رواية أحببت مرتين كامله جميع الفصول بقلم آلاء السعدني


 رواية أحببت مرتين 

بقلم علاء السعدني 

الفصل الأول


فى نوفمبر 1999

أستقلت فتاة ما الحافلة المتوجهة إلى القاهرة وهى تشعر بالقلق جلس بجوارها ابن خالتها وشقيقها فى الرضاعة وهو ينظر لها

-فى ايه يا (مريم) ؟ شكلك مضايقة كده ٠٠

أبتسمت بهدوء قائلة

-لا بالعكس بس ٠٠

صمتت وتنهدت بحرقة فنظر لها شقيقها وقد فهم فتحدث قائلا

-لسه برده بتفكرى فى (عمر) ٠٠ مش كده ؟

-ومن امتى بطلت افكر فيه ؟! بس حاسة انى خايفة عشان عارفة كويس انه عمره ما هيحس بيا ولا يحبنى ده غير انه هو كل يوم مع واحدة شكل فمش هيبصلى خالص ٠٠

-بس لازم تعرفى يا (مريم) انه واحد بأخلاقه ده ميستحقش يتحب اصلا





نظرت للأسفل وهى تشعر بالألم وهى تشر على قلبها قائلة

-قلبى ده مش عاوز يفهم يا (مراد) ولسه بيحبه

ابتسم (مراد) ووكزها فى كوعها قائلا

-طب استعدى بقى يا حلوة لأننا راجعين القاهرة وهتشوفيه كل شوية

ابتسمت (مريم) بأسى ٠٠

****************

جلس فى منزله على أحدى الأرائك ينفث السيجار الخاص به وهو يشرب قهوته كان يشعر بغضب شديد اطفئ سيجارته ثم اتجه نحو غرفته ليرتدى بنطال لونه اسود وقميص بلون البنفسج أخذ كلا من مفاتيحه وهاتفه النقال ثم خرج من منزله ليستقل سيارته الخاصة ويذهب حيث منزل صديقه ٠٠

بعد نصف ساعة كان يطرق باب المنزل فتح له شاب فى مثل عمره فى عقده الثالث ابتسم الشاب حين رأه

-وحشتنى يا (عمر)

أبتسم قليلا ثم أردف قائلا

-أنت كمان جدا ٠٠ عامل ايه يا (على) ؟

-بخير ٠٠ ادخل جو واقف كده ليه

دلف (عمر) للداخل وجلس بأقرب مقعد فنظر له (على) بخبث

-عارف ان (مريم) راجعة كمان ساعة كده تقريبا يا (عمر)

أبتسم (عمر) قليلا ثم تحدث

-بجد ؟!! مكنتش اعرف

تحدث (على) بخبث قائلا

-كنت فاكرك عارف ٠٠ قولتلك من يومين انها جاية

أصطنع (عمر) انه لا يتذكر

-بجد ؟!! بقيت بنسى كتير اليومين دول

أبتسم (على) وذهب ليعد كوبين من القهوة ليحتسوها سويا ٠٠

مر الوقت بملل نظر (عمر) إلى الساعة بعد كل دقيقة تقريبا وهو يشعر بالقلق فنظر (عمر) إلى (على)

-عدى ساعتين وهى لسه مجتش معهاش تليفون تتصل بيها ؟

-مين ؟!

تحدث (عمر) بنفاذ صبر

-ومين يعنى ؟! اختك (مريم)

-لا ٠٠ انت عارف ان معندهاش محمول

-وازاى سمحت لأختك تسافر أسكندرية لمدة 3 ايام من غير ما تكلمها ع التليفون وتطمن عليها

-(مراد) معها وكلمتها من تليفونه

-امال اتأخرو ليه كده اتصل بيهم يمكن ٠٠

قاطعه (على) وهو ينظر له بنصف عين

-قولتلك مع (مراد) متقلقش

نظر له (عمر) بغضب وهو يتمتم قائلا

- بارد 

وماهى إلا دقائق حتى سمع صوت أحدهم يقرع باب المنزل فأبتسم (على) قائلا

-الهانم وصلت اهى

لاحت على وجهه أبتسامة هادئة ونظر تجاه الباب حتى فتح (على) باب المنزل فأرتمت (مريم) فى احضان شقيقها

-وحشتنى اوووووى يا (على) اوووى اوووى يعنى

-انتى وحشتينى اكتر بكتييير ٠٠امال فين (مراد)؟

ابتعدت عن شقيقها وهى تقول

-وصلنى ومشى بسرعة عند خالتو

فضحك (على) ثم قال

-ع طول بيحب النوم






-امال ايه ؟!

كان (عمر) منشغل برؤيتها فقد اشتاق كثيرا لها نظر إلى ملابسها وفستانها الأبيض المزركش بورود زرقاء وحجابها الأزرق ونظر إلى عينيها الخضراء فقد اشتاق كثيرا لهما وإلى بشرتها الخمرية لاحظت هى إن أحدهما ينظر لها فرفعت عيناها ووجدت (عمر) أمامها شعرت بأن قلبها يعزف موسيقى الحب فقد كان كما عاهدته وسيما عيناه ذو اللون الأزرق ولون بشرته الخمرى مع أناقته فى ملابسه وشعره الذى يجمع بين اللونين الأصفر والبنى فأبتسمت وهى تقول

-السلام عليكم ٠٠ ازيك يا (عمر) عامل ايه ؟

-وعليكم السلام ٠٠ الحمد لله انتى اخبارك ايه ؟

-الحمد لله بخير ٠٠ هروح لأوضتى عشان احط شنطتى 

هز رأسه بالإيجاب بينما ذهب (على) ليجلس بجوار (عمر) مرة اخرى ٠٠

فى غرفة (مريم) ظل قلبها يدق بشدة فهو حبها منذ الطفولة أبتسمت قليلا وهى تتذكر ملامح وجهه ثم قررت أن تذهب للخارج وتقف بالشرفة لكى تتابعه عن كثب دون إن يراها ٠٠

جلست فى الشرفة وهى تراه يتحدث مع شقيقها وهى تتنهد بحب وأعجاب حتى لاحظت دخول (على) المطبخ ووجدت (عمر) يقترب من الشرفة شعرت بالأرتباك ثم نظرت أمامها مسرعة حتى لا يلاحظ انها تراه قال وهو يقف خلفها

-ممكن اقف معاكى ؟

حاولت ان تتحدث معه كما تتحدث معه دوما

-ومن امتى وانت بالذوق ده يا (عمر) ؟

نظر إلى عينيها متحدثا

-من زمان اووووى

شعرت بالتوتر وحاولت ان تغير مجرى الحديث

-امتحانتى قربت

-ربنا معاكى

-طب انا كنت عاوزة استغلك فى حاجة

أبتسم (عمر) قائلا

-يا سلاااام ٠٠ عيونى

-انت مش مهندس ديكورات ؟

-ايوة

-عاوزك تغير نظام اوضتى عشان زهقت ومبقتش عارفة اذاكر

أبتسم قليلا ثم قال

-زى ما تحبى

سمع (عمر) صوت هاتفه فأخرجه من جيب بنطاله ثم تحدثت

-ازيك ٠٠ عاملة ايه يا (ميرا) ٠٠ انتى قدام شقتى دلوقتى ؟

شعرت (مريم) بالضيق والنفور منه فهاهى أحدى فتايته تتحدث معه حتى انه لا يخجل ويحدثها أمامها كأنها تنتظره فى نادى عام وليس فى منزله ٠٠ تابع (عمر) قائلا






-نسيت ميعادك خالص ٠٠ معلش مش فاضى دلوقتى

ثم أغلق الهاتف ونظر مجددا إلى (مريم)

-ممكن اسئلك سؤال ؟

نظرت له بضيق وهى تقول

-ايه هو ؟!

-محبتيش قبل كده يا (مريم) ؟ انتى دلوقتى بنت وعندك عشرين سنة ٠٠ محبتيش قبل كده ولا حتى مرة ؟

-مرة واحدة بس

نظر لها بإهتمام

-ولسه بتحبيه ؟

-أ٠٠ ايوة

شعر بالضيق

-يعنى انتى مرتبطة ؟

-لا

-ازاى بقى ؟

قالت بأسى وهى تنظر أمامها بشرود

-انا بس اللى بحبه حب من طرف واحد هو مش حاسس بيا

أبتسم قليلا ثم قال بفرحة

-بجد ؟!! طنشى يعنى مش مهم

نظرت له بسخرية

-اكيييد

ثم نظرت له

-دى ٠٠ البنت دى اللى كلمتك ع التليفون

-مالها ؟

-انت مش عارف ان اللى بتعمله ده بيغضب ربنا ٠٠ مش مكسوف من نفسك ؟! بتكلمها قدامى وكأنه شئ عادى ان واحدة ست تجيلك البيت

تحدث (عمر) غاضبا






-(مريييم) !!

-مش دى الحقيقة مين اللى هتبقى عاوزة تربط حياتها بواحد زيك اكيد عقلها مش هيبقى فيها امتى بقى هتعيش زى أى إنسان محترم هتفضل طول عمرك انسان مش كويس ٠٠ قذر

شعر (عمر) بالغضب

-وانتى تعرفى ايه عنى عشان تقولى كده انا ٠٠

قاطعته بحدة

-انا حاسة بقرف وانا واقفة جانبك واحد زيك مش هيهمه إن كنت اخت صاحبه ٠٠ تعرف انسى كل حاجة قلتها دلوقتى مش هخليك تعمل ديكورات لأوضتى انا اخاف ادخل واحد زيك اوضتى

تركته وذهبت للداخل وهو ظل يشعر بالضيق وضرب قبضة يده فى سور الشرفة محدثا نفسه

-انا عارف كويس انها مش هتبص لواحد زيى

****************

بعد ثلاث أيام ٠٠

جلست (مريم) تشاهد التلفاز وهى تشعر بملل شديد فأستمعت لصوت شقيقها وهو يتحدث مع شخص ما على هاتف المنزل

-فرحان فيك أووووى بصراحة ٠٠ ايوة عشان تبطل تتسرمح أديك هتقعد فى البيت ومش هتتسرمح زى عادتك ٠٠ طب خلاص خلاص اقفل ده انت صوتك رايح خالص ٠٠ سلام

أغلق (على) الهاتف ثم ذهب ليجلس يشاهد التلفاز بجوار شقيقته فقالت (مريم)

-كنت بتكلم مين يا عيلوة !!

-ده (عمر)

تحدثت (مريم) بقلق

-(عمر) !! ٠٠ ماله ؟

-عادى يعنى تعبان شوية عنده برد

شعرت (مريم) بقلق شديد وبالخوف عليه ولم تستطع أن تشاهد التلفاز ظلت على ذاك الحال تنتظر أن يذهب (على) لغرفته حتى تستطيع أن تأخذ الهاتف لغرفتها وتطمئن على حال (عمر) ٠٠

بعد ساعة من الوقت مرت كعمر بأكمله دخل (على) غرفته فوقفت (مريم) وهى تقول

-يا سااااتر

أغلقت التلفاز ثم توجهت نحو الهاتف وأخذته إلى غرفتها دون أن تصدر أى ضوضاء ومن ثم أغلقت باب غرفتها ووضعت الهاتف على الفراش وجلست بجواره لتطلب رقم (عمر) ما أن أستمعت إلى صوته المريض وهو يقول

-ألو ٠٠

شعرت (مريم) بالحزن ثم قالت

-(عمر) !!






أندهش (عمر) فهو يحفظ نبرة صوتها عن ظهر قلب قائلا

-(مريم) !!

-انت حاسس بأيه ؟ تعبان ؟!

أبتسم (عمر) أبتسامة بسيطة ثم قال

-الحمد لله بخير ٠٠ دول شوية برد بس ع خفيف كده

-اه ٠٠ طب ألف سلامة ٠٠ اتلاقى سنكوحة من بتوعك هما اللى عدوك

زفر (عمر) بضيق ثم قال

-وأنتى ايه اللى يخليكى تكلمى واحد قذر زيى من اصله !!

-صح انا غلطانة انى اتصلت بيك من اصله ٠٠ مع السلامة

ثم قامت بأغلاق الهاتف أبعد (عمر) الهاتف عن أذنه ثم قام بالأتصال بها مرة أخرى فأجابت هى بضجر

-عاوز ايه !!

-يا سلاااام واثقة اوووى انى انا اللى بتصل يعنى !!

-يعنى مين غيرك رخم

أبتسم هو ثم قال

-ومين غيرى هيسأل عليكى اصلا

عضت شفتاها بغيظ شديد ثم قالت

-رخم ٠٠ رزل ٠٠ تبت

-طب ولما أنا رخم و رزل وتبت وزودى عليهم قذر ٠٠ بتطمنى عليا ليه اصلا ٠٠ أهمك فى ايه ؟!

أحمر وجه (مريم) خجلا ثم قالت

-انت ٠٠ انت ٠٠ انت تنح

شعر هو بخجلها فقال





-ماشى ٠٠

صمتت هى قليلا ثم قالت

-ممكن تاخد الدوا وتنام شوية ؟ ومتروحش فى حتة

-حاضر

-خلى بالك على نفسك ٠٠ واشرب حاجات دافية

-حاضر

-لما تنام اتغطى كويس عشان الجو برد فعلا

-حاضر

-لو فى بنات جم عندك اطردهم ٠٠ انت تعبان

أبتسم ثم قال

-حاضر ٠٠ أى أوامر تانية ؟

-لا ٠٠ مع السلامة

-مع السلامة

أغلقت هى الهاتف وتحسست وجناتها خجلا بينما ضم هو الهاتف إلى صدره وهو يقول

-بحبها ٠٠


*****************

مر اسبوع

لم يحاول (عمر) إن يرى (مريم) فى ذلك الاسبوع يكفى ما حدث فى اخر مقابلة لهما ٠٠

بينما كانت(مريم) فى الجامعة مع (مراد) نظرت له وجدته يشعر بالضيق فتحدثت قائلة

-مالك يا (مراد) ؟!!





تنهد (مراد) بعدم راحة قائلا

-هسافر انا وبابا بعد الامتحانات  ومضايق شوية مكنتش حابب اسافر خاالص

حاولت (مريم) طمئنته

-رغم انك هتوحشنى بس حلو انك تسافر وتغير الاماكن منها شغل ومنها فسحة متخليش اى حاجة تضايقك كده

أبتسم (مراد) قليلا

-ماشى ٠٠ وانتى يا ستى ايه اخبار استاذ (عمر) ؟

-مشوفتوش من اخر مرة

-مانتى لسانك كان موس عليه

نظرت (مريم) بعيدا ثم قالت

-تعبت مش عارفة بحبه ليه وهو راجل بتاع ستات كده ٠٠ ساعات بحس انى بحبه و ساعات بحس انى مش طايقة ابص فى وشه





وضع (مراد) يده على كتفها ليربط عليه بحنان

-معلش حبيبتى لو هيتغير وهو نصيبك هتشوفيه إن شاء الله

صمتت (مريم) لم تعرف أن تجب عليه فقال (مراد)

-يلا نروح المحاضرة

-لا مش قادرة انا هروح

تحدث (مراد) معترضا

-هتروحى لوحدك !

-معلش احضر انت عشان المحاضرة مهمة انا تعبانة هروح

-ماشى وانا هبقى اعدى عليكوا اطمن عليكى

-تمام حبيبتى

اتجه (مراد) نحو قاعة الحضور ٠٠ بينما كانت (مريم) تتجه نحو الخارج فوجدها زميل لها فى الجامعة فقال بصوت مرتفع

-(مريم) !!





التفت (مريم) لترى من المتحدث وجدته زميل لها فى الجامعة فنظرت له قائلة

-خيير يا (زياد) ٠٠ فى حاجة ؟!

-انتى رايحة فين كده ؟! ٠٠ احنا عندنا محاضرة مهمة دلوقتى

-معلش تعبانة وعاوزة اروح

-تعبانة !! طب تعالى اوصلك مادام تعبانة كده ؟

حاولت (مريم) ان تعترض بلطف

-لا مش هينفع يا (زياد) ٠٠ ميرسى لزوقك طبعا بس انا هروح

الح (زياد) عليها وهى مازالت ترفض فقرر أن يمسك يدها ليجعلها ترضخ لقراره وهو يقول







-بقولك تعالى ورايا

حاولت (مريم) أن تتملص من ذراعه قائلة

-ارجوك مينفعش كده

فى تلك الاثناء كان (عمر) يدخل من البوابة متجها نحو الداخل ليسأل عن القاعة التى لديها بها محاضرة ولكنه رأها ٠٠ رأى من يحاول ان يقوم بسحبها وهى تعترض لم يشعر بنفسه كيف وصل تجاهم ونطر يده بقوة ثم لكم ذلك الشاب بقوة قائلا

-انت ازاى تسمح لنفسك تمسك ايدها كده ؟!

اتسعت أعين (مريم) وهى لا تصدق ما تراه هذا (عمر) حقا ؟! فتلك المرة الأولى التى تراه فى الجامعة ظل (عمر) يلكم فى ذلك الشاب بقوة فأسرعت نحوه قائلة






-(عمر) يلا بينا نمشى ٠٠ سيبه ارجوك سيبه متجبليش مشاكل احنا فى الجامعة

تركه (عمر) شاعرا بالغضب ثم مسك يد (مريم) ليخرج بها خارجا حاولت أن تتملص من ذراعه قائلة

-سيب ايدى مودينى ع فين كده ارجوك سيب ايييدى بقولك

لم يستمع (عمر) لحديثها حتى وصلوا إلى السيارة فقال بغضب وصوت مرتفع وهو يضرب قبضة يده على محرك السيارة بقوة

-مين ده يا هااااانم ؟!


احببته_مرتين



                    الفصل الثانى من هنا


تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×