رواية كلهم كلاب الفصل الثاني والعشرون


رواية كلهم كلاب 

الفصل الثاني والعشرون 

بقلم حمزه 


تاني يوم من اليوم الشافت فيه ( إنصاف) ( إكرام)..​ وقفت عربية ( دبل قبين) آخر موديل مظلة.. ظاهر عليها بتاعت كيزان.. وقفت بى طريقة مستفزة قدام دكان ( سعدية) بعد جات ( إكرام) مباشرة.. كأنه كانوا منتظرنها..​ وقفت قربت تصطدم واحدة من الركشات الفي الدكان.. وقفت بى فرملة قوية..​ و إنفتحت الأبواب الأربعة كلها مرة واحدة.. نزلوا ستة أنفار معاهم السواق يشلتوا في البنابر و الطرابيز القدامهم بى شاييها و جبنتها..​ يشلتوا يشلتوا لحدي ما وصلوا ( إكرام) المخلوعة من لحظة وقوف العربية بى صوت عالي.. ( آدم)​ جا جاري وقف جمب ( إكرام) لما شاف الستة ماشين عليها يشلتوا و يشوتوا أي حاجة في طريقهم.    . ( سعدية)​ جات جارية برضو قلبها بين رجليها وقفت قدام أول واحد ماشي على ( إكرام) وقالت:

- في شنو؟


الزول لابس نظارة شمسية سودا.. نهَر ( سعدية) بى عدم إحترام واضح:

- أمشي بعيد ياحاجّة ما ألصق ليك كف


( آدم) قلبه حار وما بخاف..​ شال ليه طربيزة طق بيها الزول في راسه.. لو الطربيز​ة ما بتاعت بلاستيك كانت فتحت راسه.. جروا إتنين على ( آدم) عشان يضربوا.. و مسك الزول الضربه ( آدم) بالطربيزة يد ( إكرام) المرعوبة وجراها جر من البمبر وقال:

- تعالي هنا يا ( ش*****)


و بس.. كانت زي ما بقولوا دي الشرارة الولعت الحريق..​ ناس السوق ديل لمو ليك في الناس ديل دق زي الليل..​ كسروهم كسر صاح.. كييييف ينتل يد ( إكرام) كدا يقول ليها ( ******).. بتاعين الركشات يعجبوك..​ لمو في العربية كسّروا القزاز و اللمبات.


الستة كيزان كسروهم ما لقوا فرَقَة يفتحوا خشمهم.. ( سعدية)​ جرّت ( إكرام) و ( آدم) بعيد من المدافرة و الضرب ال بِقى من طرف.. واحد من الستة قال :

- نحن ناس أمن، الكلام دا بتابوهو بعدين


وأريتو كان ما فتح خشمه.. الناس لمت ليكم فيهم كسِر زيادة و تسمع عبارات غاضبة شديد..​ كأنه الناس دي قهرانة ولقت ليها منفذ تتنفس فيه و تطلع الغضب الجواها الممكون..​ تسمع واحد يقول:

- وكمان كلاب أمن؟ والله الليلة يا ( ****ت) إلا (******) هنا


وتسمع تاني بقول:

- ديل كيزان ( *****ط) ن***** عشان تاني ما يجو هنا


وفعلا" كانت ظروف البلد زي الزفت والناس صابرة و صابرة لما غلبا الصبر.. و بدت الناس تطلع في مظاهرات هنا وهناك وبقى الجو مشحون و محتقن شديد و الناس كرهت حاجة إسمها ( كيزان) وبقت على الهبشة عاوزة سبب بس مع أي كوز.. عشان كدا إنجلدوا بتاعين الأمن جلِد صاح و جروا خلو العربية ال لمو فيها ناس السوق خلوها خُردة.


 ( سعدية)​ خافت شديد على ( إكرام)..​ وكانت عاوزة تقفل ترجع البيت بالرغم من إنه لسة أكِلها ما كِمل..​ بس ناس السوق كلهم جاطوا و حموها تقفل و أقنعوها إنه مافي زول بقدر يمد ليهم أصبع.. وفعلا".. بقت ( سعدية) محروسة بكمية من البشر الغضبانة من الحكومة و النظام و الحرامية.. بمعنى آخر.. ( سعدية)​ و ( إكرام) و ( آدم) بقوا تحت حماية ( الشعب).. و قاموا الناس كلهم..​ نضفوا المكان و عدّلوا الطرابيز و قعدوا تاني ياكلوا و يشربوا مبسوطين إنه لقوا ليهم برنامج بتاع حماية و دا أكيد سبب قوي و مقنع يخليهم ( يكسروا رُكبة) اليوم كله في دكان ( سعدية).. بس الخوف كل الخوف كان في قلب ( سعدية) و ( آدم) على ( إكرام)..​ و في قلب ( إكرام) على ( سعدية) و ( آدم).. ورجع كل واحد فيهم شغال شغله بس بدون تركيز.. وجا سؤال واحد في عقولهم التلاتة.. ديل منو؟


وقريب منهم شديد.. في الدكان المقابل ليهم من الجهة التانية في الشارع كان صاحب الدكان أجرو من تلاتة أيام بس.. وكان متابع كل حاجة حصلت بكل إهتمام.. وكان صاحب الدكان دا.. ( ياسر).

_____________________________________________


( الصومالية) وقّف عربيته جمب بيت طيبة دق الجرس فتحت ليه ( إنصاف)..​ ( طيبة)​ كانت مافي..​ مرقت معنى عشان تفضي ليهم البيت..​ ( إنصاف)​ قالت:

- عامل لي فيها بتاع أمن وماعارف شنو؟ بت مفعوصة زي دي ماقادرين تجيبوها؟


( الصومالية) قلع نظارته :

- ال( ******) الفي السوق ديل حارسنها بى صورة غريبة خلاص


- ما تدقوهم العواليق ديل، حبت أولاد و عواطلية ماقادرين عليهم؟


- ما كدا، أنا في إمكاني ( أ*****) كلهم في نص دقيقة، بس البلد كلها هايجة و في إحتقا    ن شديد وجاتنا تعليمات من فوق إنه ما ندخل في إشتباكات كبيرة مع أهالي أي منطقة، يعني لو واحد ولا إتنين ولا حتى خمسة أنفار، ممكن ( ******) عادي، بس سوق و ناس ح تتلم و تتلم و تبقي لينا تجمعات و شرارة لى مناطق تانية، ممنوعين منع نهائي نخش في حاجات زي دي


- أها و الحل شنو يعني


- الحل القوة ما بتنفع، حتى لو جبت ناس الإحتياط المركزي و دقينا السوق دا كله و قلعنا ( إكرام)، الناس تاني يوم ح يطلعوا مظاهرات و ح يكون في تجمعات و قلت ليك دا نحن حاليا" ماعاوزنه، في حل تاني، بنجيبا من البيت، وحسب معلوماتي، الحِلة كلها ماراضية قُعاد ( إكرام) مع ( سعدية) ومافي زول ح يعترض، بالعكس ح يكونوا مبسوطين


- أحيييييي أنا، ما شفت بطني     فايرة كيف على العواليق دي، منتظرة بس يوم بكرة بى فارغ الصبر تجيبوها لي في البيت


( الصومالية) مد يده هبش بطن ( إنصاف) و بقى نازل لى تحت وقال:


- بكرة لى شنو؟ بعدين هي ح تطلع مع صاحبتها و ح ترجع بعد العشاء طوالي، نحن ح نكون منتظرنها، أول ما تدخل البيت و صاحبتها تمشي طوالي بنداهم البيت و نجيبا ليك تبيت تحت الليل دا معاك


( إنصاف) عن قصد ما كانت لابسة لباس..​ كانت مستعدة تعمل أي حاجة خصوصا" لما حست إنها بقت قريبة شديد من ( إكرام) بى فضل ( الصومالية).. عشان كدا ماعاوزة تخسره و عاوزة تغريه و تعشِّموا لحدي ما يجيب ليها ( إكرام) لحدي البيت..​ في نفس الوقت ماعاوزاهو ينال مُراده قبل كدا عشان ما يكسل أو يغدر بيها و ما ينفذ وعده.. عشان كدا لما ( الصومالية) وصل المنطقة الحساسة وبقى يهبش بى يده.. ( إنصاف)​ما منعته.. بالعكس.. كتلت ليه عيونا وخلته يهبش و يهبش لما خلاااص حيله مات.. مسكت يده زحتا و قالت:

- قرربت يا حلو، جيبا لي الليلة البيت و وحااات عيوني الليلة تبيت معاي للصباح


( الصومالية) إنبسط شديد و شهوته زادت لما إتخيل إنه خلاااص هو راقد في أحضان ( إنصاف)..​ طلع تلفونه و قال:

- الجميل ما يزعل، أنا و ( إكرام) الليلة بايتين عندك


ودق على واحد وقال:

- ( بدوي)، كلم الشباب نفِّذ طوالي أول ما تجي بعد العشاء من صاحبتها و تدخل البيت


وقفل الخط وقال لى ( إنصاف) :

- أنا ماشي لى (غادة) صاحبتك ال ( ******) أديها  كم دور عشان أجي بعدين أطوووول معاك لحدي ما أعمل لي واحد


( إنصاف) ضحكت وقالت:

- وأنا منتظراااك

_____________________________________________


( زحل) دخلت مع ( بسمة) و ( إكرام) غرفتها و جابت العشاء طوالي وبدوا ياكلوا..​ ( ناجي)​ كان مع أصحابه عاملين ليه حِنة لأنه بكرة العِرِس خلاص.. ( بسمة)​ قالت:

- طيب ديل منو يا ( إكرام)


- والله ما عارفة، بس شكلهم كدا مباحث


( زحل) قالت:

- والله الناس زهجانين من الحكومة هسة ولا بعرفوا ليك مباحث ولا أمن، ح ياكلوهم أكل لو جو تاني


- والله أنا خايفة تكون دي عمايل ( إنصاف) خالتي، بكون كلما ( ياسر) لأنه ظهر في الدكان قبل تلاتة أيام ودقوهو ناس السوق


( بسمة) قالت:

- ( إكرام)، تاني ما تجازفي تمشي السوق


( إكرام) قالت و المغصة ح تشقها:

- وح أساعد خالتو ( سعدية) كيف؟ لازم أمشي


( زحل) قالت:

- ( إكرام)، ماتشيلي هم، أول حاجة ما شاء الله خالتو ( سعدية) وقفت على رجولا ما شاء الله على حسب كلامك، وبقى عندها زبائن يكفوها دخلها وبى زيادة دبل حتى لو إنتي ما مسكتي الشاي، ونحن بعد بكرة طوالي بعد العِرِس ح نجي أنا و ( بسمة) معاك بعد المدرسة نتغدي في الدكان بس بشرط، تخلي الشغل في السوق، و في محل جااااهز ح تشتغلي فيهو أحسن ليك من قعدت السوق، وقروشه كويسة شديد وكمان بعد المغرب لحدي عشرة بس، يعني تجي من المدرسة ترتاحي تاخدي ليك نومة وتصحي العصر تتغدى و تشربي الشاي و تقعدي تراجعي لحدي المغرب، وبتجيك عربية لحدي هنا توديك و تجيبك


( إكرام) حست بى فرحة بعد ما كانت أعصابها بايظة من الحصل في السوق..​ سألت ( زحل) بى شغف:

- الشغل شنو


- بوتيك، ح تمسكي بوتيك ( منال) خالتي، البِت المقعدنها حرامية بتسرق الكريمات الغالية و بتدين صاحباتها و ما بجيبوا ليها القروش، و خالتو ( منال) حذرتها كم مرة بس ماعاوزة تتعدل، ولما كلمت خالتو ( منال) عنك و عن شغلك في السوق حبتك شديد و قالت لي كم مرة أكلمك تشتغلي معاها، بس أنا شايفاك متعلقة بى خالتو ( سعدية) و كنت عارفاك ما ح توافقي تخليها، بس يا ( إكرام) هسة الوضع إختلف و قُعادك في السوق بقى خطر زي ما قالت ( بسمة)، و شغلك في البوتيك ح يخليك تساعدي خالتو ( سعدية) بدون ما تدخلي روحك في مشاكل


( بسمة) مسكت يد ( إكرام):

- الرسول فيك توافقي


( إكرام) بى إبتسامة عريضة:

- أكيد موافقة


( زحل) لما سمعت رد ( إكرام) ختت اللقمة الكانت مودياها لى خشُما ومسحت يدها بى منديل و شربت ليها جُغمت موية وختت أصابع يديها في خشُما وبقت تصفِّر صُفارتا العجيبة ديك وبى صوت عالي كمان


أمها تحت في الحوش مع النسوا    ن يطبخن في حِلل كبيرة..​ كلهن رفعن راسهن فوق لما سمعوا الصفافير.. أمها قالت:

- وحااات إسم الله البِت دي مرضانة


( بسمة) و ( إكرام) ضحكن..​ ( بسمة)​ قالت وعشان الفرحة تبقى فرحتين.. دخلت يدها الشمال في الشنطة و تاكل بى يدها اليمين..​ دخلت يدها و طلعت موبايل ( هواواي واي ناين).. أدت الموبايل لى ( إكرام) و قالت:

- دا الموبايل القلت ليك عنه، أصلي وبى 18 ألف وتقسطيه في سنتين عمتي قالت ليك، إنتي قلتي عندك عشرة، جيبيهن بكرة و الباقيات قسطيهن على السنتين


( إكرام) خلت الأكل.. مسحت يديها بى منديل ومسكت كرتونة الموبايل تقلب فيها فرحانة شديد عاوزة تطير من الفرح:

- ماعارفة أقول ليك شنو ( بسمة)


باستا من خدودا الإتنين شديد..​ ( بسمة)​ دمعت لى فرحة ( إكرام)..​ ما متوقعة ح تفرح لى الدرجة دي.. ( زحل) كملت ليها المفاجأة وطلعت من جيبها شريحتين و ذاكرة 128 جيجا..​ الشريحتين واحدة بيانات و التانية إتصال وبى إسمها هي.. شريحة الإتصال فيها رصيد 200 جنيه.. والبيانات منشطة جاهزة واحد جيجا يوميا" لمدة شهر..​ وبعد دا فيها رصيد 450 جنيه.. يعني رصيد شهرين تاني واحد جيجا يوميا".. ( زحل)​ أدت الشرايح لى ( بسمة) وقالت ليها تركبن في الموبايل و قالت لى ( إكرام) :

- خلاص جيبي العشرة بكرة، و التمانية الباقيات بتخصمن خالتو ( منال) من مرتبك كل شهر 350 بنديهن لى عمة ( بسمة)، وبعد سنتين بتكوني خلصتي الأقساط بدون ما تشعري


( إكرام) حضنتا شديييد وقالت :

- الله ما يحرمني منكم، الليلة من الفرحة ما بنوم، ماعارفة ح أجازيكم كيف


( زحل) باستا في خدودا وقالت:

- بس أبعدي لينا من السوق و إشتغلي مع خالتو ( منال) في البوتيك، و بكرة إن شاء الله بعد الناس يطلعوا ونبقى ناس بيت، حِتيهو لينا، كدا بتكوني جازيتينا تب


ضحكوا التلاتة و حضنتا ( إكرام) تاني و قالت:

- حااااضر يا عسل


وطلعت جارية جري تغسل يديها في الحمام و تجي عشان تشوف الموبايل و تشغله.. وجا في راسها طوالي ( سندس)..​وبقت متلهفة بتييين ترجع البيت عشان تخُش الفيس


في اللحظة دي ( بسمة) قالت لى ( زحل) :

- إنتي مجرمة خلاص، المسكينة صدقت إنه عمتي بتبيع الموبايلات، لو عرفته منك إنتي ما بتشيله


( زحل) ختت ليها يدها في خشُما وبقت تهمس:

- إشششس، الموضوع دا ما تفتحي تاني نهائي


- طيب بكرة لما تجيب القروش أعمل بيهن شنو


- ح نرجعهم لى خالتو ( سعدية) تحفظهم ليها، أكيد ح تحتاج ليهم يوم من الأيام، مع خالتا الفقُر دي ما معروف البحصل شنو


جات ( إكرام) داخلة قالت:

- يلا كبو العصير و أمشي ياعسولة جيبي الشاي عشان توروني الفيس و حركات الفيس عشان بعد شوية أرجع البيت أفتش ( سندس) 


( بسمة) كبت العصير و ( زحل) مارقة تجيب الشاي قالت:

- يا سُكر كل حاجة جاهزة، عملنا ليك حساب وقدمنا ليك طلبات الصداقة وقبلناها كمان


قعدت تضحك طلعت من الأوضة قالت:

- ( بسومة) وريها، هسة بجيكم


( إكرام) فرحتها ما بتتوصف..​ خلاص نست كل الحصل وزال عنها الخوف.. بقت متخيلة ( سندس) منتظراها..​ وإنه هي ح تلقى ( سندس) بمجرد ما تخُش الفيس..​ بس المسكينة ما كانت عارفة ( سندس) بتتألم لى ألم المسكينة ( ميراب) بسبب التحول المفاجئ في شخصيتها بى سببها هي.. و برضو ما كانت عارفة الراجيها لو رجعت البيت.. مسكينة ( إكرام)..​ كل ماتجي تفرح.. تجي الأحزان بى كل الألوان. 

_____________________________________________


( مها) في التلفون:

- آي يا ( مجدي)، إتخيل التافهة المعفنة المقطعة شكت أمي في ( محكمة الطفل)؟ 


( مجدي) زول محترم.. بس لما يزعل شديد  بتلفظ غصب عنه بدون ما يشعر.. مابقدر يمسك أعصابه.. ( مجدي)​كورك:

- شكت أمي أنا؟ ( ***) أم أمها زاتو ال( ******) بت الحرام


( مجدي) حتى ما إنتبه إنه بكلم في أخته.. زي الفطّ سلك.. وقع في ( عبير) وأهلها نبز نبز شديد:

- و وين أبوها ال ( ***) دا يقول ليها الكلام دا عيب، ولا أمها ال ( ******) بت ال ( ******) دي ما تقول ليها غلط؟ 


( مها) خافت على ( مجدي) من الزعل الشديد يجيه ضغط ولّا حاجة لا سمح الله.. قالت ليهو:

- إنت خلي بالك من نفسك و ماتشيل هم، أنا بمشي مع أمي إن شاء الله و بحصل كل خير


( مجدي) بقى يبكي من الزعل:

- عليك الله بِت الحرام دي ما بتخجل؟ أمي دي مافي مقام أمها، لو شكيت أمها في المحكمة بترضى؟ أمي ذنبها شنو تشكيها في المحكمة أ*** ** أمها زاتو، بعدين الأولاد موش معاها؟ تشكي أمي في شنو؟ 


( أم مجدي) كانت مصنقرة في السرير زعلانة من الحَرَكة العملتا ( عبير)..​ بس حست ( مجدي) ولدها زعلان شديد.. ومع إنه ( مها) قاعدة منها بعيد.. بس بعد دا حست إنه ولدها متضايق شديد.. قالت لى ( مها) بِتها:

- كدي أديني ليهو


( مها) كلمت ( مجدي) إنه يهدأ    عشان أمه عاوزاهو..​ ( مجدي)​ مسح دموعة و جرَّ نفس طويل.. قال:

- كيفك يا حاجَّة


- الحمد لله مبسوطة يا ولدي


وبكى ( مجدي) من غير ما يشعر:

- معليش يا حاجَّة دي غلطتي أنا العرستَ الكلبة دي، والله لو بعلم إنه بتعمل كدا ورب البيت ما كنت دخّلتها عليك، معليش يُمة أمسحيها لي في وشي


- حصل خير ياولدي، ما تشيل هم إنت، بنمشي المحكمة أنا وأختك و مافي حاجة، هي بس عاوزة تقص مرارتك علي أنا عشان تعزبك في غربتك، أوعى يا ولدي تديها مُرادها، أضحك و أنبسط وركز في عملك وماعافية منك لو ما شفت ليك بِت حلال وجيت عريس 


( مجدي) هِدا شوية و إنبسط وإرتاح لما سمع كلام أمه.. قال:

- أبشري يا حاجّة، من هسة ولدك عريس


- إن شاااااااء الله يارب، هاك أختك وعااافية منك دنيا و آخرة


- الله يعافيك يا أمي


( مها) مسكت الموبايل :

- ألو


- خلي بالك من أمي يا ( مها)، والله يصبرني الأيام البقعدها هنا لحدي ما أرجع لى بِت الحرام دي أوريها كيف


- ( مجدي)، زي ماقالت ليك أمي خلي بالك من نفسك وماتشيل هم العواليق دي، أصلا" محكمة الطفل دي لما يكون في إعتداء جسدي على الأطفال، بعدين غير كدا هم الأولاد عندها، كيف تشتكي؟، عشان كدا زي ماقالت ليك أمي بس هي عاوزة تقلق بيك في الغربة و تتعبك نفسيا"، عشان كدا ما تشتغل بيها و ركز في شغلك ربنا يحفظك 


- اللهم آمين يا ( مها) ويحفظكم إنتو كمان، وإن شاء الله كله لى خير وأي أول ليه آخر، يلا عشان قدامنا تفتيش في الشارع، بدق عليكم بعد بكرة الصباح بعد تطلعوا من المحكمة إن شاء الله 


- إن شاء الله وخلي بالك من نفسك 

_____________________________________________


( إكرام) نزلت من ( زحل) بس يارب توصلا البيت عشان تفتش في الفيس عن ( سندس)..​ و ( زحل) ما قصرت معاها عملت ليها حساب و صفحة بى إسمها و ختت فيها صورتها هي و ( إكرام)..​ ( إكرام)​ نزلت مبسوطة شديد وقالت لى ( زحل) :

- ح أكلم خالتو ( سعدية) بكرة من المدرسة بمشي معاك البيت ببيت معاك زي ما وعدتك عشان بعد بكرة مابنمشي المدرسة


( زحل) ردت:

- وماتنسي تكلميها بى موضوع الشغل


- إن شاء الله يا عسل، يلا أمشي عشان الوقت ما يتأخر عليك


- يلا يا سُكرة لى بكرة، باي 


- باي 


ودورت ( زحل) مشت..​ و مشت ( إكرام) على البيت حاضنة الموبايل كأنه خايفة يقع منها..​ دقت الباب فتح ليها ( آدم) دخلت و قفلت الباب. 


وكالعادة.. كان هناك نفس العيون المتابعة ( إكرام) دايما" في الخفاء.. بس المرة دي ما عيون ( بدوي) بس..​ كان في بوكسي فيه نفس الأشخاص الإتهجَّموا عليها في السوق زايدين عليهم إتنين.. ( بدوي)​ دق على ( الصومالية) :

- دخلت البيت هسة


( الصومالية) :

- ومنتظرين شنو، أمرقوا ال ( ش*****) وجيبوها لي محل وريتكم


- حاضر سعادتك


ونزلوا من البوكسي تمانية أنفار يتقدمهم ( بدوي) ..​ أربعة راكبين قدام..​ وأربعة ورا في الصندوق.. نزلوا وكل الشر في عيونهم.. نزلوا وقدامهم هدف     واااحد بس.. وهو إنه يرجعوا ( إكرام) لى بيت ( إنصاف) عشان تضوق مرة تانية من العذاب ألوان.. نزلوا وفي عيونهم مافي رحمة للمسكينة ( إكرام) لأنهم ببساطة.. 

                     الفصل الثالث والعشرون من هنا 

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×