رواية| الفهد الأسود |
بقلم تسنيم المرشدي
( الفصل الاول الجزء الثاني )
_________________________________________________
_ كان واقف متوتر جدا رغم إن صحابه واقفين بيهزرا عادي وهما في نفس وضعه ، صاحبه الانتيم هيثم قرب منه وحط أيده علي كتفه :-
_ أول مرة اشوف ظابط متوتر كده
_ غمض عينه واتنهد بتوتر وبصله :-
_ هما الظباط مش بني ادمين ولا ايه ؟
_ هيثم ضحك ورد عليه بتريقة :-
_ بس انت مش أي ظابط برده
_ نفخ بضيق وخرج في الصالة التخرج الواسعة جدا مع باقي صحابه ، قعدوا في الكراسي الأولي وهو بص وراه بيدور بعينه علي أهله ، ملامحه اتشدت لما ملقاش حد فيهم ، هيثم بصله بتريقة :-
_ ايه يا برنس عيلتك فين ؟
_ بصله بضيق ورجع بص وراه تاني :-
_ هيثم مش ناقصة استزرافك النهاردة وفي الوقت ده بالذات لو سمحت اسكت !
_ طلع موبايله وكلم والده اللي رد عليه بعد فترة :-
_ انت فين يا بابا ؟
_ والده رد عليه :-
_ إحنا قدام القاعة أهو يا حبيبي انت فين ؟
_وقف في مكانه ورد عليه براحة :-
_ أنا واقف اهو
_ في اللحظة دي دخل والده ووالدته وهو ضحك لما شافهم وشاورلهم وهما شاوروله ، قعد تاني في مكانه لما مدير الجامعة مع بعض الدكاترة قعدو في أماكنهم ، الكل أنتبه لهم والهدوء عم القاعة ، المدير بدأ يرحب بالموجودين وبعد كده بدأ يذكر أسامي اللي هيتم تخرجهم ، الدفعة خلصت ولسه هو منتظر دوره بفارغ الصبر ، أخيراً المدير بصله بفخر :-
_ وأخيرا نحب نشكره علي حسن أخلاقه وتعاونه مع الجامعة بالمجهودات الذاتية والمالية والجامعة تتشرف إنها حظت بفرصة تعليمه فيها ومعانا اللي طلع من أوائل الدفعة السنة دي الظابط عدي عمران الباشا
_ عدي كان مغمض عينه وبيسمع الكلام بسعادة واول لما نادي علي اسمه قام من مكانه وطلع علي الاسيتدج سلم علي المدير واستلم منه شهادة التخرج مع وسام التميز من الجامعة ، عدي وقف يقول كلمته بأمر من المدير ، أخد نفس عميق وضحك وبدأ يتكلم :-
_ أنا مش بحب أتعرض لمواقف زي دي لاني بلخبط جامد ومش بعرف أتكلم فياريت تستحملوني لو غلطت ، أولا أحب أشكر كل دكاترة جامعتي وأستاذي الكبير مدير الجامعة واحب أشكر أهم شخص في حياتي اللي كان السبب إني ادخل المجال ده وحببني فيه كمان ومش بس كده حسيت إني فرد مهم ولازم أشيل مسؤلية اللي حواليا قبل مني ، اللي حسسني بإنتمائي لبلدي وعرفني أهميتها وزرع حبها في قلبي الشخص اللي عمري ما هقدر أوفي اللي عمله معايا أحب أقوله انا بحبك جدا وفخور بإنك والدي واتمني إني أقدر احقق ولو جزء بسيط من مسيرته المهنية العظيمة !!
_ عمران كان فخور جدا بيه وقام من مكانه ومسك في أيد سديم مراته وطلعوا لعدي إبنهم الصغير ، حضنوه بحب وعمران شكر إدراة الجامعة ونزلوا التلاتة مع بعض ..
_________________________________________________
_ ماشي بعربيته علي سرعة عالية جدا عشان يلحق حفل التخرج ، اتفاجئ بعربية ماشية عكس الطريقة وجاية قدامه ، كان هيفرمل عشان يفاديها بس لا يمكن يقدر يوقف العربية مرة واحدة علي السرعة اللي ماشي بيها دي لأن العربية هتتقلب بيه ، لف يمينه لأنه كان فاضي والعربية طلعت علي الرصيف وهو مقدرش يتحكم في حركة العربية اللي اتهزت جامد وهو اتخبط في الطارة ، حس بوجع في جبينه جامد بس مركزش كل اللي همه العربية اللي أكيد باظت بعد الخبطة دي ، الباب اتفتح وراجل كبير بصله بخوف :-
_ انت كويس يابني حصلك حاجة ؟
_ بصله كأنه تايه وسكت فترة يجمع نفسه وبعدين رد عليه :-
_ الحمد لله
_ الراجل جابله مية وهو شرب وشكره ونزل بص علي العربية واتصدم من منظرها اللي باظ خالص من قدام ، غمض عينه بعصبية وضغط على أسنانه ولفت وشه وهو ناوي يقتل اللي كان ماشي عكس الطريق ،
_ دور بعينه علي العربية اللي اختفت وسط الناس اللي واقفين ، لمح طيفها من بعيد وقرب منها ، لاحظ بنت اول لما شافته جرت استخبت ورا الناس مفهمش سبب تصرفها غير لما وصل والناس قالوله إن هي صاحبة العربية ، قرب منها والغضب كان مسيطر عليه ، عيونها كانت بتوسع أكتر كل لما يقرب منها قلبها بيدق جامد جدا ، وقف قدامها وزعق بعلو بصوته :-
_ عقلك كان فين وانتي ماشية عكس الطريق بالسرعة دي ؟
_ واحد من اللي واقفين رد عليه :-
_ دي أشكال تقرف والله بتوع بابي ومامي ومش بيهمهم حد تاني غير نفسهم
_ شخص تاني أتكلم :-
_ ده انا لو منك وعربيتي باظت بالشكل ده كنت جرتها علي القسم ...
_ شخص تالت أتكلم :-
_لازم تاخد منها حق تصليح العربية ومتسيبهاش دول واكلينها والعة ..
_ استغرب كلام الناس المفاجئ وبصلهم بإستغراب ، وقرب من البنت ومن غير تردد مسك دراعها وفتح لها باب العربية بتاعتها وبصلها بحدة :-
_ أمشي !
_ البنت مستوعبتش كلمته وبصتله جامد عايزة تتأكد من اللي قاله وهو انحني عليها هددها :-
_ احمدي ربنا إنك بنت لأني اقسم بالله ما كنت هسيبك غير في القسم
_ خلص كلامه وقفل الباب وخبط لها عليه :-
_ أمشي ..
_ البنت بلعت ريقها وشغلت العربية ومشت ودموعها خانتها ونزلت من هول الموقف ، متوقعتش أنها تخرج من الموقف ده سليمة ومن غير خساير ، لفت ومشت في الطريق الصح أحسن ما تتسبب في حادثة تانية ..
_ رجع لعربيته وطلب من الناس تمشي وفعلا كان لوحده بالعربية ، حاول يدورها بس مشتغلتش ، نفخ بضيق وكلم واحد صاحب ونش طلب منه يجيله في العنوان اللي هو فيه ،
_ عدي خرج برة الجامعة مع عمران وسديم ، الفرحة كانت باينة عليهم وفخورين بيه جدا ، عمران طلع من جيبه مفتاح وقرب من عدي فتح أيده وحط المفتاح فيها :-
_ هديتك يا حضرة الظابط ..
_ عمران شاور له علي العربية وعدي اتفاجئ وبصله بحب :-
_ بتهزر صح ؟!
_ عمران ضحك ورد عليه :-
_ وانا امتي هزرت معاكم في حاجة وبعدين مستغرب ليه ده انا قولت أنك هتكون متوقع حاجة زي دي مني لاني مش بركبكم عربيات غير بعد التخرج وعملت كده مع أخواتك !
_ عدي ضحك ورد عليه بإمتنان :-
_ بصراحة يا بابا مش بفكر في العربيات ولا الجو اللي أخواتي كانوا عايشين فيه ده عشان كده اتفاجئت ..
_ عمران حط أيده علي كتفه بحب :-
_ طب يلا يا بطل جربها ..
_ عدي قرب من العربية وضحك بسعادة ووقف قدامها :-
_ ميني كوبر واخيرا اتجمعنا
_ عمران بص لسديم وملامحه اتشدت :-
_ عجبك اللي ولادك بيعملوا ده مش المفروض يكونوا واقفين مع اخوهم في يوم زي ده !
_ سديم اتنهدت بزعل :-
_ هشام قال إنه جاي مش عارفة أتأخر ليه يمكن مشغول في الشركة ..
_ عمران بصلها بغيظ :-
_ وانا منبه عليهم طلاما في حاجة تخص العيلة يسيبوا كل اللي وراهم ويقفوا جمب بعض
_ طلع الموبايل يرن عليه وبصلها تاني :-
_ وطبعاً البيه التاني تلاقيه نايم أصلا ولا علي باله إحنا آخر حاجة يفكر فيها ..
_ الخط اتفتح وعمران اندفع في ابنه :-
_ انت فين يا هشام حفل تخرج اخوك خلص وانت لسه مجتش هو ده اللي انا قولتلكم عليه ؟!
_ هشام أخد نفس وقاطعه :-
_ أنا عملت حادثة !
_ عمران برق بصدمة وسكت لوهلة وسديم اترعبت من منظره وقربت منه :-
_ في ايه هشام حصله حاجة ؟
_ عمران بلع ريقه وسأله بخوف :-
_ انت كويس حصلك حاجة ؟
_ هشام رد عليه يطمنه :-
_ أنا تمام بس العربية اتبهدلت خالص
_ عمران أخد نفسه بإرتياح :-
_ في داهية العربية المهم انت ، انت فين الوقتي ؟
_ هشام طلب منهم ميقلقوش عليه بس عمران وسديم أصروا أنهم يروحوا بنفسهم يطمنوا عليه ، عدي عرف وراح وراهم بعربيته الجديدة ، سديم طول الطريق بترن علي أبنها ومش بيرد عليها كانت بتحاول تداري الموبايل عشان عمران ميلاحظش اتصالاتها ويتعصب عليها ،
_________________________________________________
_ فتح عينه علي هزة الموبايل جنبه لأنه كان محطوط علي وضع الصامت ، مسكه وقرأ إسم والدته نفخ بضيق وساب الموبايل من أيده حطه علي الكومود ، قام من مكانه واتفاجئ بالبنت اللي نايمة جنبه هزها جامد وهي صحت وزعقلها :-
_ انتي بتعملي هنا ايه ؟
_ ضحكت بمياعة وقربت منه :-
_ ايه يا بيبي لحقت تزهق مني ؟
_ بعدها عنه وبصلها بقرف :-
_ من أمتي في واحدة بتبات في شقتي يا قذرة انتي قوم غوري من وشي
_ البنت اتصنعت الزعل :-
_ كده برده يا موري بتطردني
_ مسكها من دراعها ولم هدومها اللي علي الأرض وخرج برة الأوضة فتح الباب وزقها علي الأرض ورمي لها الهدوم ، قفل الباب وافتكر أنها مخدتش فلوسها سحب فلوس من محفظته وفتح الباب رمي لها الفلوس وقفل الباب تاني ،
_ قرب من المطبخ وقعد علي الكرسي ولع سيجارة وصب خمرة في كاس وشربها مرة واحدة ، ساب الكاس من ايده لما سمع رن موبايله تاني ، قام من مكانه ودخل الأوضة وفتح علي والدته :-
_ اييييييه ما براحة شوية كنت نايم !
_ سديم ردت عليه بهدوء :-
_ تعبان مالك يا حبيبي الف سلامة ..
_ رد عليها بعدم فهم :-
_ تعبان ايه بقولك نايم
_ سديم بصت لعمران وردت عليه :-
_ كلمتك أطمن عليك لأنك قولت إنك جاي حفل تخرج عدي ومجتش إحنا حتي رايحين لهشام أخوك بيقول إنه عمل حادثة بس هو كويس الحمد لله ..
_ رد عليها بفتور :-
_ أنا مقولتش اني جاي وبعدين مش بتقولي هشام كويس مكلماني ليه ؟
_ سديم شتمته في سرها علي غباءه :-
_ أبوك بيقولك سلامتك ..
_ عمران بصلها بحدة :-
_ أنا مقولتش حاجة ..
_ سديم برقت لعمران جامد :-
_ ابقي طمني عليك يا مروان يا حبيبي ..
_ مروان قفل معاها وكلم هشام :-
_ ايه يا اتش حادثة ايه اللي عملتها ؟
_ هشام رد عليها بضيق :-
_ حتة بت طلعت قدامي في المعاكس عشان افاديها طلعت علي الرصيف ، العربية باظت خالص من قدام ..
_ مروان ضحك جامد :-
_ متقولش أنك خدتها علي القسم
_ هشام افتكر تهديده ليها وضحك :-
_ والله لولا أنها بنت بس سبتها تمشي ..
_ مروان فتح فمه ببلاهة :-
_ لأ لأ هشام الباشا مخدش حقه ده انا قولت أقل حاجة هتلبس لها قضيتين وتبقي موجب معاها ..
_ هشام أخد نفس وافتكر منظرها وهي خايفة منه وضحك بعفوية :-
_ أنا أطيب من كده يابني
_ مروان ضحك جامد :-
_ انت تمام يعني
_ هشام وقف لما شاف الونش بيقرب منه ورد عليه بإختصار :-
_ أيوة أنا تمام ، سلام الوقتي ..
_ عمران وصل في نفس توقيت الونش اللي حمل العربية ، سديم جرت علي هشام حضنته :-
_ انت كويس يا حبيبي فيك حاجة
_ بصت علي جبينه وبرقت :-
_ إيه الدم ده ؟
_ هشام مسك جبينه واتفاجئ بدم في أيده :-
_ جرح بسيط متخافيش
_ عمران سأله بقلق :-
_ انت متأكد أنك كويس
_ هشام هز راسه :-
_ ما أنا قدامكم كويس اهو ..
_ عدي ركن العربية وجري علي هشام بخوف :-
_ حصلك حاجة ؟
_ هشام نفخ بضيق لأنه جاب آخره ومش بيحب يتكلم كتير :-
_ قولت كويس ومفيش حاجة خلاص بقا ..
_ عمران أصر أنهم يروحوا المستشفي عشان الجرح اللي في جبينه واتخيط غرزتين ، خرجوا من المستشفي وهشام بص للطريق بإستغراب :-
_ بابا انت رايح فين ؟
_ عمران رد عليه من غير ما يبصله :-
_ هنرجع القصر !
_ هشام رفض ورد عليه :-
_ لا لا أنا لازم أروح الشركة ضروري عندي ميتنج ومقابلات كتيرة النهاردة ..
_ سديم استنكرت فكرته :-
_ انت حصلك ظروف يا حبيبي ولازم ترتاح ..
_ هشام أخد نفس طويل ورد عليها :-
_ أنا كويس ومش تعبان
_ عمران كمل علي كلام سديم :-
_ يابني أجل كل اللي وراك وارتاح النهاردة ..
_ هشام هز راسه برفض :-
_ عندي مقابلات لناس هتتعين في الشركة ولما أنا من اول يوم مبقاش موجود هما هيعملوا ايه بقا بعد كده لما مديرهم يغيب وميهتمش بمقابلاتهم يعني معني كده كل واحد هيجي ويمشي علي كيفه ومش هيكون فيه نظام ..
_ عمران ندم إنه عارض هشام لأنه ديما بيخسر قدامه في ايه حوار بيدخلو معاه ، رجع سديم القصر وراحوا مع بعض الشركة ،
_ ( هشام طول بعرض وهيئة عنده ٢٨ سنة إسمه علي إسم جده ، ليه دقن خفيفة وشنب وبشرته قمحية وورث عيون والده الحادة ، أغلبية لبسه بدل وبليزرات مش بيحب المجاملات وصريح جدا ، مغرور لحد ما والكل بيخاف منه وبيعمله حساب ، معندوش هزار في الشغل وصارم جدا مع الموظفين مش بيحب الغلطات أو كلمة أنا مش عارف ، شعاره المعروف بيه في الشركة حاول طول مافيك النفس ، اجتماعي جدا مع صحابه ، رياضي وكل يوم بيصحي يجري ساعة هوايته السباحة والاسكواش ، بيعشق الميوزك الأجنبية ونادراً لما بيسمع اغاني عربي ، ذكي جدا وبيحب شغله وناجح فيه وهو العامل الأساسي في نجاح الشركة بعد الخسارة الكبيرة اللي اتعرضت لها في عهد أكرم )
_ دخلوا الشركة وهو كان ماشي جمب والده ، الانظار كانت عليهم كالعادة وخصوصاً علي هشام تقيل لدرجة بتجذب كل البنات ليه ، عمران دخل مكتبه وهشام دخل مكتبه والسكرتيرة ( علا ) دخلت وراه وحطت أوراق كتيرة قدامه :-
_ مستر هشام الأوراق دي محتاجة تتمضي ضروري عشان تروح المينا ونستلم البضاعة الجديدة ..
_ هشام بص للورق في لمحة وطلع القلم ومضي علي الورق وناوله لـ علا من غير ما يبص لها ، أخدت الورق وبصت علي جبينه وقالت :-
_ سلامتك يا مستر خير؟
_ هشام اتتهد ورد عليها باختصار :- الله يسلمك ، حاجة بسيطة
_ غلا فهمت أنه مش حابب يتكلم حالياً وردت عليه :-
_ الموظفين اللي هنعمل معاهم انترفيوا في قاعة الإنتظار تحب نبدأ معاهم أمتي وخصوصا أنهم موجودين من بدري ...
_ هشام فتح اللاب بتاعه ورد عليها بعملية :-
_ عشر دقايق وابدأي دخلي اول واحد ، آه وقهوتي قبل أي حاجة ...
_ علا خرجت برة المكتب وهشام قام خرج راح مكتب والده فتح الباب وبصله :-
_ بابا الانترفيو هيبدأ تحب تشارك ؟
_ عمران هز راسه برفض :-
_ لا دي شغلتك يا اتش أنا تمام اوي كده ..
_ هشام طلع من جيبه شكولاتاية وحدفها ليه :-
_ مش ناوي تقولي ايه حوار الشكولاتة اللي بتخليني كل يوم اجيبهالك دي ؟
_ عمران غمز له بمكر :-
_ لأ واتفضل روح علي شغلك يلا ..
_ هشام ضحك وقفل الباب ورجع مكتبه تاني ، مرت دقايق وعلا دخلت اول موظفة دخلت الاوضة برهبة وكانت متوترة جدا لدرجة أنها مقدرتش ترفع عينها في عين هشام من الخوف ، هشام كان بيخلص شغل علي اللاب وشاور لها بإيده تقعد ، قفل اللاب ومسك الملف بتاعها قرأ إسمها بصوت عالي :-
_ فيروز سمير والي
_ هشام بصلها واتصدم ، وقف في مكانه وردد :-
_ انتي!
_ البنت تقريباً جمعت صوته وبصتله بخوف واتفاجئت بيه قدامها ، لا لا مش معقول وقفت وقلبها دق جامد من شدة الخوف ورجعت كام خطوة لورا وقربت من الباب وخرجت بسرعة ، باقي زمايلها لما شافوها بتجري اترعبوا من المنظر ، وخصوصاً لما شافوا هشام خارج بيجري وراها ، نزلت بالاسانسير وهشام مقدرش يلحقها ، نزل يجري علي السلم وكلم راجل الأمن في الموبايل :-
_ في بنت نازلة لابسة فستان اسود وعليه حجاب فضي اوعي تخرج من الشركة !
_ قفل معاه وسرع خطواته في الجري لحد ما وصل للبوابة الرئيسية وفعلا لقاها واقفة وممنوعة من الخروج ، قرب منها ومع كل خطوة بيقربها منها قلبها بيدق جامد وبتبرق بخوف ، هشام وصلها وبصلها بحدة :-
_ محدش علمك إحترام الأماكن اللي بتكوني موجودة فيها ؟!
_ نفسها زاد بتوتر وهو لاحظ حالتها بس متهزش لحظة :-
_ اتفضلي اطلعي علي فوق وكملي الانترفيو بتاعك ..
_ فيروز حاولت تتكلم بس فشلت خوفها لجم لسانها تماماً ، بلعت ريقها وحاولت تخرج بس هشام هددها :-
_ متحاوليش عشان مش هتعرفي تهربي مني ، ممكن أسيبك تمشي بس بورقة صغيرة تلف علي شركات مصر كلها متعرفيش تتعيني في أي مكان حتي في كافية في الشارع ..
_ فيروز فهمت تهديده كويس وبصتله جامد وهو أتكلم ببرود :-
_ علي فكرة أنا مش بحب أعيد كلامي
_ سابها ومشي وضحك بغرور وهو واثق أنها هتطلع وراه ، نزل الاسانسير ودخل وهي دخلت وراه ، كان متابعها في المرايا عكس هي اللي كانت باصة في الأرض ومش بترفع عيونها خالص في أي إتجاه ،
_ وصلوا للدور الرابع والاتنين خرجوا مع بعض واتخبطوا في بعض ، فيروز رجعت وكذلك هشام ، فيروز بصتله بإستغراب وهو مبصش نحيتها أصلا بس كان شايفها من المرايا ، اخيرا أتحرك لبرة وهي وراه ، عمران كان واقف مع علا وجري علي هشام بقلق :-
_ في ايه يا هشام الشركة كلها بتتكلم عنك كنت بتجري ليه ؟
_ هشام لوهلة افتكر منظره وهو بيجري ومش عامل حساب لشكله ووضعه قدام الموظفين واضايق جدا ولفت وشه بص لفيروز بغيظ :-
_ مفيش حاجة يا بابا نتكلم بعدين !
_ دخل مكتبه وفيروز دخلت وراه شاور لها تقعد وهي قعدت بعد تردد ، بدأ يسألها عن نفسها وتعليمها وأسألة كتير تخص الشغل ، هي استغربت إزاي فصل بين المواقف اللي جمعتهم ببعض وبين شخصيته كمدير وكأن مفيش أي موقف مروا بيه مع بعض ،
_ كانت متوترة في الأول بس اتجاوبت معاه بسهولة وتفكيرها وسلاسة كلامها عجب هشام بس طبعا مظهرش وكان طول الوقت جامد ، خلص الانترفيو معاها وبصلها بعملية :-
_ أهلا بيكي في شركة الباشا ..
_ فيروز بصتله جامد وهي مش مصدقة اللي سمعته معقول السهولة دي ؟! ابتسمت بعفوية وغمازتها ظهرت ولفتت انتباه هشام ، فيروز وقفت ومدت أيدها تسلم عليه بس هو لفت وشه وكمل شغل علي اللاب ، اتحرجت جدا وسحبت أيدها وهي متغاظة من بروده أو غروره لسه مش عارفة تميز بس اللي هي عرفاه أنه بارد جدا ، ضحكت بعفوية لما وصفته بالبارد وهو بصلها واتفاجئ أنها بتضحك ، بصلها بحدة :-
_ انتي لسه واقفة ليه اتفضلي برا ..
_ فيروز كان نفسها تتخانق معاه جدا بس خافت وخصوصاً أنها اتسببت في جرحه وعربيته اتبهدلت بسببها ، خرجت من سكات وهشام كمل الانترفيو مع باقي الشباب وكان وقت طويل جدا عليه ، خلص المقابلات وقام من مكانه قلع جاكيت البدلة وحطها علي الكرسي وفك الكرافت بتاعته وميل راسه علي المكتب بتعب ، عمران دخل المكتب وقلق لما شافه علي الوضع الغريب اللي اول مرة يشوفه عليه وقرب منه :-
_ هشام انت كويس ؟
_ هشام رفع راسه عليه وكان باين عليه الإرهاق :-
_ تمام في حاجة ؟
_ عمران هز راسه :-
_ كنت رايح لاخوك شقته وكنت عايزك تيجي معايا خايف أتهور عليه اهو تلحقني لو حصل حاجة ..
_ هشام اتنهد بضيق :-
_ هتروح تعمل ايه يا بابا ؟
_ عمران اتعصب ورد عليه بزعيق :-
_ ابني ورايح أشوفه ايه المشكلة يعني مش عايز تيجي عنك ما جيت
_ هشام قام وقف وشد الجاكيت بتاعه لبسه ونزل يلحق عمران ، طلع الموبايل من جيبه ورن كتير جدا علي مروان بس مردش عليه ، هشام اضايق منه :-
_ رد يا غبي رد ..
_ هشام بعتله رسالة ( أبوك جايلك ) ركب مع عمران العربية وهو بيتصل بمروان ومفيش رد برده ، وبعد فترة وصلوا لشقة مروان ، هشام سبق عمران وطلع يجري رن الجرس وخبط جامد مروان فتح الباب وكان لابس شورت بس واستغرب إنه شاف هشام :
_ في أيه حد يخبط كده ؟
_ هشام لسه هينطق اتفاجئ بعمران وقف قدامه وبص لمروان :-
_ كان فاكر إنه هيلحق يلم بلاويك بس معرفش
_ عمران بص لهشام بحدة وهو بص في الأرض بإحراج ، عمران بص لمروان تاني :-
_ مش هدخلنا ولا ايه ؟
_ مروان اتوتر جدا وعمران زقه ودخل واتفاجئ بكمية أزايز الخمرة اللي علي رخامة المطبخ بصله بقرف وقرب من أوض النوم فتح أول اوضة وكانت فاضية والتانية وكانت فاضية بس مبهدلة جدا ، عمران دخل ومكنش محتاج يعرف سبب بهدلتها لما شاف هدوم داخلية حريمي علي الأرض ، اتصدم وحس أنه بيحلم لف وشه وضربه بالقلم وبصله بإشمئزاز وندم :-
_ أنا قولت اخرك سيجارة حشيش مكالمات مع بنات وكنت مخنوق اوي من طريقتك دي لكن توصل أنك تزني ، تزني يا مروان انت عارف انت عملت ايه عارف حجم الكبائر اللي عملتها عارف عواقبها ايه عارف عواقب شرب الخمرة ايه؟
_ عمران بص علي صدره بقرف :-
_ وايه ده ايه القرف اللي علي صدرك ده وشم! أنا مش عارف أنا عملت إيه في دنيتي عشان ربنا يعاقبني بيك بالشكل ده ، ده أنا كنت بعمل حساب كل خطوة قبل ما أخطيها عشان ربنا يباركلي في أهلي وحياتي إيه بس اللي أنا عملته عشان أشوفك غرقان في القذارة بتاعك دي ...
_ مروان كان واقف علي آخره ومش عارف يرد عليه ، هو مقتنع باللي بيعمله ومش شايف أنه غلط ولا حرام ،
_ عمران كمل كلامه بزعيق :-
_ تعبان أوي كده اتجوز هو أنت لو جيت قولتلي عايز اتجوز هقولك لأ ؟ أهو تعمل حاجة واحدة في حياتك صح وحلال يا اخي حرام عليك مش هقولك حاجة غير ربنا يهديك ، مش عايز اشوف وشك اللي مش بشوفه أصلا غير وأنت طاهر نضيف إنسان بجد يتبصله علي إنه راجل مش عيل مقرف بيجري ورا شهواته وملذاته وناسي آخرته ناسي إن في حساب ، ولا اقولك أنا هربيك من أول وجديد أنا سيبتك براحتك وقولت طيش شباب وهيعقل بس انت عمال تغرق ومش حاسس بنفسك ، بكرة الصبح أروح الشركة ألاقيك موجود قبل الموظفين وعزة وجلالة الله يا مروان لو ما سمعت كلامي لانا ساحب منك كل حاجة في ايدك وأرميك في الشارع عشان تعرف إن الله حق ..
( مروان الابن الأوسط لعمران وسديم عنده ٢٥ سنة ، شاب وسيم جدا أحلي واحد في اخواته ، دمه خفيف جدا بس دماغه عكس البيت اللي اتربي فيه تماماً )
_ عمران سابه ومشي وهشام بص لمروان ونزل ورا والده ، ركبوا العربية ورجعوا القصر ، مروان اتعصب وكسر كل حاجة في الأوضة وخرج برة كسر كل اللي يقابله كان عايش كويس ومن غير تأنيب ضمير ليه بس يعمل فيه كده هو حر هو اللي هيتحاسب ، تفكيره كله بيلوم والده أنه حاول يفوقه من غفلته ..
_________________________________________________
_ عمران دخل القصر وهو مخنوق جدا ، ليلي جرت عليه وقلقت من منظره :-
_ مالك يا عمران في ايه ؟
_ عمران مكنش قادر يتكلم وطلع علي جناحه علي طول ، ليلي بصت لهشام بقلق :-
_ أبوك ماله يا هشام ؟
_ هشام اتنهد وبصلها :-
_ مروان هو في غيره ؟!
_ ليلي ضيقت عيونها عليه :-
_ مممم لا ده انت تيجي تحكيلي ايه اللي حصل بقا !
_ هشام عرف إنه مش هيخلص ، قرب منها باس خدها :-
_ أنا تعبان اوي يا لولة ومش قادر بكرة نبقي نتكلم ..
_ ليلي بصت له بزعل :-
_ بقا كده يا اتش بتهرب من لولة حبيبتك ماشي ..
_ هشام بص للسقف :-
_ عارفها أنا الاسطوانة دي اللي مش بعرف أهرب منها نهائي ، امري لله
_ مسك أيدها وقعدوا في الانتريه وهي ركزت معاه بإهتمام ، هشام حكي لها كل اللي حصل وليلي اتصدمت وفضلت بصاله بصدمة ، هشام بصلها وضحك :-
_ طيب اطلع أنام أنا بقي علي لما تخرجي من الصدمة دي
_ وقبل ما ترفض كان جري طلع لفوق ، حسن قرب منها واستغرب حالتها :-
_ مالك يا ليلي ؟
_ ليلي كان باين عليها الزعل وحكتله اللي حصل بين عمران ومروان وحسن كان مذهول من مروان لأنه متوقعش إنه يكون كده ، ليلي اتنهدت واتكلمت :-
_ لازم أروح أتكلم معاه مينفعش يزعل أبوه منه بالشكل ده !
_ حسن اتنهد بضيق وبصلها :-
_ انتي مش هتبطلي دور المصلحة الإجتماعية للبيت ده بقا ..
_ ليلي استغربت نبرة صوته اللي بيتكلم بيها وبصتله بلوم :-
_ لا مش هبطل يا حسن البيت ده بيت أبويا واللي عايشين فيه اخويا ومراته وولادهم اللي هما ولادي
_ حسن قاطعها بعصبية :-
_ بس هما مش ولادك يا ليلي ولازم تفوقي بقا من الوهم اللي انتي عايشة فيه ده وتتعايشي مع حقيقتنا اللي بقالك سنين مش عايزة تصدقيها ولا تقتنعي بيها ..
_ ليلي وقفت وبصتله جامد وزعقت :-
_ ومين قالك اني مش مصدقة مين قالك اني موهومة عارفة اني مش بخلف والحمد لله راضية مش هقولك في الأول الموضوع كان هين عليا بالعكس كان صعب جدا وكنت بقول اشمعنا أنا يارب ، أول لما شلت هشام بإيدي حسيته ابني أنا مش ابن عمران هو اللي هون عليا وجع اني ميكنش عندي طفل يقولي يا ماما مروان جه ووراه عدي هما اللي ملو عليا حياتي عما اللي حسسوني بكياني رجعوني احس بالسعادة اللي اتحرمت منها لما عرفت إني مبخلفش ليه مستكتر عليا اني أفرح معاهم واساعدهم في حياتهم أنا بكون سعيدة وانا مصلحة اجتماعية زي ما بتقول بنسي نفسي معاهم ومع مشاكلهم ليه مستكتر ده عليا ؟؟!
_ حسن غمض عينه بحزن وقرب منها خدها في حضنه :-
_ أنا آسف بجد مش قصدي
_ حضن وشها بإيده :-
_ يا ليلي ربنا مكرمناش بخلفة وانا اعتبرتك مراتي وبنتي بقيتي كل دنيتي وبصراحة مش هقولك اني مش مضايق انك مهمتمة بيهم لأن مضايق عشان انتي مشغولة عني وحاسس إني بقيت وحيد أنا مليش غيرك وانتي شاغلة نفسك بالناس كلها ومشاكلهم وأنا نسيتيني خالص ..
_ ليلي حست بندم كبير لأنها فعلا مقصرة معاه دايما بتلهي نفسها في حياة غيرها ونست حقوق جوزها ، بصتله بزعل :-
_ أنا آسفة مختش بالي بس هعوضك عن كل اللي الأيام اللي قصرت معاك فيها وعد !
_ حسن ضحك بسعادة وانحني عليها شالها بين ايديه وغمزلها :-
_ وانا عايزك تعوضيني حالا
_ ليلي برقتله :-
_ نزلتي يا حسن حد من العيال يشوفنا ولا عمران ومراته ..
_ حسن مهمتمش لكلامها وطلع علي السلم :-
_ ما يشوفوا مش انتي مراتي ولا أنا شاقطك من شارع الهرم ؟
_ ليلي ضحكت بصوت عالي :-
_ يراجل إحنا كبرنا وعيب حد يشوفنا كده !
_ حسن رفع حاجبه :-
_ مين ده اللي كبر يا ست انتي لنا لسه شباب
_ ليلي ضحكت تاني :-
_ آه بأمارة ما انت بتنهج وأحنا لسه في نص السلم ..
_ حسن بص حواليه واتفاجئ إنه مطلعش فعلا غير كان سلمة ، نزلها وبصلها :-
_ أنا بقول نطلع مع بعض احسن ..
_ ليلي انفجرت في الضحك وحسن شاركها في الضحك وطلعوا جناحهم يعيدوا ذكريات زمان ...
_ سديم ساعدت عمران يقلع بدلته وكانت ملاحظة حالته ، قعدت علي السرير وبعد ما خلص تبديل هدومه قرب قعد جمبها وميل علي كتفها كعادته لما بيكون مخنوق ،