بقلم اية اسماعيل
الفصل الثاني
عاد عماد بعد يوم طويل من عيادته .
استعجب من هدوء الشقه ولكن سرعان ما تحول الى صدمه
وهو يشاهد والدته واخته يجلسون وعيون اخته باكية
فاسرع اليهم و قال بلهفه: مالك يا ماما اللي حصل!
تكلمت اخته ملك وهتمنع شهقاتها : اصل نورا هتتجوز
ثم اجهشت بالبكاء ظهرت علامات الدهشه على وجهه ثم اكمل: هو انتو عاملين كده عشان هتتجوز .
لم يرد احد فضرب بكف على الاخر و ذهب الى غرفته متعجبا
فخرجت ملك من حضن والدتها
وقالت باكيه: هنعمل ايه يا ماما نورا مموته نفسها من العياط و مش هتقدر ترفض المره دي لن ابوها مصمم على العريس ده وهي مش لاقيه اي حاجه فيه
نظرت لها والدتها كانها تزعم على فعل شيء
ذهب الى غرفته يحاول فهم ما يجري حوله من افعال والدته وشقيقته
رمي نفسه على سريره الخاص ويسبح في التفكير بما حدث
قطع شروده طرق على باب غرفته وتبين انها والدته.
دخلت بابتسامة رائعة وجلست بجانب ابنها و ملست على كتفه بحنان
وقالت :بص يا حبيبي طول 8 سنين اللي فاتوا دول احنا مخبين حاجه مهمه جدا عندك لكن دلوقتي ماينفعش انك متعرفهاش
قطب حاجبيه ثم اكملت بهدوء : في بنت عندها 18 سنه كانت بتحب واحد بس هو كان في الجامعه ومركز علي احلامه ومذاكرته
وهي بتحاول تحافظ على نفسها عشانه ورفضت عرسان كتير وفضلت جنبه ووقفت ضد اهلها و بتحاول تسعد اللي بتحبه بكل الطرق الممكنه
وطبعا من غير ما تعرفه انها بتحبها
كرست حياتها علشانه وبس، عندها حلم واحد وهو انها ترتبط بيه و نفسها تتكتب على اسمه
كاد ان يتحدث ولكن منعته والدته بإشارة من يدها
واكملت: من غير لف ولا دوران البنت دي لو عايز اموت انا راضي عنك يبقي تتجوز نورا
انتفض من مجلسه كأنه لدغته حية
ووسعت عيناه بصدمة وقال: انت بتقولي ايه يا ماما..
نورا ازاي.
وقفت الام بدورها وقالت :ايوه نورا البنت دي.
نورا بتعشقك يا عماد ، نفسي اشوفها عروسه ابني .
اسمع انا مش هضغط عليك ، بس حققلي طلبي دا يا حبيبي.
والحق البنت قبل ما ابوها يجوزها والمرة دي مش هتقدر ترفض ذي اللي قبلهم.
ثم تركته بعد ان وضعت قبلة علي جبينه وسط صدمته الكبري.
قضي ليلته في دوامه لا بعرف كيف يخرج منها.
__________________
خرج من المنزل في الصباح الباكر
من غير ان يراه احد وهذا ما اثار قلق وتعجب والدته ولكن بمكالمة هاتفية طمأنها بأنه بخير وسوف يُرجع الامور الى نصابها الصحيح.
حل الليل و تفاجأت والدة عماد (نبيله )بالطرق المفاجئ على باب شقتها
فأسرعت ملك لتعرف من الطارق
فكان اخيها يحثهم علي ارتداء ملابسهم سريعا
امتثلوا الى طلبه حتى يعرفوا السبب المفاجئ ولكن تفاجئوا بانهم ذهبوا الى شقه نورا
بعد دخولهم شاهدوا الماذون ومعهم اثنان من جيرانهم وعائله نورا
فأسرعوا بإلقاء الزغاريط حتي سمعتهم نورا من غرفتها
ففتحت الباب باكية وهرولت الي حضن نبيلة
وقالت بدموعها في مقلتيها: هيجوزوني غصب عني
ارجوكي وقفي الجوازه دي باي طريقه
انا بحب عماد و مش هتجوز غيره حتى حتى لو هموت نفسي
قطع حديثها المنهار صوت عماد مبتسماً : وانا مش هسمح ان تروحي لحد غيري يا نورا.
شهقت وأسرعت بالإلتفاف حولها ووضعت يدها علي فمها من هول المفاجاة الصادمة.
عماد ومأذون وجيرانهم وعائلتهم جميعا
فاقترب منها عماد وقالت بمشاكسه
وهو يحاول تقليدها : انا بحب عماد ومش هتجوز غيره مكنتش اعرف انك بتحبيني كدا يا صغيرة انتي ثم انفجر الجميع ضاحكاً
فظهر الخجل علي وجهها.
واسرعت بالاختباء في والدته وسط سعادتها التي لا توصف.