رواية غريق_علي_البر
الفصل الثاني عشر
بقلم نعمه حسن
بعد مسافه كبيرة قطعها الخيل و يعتليه العاشقان الغارقان بالحب توقف عندما شدّ "أحمد" ركبتيه و فخذيه في إشارة منه للحصان بأن التوقف قادم.
نزل من علي ظهر الحِصان و مدّ يده لـ "فرحه" كي يساعدها في النزول و من بعدها سارا سويّا علي الشاطئ.
فَتح الكاميرا و قام بالضغط علي زر التسجيل و سأل "فرحه": إتبسطتي يا فرحه؟!
أجابت بسعادة بالغة: مش قادرة أوصفلك إتبسطت قد إيه!! حاجه حلوة أوي لمّا تعمل حاجه كان نفسك تعملها.
_لسه نفسك تعملي إيه تاني؟!.. النهاردة إعتبري كل أحلامك مجابه.. اللي هتطلبيه هنفذهولك من غير نقاش.
أجابت بعد تفكير دام دقائق: عايزة أزور جبل الأسرار اللي بيقولوا عليه في المسلسلات التركيه.
_من عيوني يا فرحه.. نروح جبل الأسرار.
=تسلم عيونك يارب..و عايزة أركب مرجيحه في البحر.
_و مالو..نركب مرجيحه في البحر و لو عايزة تركبي مرجيحه وسط السحاب أنا عنيا ليكي.
إبتسمت بسرور شديد و توقفت أمام الماء و دخلت بضعة مترات حتي لامست المياة ركبتيها فسألها "أحمد" وهو يوّجه الكاميرا بإتجاهها:بتفكري في إيه؟
أطلقت زفيراً حاراً و قالت: بفكر هيكون رد فعل أهلي إيه لما أرجع؟!
أصابه الضيق و قال:سيبي بكرة لبكرة يا فرحه..اليوم ده مش هيتعوض..عيشيه و إتمتعي بكل تفصيله فيه.. ثم ضربها خلف رأسها بخفه و قال:و يلّا غنّي.
نظرت له بتعجب فقال:غنيلي يا فرحه..يعني مركبك خيل و هخلبكي تركبي مرجيحه في البحر و إنتي مستكتره عليا أغنيه؟!
_بتستبزني يعني؟!
قال ضاحكاً :أنا أصلاً إنسان مستبز.
جلت حلقها و قالت بخيلاء:طيب هغني بس علي شرط..تغني إنت الأول.
_طب إيه رأيك نغني سوا؟!
=ماشي يلا..بس إختار حاجه سهله.
أغمض عينيه و أطلق العنان للهواء و الرياح يحركانه كما يشاءان و إبتعد بخياله قليلاً و غنّي:
حاجة غريبة حاجة غريبة
الدنيا لها طعم جديد
حاجة غريبة حاجة غريبة
أنا حاسس إن ده يوم عيد
نظرت له بكل ما أوتيت من حب و قالت:
وأنا حاسة الدنيا هربانة
ويانا فـي ليل كله سعادة
وأنا حاسة الدنيا هربانة
ويانا فـي ليل كله سعادة
ليها فرحة حلوة في عنية وحلاوتها سكرها زيـادة
ليها فرحة حلوة في عنية وحلاوتها سكرها زيـادة
إنت عارف ليه
_قولي إنت ليه؟!
=علشان إحنا مع بعضنــا ولأول مرة لوحدينا
ولا حدش بيبص علينا غير فرحة قلبنا وعنينا
حاجة غريبة حاجة غريبة.
_حاجة غريبة حاجة غريبة
الليل ده كله كان إمبارح
بيزيدني حرمان وأسية
إتغير ليه، إتغير ليه
حتى سواده له ضي حنين في عنيّا
=السما بتغني إنت سامعها
_أيوه سامعها بتغني مع فرحة حبي
=والموجه اللي هناك دي بترقص
_أيوه شايفها، دي بترقص على دقة قلبي
إنت شايف إنت سامع إنت حاسس
إحساس غريب قبل النهار ده ماجربتـوش
وشعور جميل عمري في حياتي ما عرفتوش
إيه اللي جرالنا إحنا بنحلم
ولا بنحلم، كلمني قـول
لو كان ده حلم ياريتوا يطول
لو كان ده حلم ياريتوا يطول
علشان نفضل نحلم كده على طول
و الدنيا تفضل هربانة
ويانا فـي ليل كله سعادة
و الدنيا تفضل هربانة
ويانا فـي ليل كله سعادة
ليها فرحة حلوة في عنية وحلاوتها سكرها زيـادة
إنت عارف ليه
أيوة عارف ليه
علشان إحنا مع بعضنــا ولأول مرة لوحدينا
ولا حدش بيبص علينا غير فرحة قلبنا وعنينا
حاجة غريبة.
♡♡♡♡••♡♡♡••♡♡♡♡••♡♡
_ممكن أفهم إنت مضايق مني ليه؟!
=قال يعني مش عارفه..بقولك إيه يا رضوي..من الناهيه كده لبسك زي الزفت!
_لبسي؟!ليه يا رضوان شايفني لابسه عريان؟!منا لابسه جينز و تي شيرت أهو و مفيش حاجه باينه مني.
حاول تهدئة أعصابه الثائرة و قال بحدة أقل:رضوي يا حبيبتي إفميني..مش لازم تكوني لابسه قصير ولا عريان عشان يبقا حرام..اللي زيك كده إسمهم الكاسيات العاريات..يعني لابسين و مش لابسين..يا ماما إنتي بنوته جميله و صغيره..و عارف إن أغلب اللي في سنك بيلبسوا كده و ألعن بس أنا مش عايزك تكوني زيهم.
نظرت له ببلاهه و تيه و قالت:آه..كمّل.
قال حانقاً:أكمل إيه..إنتي معايا أصلاً؟!
_معاك والله..كمل.
=يا رضوي إنتي تهميني..و أنا اللي يهمني و أشوفه بيعمل غلط لازم أنبهه..إلبسي واسع و يستحسن تتحجبي و تداري شعرك خالص.
_أتحجب؟!
=أيوة تتحجبي..صغيره ولا صغيره؟!
_بس أنا لسه مكملتش ال 18.
=أنا مالي كملتيهم ولا لسه..هو أنا بقوللك طلّعي بطاقه..إنتي كان المفروض إتحجبتي من ساعة ما كبرتي أصلاً.
شعرت بحمرة الخجل تكسو وجهها فقالت منهيه الحوار:حاضر يا رضوان هفكر في موضوع الحجاب بجدية إن شاء الله.
أومأ موافقاً و قال:طيب يلا عشان أوصلك.
صعدت إلي السيارة برفقته و إنطلق بالسياره نحو بيتها فقال:تعرفي يا رضوي؟!بقالي يومين حاسس إني خفيف كده و مرتاح!
_بتعمل دايت او حاجه؟!
علت زاوية فمه بسخريه و قال:دايت؟!أهو إنتي بتفكريني بـ فرحه كنت كل ما أكلمها في موضوع ألاقيها بتكلمني في موضوع تاني خالص.
_الله يرحمها.
نظر لها بـ تخبّط و قال بتردد: حاسس إنها عايشه!
نظرت له بذهول و قالت: عايشه؟! عايشه إزاي يعني؟!
تنهد بيأس و قال: صدقيني مش بهزر.. حاسس إن فرحه عايشه.. أصل فرحه دي كانت روحي.. كانت أمي برغم اني أكبر منها.. فـ صعب إحساسي بيها يغلط.. حاسس إن روحي لسه مفارقتنيش.. فهماني؟
_فهماك.. بس مش قادره أتخيل..بلاش توهم نفسك يا رضوان عشان متتعبش.
أومأ بإقتضاب و توقف بالسياره فجأة و قال: إنزلي.
_علي فين؟!
=تعالي بس.
دخل مصطحباً إياها إلي محل للمحجبات وسط أنظارها المتعجبه.. حدث البائعه قائلاً: لو سمحتي عايزين كذا حاجه كده تناسب الآنسه.
طالعتها البنت بنظرات متفحصه و قالت: بس حضرتك مفيش هنا لبس يناسبها.. الموجود كله للمحجبات.
قال ببساطه أدهشتها: ما هي هتتحجب دلوقتى.
رفعت "رضوي" حاجبيها بدهشه و نظرت له و لكنه. لم يعيرها أي إهتمام.
أحضرت البنت العديد من الفساتين الطويله بمختلف التصاميم و الألوان و قالت: إتفضلي يا آنسه في البروڤا شوفي اللي يناسبك.
نظرت "رضوي" إلي "رضوان" ببلاهه فشجعها قائلاً:
يلا يا جميل.. جربي و لو مفيش حاجه عجبتك هنمشي.
دخلت إلي "البروڤا" و إرتدت فستان من اللون الوردي المزود بنقوشات خفيفه و مرتبه ثم نظرت إلى إنعكاس صورتها في المرآه بتعجب و خرجت.
عندما رآها أطلق صفيرا معجباً و قال: عليا النعمه قمر و لسه لما تلبسي الحجاب ده بقا هتبقي قمرين.
قالها وهو يضع حجاب من اللون الأبيض علي رأسها و يديرها لتنظر لنفسها في المرآه و قال: هاا.. إيه رأيك في العسل ده؟!
إبتسمت بسعاده لمغازلته لها و همّت بالحديث فقال للبائعه: علي خيرة الله.. هناخد بقا كل الإيشاربات اللي إختارتها دي و شوفي لو في حاجه الآنسه عيزاها تاني؟!
كان كل هذا يحدث و "رضوي" لا تزال خارج نطاق الإستيعاب.. كانت تنظر لهما ببلاهة فقالت البائعه:
و الدريسات اللي في البروڤا دي معانا ولا لأ؟!
_أيوة طبعاً هناخدهم كلهم.. ثم نظر إلي "رضوي" و ضحك بسماجه قائلاً: إحنا تحت أمر الآنسه رضوي.
نظرت له "رضوي" بأعين متعجبه و لكنه لم يكترث.. دفع ثمن المشتريات ثم إصطحب رضوي للخارج و صعدا إلي السيارة.
_ياا ناااس ياللي هناااا... رضووووي.
نظرت له و لم تتحدث فقال: إيه.. القطه كلت لسانك ولا إيه؟!
برز صوتها حانقاً و قالت: أنا مبحبش كده يا رضوان.
_كده اللي هو إيه؟؟
=إن حد يحطني تحت الأمر الواقع.
_لا أنا مش بحطك تحت الأمر الواقع.. أنا بحطك علي بداية الطريق الصح.
=وهو الصح يبقا صح لما يكون مفروض عليا؟!
توقف بالسيارة فجأة محدثاً صريراً عالياً و قال: بقولك إيه يا رضوي.. تقولي كاني تقولي ماني مفيش لبس من الهباب اللي كنتي بتلبسيه تاني ده!.. أنا مش هسيبك في الرايحه و الجايه تتعري من عنين شوية كلاب متلقحين علي الأرصفه بياكلوا اللي داخله و اللي خارجه بعنيهم.. ده آخر كلام عندي.. و علي فكرة معندكيش رفاهية الإختيار.. اللي بقوله هيتنفذ.
ألقي بكلماته و لم ينتظر ردها و أدار محرك السيارة منطلقاً نحو منزلها.
أوقف السيارة أمام منزلها فهمّت بالنزول فأمسك بيدها قائلاً بلطف: رضوي.. إستني.
شبح إبتسامه زعر علي شفتيها ظناّ منها بأنه سيتراجع و لكنه فاجئها قائلا بضحكه مستفزة:
كنتي هتنسي الهدوم!
إلتقطت حقائب الملابس بغيظ و صعدت إلي بيتها بينما ينظر هو في أثرها متمتماً: أومال لما نتجوز و أقولها إلبسي النقاب بقا هتعمل إيه؟!
••♡♡••♡♡••♡♡••♡♡••♡♡••
تجلس علي الأرجوحه التي تحفها المياه من كل جانب و يقف هو خلفها يهزها برفق بينما تغمض هي عينيها بإستمتاع و سعاده لم يسبق لها و أن شعرت بمثلها.
تحدثت وهي مغمضة العينين و المياه تداعب قدماها و قالت: متحرمش منك أبداً يا أحمد أفندي.. إنت عملتلي كل اللي كان نفسي فيه.. مش عارفه أقوللك إيه؟!
_ترحميني و تبطلي تقولي أحمد أفندي دي.
فتحت عينيها و قالت: أومال أقوللك إيه؟! ندامه لتكون عايزني أقوللك يا أحمد بيه.
_يستي لا بيه ولا باشا ولا أفندي.. قوليلي أحمد بس.
=مش هعرف يا أحمد أفندي.. أنا لساني خد علي كده.
_لا هتتعودي.. قولي يلا.. أحمد.
=أحمد أفندي.
_أحمممممد.
=أحمممممد أفندي.
هز الأرجوحه بعنف فقالت: لا بالله عليك يا أحمد أفندي هتوقعني.
لم يعيرها إهتمام و هز الأرجوحه بعنف أكبر فصرخت قائلة: هقع يا أحمااااااد.
إنفجر ضاحكاً بشده فنظرت له بغيظ وهي تنظم أنفاسها و قالت: أمّا إنك بارد بصحيح.. و لما كنت توقعني تغرقني كنت هتلاقي حد يقوللك يا أسطي أحمد حتي؟!
أحاط رقبتها بساعده العريض وهو يقف خلفها و جذبها عليه يمازحها قائلاً: يوعدي علي العسل اللي بيقول أحمد ده يوعدي.
إبتسمت بحب بات يملأ كيانها فقال:يلا إنزلي..الليل هيليل خلاص..يدوب نتعشي و نشوف هنشتري إيه عشان نروح.
إصطحبها إلي مطعم يطل علي البحر مباشرةً..طلب أن يتناولا طعامها علي الشاطيء فجهز لهما النادل طاوله علي الشاطئ تحيطها الشموع المضاءه من كل الجوانب.
_الله..إيه الحلاوة دي..الجو هنا جميل.
=تركيا صعب تلاقي فيها مكان مش جميل.. مش شرط يكون غالي او فخم.. بالعكس.. حتي الأماكن البسيطة كلها حياه و بهجه.. هنا تلاقي الناس أهم حاجه عندها إنها تعيش.. تتبسط.. من غير تعقيدات ولا حسابات.. علي عكسنا إحنا خالص.
أومأت بإقتناع فسألها: إتبسطتي يا فرحه؟!
_أوي أوي يا أحمد أف...
تراجعت عندما نظر لها منبهاً ثم بدأت في تناول وجبتها وسط جو شاعري حالم.
بعد أن أنهوا طعامهما أمسكت بالكاميرا و إلتقطت بعض الصور التي تجمعهما سويّا و كلّا ً منهما يتراقص قلبه قبل عينيه من فرط الحب.
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
_أيوة يا بابي عارفه بموضوع "حاتم" و كلمني قبل ما يكلم حضرتك و أنا رفضت و قفلنا الموضوع خالص.. لزمتها إيه بقا يكلمك تاني؟!
=هو قال ممكن أقنعك أو أوريكي الموضوع من زوايا تانيه ممكن تكوني غافله عنها.
_حضرتك الموضوع مش مستاهل زوايا ولا غيره.. كل ما في الأمر إني شايله الموضوع كله من دماغي حالياً.. و حضرتك عارف إن الشغل عندي أهم من الجواز و ما شابه.
=الجواز و ما شابه؟! للدرجادي الموضوع تافه بالنسبة لك؟!
_حضرتك عارف إن عمر الجواز أو الإرتباط بشكل عام من أولوياتي.. و لو كان أحمد الله يرحمه عايش كنا هنتجوز لأننا متفقين في كل حاجه مش أكتر.. يعني الموضوع مش شاغلني حالياً بجد و مش فاضيه أركز فيه أساساً.
=ماشي يا نورا براحتك..إنتي عارفه إني يستحيل أغصب عليكي في أي حاجة.. أنا كل همي بس أطمن عليكي قبل ما أموت.. زي أي أب.
_ربنا يديك الصحه وطول العمر يا حبيبي.. يلا هقفل أنا دلوقتي عشان عندي meeting.
=ماشي يا حبيبتي مع السلامه.
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
مع دقة عقرب الساعه علي الثالثه بعد منتصف الليل بتوقيت تركيا.
عاد أحمد و فرحه من الخارج بعد قضاء يوم كامل قضوْنَهُ يستكشفون البلد الأكثر سحراً و جمالاً في العالم.
_آاااه يا رجلي.. مش قادره.
قالتها فرحه و هي تلقي بما في يديها علي الأرض و تتمدد علي الفراش بإنهاك. د
=بكرة بقا نبقا نروح جبل الأسرار بما إن الوقت مكفاش النها....قاطع حديثه طرق الباب ففتح و كان السائل "منير".
_حمدالله على السلامة يا أحمد.
=الله يسلمك يا صاحبي.. معلش بقا الوقت سرقنا و إتأخرنا.
_لأ أنا مش قصدي علي مشوار النهارده.
نظر له" أحمد"بتعجب فرفع "منير" يده له بالأوراق الخاصه بهما و الذي طالعها "أحمد" بحزن شديد.
_ترجعوا بالسلامه إن شاء الله مع إننا ملحقناش نشبع منكم والله.
إلتقط "احمد" منه الورق قائلاً بإحباط: الله يسلمك يا منير.. تتعوض إن شاء الله.
دخل إلي الغرفه و أعطي الأوراق لـ فرحه التي تسائلت: إيه ده؟!
_الورق بتاعنا.. هنرجع مصر بكرة.
نظرت إلي الورق بحزن و إبتلعت لعابها بتوتر حاولت إخفاؤه و قالت: طب الحمد لله.. أخيراً هنرجع.
نظر لها بخيبة أمل و قال: هنرجع يا فرحه..يلا نامي عشان طيارتنا الساعه 9.
أومأت بموافقه.. دخل هو إلي الشرفه و أغلق الباب عليه حتي يمنحها الراحه لتستطيع دخول الخلاء و تبديل ملابسها.
خرج بعد أن إستقرت حركتها بداخل الغرفه فنظر إليها وجدها مغمضة العينين.
علم أنها تصطنع النوم و أن الأفكار تعصف برأيها كما هو حاله و لكنه حاول تجاهلها و الخضوع إلي النوم.
بعد مرور ساعه.. نزع عنه غطاءه بملل و توتر و زفر بشده ثم نادي عليها قائلاً: فرحه.
_نعم؟! أجابته وهي ما زالت توليه ظهرها.
=عايز أتكلم معاكي.. أنا عارف إن إنتي كمان مش جايلك نوم زيي.
كتمت بكاءها و قالت بصوت مختنق: نتكلم في إيه؟!
=إنتي بتعيطي يا فرحه؟! قالها وهو يجلس بجانبها و يديرها لتنظر إليه.
إعتدلت بمجلسها و نظرت إلي الأسفل فأمسك بذقنها لتقابل عيناها الباكيتين عيناه العاشقتين و قال: بتعيطي ليه يا فرحه؟!
_مفيش حاجه.
=لأ في.. مالك؟!
_مفيش.
قال بنفاذ صبر: متكدبيش يا فرحه.. بتعيطي ليه؟!
نظرت له بعينيها التي تهلكانه فبادلها النظر بـ وله و قال: زعلانه إننا هنرجع.. صح؟!
سألها متمنياً أن تؤكد سؤاله فكرره و قال: صح يا فرحه؟!.. زعلانه إننا هنبعد عن بعض؟!
أومأت بموافقه وهي ما زالت تنظر أرضاً فتهللت أساريره و أمسك بيديها بين كفيه و قال: فرحه..إنتي حاسه من نحيتي بحاجه.. صح؟!
نظرت إليه مجدداً و لم تجيب فقال: جاوبيني يا فرحه.. عشان خاطري متسكتيش.
نظرت إلي الأسفل مرةً أخري فأمسك بوجهها يديرها إليه و قال: متبصيش في الأرض تاني.. جاوبيني.
إنفجرت في البكاء و زاد نحيبها فمسح دمعاتها بكف يديه الحاني و قال: فرحه.. بصيلي.
نظرت إليه بألم داخلي يغزو قلبها فقال وهو ينظر داخل عينيها: أنا بحبك يا فرحه.