رواية عنيده في قلبي الفصل الثامن والتاسع


رواية عنيده في قلبي 
" الفصل الثامن "

تسمرت مكانها عندما وجدته واقفا وقد اقترب يقبل عليها بهيئته .... ظنت أنها تخلصت منه للأبد ومن عملها لديه ولن تراه مجددا ... ولكن حضوره الآن فاجئها .
إقترب يقلص المسافة بينهما حتى يكن قريبا بما يكفى وتستوعب كلامه بصورة أكبر ، فلديه الكثير ليفهمه منها ...
  -سارة
بالطبع لم تجب ولكنها فقط استمرت على وضعها المتفاجئ ، كانت لا تزال تحت تأثير رهبة الموقف ،،، تتذكر آخر حديث بينهما ، كيف كان كلامها معه ، وكيف غادرت الصيدلية بعنف وغضب ..
الآن فقط اقتنعت أنها قد بالغت فى ردة فعلها ذاك اليوم .... لعنت عقلية الأنثى التى لا تدرك الأمور سوى بعد أن تتحكم العاطفة !
  -عامله أيه ؟
قالها الطبيب بملامح محتقنة لاحظتها بسهولة رغم أنه كان يبدو جاهدا لإخفاءها .
  - الحمدلله
قالتها سارة بنبرة جامدة .
  -طبعا أنا عارف انك متفاجئة    انك شوفتينى ، بس انا كان لازم اتكلم معاكى وجها لوجه .
خفق قلبها بدقات أسرع وهى تراه يستعد لقول ما كانت تتوقعه ، عندما أطلق تلك التنهيدة الحارة :
  -ليه يا سارة؟
أيه اللى حصل لكل ده ؟!
قوليلى أيه اللى انا قولته كان يستحق انك تسيبى الصيدلية وتقطعى القاطعه دى !!
كانت تنظر إليه وقد بدأ صدرها يعلو ويهبط جراء تلك الدقات .
استطرد مؤيد بنفس النبرة المعاتبة :
كان ممكن تعترضى على كلامى وترفضى مشاعرى ناحيتك، لكن تسيبى الشغل وتقفلى موبايلك وتنسى كل حاجه ده اللى مش لاقيله تبرير بصراحة !
ابتلعت ريقها لتقرر أن تواجهه أخيرا أو على الأقل تنفى تلك التهم عنها وتدافع عن نفسها :
  -دكتور مؤيد لو سمحت
أولا أنا بعتذر لحضرتك عن أى سوء تفاهم حصل ، بس فعلا قرار انى أسيب الصيدلية كان    وارد من قبل كده .
حرك وجهه قليلا يرمقها بنظرات مستفهمة تحثها على المتابعة ، لتردف سارة:

ده ماينفعش يبقى شغلى الأساسى وده مش مجالى ولا دى دراستى وطبيعى ان شغلى     فيها يكون مؤقت وكان وارد اوى انى اسيب المكان ده فى يوم وادور على مكان تانى يناسب شغلى ودراستى .

  -متأكده ان ده السبب يا سارة؟

عقدت حاجبيها بامتعاض لترد :

  -حتى لو مكانش ده السبب الأساسى فهو سبب من ضمن الأسباب ....
وانا ممتنة جدا للفترة اللى     قضيتها فى الصيدلية  اكيد مش محتاجة اقول لحضرتك أفادتنى قد أيه فى حياتى قبل شغلى .
 
وأردفت تنهى تلك الوقفة:
شكرا لحضرتك على حاجة وانا لازم أمشى لإن الوقفه دى ماتنفعش.
ليراها بعد ذلك وهى تمشى     تسلك مسارا للخلف غير الذى كانت تسير فيه عندما رآها ،،، بينما هو فقد كان غاضب جدا لا يدرى ماذا يفعل ، أصعب الأشياء      فى تلك الحياة أن تشعر بأنك قد وصلت إلى نقطة النهاية وأنت لم تبدأ أصلا، وقتها يتلاشى الأمل تدريجيا حتى يختفى ... ذهب ليأخذ سيارته التى صفها فى أول الشارع ليستقلها ويرحل !!

....
لا تعلم كيف أخذتها أقدامها لتصل إلى المنزل بعدما دار بينها وبينه !
فتحت باب الشقة لتدخل    وتغلق الباب خلفها بحدة أجفلت والدتها التى كانت تجلس بالصالة على الفور انتباها لذلك الصوت .
  -لحقتى تيجى !!
أيه اللى رجعك بالسرعة دى ؟!!
لم تمنح لنفسها الفرصة لسماع استفسار والدتها المتعجب ،،، فقد أخذت طريقها إلى     غرفتها لتلقى حقيبتها على السرير بإهمال وتجلس على طرفه تضع كلتا يديها أسفل جبينها المطأطأ لأسفل .
لتترك سامية الطبق والسكين     من يدها وتدلف خلف ابنتها .
  -سارة !
فى أيه ....حاجة حصلت ؟؟
رجعتى بالسرعة دى ليه ؟
لم تلق جوابا !!
جلست إلى جوار سارة تكرر سؤالها بهدوء أكثر :
  -ردى عليا أيه اللى حصل ؟

  -الدكتور مؤيد .
  -ماله ؟
قابلنى فى الطريق.

.....
-أيه الأخبار ؟
  -كله تمام يا باشا ، نزلنا الإعلان النهاردة والباقى مسألة وقت بس .
إسترخى كريم فى جلسته براحة أكبر، ليشكر مساعده ويأذن له بالانصراف .
بعد ذلك التقط هاتفه ليتجه للشرفة ويطلب رقم والدته:
  -ألو يا ماما ... أخبارك أيه ؟
كان الهدف من اتصال كريم    بوالدته هو بالطبع أمر " مى "  التى من المفترض أن تكون خطيبته بعد عدة أيام و التى لم يتحدث معها هاتفيا أبدا ،بينما  يتم التواصل بينهما عن طريق والدته فهو لا يعرف رقم هاتف        مى ولم يسعى لأخذه!!!
  -أنا جاهز النهارده نتقابل أنا وهى فى أى مكان هى عايزاه ..
تمام .... وانا هخلص شغلى هنا واروحلها على طول .
 
....
استعدت مى جيدا لتلك    المقابلة التى كلفتها ساعات من وقتها حتى تتزين وتصبح على أكمل وجه ... لطالما كان مظهرها من أولوياتها !!
وبعد أن انتهت غادرت الغرفة وبيدها حقيبة يدوية صغيرة بنفس لون القميص الذى ارتدته .....
كانت هناء تجلس بانتظار     مى حتى تخرج وما أن خرجت ..
  -خلصتى حبيبتى ؟
وقفت أمام والدتها بشموخ استمدته من قامتها الطويلة الرشيقة
  -زى ماقولتلك يا مى ... إفرضى شخصيتك وحضورك ، عايزه اسمع أخبار حلوة لما ترجعى بالسلامة ان شاء الله .
إبتسمت مى لوالدتها بثقة :
  -ماتقلقيش يا نونا بنتك جدعة.

بعد خمس دقائق تقريبا ليس أكثر ....
وصل كريم إلى باب "الفيلا" بسيارته ، لتنتبه مى هى وأمها لصوت السيارة وتقبل مى      وجنتى أمها .... لتركب السيارة مع كريم وتودعهم هناء بالتلويح لهما من الخلف ويبادلها كريم بيده من نافذة السيارة التى انطلقت بهما بعد ذلك .
....
فى الغرفة ليلا ...
رن هاتف سارة التى كانت تستعد للنعاس لتأخذ الهاتف وتقرأ إسم المتصل ،،،،
كانت علياء صديقتها ، أو صديقة الثانوية التى التحقت بمجال اخر غير مجال سارة ليكون        لقائهما  بالكاد، ولكنهما متواصلتين عن طريق مواقع التواصل ، ورغم الفارق الاجتماعى بينهما إلا أن     علياء فتاة متواضعة جدا ومرحة لا تأبه لتلك الفروق وليست من النوع الجاحد المتكبر .
  - مش مصدقة !
قالت سارة بتهكم ساخرة، ليأتيها صوت صديقتها :
  -سروو حبيبتى أيه     أخبارك وحشانى كتييير.
  -وانتى كمان يالولو والله طمنينى عنك .
استغرقتا وقتا فى التراحيب والتعاطف حتى دخلتا فى الجد أخيرا .

...
كان الطريق هادئا وكريم يسير بسرعة معقولة ولم يكن هناك زحام .
  - فى مكان معين تحبى تروحيه؟

سأل كريم مى التى كان ينظر باتجاهها ، لتمط شفتيها وتهز كتفها لأعلى :
  -أعرف كتير أماكن حلوة بس ممكن اروح مكان على زوقك المرة دى .
 
أعجب بالفكرة وبطريقتها الانسيابية فى الكلام ليبتسم لها ابتسامة حقيقية :
  -خلاص يبقى على زوقى وأتمنى زوقى يعجبك .
وأعاد النظر والتركيز فى الطريق أمامه وانطلق هذه المرة بسرعة أكبر .
...
  سردت سارة لعلياء التغيرات التى حدثت معها الأيام القليلة الماضية ، والذى أثار علياء    حقا هى مسألة العريس الذى تقدم لخطبتها وتعجبت من لامبالاة سارة " المريبة " من وجهة نظرها .
  -طب وانتى رأيك أيه فى عبدالرحمن بصراحة ؟
  -أنا لسه معرفوش يا علياء عشان احكم عليه ، لكن هو مقبول .
علياء بعدم فهم :
  -ازاى يعنى مقبول ؟!
لترد سارة بتعمد تجاهل هذا الأمر :
  -سيبينا دلوقتى من عبد الرحمن ومامته.... خايفه ملاقيش شغل تانى يا علياء !!
الموضوع مكانش بالسهولة اللى أنا متخيلاها أبدا وده أحبطنى قوى .
تنهدت علياء بيأس :
  -كان نفسى أقدر افيدك واساعدك يا حبيبتى .
ولكنها تراجعت بعد ثوان :
  -استنى .
سارة بتساؤل:
  - أيه ؟
  -كنت سامعه بابا بيتكلم النهاردة عن ان فى شركة سياحية جنب الشركة بتاعتهم      محتاجة سيكرتاريه.... ليه ماتجربيش؟
مش هتخسرى حاجة ويمكن ربنا يوفقك .

  -معقول يا علياء !!!
سيكرتيرة فى شركة سياحية مرة واحده!!
تردف علياء بهدوء :
  -ياحبيبتى بقولك جربى ... امتى مش أقل من اللى هيتقدموا فى حاجة يا سارة... ماتبصيش للمستوى الاجتماعى
فى بنات أقل منك بكتييير بيروحوا  ....
واستطردت تبث الأمل فى    قلب صديقتها البائسة وهى تريد أن تنفعها بأى شئ حتى لو كان قليلا ، وأن تكن تلك المكالمة قد أثمرت معها بشئ :
  -هبعتلك التفاصيل كلها "عالإيميل" 
انتى بس اعملى إللى عليكى      واسعى ، وانا هدعيلك ربنا يوفقك .
ودعت سارة صديقتها بعد أن شكرتها بود وعرفان حقيقى ، وارتياح داخلى لا تعرف مصدره تسرب إليها لتغلق هاتفها بعد ذلك وتغط فى النوم .

" الفصل التاسع "
أرشدته إلى أحد المطاعم التى تعرفها و التى بالطبع كانت فى غاية الفخامة والرقى ، دلفا سويا إلى الداخل وطلب كريم الطعام لهما ليشرعا فى      تناوله بعد تجاذبا بعض من الأحاديث الروتينية حتى يأتى النادل ويقدم الطعام ....
وعندما انتهيا وحان دور المشروب ،،، إكتفت مى بكوب من عصير الليمون الطازج ، بينما طلب كريم مشروبا غازيا .

  -عجبنى المكان ، زوقك حلو .
قالها كريم وهو يرتشف من مشروبه الغازى لتقابله ابتسامة مى المشرقة.
  -شكرا ... مبسوطة انه عجبك.
حاول بعد ذلك أن يتطرق إلى الأحاديث الجدية،،، فكريم بطبعه شخصية جادة لا تقبل العبث المفرط أو السخف ، هذا منذ طفولته ... لكى شئ وقته عنده .
  -عامله أيه فى شغلك ؟
أنا سمعت انك بتشتغلى فى إذاعة كويسة .
الحديث عن العمل كان آخر ماتتوقعه منه فى هذا اللقاء "الرومانسى من المفترض" أو اللقاء التعارفى....
أرجعت خصلة متمردة من     شعرها إلى الخلف ورسمت علامات الثقة على وجهها لتقول :
  -شغلى تمام ... وأنا أصلا بحبه ودى أهم حاجة عندى فبالنسبالى مفيش مشاكل .
أعجبته نبرتها الواثقة ، أومأ لها برأسه بابتسام :
  -كويس قوى ...
  ....
عاد إلى المنزل بعد يوم مرهق قضاه بالخارج، ليجد والدته ووالده جالسين فى غرفة      المعيشة.... ألقى السلام ليردوا عليه ....وحدها أمه من لاحظت شحوب وجهه وتغيره
  -غير هدومك يا حبيبى عبال ما احضرلك العشا ، احنا استنيناك بس انت اتأخرت .
  -هى فاطمة مشيت ؟
رد والده :
  -أختك مشيت من بعد العصر وكانت عايزه تسلم عليك .
  - اه ..... معلش انا كنت    مشغول النهاردة شوية .... انا داخل أنام مش جعان يا ماما ماتحضريش الآكل لما اصحى هاكل .
 
لم يأبه بعد ذلك لاعتراض والدته أو نداء أبيه .... بخطوات متثاقلة شق طريقه إلى غرفته بهدوء .
لتلتفت سناء إلى زوجها    وتزفر قائلة بضيق :
  - مش عارفه ماله مؤيد الأيام دى مش عاجبنى حاله أبدا .
  -أنا برضو مش عارف ماله على طول زهقان ومابيتكلمش زى الأول !!
  -أما أدخل اشوفه .
بعد ذلك دلفت هناء إلى    غرفة ابنها بعد أن طرقت الباب ، لتجده مسطحا على فراشه يطالع سقف الغرفة بشرود ،،،
  -مالك يا مؤيد فيك حاجه ؟
ملاحظين انك مش على طبيعتك بقالك يومين ؟!
  -أنا تمام يا ماما ماتقلقيش .
  -تمام ازاى بقى انت فى حاجة مزهقاك .
تنهد ببطئ ليردف مطمئنا إياها :
  -أنا كويس بس اليومين دول الشغل مزهقنى شوية .
حاولت سناء بدورها تهوين الأمر على ابنها لتهمس ساخرة :
  -ولا انت عايز تتجوز ومش لاقى عروسة ؟!!
ابتسم مؤيد بمرارة وحديث سارة يدور برأسه لتستطرد والدته بتمن:
  - ياما نفسى أشوفك عريس بقى يا مؤيد نفسى يجى اليوم ده ....
  اخواتك كلهم اتجوزوا الحمدلله مش باقيلى غيرك يارب أفرح بيك يا حبيبى .
اعتدل مؤيد وجلس مقابلا     لوالدته ليقول بابتسامة حانية :
  -ان شاء الله يا ماما.... ربنا يديكى طولة العمر ويخليكى لينا .

لتغادر أمه الغرفة بعد ذلك وتسلمه لأحزانه وجروحه التى أشعلتها بحديثها معه ....    كان يرغب فى مفاجأتهم جميعا بأمر سارة فلم ينوى إخبارهم سوى بعد جس نبضها من ناحيته ، وكانت خيبة الأمل الكبرى !!
قابلته برفضها وأى رفض !!!
كان رفضا قاطعا بكل جوارحها .... كم كنتى قاسية علي أيتها السارة !!
كانت قساوتك بقدر إعجابى وحبى لك الذى نما بداخلى يوما بعد الآخر .
 
.....
صباح اليوم التالى...
على مائدة الإفطار
  -وانتى واثقة فى علياء صاحبتك دى ؟
تساءلت سامية التى بدت     قلقة من حديث ابنتها عن عرض صديقة لها فرصة عمل بإحدى الشركات وبراتب شهرى لا بأس به .
لتقول سارة بهدوء :
  -علياء ملهاش علاقة يا ماما سواء وثقت فيها أو لا ....أنا طبعا واثقة فيها بس اللى يهمنى هى الوظيفة دى ...هى بعتتلى الإيميل وانا النهاردة       فتحته وفعلا كلامها طلع صح .
صمتت عندما لاحظت وجوم والدتها لتستطرد بعد ذلك :
  -لو ده اتحقق هبقى محظوظة فعلا ...... مفيش مانع لو جربت .
لترد سامية بقلق :
  -أيوه بس دراستك ...مين عارف المواعيد هتناسبك ولا لا وكمان هتقدرى تتكيفى فى المكان ده ؟
أرخت سارة تعبيرات وجهها قائلة :
  - كل ده سهل وملحوق عليه..    .وبعدين الله أعلم هيقبلونى أصلا أو لا وكأنى مافكرتش فى الموضوع من الأساس !!!
زمت سامية شفتيها بعدم اقتناع :
  - مش عارفه اقولك ايه مش مرتاحة ...ربنا يستر !!
  وبالمناسبة
  -أيه ؟
  -الجماعة مستنيين ردك ... عبد الرحمن ومامته.
تجمدت ملامح سارة تلقائيا ...    . لتضع الكوب من يدها وتصغى لوالدتها التى تابعت :
 
  -مش عايزين نتأخر عليهم أكتر .
تأففت سارة تفرك عينيها بانزعاج:

  - مش احنا اتفقنا هاخد وقتى فى التفكير .

  -وهو انتى بتفكرى دلوقتى يا سارة!!!
هنضحك على بعض !!
ما انتى مشغولة بحكاية الشغل بس !!
  -لإن الشغل أهم ومحتاجينه أكتر .
رمقتها سامية بحيرة :
  -وانا اللى يهمنى راحتك وانى أشوفك مع إنسان كويس ومش عايزه حاجه تانية .
مطت سارة شفتيها بضيق قائلة :
  -ربنا يسهل يا ماما خليهم يدونا كمان يومين نفكر.
.....
فى مكتب كريم
دلف المساعد وبيده ملف ليلقى التحية ويجلس .
  - أيه الأخبار فى جديد؟
  - اه بخصوص موضوع    السكرتيرة .... الطلب على العرض الحمدلله شغال بشكل كويس والإقبال كبير فاق توقعاتنا بصراحة خصوصا فى الوقت القليل ده .
كريم بارتياح :
  -طب تمام أوى .... أنا مطلوب منى حاجة ؟
  -مطلوب تحديد معاد ل " الإنترفيو " بس .
  -خلاص ان شاء الله يبقى يوم الأربعاء الجاى بعد يومين .... هحاول افرغ نفسى واتابع الموضوع معاكم .



                   الفصل العاشر من هنا 

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×