حاد يضربه بقسوة حتي يتقطع جلده
مضت دقائق قليلة وهو مازال راقدا علي الفراش وقدماه تتدلي للأسفل مغمض العينينن قاطب الجبين عابس الوجه
انتبهت حواسه علي صوت أقدام خافتة لم تكن الا لمعذبة فؤاده فانتفض جالسا علي الفراش وجدها أمامه تفرك يديها بتوتر وعيناها مثبته عليه
تنحنح يجلي حلقه محاولا تخليصنفسه من براثن تأثيرها المهلك عليه وقال بصوت خرج خافتا
هل هناك شئ مريم
أجابت بنبرة أقرب للهمس
أردت اخبارك أن غادة طلبت مني الذهاب معها غدا لابتياع ملابس عرسها
هز رأسه قائلا ببرود
حسنا اذهبي معها فأنا علي أي حال عندى عمل كثير غدا ولن أعود الا مساءا
شكرته بخفوت واستدارت لترحل فأمسك معصمها يديرها نحوه وقد وقف بسرعه قائلا
هل يمكنك المبيت هنا معي الليلة
ابتلعت ريقها بتوتر وزاغت عيناها فقال بسرعة
نامي معي بالغرفة لن أقترب منك أعدك
لم تستطع الرفض أمام الحاح عيناه وتوسله المبطن فاتجهت علي جانبها من الفراش مولية اياه ظهرها فلاحظ حالة التوتر الظاهرة من انتفاضة جسدها أسفل الغطاء فابتسم ونام علي جانبه من الفراش محدقا بظهرها والابتسامة مرسومة علي ثغره فرحا أنه استطاع النفاذ اليها قليلا وازالة بعض العوائق من علاقتهما المعقدة
داعب النوم جفونه فاستسلم لسلطانه ومازالت تلك الابتسامة مرسومة علي شفتاه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في اليوم التالي
هتغت مريم بغيظ
قلت سنبتاع ذلك القميص الأحمر غادة
ردت بحنق
ولكنه قصير جدا كيف سأرتديه
أجابت مريم بنفاذ صبر وهي تجز علي أسنانها
حبيبتي سترتديه بغرفة نومك بالتأكيد ليس في الشارع
صمتت غادة بضيق وتركتها تبتاع الملابس التي تريد الي أن هتفت مرة أخرى بغيظ
يكفي ملابس للنوم مريم هل سأظل بالمنزل للأبد لن أخرج مطلقا اريد ملابس للخروج
ابتسمت مريم لها ولم تجيب وصارت تنتقي الملابس غير عابئة لها ولتذمرها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أرجوك أمي من أجلي
زفرت بغضب
لا ياسر لن أفعل ذلك فهو أقصي من تحملي
ألح عليها مرة أخرى بتوسل
أليس لي خاطر عندك أمي ألن تضغطي علي نفسك قليلا من أجلي
استدارت اليه هاتفة بضيق
قلت لا
نهض من جوارها بضيق واستدار ليغادر الي غرفته بحزن مصطنع قائلا
كنت أعلم أمي أن سعادتي لا تهمك بشئ أعتذر إن كنت أزعجتك
حزنت لحزنه فنادت عليه بسرعة قائلة
انتظر بني سأفعل ما تريد ولكني لست موافقة أيضا علي زواجك منها
ابتسم بسعادة ثم محا تلك الابتسامة واستدار اليها بوجه جامد قائلا
لا أمي لا تفعلي شيئا لا ترغبي به
زفرت بضيق قائلة
لا تحزن بني سأهاتفها أعطني رقمها
أملاها الرقم بسرعة فاتصلت عليها وانتظرت الرد
ثم قالت بتهكم
من معك!! لا تعرفين صوت حماتك يا فتاة
المهم أنت مدعوة اليوم لتناول الطعام بمنزلي لا تتأخرى الي اللقاء
أنهت حديثها وأغلقت الهاتف بدون أن تنتظر ردها واستدارت لياسر الذى يرمقها بأعين ضيقة فقالت ببراءة
الخط فصل بني سأبتاع خط جديد فشبكة الإتصالات تلك رديئة للغاية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقفت مريم بأعين متسعة تنظر للهاتف بيدها قائلة
أكانت هي من تحدثني أم أنني أتوهم
لم لا تحتفظين برقم حماتك غادة
انها أول مرة تتحدث معي بالهاتف
ضحكت مريم بشدة قائلة
وتدعوك للغداء أيضا يا فتاة
ردت غادة بغيظ
أقطع يدى ان لم يكن ياسر هو من ألح عليها
جذبتها مريم قائلة
هيا لنكمل الشراء حتى لا تتأخرى عن موعدك فيجب أن تبدلي ثيابك قبل الذهاب لهناك ارتدى أحد الأطقم الجديدة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جلست حكمت قليلا تفكر ماذا تفعل في شقيقتها القادمة برفقة ابنتها بالتأكيد لا يمكن أن تجتمع مع خطيبة ابنها فستفتعل شقيقتها المشاكل وغادة لن تمرر الأمر
جلست تفكر قليلا كيف يمكنها منع اللقاء هي أم بالنهاية وسعادة وحيدها أهم فأمسكت هاتفها تطلب شقيقتها وعندما أجابت قالت
كيف حالك شقيقتي
اتصلت لأخبرك أنني ذاهبة خارج المنزل اليوم لزيارة صديقة لي مريضة ولن أكون بالمنزل فتعالي غدا بدلا من اليوم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عادت غادة متعبة الي المنزل فجلست ترتاح قليلا ثم نهضت لتحمم وتجهز نفسها كي تذهب لذلك الغداء
ارتدت بلوزة تصل لركبتيها باللون الأزرق الباهت وبنطلون جينز باللون الأبيض وتركت شعرها القصير ثم أمسكت حقيبتها وتوجهت نحو منزل ياسر
وضعت حكمت اللمسات الأخيرة علي الطاولة ونظرت لياسر بضيق
متي ستأتي ست الحسن والجمال هل سننتظرها للمساء
قاطعها رنين الجرس فنظرت بتهكم لابنها الذى ذهب بسرعة متلهفا ليفتح لها الباب
ابتسمت له قائلة
كيف حالك ياسر
مال عليها قائلا بخفوت
اشتقت لك
لم تجيبه واكتفت بالابتسام فقاطعهما صوت حكمت
الطعام برد
دلفت غادة برفقة ياسر للداخل وسلمت علي حماتها ببرود كالعادة والتف الجميع حول السفرة في صمت مطبق فقط يتناولون الطعام
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دلفت ذات الجسد الرفيع والطويلة بعض الشئ صاحبة الشعر المصبوغ الي غرفة أمها قائلة بغضب
ألم تقولي أن خالتي غير متواجدة بالمنزل اليوم
نعم سحر هيمن قالت لي ذلك
صرخت بغيظ قائلة
اذا رد السجون تلك ماذا تفعل ببيت خالتي وهي غير متواجدة
نهضت صفاء بسرعة قائلة بغضب
اذا ياسر يأتي بها للمنزل وأمه غير متواجدة هيا بنا كي نحط عليهم وأعلم ما يدور بمنزل شقيقتي بغيابها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهي تناولهم للطعام فنهضت غادة لتلملم الأطباق مع حماتها فلم ترفض حكمت والتزمت الصمت
جلسوا جميعا يحتسون الشاي في جو هادئ فبرغم ضيق حكمت من تواجد غادة الا أنها لم ترد مضايقتها حتي لا يحزن ولدها
قاطع جوهم الهادئ صوت طرقات عنيفه علي باب المنزل