رواية عنيده في قلبي
" الفصل العاشر "
جاء يوم مقابلة العمل سريعا ، وكانت على أتم الاستعداد رغم توترها، هناك شعور غريب بداخلها .... حتما ستحزن إذا خسرت تلك الفرصة بل وتخشى ذلك من الآن .... ومع ذلك تكاد تجزم بأنها لن تربح هذه الوظيفة ولن يقع الاختيار عليها من بين هذا العدد من الفتيات .... تشعر بأنها تحتاج إلى معجزة حتى تتجاوز هذه المقابلة رابحة لا خاسرة ..... كعادتها لا تقبل بالهزيمة ولا تحبها !!!
إستيقظت باكرا ..... عليها أن تصل فى الموعد المحدد وهو تمام العاشرة صباحا ، توجهت إلى الحمام ومن بعده خرجت تؤدى فريضة الصبح ، لتتجه بعد ذلك إلى خزانة ملابسها وتنتقى لها ثيابا تناسب تلك المقابلة ... اختارت جيبة من الجينز الأسود ، وعليها كنزة زهرية مطرزة تصل إلى كتفيها ... ارتدت من أسفلها قميصا أبيضا يضيق عند رسغيها ...وانتقت حجابا من نفس لون الكنزة... أما عن زينة وجهها فكانت خفيفة منحتها مظهرا جميلا ..... كانت أمها على علم بمعاد المقابلة اليوم ... استيقظت تجهز فطورا خفيفا لابنتها ، وعندما انتهت سارة من ارتداء ثيابها خرجت لتتناول لقيمات خفيفة تساندها فى يومها ....
- خلى بالك من نفسك ... ماتخليش حاجه تشتتك.
قالت سامية تنصحها ، فمهما كانت شخصية سارة قوية تبقى الأم لا يهمها سوى مصلحة ابنتها .
نظرت لها سارة من بين تناولها للطعام... لتومئ لها تطمئنها.
-ان شاء الله .... ادعيلى .
-دعيالك .... ربنا يوفقك وترجعى مبسوطة .
ثم نهضت تنظر فى ساعة يدها ....
- مش هينفع استنى أكتر من كده لازم امشى عشان اوصل بدرى .
ثم أسرعت مرة أخرى إلى غرفتها تجلب حقيبتها وتزج بالملف الذى يحتوى على سيرتها الذاتية بداخلها .... لتأخذ بعد ذلك هاتفها الذى تركته على شاحنه طوال الليل وتغادر الغرفة تحت أنظار والدتها المتوجسة.
......
-إنت لازم تقررلى معاد نهائى نروح نتقدم فيه لمى .
هدرت سمية على مائدة الفطور لابنها الجالس قبالتها .... لتردف بعتاب :
-إنت كل يوم بتماطل عن اليوم اللى قبله يا كريم ماينفعش كده يابنى الناس يقولوا علينا أيه بنهزر معاهم !!!
كان يتناول طعامه على عجل حتى يذهب إلى عمله فلديه يوم مشحون ، توقف موجها حديثه لأمه:
- اختارى المعاد إللى يعجبك وانا جاهز ... براحتك يا ماما .
ليرتشف الكوب الذى أمامه جرعة واحدة وينهض ملتقطا مفاتيح سيارته .... ليلقى التحية ثم يغادر .
لاحظ رأفت الضيق البادى على زوجته ليقول فى محاولة لتهدئة الأمر الذى من وجهة نظره لا يستحق بل ويمكن تأجيله ما المانع ؟!!
- مش قالك حطى المعاد إللى يعجبك وهو جاهز ؟!
خلاص بقى أيه اللى مضايقك .
-كريم بروده هيجننى...... عنده برود أعصاب غريب الشكل ... وللأسف هو فاكر ان ده مطلوب فى كل المواقف !!
توقفت مليا ثم تطلعت لزوجها الذى يتصفح الجريدة بيده قائلة بتهكم :
-طالع لابوه .
ليلوى رأفت ثغره متصنعنا الحنق ويردف :
-بقى كده ....
تضحك سمية بعد ذلك وتشرع فى نداء مساعدتها لحمل الأوانى من الطاولة .
فى طريقه بالسيارة رن هاتفه ...
-أنا جاى فى الطريق حالا مش هتأخر نص ساعة واكون وصلت .... عايز الاقى كل حاجه تمام واشوف تنظيم كويس ... تمام .
ضغط ليصل بسرعة أكبر فى طريقه إلى الشركة .
....
من وسيلة مواصلات لأخرى .... تنقلت سارة بين الأماكن حتى تصل إلى العنوان المطلوب .... كانت تعرف أن المسافة بعيدة وأن مكان تلك الشركة لن تصل إليه بسهولة .... استقلت القطار الذى وفر لها الكثير من الوقت أولا رغم أنه كان يعج بالركاب ومزدحما للغاية حتى ظنت أنها لن تتمكن من الصعود معهم إلى أن وجدت يد أحد الراكبين تمد لها وبالفعل لم تفكر كثيرا لتصعد وتحمدالله فى سرها أنها استطاعت الركوب .... لتنزل من القطار ساعة إلا ربع تقريبا وتبدأ تستقل النقل الداخلى ....سيارة أولا ثم "أوتوبيس" .... شعرت بالامتنان لوالدتها التى تحرص دائما على فطورها هى وأخويها ،،،، وإلا ما كانت استطاعت المواصلة فى وسائل المواصلات وربما سقطت مغشيا عليها!!
بالطبع لم يخل الطريق من مكالمات والدتها التى تحرص على الاطمئنان عليها وعلى وصولها بسلام .
.....
فى منزل سامية .... رن هاتفها الشخصى لتركض ابنتها منة لمصدر الصوت وتأخذ الهاتف ..
-يا منة .... يا على ... حد يجيبلى التليفون إيدى مش فاضيه !
لتقوم الصغيرة بالضغط على زر الإجابة قائلة بثقة :
-ألو !
عندما لم تلق سامية جوابا من أبناءها ، خرجت من المطبخ تتوعدهم ولكنها صدمت عندما رأت ابنتها تضع الهاتف على أذنها وتتحدث !!
-بتكلمى مين ؟!
قالت بدهشة لتبعد منة الهاتف عن أذنها وتهمس لامها :
-طنط أم عمو عبد الرحمن.
اتسعت حدقتا سامية تلقائيا ..... لم تتوقع هذا الاتصال .... والآن هى فى مأزق لا تعرف بماذا ستجيب ..... الآن أدركت عن قرب أنها استغرقت هى وابنتها وقتا أكثر من اللازم !!
أخذت الهاتف من ابنتها بتوجس ووضعته على أذنها :
-السلام عليكم ...
.....
بدأت معالم الشركة تظهر أمامها من نافذة "الأوتوبيس" الذى توقف للتو .... لتترجل منه وتلقى نظرة على ملابسها وتعيد هندمتها بحرص .... وتتأكد أيضا من أغراضها وحقيبتها .... انتصبت فى وقفتها بعد أن انتهت تبث الثقة فى نفسها ... لتحزم حقيبتها وتلج إلى الداخل ....
بدت الفخامة على الشركة بحق ... حتى الأشخاص الذين رأتهم والذين صادفوا طريقها كانوا متأنقين بثيابهم ومظهرهم .... ما لفت أنظارها أيضا هو أن تسعين بالمئة من الفتيات المتقدمات معها كانوا بدون حجاب .... إنتابها القلق بعض الشئ ودعت الله أن لا يشكل هذا حاجزا يعيقها .
وبعد نصف ساعة من الانتظار .... علا صوت أحد الأشخاص فى مكبر الصوت الذى كان بيده لتتجه أنظار وحواس الجميع إليه :
-صباح الخير .... برحب بالجميع ... ان شاء الله هيوصل رئيس الشركة سينيور كريم بعد شوية فأستغل الفرصة واعرفكوا أكتر على شغلنا ....
ظل يتحدث قرابة الربع ساعة والجميع مصغ إليه .... ما فهمته سارة من حديثه هو أنهم يضعون المؤهل فى أولوياتهم وهذا منحها شعورا بالارتياح إلى جانب تقديراتها الجيدة فى الجامعة طوال سنوات دراستها الثلاث الماضية!!
بعد أن انتهى المساعد من حديثه ، ظل الجميع مرابطون فى أماكنهم قرابة الثلاثون دقيقة ...إلى أن صدح الصوت ثانية معلنا قدوم "السينيور"
ليدلف شخص جذب أنظار الجميع إليه وبشكل خاص "الفتيات"
لتلتفت سارة وترى القادم .... شاب طويل القامة قوى البنية ليس طاغى الوسامة ، ولكن لديه جاذبية لا تنكر .... بقميصه الناصع البياض الذى ناسب لون بشرته الحنطية ، وبنطاله الأسود ....دلف الشاب إليهم فى خطوات واثقة مدروسة .... لاحظت سارة عيون الفتيات التى لمعت تحاكى إعجابهم بهذا الوسيم، ومع ذلك شعرت بالحنق لسذاجتهم.... نحن فى أى قرن ؟!!!
لحظات قليلة وقدم المساعد الشاب إليهم :
-أعرفكم على سينيور كريم.
لم تتوقع أى يكون "السينيور" أو رئيس الشركة شابا....توقعته رجلا أربعينى.... أو ربما خمسينى!!!
تنهدت سارة بحرارة ، واستقامت فى جلستها تترقب ماسيقوله ....
" الفصل الحادى عشر "
بعد حوالى ثلاث ساعات قضتها كان الضجر حليفها الأول فيهم ، ولم لا وهى لا تعرف أحدا هنا ولم تسعى للمعرفة.... فسارة بطبيعتها متحفظة حيال أمر الصداقة بالذات وأمور اجتماعية أخرى ....
عندما حان دورها تقدمت مع مرشد خاص أرشدها إلى غرفة تحوى مكتبا صغيرا من خلفه نافذة تطل على منظر لا بأس به.....لم يستغرق اللقاء أكثر من ربع ساعة تقريبا .... أسئلة عادية وأخرى غير عادية ولكنها ليست صعبة أبلت فيها بلاء حسنا .....قامت بتقديم ال"c.v" الخاص بها فى اخر المقابلة ليطلع عليه المحاور ويأذن لها بعد ذلك بالانصراف وانتظار النتيجة التى ستكون بعد يومين من الآن ...
عادت إلى المنزل وقد نال منها التعب والإرهاق لتجد أمها وأشقائها بانتظار قدومها . ... كانت سامية قد أعدت أصنافا قيمة من الطعام تقديرا منها ليوم شاق قضته ابنتها .... جلست على المائدة دون أن تبدل ثيابها ، فقط رمت حقيبتها وأغراضها على أقرب كرسى وجلست تتناول الطعام باشتهاء.....
- أيه الأخبار طمنينى ؟
قالت سامية بتحفز .
-لسه يا ماما مش دلوقتى ... النتيجة هتظر بعد يومين ... هيتصلوا بيا أو يبعتولى رسالة اعرف بيها اتقبلت ولا لا .
- يعنى التأخير والوقت ده كله ولسه بعد يومين ؟!!
امال كنتى بتعملى أيه ؟!
رفعت سارة حاجبيها بدهشة:
-المشوار لوحده ٣ ساعات !!
وبعدين المسئولين اتكلموا معانا الأول قبل المقابلة .
أرادت سامية استغلال الفرصة وإخبار ابنتها بما دار بينها وبين والدة عبد الرحمن من حديث صباح اليوم وأثناء غيابها .... بدت قلقة وهى تتخيل كيف سيكون رد فعل سارة على ماقررته هى ...
-بالمناسبة .... فى حاجة حصلت النهاردة ولازم تعرفيها .
رفعت سارة بصرها إلى والدتها بترقب :
-حصل ايه ؟
سامية بتوجس :
-أم عبد الرحمن كلمتنى النهاردة.... وطبعا عايزه تعرف احنا وصلنا لأيه .... أنا اتفقت معاها يجوا يوم الجمعة .
كادت سارة تغص بالطعام .....نظرت لوالدتها مصعوقة :
-ازاى يا ماما!
ازاى تاخدى قرار زى ده من غير ما ترجعيلى.
استجمعت سامية شجاعتها لتهدر:
-قرار !!
قرار ايه يا سارة .... احنا وشنا اسود من كتر المماطلة مع الناس .... كل يوم تقوليلى بكرة بكرة بكرة ... ما لو مش عايزاه كنتى قولى من الأول وخلصينا .
أحتقنت تعبيرات سارة التى صاحت مبررة :
-لإنى كنت محتاجة وقت وزى ماشوفتى موضوع الشغل ده جالى فجأة وقولتلك هو أهم من أى حاجة تانية وفرصة العمر بالنسبالى .
تنهدت سامية بضيق لتردف بحيرة :
-عالعموم إللى حصل حصل والكلام مش هيفيد .... هما هيجوا بعد بكرة ولازم تبدأى تجهزى نفسك من دلوقتى... كلها يومين وتبقى واحده مقروء فاتحتها .
تأففت سارة تغمغم بكلام غير مفهوم... لتنهض من على المائدة وتتجه لغرفتها غاضبة .
بينما زفرت سامية بضيق ، دعت الله أن يهون عليها وعلى ابنتها ما هو قادم .
....
كانت سمية قد أعطت موعدا لهناء بأن تأتى هى وابنها ووالده وشقيقها الأكبر مساء الجمعة لزيارتهم ..... كانت متحمسة لليوم الذى ستقرأ فيه فاتحة ابنها البكر وطالما حلمت به .... طلبت من كريم ووالده أن يتفرغا لذلك اليوم تماما فسيذهبوا أولا لشراء الهدايا ومن ثم ينطلقوا إلى فيلا مى .
لم يرحب كريم بفكرة ألا يذهب إلى عمله ذاك اليوم ، ولكنه وعد والدته بالانصراف مبكرا حتى يلحق بها وما ستفعله.
....
وجاءت الجمعة المنتظرة ....
عملت الأسرة استعداداتها وجلبت سامية إحدى الجارات عن طريق "أم محمد" كى تساعدها فى إعداد وترتيب المنزل وإجراء بعض التعديلات البسيطة عليه ... وكذلك إعداد أصناف الطعام والحلوى والشراب التى قامت سامية بشراء بعضها توفيرا للوقت والجهد ....
تأهبت سارة واستعدت رغم أنها مازالت متحفظة على ما فعلته والدتها دون علمها ... ولكن مع ذلك انتقت لها طقما لا ترتديه سوى فى المناسبات الهامة فقط كان مكونا من جيبة من القماش تضيق من أعلى قليلا وتنزل باتساع حتى أخمص قدميها من لون الكاكاو الفاتح والغامق، كانت بسيطة ولكنها رقيقة وتناسبها كثيرا ... ارتدت فوقها كنزة ثقيلة بقماش يحتوى على شعيرات صغيرة من اللون البيج..... لتتوج طلتها بحجاب من قماش الساتان من اللون الرمادى الذى أظهر نعومة ورقة بشرتها التى زينتها بقليل جدا من أدوات الزينة ، كان اللافت فيها هو ذلك الكحل الذى زينت به عينيها ......
وها قد وصل الحضور
كانت سامية قد استدعت عم سارة ليكون حاضرا فى تلك المناسبة ، خاصة أن أسرتها تقطن فى مدينة أخرى والمسافة لن تكون قريبة فتعذر أحد إخوانها عن الحضور لتستدعى شقيق زوجها بعد ذلك ....
قرع صوت جرس الباب ليسرع الصغار "على ومنة" لفتح الباب .... وكان عبدالرحمن ومعه والدته ووالده لأول مرة وبالطبع من خلفهم الجارة أم محمد وزوجها الذى أبى أن يدخل إلا بعد أن ألحت عليه ساميه .
رحبت بضيوفها ولكن لن يتم البت فى شئ قبل حضور عم سارة "شفيق" الذى حضر بعد نصف ساعة .... تأملت سارة هيئتها فى المرآة أخيرا لتزفر بحدة وتغادر الغرفة ....ألقت التحية و رحبت بوالدة عبد الرحمن التى نهضت وقبلتها وكررت ذلك مع أم محمد .... وفور دخولها لم يرفع عبدالرحمن بصره عنها إلا للضرورة .. . كانت جميلة متحشمة ينقصها فقط قليل من الابتسام .... حتى أتى عمها ليرحب ويرحب به وتبدأ سامية ومساعدتها بتقديم الضيافة اللازمة .....
على الجانب الآخر استعد كريم وارتدى حلة سوداء أنيقة أظهرت جاذبيته المفرطة ، و مشط شعره للخلف لينتهى ويضع عطره المفضل ..... خرج ليجد والده بانتظاره أسفل
-امال فين ماما ...
قال رأفت متهكما :
-أمك يا سيدى لازم تتزوق وتاخدلها ساعتين!!
عادة الحريم ولا هيشتروها !
ابتسم كريم مداعبا:
- يارب مى ماتكونش كده ... مش هصبر !
-طب امك قديمة شوية وبت تأخر كده تخيل مى بقى !!
قابل يا عم .
دقائق قليلة وخرجت سمية متأنقة كعادتها ... ليستقل الثلاثى سيارة كريم الذى انطلق بهم لشراء الهدايا أولا ثم انحرف بطريقه إلى بيت مى .
...
طلبت هناء من والد مى بأن يكون حاضرا ولم يتأخر بالطبع ..... لحظات وكانت سيارة كريم أمام الفيلا ، خرجت هناء وطليقها لاستقبالهم بحفاوة وترحيب ودلفوا للداخل ...
-أمال ميوش فين ؟
سخر كريم سرا من الاسم الذى أطلقته والدته على مى ..
لترد هناء بابتسامة واسعة :
-ثوانى وتكون هنا .
بالأعلى كانت مى قد انتهت للتو من إضافة آخر لمسة على إطلالتها الرائعة لتنزل إلى أسفل بهدوء.....
كان أول من لمحها من الحاضرين هو كريم الذى شملها بنظرة كلية بدءا من شعرها المعقوص للخلف بزيل حصان طويل وزينة وجهها حتى الفستان الأسود الذى انساب بأناقة على جسدها .
-أهلا أهلا بالقمر .
هتفت سمية بسعادة لتلفت انتباه باقى الحضور الذين توجهوا بأنظارهم نحو مى الرائعة بشعرها الأشقر الغامق وفستانها الأسود كانت تسير بخجل بعض الشئ .... استدعاها رأفت لتجلس بينه وبين زوجته .
- طبعا يا جماعة من غير مقدمات انتوا عارفين احنا جايين ليه .
كانت مى تجلس واضعة يدها فى حجرها....رفعت نظرها إلى كريم ترى ردة فعله...و الذى انتقل بعينيه إليها يبتسم ابتسامة خفيفة منحتها سعادة داخلية .
- مى الجميلة طالبين إيدها لكريم ابننا .
ابتسم الحضور ليقول والد مى :
- مى هى بنتى اللى ماجبتش غيرها .... إنى أديها لكريم دى أمانة كبيرة أوى عنده أتمنى يقدر عليها ....
وكردة فعل أومأ كريم برأسه بابتسام
-أنا موافق على خيرة الله ..نقرأ الفاتحة .
لتطلق بعدها سمية زغرودة قوية جفل منها زوجها ليضحك الجميع رافعين كفوفهم يقرءون الفاتحة .... وأكثرهم سعادة كانت مى ووالدة كريم .
....
شعر عبد الرحمن أنه بحاجة إلى الحديث أكثر مع سارة ، وتمنى ذلك الآن ولكن منى نفسه بحديث اخر أطول وبراحة أكبر .. خاصة أنها لم يتحدث إليها سوى مرة واحده ...
حان وقت قراءة الفاتحة .. .. وفور أن سمعت سارة ذلك ازدادت نبضات قلبها توترا ، ولكن رفعت يدها معهم تقرأ بصمت ...غافلة عن نظرات عبدالرحمن المحبة ، و الذى كان يتمنى أن تبادله إياها .