رواية| الفهد الاسود|
بقلم تسنيم المرشدي
( الفصل الثالث الجزء الثاني )
_________________________________________________
_ رغد قعدت وطلبت من عليا تقعد قصادها وابتسمت بفرحة :-
_ جالك عريس !
_ عليا ملامحها اتحولت خالص وقلبها دق بخوف وبلعت ريقها بتوتر وقامت وقفت :-
_ أنا مش عايزة اتجوز !
_ رغد بصتلها بإستغراب ووقفت هي كمان :-
_ في إيه يا عليا كل لما اقولك جايلك عريس تقولي مش عايزة اتجوز ايه الكلام ده في حد يفكر كده ؟
_ عليا بصتلها جامد ومعرفتش ترد عليها ورغد اتكلمت :-
_ طيب اعرفي هو مين حتي ده انا من وقت ما عرفت وانا فرحانة أوي محستش بالسعادة دي من زمان ..
_ عليا مكنش عندها استعداد تعرف هو مين ومش هاممها سعادة والدتها اللي واضحة جدا ، قلبها ساكن فيه واحد وبس ومستحيل تحب او ترضي بغيره ، رغد لاحظت سكون عليا وفسرته بأنها متوترة زي اي بنت في موقفها وضحكت :-
_ عمك عمران لسه قافل معايا الوقتي وقالي أنهم جاين زيارة وهيكون في نسب ، أكيد هياخدك لهشام إبنه !
_ عليا عيونها وسعت بذهول وبعدت عن رغد :-
_ ده مستحيل يحصل مستحيل ..
_ جرت علي اوضتها وعيطت جامد ورغد وقفت مكانها مش عارفة تعمل ايه ، تخليها توافق ازاي ؟ ده عمران فرصة كبيرة ومينفعش تخسرها مش هتطمن علي بنتها غير في القصر بتاعه وفي وجوده وأكيد ولاده زيه ليه بس يا عليا مش موافقة ؟
_________________________________________________
_ مروان وصل القصر في نفس توقيت هشام اللي فرح لما شافه وساعده في شيل الشنط بتاعته ، سديم كانت خارجة من المطبخ واتفاجئت بمروان قدامها جرت عليه بفرحة وحضنته جامد :-
_ وحشتني يا حبيبي أخيراً عقلت ورجعت لبيتك تاني ..
_ مروان حضنها جامد لأنه حس إنه محتاج لحضن يخرجه من خنقته ، عدي وليلي جم علي الصوت وفرحوا بوجود مروان جدا ورحبوا بيه ، عمران جه وهما واقفين وفرح لما شاف مروان وحس إن بينجح في إصلاحه ، مروان بصله :-
_ أنا عملت اللي أنت عايزه أهو لو سمحت إلغي فكرة الجواز دي مش جاهز خالص حالياً ..
_ عمران رفع أيده بإستسلام :-
_ مينفعش لاني كلمت رغد وبلغتها بزيارتنا ..
_ مروان نفخ بضيق وسابهم وطلع أوضته وسديم قربت من عمران :-
_ عمران بلاش موضوع الجواز طلاما هو بيسمع كلامك ..
_ عمران اتنهد وبصلها :-
_ إبنك مش هيتغير في يوم وليلة يا سديم وهثبتلك اني كلامي صح بس اصبري انتي بس هتلاقيه زي ماهو والحل الوحيد أنه يتجوز ويتلم ..
_ سديم مكنتش مقتنعة خالص بكلامه وعارضته :-
_ لو مقدرتش تثبتلي تنسي خالص موضوع الجواز ده طلاما هو مش حابب منغصبش عليه
_عمران ضحك بتريقة :-
_ بليل هتشوفي بعينك
_ عمران طلع يبدل هدومه وهشام هو كمان ، غير ونزل دخل لكلافي ولعب معاها ، سديم وليلي جهزوا الأكل والكل قعد ياكل معدا ليلي اللي قعدت تشاركهم الكلام مش أكتر ..
_ عمران بصلها وضحك :-
_ يا بنتي جوزك بيجي متأخر كلي أي حاجة ..
_ ليلي هزت راسها برفض :-
_ هو الأكل يبقي ليه طعم من غيره برده ..
_ كلهم ضحكوا علي ليلي وهشام أتكلم :-
_ ما الجواز حلو أهو اومال اللي بنسمعه ونشوفه ده ايه يعني انتوا بعد العمر ده وقادرين تحبوا بعض اومال الناس اللي بتفشل في أول سنين حياتهم بيكون سببهم ايه ؟
_ عمران ضحك وبص لسديم :-
_ الحب اللي بيخليك تكمل حياتك ، لو بتحب بجد هتحترم اللي بتحبه وتبقى عايز تشوفه فرحان وخلاص وطبعاً هتعمل كل اللي في ايدك عشان تكون انت السبب في سعادته ، الحب اللي بجد اللي هيخليك تكمل في العلاقة مهما اتعرضتم لمشاكل كبيرة في الحياة الحب هو اللي هيوقفكم من تاني ويعطي امل للعلاقة ، أنك تكون فاكر ديما المواقف الحلوة اللي بينكم ومش فاكرة أي لحظة وحشة ده كفيل يثبت إنك بتعشق ومش عايز تشوف اللي بتحبه وحش الحياة بتكمل مع ناس طول الوقت بتثبت حبها بالافعال ومتنساش أبدا الافضال بينكم وديما تشكر ربنا علي النعمة دي ، الجواز حلو مع ناس بتحبنا وبتفهمنا وبتحاول تراضينا بكل الطرق ناس بتنورنا بوجودهم في حياتنا
_ عمران خلص كلامه وهشام وعدي سقفوا جامد وعدي بصله بإعجاب :-
_ يا بابا يا جامد
_ مروان بصله وحب يرخم عليه كعادته :-
_ يعني عايز تفهمنا أنك مصاحبتش بنات قبل ما تتجوز ؟
_ عمران رد عليه بتلقائية :-
_ هما علاقتين في حياتي فيهم واحدة أقل ما يقال عنها أنها علاقة أصلا لاني مخضوش فيها كان يدوب كلام والعلاقة التانية أو العلاقة الوحيدة الحقيقة هي أمك اللي كملت معاها حياتي والحمدلله أني معرفتش غيرها ..
_ مروان سكت وهما خلصوا آكل وقاموا كلهم قعدوا في التراس ، ليلي جابت جاتوا وعصير وجت وعمران بص لهشام :-
_ عربيتك مجتش ليه ؟
_ هشام كان ماسك الموبايل بتاعه وسابه وبصله :-
_ لا ما انا هجيب واحدة جديدة ..
_ الكل بصله جامد وهو استغرب نظراتهم وعمران رد عليه بعصبية :-
_ في ايه يا هشام انت هتغير عربية كل شهرين مش كده يابني ده إسمه تبذير ..
_ هشام عدل قعدته واتكلم بإحترام :-
_ أنا مش بحب أتكلم في المواضيع دي لأنها بيني وبين ربنا بس حضرتك اللي بتضطرني أتكلم أنا واحد الحمدلله مش محتاج فلوسي بمجهودي وفاتح بيوت كتيرة جدا عندي أكبر جمعية خيرية وعامل مستشفي بيكشفوا و بيعملوا عمليات بالمجان وحاجات كتير محدش يعرف عنها حاجة وطلاما أنا بعمل خير ومعايا فلوس يبقي أمتع نفسي بقا ..
_ كالعادة عمران خرج خسران قصاد هشام في الحوار وندم أصلا أنه عارضه ، اخد عصير يشربه ومروان بص لهشام :-
_ سيبك انت من الكلام ده وقولي هتجيبها نوعها إيه المرة دي؟
_ هشام اتنهد ورد عليه بغرور :-
_ مرسيدس c108
_ مروان وعدي تنحوا لما سمعوا إسم العربية ومروان رد عليه بذهول :-
_ مش دي بـ ٧٥٠ ألف ؟
_ هشام ضحك ورد عليه :-
_ لأ ب ٨٥٠ ألف اجبلكم معايا ؟
_ عدي رد عليه بسرعة :-
_ لا ياعم انا معايا عربيتي لسه جديدة
_ هشام ومروان ضحكوا جامد ومروان رد عليه بتريقة :-
_ عربيتك النيتي اللي مشوفتش راجل غيرك راكبها ؟
_ هشام ضحك وداري ضحكته وعدي رد علي مروان :-
_ كفاية أنها من بابا ..
_ مروان ضحك بصوت عالي ورد عليه بتريقة :-
_ يا نانوس عين أبوك ..
_ عمران اتعصب من طريقة مروان وزعق :-
_ مروان حاسب علي كلامك وبعدين متنساش إنك راكب العربية اللي انا كنت جايبهالك برده
_ عدي ضحك جامد وغمز لمروان :-
_ خوش يا بابا يا جامد يلي جبتلي حقي
_ عمران ضرب كف علي كف :-
_ أنا حاسس اني مخلف عيال مش رجالة كبيرة ربنا يهديكم
_ عمران بص نحية مروان :-
_ قومو ناموا عشان تخلصوا اللي وراكم بدري قبل ما نروح مشوار بكرة ..
_ مروان لف وشه وغمض عينه بعصبية وهشام استأذن وقام دخل لكلافي :-
_ طبعاً حضرتك عايزة تتمشي صح ؟
_ اخدها في أيده وخرج يمشيها زي ما بيعمل كل فترة ، كان لابس بنطلون اسود بخط أبيض عريض من الجنب وتيشيرت أسود عليه مخطط ابيض وكوتشي أبيض ، شكله كان جذاب ومش مألوف زي ماالكل متعود عليه بالهدوم الرسمية ،
_ تفكيره راح للموقف اللي شافه في الجراچ وأسئلة كتير جت علي باله يا تري مين اللي فيروز كانت بتتخانق معاه وليه سابها ومشي ؟ ليه أصلا هو بيفكر في اللي حصل وليه مهتم يعرف الشخص اللي معاها ده مين ؟ قعد علي كرسي في حديقة ، واتفاجئ بوجود حد واقف وراه بعد فترة من قعاده ،
_ بص واتفاجئ بفيروز وهي ابتسمت برقة :-
_ حضرتك بتعمل ايه هنا ؟
_ هشام وقف ورد عليها وهو بيبص علي الكلبة :-
_ بمشيها ، انتي اللي بتعملي ايه هنا؟
_ فيروز بصت علي العمارة اللي واقفين تحتها :-
_ بيتي هنا وكنت واقفة في البلكونة وشوفتك لما لقيتك قعدت نزلت اطمن عليك ، احم قصدي يعني نزلت أشوف في حاجة ولا عادي
_ هشام قعد وهي قعدت علي طرف الكرسي وبصت لكلافي بحب وهشام لاحظ نظراتها :-
_ عايزة تمسكيها ؟
_ فيروز بصت له جامد :-
_ لا لا خالص
_ هشام ضحك ورد عليها :-
_ بتخافي منهم ؟
_ فيروز هزت راسها بنفي :-
_ بالعكس أنا كنت بربيهم كمان وكان عندي أنواع نادرة جدا بس كان حصل موقف كده من وقتها خوفت منهم أو مش خوف تقدر تسميعه فزع رهبة لسه عايشة في الموقف مش عارفة بالظبط المهم اني معتش بحب اقرب منهم
_ هشام بصلها كتير وقرب منها وقرب كلافي منها :-
_ جربي مش هتعملك حاجة
_ فيروز هزت راسها برفض كتير وهشام مسك أيدها لا إراديا منه حطها علي كلافي ، فيروز غمضت عينها وتخيلت الموقف اللي حصلها وصرخت فجاءة :-
_ لأ لأ قولتلك لأ
_هشام وقف وبصلها وهي أخدت أنفاسها بتحاول تسيطر علي نفسها وبصتله بندم :-
_ أنا آسفة ، آسفة جدا ..
_ اعتذرت وسابته وجرت علي فوق ، وسؤال جديد أضاف لقايمة الأسئلة اللي في عقل هشام يا تري ايه اللي اتعرضتله عشان تخاف بالطريقة دي من الكلاب ؟ لما فشل إنه يجاوب علي سؤاله قام مشي ورجع القصر تاني ..
_ حسن وليلي كانوا لسه قاعدين بيتغدوا وهشام جه عليهم وبص لحسن بهزار :-
_ ما قولنالك تعالي معانا في الشركة أحسن من البهدلة بتاعت شغلك دي
_ حسن ضحك وبصله :-
_ طيب أبوك خرع ( مش جامد ) ومقدرش يكمل أنا صحتي مساعداني أسيب شغلي ليه ؟
_ عمران كان واقف في البلكونة مستني رجوع هشام والسبب الأكبر عايز يشوف مروان وهو خارج ، سمع كلام حسن ورد عليه بصوت عالي :-
_ بتقول حاجة يا أبو علي ؟
_ حسن شرق وشرب مية بمساعدة ليلي وبص لعمران :-
_ كنت بقوله شوف أبوك لو جعان يجي ياكل
_ كلهم ضحكوا علي حسن وهشام استأذن وطلع اوضته وحسن وليلي كملوا اكلهم ، عمران كان قاعد في الأوضة ومتابع حركة البيت كله عشان يشوف مروان هيعمل ايه ؟ عدي كان بيحضر شنطته عشان مسافر محافظة تانية حسب شغله , سديم كانت قلقانة وكلام عمران بيتردد في عقلها معقول مروان يخيب ظنهم ويرجع للسهر تاني ،
_ معرفتش تنام بشتي الطرق بسبب قلقها وقررت تنزل تقعد تحت في التراس، الوقت عدي وعمران نام مكانه وهو قاعد علي السرير وسديم نامت علي الكنبة ، قلقت لما حست بحركة في المكان فتحت عيونها واتفاجئت بمروان خارج برة القصر أخدت نفس عميق ووقفت نادت عليه :-
_ مروان !
_ مروان اتوتر وبصلها وهي سألته بحدة :-
_ انت رايح فين في وقت زي ده ؟
_ مروان معرفش يقول ايه واتلجم في الكلام وبعدها رد عليها :-
_ مخنوق هتمشي شوية
_ سديم قربت منه اكتر :-
_ ولا هتسهر مع البنات بتوع كل يوم ؟
_ مروان اتصدم ومعرفش يرد وهي مسكت دراعه بعنف :-
_ انت طول الوقت شايف ماما الهادية الدلوعة اللي مش بتعمل اي ردة فعل قصاد اي حاجة تضايقها بس صدقني أنا جوايا واحدة لو خرجت أنت بنفسك هتتصدم ومش هتعرف أنا مين وهي نفسها تطلع اوي تعدلك طلاما محدش قادر عليك ، أطلع نام يا مروان واسمع كلام أبوك عشان ده الأصلح ليك وكلامي مش هعيده تاني أنا مرقباك وهعرف كل تحركاتك ولو وصلت بيا اني أبلغ عنك هعملها طلاما هيكون فيها مصلحتك
_ مروان لأول مرة يتهز قدام والدته طول عمره شايف الجانب الهادي اللي بيدلع وبس انما نبرة الحدة والغضب دي جديدة عليه , مقدرش يرد عليها وطلع علي أوضته ، سديم رجعت الجناح بتاعها وقعدت قدام عمران :-
_ عمران اصحي !
_ عمران قلق علي صوتها وبصلها بتوهان :-
_ في ايه ؟
_ سديم اتنهدت وردت عليه بحزن :-
_ أنا معاك في ايه حاجة هتعملها لمصلحة مروان ..
_ عمران عدل قعدته وبصلها :-
_ اتأكدتي بنفسك يعني ؟
_ سديم هزت راسها بقلة حيلة وهو مسك أيدها باسها :-
_ربنا هيجبر خاطرنا ويهديه اصبري وبكرة تشوفي هيكون أحسن أخواته ..
_ سديم عيطت علي حالة أبنها وعمران حضنها ومشي أيده علي شعرها بحب وهي كلبشت فيه أكتر وبعد مدة كانوا نايمين ..
_________________________________________________
_ تاني يوم الكل كان صاحي من بدري جدا هشام قرر يروح علي الشركة علي طول من غير ما يجري ساعة كل يوم عشان يخلص اللي وراه قبل ما يسافروا الشرقية ، مروان صحي وبدل هدومه ونزل راح علي الشركة غصب عنه بس مش عايز يسمع كلام كتير من اللي حواليه ،
_ عدي جهز شنطته ووقف قدام عمران وسديم وليلي وحسن ، سديم مكنتش راضية تسيب حضنه خالص وعمران بصلها جامد :-
_ عايز احضن ابني قبل ما يمشي بعد أذنك يعني !
_ سديم هزت راسها برفض وكلبشت في عدي جامد وكل اللي واقف ضحك علي منظرها وهي بصتلهم :-
_ أنا عايزة أروح معاه مش هقدر اسيبه يبعد عني ..
_ عدي ضحك وبصلها :-
_ أنا ليه حسيت اني طالع رحلة ؟
_ الكل ضحك علي عدي وعمران بعد سديم بصعوبة وحضنه :-
_ خلي بالك علي نفسك أنا مكلم ناس هناك مخصوص عشانك ..
_ عدي بصله بعتاب :-
_ يا بابا انت عارف مش بحب الوسايط ليه حضرتك عملت كده ؟
_ عمران اتنهد وبصله :-
_ والله ولا أنا يابني بس الإبن غير أي حد بكرة لما تخلف تعرف إنك هتخالف كل حاجة عشان سعادتهم وراحتهم بس وبعدين اثبتلهم انت أنك مش محتاج توصية حد ..
_ عدي ضحك وقرب من ليلي اللي كانت بتعيط :-
_ امي واقفة هناك أهي ومش بتعيط انتي بقا بتعيطي ليه ؟
_ ليلي حضنته جامد واتكلمت وهي في حضنه :-
_ ارتحت شوية لما أبوك ساب الخدمة ومسك الشركة وحسن بصبر نفسي علي لما السنتين اللي لسه له في الخدمة دول يخلصوا بفارغ الصبر وانت تيجي تعيد الموال ده من الأول ليه وجع القلب ده بس يا عدي !
_ عدي برقلها :-
_ وجع القلب! مهنتي بقت وجع قلب لا لا كده ازعل منك
_ ضحك وخدها في حضنه تاني :-
_ هتوحشوني يجماعة والله ..
_ حسن سلم عليه ونبه عليه ياخد باله من نفسه وعدي استأذن ومشي ، حسن راح علي شغله وعمران راح علي الشركة وليلي وسديم دخلوا يحضروا الغدا بدري عن كل يوم ...
_ هشام دخل مكتبه وعلا وراه سلمته ورق استلام البضاعة من المينا وهو بصلها :-
_ بقالك قد إيه بتشتغلي معايا يا علا ؟
_ علا اتوترت من السؤال وجاوبته بخوف :-
_ اكتر من خمس سنين يا مستر
_ هشام رفع حاجبه وهو بيكلمها :-
_ وفي الخمس سنين لسه محفظتيش اني عايز قهوة قبل ما أبدا شغل !
_ علا اتحرجت وردت عليه :-
_ آسفة يا مستر مش هتتكرر تاني
_ هشام فتح اللاب وبدأ يشتغل عليه ورجع بصلها تاني :-
_ مش بكره في حياتي قد حاجتين الاعتذار الكتير وإني اعيد كلامي كتير برده !
_ علا استأذنت وخرجت طلبت القهوة بتاعته وفيروز جت الشركة وراحت لعلا قبل ما تدخل مكتبها وابتسمت لها :-
_ مستر هشام موجود ؟
_ علا هزت راسها واخدت القهوة من الساعي وفيروز بصتلها جامد :-
_ دي قهوة مستر هشام ؟
_ علا بصتلها بزهق :-
_ اه بعد اذنك بقا عشان أدخلها ..
_ فيروز لحقتها قبل ما تدخل :-
_ هاتيها هدخلها أنا
_ علا بصت لفيروز من فوق لتحت وفيروز اتحرجت ووضحت قصدها :-
_ معلش اصل محتاجه اعتذره علي موقف حصل مني
_ علا بعد تردد ناولتها القهوة وفيروز ابتسمت لها بفرحة وخبطت علي باب المكتب ودخلت ، هشام كان مشغول في شغله علي اللاب ومخدش باله من فيروز وفكر أنها علا ، فيروز قربت من المكتب وحطت القهوة قدامه وهو مركزش معاها ،
_ قربتها بإيدها تاني عشان يلاحظها وبرده مفيش رد منه ، القهوة وقعت عليه لأنها كانت علي طرف المكتب وهشام وقف بخضة وبص لفيروز بغضب واتفاجئ من وجودها اصلا لأنه كان فاكرها علا ،
_ فيروز لعنت نفسها كتير واتكلمت بحرج :-
_ أنا آسفة بجد آسفة مش قصدي
_ طلعت من شنطتها وايبس ( مناديل مبللة ) وقربت من هشام بسرعة ومسحت الجاكيت بتاعه وهي لسه بتعتذر ، هشام قلبه دق جامد من أول ما قربت منه وكان حاسس إن قلبه هيخترق هدومه بسببها ، نفسه زاد وحس بإضطرابات غريبة جدا اول مرة يحسها ، عيونه كان مركزة مع حركت أيدها عليه ، فيروز اتوترت جدا أنها بهدلت الجاكيت وعيونها اترفعت عليه واتفاجئت بيه بيبصلها ،
_ مكنش بينهم غير مسافة بسيطة جدا لدرجة إن كل واحد كان حاسس بنفس التاني من شدة قربهم ، فيروز مكنتش عارفة هي بتعمل ايه في هشام بسبب قربها منه وكملت مسح جاكيت البدلة بتلقائية منها ، هشام معتش قادر ومسك أيدها وهي بصتله وهو أتكلم بصوت واطي :-
_ كفاية !
_ فيروز مفهمتش قصده وسألته :-
_ كفاية ايه ؟
_ هشام مال عليها وهمسلها :-
_ اطلعي برة حالا
_ فيروز اتفاجئت بكلامه بس مردتش تخرج قبل ما تكمل تنضيف الجاكيت وسحبت ايدها من أيده :-
_ همسح الجاكيت وأخرج علي طول
_ قربت المنديل منه بتوتر وهو غمض عينه بيحاول يسيطر علي حالته اللي ميعرفش سببها ايه ، فشل انه يظبط أنفاسه وبعد خطوة لورا وزعق فيها :-
_ قولتلك اخرجي برة ، حالا ..
_ فيروز عيونها لمعت واخدت شنطتها وجرت علي برة ، دخلت مكتبها وافتكرته وهو بيزعق واتخنقت وعيطت جامد ، هشام قعد علي كرسي مكتبه وفك الكرافت بتاعته وغمض عينه بيحاول يسترخي عشان يرجع لطبيعته تاني ، مروان دخل عليه فجاءة وهشام اضايق :-
_ مروان في حاجة إسمها استاذان قبل ما تدخل ..
_ مروان مهتمش لكلامه وقرب منه :-
_ بقولك ايه أنا مش فاهم اي حاجة هتفهمني ولا اخدها من قاصرها وامشي ؟
_ هشام عدل قعدته :-
_ ده تهديد ولا مراوغة في الكلام ؟
_ مروان قعد قدامه علي طرف المكتب :-
_ هتفرق ؟
_ هشام هز راسه :-
_ لو تهديد أنسي إني أعلمك حاجة لو مرواغة هاخدك علي قد عقلك واعلمك !
_ مروان اتنهد وبصله جامد :-
_ أوف منكم بجد انتوا كلكم متفقين عليا صح ؟ ما علينا علمني وانجز عشان انا بجيب أخري بجد وفكك من جو تهديد ومرواغة ده ..
_ هشام بصله بغرور وقام قعد علي طرابيزة الاجتماعات اللي في أوضته ومروان قعد جمبه وهشام بدأ يفهمه كل حاجة بهدوء وسلاسة ومروان كان متفاجئ بذكاء هشام وتحليله للحاجات بسهولة وطريقته ساعدته كتير أنه يفهم ويتعلم بطريقة أسرع ..
_ عدت ساعات علي نفس وضعهم ومروان تعب وبص لهشام :-
_ كفاية كده مخي وقف ومعتش مستوعب حاجة ..
_ هشام سند ضهره علي الكرسي وبصله بتعب :-
_ لسه بدري أوي علي لما مخك يقف يا مارو بس عموماً كفاية كده النهاردة ويلا نقوم نمشي عشان نلحق معادك ..
_ مروان ملامحه اتشدت وبص بعيد :-
_ الحوار ده هيخلص أمتي بقا ؟!
_ هشام عدل قعدته وضحك :-
_ انت ليه اخد الموضوع بهزار انت لو عارف أبوك بجد هتعرف أنه ناوي يظبطك وحوار أنك رجعت البيت والشركة ده مش هياكل معاه وينسي موضوع الجواز ..
_ مروان كان بيسمع لهشام بذهول وهشام كمل كلامه :-
_ صدقني لو مفكر أنك بطاوعه عشان بتسمع اللي بيقولك عليه تبقي غلطان أبوك عمران الباشا يعني مش اي حد من الآخر ميضحكش عليه بسهولة وبصراحة انت تستاهل وانا فرحان فيك ولو في طرف هيتظلم في الموضوع ده فهي عليا لأنها هتبتلي بيك لآخر عمرها ..
_مروان كان مصدوم من كلام هشام ومش مصدق اللي بيسمعه منه :-
_ ليه بقا إن شاء الله دي هتتجوز مروان الباشا هي تطول ؟
_ هشام قام وقف ولبس جاكيت البدلة بتاعته ورد عليه وهو بيلبس :-
_ من جهة تطول فهي تطول البنت متعلمة ودكتورة يعني مثقفة وذكية وأي حد يتمناها ، مروان أنت إسم علي الفاضي
_ مروان عيونه وسعت بذهول من رده وهشام كمل كلامه :-
_ الراجل مش بإسم عيلته يا حبيبي الراجل بالمجهود اللي عمله عشان يثبت نفسه ويثبت أنه راجل بجد يعتمد عليه وقادر يشيل مسؤولية ، وسهرك مع البنات وشربك وجو الباد بوي الي انت عايش فيه ده ميعملش منك راجل لأ يعمل منك شاب صايع محدش يتمني يقرب منه غير الشمال لو عايز نصيحتي أسمع كلام أبوك واعقل كده وحافظ علي النعمة اللي هتدخل حياتك وراعي ربنا فيها ولو مش ناوي تعقل وهتفضل زي ما انت ارفض الجواز بكل قوتك عشان متظلمهاش معاك لأن وقتها ربنا هيعاقبك جامد ..
_ هشام خلص كلامه وخرج من المكتب سمع دوشة عالية في المكان بص لعلا بإستغراب :-
_ ايه الصوت ده ؟
_ علا اتوترت جدا وردت عليه :-
_ ده شاب بيتخانق مع فيروز ..
_ هشام بصلها بغضب :-
_ ومطلبتيش الأمن ليه يجي يطلعه برا !
_ علا ردت عليه بسرعة :-
_ كنت هعمل كده بس فيروز رفضت وطلبت مننا نخرج برا مكتبها ..
_ هشام ضغط علي أسنانه بغضب لأنه مش بيحب قلة النظام في شركته ودخل مكتب فيروز بعصبية :-
_ ايه الصوت ده محدش قالكم انكم في شركة محترمة وده خارج قوانينها ..
_ الشاب بص لهشام بغيظ :-
_ وانت مالك اخرج انت منها
_ بص لفيروز تاني وقرب منها جامد :-
_ بقولك تاني المفتاح هاتيه
_ فيروز رفضت تعطيه المفتاح وهو ضربها بالقلم بكل قوته ، هشام اتصدم وقرب منه ضربه جامد علي وشه ، الشاب رد لهشام الضربه في وشه وهشام اتصدم وقرب من باب المكتب قفله بالمفتاح وطلع موبايله كلم الشرطة :-
_ أنا هشام الباشا صاحب شركة الباشا للاستيراد والتصدير في واحد مختل اتهجم علي مكتبي ومحتاج حماية حالا ..
_ هشام قفل وسط نظرات فيروز والشاب وهما مصدومين ، الشاب بص لفيروز بغيظ وزعق لها :-
_ عاجبك كده هتسجن بسببك كان فيها أيه لو اعطتيني المفتاح بهدوء ..
_ هشام قرب منه وقف بينه وبين فيروز :-
_ كلامك معايا متوجهش لها كلام !
_ الشاب اتنرفز وزعق لهشام جامد :-
_ ياعم قولتلك أخرج انت منها متدخلش ..
_ هشام أخد نفس عميق لأنه مش عايز يتهور عليه عايز يمشي الموضوع قانوني عشان إسمه ميتمسش بسوء ، فيروز بصت لهشام بتوسل :-
_ مستر هشام لو سمحت ده أخويا وأنا مش عايزاه يتأذي ..
_ هشام بصلها بذهول :-
_ اخوكي! واخوكي بيضربك ليه وسابك امبارح ومشي من غير ما يوصلك ليه ؟
_ فيروز عيطت وردت عليه بصوت مهزوز :-
_ اظن دي خصوصية ومن حقي احتفظ بيها لنفسي ، بس لو سمحت سيبه يمشي وانا اوعدك اني همشي من الشركة ومش هتسبب لك في أي إزعاج تاني ..
_ هشام كان بيبصلها جامد ومش مصدق كلامها ، هو طلب الشرطة عشان يحميها منه وهي بنفسها اللي بتطلب منه يسيبه يمشي ، مكنش قدامه حل غير أنه فتح الباب ومروان اول لما شافه جري عليه :-
_ انت كويس ايه اللي حصل ؟
_ هشام مردش وبص لفيروز بلوم كبير وهي بصت في الأرض وعيطت أكتر ، أخوها أخد منها مفتاح العربية وسابهم ومشي وهي أخدت شنطتها ومشت واول لما قربت من هشام اتكلمت بصوت واطي جدا سمعه بالعافية :-
_ أنا بجد آسفة ..
_ هشام كان غضبه كبير ومردش عليها وسابها تمشي ، مروان كان واقف مش فاهم حاجة وبص للموظفين اللي واقفين :-
_كل واحد علي شغله يلا
_ هشام قرب من الشرطة لما شافهم بيسألوا عليه :-
_ أنا هشام الباشا يا فندم وأنا آسف جدا لحضراتكم بس هو حصل سوء فهم بسيط واتحل بينا
_ الظابط بصله ورد عليه بإحترام :-
_ هشام بيه لو حد تاني غيرك كنا اتخذنا موقف وعملناله محضر بلاغ كاذب وازعاج للسلطات بس حضرتك غني عن التعريف وياريت تتأكد بعد كده قبل ما تبلغ
_ هشام اعتذر منهم وغمض عينه بعصبية لأنه أول مرة يتحط في موقف زي ده وخرج برة الشركة والغضب ماليه ، مروان حاول يفهم منه ايه اللي حصل بس هو رفض يتكلم واخد عربيته ومشي ،
_ مروان ركب عربيته ورجع القصر وحكي اللي حصل لكل الموجودين ، هشام أتأخر ساعة ومحدش يعرف هو راح فين ومش بيرد علي حد وحالة من القلق انتشرت بينهم لحد ما ظهر قدامهم ، سديم جرت عليه بخوف :-
_ انت كويس وايه اللي في وشك ده ؟
_ هشام أخد نفس عميق :-
_ أنا كويس اتخبطت فيها ..
_ عمران قرب منه :-
_ اومال الشرطة كانت بتعمل ايه في الشركة وانت كنت فين ؟
_ هشام اتنرفز لأنه لسه مضايق من الموقف اللي حصل ومقدرش يخرج منه :-
_ أنا كويس وحصل سوء تفاهم وخلص خلاص وأتأخرت ليه عشان كنت بشتري العربية الجديدة
_ سابهم وطلع أوضته بص لنفسه في المرايا واتفاجئ بعلامة زرقة جمب فمه بسبب الضربة ، دخل أخد شاور يمكن يهدي شوية ، خرج واتفاجئ بمروان قاعد علي سريرة وبيلعب بمفتاح العربية الجديدة :-
_ أنا اللي هسوقها وأحنا رايحين !
_ هشام اتنهد ودخل اوضة الملابس يلبس هدومه :-
_ أنا أصلا مش رايح خدها بس أمشي براحتك
_ مروان اتفاجئ من كلامه ودخله الأوضة واتفاجئ أنه قلع خرج تاني وهشام زعق له :-
_ انت حيوان ؟
_ مروان ضحك وقعد تاني علي السرير :-
_ انت بتقول كلام غريب اوي
_ هشام خلص لبس وخرج نام علي السرير :-
_ مروان فكك مني روح معاهم مش هتفرق بيا أو من غيري ..
_ مروان بصله جامد :-
_ هشام متسبنيش مع العالم دي لوحدي !
_ هشام اتنهد ورد عليه بملل :-
_ ناس مين ؟ دول أهلك أمك أبوك عمتك وجوزها ناس مين اللي بتتكلم عنهم ؟
_ مروان أخد نفس عميق ورد عليه :-
_ مش عايز أكون لوحدي معاهم ياعم انا حر عايزك تكون معايا وبطل رخامة بقا ..
_ هشام نفخ بضيق :-
_ هروح بمنظري ده ازاي ؟
_ مروان قرب منه وضحك :-
_ ماله منظرك ما انت مز أهو يمكن تعجب بيك ويحلوا عني بقا
_ هشام عدل قعدته وبصله بصدمة :-
_ ما تظبط كلامك الغبي ده واعقله قبل ما تتكلم ، يا متخلف دي هتكون مراتك لو حصل نصيب بينكم يعني مينفعش كلامك اللي بتقوله ده حتي لو علي سبيل الهزار ما تسترجل بقا
_ مروان قام وقف وبصله :-
_ خلاص ياعم هشام مش قصدي بهزر عادي المهم انت معايا في الحوار لإما مش رايح وهقولهم انت السبب
_ هشام بصله بزهق :-
_ ما قولتلك أنا مبتهددش
_ مروان أخد نفس بصوت مسموع :-
_ ياعم ما خلاص بقا ده إيه العيلة المتعبة دي
_ هشام مسك موبايله ورد عليه من غير ما يبصله :-
_ لو خرجت في خلال ثانية هاجي معاك
_ مروان خرج بسرعة من الأوضة وهشام ضحك عليه ، افتكر منظر فيروز وهي بتضرب بالقلم وملامحه اتشدت وحس بغضب الكون كله جواه ، حك دقنه بعصبية وقام دخل البلكونة بتاعت الأوضة بتاعته وتخيل لما قربت منه ونفس الإحساس اللي حسه وقتها رجع ليه تاني كأنه في نفس الموقف ، بلع ريقه وضحك بعفوية واستغرب نفسه جدا بيضحك ليه ؟