رواية كلهم كلاب الفصل الثامن 8 بقلم حمزه


 

[ كلهم كلاب ] .. 

بقلم حمزه 

الفصل الثامن 


( إنصاف) قامت على حيلا وغضب الدنيا كله في وشها على ( ياسر):

- قلت شنو؟


- كنت تعبان ياخ و محروم منك عشرة أيام وقدامي بت حلوة مبالغة جسما مبالغة راقدة مفاتنا كلها برا، عاوزاني أعمل شنو؟


( إنصاف) هاجت:

- ترقد فيها طبعا"، تعصرا و تمصمصا و تختو بين وركيها و ترتاح، يعني حا تعمل شنو، ما إنت مسكين و ماقادر تصبر و الناس لما تسمع قصتك دي بتعزرك


( إنصاف) كانت بتتكلم  بى تهكم.. فجأة قامت ليك على كلاما السم داك:

- إنت يا راجل يا ما بتختشي كان غالبك تصبر يوم واحد بس؟ يعني معناتا كان سافرت حتة تانية وطبعا" ما ح تقدر تصبر ح ترقد مع أي واحدة تانية يا معفن يا جزمة، أنا كنت عارفاك خيخة و مستحملاك، بس ما قايلاك واطي يا رِمة، خوت المفاتيح د....


فجأة ( ياسر) نط ليك من السرير واقف وصمت ليك ( إنصاف) كف طيَّرا هناك..​ وبرغم الوجع ال بحس بيهو لما يتكلم.. كورك في ( إنصاف) :

- أنا ما خيخة يا وش النحس، أنا خُنتك في لحظة ضعف بس إنتي حيوانة شوية عليك، قلبك أسود ما عندك رحمة، أنا خنتك في بت أختك مرة، بس إنتي خنتي أختك في بت أختك مليون مرة


( إنصاف) كوركت فيهو:

- يا جماعة ما في ناس؟ مافي حضور يصفقو لى الزول دا ما شاء الله عليه كلَّام وكله حِكم





وبقت ( إنصاف) تصفق ليهو و ( ياسر) مستغرب من إستهزائها و تهكما لى الدرجة دي.. ( إنصاف) فجأة وقفت من التصفيق و بزغت في الوطا ( دلالة على الإحتقار ) وقالت:

- إنت العندك إنسانية و ضمير، مالك ما رحمت بت ضعيفة يتيمة راقدة في الوطا جسما كله قايم من الدق و الضرب، ضميرك كان وين ساعتا ديك؟


( ياسر) رد ليها التفة وبزغ ليها في وشها و صمتا تاني كف:

- إنتي عارفة دا كله وما بتستحي وكمان بتقوليهو بى خشم مليان؟ إنتي مريضة بس


( إنصاف) مسحت وشها وقالت بى كل هدوء كأنه مافي مشكلة:

- خوت المفاتيح هنا و شيل عواليقك من الدولاب وإتفضل أطلع برا


( ياسر) رمى ليها مفاتيح الدكان وفتح دولابه طلع هدومه و جر ليهو شنطة من تحت السرير خت فيها هدومه.. دخل الحمام جاب ليه عرّاقي و ملابس داخلية ختاهن في الشنطة.. جرّ ليهو طربيزة طلع فوقا نزل حاجات من راس الدولاب دخلن في الشنطة.. قفل سوستت الشنطة و شال الشنطة بى يدو الشمال ووقف لى ( إنصاف) في وشها وقال:

- إنتي طالق، أبوك لأبو أهلك


وطلع قفل الباب بى قوووة..​ طاااااخ

_____________________________________________


 ( منيرة) اليوم كله ما مشت المدرسة.. إستأذنت وجات حرست ( إكرام).. إهتمت بيها زي بتها و أكتر..​ جهزت ليها الأكل و خلطت ليها العصير و عملت ليها الشاي.. وفعلا" مجرد ما صحت ( إكرام).. قامت ( منيرة) بى أكتر من الواجب.


( إكرام)​ لما صحت..​ كانت حاسة بجوع رهيييب.. ماعارفة روحا نامت اليوم كله لحدي المغرب.. وما كانت عارفة أصلا" في عقرب قرصتا.. لأنه لما صحت كان جسما كله واجعا من الضرب.. وإختلطت الآلام ببعض وما عرفت الألم الفي كتفها كان من  ( التفصد) لى القرصة ما كان من الضرب العنيف في كل حتة من جسما.. ( إكرام)​ بعد أكلت و شربت العصير.. عرفت روحا في بيت المديرة..​ بس راسها كان تقيل حاسة لسة محتاجة للنوم.. ما إتكلمت حكت حاجة ولا ( منيرة) سألتا..​ ( إكرام)​ طلبت من ( منيرة) تقعد جمبها في السرير.. و قعدت ( منيرة) جمبها و ختت ( إكرام) راسها في وركين ( منيرة) البقت تمسح ليها في شعرها.. ونامت ( إكرام) تاني زي نص ساعة تاني إرتاحت فيها شديد..​ و صحت على دقت الباب.. قامت ( منيرة) براااحة ختت راس ( إكرام) ومشت فتحت الباب لقتا ( سعدية) لافة يدها بى فاول ضاغط.. خشت ( سعدية) شايلة ليها حلة معاها ولدها.. دخلت لقت ( إكرام) مصنقرة في نص السرير أخدت كفايتا من النوم والصداع راح.. ( سعدية) سلمت على المديرة و ( إكرام) وقالت:





ً - دي شوربة جداد حارة يا بتى أشربيها طوالي بتشد حيلك


( إكرام) ما كان فاهمة حاجة لأنه بتعرف دي ( سعدية) الفرّاشة..​ بس المافهمتو ( سعدية) كيف عرفت إنه هي هنا وليه جايبة ليها شوربة..​ و خجلت شوية من الموقف بس قالت:

- يديك العافية يا خالة


وقعدن ( منيرة) و ( سعدية) يحكن لى ( إكرام) الحصل من ما لقوها جمب الباب.. و بعد إنهتن ( منيرة) قالت:

- احكي لينا يا بتى لى شنو مرقتى من البيت، ودا منو الما بخاف فيك الله دا


( إكرام) بت أصول وإن كان ربتها خالتا وما علمتا حاجة.. بس الأصول و القيم و المبادئ رضعتا ( إكرام) من أمها قبل ما تموت.. وما أثرت فيها تربية خالتا نهائي.. كانت نسخة من أمها بكل طِباعها و شخصيتها..​ عشان كدا ( إكرام) أول حاجة شكرت ( منيرة) و ( سعدية) حتى بعد داك بدت تحكي كل حاجة من البداية.. ومع كل كلمة بتطلع من ( إكرام).. كانت بتجري وراها دمعة من ( منيرة) و ( سعدية) قبل ما تجري من ( إكرام).. حتى ( آدم) ولد ( سعدية) لما إنتبه لى قصتها و المآسي المرت بيها و بتمر بيها يوميا".. جرت دموعه برضو..​ وما أعتقد في بشر من دم و لحم يسمع حكاية ( إكرام) وما ينفطر قلبه..  إلا لو كان حجر

_____________________________________________


( مصطفى) فرحان بالعجلة فرح شديد.. من ما جا من المدرسة ما نزل منها.. يجري بيها في الحوش هنا وهنا ويعلم في ( آية) و يمسكا من ورا.. و حبوبتهم تعاين فيهم مبسوطة.


جات ( مها) شايلة شاي الغدا كبت لى أمها و بعدين كبت لى ( مجدي).. ( مجدي) قال ليها:

- يديك العافية 


شرب شوية كدا بعدين خت الكباية قال لى ( مها) :

- أها كيف ( معتز) معاك؟ الأمور كلها تمام


يقصد راجلها.. ( مها) قالت:

- والله تمااام ما مقصر في حاجة، بس ظهرت ليهو وجعة فى ضهره بتجيه طوالي بقت، ليهو أسبوع ما اشتغل

- والله هو ضكران ونجيض وزول شغل وما بدور الخمالة، أنا بعرفهم و بعرف أهله كلهم، بس شغلت اليومية دي حارة يا ( مها) و بتقصر العُمُر

- والله يا ( مجدي) كلمته كم مرة قلت ليهو شوف ليك أي شغلة تاني إن شاء الله تسوقلك ركشة


( مجدي) سكت شوية كدا كأنه بفكر في حاجة بعدين قال مبسوط:

- أقول ليك حاجة، والله فكرة، أنا عندي حُرباشات كدا، ح تروح أكل و شراب ساي، كدي كلمي لي لو جبنا ليهو ركشة بالتقسيط بشتغل؟ 


( مها) إنبسطت شديد:

- مالو ما بشتغل، أحسن ليهو من شغلة الشقاوة دي، بالعكس كان شد حيله فيها و مسك ترحيل و مشاوير ثابتة، بريِّح نفسه و بساعدك إنت كمان في المصاريف 


- خلاص قولي ليهو ( مجدي) عاوزك في موضوع، عاوز أسمعه براي ح يلتزم ولا أكنسل الموضوع لأني ما بضمن زول تاني على الركشة يكسرا و يبشتنا علي ساي 


( مها) قامت مبسوطة:

- خلاص تمام هو قاعد بحضر في المصارعة، هسة بكلمه


( مها) مشت تكلم ( معتز) راجلا إنه أخوها عاوزه في موضوع.. و طول الفترة دي كانت ( عبير) راقدة جوا في أوضتها سامعة كل حاجة.. جات مارقة صارة وشها ولا سلمت على ( مجدي) ولا على أمه.. نادت ( آية) بى نهرة كدا قالت ليها:

- تعالي أسرح ليك


( آية) أبت تمشي ليها.. ( عبير)​ مشت عليها جضمتا حاااار و نتلتا من العجلة نتل وتنهر فيها:

- تعالي دي ما ليك؟


( مجدي) إستغرب للتصرف دا.. أول مرة يشوف ( عبير) كدا مع الأولاد..​ قام على حيله مشى على ( آية) قبل ما تبكي مسح ليها شعرها :

- أمشي يا حلوة سرحي وتعالي ألعبي مع أخوك


( آية) مشت مدمعة..​ ( مجدي)​ كان متضايق شديد من تصرف ( عبير) بس ماعاوز يتكلم سخن معاها قدام الأولاد.. حتى الحاجة ( أم مجدي) إتضايقت من ( عبير).. و الخلا ( مجدي) يتضايق أكتر إنه ( عبير) لا سلمت عليه ولا على أمه بالذات.. من الصباح وقت الفطور منحبسة في أوضتا لا بتتونس معاهم ولا بتسلم على أمه أو أخته لما تطول وما تكون معاهم..​ ( مجدي)​ ملاحظ ليها بس قال يمكن زعلانة في حاجات نسوان ما بتستاهل..​ ويوم يومين يرجعوا يتونسوا مع بعض.. لأنه لا أمه لا أخته مافي واحدة شكت من مرته.. ولا هي شكت من منهم..​ دا السبب الخلا ( مجدي) ما يفتح الموضوع مع أي طرف.. و إنتظر ( مجدي) بفارغ الصبر ( آية) تطلع من أوضة أمها..​وفعلا" جات ( آية) جارية







 جري حضنت أبوها القاعد في البرندا حتى جرت تلعب مع ( مصطفى).. ( مجدي) زول ذكي و عنده نظرة بعيدة في فهم الأمور.. وعرف الأطفال مهما كان سنهم دايما" أذكياء و بميلوا بى فطرتهم للشخص الأكتر عاطفة و لين.. عشان كدا حضن ( آية) لى أبوها كأنه بتشكره إنه كان ودود في تعامله معاها عكس أمها..​ ودا الخلا ( مجدي) يفهم إنه دي ما أول مرة تنهر فيها ( عبير) الأولاد بدون سبب..​ بس هو كان أول مرة يشوف الحاجة دي.


( مجدي) قام دخل أوضة النوم حقتهم و قفل الباب عليه.. لقى ( عبير) بتسرح صارة وشها:

- دا شنو العملتي دا

_____________________________________________


( إكرام) حكت كل حاجة كانت بتتعرض ليها من خالتا و بنات خالتا..​ كل حاجة من وهي صغيرة.. وقبل ما تصل لى آخر موقف الكان جا فيهو العريس يتقدم ليها وحصل الحصل.. قبل ما تصل النقطة دي.. كان ( آدم) ولد ( سعدية) قام طلع برا الشارع غلبه يسمع الباقي لأنه إتأثر بالجد.. و السبب التاني الخلاهو يطلع برا.. حس دموعه ح تجري كميات وما حب يظهر المشاعر دي قدامهم.. بس بالجد لما طلع برا بقى يبكي بى صوت كمان.. صاح كان صغير في سادس.. بس كان قلبه كبير..​ عَطف على واحدة أول مرة يشوفا في حياته.


( إكرام) حكت كل حاجة لحدي ما رمت موبايل ( ياسر) في الموية و شالت المفتاح طلعت جات رقدت في الباب برا.. لما سكتت.. قامن ( منيرة) و ( سعدية) الإتنين حضنن ( إكرام) و قعدن جمبها يبكن و يبوسن فيها..​ وحست ( إكرام) إنه ربنا عوضا أُمين بدل أم واحدة وحست جد بلأمان و سطيهم..​ و إفتكرت إنه دي نهاية أحزانا وإنه بعد كدا ح تلقى السعادة مع ناس بحبوها..​ وكانت ( إكرام) عاوزة تأكد ليهم إنه مستحيل ترجع بيت خالتا تاني لو تنوم في الشارع يقرصا ( دابي) كمان موش عقرب.. كان بالجد الموت أهون ليها من العيشة العايشاها دي..​ ولو لا المدرسة و تمسكا بالمدرسة..​ كانت شردت من زماااان.


 ( إكرام)​ قالت لى المديرة:

- أرجوك أبلة خليني أقعد معاك، أنا ما عاوزة أرجع تاني


وكان رد ( منيرة) صادم جدا" لى ( إكرام) لما قالت ليها:

- معليش يا ( إكرام) بِتي،  ما بقدر


                الفصل  التاسع من هنا                                                       

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×