رواية ظلم بلا حدود
الفصل الثالث عشر
بقلم ريناد
أدم دخل الاوضه الفاضيه وخبط الباب وراه وقعد على الكرسى ودمن دماغه بين ايديه
الباب خبط
آدم :ادخل
جاسر :حصل ايه يأدكتور مالك متوتر ليه ومدايق كل دا بسبب فكره العمليه المجنونه بتاعتك دى
آدم :لا انا خلاص مش هعمل العمليه دى
جاسر :عين العقل بس ايه اللى غير رأيك كده بعد كميه الحماس الرهيبه اللى كانت عندك
آدم سكت شويه واتكلم
اللى غير رأيى انى سمعت قصتها ياجاسر ومعاناتها البنت
دى شافت كميه عذاب مفيش بشر يستحمله
ومش معقول بعد ده كله احطها موضع تجربه نسبه نجاحها
بسيط جدا ولو فشلت هبقا دمرت اى امل ليها فى الحياه
وهنا الباب اتفتح ودخلت مريم اللى كانت سامعه الكلام
مريم :انا عارفه ان العمليه خطيره وحساسه لكن تقدر تقولى
انا كده عايشه يعنى انا فى كل الاحوال ميته يادكتور
ان كان على ابنى كلها كام سنه وهيسيب المدرسه ويروح غيرها وانا يمكن مقدرش اشوفو تانى
وان كان عليا انا بتمنى الموت فى اليوم ١٠٠ مره
دكتور جاسر :ياست انتى هو قبل مايكون خايف عليكى هو
خايف على نفسه دى مسئوليه كبيره دى حتى المستشفى
مش هتقبل تعملك العمليه دى
مريم بصت لآدم وهو بص بعيد وهى بصت للارض وخرجت
بعيون مليانه دموع
اخدت الجردل والمساحه بتوعها وحست انهم خلاص هما
دول رفقاء العمر بتوعها بعد مآخر امل ضاع منها
دكتور آدم خرج وماشى فى الطرقه سمع مريم بتقوله
ضعيف.وجبان .وانانى وعمرك ماهتوصل واللى قلته لدكتور جاسر انك خايف عليا كذب انتا خايف من فشلك
الدكتور الالمانى نجح عشان مش بيخاف
الدوله وفرتله حاله
انا اهو متوفره قدامك
هو مش هيشيل مسؤليه وانا بعفيك من المسؤليه
هو نجح وانتا هتقعد طول عمرك هنا فى قسم الحروق ده
تعمل ترقيع وتكتب مراهم
آدم بصلها بدهشه وقبل مايتكلم هى اخدت الجردل والممسحه ورفعت دماغها ومشيت
آدم :استنى
مريم وقفت
آدم :انا مش جبان ولا خايف على نفسى انا....
مريم اتحركت تانى بتمشى
آدم انا هعملك العمليه
مريم :الجردل وقع من ايدها هو والمساحه ولفت بفرحه
وبصت لدكتور آدم بفرحه
آدم :العمليه مش سهله
مريم :عادى مريت بالاصعب
آدم :مخاطره كبيره
مريم :ويفوز باللذات كل مغامرِ
آدم :بس دى مش هتبقا لذه دا هيبقا عذاب
مريم :انا راضيه بالعذاب لو ربنا كتبهولى
آدم :انا رايح لمدير المستشفى اكلمه على العمليه
مريم فرحت اوى ومشيت وفيه امل صغير اتولد جواها من جديد
آدم خبط على مكتب المدير
المدير ادخل :اهلا دكتور آدم اتفضل خير فيه حاجه
آدم بدا يحكى للمدير عن العمليه وانه لقى متبرعه ودى هتبقا
نقله فى عالم التجميل فى مصر وهتبقا سبق للمستشفى
وشهره
المدير :كل ده حلو والجانب الايجابى بس لكن الجانب السلبى
والفشل يادكتور وسمعه المستشفى
دكتور آدم :العمليه هتبقا سريه
المدير :طب بالزمه فيه حاجه بتبقا سريه اليومين دول
شوف يادكتور آدم انا مقدر طموحك وحماس الشباب
اللى انتا فيه بس للاسف انا مقدرش
اضحى بالكارير بتاعى وسنين شغلى بمجازفه زى دى انا آسف مش هقبل العمليه دى يادكتور
دكتور آدم خرج من عند المدير وشعلة حماسه مطفيه
قابل جاسر وحكاله اللى حصل
جاسر :انتا مش عقلت يابنى ايه جننك تانى
آدم :انا لازم اعمل العمليه دى لازم ياجاسر
جاسر :ازاى طيب
آدم هعملها فى البيت عندى
جاسر بصله وتنح
آدم عدل نضارته ومشى على اوضه الدكاتره
آدم فتح اللاب بتاعه وفضل يدور على جوجل لغايه مجاب
رقم دكتور اريان
آدم نزل برنامج مترجم للمكالمات واتصل بدكتور اريان
كلام دكتور اريان البرنامج يترجمه عربى عند آدم وطلب من
دكتور اريان ينزل البرنامج ده الاول عشان يعرف يتواصل معاه
دكتور اريان عمل كده
آدم كلمه وشرحله الحاله اللى عنده وانه عاوز يطبق عليها
العمليه بتاعته
دكتور اريان :ابعتلى صور للوجه
آدم جاب مريم وصور وشها وسأل دكتور اريان لو تنفع معاها
العمليه
دكتور اريان :مش بس بناء على صور نقرر لازم اشعه بالصبغه
لكل شرايين وجه وعضلات عشان لو فيه شريان او عصب
متضرر مش تنفع عمليه لانها تعتمد كليا على بناء الخلايا
ذاتيا بعد سلخ جلد وجه بعنايه فأئقه
آدم اخد مريم وعمل الاشاعات المطلوبه وبعتها لدكتور اريان
دكتور اريان
اوك كده اشاعات سليمه العمليه مبدائيا مناسبه ليها
هاتها وتعالا المركز هنا فى جيرمانى عشان ابدأء اعملها
العمليه
دكتور آدم للاسف يادكتور مش هنقدر نيجى عندك لان امكانياتنا متسمحش
بتمن العمليه دى اللى تقريبا بتوصل تقريبا مليون جنيه مصرى
دكتور اريان : اوو سورى طيب انتا هتعمل ايه
دكتور آدم انا بفكر اعملها هنا فى مصر
دكتور آريان :مستحيل عمليه تتعمل عندك فى مصر
دكتور آدم :ليه دكتور
دكتور آريان لان انا عندى فى مركز جهاز فريد من نوعه الوحيد فى عالم من غيره عمليه مش ممكن تنجح.
دكتور آدم :ايه طبيعه الجهاز ده دكتور
دكتور اريان :ده عباره عن جهاز مسئول عن المحافظه على
اعصاب وشرايين فى ترطيب دائم بأنه كل ٥ دقايق يرش
على الوجه سائل مكون من كولاجين ومواد تانيه تساعد
على بناء جلد جديد
وهو دقيق جدا لان فى حاله توقفه لعشر دقائق يحصل ضمور
فى اعصاب ومتقدرش على تجدد مره تانيه وده يخلى عمليه
تفشل ودى عمليه بتحتاج لشهر تقريبا والتغزيه تكون بأنابيب
عن طريق انف لان مضغ ممكن يسبب قطع شريان او عصب
وهو غير متصل بجلد
دكتور آدم حس بأحباط شديد وشكر دكتور اريان وقفل السكه
وحكى لمريم اللى حصل واتأكدو هما الاتنين ان العمليه
مستحيله
مشيت مريم وآدم حزن جدا على حلمه وحلم مريم اللى
تلاشى
وفجأه وهو مغمض عنيه ومسترخى على الكرسى
جت مريم تنضف المكتب
مسكت بخاخ ورشت ميه على المكتب بسائل تنظيف وابتدت
تمسح.
أدم سمع صوت البخاخ وفتح عنيه وركز عنيه على البخاخه
وففجأه خطف البخاخ من ايد مريم وفضل يرش بيه لغايه
مخلص كل الميه بالمسحوق اللى فى البخاخه
مريم مستغربه وهو عنيه برقت ووسعت ومسك اللاب توب
فتحه وكلم دكتور اريان لكنه مردش
بعد ساعتين من الاتصال والرسايل اخيرا دكتور اريان رد
يس ايوه دكتور آدم
دكتور آدم هعمل الجهاز يادكتور يدوى
دكتور اريان :ازاى
دكتور أدم هستخدم بخاخات يدويه وارش السائل يدوى
دكتور اريان ضحك :مستحيل دكتور آدم انتا كده بتلعب
بوجه انسان وفشل العمليه مؤكد
دكتور آدم معلش دكتور اريان انا مصمم اخوض التجربه
وهبذل كل جهدى
دكتور آريان انا معجب كتير بأصرارك وبتنبالك بمستقبل
مشرق دكتور
اوكى انا هديل نسب الاضافات وانتا قوم بخلطهم وربنا معاك
بس دى مواد غاليه كتيير واغلبها مش متوفر فى مصر
دكتور آدم غمض عنيه بزهق شديد طب والحل دكتور
دكتور اريان :انا ممكن ابعتلك مواد طرد من هنا وانتا قوم بدفع تكاليف فى مصر
دكتور آدم فرح جدا واخد منه النسب واسعار المواد المستخدمه لكن عرف انهم هيجو بأكتر من ٢٠٠ الف جنيه
وهو حديث تخرج وممعهوش غير عربيه بيروح بيها الشغل
يدوب تجيب ٦٠ او ٧٠ الف
عرض الفكره على جاسر وعرض عليه يدفع معاه فى التكاليف
بس جاسر رفض بشده.وطلب من آدم انه يبقا اوف يعنى
بره الموضوع ده كله
آدم حس بالعجز كمان مره وروح البيت ومرضيش يتغدى
دخل اوضته ومدد على السرير وعنيه باصه للسقف
باب الاوضه اتفتح ودخلت ست كبيره على كرسى متحرك
آدم اول ماشافها قام اتعدل
اهلا ياست الكل اخبارك ومسك ايدها باسها
*:ايه ياحبيبى مالك شكلك مهموم ليه فيك ايه ياضنايه
آدم لا مفيش يأأمى مشكله فى الشغل كده مش عاوزه تتحل
ابدا
مامته :طيب احكيلى يمكن افهمك واهو تفضفض يمكن
ترتاح شويه
آدم حكالها كل الحكايه من الاول لغايه آخر كلام لدكتور اريان
مامت آدم :يعنى مشكلتك ماديه يا آدم
آدم :للاسف يآمى اه
مامت آدم :طب واللى يحلهاااااااالك
آدم :ازاى ياامى
مامت آدم خرجت وراحت اوضتها وخرجت بصنوق صغير
وادته لآدم
آدم :ايه ده ياأمى
مامت آدم :دى تحويشه العمر مكأفأه المرحوم ابوك بتاعت
نهايه الخدمه على دهب جوازى على قرشين محوشاهم
من اللى بيفضل من المعاش وكله كنت بجيب بيه دهب
واشيله عشان جهاز اختك اروى وعشان جوازك ياحبيبى
آدم ودول هيكفو المبلغ ياأمى
مامت آدم وهيفضل منهم كتير كمان بس اللى يفضل بعد عمليتك تحطه فى البنك باسم اختك لجهازها
آدم نزل على ركبه وفضل يبوس فأدين مامته وطلع جرى
باع الدهب وراح كلم دكتور اريان يستعجله فى طرد المواد
آدم اخد مريم على البيت عنده وطلب منها تاخد اجازه شهرين من المستشفى وهو اخد اجازه شهرين ومقلش
لحد عن العمليه خالص
مكنش حد يعرف غيره هو ومريم ،وجاسر نسى الموضوع اصلا
ومامته ودكتور اريان
تانى يوم علطول المواد وصلت طرد سريع بالطياره وآدم
راح جرى استلمهم وروح البيت كان اشترى كميه بخاخات
كبيره جدا واخد المواد خلط منها كميه وبيستعد
يعمل العمليه
كلم دكتور اريان وطلب منه يبقا معاه اون لاين اثناء العمليه
وفعلا دكتور اريان وافق وبقا معاه خطوه بخطوه بيرشده.
ويفهمه العمليه اخدت ٦ ساعات شغل من آدم بدون مساعد
ولا اى حد جمبه غير دكتور اريان على اللاب متابع العمليه
اريان قال لآدم انه يسيب الشفايف والانف والعنين لان دول
هيعوز عمليه لوحدهم
آدم اخيرا خلص العمليه بس كان هيقع من التعب ومنظر
مريم بقا فظييع ومخيف جدا
مريم ابتدت تفوق وكانت حاسه بكميه الم رهيييب يمكن
حتى اكتر من لما اتحرقت بالزيت وبالزات لما حست
بحاجه محرقه جدا بتترش على وشهاميلحقش يهدى
تلاقى رشه تانيه وأدم نبه عليها انها حتى لو اتألمت متفتحش بوقها
مريم كانت بتأن انين بس كان بيقطع قلب آدم لانه عارف
كميه الالم اللى حاسه بيها ولكن كان بيتظاهر بالقوه قدامها
وهو كمان تعب جدا من عد الوقت كل ٥ دقايق يرش على وش مريم
اخته يارا دخلت عليهم وشافت منظر مريم صرخت وجريت
آدم نده عليها
يارا يارا تعالى هنا
يارا دخلت بخوف وحزر وبتبص لمريم اللى وشها عامل زى
وش مسخ
آدم يارا بصيلى بصيلى كويس عاوزك تمسكى البخاخه دى
الساعه قدامك كل ٥ دقايق بالظبط ترشى منها على وش
مريم انا هروح اضرب لها اكل على الخلاط واجى أاكلها
من الانابيب تمام
يارا مسكت البخاخ بخوف وعدت خمس دقايق ورشت على
وش مريم ومريم أنت بألم يارا مستحملتش رمت
البخاخه وجريت لبره لكن مريم مسكت ايدها وتبتت فيها
بترجى يعنى متسيبينيش
يارا مسكت البخاخه تانى وفضلت ترش لمريم وكل مريم
ماتتألم يارا كانت بتبكى
جه آدم واكل مريم واخد البخاخه من يارا عشان يكمل
بس يارا شافت اخوها مجهد جدا وعنيه حمره وتعبان
يارا طلبت من اخوها انه يرتاح ساعه وهى هتفضل مكانه
آدم كان خايف يارا تنسى او تتشغل عن مريم
ولكن مع الحاح يارا نام على الكنبه جمب مريم
يارا فضلت ترش لمريم وآدم راح فى نوم عميق قعد ساعتين
نايم وفجأه قام مفزوع وراح عند وش مريم وقعد يتفحصه
وارتاح لما لقاه سليم واخته ماشيه مظبوط حضنها وباسها
واخد منها البخاخ عشان تروح ترتاح هى شويه
الساعات والدقايق كانت بتمر بطيئه جدا على آدم ومريم
وآدم عشان يسليها ومتملش ويخفف عنها الالم
ابتدى يحكيلها عن نفسه وعن طفولته ودراسته واصحابه
وحكالها كل تفصيله فى حياته
مريم كانت بتحب كلام آدم وكانت بتستمتع وهو بيحكى
عن نفسه ومقالبه مع اصحابه اللى عملها فيهم واللى عملوها
فيه
وبقا كتاب مفتوح قدام مريم بتعرف عنه كل حاجه
مريم قلبها دق لأدم وحبته وحبت حنيته عليها
عدى اسبوع وآدم حس ان مريم عايزه تستحمى وانها مدايقه
مع انه كل يوم كان بيغسلها اديها ورجليها ويسرحلها
شعرها
آدم قال لمريم انه هيحميها مريم بحلقت عنيها وبصتله
آدم :مينفعش صح
مريم :غمضت عنيها يعنى ايوه
آدم :طب تنفع يارا
مريم :غمضت وفتحت يعنى ايوه آدم طيب هى هتحميكى
مين هيرشلك
مريم شاورت بايدها على نفسها وآدم مش فاهم
مريم اخدت البخاخ وبتمثل انها بتبخ
آدم ؛اها يعنى انتى هترشى لنفسك
مريم :غمضت يعنى ايوه
آدم :بس انتى عشان السائل بيخليكى تتألمى هتاخفى ترشى
لنفسك
مريم غمضت مرتين يعنى لا
آدم طب عدت اهى ٥ دقايق رشى لنفسك ورينى كده
مريم مسكت البخاخ بقوه ورشت واتألمت
آدم اعجب بقوتها واسرارها انها تخف
وفعلا ياره دخلت مريم الحمام وحمتها ومريم ترش لنفسها
وخرجت مريم
لبستها يارا ترنج من بتوعها وراحت تزاكر عشان هى ثانويه
عامه
آدم قعد يسرح شعر مريم وكان عاجبه ملمس شعرها الناعم
الطويل آدم كان اول مره يقرب من بنت كده او يلمس
شعرها او يكون بالقرب ده من اى بنت
آدم كان مشغول بس بدراسته ومعندوش وقت لاى حاجه
تانيه
مريم كانت مستمتعه بقرب آدم منها وحاسه معاه بأمان
محستهوش قبل كده
وفجأه آدم فوقها برشه سائل على وشها مريم اتألمت بس
المرادى كانت بتبتسم ابتسامه خفيفه
احيانا كانت يارا تيجى تاخد ساعه ولا ساعتين مكان
آدم وتخليه يستريح شويه
وكانت يارا بتتكلم مع مريم وتحكيلها هى عملت ايه فى يومها وعلى زميلها اللى بتحبه وعلى صحباتها
مريم حبت يارا جدا واتمنت لو كان معاها اخت زيها كده
مكنوش بطلو كلام مع بعض ابدا
ويارا كمان كانت بترتاح جدا لمريم مع انها مش بتتكلم
عدى على العمليه اسبوعين وآدم هيموت من التعب والرعب
والانتظار
مريم كانت حاسه بيه وبتمسك ايده احيانا عشان تصبره
وهو كان بيستمد قوته من مسكه ايدها دى
مريم فى ليله طلبت من آدم انه ينام وهى سهرانه وهترش
على وشها
آدم كان تعبان ونام لغايه الصبح وصحى لقى مريم
مغمضه آدم قام بفزع بص فوشها وصرخ صحى البيت كله