رواية عنيده في قلبي الفصل السادس والسابع


رواية عنيده في قلبي 

الفصل السادس 

بعد مرور ٣ أيام

بدأت الأسرة استعدادها للقاء    العريس وأسرته ، والذى سيأتى بعد العشاء من الآن ....

بذلت سامية أقصى جهدها    مع ابنتها حتى تكون راضية تماما ولا شئ يثير القلق فى نفسها 

من ناحية هذا الموضوع ،     ذهبت هى وسارة إلى إحدى المحلات لتبتاع لابنتها فستانا مزينا تقضى به تلك الليلة "ليلة التعارف"

 ، ورغم اعتراض سارة    إلا أن أمها أصرت حتى تكن ابنتها الكبرى على أكمل وجه وفى أبهى حلة...

ليلا

سمعوا صوت سيارة بالأسفل    لتنتبه سامية وتطلب من ابنتها التى تكمل اللمسات الأخيرة من زينتها أمام المرآة بأن تسرع ،، لتقابلها نظرات سارة المتغاظة

  الغير مبالية، لتخرج من غرفة    ابنتها وتذهب إلى غرفتها هى لتتأكد من هيئتها هى الأخرى وتمر على الصغيرين على 

ومنة اللذين كانا متأهبين    لتلك المناسبة التى لا يعرفان عنها سوى القليل ولكنهم سعداء ...

قرع جرس الباب لتلتفت     سامية وتتأكد من جهوزية كل شئ لتخرج ومن خلفها طفليها المتأنقين بملابسهما وتفتح الباب ..

ليشرف عليها شاب ذو قوام     طويل فارع وجسد كبير قمحى اللون ويبدو أنه فى أواخر العشرينات من العمر هكذا منحته سنا ..

ومعه كانت سيدة ليست كبيرة فى العمر تبدو أربعينية أو فى أواخر الأربعينات ، وبالطبع الجارة أم محمد !!

وبعد الترحيب ... أذنت سامية لضيوفها بالدخول والجلوس ...

-هستأذنكم أنادى سارة .

ثم دلفت إلى غرفة ابنتها التى كانت جالسة بشرود على طرف سريرها.

-الجماعة وصلوا وقاعدين برة .

نظرت سارة لامها التى أردفت بسعادة:

-والعريس باين عليه أيه .. ماشاء الله!

مش عايزه أحرقلك يلا مستنييك برة اطلعى شوفيه بنفسك .

تنهدت سارة بحيرة لعلها تخفف   حدة ضربات قلبها التى اندلعت منذ وصولهم .. لتخرج سامية وتتجه إلى المطبخ لتقديم الضيافة .

.....

فى منزل كريم

طرقت سمية باب غرفة ابنها     الذى كان جالسا على فراشة وأمامه حاسوبه الصغير وبدا منشغلا فى عمله ليأذن لها بالدخول وتجلس أمامه :

-أيه الأخبار ؟

لسه الشغل مزهقك؟

زفر كريم وهو يغلق حاسوبه ويتوجه بنظره إلى أمه :

-بحاول أرجع الأمور لوضعها... ادعيلي

فى حاجات كتير اتلخبط فجأة اليومين اللى فاتوا وده حطنى تحت ضغط جامد .

واستطرد يطمئن والدته التى بدت قلقة لأجله :

-بس ماتقلقيش كله هيبقى تمام .

أومات برأسها :

-إن شاء الله.

-ماما انا عارف انى قصرت معاكى اليومين دول .. اعذريني..ده بسبب إللى انتى شايفاه ده ، وانا مانسيتش موضوعنا ماتقلقيش .

وابتسم متابعا :

-أنا عند كلمتى.

لترد أمه ضاحكة:

-عندها أو مش عندها غصب عنك هنروح نخطب البنت ومش هيهمنى لا شغلك ومشاكله ولا انت شخصيا.

ليضحكا سويا وتودع سمية ابنها وتغادر.... ليلتقط كريم هاتفه من جانبه وبعد دقيقة ...

-أيه يا هانى مفيش جديد؟

هانى أحد أهم المندوبين القدامى ذوى الخبرة فى الشركة والذى قام والد كريم بترقيته    ليدير الشئون الإدارية بالشركة ، وهو بالطبع من أقرب أصدقاء كريم رغم أنه يكبره بثلاثة أعوام .

-الطلب هينزل بكرة فى الجرائد والدعايا بإذن الله وبالمواصفات اللى انت حددتها.

-تمام كده ،، عايز اسمع أخبار حلوة .

شكر كريم صديقه وأغلق    الخط ... أمر البحث عن سيكرتيرة بات يشغله كثيرا مؤخرا ، اضطر لتعيين إحداهن بشكل مؤقت نظرا لرحيل رانيا التى تقدمت

  باستقالتها لأسباب لا تبدو واضحة له ، زعم أن كلامه معها فى آخر لقاء بينهما قد ضايقها ولهذا رحلت ،،، ولكن حتى

 الجديدة ليست على كفاءة    عالية ...لذلك أعلنت الشركة عن طلب سيكرتارية ستتولى الشركة تدريبهم بناء على تعليمات كريم .

...

وأخيرا أتت سارة !

إتجه الجميع بأنظارهم وأولهم كان عبدالرحمن إلى ذلك القوام الذى يشبه غصن البان كما يقولون !

كانت سارة جميلة غير متكلفة بزينتها بفستان مزين بالألوان الفاتحة جمع بين اللونين     الأبيض والزهرى ما أضاف رونقا لبشرتها وأظهر بياضها أكثر بحجابها الأبيض من قماش الستان، أما عن زينة وجهها فقد تمكنت من جعلها خفيفة رائعة .

كان عبدالرحمن يتطلع إليها بابتسامة محب يعرفها منذ زمن ، تلك التى نالت إعجابه منذ أن    رآها للمرة الأولى عندما كانت عائدة من الجامعة ، والثانية منذ أسبوعين عندما كانت فى طريقها إلى الصيدلية علم بعدها أنها تعمل هناك ... والثالثة ثابتة!!

لينشغل تفكيره بها بعد ذلك ويقرر أن يشاور والدته ويتقدم لها بشكل رسمى .

 

جلست سارة بعد أن صافحت     الضيوف باستثناء "العريس" طبعا ، اكتفت بابتسامة فقط .

-سارة هى بنتى الكبيرة أكيد أم محمد قالت كل حاجه ومش محتاجينى أتكلم .

ضحكت أم محمد قائلة

-طبعا ...أكيد مانسيتش     حاجة ... بس أنا من رأيي العرسان محتاجين يقعدوا مع بعض لوحدهم شوية ولا أيه .

رمقتها سارة بنظرة صادمة متفاجئة بينما قال عبدالرحمن وهو يتطلع إلى سارة  :

-أنا بقول كده برضو .

لتضيف سامية بتحفز وهى تنهض :

-اه طبعا ، اتفضلوا معايا .

اصطحبتهم إلى الشرفة التى تحتوى على مقعدين بينهما منضدة صغيرة ثم تركتهم وعادت إلى الداخل .

كانت سارة تشعر بأنها     مضطربة حائرة، حاول عبد الرحمن استدراجها بالأحاديث العادية ليذيب الجليد بينهما .

قام بسؤالها أولا عن أحوالها ودراستها ثم تطرق بعد ذلك للحديث عنهما .

-على فكرة أنا أعجبت    بيكى من أول ماشوفتك وسعيد بالخطوة إللى عملتها دى وأتمنى يحصل نصيب بيننا فعلا .

رسمت ابتسامة عابرة على شفتيها وهى لازالت مطرقة برأسها .

-ممكن تبصيلى وانا بكلمك .

رفعت بصرها تلقائيا إليه ليقابلها بابتسامة واسعة .

يتبع 🌸

7

"الفصل السابع"


أقبلت هناء على ابنتها الجالسة     تشاهد فيلما يعرض أمامها فى الشاشة ثم جلست إلى جانبها :

  -طنط سمية مامت كريم كلمتنى .

لتلتفت مى لوالدتها متسائلة :

  -قالتلك أيه؟

تنهدت هناء تمسح وجهها لتردف :

  -عايزاكى إنتى وكريم تخرجوا     وتتقابلوا مع بعض ..يعنى من الآخر فرصة تتعرفوا على بعض أكتر.

اجتاح مى ارتياح داخلى ظهر على ملامحها لتستطرد هناء بنبرة جادة :

  -اسمعينى بقى يا مى ...

الموضوع ده لسه فى أوله عايزاكى ماتستعجليش.

عقدت مى حاجبيها باستغراب من كلام والدتها :

  -ازاى يا ماما .

  -يعنى خدى وقتك ، واعرفى اننا مش أقل منهم فى أى حاجة ، قولى رأيك زى ماتحبى .

نظرت مليا لوالدتها ثم أومأت برأسها توافقها .

....

نهضت سامية توصل عبد      الرحمن وأمه وجارتها إلى الباب بعد أن قضوا ساعتين تقريبا فى منزلها ...

  -بإذن الله الزيارة ماتتقطعش    ، وتعرفونا رأى العروسة بقى .

قالت السيدة مروة والدة عبد الرحمن بحماس لترد سامية بابتسامة واسعة :

  -بإذن الله خير .

بينما تأخر عبد الرحمن قليلا     للخلف وهو يسير ببطء بجوار سارة المطرقة رأسها بجانبه ، يرمقها بنظرات تقطر إعجابا ويتشرب حياء وجهها :

  -تصبحى على خير ، عايز أشوفك تانى .

 

تعلثمت سارة لا تعرف بما ترد فقط كان وجهها يزداد حمرة ودقات قلبها لا تتوقف ، قالت باقتضاب :

  -وانت من أهله .

ليرمقها للمرة الأخيرة ويلحق بوالدته .

وبعد أن غادروا...

التفتت سامية لابنتها :

ها .. أيه رأيك؟

قالت سارة بضيق :

  -ماما ... انا عايزه انام دلوقتى لإنى بكره هنزل ادور على شغل جديد .

اعتلت الصدمة وجه سامية من لامبالاة ابنتها :

  -شغل أيه دلوقتى يابنتى !!

انا بكلمك فى أيه وانتى بتقوليلى أيه ! تعالى كلمينى هنا.

تأففت سارة بانزعاج لتذهب وتجلس مضطرة :

  - نعم ؟

 

  - أيه رأيك فى عبدالرحمن ؟

  -لسه مش هقدر اقولك رأيي دلوقتى .

سامية بضيق :

  -ليه انتى مش قعدتى واتكلمتوا ؟

  -أيوه بس محتاجة اعرفه أكتر من كده و..

ثم قطعت حديثها عندما      رأت علامات الانزعاج الملحوظة على وجه والدتها تزداد لتستطرد مغيرة حديثها :

  -بس ده مايمنعش أن شكله كويس ومقبول .

  -انا شايفه انه شاب جميل ومحترم ، يارب انتى كمان تكونى شايفاه كده .

نظرت سارة أمامها بوجوم لم تعقب .

 

....

اليوم التالى

حاولت سمية زيارة  ابنها فى العمل ... إذ لم تستطع رؤيته صباحا حيث خرج إلى عمله    باكرا دون علمها ...فاستغلت فرصة خروجها من المنزل لشراء احتياجاتها بأن تمر عليه فى طريقها ..

وعندما وصلت إلى مكتبه        لم تجده ،، أخبرتها السكرتيرة بأنه سيأتى بعد قليل فجلست تنتظر ...

وعندما دلف كريم إلى مكتبه تفاجأ بقدوم أمه :

  - أيه ده ماما ؟!

 

ردت سامية متهكمة بعتاب :

  -آه يا حبيبى ماما .     .. ماما إللى انت نزلت الصبح وسيبتها من غير أى حاجة.

دنا كريم من والدته يقلب وجنتها قائلا :

  -آسف  بس جالى ظرف كده اضطرنى انزل بدرى .

لانت ملامح سمية لتقول بتعاطف:

  -هو لسه فى مشاكل تانى :

  - لا لا ماتشغليش بالك دى كلها أمور بسيطة متعلقة بالطيران بس .

  -عموما أنا كنت خارجة    اشترى شوية مستلزمات قولت أعدى عليك عايزاك فى حاجة .

  -خير؟

اعتدلت بجسدها لتقول بهدوء :

  -عايزاك تفضيلى شوية من وقتك وتقابل مى .

زم كريم شفتيه قائلا :

  -هى دى الحاجة المهمة ؟

لتضيف سمية بجدية:

  -اه طبعا هو فى أهم من كده ...

واستطردت :

 

  -لازم تقربوا من بعض أكتر      من كده ...انا مش عارفه ازاى ماطلبتش رقمها يا كريم ؟!!


  -معلش نسيت .

خلاص انا هشوف الموضوع ده ..

  -كريم ... خد الموضوع جد أكتر من كده لو سمحت ... عشانك مش عشانى !!!

قال مطمئنا والدته :

  -ماتقلقيش يا ماما .

المهم عرفنى المعاد بقى عشان اديه لهناء .

.....


أسرعت بإحكام الحزام الجلدى      حول خصرها وبذلك تعلن انتهائها من ارتداء ثيابها .. لتأخذ حقيبتها تضعها على كتفها وتغادر الغرفة ..


  -على فين ؟

  -نازله يا ماما.

  -استنى يا سارة..... انتى     عارفه هتروحى فين أصلا ؟!

استدارت تنظر لوالدتها :

  -ماتقلقيش عليا .

  -طب افطرى..

لم تكمل سامية جملتها حتى وجدت ابنتها قد غادرت ...

دعت الله أن ييسر لها أمورها وأن يحفظ طريقها .

  -سارة بتخرج براحتها وانا لا .

التفتت سامية إلى مصدر     الصوت وهو الصغيرة " منة " الجالسة تتناول طعامها بتذمر .

  -بكرة تكبرى ياستى منه وتخرجى انتى كمان وتطلعى عينى ...صبرنى يارب .

قالت بتهكم واتجهت للمطبخ.

....

أما فى طريقها سمعت سارة      صوتا مألوفا لها ظنت أنها تعرفه ، ولكنها لم تلتفت ظنا منها أنها تهيأت الصوت !

ولكنه تكرر مرة أخرى بقرب أكثر لمسامعها لتستدر  منتبهة إلى مصدره وكانت الصدمة !!

"الطبيب مؤيد " !!!!




                            الفصل الثامن من هنا 

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×