رواية كلهم كلاب الفصل التاسع 9 بقلم حمزه


 

[. كلهم كلاب ]..​ 

بقلم حمزه 

الفصل التاسع  


( عبير) ولاااا عبرت ( مجدي) ولا إتلفتت عليهو.. تسرح في تسريحا:

- عملت شنو؟

- مالك بتنهري في البت كدا؟

- يعني إنت ما شايفة بتتجاهل فيني كيف تقول ما قاعدة أتكلم معاها


( مجدي) إستغرب من الرد دا.. جرّا كرسي و قعد جمب ( عبير) :

- لا بالجد مالك إنتي، في شنو إتكلمي


( عبير) ختت الفرشة وكومت شعرها لى فوق ربطته بى باندة و قبلت على ( مجدي):

- أسأل أمك و أختك

- أسألهم من شنو؟ لو في حاجة، إتكلمي


قامت على حيلا مشت فتحت المكيف جرت البطانية :

- عن إزنك عاوزة انوم، مصدعة


جرت البطانية عليها غطت وشها في حركة بايخة ما بتليق بى شخص بحترم شخص بتكلم معاهو..​ ناهيك عن زوج و زوجة.. ( مجدي)​ ما ضعيف ولا شخصيته ضعيفة.. كان ممكن يجر البطانية منها و يقوما يخبط راسها بالحيط و يقول ليها في شنو و تتكلم و رجلا فوق راسها.. بس ( مجدي) دايما" بطول باله في الأمور دي و بحاول يكتم غيظه و يحكِّم عقله.


( مجدي) قام طلع من الأوضة مشى برا لقى ( مها) منتظراهو..​ قالت ليهو:

- ( معتز) قاعد منتظرك، فتحت ليهو الموضوع أنا


( مجدي) دخل بيت ( مها) متضايق :

- أنا زاتي عاوزك في موضوع، خليك مع أمك ما تطلعي


( مها) حست الموضوع فيهو ( عبير) عشان كدا إتكيفت لأنه كانت كاتمة حاجات كتيييرة..​ كان ما أمها كانت كلمته من زمان.

_____________________________________________


( إكرام) إنصدمت من الرد.. نهائى ما اتوقعت المديرة ترفض.. سكتت غلبا تتكلم لأنه ما فهمت..​ كان الرد عكس الحِنية الظاهرة في تعاملا معاها تماما"..​ ( سعدية) حست بى إنه الموقف صعب و حست وجودها ممكن يمنع المديرة ما تتكلم بى راحتها.. قامت على حيلا عاوزة تستأذن ( منيرة) قالت ليها:

- ما تمشي ( سعدية)، أقعدي أسمعي الكلام دا عشان بخصك إنتي برضو


قعدت ( سعدية) و حيرتها زي حيرة ( إكرام) ما فاهمة حاجة.. ( منيرة) مسحت شعر ( إكرام) :

- يا بتي بعد الحكيتي لينا دا مستحيل ترجعي تاني تقعدي مع خالتك دي، دي منزوعة رحمة دي، لأنه العملتو فيك ما بعمله زول قلبه أسود، لأنه الواحد مهما كان سواد نيته بتجي لحظات بحن و برجع لى الصواب، لازم تمر لحظة في حياته تحيى عاطفة جوا الإنسان دا خصوصا" لو عنده أطفال، بس، كل العوامل دي ما نفعت في خالتك ولا أثرت فيها مرة واحدة تحن و تعطف، و بالجد بتأسف ليك يا بتي كونه عندك خالة زي دي، ودا السبب الخلاني أقول ليك صعب يا بتي تقعدي معاي لأتي فكرت في الموضوع دا كتييييير بعد شفت جسمك وإنتي نايمة، والله بكيت أكتر من مرة، بس أنا عشان أحميك لازم ما تقعدي معاي ولا تقري هنا في المدرسة دي، لأنه ح تكون أول مكان يجو يفتشو ليك فيهو، و ح يكون الكلام دا مرات و مرات، و البنات ح يشوفنك و ح يعرفنك قاعدة معاي و خالتك ح تعرف و ح تجي تسوقك، عشان كدا أنا ح أساعدك عشان دا ما يتحقق بإذن الله


( إكرام) بدت تحس بالسعادة بعد ما كان الإحباط ح يقتلا..​ واصلت ( منيرة) :

- الخطوة الأولى تكملي باقي السنة دي في مدرسة تانية بعيد من هنا، ولما تنتهي السنة بنقلك ( كسلا) تقعدي هناك مع أختي عندها بت واحدة بس ووضعها كويس شديد و برضو مديرة مدرسة، بس هسة تقعدي مع ( سعدية) زول بعرفك مافي، و بدخلك مدرسة ( النوابغ) الخاصة يجيك الترحيل من البيت لى المدرسة ومن المدرسة لى البيت و نظامي كمان، الساعة 2 الضهر تكوني في البيت، و ( سعدية) ما بتقصر معاك


( سعدية) إنبسطت شديد:

- الحمد لله، الله رزقني بِنية


( إكرام) من الفرحة تضحك و تبكي.. غلبا تشكرهم و راحت منها كل الكلمات الحلوة..​ العَبرة منعتا تتكلم وهي بتشوف التعامل من ناس ما بقربوا ليها بى أي صلة يعملوا معاها الما عملته خالتا.


( إكرام) الكلمات القدرت تجمعا و تطلع منها مختلطة مع الدموع و بحة صوتها الحلو كانت:

- ما ح أنسى ليكم وقفتكم دي معاي مدت ما حييت


( سعدية) قامت حضنتا و باستا :

- يا بتي الدنيا دي فيها شنو، كلنا رايحين، لو الناس ما بقت لى الناس والله حياتنا أخير منها الموت، ما تشيلي هم يا بتي نحن ما بنقصر فيك والله رزقك أم وخالة وأخو، ونحن منتظرنك بعد تاخدي ليك كم يوم راحة و تشيلي حيلك شوية


وبقت تكورك لى ولدها:

- ( آدم)، ( آدم) 


( آدم) جا جاري:

- أيوا يا أمي


- تعال يا ولدي سلم على أختك ( إكرام) عشان نمشي


( آدم ) سلم على ( إكرام) من يدها خجلان.. ( سعدية)​ قامت :

- يلا فوتكم بعافية، ربنا يسعدك يا بتي، و يديك العافية إنتي كمان يا أستازة، الله يسعدك دنيا وآخرة 


- اللهم آمين ( سعدية) و يخلي ليك ولدك 


وقدمت ( منيرة) الخالة ( سعدية) و قفلت الباب وجات لى ( إكرام) ضمتا عليها قوووي:

- ما تشيلي هم يا بتي، الله في 

_____________________________________________


( إنصاف) من شردت ( إكرام) خلت البيت النار منطلقة فيها..​ غالبة القعاد.. ما خلت مكان ما مشت ليهو..​ ما خلت زول ما سألت منو ( إكرام).. المدرسة.. الجيران.. الحبشية.. صاحبات الحبشية.. ما خلت مكان ما مشت ليهو..​ ما حبا" في ( إكرام).. لأ.. لأنه عارفة ( إكرام) لو 




طلعت برا وقعدت وين ما قعدت ح تنحب و تتعامل معاملة كريمة طيبة.. عارفة ( إكرام) لو لقت الرعاية المناسبة ح تنجح و تتفوق بى صورة رهيبة ما فيها أدني مقارنة بينا و بين بناتا.. عارفة ( إكرام) مهما عانت ما ح تعاني ربع المعاناة الكانت بتلقاها معاها.. وعارفة ( إكرام) ح تقدر تبني مستقبلها زي ما عاوزة و أكتر.. عشان كل الحاجات دي..​ ( إنصاف)​ كان مرارتا مفقوعة و الكمد بياكل فيها من جوا.. كان الموقف دا وضح تماما" مدى البغض و الكره و الحقد الجوا ( إنصاف) على بنت أختا ( إكرام).. كل السنين العاشتا ( إكرام) مع خالتا ما شفعت ليها ولا حننت قلب خالتا عليها ولا برّد بطنها عليها..​ عارفين ليه؟ 


لأنه كل ثانية و كل دقيقة وكل يوم ( إكرام) صامدة.. وناجحة.. و أحلا.. و أذكى من بناتها وما انكسرت ليهم أبدا".. كان كل يوم بيعدِّي.. كان 




( إكرام) بتنتصر وكان خالتا بتنقهر برغم كلللللل أنواع العذاب النفسي و الجسدي و المعنوي البتمارسو على ( إكرام).. وصراحة..​ في الموقف الآخير بالذات ولما تم الإعتداء عليها جسديا".. كانت ( إكرام) ح تنكسر و تسلم روحا لى خالتا و تتخلى عن كل طموحاتا و تعيش دايما" تحت رحمة من لا يرحم.. عشان كدا ( إنصاف) من يوم مرقت ( إكرام) خلت البيت هي ما ضايقة للحياة طعم.. سبحان الله.. إتعودت تضرب و تشتم و تكورك




 من الصباح.. هسة مافي الإنسان البنعمل فيه كل دا.. بقت طول اليوم ساكتة ما بتتكلم كتير ولا مع بناتا.. ولو إتكلمت معاهم..​ بتجيب سيرة ( إكرام).. أسألوا صاحباتكم لو شافوها.. كلموا بنات الفريق لو لمحوها..​ وهي عارفة أكتر منهم صاحبات بناتها بالعدد وما عندهن علاقة بى ( إكرام) ويمكن زاتو ما بعرفن ( إكرام) و لا شافنها قبل كدا..​ بس ( إنصاف) كانت عاوزة تجرب كل طريقة وبأي وسيلة.. كانت بتتمنى تلم في ( إكرام) تاني.

_____________________________________________


مرت الأيام وعدّى إسبوع من ما قعدت ( إكرام) مع المديرة.. ما طلعت نهائي من بيت المديرة برغم الشوق الجواها لى المدرسة و جو المدرسة.. كانت بتبكي لما تسمع صوت الجرس و حِس البنات يكوركن هناك وهناك يلعبن ولا يمزحن مع بعض.. وكانت أكتر حاجة بتحن




 لما يجي وقت الدوام المسائي.. ومع كل جرس حصة كانت عارفة الأستاذة الداخلة الحصة هسة منو.. و الطالعة منو..​ وشكل الفصل كيف و شكل البنات كيف.. المتابعة منو و النايمة منو و البتشاغل في واحدة تانية منو.. دي حتى إتذكرت ( أميرة) و شلتا.. وزي كأنه تقول إشتاقت لى مكاواتهم ليها و غيرتهم منها.. وأكيييد إتذكرت الصديقة الوحيدة الأخدها منها المرض.. ( نجات).. وبكت ( إكرام).. ودا كان حالا يوميا" برغم إنه ( منيرة) ما قصرت معاها.. كل يوم بتوريها أدوهم شنو في كل حصة.. والواجبات شنو.. و بتقعد ( إكرام) بتقرأ أول بأول.. أصلا"​ما عندها مكان تمشي ليهو..​ عشان كدا بتقرأ كل الحصص اليومية وبى تركيز شديد..​ يعني في المدرسة مافي حاجة فاتتا..​ بس هي عاوزة تعيش أجواء الدراسة و تختلط بالناس.. بس عارفة لازم تصبر لو عاوزة تعيش حياة طبيعية.. وكانت عارفة دا آخر يوم ليها مع ( منيرة).. وخلاص ح تمشي تقعد مع ( سعدية) ومنها ح تدخل مدرسة ( النوابغ).. المدرسة الجديدة الخاصة بعد ما إتوسطت ليها ( منيرة) و قبلوها خلاص.


( إكرام) هنا بتفكر و بتحن لى المدرسة في نفس الوقت الدخلت فيهو خالتا المدرسة.. كان زي الساعة 12 و ربع نفس مواعيد طلاب المسائي الفيهو ( إكرام) .. الوقت داك ( سعدية) بتتجهز عشان تطلع تمشي تجيب ركشة عشان تسوق ( إكرام) توديها البيت و تمشي تفتح دُكانا بعد داك.. بس في اللحظة دي جات داخلة المدرسة ( إنصاف) صارة وشها شايلة ليها ورقة في يدها معاها إتنين لابسين نظارات سود.. ( إنصاف) مشت قاصدة مكتب المديرة طوااالي..​ كل البنات و المدرسات يعاينو فيها..​ دخلت المكتب بدون إستئذان ولا دقت الباب.. وقفت لى ( منيرة) في وشها:

- إنتي ما بتخجلي؟ حالتك المديرة 


( منيرة) كانت مديرة بحق و حقيقي.. شحصيتها توزن بلد و عندها الخبرة خصوصا" في المشاكل الكبيرة.. ( منيرة)​  لما سمعت الطريقة البتكلما بيها ( إنصاف) ملصت نظارتا وقالت بى كل حزم:

- نعم؟ 





( إنصاف) إتربكت شوية من النظرة النظرتا ليها ( منيرة).. بس المقوي قلبها الإتنين المعاها..​ بلعت ريقها و قالت:

- إنتي كيف تمسكي واحدة عندك في البيت و إنتي عارفة كويس إنه هي شاردة من البيت؟ بدل ما تديها راسها و تقنعيها ترجع البيت تمسكيها تقعديها عندك؟ إنتي لو المديرة و بتسوي كدا خليتي شنو للباقيين؟ 


( منيرة) إستغربت ( إنصاف) عرفت كيف إنه ( إكرام) عندها.. بس ما ظهر عليها إنه هي مستغربة أو منزعجة.. كانت هادية شديد وقالت بى كل هداوة:

- إنتي بتتكلمي عن شنو أصلا"؟ 

 

( إنصاف) إتملت و جضوما اتنفخن و قامت تكورك:

- كمان عاملة فيها ما عا....


( منيرة) نهرتا:

- أوعى تعلي صوتك هنا، إنتي في مدرسة و ألزمي الإحترام و إتكلمي بأدب


واحد من الإتنين ال معا ( إنصاف) عاوز يوقف النقاش و ينهي الموضوع.. قلع نظارته وقال:

- لو سمحتي يا أستاذة، نحن مباحث ومعانا إذن تفتيش بيتك، لو سمحتي يلا معانا أفتحي لينا البيت


في اللحظة ديك ( إنصاف) رمت ليها الورقة بى طريقة ما محترمة في وشها.. ( منيرة) طولت بالا شديد و أخدت نفس طويل عشان ما تغلط في ( إنصاف) و ينحسب عليها تصرف ما لائق.. ( منيرة) مسكت الورقة فتحتا لقتا فعلا" إذن من المحكمة بتفتيش البيت.. قامت على حيلا لبست نظارتا و قالت:

- إتفضلوا


طلعت من المكتب وراها بتاعين المباحث و ( إنصاف) تتبسم ساااي في اللحظة الكانت ( منيرة) بتفكر كيف ( إنصاف) عرفت ( إكرام) عندها.. دي متأكدة مليون في المية لدرجة مشت المحكمة و فتحت قضية و جايبة إذن تفتيش ومباحث.. لالالا.. دي تكون شافت ( إكرام) بى عينها طالعة ولا داخلة.. مستحيل تعمل كدا بس على كلام أي واحدة قالت ليها شفت ( إكرام) هنا..​ وبدت ( منيرة) تفكر في ( إكرام) المسكينة وكيف تااااني ح ترجع للجحيم.. جحيم ( إنصاف       


               الفصل العاشر من هنا                               

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×