رواية من قلب الظلام الفصل الثالث


 

رواية من قلب الظلام 

بقلم عمرو علي

البارت الثالث


انت بجد عايز تتجوز


= اه هتجوز ، فيها حاجة دي


ازاي عايز تتجوز على امي 


= بصراحة امك مبقتش مكفياني ، وانا راجل وليا احتياجاتي ، امك كبرت في السن وانا محتاج واحدة صغيرة تدلعني


انت مش شايف سنك يا بابا ولا ايه


= مالو ، دا انا حتى لسة شباب


زي ما انت محتاج واحدة صغيرة تدلعك ، الصغيرة كمان هتبقا محتاجة واحد صغير عشان يدلعها ويكفيها و أظن انك مش هتعرف تعمل دا يا بابا


" وبمجرد ما خلصت اخر كلمة ، لقيت قلم نزل على وشي 


الظاهر اني معرفتش اربيكي 


" كنت مصدومة ، دي اول مرة ابويا يمد ايده عليا ، وقفت ساكتة مش بتكلم ، وهو مفرقش معاه وبيغني عادي و داخل اوضته ، لقيت امي جت وبدأت تطبطب عليا


حقك عليا انا يا حبيبتي ، انا السبب ، انا اللي غلطانة عشان قبلت بكدا من الاول 


= انا مش زعلانة منك بالعكس انا زعلانة على نفسي ، كبرت لقيت ابويا بيشتغل في المخدرات ، فلوسنا وعيشتنا كلها حرام ، كمان عايز يتجوز بعد العمر دا كله ومش محترم سنه ، ناقص ايه تاني ، الخطوة الجاية انه يتقبض عليه والمفروض اني اكون ساكتة مش بفتح بوقي صح


لا يا ندى ، انتي احسن مني ومن ابوكي ، على الأقل أنتي مخترتيش اللي أنتي فيه لكن انا اخترته ، يوم لما عرفت انه اشتغل في المخدرات وقبلت بقيت شريكته كأني موافقة على اللي بيعمله 


= ما تيجي نمشي يا ماما ، تعالي نمشي من هنا ، نروح في مكان تاني بعيد عنه 


نمشي فين بس ، خلاص يا ندى انا كبرت مش قادرة على البهدلة ، بكرا يا حبيبتي أنتي هتتجوزي و جوزك ياخدك من هنا


= دا لو لقيت حد يبصلي


ومين مجنون ميبصش للجمال دا


" قطع كلامنا صوت ابويا


جرا ايه يا ولية ، هتجيبي الاكل ولا اغور من هنا


حاضر ، ثواني والاكل هيكون جاهز


" امي جريت على المطبخ ، وانا دخلت اوضتي ، امي ضعيفة ومش هتقدر تعمل حاجة غير انها تطاوعه وانا معنديش حل تاني ، اصل هروح فين ، يارب ساعدني انا تعبت ، من ملل الوقت بقيت بنام كتير لدرجة ان حياتي اقتصرت على الأوضة اللي قاعدة فيها ، معنديش صحاب ، معنديش حد يحبني ، مليش في الدنيا حد غير ابويا و امي ، تحس أنها مقصودة اني اكون لوحدي ، وشكلي هموت وانا لوحدي


بس أنتي مش لوحدك


= لا لوحدي يا يوسف ، متخيل انا عيشت قد ايه عشان ادور على صاحب ، متخيل اني مش بكلم حد في يومي ، متخيل احساسي بيكون عامل ازاي وانا زعلانة او حتى وانا فرحانة ، معنديش اللي احكيله


أنتي مش بتدي فرصة لحد انه يقرب منك يا ندى


= عشان مفيش واحد منهم شايفة انه هيقبلني


وانا


= مستنيني اخلص كلام عشان تمشي و متظهرش تاني


قصدك نمشي


= يعني ايه


يعني أنتي لسة مخلصتيش الحكاية ، وانا لسة واقف بس مش عشان الحكاية ، لا دا عشانك أنتي


= ولما اخلصها هتمشي


*هنمشي ، ما انا مش هسيبك لوحدك


= جايز بعد اللي جاي تمشي


اللي فات واللي جاي مش هيغير حاجة 


= متأكد


زي ما انا متأكد ان ملامحك دلوقتي اجمل بكتير 


" فيه مثل ييقول طباخ السم بيدوقه ، وفعلا ابويا بدأ يشرب مخدرات ، عرفنا و احنا بندور في جيوب البنطلون بتاعه قبل ما نغسله ، الصدمات مستمرة في الحدوث ، وانا معنديش حاجة اعملها غير اني أوافق ، لحد ما ابويا رجع من برا في يوم ، دخل علينا وقال


عايزكو بكرا تلبسو احلى حاجة عندكو


" امي استغربت و ردت


= ليه يا ياسر ، فيه مناسبة ولا ايه


اه طبعا دي أحلى مناسبة ، دا فرحي ، اصل انا فرحي بكرا 


= نعم


اه والله زي ما بقولك كدا ، الفرح بكرا وعايزكو تبقو آخر شياكة


" امي مستحملتش و اغمى عليها ، جريت عليها بسرعة وكنت منتظرة انه يكون قبلي ، بس اتفاجئت انه في مكانه


يخربيت النكد ، امك تموت في النكد ، مينفعش تشوفني مبسوط وتسكت ، لازم تقلبها غم ، عموما متنسيش اللي انا قولته ولما تفوق ابقي قوليلها تاني 


" ومشي ، مين دا انا معرفوش ، جبت مية وحاولت افوق امي والحمدلله فاقت ، اول ما فاقت بدأت تعيط وانا مش عارفة اعمل ايه غير اني اواسيها واخفف عنها في حين اني انا اللي




 محتاجة كدا ، دخلتها اوضتها عشان ترتاح وانا روحت اوضتي ، مين الراجل دا ، معقول دا ابويا ، هو بيعمل كدا ليه مبقاش حاسس بحد ولا بيسمع لحد ، بقا عبارة عن مكنة Atm بسحب منها فلوس ، انا مش عايزة فلوس ، انا محتاجاه هو بس ،





 تفكيري مستمرش كتير لاني نمت نوم عميق جدا ، صحيت كنت تعبانة وجسمي متكسر ، خرجت لقيت امي قاعدة وبتعيط ، قربت منها


مالك يا ماما


= مفيش يا حبيبتي ، تيجي نفطر


متخبيش عليا ، في حاجة تانية حصلت 


= ابوكي مش مكفيه انه هيتجوز عليا ، لا دا كمان هيجيبها تعيش معانا 


" قعدت جنبها لإني حسيت اني خلاص هقع من طولي ، بدأت اجمع كلامي


مين قالك كدا


= هو اللي قال ، قال ايه عشان يبقا لامم شملنا ، وكلنا نكون قاعدين في بيت واحد 


" تفتكر لما الدنيا تلاقيك كل شوية بتاخد صدمة هتسكت بالعكس دي هتزود جرعة الصدمات اللي ممكن تكلفك حياتك ،




 مكنش فيه وقت اني اسرح كتير عشان ابويا اتصل يستعجلنا عشان الفرح ، مغلوبين على امرنا ، منقدرش نقول لا ، لبسنا وقررنا نروح ، ابويا كان فرحان وبيرقص كأنه اول مرة يتجوز ،




 اما مراته واحدة من سني ، يعني المفروض تقوله يا بابا مش جوزي ، مطولناش ومشينا بسرعة ، روحنا البيت ، ساعة والتانية ولقيت ابويا راجع ومعاه عروسته اقصد بنته ، دخل وبدأ يعرفها علينا


دي ريهام مراتي ، يعني الحب الاول ، عشق الطفولة والمراهقة ، اما دي ندى بنتي 


= اهلا وسهلا ، أتمنى اكون ضيفة خفيفة عليكو


دا كلام برضو يا لولو ، دا بيتك يا حبيبتي 


" ابويا دا ولا شاب في العشرينات بيشقط ، كلامها كان ب ابتسامة مش صافية ، بعدها خدها و دخل الأوضة ، و احنا دخلنا ننام ، الله يكون في عون امي ، حالها دلوقتي اصعب مني بكتير ، صحينا الصبح حضرنا الفطار انا و امي ، قاعدين بنفطر لكن شكلنا كدا مش هنكمل فطار ، لقينا علياء اللي المفروض انها لولو


صباح الخير


" امي بصتلها و مردتش ، كنت مضطرة انا اتكلم


= صباح النور


معلش كان المفروض نفطر معاكو ، بس امبارح سهرنا كتير انا و ياسو 


= مين ياسو دا ، انتو كان معاكو حد في الأوضة


دا دلع باباكي ، ايه رأيك حلو


" امي قامت من مكانها ومشيت 


شكل مامتك مش عاجبها الدلع


= لا خالص كلنا مبسوطين بالدلع ، حتى ماما راحت توزع شربات بمناسبة الدلع الجديد 


انا كنت متأكدة برضو انه هيعجبكو ، انا هدخل بقا احضر الفطار ل ياسو


" مشيت ، بعدها امي رجعت تقعد معايا


متزعليش يا ماما ، دول ياسو و لولو بيهزرو ، بكرا يخلفو سوسو و توتو ، و بعدها نعمل مزرعة ب اسامي الكلاب دي


" ضحكت ، كنت بحاول اهون عليها ، خلاص مبقاش ليا حد غيرها ، مفيش مانع لو جيت على نفسي شوية عشانها ، الايام كانت بتعدي ببطئ شديد جدا ، انا و امي منعزلين تماما ، كأننا عايشين مع نفسنا ، كل واحد في حاله ، كنت فاكرة ان الموضوع هيمشي كدا ويسكت ، لحد ما ابويا فاجئنا


ندى 


= نعم يا بابا


متقدملك عريس


" لوهلة استغربت ، هو انا فيه حد يعرفني


= مين هو


مش هتصدقي مين


= حد مشهور يعني


جدا ، اول ما طلب ايدك مصدقتش ووافقت علطول


= من غير ما تاخد رأيي


وأنتي هتلاقي زيه فين


= طب قولي مين 


المعلم حامد!


" مبسوط ان الرواية عجباكو بعد تحضير دام ل شهر و اكتر وبرغم دا مازال فيه اقتناع تام ان اللي بيكتب بنت رغم التنبيه ورغم الاسم ولكن الحمدلله"


 


                  الفصل الرابع من هنا

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×