رواية كلهم كلاب الفصل الثامن عشر


 كلهم كلاب

بقلم حمزه 

الفصل السابع عشر 

( آدم) قال:

- لا والله ماشفته، آخر مرة شفته فيها كان قبل يوم من المظاهرات جا شرب شاي عندنا في السوق أول أمس


(خالد) منزعج:

- آي قال لى أمي اليوم داك ماشي يشرب شاي في السوق، بس تاني يوم طلع في المظاهرات ما جا تاني

- شفت أصحابه سألتهم؟

- هم زاتو جو البيت بسألوا منو، معاهو ( منتصر) و ( راوية) أولاد عمي برضو مختفين من يوم المظاهرات

- الله يستر يا ( خالد) ما يكونوا مسكوهم المابخافو الله ديل


للأسف..​ كان خوف ( آدم) أصلا" حصل.. وفعلا"​ الود الضربو ( الصومالية) كان ( بكري) أخو ( خالد).. و البنت الكان بتحرش بيها كانت ( راوية).. والود الضرب الصومالية وهو هسة بين الحياة و الموت كان ( منتصر).

_____________________________________________


طبعا" من مرقت ( عبير) مشت بيت أبوها ( مجدي) تاني ما اشتغل بيها ولا عبرها َلا بى إتصال.. بس كان جاب ( مصطفى) و ( آية) يقعدوا معاهو باقي الخمسة أيام الباقية ليهو ويراجع ليهم عشان المدرسة كان قريبة من بيتهم.. واليوم دا كان آخر يوم في الإجازة وبكرة مسافر.. عشان كدا طلع بيهم معاهو ( مها) أخته إتغدوا في ( قرية السمك) عشان فيها ألعاب للأطفال و خضرة و جوها حلو.. بعد قضوا يوم حلو وهم راجعين البيت قال لى ( مصطفى) :

- ياحلو خلي بالك من أختك، كويس؟ 

- حاضر بابا

- ما تشاكلا، كويس؟ إنتو أصحاب، ولا ما كدا؟ 


نطت ( آية) لفحت الكلام:

- أنا بحب ( مصطفى)، بابا


( مجدي) ضماها شديييد و سلم عليها في خدها :

- يا سلام عليك إنتي يا عسل


( مصطفى) برضو سلم على ( آية) في خدها:

- وأنا كمان بحبك 


( مجدي) العبرَة خنقته وهو شايف أولاده لطيفين لى أبعد حد.. و ح ينحرم من براءتهم سنة كاملة من بكرة..​ بس الكان مطمن قلبه إنه مربيهم على المحبة لى بعض..​ وما خايف من أي مشاكل بينهم لأنه مزاجهم مختلف عن بعض وكل واحد عنده إهتماماته الخاصة..​ بس ( آية) أحيانا" بتميل لى اللعب مع حاجات ( مصطفى).. والحاجة الحلوة ( مصطفى) بحب الحاجة دي وما بتضايق.. بس كان المضايق ( مجدي) ما أطفاله.. كان المضايقه تصرف ( عبير) و أهلها.. يعني لو ( عبير) ما عاقلة وتصرفاتها فيها الغباء.. أمها ما عاقلة؟..​ أبوها ما عاقل؟..​ مافي واحد من أهلها خالتها ولا عمتها تقول ليها كيف تطلعي تخلي بيت راجلك؟ حتى لو ( عبير) مثلا" ( إتبلت) على ( مجدي) وقالت أي كلام بطال فيهو..​ برضو مفروض واحد يكون الله أداهو عقل يعرف يفكر بيهو َيقول ليها مهما كان.. ماصاح تطلعي من بيت راجلك.. عيب.


طيب ياخي على الأقل..​ يجو يقعدوا مع ( مجدي) ويعرفوا منه ليه ( ضربها) مثلا" ( دا لو قالت ضربني).. المهم يكونوا ناس فاهمين وما يمسكوا البت الطلعت من بيت راجلا بدون ما يعرفوا السبب شنو ومين الغلطان.. لأنه مين ما كان الشخص الغلطان.. برضو في النهاية المتضرر الأول و الآخير الزوجة.. بس واضح لا أهل ( عبير) القريبين ولا البعيدين شكلهم عاوزين مصلحتها.. ودا شي غريب فعلا"..​ إلا حبوبتها أم أمها..​ ماكانت راضية نهائي بى جيت( عبير) في البيت بدون رضا زوجها.. وكانت متعاطفة مع ( مجدي) لأنه ما شافت عليه حاجة ولأنه كان دايما" براحمها وما مقصر معاها.​ 


الصباح تاني يوم ( مجدي) ودع ( مصطفى) و ( آية) وهو ماشي المطار.. اليوم داك أبو يمشوا المدرسة..​ كانوا عاوزين يقعدوا مع أبوهم آخر ساعات يشبعوا منه لأنه كانوا عارفين ح يغيب عنهم سنة كاملة.. ( مجدي)​ قال لى ( معتز) :

- وديهم لى أمهم خلاص


( مصطفى) ركب الركشة هو و ( آية) عيونهم ملانة دموع.. ( مجدي)​ قال لى ( مصطفى) :

- ما تمشي تنزل ألعاب من النت عشان أكلمكم ( إيمو) كل يومين و أراجع ليك الحاجات الصعبة، خلاص حبيبي؟ 


( مصطفى) دمعته سبقت حروفه:

- حاضر بابا 

- ولو التنشيط إنتهى بتجي عمتك بتتشطوا ليك تاني شهر، بس زي ماقلت ليك ياعسل ألعب إنت وأختك بالألعاب المنزلة في الموبايل وماتنزل تاني عشان التنشيط يكفيكم شهر

- كويس بابا 


( مجدي) معودهم دايما" ينشط ليهم كل شهر و بتصل عليهم ( إيمو) طوااالي فيديو بشوفهم و يشوفوهو كل يومين عشان ما يحسسهم إنه بعيد منهم..​ ولأنه كان براجع لى ( مصطفى) كلمات الإنجليزي و الرياضيات المسائل المابقدر عليها..​ كان مستفيد من برنامج ( الإيمو) شديد..​ كمل النقص الكانت ( عبير) مقصرة فيه طوااالي.. المراجعة و المذاكرة لى أولادها..​كانت ما بتفهم في الرياضيات ولا في الإنجليزي مع إنه كان أساسيات بس ما حاجة صعبة..​ حروف وتوصيل كلمات.. ودا ما عيب كونه ( عبير) ما بتفهم في الإنجليزي و الرياضيات حالها حال كتير من  الأمهات.. 




بس العيب إنه ما تخلي عمتهم تراجع ليهم أو تجيب ليهم مدرسة فاهمة تراجع ليهم وتعمل ليهم جدول و تنظم ليهم برنامج ترغيبي عشان يقعدوا للمدرس اللي ح تجيبه أستاذ ولا أستاذة.. بعدين هي ما ح تدفع حاجة من جيبها.. كله على ( مجدي) اللي أكيد ما ح يعترض مصلحة أولاده.. بس طبعا" لو هي فعلا" بترتا لى حاله ما بتجيب مدرس خصوصي و صرف إضافي و الحل البديل موجود و أفضل.. لأنه ( مها) عمتهم خريجة آداب الخرطوم.. يعني بتفهم كويس في مقررات الأساس كله فيما يتعلق بالإنجليزي و الرياضيات. 


الركشة إتحركت بعد ( مجدي) سلم على أولاده في خدودهم و مسح دموعهم.. ودخل جوا ودع أمه وباس راسها و يديها و رجليها.. وودع أخته ( مها) ووصاها تبقى عشرة على أمه..​ وهو طالع أمه كوركت ليهو:

- ما تشيل هم أولادك يا ولدي، خلي بالك من نفسك و صحتك وكان جيت المرة الجاية كان أنا حية في الدنيا دي ولا ميتة، خصيمك النبي لو ماعرست طوالي


( مجدي) دمعته نزلت..​ جا راجع باس راسه أمه تاني وقال:

- عمرك طويل يا أمي


وطلع ( مجدي) ركب الأمجاد ماشي المطار.. بس ما كان عارف كمية المشاكل و المعاناة اللي ح تنتظره السنة الجاية من ( عبير)..​ واللي ح يكتشفها قريب شديد.. بعد إسبوع واحد من الآن. 

_____________________________________________

  

                              [ غرفة الإنعاش ] 

                             ============


واحدة من الممرضات بتركب و تنزل في محاليل ودربات و فراشة في اليد اليمين وتانية في الشمال و تالتة في الرقبة.. تسمع بس صوت المروحة و صوت بعض الأجهزة.. تننن..​ تننن..​ تننن.. وزول راقد مكوم ما ظاهر من وشه إلا نخرته بس طالع منها أنبوب صغير موصل بى واحد من الأربعة دربات المعلقة.. أما باقي وشه كله ملفلف شاش.. اليدين مجبصات محل الأكتاف.. الكرعين الإتنين مجبصات لحدي البطن.. كأنه لابس ( بنطلون جبص) ما ( جينز).. دخلوا إتنين دكتور و دكتورة كل واحد شايل ( فايل) في يده.. الدكتورة مشت للجهاز البتكتك و بطلع في الصوت.. سجلت منه حاجات وجات وقفت جمب الدكتور الكان بعاين في راس الزول و يسجل في الفايل حقه.. يعاين و يسجل.. يعاين و يسجل..​ بعد شوية طلعوا دقيقتين ماعدت دخلوا إتنين تانيين.. واحد مشى جهة الكرعين يهبش في الأصابع و يطعن بالقلم و يسجل..​ ويهبش بى يديه في الأصابع و يسجل..​ والتاني مشى جهة اليدين.. وبرضو شايل ( فايل) كبير..​ يطعن في أصابع اليدين بالقلم و يسجل في ( الفايل).. يطعن و يسجل.. بعد شوية طلعوا دخلوا إتنين تانيين.. ديل الإتنين وقفوا جمب الدربات..​ كل واحد مسك ليه درب يقلل من سرعته و يسجل..​ ويزيد من سرعته و يسجل..​ طلعوا سوا مشوا ممر طويل فتحوا باب غرفة مكتوب عليها ( كبار الجراحين).. دخلوا جوا لقوا الدكاترة الكانوا قبلهم كلهم قاعدين بى فايلاتهم..​ قعدوا بعد ختو الفايلات قدام أكبر واحد فيهم لابس نظارة نطر قعر كباية بس..​ شكله كان كبير أخصائي الجراحين.. فتح عمك الدكتور دا آخر ملفين إتختن قدامه و رفع حواجبيه مندهش زيادة وقال:

- كلكم مجمعين إنه..... 


سكت وبقى يقلب في الأوراق.. واحد من الدكاترة فهمه.. عرف الإسم طار ليهو..​ عشان كدا قال ليهو:

- ( حلبي)


عمك الدكتور إتذكر الإسم..​ قال:

- أيوا ( حلبي) 


سكت تاني قلب الورق وقال:

- شايفكم كلكم متفقين على إنه ( حلبي) إصاباته خطيرة شديد، بداية من كبير أخصائي ( القلب) ولحدي كبير جرّاحي ( العظام) مرورا" بأستاذنا القدير ( الضو قدم الخير) كبير مستشاري ( المخ و الأعصاب)، كلكم وصلتوا لى نتيجة واحدة وهي إنه ( حلبي) الآن ( شاورما) و أنا شايف دا وصف دقيق شديد لى حالة ( حلبينا) المسكين


سكت عمك الدكتور و رفع الملفات وقال:

- بس ما شايف ولا واحد فيكم أكد مية في المية سبب الإصابات الخطيرة الغريبة الموجودة في كل سنتمتر من جسم ( حلبي)، وشايف معظمكم خاتي علامة إستفهام مكان ( سبب الإصابة) في الأوراق، إلا عمنا ( الضو) و دكتورة ( عطيات)، بس برضو مختلفين في نوع الإصابة


عمك الدكتور قلع نظارته قعر الكباية و أخد نفس طويل وقال:

- دكتورة ( عطيات) بتخمن إنه سبب الإصابة ( بيت) وقع في ( الحلبي)، أما أخونا ( قدم الخير) فهو بتوقع إنه سبب الإصابة ( قطر) خم ( حلبي) لحقو أُمات طه 


عمك لبس النظارة تاني وقال:

- وأها، إنتو رايكم شنو

_____________________________________________


( سندس) ما صدقت جات فُسحة الفطور.. أدت الموبايل لى ( أبرار) ال سحبت ليها شبكة من تلفونا و عملت ليها حساب في قوقل بلإيميل و بعدها دخلت الفيس زبطت ليها حساب في دقيقتين.. كانت عارفة كل حاجة إلا كيف تعمل الإيميل.. وبعد ( زحل) أختها عملته ليها..​ بقت مافي مشكلة تاني عند ( أبرار).. ( أبرار) سألت ( سندس) :

- قلتي الإسم منو


( سندس) متحمسة ونور الفرحة طالع من عيونها :

- ( حبيبة سندس) 






( أبرار) تكتب في الإسم و تتهجى بصوت عالي:

- حبييييبة سوننننننندس


بعدين قالت:

- تمام، يلا الصورة بعد كدا، لابسة السلسل؟ 


( سندس) زحت طرحتا الصغيرة مبسوطة :

- أيوا


( أبرار) صورت رقبة ( سندس) جابت السلسل واااضح و جزء صغير من حنك ( سندس) العسولة..​ كملت ( أبرار) بعدها الخطوات و إكتمل تسجيل ( حبيبة سندس) في الفيس بى نجاح.. ( أبرار)​ مدت الموبايل لى ( سندس) و بدت تشرح ليها كيف تفتش عن الأصدقاء.. وكيف تقبل الصداقات و ترفضها.. وكيف ترسل رسالة أو تتصل على زول و كيف تقرأ الرسائل حقتها.. فهمتا الأساسيات المحتاجاها كويييس وقالت:

- كدا تمام؟


( سندس) باست ( أبرار) شدييييد في خدها الفرحة عاوزة تكتلا..​ وبقت منتظرة بس بتيييين ترجع البيت عشان تقعد تفتش عن ( إكرام)..​ و ( أبرار) فرحت فرحة مبالغة..​ آخيرا" ياخ حققت أمنيتها الصغيرة بمصادقة ( سندس)..​ وجد حبتها من جووووا أعماقها و حستها أخت وإتمنت ما تفارقها..​ ودا نفس الإحساس ال بقى عند ( سندس)..​ حب كبير كبير كبييير لى ( أبرار).. ويمكن نقدر نقول لقت الأخت ال مالقتها من بطن أمها. 

_____________________________________________


#كلهم_كلاب_الثامنة_عشر_الجزء_الثاني


( راوية) صرخت :

- ( منتصر) 


والبنات التانيات بقن يبكن و يصرخن بى صوت عالي لنا شافوا الدم طالع من راس ( منتصر) و خشمه و نخرته وهو راقد في الوطا فاقد الوعي و الحيوانات ديل لسة بشلتو فيهو في أي حتة من جسمه.. كان منظر مروع و مخيف و مُغضِب في نفس اللحظة.. ( راوية)​ صرخت: 

- حرام عليكم، ما بتخافوا الله


( الصومالية) كان لسة ببزغ..​ الدم لسة جاري من خشمه وهو بهبش بى حسرة مكان سنه المكسور وشياطين الغضب كلها إتجمعت في راسه في اللحظة ديك وبقى زي التور الهايج.. كورك فى كلابه :

- بس


كلاب الأمن وقفوا.. ( الصومالية) مشى لى واحد فيهم شال منه عصاية غليييدة ولم ليك فى ( منتصر) الما واعي أصلا" وراقد على بطنه.. لم فيهو دق بالعصاية في ضهره لما فتر.. ومع كل ضربة كانن البنات بصرخن أكتر وكان الأولاد الباقيين برتعبوا أكتر.. لنا ( الصومالية) فتر و ضهرو وجعوا من الدنقير و الدق في ( منتصر).. قام على حيله بى جلافة مسك ضهره زي الزول الكان شايل حاجة تقيلة شديد وختاها..​ أشّر على باقي الأولاد وقال لى كلابه:

- دقو ال (******)​ ديل لما الواحد ينسى إسمه، عشان تاني لو قالوا ليه أطلع مظاهرة بنديك قروش ما يطلع


الكلاب ما صدقوا.. كأنه كانوا منتظرين اللحظة دي من قبييييل.. لمو ليك في الأولاد المساكين دق عوارة.. بالكلاشات و العِصِي من طرف.. الأولاد من عشوائية الضرب و خطورته و ألمه بقوا يكوركوا من الوجع أكتر من البنات الكانن بصرخن وزاد صراخن لما لم فيهم ( الصومالية) تكفت من طرف و جر شعر و تشلت في البطن و في الرجول.. كانوا بالجد كلاب ما عندهم ذرة إنسانية. 


( الصومالية) و كلابه جد تعبوا من الدق.. يديهم وجولهم وجعنهم من الضرب و التشلت..​ ويادوووب بطنهم الفايرة بردت.. ( الصومالية) قال لى كلابه:

- يلا أمشوا ( ***) ال ( ***) البهناك داك خلو يحبى حبيان بالوطا، بعدا شيلوهم أرموهم جمب الزلط الصباح بدري، وتاني بس يطلع واحد فيهم مظاهرة عشان ( ****) ليه ( *****) 

_____________________________________________


( إكرام) بعد جات من المدرسة مبسووووطة وكلها نشاط.. غيرت ملابسها سريع صلت الظهر و طلعت الشارع وقفت ركشة مشت السوق.. لما نزلت السوق دا فار فورة عجيبة.. كالعادة.. كمية من الشباب و الركشات.. بس المرة دي المحل منظم شديد.. دكانين مع بعض و برندا طويلة ملانة طرابيز مدورة و كراسي.. يقوموا تلس و يقعدوا ناس..​ كان ( سعدية) بدت في طبايخ تانية وجابت ليها شغالتين حبش يساعدوها.. وجد يدها كانت طاعمة شديد و الناس مبسوطة.. تاكل و تستمتع بالنظر للجمال الربّاني العفيف الطاهر.. ( إكرام)​ بقت مختلفة أكتر من الأيام الأولى.. لونها ما شاء الله راق من راحة البال والبسمة بقت ما بتفارقها.. كانت حاسة بكمية من النشاط تكفي حِلة كاملة..​هسة بقت بين أفراد عائلة بحبوها و بتحبهم.. وفي مدرسة أقل ما يقُال فيها إنه ( دنيا الأحلام) بالنسبة لى ( إكرام) لأنه لقت حب ما كانت متوقعة تلاقي ربعه.. وأهم حاجة.. بقى عندها صاحبة هي الروعة بمعني الكلمة.. فكيف ما تنبسط ( إكرام)..​ وكان من سخرية القدر و من حسن حظ ( إكرام) إنه الكان خايفة منه ( سعدية) و ( منيرة) يحصل لى ( إكرام) في السوق..​ بقى عكس.. يعني هسة ( إكرام) عندها كمية 





من ( الحُراس) المطوعين يحموها برهن الإشارة بس..​ يعني هسة ( إكرام) في أمان ما بعده أمان.. لأنه كل واحد من الزباين مستعد يدخل مشاكل ويخاطر بى أي حاجة في سبيل إنه يوري ( إكرام) إنه أهل للثقة وإنه مستعد يحميها من أي زول مهما كانت مكانة الزول دا لو حس إنه بضايق ( إكرام)..​ عشان كدا ربنا سخر كل الزباين ديل يكونوا حماية لى ( إكرام) من أي أي حاجة ممكن تتعرض ليها.

_____________________________________________


( سندس) من جات من المدرسة متكرفسة تحت الملاية في غرفتها ماسكة الموبايل داخلة الفيس ماعاوزة تمرق من أوضتها كلو كلو.. وكل ما تجي أمها ولا ( نادية) أختها تلم الموبايل تحت المخدة.. كانت خايفة شديد وقلبها بدق بى صوت عالي وهي بتفتش في الأسماء الكتيرة البتحمل إسم ( إكرام) بس ولا واحدة في صاحبات الأسماء دي صورتها ( إكرام)..​ كلها صور ممثلات و فنانات و صور أطفال..​ وكانت ( سندس) المسكينة مفتكرة ح تلقى ( إكرام) مسنياها و ح تلم فيها بالساهل..​أما ( ميراب)​طبعا" كانت في غرفتها راقدة في سريرها بطنها طامة من كل شي..​ حتى شايلة الموبايل في يدها بس ما فاتحاهو..​نفسها مسدودة من معاملة أمها ليها..​ وكانت بتعاين للسقف و بتفكر في ( إكرام)..​ وكان بتقاوم في رغبة قويييية حاولت تتجاهلا بس ما قدرت.. أيوا..​ ( ميراب)​ كانت بتفكر في ( إكرام) وفي الكلام ال كتبته ليها ( إكرام)..​ وكانت في قرارة نفسها متأكدة إنه هي و أمها ظلموا ( إكرام) ظلم شديد.. ظلم لا يمكن يتحمله بشر عادي.. ظلم ما بتقدر هي بالذات تتحمل نقطة من بحره.. وبدت تفكر جد.. ليه ( إكرام) بتتعرض للظلم دا؟ شنو الذنب الإرتكبته ( إكرام) خلاها تلقى معاملة قاسية شرسة من أقرب الناس ليها.. لأ.. الصح خلاها تلقى معاملة قاسية شرسة من الناس الوحيدين اللي بتعرفهم في الدنيا.. ودا كان السؤال الإنتبهت ليه ( ميراب) وحا على بالا لأول مرة في حياتها.. وعلى طول جا السؤال اللي بعده مباشرة في راسها.. السؤال المنطقي المؤلم الحزين.. ليه أمها ( إنصاف) بتكره ( إكرام) للدرجة دي؟ لأنه من قامت ما شافت يوم واحد غلطت فيه ( إكرام)..​ بالعكس.. كانت بالرغم من الإهانات بتقوم بى واجباتها على أكمل وجه وما مقصرة في حاجة.. وحست غصب عنها بالرحمة و الشفقة تجاه ( إكرام)..​ سبحان الله.. الواحد مننا مرات بس لو أزال الغشاوة من عينه وشاف




 الأمور على طبيعتها بمنظار المنطق..​ كان ح يشوف الأمور الصح..​ بس أمها ما كانت مدياها حتى مجرد فرصة عشان تفكر يوم صح.. بس زي ما بقولوا.. مهما طال الليل.. أكيد ح يجي الصباح..​ وأعتقد إنه صباح ( ميراب) يلوح في الأفق. 

_____________________________________________


( خالد) جا بعد العصر الدكان لى ( آدم).. كانت دي أول مرة يجيهو فيها هناك.. بس جا بى وش كله مورم من  الدموع و الألم..​ وكان أول مرة يشوف فيها ( إكرام) و تشوفه ( إكرام)..​ ( آدم)​ كان مع أمه في الدكان الملاصق للدكان القاعدة فيه ( إكرام)..​ ولما شاف ( خالد) بى حالته دي نفض يديه من الموية عشان كان بغسل في الصحون.. قشقش يديه بى قطعة وجرا جري لى ( خالد) :

- مالك

 

( خالد) صوته رايح كلو كلو:

- لقينا ( بكري) أخوي


( آدم) خاف.. لأنه المفروض صاحبه يكون فرحان كونه لقى أخوه..​ بس الهيئة الكان عليها ( خالد) و الطريقة ال بتكلم بيها كانت بتوحي بمصيبة و أخبار ما حلوة.


( آدم) قال منزعج:

- لقيتوا وين؟ 

- لقوهم كم واحد مرميين جمب الزلط وكلهم مضروبين ومبهدلين و جروحهم خطيرة شديدة


وبكى يبكي:

- ( بكري) عنده حبس بول و حالته صعبة شديد وعملوا ليه عملية ( قسطرة) مستعجلة، و ( منتصر) ود عمي فيهو أكتر من تلاتة كسور في جسمه في ضهره ويديه و رجليه، والإتنين في الإنعاش ومنعونا نشوفهم لا الليلة ولا بكرة، و ( راوية) نفسياتها منتهية شديد و مركبين ليها دربات غايبة عن الوعي وكل مرة تكورك بى إسم ( منتصر) وتمعط في شعرها

- ديل منو ديل العملو فيهم كدا

- شكلهم بتاعين الأمن لأنه المعاهم كلهم أهلهم جو المستشفي وكانوا بفتشوا عن أولادهم وقالوا ما شافوهم من طلعوا المظاهرات


( آدم) قال :

- لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم 


ومسك ( خالد) من يده حس بيه ما أكل حاجة من الصباح..​ دخله جوا الدكان جاب ليه أكل..​ ( إكرام)​ كانت مراقبة الوضع من بعيد..​ ولما ( آدم) جا مارق ( إكرام) أشرت ليه نادته.. سألته من الحاصل و عرفت كل حاجة.. ولما ( خالد) خلص الغدا نادت ( إكرام) واحدة من الحبشيات قعدتا مكانها و شالت هي شاي في صينية صغيرة ودخلت جوا الدكان العيون كلها مبارياها مستغربة.. ( إكرام)​ ماحصل قامت يوم مدت ليها شاي لى زول..​ عشان كدا كانوا مستغربين وفي نفس الوقت حاسدين الجنا  الصغير القامت ليهو ( إكرام) دا.


( إكرام) جرت بمبر قعدت جمب ( خالد) مدت ليه الشاي وعرفته بى نفسها و سألته من ( بكري) وإتمنت ليه الشفاء.. ( إكرام)​كانت عاوزة تجبر بى خاطره شوية لأنه شافته متألم شديد.. ( خالد)​ كان مستغرب من معرفة ( إكرام) لى ( بكري) أخوهو..​ وكان ( آدم) كلمه عن 





( إكرام) بس بعدها طوالي ( خالد) كان مشارك في البطولة العربية لكرة القدم للناشئين تحت سن ال 15 وما لقى الفرصة يجي الدكان يشوفها.. بس هو كان مفتكر ( آدم) ببالغ في وصفه لى ( إكرام)..​ بس هسة شاف بعيونه و عرف و إقتنع إنه ( آدم) ما كان ببالغ..​ ( خالد)​ عشان فكره مشغول بى أخوه عشان كدا ما اتكلم كتير مع ( إكرام) بالرغم من إنه كان بتمنى كدا لأنه حسى بى ( إكرام) لطيفة لأبعد حد.. و ( إكرام) حست بى شعور ( خالد) عشان كدا حبت تديهو مساحة يقعد مع نفسه شوية..​ ( إكرام)​قامت على حيلا:

- ربنا يكتب الشفاء لى أخوك يارب، ولما تمشي ليهو المرة الجاية قول ليهو ( إكرام) بتسلم عليك


( خالد) هزّ راسه ما اتكلم.. معناها:

- حاضر


وقامت ( إكرام) رجعت مكانها تاني.. وبدت تصب في الشاي لى دا.. وقهوة لى داك لما فجأت دخل زبون و سمعت صوت بقول :

- شاي، سكر خفيف لو سمحت


ووقف قلب ( إكرام) ووقع بين رجولها لأنه كانت بتعرف صاحب الصوت كويييس و مستحيل كانت تنسى الصوت دا


             الفصل التاسع عشر من هنا                                                  

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×