أحببتها مرتين
الفصل الثامن
أتسعت أعين (مريم) قليلا بينما أنتبه (عمر) لما قد فعله ثم اخذ الهاتف الخاص به ووضعه على أذنه قائلا
-نعم يا (سيف) مش سامعك !! الشبكة بتقطع ٠٠ انا مسافر هقابلك اول ما ارجع إن شاء الله ٠٠ سلام
ثم نظر إلى (مريم) بكذب
-كنتى بتقولى ايه يا (مريم) ؟!
قالت (مريم) وهى لا تفهم شئ
-انت مش (عمر) ؟
أبتلع (عمر) ريقه ثم قال
-(عمر) مين ؟! ايه اللى بتقوليه ده
تحدثت (مريم) بعناد
-انت مكنتش بتكلم فى التليفون انت كداب اصلا مفيش جرس رن عشان ترد
-كنت عامله صامت ٠٠ انا مش فاهم حاجة منك
عضت (مريم) على شفتاها بغيظ شديد فى تلك اللحظة قد أتى (مروان) بالمثلجات وهو يقول
-اتفضلى يا حبيبتى ٠٠ ولا اقولك هأكلك انا
خجلت (مريم) قليلا
-لا هعرف اتصرف انا وميرسى اوو٠٠
قاطعها (مروان) قائلا
-لا يا حبيبتى قلت هأكلك
فقد (عمر) اعصابه فنهض عن الطاولة وابتعدا عنهم شعرت (مريم) بأختناقه وسمعت صوت زفيره وهو ينصرف فتحدث (مروان) بضيق
-ماله ده ؟
صمتت (مريم) قليلا فهى لم تعد تفهم ذلك ال (مازن) كم تود ان تراه ولو لمرة واحدة حتى تطفئ نيران فضولها تنهدت بأسى بينما بدء (مروان) فى اطعامها المثلجات فقالت (مريم)
-هاكل انا
تحدث (مروان) بصرامة
-قلت لا امال انا لازمتى ايه ؟! ٠٠
أبتسمت (مريم) قليلا ثم استسلمت له ليطعمها ٠٠
بينما جلس (عمر) بعيدا عن الشاطئ وهو يشعر بالأختناق يتحدث مع نفسه قائلا
-شايفها مع واحد تانى ومش قادر اتكلم ٠٠ مش قادر ادافع عنها ولا اقول انها حبيبتى انا وبس مش قادر اخد بالى منها مش قادر اجبلها اللى نفسها فيه مش قادر اقولها انا بحبك ولا انتى وحشتينى اد ايييه ٠٠ انا عملت بلاوي كتيييير بس مش عاوز ده يبقى عقابى ٠٠
ثم نظر إلى السماء قائلا
-يااارب انت عارف انى توبت ٠٠ انا بس كل اللى نفسى فيه انها تعرف انا مين وبعدين هى تختار ومش قادر اخون ثقة (على)
نزلت الدموع من عينه لا اراديا وهو يحاول أن يجعلها ان لا تظهر ولكن تأبى دموعه ان تظل بداخل عيناه ٠٠
*****************
فى المساء ٠٠
فى الغرفة بالفندق قالت (مريم) مع (كابر)
-انا زهقانة اوووى ٠٠ ما تيجى نتمشى ع البحر شوية
هزت (كابر) كتفاها بلا مبالاة ثم قالت
- مين سمعك ؟! ٠٠ بس هننزل لوحدنا !!!
-هنتخطف يعنى ؟!
ضحكت (كابر) كثيرا ثم قالت
-انا نفسى اتخطف جدا
-يا قليلة الأدب أنتى ٠٠ وبعدين نفسك طبعا فى واحد زى (مراد) يخطفك كده ؟
أرتبكت (كابر) كثيرا ثم قالت
-ايه اللى بتقوليه ده ؟! ٠٠ ده وانا مالى ومال اخوكى حتى اصلا عمرى ما شوفته انتى بس اللى بتحكيلى عليه كتييير
تحدثت (مريم) بمشاكسة
-بس انا مكنش قصدى ع (مراد) اخويا
شعرت (كابر) بالأحراج ثم قالت
-تعالى نلبس عشان ننزل
أبتسمت (مريم) ثم قالت
-ماشى
أرتدوا ملابسهم ثم قامت (كابر) بتعديل الحجاب الخاص ب (مريم) ثم أمسكت يدها ليذهبوا سويا نحو الأسفل ٠٠
جلسوا على رمال الشاطئ نظرت (كابر) للبحر ثم قالت
-الجو يجنن هنا ٠٠ حتى فى هوا عن فوق
هزت (مريم) رأسها بالإيجاب ثم قالت
-فعلا
كان (عمر) يسير على الشاطئ ممسك بكوب القهوة الخاص به لمحها وهى تجلس مع (كابر) أبتسم لأنه رأها ولكنه نظر فى ساعة يده وجدها الحادية عشر ونصف فشعر بالغضب كونها خرجت فى ذلك الوقت المتأخر فأقترب منهم وهو يقول
-ايه اللى منزلكوا فى وقت متأخر كده
ما أن أستمعت (مريم) لصوته حتى شعرت بأن قلبها يدق بشدة أبتسمت قليلا ثم قالت
-انت (مازن) مش كده ؟
أبتسم (عمر) بسعادة لأنها تميز صوته ثم قال
-ايوة ٠٠
نظرت لهم (كابر) ولم تستطع أن تتفوه بكلمة فتحدثت (مريم) قائلة
-اقعد معانا ٠٠ اصل الجو فوق يزهق
جلس (عمر) بجوارهم ثم قال
-طيب حيث ان بنتين حلوين زيكوا مينفعش يقعدوا لوحدهم بليل كده فأنا هرئف بيكم واقعد معاكوا
أبتسم كلا من (مريم) و (كابر) فقالت (كابر)
-انت شكلك مش سهل خاالص يا (مازن) احنا المفروض نخاف منك
مط (عمر) شفتاه بعدم رضا ثم قال بصوت هامس ل (مريم) التى بجواره
-شايفة صحبتك بتقول عليا ايه ؟!
ضحكت (مريم) كثيرا ثم قالت
-مجنون أنت
شعرت (كابر) بالبرودة فقالت
-انا هطلع اجيب الشال بتاعى وجاية ٠٠ تحبى اجبلك حاجة تلبسيها يا روما
-لا حبيبتى مش سقعانة
-ماشى
انصرفت (كابر) فنظر (عمر) إلى (مريم) قائلا
-مش كنتى تخليها تجبلك حاجة تلبسيها
-مش سقعانة حقيقى
-ماشى
شعرت (مريم) بشعور غريب فهى تخجل لأنه يجلس بالقرب منها ووحدهما إلا أنها تشعر براحة كبيرة لم تشعر بها سوا مع (عمر) فقالت
-كلمنى عن خطيبتك اللى سبتها شوية ؟ ٠٠ لسه بتشوفها ؟!
نظر (عمر) لها ثم قال
-بشوفها
-يا حرااام ٠٠ طب وهى بتعمل ايه لما بتشوفك ولا بتخليها متشوفكش
صمت (عمر) قليلا ثم قال بألم
-بخليها متشوفنيش
-انت غريب اووووى ٠٠ محدش بيحب واحدة كده
صمتت وكأنها تتذكر شئ ما ثم قالت
-تعرف انا كنت مخطوبة قبل (مروان)
أبتسم (عمر) لآنها تتذكره ثم قال بسعادة
-لسه بتفتكريه ؟
شعرت بالخوف من أن يفهمها بشكل خاطئ فقالت
-لا ٠٠ مش اوووى ٠٠ انا برده مخطوبة وبحترم خطيبى جدا ومينفعش افكر فى راجل تانى
شعر (عمر) بضيق شديد فتابعت هى
-بس كنت هحكيلك حاجة
-اتفضلى
-هو كان زمان بيحب واحدة معاه فى الجامعة خانته بس لما خانته بقى بتاع بنات وصايع وإنسان مش كويس لحد ما وافقت عليه بقى انسان جديد ٠٠ انت ازاى خطيبتك خانتك وشايفة انك إنسان مؤدب جدا ومع ذلك شايفة حبك قوى ليها اووووى ٠٠ تفتكر انى فيهم حب اقوى اللى يخون زى اللى خان ويدمر نفسه وناس كتير ولا اللى يتوب لما يحب تانى ولا اللى زيك يبقى عارف انها مع غيره وبيديها عذرها ومسامح ؟
شعر (عمر) بألم فى قلبه فهو كل ما تذكر هو الثلاث أشخاص معا فقالت (مريم)
-مبتردش ليه ؟!
-هرد ٠٠ عاوزة تعرفى انى اقوى حب فيهم ؟
-يااريت
-اللى بيحب ويتصدم ويخون ده مختارش صح من الاول فيستاهل بس مشكلته انه بيشوف كل البنات وحشة ومفيش حد يستاهل حبه عشان كده بيبقى شخص تانى هو نفسه مش حابب يكون بالشكل ده فالحب اللى زى ده بيضعف بيكسر مش بيقوى ٠٠ فده مش حب صادق
-واللى بيتوب عشان حبيبته ؟
تنهد (عمر) بمرارة
-حب طبعا أن الشخص ده قدر يغير من نفسه ويتحكم فى نفسه كويس عشان حبيبته متسبوش اكيييد حب كبير بس عيبه انه مفتكرش ربنا ٠٠ المفروض اى انسان يبطل الذنب عشان ربنا مش عشان شخص فده رغم انه حب قوى بس ناقص تقدرى تقولى مفهوش بركة
شعرت (مريم) بالحزن ثم قالت بنبرة خافتة
-ربنا يرحمه ويسامحه ٠٠ عمرى ما نسيته ٠٠
ثم قالت ل (عمر)
-انا غلطت انا كنت فرحانة بحبه ليا ونسيت اوجهه للصح كان المفروض اخد بأيده اكتر من كده لكن انا كنت انانية كنت عاوزة اخد مديش
ونزلت دموع من عيناها فأسرع هو ليمسح دموعها بيده وهو يقول
-انتى مش ذنبك اى حاجة انتى بريئة اووى يا (مريم) اللى عاوز يتيغر بجد بيتيغر مش بيحتاج حد يغيره
أبعدت هى وجهها عن يده ثم قالت
-أرجوك مينفعش كده
انزل (عمر) يده ثم قال بتلعثم
-ح٠٠ حاضر
فمسحت هى دموعها ثم قالت
-طب وحبك انت اللى حبيبتك مع غيرك ولسه بتحبها وواضح انها لو طلبت ترجعلك مش هترفض
أبتسم (عمر) قليلا ثم قال
-ده حب طاهر بجد ٠٠ انا مش عاوز اشوف غير انها سعيدة وبس
نظرت (مريم) تجاه صوته ثم قالت
-يا بختها بيك
فى تلك الأثناء كانت تسير فتاتان على الشاطئ لاحظت احداهم وسامة (عمر) الشديدة فنظرت للفتاة التى معها قائلة
-ايه ده ؟!! شايفة امور ازاى
نظرت الفتاة الأخرى قائلة
-امووور جداااا
-استنى هجرب اكلمه
ثم أخرجت من حقيبتها زجاجة مياه غازية كانت معها ثم توجهت نحوه قائلة بدلال
-لو سمحت ٠٠ ممكن تفتحلى الازازة دى ؟ مش عارفة افتحها خالص ايديا وجعتنى من كتر ما بحاول افتحها
-اه ٠٠ طب هاتيها
أخذ (عمر) الزجاجة فحاولت الفتاة أن تلامس يده وهى تعطى له الزجاجة فأصطنع (عمر) أنه لم ينتبه وأخذ الزجاجة مسرعا كى يفتحها لها ٠٠ لاحظت (مريم) ميوعة تلك الفتاة فى الحديث معه ومطت شفتاها بعدم رضا وما أن أنتهى (عمر) حتى قال
-اتفضلى
أخذت منه الزجاجة ثم قالت
-ممكن تيجى تقعد معانا لو تحب
أعتذر (عمر) بلباقة
-انا اسف ٠٠ انا مرتاح هنا
شعرت (مريم) بالضجر ثم قالت ثم قالت
-ما تروح تشوف (كابر) اتأخرت ليه ؟!
شعر (عمر) بأنزعاجها وقال
-ح٠٠ حاضر
نظرت الفتاتان ل (مريم) بغيظ ملحوظ ثم رحلوا كما يقولون (قفاهم يقمر عيش) وما أن أبتعدوا فقال (عمر)
-بس هقوم اشوفها طب وانتى هتقعدى لوحدكوا
-غاروا مش كده ؟
تحدث (عمر) ببلاهة
-ها !!
-السنكوحتين اللى كانوا بيكلموك
أبتسم (عمر) ثم قال
-اه مشيوا
فى تلك اللحظة اتت (كابر) وقالت
-معلش اتأخرت كنت بجيب لينا بيبسى كلنا
ثم اعطت (عمر) زجاجته وهى تعطى (مريم) زجاجتها فبعدت (مريم) يد (كابر) وهى تقول
-مش عاوزة ٠٠ كرهت البيبسى
قطبت (كابر) حاجبها بعدم فهم بينما نظر (عمر) ل (مريم) وهو لا يفهم يخاف أن يقنع نفسها بأنها تغار وهى لا تفعل ٠٠
******************
جلست (كابر) مع (مريم) فى الغرفة بعد أن تركوا (عمر! وجدتها شاردة فقد كانت تسترجع ذكرياتها مع (عمر) والتشابه الغريب بينه وبين (مازن) فى الصوت وطريقة الحديث والعطر المميز تحدثت (كابر) لتخرجها من شرودها
-يا بنتى بقالى ساعة بكلمك فى ايه ؟
قالت (مريم) ببلاهة
-ها !!
تحدثت (مريم) مستفهمة
-الا قوليلى يا (كابر) ممكن توصفيلى (مازن) ده
-بصراااحة قمر يخربيته
قالت (مريم) بنفاذ صبر
-اوصفيلى شكله يا بت بالظبط
تحدثت (كابر) بهيام
-بصى هو طويل كده وعريض وعينه ياخراااابى زرقا
أتسعت اعين (مريم) ورددت دون وعى
-عينه زرقا !!
-ايووة ٠٠ وكمان بشرته خمرية وشعره ناعم عامل زى اللى بيعملوا اعلانات كريم شعر
أبتلعت (مريم) ريقها ثم قالت
-شعره لونه بنى مصفر ؟
أتسعت اعين (كابر) قائلة
-عرفتى منين ؟
-انتى بتوصفى (عمر) مش حد تانى ٠٠ انا لازم اشوفه انا عاوزة اشوفه
وظلت تبكى بشدة فرددت (كابر) دون وعى
-(عمر) !!! خطيبك الاول ؟
هزت (مريم) رأسها بالإيجاب وعيناها تبكى بشدة فتابعت (كابر) قائلة
-ساعات الوصف بيتشابه بس الشكل حاجة تانية
قالت (مريم) وهى تمسح دموعها
-وصف وصوت ونفس البريفيم ٠٠ انتى بتضحكى ع مين يا (كابر) ؟!
-ماهو حاجة غريبة ماهو لو (عمر) ازاى عايش ولو (عمر) مقلش ليه انه (عمر) وتفتكرى انه لو (عمر) (على) هيسيبه يخدعك ٠٠ لا شيلى الاوهام دى من دماغك
قالت (مريم) بنبرة بها اصرار
-لا يا (كابر) انا لازم اشوفه ٠٠ انا هعمل العملية إن شاء الله
رددت (كابر) بخفوت
-عملية !!
ثم تحدثت (كابر) بنبرة اسفة
-بس ٠٠ بس انتى عارفة ان الدكتور قال انه مفيش ٠٠
قاطعتها (مريم) بثقة
-لا ينفع اعمل عملية
أتسعت أعين (كابر) قائلة
-ازاى ؟! ينفع ازاى ؟
أبتلعت (مريم) ريقها
-لا ٠٠ ماهو انا طلبت من الدكتور بعد محايلة فظيعة انه ميقولش ل (على) انه ينفع ليا عملية لان انا مكنتش عاوزة اشوف اى حاجة بعد (عمر) بس احساسى ب (مازن) زى (عمر) حاجة غريبة بتخلينى عاوزة اعرف عنه كل حاجة
شعرت (كابر) بحزن صديقتها
-إن شاء الله خير بس هنقول ل (على) ايه وانتى بتعملى العملية
-إن شاء الله هنلاقى حل
***************
فى ظهيرة اليوم التالى كانوا يجلسون على الشاطئ جميعا نظر (مروان) إلى (مريم)
-تحبى اجبلك ايس كريم تانى
هزت (مريم) رأسها نافية وقالت
-لا شكراا
فتحدثت (نور) قائلة
-انا نفسى اكل سمك بقى نفسى فيه جداا
فقال (على) بهيام
-ياسلااام من عيونى احسن مطعم دلوقتى نروح نتغدا فيه
أبتسمت (نور) بسعادة ثم توجهوا جميعا إلى مطعم ما بالجوار ٠٠
وهم يسيرون كان يسير كلا من (على) و (نور) معا و (مروان) يسير بجانب (مريم) كانت عينان (عمر) يشتعلان من كثرة الغيرة وهم يسيرون بجانب بعضهم البعض لاحظت (كابر) غيرته تلك فقررت ان تحدثه قائلة
-صحيح يا (مازن) (مريم) قالتلى انك مهندس معمارى ده حقيقى ؟
ارتبك (عمر) قليلا قائلا
-ا٠٠ اه
أبتسمت (كابر) قليلا ثم قالت
-طب ده انا ع كده هحتاجك كتيييير
نظر لها بعدم فهم
-افندم !!
-اصل انا بدرس هندسة معمارى ومش فاهمة اى فى حاجة محتاجة انك تشرحلى
ابتلع (عمر) ريقه بتوتر ثم قال
-ا٠٠ اه ربنا يسهل
ففكرت (كابر) قليلا لتعرف رقم هاتفه كما اخبرتها (مريم) فأختطفت منه (كابر) الهاتف الذى فى يده وهى تقول
-انا هسجل رقمى عندك عشان لما احتاجك
تفاجئ (عمر) من رد فعلها ذاك ثم قامت (كابر) بالأتصال برقم هاتفها ثم اعطته الهاتف وهى تقول
-تليفونى هناك فى الفندق لما اروح هسجل رقمك وانت سجل رقمى بقى (كابر) عشان لو احتاجت حاجة تبقى تشرحلى
أبتلع (عمر) ريقه واخذ الهاتف ولم يتحدث فوجد ان شخص ما سيصطدم ب (مريم) فأسرع نحوها وأمسكها من ذراعها وجذبها نحوه حتى لا يصطدم بها ذلك الشخص فشهقت (مريم) بينما ابتعد (عمر) حتى لا يلامسها فكانت تبعد عنه مسافة سنتيمتر تقريبا شعر (مروان) بالأنزعاج ومسك يد (مريم) ليجذبها نحوه فنظر له (عمر) بغيظ شديد فقالت (مريم) ببلاهة
-هو فى ايه ؟
أجابها (عمر) قائلا
-مفيش واحد كان هيخبط فيكى وشكله قاصد
فبرر (مروان) قائلا
-انا مخدتش بالى منه
تمتم (عمر) بغيظ
-انت مبتاخدش بالك من أى حاجة
فتحدث (على) قائلا
-خلاص يا جماعة احنا قدام المطعم اهو ندخل بقى ٠٠ مفيش حاجة حصلت
فدخلو جميعا إلى المطعم ليتناولوا طعام الغداء ٠٠
**************
قضوا يومان فى شرم الشيخ وما أن عادوا حتى قررت (مريم) إن تقوم بأجراء العملية من اجل عيناها لكى ترى (مازن) ثم قامت بالتحدث مع خالتها وهى فى المنزل
-ايه يا (مريم) اللى بتقوليه ده عاوزنى اكدب فى السن ده !! وليه متعرفيش يا حبيبتى اخوكى (على) انك هتعملى العملية
-عشان خاطرى يا خالتو نفسى اشوفه ومش هينفع اشوفه الا لما هما يبقوا فاكريين انى عامية كل اللى بطلبه انك بس تقولى ل (على) ان هقعد معاكى الاسبوع ده
صمتت خالتها قليلا
-انا اكيد افرح انك تعملى العملية انا مش بس خالتك انا امك اللى رضعتك انتى بنتى يا (مريم)
-عارفة يا حبيبتى
-طب مانا ممكن اشوفهولك معاكيش صورة ليه وانا اطمنك
-وهى صوره هتعمل ايه عندى يا خالتو ٠٠
هزت خالتها رأسها بالإيجاب ثم قالت
-ماشى ٠٠ بس هبقى اقعد معاكى فى المستشفى
-لا يا خالتو عشان لو (على) اتصل ع تليفون البيت يلاقيكى تردى ومتخافيش (كابر) هتبقى معايا
تنهدت الخالة بأسى ثم قالت
-ماشى ٠٠ ماشى يا (مريم) بس هبقى اقعد معاكى كل يوم إن شاء الله ولو ساعة
أبتسمت (مريم) قليلا ثم قالت
-ماشى يا خالتو
********************
أخبرت (مريم) (على) بها ستقضى ذلك الأسبوع لدى خالتها والدة (مراد) فوافق (على) ٠٠
ذهبت (مريم) مع (كابر) إلى المشفى وبالفعل بدئت فى اجراء العملية وما أن أنتهت واستفاقت شعرت (مريم) بالخوف والقلق من نتيجة العملية فقد كان عليها أن تنتظر ثلاثة ايام لكى تزيل تلك العصابة التى على عينيها حاولت (كابر) إن تطمئنها وايضا خالة (مريم) حاولت طمئنتها وازالة الرعب من قلبها ٠٠
مر ثلاثة ايام وكان ذلك موعد معرفة نجاح او فشل العملية بعد ان فحصها الطبيب وتأكد من نجاح العملية اخبرها بأن كل شئ على مايرام سعد كل من (مريم) و (كابر) وخالتها ايضا وكان عليها ان تظل يومان اخران لمتابعة العلاج مع الطبيب ٠٠
مر اليومان وأصبحت (مريم) سعيدة بأنه عاد إليها بصرها وانها الأن تستطيع رؤية (مازن) لتتأكد من شخصيته الحقيقية كانت تشعر فى اوقات كثيرة بتأنيب الضمير تجاه (مروان) ولكن هى لم تحبه قط وقد كانت صريحة معهم منذ البداية ومع ذلك هم من اصروا فكل ما كانت تفعله (مريم) مع (مروان) كان مجرد اعتياد ولرسم البهجة على شفاه شقيقها ولأسعاده بأنها بدئت فى أن تعيش حياتها من جديد ف (على) هو من وضعها فى ذلك الموقف ٠٠
ما أن خرجت من المشفى توجهت إلى المنزل ومعها (كابر) تفاجاء (على) بوجودها على عتبة باب الشقة حتى ابتسم قائلا
-مش كان المفروض تيجى بكرة ؟
حين رأت (مريم) ملامح (على) امامها أبتسمت قليلا فقد كانت تشتاق له كثيرا ولكنها لم ترد أن تخبره بأمر العملية قبل أن ترى (مازن) فأجابت قائلة
-مفيش وحشتونى جدااا قلت اجى اقعد معاكوا
أبتسم (على) قائلا
-يا سلام ده بيتك
دخلت (مريم) الشقة وتبعتها (كابر) إلى غرفة نومها فتحدثت (كابر) قائلة
-هتعملى ايه يا (مريم) ؟
-هاتى رقم تليفونه هكلمه يجى لازم يجى فجاءة كده واخرج اشوفه انا مش قادرة استحمل دقيقة واحدة
أخرجت (كابر) هاتفها من حقيبتها وهى تقول
-ربنا يستر
أمسكت (مريم) الهاتف ثم قامت بالأتصال ب (مازن) أتاه صوته يبدو وكأنه فى عمله
-السلام عليكم
-وعليكم السلام ٠٠ مين معايا ؟
أبتلعت (مريم) ريقها فهى تسمع صوت (عمر) عبر الهاتف ليس من المعقول ان يتقارب صوتان لتلك الدرجة تحدث (عمر) بنفاذ صبر
-قلت مين معايا ؟
تلعثمت (مريم) قائلة
-ا٠٠ انا (مريم) اخت (على)
ردد (عمر) بأندهاش
-(مريم) !! ٠٠ جبتى رقمى منين ؟
-من (كابر) انت نسيت انك اديته ليها !!
صمت (عمر) قليلا ثم قال
-خير يا (مريم) ؟
توترت (مريم) قليلا ثم قالت
-ممكن تيجى البيت عند (على) دلوقتى ؟
تحدث (عمر) بقلق
-انتى كويسة (على) كويس ؟ فى حاجة
أبتسمت بخجل وقالت
-كلنا بخير الحمد لله بس عاوزة اخد رأيك فى حاجة مش هتنفع فى الفون فلو سمحت تعالى دلوقتى وابقى اتلكك ل (على) بأى سبب
حك (عمر) مؤخرة ذقنه بيده وهو لا يفهم ثم قال
-بس مش انتى عند خالتك اليومين دول ؟
باغتته (مريم) بسؤال
-وانت تعرف منين ؟!
أبتلع ريقه ثم قال
-مسافة السكة وهكون عندك
ثم اغلق الهاتف فنظرت لها (كابر) قائلة
-فى ايه مالك ؟!
-مش عارفة يا (كابر) الموضوع ملغبط كده هو بيعرف عنى اخبارى ازاى !!
-كلها شوية وقت بالكتير وتبان الحقيقة إن شاء الله
-إن شاء الله
وبعد نصف ساعة كان قد وصل (عمر) وطرق باب المنزل ففتح (على) باب الشقة وجده امامه فأبتلع (عمر) ريقه ثم قال
-معلش جيت من غير استأذن بس حاسس انى عاوز اتكلم معاك شوية
صمت (على) قليلا ثم فتح باب الشقة على مصرعيه قائلا
-طبعا اتفضل
دلف (عمر) إلى الداخل وتبعه (على) ٠٠
سمعت (مريم) صوت جرس الشقة فقالت ل (كابر)
-ده اكيييد هو
-تحبى اجى معاكى ؟
-ايوة طبعا ٠٠ تعالى
خرج الفتاتان إلى الخارج وما إن خرجوا حتى وجدوا (على) و (عمر) يتحدثون عندما وجدته (مريم) بجانب وجهه تسمرت قليلا ووقفت فقالت (كابر) بصوت خافت
-فى ايه ؟!
أبتلعت (مريم) ريقها وهى تقترب نحوهم فرفع كلا من (عمر) و (على) وجههم تجاه (مريم) التى ما أن رأت (عمر) وجهه عيناه كل ملامح وجهه امامها كما عاهدته الآن فقد اصبح شكها يقينا أندهش (عمر) من وقفتها تلك فهى تنظر فى عينه كيف هذا ؟! ولم يكن الحال اقل عند (على) فقد كان مندهشا هو الأخر قالت (مريم) بصوت يشوبه الحزن والغضب والضيق والأنفعال
-(عمر) !! ٠٠ انت (عمر) بجد ٠٠
أحببته_مرتين
علا_السعدني