احببت مرتين
بقلم علاء السعدني
الفصل الثاني
تلعثمت (مريم) قليلا ثم قالت
-ده زميلى يا (عمر) فى ايه ؟! بتشخط فيا كده ليه ؟!
جز (عمر) على أسنانه فأحدثت صرير ثم قال
-وكان موديكى فين كده ؟! ده اللى انتى بتحبيه ؟
هزت (مريم) رأسها نافية وهى تقول
-مش هو ٠٠ انا بس كنت تعبانة وهو لما عرف انى تعبانة كان عاوز يوصلنى
رفع أحدى حاجبيه ناظرا لها بحدة
-وهو متعود يوصلك ؟!
-لا طبعا ٠٠ انت عارف ان (مراد) مش بيسبنى لحظة
تحدث (عمر) بأنفعال
-والبيه راح فين وسابك كده ؟!!
-عندنا محاضرة مهمة ٠٠ وانا قولتله احضرها انت وانا هروح
زفر (عمر) بغضب ونظر نحو نافذة السيارة وهو يزفر بضيق شديد ثم قام بأخذ علبة سجائره من أعلى سقف السيارة وأخذ واحدة ليقوم بأشعالها فنظرت له (مريم) بضيق
-هو انا لو طلبت منك طلب هتعمله ؟
أشعل سيجارته وقال بحدة
-عاوزة ايه يعنى ؟!
-ترمى السيجارة دى ٠٠ ريحتها وحشة بجد وغلط ع صحتك
ظهر على وجه (عمر) شبح أبتسامة ثم نظر بها قائلا
-عاوزانى مدخنش ؟
هزت رأسها بالإيجاب فألقى (عمر) بالسيجارة من نافذة السيارة شعرت (مريم) بقليل من الرضا ثم نظرت له قائلة
-انت كنت جاى ليه ؟! ٠٠ اقصد يعنى جاى هنا فى الجامعة بتعمل ايه ؟
أرتبك (عمر) قليلا ثم قال
-ها !! ٠٠ انا يعنى كنت ناوي بصى يعنى ناوي انى اجيلك عشان هبتدى اظبط الأوضة بتاعتك وكده
صمتت (مريم) قليلا ثم قالت
-ماشى
قاد (عمر) سيارته ثم أتجهوا نحو منزل (مريم) وما إن وصلوا حتى صعدوا للمنزل سويا فتح (على) لهما باب الشقة نظر (على) لهم بحدة قليلا
-انتوا كنتوا مع بعض فين كده ؟
أرتبكت (مريم) قليلا فتحدث (عمر) قائلا
-انا اللى روحت الجامعة يا (على) ليها وجبتها وانا جاى
أرتفع حاجب (على) قليلا فدخل (عمر) للداخل وأسرعت (مريم) نحو غرفتها فقال (على) بضيق
-ممكن افهم ؟
-هفهمك كل حاجة دلوقتى ٠٠
جلسوا سويا يتحدثون ٠٠
بينما شعرت (مريم) بالخجل وكانت لا تصدق أن (عمر) قد أتى إليها ليأخذها إلى الجامعة احمر وجهها قليلا وهى تتذكره وهو يلقى بالسيجارة من نافذة السيارة الخاصة به ٠٠
بعد قليل سمعت صوت أحدهم يطرق باب الغرفة فأتجهت نحو الباب لتفتح الغرفة فوجدت (على) يقول
-(عمر) عاوز يدخل الاوضة يشوفها
ابتلعت (مريم) ريقها ثم قالت
-ماشى ٠٠ خليه يتفضل وانا هخرج
-تمام
ذهب (على) ليحضر (عمر) وماهى إلا ثوان حتى جاء (عمر) ليدخل الغرفة نظرت له (مريم) قائلة
-طب انا هخرج ٠٠ عاوز تشرب حاجة ؟
نظر لها (عمر) مسبلا عيناه وهو يقول
-هتعمليها بأيدك ؟
أغمضت (مريم) عيناها وفتحتها مرة ثانية وهى تقول
-ها !!
أبتسم (عمر) قائلا
-كوباية قهوة ٠٠
هزت رأسها بالإيجاب وأتجهت نحو الخارج مسرعة بينما ظل (عمر) ينظر لغرفتها فتلك المرة الأولى له إن يكون بغرفتها ظل ينظر لمكتبها الموضوع جانبا وفراشها الذى يوجد فى منتصف الغرفة أقترب منه ثم جلس عليه ثم قام بفرد جزئه العلوى على الفراش وهو يغمض عيناه مبتسم قليلا فهنا تنام حبيبته فتح عينه وهو ينظر لسقف الغرفة شاعرا بالسعادة ثم اعتدل مرة اخرى على الفراش ناظرا لأركان الغرفة ليرتب ماذا سيفعل بالغرفة ٠٠
بعد عدة دقائق دخلت (مريم) ومعها كوب من القهوة فنظرت له (مريم) وهى تقترب منه لتعطيه كوب القهوة
-ايه هتعمل ايه ؟!
-بشوف بس الاوضة كويس عشان اغيرلك الاماكن بشكل لطيف
-تمام
******************
فى المساء ٠٠
جلست (مريم) مع أبنة خالتها التى يعشقها (على) فى غرفتها الخاصة فتحدثت أبنة خالتها قائلة
-احكيلى بقى اخر اخبارك مع سى (عمر)
هزت (مريم) كنفاها بلا مبالاة
-مفيش قعد يسألنى اذا كنت حبيت قبل كده او ارتبطت ولا لأ و ٠٠
قاطعتها قائلة
-ايه ده حقيقى؟!!!!!! .. طب ما الواد حن ورق اهو
-متفتكرييش انى غبية انا عارفة بقاله شهور متغير معايا وبيحاول يقرب منى بس خايفة خصوصا انه بيحبنى ولسه داير على حل شعره يا (نور)
تنهدت (نور) قليلا ثم قالت
- خايفة يفضل يخونك حتى لو ارتبطتوا ؟!
هزت (مريم) رأسها بالإيجاب ثم قالت
-انتى عارفة (عمر) بتاع بنات ومش مصدقة انه هيسيب كل البنات اللى يعرفها عشانى ٠٠ هو اتعود ع الرمرمة
-ليييه يعنى؟!!!!!! انتى هتقارنى نفسك بالحثالة اللى يعرفهم
-مش كده يا (نور) خايفة منه اللى بيبقى مع بنات كتييير ده بيزهق ع طووول خايفة ارتبط بيه ونحب بعض وبعدين الاقيه زهق (عمر) غريب برده وشخصية بتحب التجديد
هزت (نور) رأسها معترضة على أفكار (مريم) تلك
-لا طبعا انتى اخت صحبه يا عبيطة يعنى اكيييد فكر 5000 مرة قبل ما يحسم مشاعره تجاهك
-تفتكرى يا (نور)؟ ٠٠ انا حقيقى بخاف منه هو جرئ كده فى كل حاجة
أبتسمت (نور) ثم قالت
-طب قولتليه ايه لما سألك حبيتى قبل كده ؟
-قولتله الحقيقة انى حبيت واحد من طرف واحد بس طبعا معرفتوش ان الشخص ده يبقى هو بس تعرفى جالى الجامعة وشاف (زياد) وحسيت انه غيران منه بس ٠٠ بس خايفة
-يابنتى اديله فرصة وادى لقلبك فرصة وخليه يثبتلك ان كل اللى فى دماغك دى اوهام وانه هيتغير عشانك
-خايفة اتعلق بيه يا (نور) وهو يسبنى بعد كده بجد هموووت مش هعرف اعيييش بعديه
-بطلى بس تفكير فى الحاجات الوحشة وافتحى قلبك ليه
***********
وفى اليوم التالى يوم العطلة ذهب (عمر) و (على) و (نور) و (مريم) إلى النادى وكان (عمر) يلعب لعبته المفضلة (الأسكواش) جلست (مريم) تنظر له وتراقبه جيدا عن بعد حتى لاحظت ذلك (نور) فتحدثت مشاكسة إياها
-ايه يا بنتى عينيك قالبة قلوووب ع فكرة
-بحبه اوووووووى
-تفتكرى انه فهم ان الشخص اللى بتحبيه اصلا ؟
هزت (مريم) رأسها معترضة قائلة
-معتقدش ده غبى ٠٠ ده غير انك عارفة معاملتى له بعامله اسوء معاملة
-ع يدى طبعاااا
أنتهى (عمر) من اللعب فأقترب منهم وجلس على المنضدة وفرد قدميه وهو متعب ويأخذ أنفاسه بصعوبة
-اهاااا مش قااادر فعلا ٠٠ ع طول كده العب وابقى انا الكسبان محدش عرف يغلبنى لحد دلوقتى
نظرت له (مريم)
-مش فاهمة يعنى القلم اللى واخده فى نفسك ده هتفوق منه امتى؟
-قلم ايييه بس يا بنتى انا ليا معجبات هنا ده كل البنات كانت عمالة تتفرج عليا اصلا
فأقتربت (نهلة) شقيقة (نور) الصغيرة من (عمر) لديها من العمر ست سنوات
-اه يا (عمر) فعلا بقى ع فكرة كل البنات كانت بتبصلك
-حبيبتى انتى يا (نهلة) دايما رافعة من روحى المعنوية كده مش زى نااااس كده
ونظر إلى (مريم) فى أخر جملة قالها
فأقتربت منه (نهلة) وقالت
-طيب قعدنى ع رجلك بقى
فأبتسم (عمر) أبتسامته الساحرة ورفعها وجعلها تجلس على قدميه
-مبسوووطة يا ستى
-اه اووووووى
فأقترب منها وقبلها على وجنتها ثم آشار على وجنته كى تقبله فقبلته فنظرت لهم (مريم) وهى تعض شفتاها بغيظ وغيرة واضحة
-(نهلة) تعالى هنا
-تؤ تؤ انا عاوزة اقعد مع (عمر)
-(نهلة) عيب كده اسمعى الكلام تعالى اقعدى هنا ٠٠ أقعدى جنبى
نظرت (نور) إلى (مريم) وهى تبتسم وأقتربت من أذنها وقالت
-مجنوووونة انتى غيرانة عليه من طفلة
فضربت (مريم) قدم (نور) فنظرت لها (نور) بحدة بينما كان (عمر) يتحدث
-ايه يا (مريم) ما تسيبى (نهلة) براحتها انا مش مضايق
-بس انا مضايقة
نظر لها ببلاهة قائلا
-ايه؟
فأبتسمت ابتسامة بلهاء ثم تحدثت
-اقصد يعنى مينفعش بقى
ووقفت ثم قامت بإنزال (نهلة) وأجلستها عل قدمها فقامت (نهلة) من على قدمها منزعجة وقالت
-انا رايحة العب مع صحابى
فذهبت (نور) خلف شقيقتها الصغيرة وأمسكت يدها وهى تقول
-تعالى نشوف فين (على) ؟
-ماشى
بينما ظت (مريم) تجلس مع (عمر) وحدهم
-انتى مجنونة يا (مريم)؟
-ايه اللى بتقوله ده
-للدرجة دى خايفة ع (نهلة) منى دى طفلة يا (مريم) دى زى اختى الصغيرة
-اييه اللى بتقوله ده !!! لا طبعاا اصلا الموضوع مش كده
فتحدث بغضب قائلا
-امال ايه بس يا (مريم) !!
أرتبكت (مريم) كثيرا ثم فضلت الصمت وظلت تنظر حولها فنظر لها (عمر) بشك ثم مرر اصابع يده فى خصلاته الصفراء بثقة وهو يقول
-اهااا ٠٠ قولتيلى
فتحدثت (مريم) مسرعة لتنفى
-قلت ايييه !! انا مقولتش حاجة مستحييل أغير وبعدين أغير عليك ليه مفيش سبب و ٠٠
فأبتسم هو بثقة بينما ضربت هى كف يدها بجبينها ندما على ما تفوهت به فأطلق هو صافرة فى الجو تعبر عن مدى سعادته بينما نظرت هى لأسفل بخجل لا تستطيع أن تتطلع لوجهه فنظر لها وشعر بسعادة وهو يجدها على ذلك الحالة ٠٠
****************
مر يومان كان (عمر) يبتاع بعض الأغراض من اجل (مريم) او بالأحرى من أجل ترتيب غرفتها ومن أجل اعترافه لها بالحب فهو لن يتركها بعد اليوم فلقد قرر أن يبدء معها حياة نظيفة بعيد عن كل ما كان يعيشه ٠٠ بعيدا عن تلك القذارة ٠٠
فى صباح اليوم ذهب إلى منزل (على) وكان معه الكثير من الأغراض فتح (على) الباب ووجده يحمل الكثير من الأغراض فأبتسم قائلا
-خلاص قررت ٠٠
أبتسم (عمر) وهز رأسه بالإيجاب قائلا
-انا عارف انها فى الجامعة دلوقتى فده انسب وقت عقبال ما تيجى ٠٠ دخلنى بقى
أبتعد (على) عن الطريق ليدخل (عمر) فتحدث (عمر) بجدية
-لو وافقت الخطوبة هتتعمل بأسرع وقت
هز (عمر) رأسه بالإيجاب قائلا
-تمام اوووى ٠٠
دخل (عمر) الغرفة وظل يرتب بها ويغير ما بها ويزينها على طريقته الخاصة طريقة رومانسية ليعترف لها بحبه وما إن أنتهى حتى نظر للغرفة بشئ من الرضا أبتسم قليلا ثم نظر إلى ساعته وتحدث قائلا
-تمام اووووى فاضل 5 دقايق وتيجى ٠٠
مرت تلك الخمس دقائق وهو يهندم من نفسه امام المرآة شعر بالتوتر حتى سمع صوتها تفتح باب الغرفة فعدل من هيئته مرة اخرى ووقف امام باب الغرفة على بعد عدة خطوات منها ٠٠
فتحت (مريم) باب الغرفة وماهى إلا ثوان حتى ظهر على وجهها الصدمة فقد وجدت أن الاضاءة باللون الأحمر الخافت وجدت ايضا على فراشها قلب صغير مرسوم بأوراق الورود الحمراء نظرت لأعلى الفراش وجدت كلمة مثبتة على الحائط بإضاءة خافتة تشتعل وتطفئ خلال ثوان لتظهر كلمة (I Love U) أبتلعت ريقها ولم تكن تصدق ما تري ووجدت (عمر) واقف امام نافذة غرفتها يحمل بيده وردة حمراء نظرت له ووضعت يدها عند فمها كانت ستقترب منه لولا انه أشار لها اسفل قدمها فوجدت ثلاث بطاقات فى طريقها اليه أنحنت لتلقط أول بطاقة وجدت مكتوب بها
(بدلتينى للأفضل ٠٠ فلقد اصبحتى دواء لدائى)
أبتسمت قليلا ثم تقدمت خطوة اخرى وانحنت لتلقط البطاقة الثانية ثم وقفت لتقرائها
(بحبك ٠٠ تلك الكلمة لن تكفى التعبير عن شعورى نحوك)
أبتلعت ريقها وهى لا تصدق ما تقرئه ثم أقتربت خطوتين أخرتين وانحنت لتلقط البطاقة الثالثة
(تقبلى إن تتزوجى بى يا (مريم) ؟! )
نظرت له وعيناها مليئة بالفرحة ثم قامت بالأقتراب منه فأخرج (عمر) من جيب بنطاله علبة صغيرة بها خاتم زواج ونظر لها قائلا
-ها ؟ّ قولتى ايه ؟!
أحببته_مرتين
بقلم علا_السعدني