رواية الأم العشق الفصل السادس

آلام العشق

بقلم نجلاء لطفي 
الفصل السادس



سلوى تلك الفاتنة لم تغادر مخيلتي أبداً رغم أني قابلت أجمل منها، لكن مذاقها هي مختلف فمنذ أن نلتها وأنا مشتاق للمزيد منها. ليتني لم أستمع لأمر أمي بالسفر وأن أتركها مع فضيحتها، ليتني بقيت وتزوجتها،حينها كنت سأستمتع بجسدها الذي فتنني وبمال أبيها أيضاً. كم كنت غبياً حينما طاوعت أمي في انتقامها،ومالي أنا  وكرهها لزوج خالتي وحقدها عليه. منذ أن بلغت سلوى سن المراهقة وبدأت معالم أنوثتها تظهر كنت معجباً بها حينما كنت أراها مع  نجلاء لطفي خالتي عند زيارتها لنا،لكن حرص خالتي الشديد عليها منعني من تذوق شهدها. لكني كنت أشعرها باهتمامي حتى تطمئن لي كما تفعل مع ذلك المقيت فريد ابن عمها الذي يفرض حمايته عليها بشكل فج وكدنا نشتبك معاً أكثر من مرة حينما كانت ترسلني أمي متعمدة لخالتي بأية حجة، لكن كان غرضها الأساسي أن أوقع أي فتاة من بناتها في براثني، وربما أدرك فريد حرصي على التقرب من سلوى بل ونظراتي المتفحصة لجسدها، فكان يحتد علي ويمنعني من الاقتراب منها. أدركت أن غيرته عليها سببها حبه الشديد لها، لكنه غبي لم ينتهز فرصة ثقة عمه به ليتذوق شهدها، كما أنه جاف في كلامه وتعاملاته والبنات يعشقن الكلام المعسول، فكانت تلك فرصتي فكنت كثيراً ما أمتدح جمالها وأناقتها ورقتها مما كان يرضي غرورها، بينما هو لم يكن يصدر عنه غير الأوامر والنواهي.
ماتت خالتي وكادت أن تضيع فرصتي ولكن يبدو أن القدر يأبى إلا أن أكون قدرها، فدخلت سلوى كلية التجارة معي، فادعيت أني حامي الحمى الذي سيصونها ويحميها ويدلها عما تجهله في عالم الجامعة، فاقتصرت معارفها علي وبعض رفيقاتها من المدرسة والقرية. غاب ذلك الأحمق عن الساحة وتركها لي لأبثها حبي وغرامي وأغذي غرورها بكلام الحب الذي يشبع غرورها كأنثى، كما زادت ثقتها بي.
 في مقابل تلك الكلمات كنت أتركها تنفق على خروجاتنا الصغيرة حول الجامعة، كما كانت هدايا عيد ميلادي وعيد الحب من الملابس والعطور الغالية، بينما أكتفي بأن أهديها الورد والشيكولاتة والكثير من الكلمات المعسولة،لكنها لم تسمح لي يوماً بلمسها بحجة أنها تدخر نفسها لما بعد زواجنا. كنت دائما أخبرها أن  نجلاء لطفي والدها لن يوافق على زواجنا بسبب سوء أحوالي المالية وبغضه لأمي، فكانت تقول لي أنها





 ستقنعه. كنت أعلم أنها ساذجة فلا أنا أرغب في الزواج بها وتقييد نفسي بامرأة واحدة وتحمل مسؤولية أسرة، ولا والدها سيقبل بي لأنه يدرك أني طامع في ماله. كنت أطاوعها في أحلامها الوردية وفي كل مرة أجعلها تتعلق بي وتدمن





 وجودي،فبعد أن كنت أجري وراءها وأرجو حبها ورضاها،صارت هي من تفعل ذلك، وعندما أغيب عنها بحجة إفلاسي كانت تمنحني المال، حتى أنها أوجدت لي فرصة عمل لدى والد




 إحدى صديقاتها حتى أستطيع طلب يدها من والدها. 
كم كنت اشعر بيني وبين نفسي  بالسخرية من سذاجتها، لكني كنت أستغلها بقدر الإمكان، ومازالت أحلم باللحظة التي ستسلمني فيها نفسها. ظل حفاظها على شرفها هو العائق بيني وبين تحقيق هدفي، حتى جائتني فرصة للهجرة على مركب





 لإيطاليا،فحرصت على استغلالها بقدر الإمكان لأوفر المال اللازم للسفر، كما أن أمي وعدتني أن تبيع سوارها وتمنحني المال اللازم حينما ترى ڤيديو يصور تسليم سلوى نفسها لي لتفضحها به وتنتقم من أبيها ذلك المتعجرف الذي ظل دائما





 يمنعها عن أختها،كما قالت،بالطبع لم أصدق رواية أمي لكني طاوعتها وأعددت خطة للإيقاع بسلوى، بعد أن فشلت في استدراجها لشقتي أو لأي مكان نختلي فيها معاً لأذيقها كئوس الحب الحقيقي وليس أوهام الشعراء والكُتاب. 





ادعيت المرض وطلب منها شريكي في الشقة أن تحضر لرعايتي لأنه مضطر للسفر لقريته،فصدقته وجاءت مسرعة. كنت قبل وصولها تناولت بعض قرون الشطة، وأحضرت قربة





 بها ماء ساخن ووضعتها على جبهتي لأبدو محموماً، كما وضعت الترمومتر تحت الماء الساخن قبل صعودها للمنزل وتدثرت ببطانية وادعيت ارتعاش جسدي، كل ذلك ،مع تظاهري بالتعب، أقنعها بمرضي فبقيت بجواري تحاول التخفيف من





 حرارة جسدي بالكمادات وأعدت لي نجلاء لطفي  الطعام وأطعمتني بنفسها. كان جسدي مشتعلاً ليس بسبب الحمى إنما بحرارة الرغبة، فأعددت موبايلي على وضع تسجيل الڤيديو وبمجرد دخولها الغرفة وجلوسها بجواري وهي تحاول قياس






 حرارتي انقضضت عليها اغمرها بقبلاتي واتحسس جسدها وهي تقاومني بكل قوتها وترجوني أن أتعقل، لكن عقلي غاب وتغلبت علي رغبتي وكانت الغلبة لقوتي الجسدية. نلت منها





 غرضي ووعدتها بعد أن انهمرت دموعها أن أتزوجها فلملمت نفسها وغادرت وهي واثقة في وعودي. لم تعلم يوماً أني لست محل ثقة، ولا يهمني سوى جسدها ومالها. ذهبت بالڤيديو لأمي فقالت غاضبة:
-يا خيبتك الڤيديو ده يدخلك السجن، ده اغتصاب مش واحدة جاية برضاها.
- ماهي مارضيتش فاخدتها غصب، وهي مستحيل تشتكيني أو تحكي لحد لأنها واثقة إني هاتجوزها، كمان أبوها وابن عمها يقتلوها.
سكتت أمي للحظات فقلت لها:
-كمان لما هامشي وأسيبها مش هتقدر تتجوز وإلا تتفضح ويمكن كمان تكون حامل يعني فضيحة بجلاجل عاوزة إيه أكتر من كده؟






نظرت أمي إلي وقالت:
-إبليس ابن أبالسة مش خسارة فيك الإسورة اللي حيلتي
قبلت يدها بدهاء وقلت:
-تربية إيدك يامه. 
سافرت وصورة جسدها المثير لا تفارق عيني، فصارت تحتل تفكيري، وأرغب في التمتع بها أكثر وأكثر. وصلت لإيطاليا بعد عناء شديد وسباحة لأكثر من يوم كامل في الماء، وكنت هناك





 أقاسي الأمرين حتى اجد عملاً يطعمني فقط، وتعلمت أن أهرب من مطاردات الشرطة حتى تعرفت على مجموعة من المصريين يعملون في مقهى فعملت معهم. مر علي عامان وما أتقاضاه يكفي بالكاد طعامي وسكني المشترك مع زملاء العمل،



 ولم أستطع إدخار أي مبلغ. تشاجرت مع زملائي في السكن لأنهم اتهموني بسرقتهم وأبلغوا عني ورحلتني السلطات إلى مصر. عدت مفلس كما ذهبت، وظلت أمي تشتمني وتعايرني




 بخيبتي كلما رأتني. لكنها في ساعة رضا أخبرتني أن سلوى تزوجت ذلك السمج فريد ويبدو أنه فعل ذلك ليستر عليها بعد إصابة عمه بجلطة، لكنها الآن تعيش وحيدة في بيت أبيها في




 القرية بعد سفره، ويبدو أن بينهما خلاف لأنها لا تعيش في بيته كما تقتضي العادات،  وتلك فرصتي التي سأغتنمها لأفوز بجسدها الذي طالما أرقني وبأرضها ومالها وبيتها. 




حاولت الإتصال برقمها القديم فاكتشفت انها غيرته، فلم أعرف بمن يوصلني بها لأعرف أخبارها، فلن أستطيع الذهاب إليها في القرية . حاولت الإتصال بهدى لكن كلامها معي كان رسمي جداً





 ولم يتجاوز الدقيقتين وتكاد تكون أغلقت الهاتف في وجهي، ترى هل تعرف؟ هل أخبرتهم سلوى بما حدث؟ حاولت الإتصال بمنة فهي أقل رسمية من هدى فأجابني زوجها سامح فأخبرته أني عدت من السفر وأردت الاطمئنان على بنات خالتي




 فأخبرني أن منة نسيت هاتفها في البيت وهي مع سلوى في بيتها فطلبت منه رقم هاتف سلوى فأخبرني أنه لا يعرفه ولكنه سيبلغ سلامي لهما. أردت أن أصفع ذلك السخيف سامح الذي فوت علي فرصة كبيرة. لم أيأس وطلبت من أمي أن تتصل




 بمنة وتحصل منها على  نجلاء لطفي رقم سلوى بحجة السؤال عنها ولكن في اليوم التالي، رفضت أمي في أول الأمر ولكنها عادت فوافقت بعد أن أخبرتها أننا أولى بأرضها ومالها من فريد.
حصلت على الرقم واتصلت بها فلم تجب فأرسلت لها رسالة على هاتفها قلت فيها:
-حبيبتي سلوى وحشتيني جداً، عارف إنك زعلانة مني لكن أوعدك لما تقابليني وأحكي لك ظروفي هتسامحيني. حبيبك هاني اللي عمره ما هيحب غيرك.






أرسلت الرسالة وعرفت أنها وصلتها وفتحتها وانتظرت الرد على أحر من الجمر وأنا أعلم أنها غاضبة وسترد بانفعال لكني أستطيع امتصاص غضبها وأنها مستحيل أن تنساني فأنا حبها الأول. سأبذل كل جهدي لاسترضائها فهي تستحق وأنا على يقين أنها في النهاية ستخضع لي.





مر يومان ولم تجب على رسالتي فتعجبت من ذلك وأرسلت لها رسالة أخرى أخبرها فيها أنني سأذهب لها في بيتها إن لم تجب علي، وأيضاً لم تجب فظننت أن أمي أعطتني رقماً خاطئاً.




فصممت أن أصل إليها، فذهبت إلى قريتها وعرفت أنها تدير حضانة في ساحة بيت فريد الخلفية. ذهبت إلى هناك فلم أجدها فادعيت أني أريد أن يلتحق ابني بالحضانة وأريد محادثة المسئولة ،فخرجت لي فتاة في العشرينات جميلة




 ببشرتها الخمرية، لكن ليست بجمال سلوى فسألتها إن كانت هي مديرة الحضانة فأجابتني أنها نائبة عنها لغيابها، فاستمعت لها وبالي مشغول ثم انصرفت وأثناء خروجي من الباب قابلت سلوى التي مازالت تحتفظ بجمالها الذي يسلب العقول




 فابتسمت لها وقبل أن أتكلم قالت الفتاة الأخرى:
-الأستاذ كان عاوز حضرتك عشان بعض التفاصيل اللي بيسأل عليها عشان ابنه.





نظرت إلي سلوى بحدة وغضب ظاهر، بينما انصرفت الفتاة فقلت لها بصوت هامس:
-قلت لك لو ماردتيش هاجيلك، المرة دي هنا ولو ماردتيش تاني هاجيلك في البيت.
-عاوز مني إيه؟
-اللي عاوزه ما يتقالش هنا في الشارع، هاكلمك بالليل 
مشيت وتركتها تتخبط في ارتباكها بعد أن حاولت أن تبدو قوية.
اتصلت بها في التاسعة مساءً وقلت لها:
-وحشتيني
-وبعدين؟
-عاوز اتجوزك





-ما أنا كنت قدامك بعد ما اغتصبتني ما اتجوزتنيش ليه؟هربت ليه وسيبتني أعيش بفضيحة ماليش ذنب فيها غير إني صدقتك ووثقت فيك؟ وروحت  لخالتي،اللي كانت أمي دائما تقول عليها دي أمك زيي وهتخاف عليكي،قالت لي إيه يثبت إن اللي في بطنك ده من ابني مش جايز عاوزة تلزقيه فيه؟
فقلت بذهول :
-انتي كنتي حامل؟
-عاوز تقولي إن أمك ما قالتش لك على اللي حصل بيننا
-والله ما أعرف وحصل له إيه نزلتيه؟
قالت باكية:





-أبويا لما عرف فضل يضربني لما كان هيموتني لولا فريد حاشه عني لكن كان الطفل مات وحالي نزيف جامد وفريد وداني عيادة دكتور معرفته وبسبب كل ده أبويا جاتله جلطة، وفريد طلب يتجوزني عشان يسترني أنا وعيلتي اللي انت فضحتهم قدام الناس.





-ماتظلمنيش يا سلوى لو تعرفي إيه اللي حصلي هتعذريني، اللي حصل في شقتي انتي بتسمية إغتصاب وأنا باسميه عشق، ولما لقيتك مهتمة بيه ما قدرتش أمنع نفسي عن الجمال والرقة دي كلها.






-عشق؟قصدك رغبة متوحشة، إنك تجبر واحدة على علاقة هي مش عاوزاها ده مالوش إسم غير إغتصاب، وياريتك طلعت راجل ووفيت بوعدك وسترتني، لأ هربت وسبت غيرك يشيل الغلطة لوحده.
-أنا كنت ناوي أتجوزك بجد بس واحد صاحبي جابلي فرصة السفر اللي كنت باحلم بيها واللي هتخلي والدك مستحيل





 يرفضني أو يفتكر إني طمعان في ماله، ففكرت وقلت هتصبري لحد ما أرجع لك وسبت لك خبر مع والدتي وكنت هاكلمك لكن موبايلي بكل الأرقام غرق في البحر، أنا كنت باعرض نفسي للموت عشان أرجع لك وأبقى لايق بيكي




-لو كان ده حقيقي كنت على الأقل خطبتني، أو حتى كلمتني قبل ما تسافر، لكن الحقيقة إنك أخدت غرضك وهربت.
-انتي ظالماني ياسلوى وأنا لسه بحبك بدليل إني أول ما رجعت جيت لك ودورت عليكي




-يا ترى ليه؟
-لأني بحبك وما أقدرش أعيش من غيرك
-كداب وأنا مش عاوزة أشوف وشك أو أسمع صوتك تاني
-هتشوفيني وهتسمعي صوتي فخليها برضاكي أحسن ما تبقى غصب عنك





-انت بتهددني؟هو ده العشق؟
-أعمل إيه بس يا حبيبتي ما انتي مُصرة نبعد عن بعض وأنا مستحيل أبعد عنك، أنا عارف إنك زعلانة بس لما هتفتكري أيامنا الحلوة وقصة حبنا أكيد هتسامحيني، هاكلمك بكرة تاني.
أنهيت المكالمة وأنا على يقين أنها لن تكون لسواي فإن لم ينفع




 معها الحب والرجاء، سيكون لي معها شأن أخر ولن أتركها أبداً.
حاصرتها برسائل حبي وغرامي، واتصالاتي التي لم تجب عليها حتى سئمت دلالها وتمنعها فأرسلت لها مقطع الڤيديو الذي سجلته لها أهددها بنشره على صفحات التواصل الاجتماعي،





 فاتصلت بي وهي تبكي وأكاد أشعر بارتجافها وقالت:
-انت كمان صورتني؟ هو اللي بيعشق حد بيفضحه؟
-لو كنت عاوز أفضحك كنت هددت والدك بيه وأخدت قصاده فلوس، أو كنت نشرته فعلاً، لكن أنا احتفظت بيه لنفسي عشان كل ما اشتاق لك ارجع له.




-أنا عدتي هتخلص كمان ٣ أسابيع.
-مافيش مشكلة جهزي نفسك تاني يوم نتجوز على طول.
أغلقت الهاتف وأنا غارق في السعادة، أخيراً الدنيا ستبتسم لي ، سأصبح ثريا ً وأتزوج ممن أطارت النوم من عيوني بمفاتنها.
#


                    الفصل السابع من هنا
تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×