رواية كلهم كلاب الفصل الثاني 2


 

[ كلهم كلاب ] .. 

بقلم حمزه

الفصل الثانى 


( إكرام) دخلت الفصل و شنطتها على ضهرا ما قادرة تنزلها.. يديها يرجفن من الألم.. بنات الفصل كلهن عارفات البرنامج دا.. لأنه كل يوم عايشاتنو..​ والغريبة معظم بنات الفصل بكرهن ( إكرام).. طبعا" عارفين غيرة البنات من بعض لما تكون في واحدة أحلا و أجمل و أشطر وأنضف منهم برغم كللللل الظروف السيئة اللي ممكن تكون فيها الواحدة دي.. وبالعكس.. كل ما كانت الواحدة جميلة أنيقة ذكية وهي فقيرة.. كلما زاد كُره البنات ليها لأنه بتمنن لو كان الفقر دا يكسر مجاديفا و يهينا و يخليها أقل من غيرا.. بس ( إكرام) كانت دايما" هي القمة في كل شي.. يا جماعة دي ما إنكسرت لى خالتا و بناتها و للمشرفة ال بتجلدا كل يوم.. ح تجي تنكسر لى حبة بنات مفعوصات؟


وطبعا" ماكل البنات كدا.. ما كل البنات فكرهن رجعي و بكرهنها..​ بس معظم بنات المدرسة كمان موش الفصل..​ معظم بنات المدرسة بكرهن ( إكرام).. وخصوصا" بنات فصلها.. وخصوصا" واحدة إسمها ( أميرة).. بنت مرتاحة ومرطبة لما غلط..​ بتكره ( إكرام) هي وشلتها المعاها عمى..​ وعلى النقيض تماما"..​ في أكتر بنت بتحن و بتعطف على ( إكرام) لدرجة قف..​ صاحبتها و تومتها الروح بالروح.. ( نجات).


( نجات) كانت مقلقة في الفصل تعاين كل مرة للباب منتظرة جيت ( إكرام).. عارفاها ح تتأخر..​ و عارفاها ح تنجلد..​ كانت شفقانة عليها شديد.. عشان كدا لما ( إكرام) جات داخلة.. ( نجات)​ طوالي قامت على 




حيلا نزلت الشنطة من كتف ( إكرام) و فتحتها طلعت ليها كتاب الرياضيات و الكراس.. ( إكرام)​ كانت بترجف من الألم وماعارفة تخت يديها وين من شدة ما حارقاتنها..​ المرة دي بصراحة ما فهمت حاجة من الحصة.. الدق على الجرح الفي يدها تعبا شديد..​ وجات فسحة الفطور بعد سل روح.. وطلعن البنات يتجارن إلا ( إكرام) و ( نجات) قاعدات مكانهم.. جات ( أميرة) ماشة تعوج في خشما:

- إن شاء الله إتقطعن


( إكرام) ما ردت..​ ولا ( نجات).. كانن دايما" بتحاشن ( أميرة) و شلتها..​ كانن بنات واعيات.. ما بخشن في نقاش مع أي واحدة.. كل البنات طلعن وبقن ( إكرام) و ( نجات) براهم.. ( نجات)​ ضمت عليها صاحبتها عشان تبكي في حضنها كالعادة..​ وبكت ( نجات) قبل ( إكرام) و قالت:

- أحييي يا ( إكرام)، بتين تُفرج و يزول وجعك


( إكرام) ما ردت..​ بكت في صمت.. بعد شوية طلعن الحوش سوا.. قعدن براهن محل بقعدن دايما".. ( نجات)​ طلعت سندوتشين بى جِبنة و مربة..​و( إكرام) طلعت ليها عيشتين محشيات بيض مسلوق.. دا كان أكلا كل يوم.. صاح هم بجو بعد الضهر و بطلعوا على 5 مساء.. ومعظمهم بتغدى فى البيت.. بس الفسحة دي مسمنها ( فسحة الفطور).. بقعدن فيها البنات نص ساعة بغيرن جو و بياكلن سندوتشات خفيفة كل واحدة على حسب وضعها.. ( إكرام)​ بتمشي تتغدا في البيت ( باقي أكل خالتا و بناتها).. بس عشان كل يوم من الصباح بتكون مدروشة شغل بيت نضافة ومسح و كنس.. ما بتقدر تفطر عشان يادوووبك بتكون خلصت نضافة البيت و جارية جري لاحقة المدرسة.. عشان كدا دا كان فطورا كل يوم حبتين بيض مسلوق.. خالتا ما بتخليها تزيدهم أو تحشي بى جِبنة أو مربة أو طحنية أو حتى تسخن ليها ( فول) .. كل الأطايب موجودة في بيت خالتا الوضعهم كويس شديد و بياكلو أحسن الأكل.. إلا ( إكرام).. دايما" مجوعنها و بخلو ليها بواقيهم..​ عمرها ما أكلت أكل نضيف في عِدة نضيفة.. دايما"​ تاكل فضلتهم.. ( إكرام)​ أدت ( نجات) عيشة وشالت هي عيشة..  و ( نجات) طلعت عيشتين.. أدت ( إكرام) نص عيشة جِبنة و نص عيشة مربة..​ بعد أكلن إتونسن شوية كدا بعدا قامت ( نجات) إشترت إيسكريمين من الخالة.. ( إكرام)​ مسكت الإيسكريم بى يدها الشمال.. لأنه يدها اليمين ماقادة تمسك بيها حاجة بعد الجرح الفيها و الدق الجا عليها.. بعد أكلن الإيسكريم..​ ( نجات) قالت:

- حا تتحملي كدا لى بتين يا ( إكرام)


( إكرام) جاوبت سريع كأنه كانت عارفة السؤال:

- لحدي ما أموت


وإجابتها كمان كانت باردة ما فيها إنفعالات حزن أو ألم..  عكس المتوقع..​ كانت إجابة زول أدمن الحزن و الألم وبقت الحاجات دي روتين عادي.. تخيلوا الحزن و الألم يكون روتين حياة لى شخص.. شخص لطيف رقيق كان يستاهل الرحمة و الشفقة و العطف و الحنان كونه شخص ( يتيم).. فما بالكم لو كان اليتيم دا بنت.


( نجات)​ قالت:

- إنتي أصلو ماعندك قرايب ولا حتى في الولايات؟ 


( إكرام) بى نفس الشرود:

- ما عندي يا ( نجات)، دي حياتي جات كدا أعمل شنو


( نجات) سكتت و قلبها بتقطع على صاحبتها المسكينة الحزينة وهي ماعارفة تخفف عنها كيف.. بس هي ماكانت عارفة إنه هي بتخفف عن ( إكرام) أكتر مما تتخيل.. لأنه المدرسة و ملاقات ( نجات) ومشاركتها الفطور و الونسة..​ كانت الحاجة الوحيييدة




الفصل الحلوة في حياة ( إكرام).. لأنه حياة ( إكرام) كلها في بيت خالتا.. معليش للغلط.. حياة ( إكرام) كلها كانت في ( جحيم) خالتا مو بيت خالتا.. لأنه طول ماهي في البيت..​ ما بتضوق عافية..​ يا بتمسح.. يا بتغسل.. يا بتكوي.. يا قاعدة تتكفت وتتهزأ..​ أصلو تاني مافي خيار.. عشان كدا المدرسة ومرقتها للمدرسة كانت بتعني ليها الكتيييير..​ ودا الخلاها تتحمل أي مضايقات في البيت أو برا البيت أو في المدرسة..​ المهم ما تخلي المدرسة لأي سبب من الأسباب.


ودق جرس نهاية فسحة الفطور.. وفي الحقيقة هو ما فطور.. لأنه معظم البنات بجن فاطرات إلا ( إكرام) و ( نجات).. ( إكرام) لأنه من الصباح ولحدي وقت مدرستها الضهر ما بتاكل حاجة ولا خالتا بتخليها تاكل حاجة.. تقعد تمسح و تكنس و تغسل لحدي وقت المدرسة ما يجي.. و ( نجات) ما عندها حاجة في البيت وكان ممكن تجي فاطرة كل يوم..​ بس ما بتاكل عشان تفطر مع ( إكرام) حتى كان كتلا الجوع.. وجرس الفسحة بسمو جرس الفطور بس عشان البنات ياخدن إستراحة نص ساعة قبل يرجعن تاني يكملن اليوم.


الجرس دق ودخلن البنات تاني.. ونهاية اليوم كلهن طلعن إلا ( إكرام) و ( نجات) القعدت تكتب لى ( إكرام) كل الحصص الأخدوها لأنه هي ما بتقدر تكتب عشان يدها.. و برضو ما سلمن من مطاعنات ( أميرة) و شلتها..​ بس كالعادة.. ( إكرام)​ و ( نجات) دي بى طينة..​ ودي بى عجينة.. قعدن كتبن و إنتهن..​ حضنو بعض وطلعوا كل واحدة رجعت بيتهم.

_____________________________________________


( إكرام) أول ما جات داخلة لقت ( ميراب) منتظراها صارة و شها.. كوركت فيها :

- مالك إتأخرتي كدا؟ ملصي هدومك سريع و أمشي مع ( أمونة) طلعوا الفرشات من المخزن نفضوها كويس وأفروشوها في الحوش بى هناك الليلة عاملة لي حفلة شاي لى صاحباتي، والكراسي أمسحيهن مسح أوعى ألقى لي كرسي و سخان، بس سريع عشان تغسلي عِدة الغدا و تجهزي لى ( أمونة) الصواني و كبابي الشاي


( إكرام) بى ضيق قالت :

- حاضر


ومشت غيرت ملابس المدرسة و لبست قميص البيت.. كانت عطشانة شديد و مصدعة و يدها تنتح.. لسة حارقاها.. بس هي عارفة لو مشت شربت أول.. ( ميراب)​ حا تنقي شعيرا و تنضم معاها بالساعات وهي




الفصل ما طايقة أي نقاشات مع أي زول..​ كانت حاسة بى إرهاق شديد و ضهرا واجعا من كترت المسح و الغسيل.. مشت ( إكرام) مع ( أمونة) الحبشية و طلعوا الفرشات.. المسكينة ما كانت بتقدر تعمل حاجة بى يدها اليمين..​ كانت شغالة مع ( أمونة) بى يد واحدة..​ و ( أمونة) شغالة حبشية حليوونة بتجيهم مرة مرة تسوي الأكل بس لما يكون في حفلة ولا عزومة.. ( أمونة)​ كانت عارفة إنه ( إنصاف) و بناتها مستحيل 




يخلو ( إكرام) تدخل المطبخ و تعمل ليهم حاجة.. نهائي..​ حتى الشاي ما بخلوها تعملو.. والسبب واضح.. خايفين ( إكرام) تعمل ليهم مصيبة زمان و تسممهم ولا تخت ليهم صبغة ولا أي حاجة..​ ودا طبعا" إقرار واااضح منهم بى ظلمهم الشديد ليها..​ وإلا ما كانوا بخافوا تعمل ليهم حاجة.. الأكل بخلو ليها باقيهم..​ والشاي بتشرب بعد يشربوا هم..​ ولو إشتهت حاجة ولا عاوزة تعمل لى روحا حاجة.. إلا تكلم خالتا ( إنصاف) عشان تدخل معاها هي ولا واحدة من بناتها تحرسها لما تعمل حاجتا و تمرق يقوموا يقفلوا المطبخ.. أيوا..​ دااايما" المطبخ مقفول 




بى الطبلة لما يطلعوا و يخلوها براها.. وبخلوهو فاتح لما ما يكونوا طابخين لسة.. لأنه ( إنصاف) هي البتطبخ عشان ( ياسر) راجلا بحب أكلها.. بس بناتها ما بدخلوا المطبخ يعملوا حاجة نهائي.. إلا يخشو مرات يشربوا موية من التلاجة. 


بس ما معناها ( إكرام) مرتاحة عشان ما بتطبخ..​ أريتا لو بتطبخ..​ دي ما بدوها فرقة لا ليل لا نهار ترتاح.. لااااازم يشغلوها بى حاجة.. اليوم




 كله من غرفة لى غرفة.. تمسح و تفرش و تنضف.. اليوم كله من حمام لى عِدة..​ ( إكرام)​ إتعودت كدا وصبرها دا كللللو عشان ما يحرموها من المدرسة.. كان مُنى عينها تخش الجامعة..​ كانت عارفة ومتأكدة مليار في المية إنه خالتا مستحيل توافق تقرأ جامعة.. لأنه هي عارفة كويييس خالتا ما عاوزاها تبقى




 أحسن من بناتها.. ودا الشي الوحيد اللي ممكن ( إكرام) تنتقم بيهو من تسلط خالتا و بناتها.. بى إستمرارها في النجاح و القراية لحدي ما بعدين للجامعة الله يفرجها.. بس الأيام الآخيرة دي تعبت شديد من يدها و الجرح و الألم الفظيع الماعاوز يروح ولا ح يروح أصلا" مع المشرفة المابتخاف الله ومترصادها كل يوم..​ ومرت الأيام صعبة على ( إكرام).. و إتفننت 




خالتا كل يوم في تأخيرها كل ما تجي ماشة المدرسة.. زي ما إتفننت المشرفة ​بالزبط في عقابها نفسيا" و جسديا".. وبقى الجو يبرد والشتاء على الأبواب.. و بقى الدق أصعب و أحرّ من تتحملوا ( إكرام).. وزادت مصايب ( إكرام) أكتر لما فقدت ( نجات) صاحبتها..




 تلاتة أيام ( إكرام) بتنجلد وما بتقدر تكتب حاجة لأنه ( نجات) ما ظهرت في المدرسة تاني.. تلاتة أيام ( إكرام) ما طلعت فيها الفسحة ولا أكلت لأنه أعز زول ليها في الدنيا غايب.. وما معروف السبب..​وللأسف.. إتعرف السبب في اليوم الرابع.. و عرفت المدرسة كلها الحصل لى ( نجات) المسكينة..​ مرضت بى ملاريا حادة رقدوها مستشفى يومين بس.. وفي اليوم التالت إتوفت ( نجات) بى سبب المرض.. وفقدت ( إكرام) الإنسانة الوحيدة الكان بتشيل معاها حِملا و بتواسيها..​ وبكت ( إكرام) الدم على صاحبتها و بقت إنطوائية شديد وما بهمها أي حاجة في الدنيا دي.. وفقدت حتى الرغبة في الدراسة.. وبقت زي الآلة لا بتضحك لا بتتزهج في البيت..​ تمسح و تكنس و تغسل و تعمل أي حاجة لا بتشكي زي أول لا بتصر و شها.. بقت مجردة من الأحاسيس.. أي شي تقوله خالتا ( إنصاف) ولا بناتها.. تعملا بدون أي نقاش.. حتى هم إستغربوا منها..​ في المدرسة بقت تجي على راحتها.. وتفتح يديها للمشرفة براها قبل ما تقول ليها.. وطول الحصص سرحانة وما بتكتب..​ وبقت تقعد براها و تمشي براها في المدرسة لحدي ما جا اليوم دا.. كان اليوم العاشر بعد وفاة صاحبتها ( نجات).. جات ( إكرام) متأخرة كالعادة بى سبب خالتا..​ بس ما كانت منزعجة ولا هاميها.. جات دخلت المدرسة..​ وكانت متجهزة تفتح يديها للمشرفة..​ وبرضو كالعادة المشرفة ماسكة الخرطوش واقفة..​لما ( إكرام) فتحت يديها.. الغريبة المشرفة ما دقتها.. ولا كانت صارة ليها وشها..​ بالعكس.. قالت ليها بكل إحترام:

- المديرة عاوزاك


                           


               الفصل الثالث من هنا                                                      

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×