رواية كلهم كلاب
الفصل الخامس والعشرون
بقلم حمزه
( مجدي) إتصل على ( مها) أخته:
- كيفك ( مها)، و أمي عاملة كيف؟
- الحمدالله كويسة
- الحمد لله، أها، الحصل شنو
- دي عواليق متخلفة ساي، طلع بتعرف واحدة نقيب في محكمة الطفل و شكت أمي هناك ومفروض أصلا" شكوى زي دي ما تنقبل لأنه الأولاد أصلا" ما عند أمي، و الشكوى زاتا الشي الفهمتو ما منها فايدة، شكلها كدا كانت عاوزة بس تحرق قلبك بى جرجرة أمي لى المحكمة و تخوفنا في نفس الوقت عشان ما نطالب بى الإولاد كل أسبوع
(مجدي) دمه فار:
- الله لا بارك فيها، أوعى تديها مصاريف بت الكلب دي وخلي المحكمة تنفعا
- طيب يا ( مجدي) الأولاد؟
- الأولاد يا ( مها) أنا ما مابي أصرف عليهم، ومصاريفهم عندك، صاح ولا ما صاح، بس هي قلت أدبا شديد والله و زعلتني في أمي، أولادي ما ماشين يموتوا بالجوع، خليها لما أبوها و أمها يقوموا عليها و يقولوا ليها فترنا من الصرِف عليهم، أمشي خلي أبوهم يصرف عليهم، بس لما تجيك بت الكلب قولي ليها ماعندك قروش هنا، شوفي ( مجدي) على وين، بت الكلبة لما تنعصر بتنجبر تتصل علي، وساعتها بعرف أأدبا كويس
- خلاص تمام، أمي نايمة بس قالت كان دقيت يسلمو عليك
- الله يسلما يارب و نوم العوافي، خلاص بتصل عليها بكرة بدري إن شاء الله قبل ما تنوم
- خلاص تمام الله يديك العافية، و الركشة شغالة كويس
- الله يعافيك يارب، مع السلامة
- الله يسلمك
_____________________________________________
( إنصاف) طبعا" بقت قدر السمسمية بعد ( ميراب) رمت ليها تلفونا مفتوح على الفيديو بتاع ( الصومالية) كااامل.. ماعرفت تتصرف كيف.. ولا تقول شنو لى ( ميراب).. عاوزة تكورك في ( ميراب) العملت سندوتش بيض لى أختها ( سندس) ونومتا بعد أكلت.. و شالت منها تلفونا و دخلت غرفة أمها شالت تلفونا المحجوز ليه كم يوم.. ( ميراب) عملت كدا في تحدي سافر لى أمها الماكانت قادرة تعاين في عيونا.. الماكانت قادرة تشرح و تفسر الفعل القبيح العملتو.. بس سبحان الله.. حتى الناس المتنعطزة والظالمة و المافي قلبها ذرة رحمة.. ربنا لما يجي يكشفهم بتروح عليهم أبسط الخطوات اللي كان ممكن تطلعم من الورطات ال بقعوا فيها.. لأنه ( إنصاف) كان ممكن تعمل حاجة بسيطة صغيرة مباشرة بعد كلام ( ميراب) ليها.. كان بس تديها كف.. أيوا كفين كمان وتنهرا و تسمعا كلام فارغ.. كان طوالي الموقف ح ينعكس.. و ح تبقى ( إنصاف) في موقع القوة و ( ميراب) في موضع الشخص اللي إرتكب غلطة كبيرة بمجرد ما تاخد كفين و تسمع أمها بتقول ليها ( دا راجلي).. و أمها ما مُلزمة تشرح ليها كل حاجة لا هي ولا غيرها.. من حقها تتزوج في السر لو كان عندها أسبابها بدون ما تشرح الأسباب دي لأي بشر.. لو عملت كدا كان ساعتها ح تكون ( ميراب) الغلطانة في اللحظة ديك.. وأمها غلطانة.. بس غلط أقل من العملتو ( ميراب) وإنه إتزوجت في السِر بدون ما تقول ليهم.. ممكن ما توري الناس.. بس بناتها على الأقل مفترض يعرفوا.. بس قلنا ما ح تكون غلطة كبيييرة زي الغلطة العملتا هسة و كلفتها مباشرة عدم إحترام ( ميراب).. و ح تكلفا لسة حاجات كتيييرة.. وإن شاءالله يارب تتوالى المصايب على ( إنصاف) كمان و كمان و تكون دي بداية النهاية.. ولو هي كانت بتفهم.. كان مفروض تفهم إنه من اليوم الشردت فيه ( إكرام) من البيت وربنا حافظا من كل سوء.. برغم كمية المكائد اللي أُحيطت ليها و كمية الحسد المضمور ليها.. برضه مافي زول قدر يمس شعرة منها.. و ( إنصاف) بدت تقع في شر أعمالها.. ويارب الوقعة الجاية تكون أكبر.
أما من جهة ( ميراب).. أحاسيسها كانت مختلطة.. كانت حاسة بى تحرر كبير من قيود أمها.. وكانت عارفة إنه هسة كسرت عينا بعد كدا.. بس ما كانت حابة الحاجة دي.. كانت عاوزة ترجع تحبها و تحترما زي زمان.. بس بدون الصورة الشريرة من أمها.. ( ميراب) مازالت بتحب أمها شديد بس كل ما تتذكر الفيديو و الوضعيات الشافتا عليها.. بتحس بى ألم رهيييب بعصر قلبها.. ليه أمها تعمل كدا و تمشي بالغلط في حين إنه ممكن تختار الطريق الصحيح و تتزوج على سنة الله ورسوله و تعيش حياتها مبسوطة لأنه لسة ما زالت صغيرة.. ( ميراب) قاعدة في أوضتها صدعت بالتفكير في الموضوع دا.. فجأة إستقبل تلفون ( سندس) رسالة في الفيس عرفتها ( ميراب) من النغمة.. مسكت التلفون فتحت الرسالة لقتها بتقول:
- ألوووووو
وكانت الرسالة من أكتر زول محتاجة ليه ( ميراب) في اللحظة دي.. كانت الرسالة من ( إكرام).
_____________________________________________
قبل يوم
================
( إنصاف) تحت في مبنى المحكمة مع المحامية بعد ما كتبت العريضة حقت الهروب في ( إكرام) و دفعت الرسوم وسجلت قضية الهروب بعد ما جابت كل الأوراق الثبوتية حقتها وشهادة السكن وكل حاجة طلبتها المحامية.. قالت ليها:
- ماشة مشوار ضروري، بعد تطلعي الإعلان بجيك ( الصومالية) أديتك رقمه أمس، بجي بكمل معاك وهو زول واصل
المحامية تتبسم شنطتها ملااانة قروش من ( إنصاف) :
- موضوعك دا مُنتهي، والإسمو ( الصومالية) دا ما كان يعمل العملو دا كله ماكان ليه داعي، لو جيتيني من أول بالقانون بنرجعا ليك
- تسلمي يا ( هُدى)، ما بتقصري
- الله يسلمك، أمشي مشوارك شايفاك مستعجلة و ح أطلب تكون الجلسة الأحد الجاي إن شاء الله
- شُفتي كان الملعونة دي رجعت لي، ببسطك بسطة صاح
- بترجع ليك، دي قضية بسيطة شديد و مضمووونة
_____________________________________________
( مجدي) جا راجع متأخر من شغله في السعودية.. وكان موضوع ( عبير) مقلق بيه شديد.. زي الوقت دا كان بكون ناااايم مرتاح البال.. بس بقى الأيام دي بنوم متأخر لأنه ما بقدر ينوم.. وبقى يخش الفيس يطوِّل.. كان خاشي في قروب بتاع تعارف من منطقة الخرطوم.. ماكان عنده صديقات مقربات بدردش معاهم في الخاص.. لأنه ما كان فاضي أصلا" لى دردشة مع أي زول في حياته الأولى.. لأنه زمان كان مستقر مع ( عبير) و بكلم أولاده يوم بعد يوم و مستقر في عمله و مافي شي شاغل باله.. بس هسة الوضع إختلف.. وبقى محتاج حد يتكلم معاه.. حد يفضفض ليهو.. صديق يشيل منه شوبة من همومه عشان الأيام تمشي أسرع و يرجع بسرعة لى أولاده و يحل مشكلته مع ( عبير) أو يطلقا لو شاف مافي حل.. عشان كدا ( مجدي) لأول مرة يرسل طلبات صداقة لى أصدقاء ما بعرفهم.. تحديدا" البنات.. رسل كميات من طلبات الصداقة للبنات لأنه خلاص خت في باله إنه ممكن يتعرف على واحدة بنت حلال.. واحدة تستاهل ( مجدي).. و يستاهلا ( مجدي).. وكان من ضمن البنات ال رسل ليهم طلب صداقة عشوائيا".. ( إكرام).
_____________________________________________
( ميراب) قبل ترد على رسالة ( إكرام) شافت الإسم لقته ( إكرام الحب).. إتوقعت تكون دي ( إكرام) زااااتا.. صراحة.. موش إتوقعت.. إتمنت تكون دي ( إكرام).. ردت قالت:
- مرحبا
جات الرسالة من ( إكرام) :
- معاي ( سندس) ؟
ردت ( ميراب) :
- أيوا
جات الرسالة من ( إكرام) :
😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍
وتاني جات رسالة :
- أقبلي طلب الصداقة عشان أتصل عليك
( ميراب) قبلت الطلب.. و دقيقة مافي جا إتصال من ( إكرام) بالمسنجر على ( سندس).. ردت ( ميراب) :
- ألو
( إكرام) خافت لما سمعت صوت ( ميراب).. أكيد ما ح تنسى صوتها لا هي لا أمها لما تقوم الساعة.. ( إكرام) سكتت ما ردت.. ما عرفت تقول شنو.. مفتكرة ( ميراب) هي لسة ( ميراب) القديمة.. ( ميراب) الجاحدة الحاسدة الحقود الغيورة.
( ميراب) لما عرفت ( إكرام) ما ح تتكلم.. إتكلمت هي.. وطلع صوتا باكي غصبا" عنها لما قالت:
- ( إكرام) إنتي وين، محتاجنك أنا و ( سندس)
شوفوا لما الواحد يكون قلبه أبيض و ضميره صافي و نيته سليمة.. ما بفكر في السوء أبدا".. بتوسم الخير دايما" و بقدِم الطيِّب.. (إكرام) من سمعت النبرة اللي إتكلمت بيها( ميراب).. طوالي قلبها حنَّ بالرغم من كل الكان بتعملوا ليها.. ( إكرام) ما فكرت نهائي إنه ممكن يكون دا ( شرك) عاملاهو ليها ( ميراب) عشان تعرف مكانها.. ولا شكت كمان في ليه التلفون مع ( ميراب) وما مع ( سندس).. ( إكرام) بمجرد ما سمعت نبرة الوهن و الضعف في صوت ( ميراب) طوالي ردت بى شفقة:
- في شنو يا ( ميراب) ؟
( ميراب) مسحت دمعتا:
- في حاجات كتيييرة يا ( إكرام)، أنا إتغيرت من يوم قريت رسالتك لأنه حروفها قطعت قلبي حرف حرف، رسالتك كانت زي النور لى الزول التائه، كانت حبل النجاة لى، جد بعد رسالتك بكيت كتير وندمت أكتر، شفت الكنا بنعملوا فيك كأنه حاصل قدامي، يوم بعد يوم أنا بتعذب و بتمنى ألاقيك أكتر من ( سندس)
وبكت ( ميراب) تاني بإنفعال:
- ( إكرام) لازم تعفي لي عشان أرتاح، ولازم ترجعي لينا يا ( إكرام) محتاجنك شديد، أنا ما قادرة أتحمل الضغط الأنا فيهو، عاوزة أقابلك في أقرب فرصة، عاوزة أحكي ليك العلي، عاوزة أبكي في حضنك
( إكرام) إتأثرت شديد بى كلام ( ميراب) و بكاها القطَّع قلبها.. ( إكرام) مسحت دموعا وقالت:
- ( ميراب) أنا أختك، ومهما عملتي فيني دا من جهلك ومن تأثير أمك عليك، لما كتبت ليك الرسالة كنت عارفة ح تقريها بقلبك ما بعيونك، وكنت عارفة إنك ح تمشي في الطريق الصحيح في النهاية، بس كنت خايفة عليك من أمك لما تعملي الصاح، أوعى تكون بتضربك يا ( ميراب)
( ميراب) إنفقعت بالبكا:
- شديد، و بقت تعاملني زيك، معذباني بى النضافة و المسح و الكنِس، حتى الحبشية وقفتها عشان تشغلني أنا و تعذبني، و حمتني المرقَة، عرفت من أول يوم قدر شنو إنتي كنتي بتعاني، كنا وحوش ما بترحم معاك، الرسول تعفي لي
( إكرام) قاطعتا:
- حسبي الله ونعم الوكيل، الله يصبرك يا بِت خالتي وعاااااافية ليك دنيا و آخرة، الدنيا دي فيها شنو
( بِت خالتي) دي كانت أحلا عبارة سمعتها ( ميراب) من ( إكرام).. و سبحان الله.. كأنه ما كان في بغض وكره بينهم.. كل واحدة حبت التانية شديد و إتمنوا يلاقوا بعض في أقرب فرصة.
( إكرام) سألت ( ميراب) :
- ( سندس) عاملة شنو، والله إشتقت ليها شوق ما بنوصف يا ( ميراب)، ( سندس) دي حِتة مني
- ( سندس) مجنونة بيك، ما نستك والله يا ( إكرام)، إتحدتنا كلنا وعملت المستحيل عشان توصل ليك
( إكرام) نزلت منها دمعتين:
- أحي أنا يا قلبي، ربنا يحفظا يارب
- هسة صاحية ولا نايمة؟
- نامت قبل شوية، عملت ليها سندوتش و نامت عشان طالعين بعدين
✋ [ لو كانت ( ميراب) كملت الكلام و قالت طالعين عازماها صاحبة ( سندس) في الصالة و سمت إسم الصالة.. كانت ( إكرام) قالت ليها هي برضو معزومة في نفس الصالة..وكانوا عرفوا من الإسم و الوصف إنه الصالة الماشين ليها..واحد ]✋
( إكرام) قالت:
- خلاص بدق عليكم بعدين بعد أرجع من مشوار مع صاحبتي، معزومة
( ميراب) قالت ليها بى حذر:
- ( إكرام) إنتي قاعدة وين؟ خلي بالك من نفسك وأعملي حسابك من ماما ناوية ليك الشر، و لازم أقابلك ضروري أوريك الحاصل كله
( إكرام) مبسوطة من ( ميراب) :
- يديك العافية يا بِت خالتي، أنا مفوضة أمري لله، إن شاء الله ما بحصل لي شي، إنتي برضو خلي بالك من نفسك، أمك الحقد مالي عيونا يمكن تأزيك
( ميراب) بكت:
- أزتني والله شديد بس الحمد لله بحاول أصبر زيك لحدي ما ربنا يفرجها
- ربنا يصبرك يا ( ميراب)، خلاص لازم نتكلم بعدين عشان أوريك تعملي شنو عشان تحمي نفسك من أمك
( ميراب) تاني بكت:
- ماما؟، ماما تاني ما بتقدر ترفع عينها في وشي، أريتو لو ماعرفت ولا شفت الشفتو
( إكرام) قلبها أكلا:
- مالا أمك؟ عرفتي شنو وشفتي شنو؟
- ( إكرام)، الموضوع صعب يتقال في التلفون لازم ألاقيك
- خلاص حبيبتي، بعدين لما أتصل عليك مرة تاني بوريك تقابليني وين
( ميراب) قالت:
- خلاص يا بِت خالتي، منتظرك
وبرضه.. نفس الإحساس الحلو ال حست بيه ( ميراب) لما سمعت الكلمة دي من ( إكرام).. ( إكرام) حست بى راحة نفسية كبيييرة وقالت:
- وأنا برضه ح أكون منتظراك، يلا أشوفك على خير، مع السلامة
- شكرا" ليك، مع السلامة
_____________________________________________
( بكري) متكيف شديد لى سلامة ( إكرام) و لى الحصل لى كلاب الأمن.. و قرر يمشي بعد كدا يصارح ( إكرام) لأنه بفكر فيها ليل نهار من يوم شافا.. و الشجعو على كدا موافقة أمه و ( خالد) أخوهو.. بس للأسف جاهم خبر حزين قطع عليه أفكاره و ح يخليهو يأجل الموضوع دا لى وقت تاني.. جاهم تلفون لى أمه بقول إنه قريبه (منتصر) إتوفى في المستشفى.. أيوا.. قريبه اللي عذبه ( الصومالية) و رجاله و ما خافوا فيه الله.. إتوفى متأثر بى جراحه.
_____________________________________________
( منيرة) قاعدة مع ( سعدية) في البيت:
- ما كان تخليها تمشي بعد الحصل دا
- أنا ما خلاص حفظت ( إكرام) حفظ، و بعرف لو حا تعمل الحاجة ولا لأ، وأنا عارفة و متأكدة حا تمشي حا تمشي العِرس مع صاحبتا
- طيب و شغل البوتيك دا شنو كمان، نحن قلنا السوق أول لأ، هسة بعد الحصل يا ( سعدية) مفروض بعد كدا ( إكرام) تكون تحت عيونك طوالي
- والله أنا ما مرتاحة لى شغل البوتيك دا، و البتديهو ليها صاحبتا أنا بديها ليهو، الحمد لله مطعمي بقى كويس شديد و بدخِل قروش تراب، بس عشان أنا عارفة القصة ما قِصت قروش، عشان كدا متأكدة ( إكرام) ما ح توافق، بس إنتي إتكلمي معاها، ولو وافقت يكون دا المطلوب
- بكلما يا ( سعدية)، قولي ليها ( منيرة) بتجيك بعد بكرة إن شاء الله
- خلاص بكلما يا أستازة
( منيرة) قامت منتظرا بتاع الركشة برا.. ( سعدية) حنستا تتعشى بس ( منيرة) أقنعتا إنه بكرة بتقوم بدري شديد عشان عندهم تجهيزات إمتحانات نهاية السنة
( منيرة) طلعت ركبت ركشتا بعد ما ودعت ( سعدية).. بس نفس العيون القديمة لسة مراقبة بيت ( سعدية) و بتعرف بالتفصيل منو البدخل و منو البطلع.
_____________________________________________
يوم العِرس.. الناس كلها مبسوطة.. قاعدين في ( الصالة) الحفلة مدورة و الأغاني حلوة و الفنان راقي شديد [ صاحب ( ناجي)].. ( ناجي) كان في إمكانه يجيب أي فنان سوداني مهما كان سعره لأنه وضعهم المادي كويس شديد.. وعايشين عيشة ترف.. بس أصحابه حلفوا عليه إلا يعملوا الحفلة هم.. و إتبرعوا ليه بالصالة بالرغم من إنه عارفنه ما محتاج.. بس كانوا أصحاب أصحاب.. ما أي كلام.
( إكرام) قاعدة في أول طربيزة جمب المسرح لابسة نفس الفستان الرهيب اللابساهو ( زحل) و ( بسمة) و ( أبرار).. كانت أجمل طربيزة في الصالة فيها بنات..( إكرام) و ( زحل) خطفوا الأضواء.. كل الناس بتعاين ليهم نسوان ولا رجال.. خصوصا" ( إكرام) بى شعرها الرهيب و سماحة جسما المتناسق بالرغم من إنه ما عاملة مكياج نهائي ولا كاوية شعرها الطويل.. جمال ربَّاني طبيعي.. حتى ( زحل) لما شافتا لابسة الزفاف قالت ليها:
- ياريت لو بعرفك قبل ( ناجي) أخوي يخطب، كنت خطبتك ليهو غصبا" عنك
وبقوا يضحكوا كلهم إلا (أبرار) الكانت بتعاين لى الباب كل مرة و التانية منتظرة أعز صاحبة ليها.. ( سندس).
بعد كم أُغنية كدا.. وصلت عربية العريس.. نزل العريس و نزَّل عروسه مسك يدها اليمين بى يدو الشمال.. وماشين لى المسرح خاتين ليهم الكوشة ( جمب) الفنان.. و سكت الفنان و شغلوا موسيقى مشهورة لى العريس و العروس.. و بدأ الناس و الأهل يقوموا يباركوا لى العرسان.. وكان تالت ناس قاموا.. طربيزة ( إكرام).. ( إكرام) كانت ورا ( زحل) و ( بسمة) لما طلعوا المسرح يباركوا لى العرسان.. العِرسان في يوم زي دا ما بكونوا مركزين في الناس ال بتجي تبارك عشان الناس بتكون كتيرة.. بمِدوا يديهم ساي يسلموا على أي زول.
بس حصلت حاجة.. خلت الصالة دي كلها
#كلهم_كلاب_26
( ناجي) ما مصدق عيونه.. أيوا.. كانت واقفة قدامه ( إكرام) زاااتا بى شحمها و لحمها.. ( إكرام) الخطفت قلبه ووجعته شديييد و جننته جن وهو كل يوم و التاني كان بقعد في الشارع ال بتمر منه ( إكرام) ماشة مدرستها.. بس كان ح يجَن لأنه تاني يوم من إتقدم لى خالتا و رفضته حرس الشارع ليل نهار ما شاف ( إكرام).. كأنه كانت حلم جميل و إنتهى.. كان بسأل نفسه كل يوم ياربي البِت دي كويسة وبى عافية؟.. كان بسأل نفسه ليه إختفت تاني يوم مباشرة من اليوم الإتقدم فيهو؟ تكون رحلت خلت المنطقة؟.. وقعد ( ناجي) كتييير من شارع لى شارع عسى و لعل تلمو الصدفة في ( إكرام).. بس تعب في النهاية و إستسلم لى قدره و وكل أمره لى الله و إقتنع إنه ( إكرام) ما من نصيبه و إنه تاني ما راح يلاقيها حتى لو في الأحلام.. بس هسة ( ناجي) وجه ل وجه قدا ( إكرام).. عيونه في عيونا ومادة ليهو يدها بتهني فيهو.
طبعا" ( إكرام) عمرها ما شافت ( ناجي).. ولا بتعرفه.. ولا كانت عارفة إنه دا ( ناجي) اللي إتقدم ليها.. عشان كدا كانت بتبارك ليهو على أساس إنه أخو ( زحل).. لا أكتر ولا أقل.
( إكرام) حست بلإحراج لما شافت يدها ممدودة و ( ناجي) ما سلم مبحلق ليها في عيونا.. و إتصدمت هي و ( زحل) و ( بسمة) و العروس كمان.. لما شافوا ( ناجي) قام على حيله من الكرسي و قرَّب من ( إكرام) حضنا في حركة سريعة قبل ما يوعى هو للحاصل وقبل ما تتجهز ( إكرام) لى ردة الفعل و قبل ما تقوم العروس دموعا جاريات تجر ( إكرام) من يدها بالقوة و تدي ( ناجي) كف خلا الناس كلها في الصالة تصن تنننننننننننن.. و أولهم الفنان طبعا" اللي سكت و غلبه يكمل غُنيتو.. ( زحل) و أمها الجات جارية من مكان قاعدا جري.. عاينو لى ( ناجي) نظرات عتاب و لوم و إستغراب خلت ( ناجي) يا دوووب يوعى لى العملو.. خجل شدييييد طبعا" بس ما أكتر من ( إكرام) ال بقت قدر السمسمية و غلبا تعمل حاجة و بقت مدنقرة على الأرض مستغربة مندهشة.. حصل المشهد دا زي تلاتين ثانية كل زول في الصالة يعاين في الجمبو.. لحدي ما إستفاق أبو العروس فجأة و أخوانها و خيلانها و أعماما و بدوا ينبزوا في ( ناجي) ال لقى نفسه في ورطة كبيرة شديد.. و إتحول النبز لى شكلة و مضاربات.. لأنه أخوان العروس و أولاد أهلها حسو بلإحراج الشديد و إعتبروها إهانة ليهم.. وبدوا يضربوا في ( ناجي) اللي ما حاول يمنعهم أصلا" لأنه مُقِّر بى ذنبه.. ولو حاول يشرح لى أي زول ما ح يفهمه حتى ( زحل) أخته.. و إتلموا أولاد أهل ( ناجي) و قرايبه حوله و حاولوا يحموهو من أولاد أهل العروس اللي كانوا مُصِرِّين إلا يضربوهو.. ولقو مافي حل غير يمدوا يديهم برضو.. وإنقلب العِرِس لى شكلة كبيرة بالكراسي و الطرابيز و المضاربة بى الأيادي.. و إنصدم الضيوف البعيدين من ( ناجي) و أهل العروس.. زي ما إنصدمت ( إكرام) و ( بسمة) و ( زحل) و أمها.. بس الصدمة الأكبر كانت من نصيب العروس اللي ما فهمت حاجة و إتخيل ليها إنها في حلم سيء.. وكانت الصدمة الأكبر من نصيب ( ناجي) نفسه.. ( ناجي) اللي ما حس بالشي العملو وكان شي عفوي و بدون ما يشعر.. بس هسة شاف نتيجته قدامه.. وكانت نتيجة فظيعة بمعنى الكلمة.. حس بى إحراج شديد بعد ما إنتبه للي قاعد يحصل قدامه.. وحس بى كمية الإحراج الإتسبب فيها لى أمه و أخته.. وغلبه يعاين في عيونهم لأنه حس إنه خذلهم شديد.. و أماالعروس الله يكون في عونها ( ناجي) عاين ليها لقاها مصدومة شديد ومافاهمة حاجة.. وحس بيها من ملامح وشها كأنه بتتمنى تنشق الأرض و تبلعا.. لأنه ختاها في موقف محرج شديد وكل العيون بقت فيها عاوزة تشوف ردة فعلها.. ( ناجي) إتمنى لو يقدر يمشي يحضنا و يعتذر ليها و يعمل ليها أي حاجة.. بس تسامحه.. بس للأسف هو عارف أكتر من غيره إنه أي حركة منه تاني أو حتى مجرد كلمة أو لو بس أشر بى يدو إشارة بس ليها.. أهلها ح يقصوا ليهو رقبته لأنه خلا منظرهم شين قدام الناس.. وهم هسة في حالة ما في واحد فيهم حتى العاقل ح يقبل كلمة إعتذار.. خصوصا" من ( ناجي).
العروس حست بقت تقيلة و جسما ما شايلة وعرفت ح يُغمى عليها وهي بتشوف أحلا لحظة في حياتها بتنقلب لى جحيم.. وشايفة أهلها و نسابتها بتعاركوا و بتبادلوا الشتايم.. و شايفة النظرات بشتى ألوانا بتقطع فيها زي السكاكين ما بين شفقان عليها و شمتان فيها.. وعرفت إنه هي خلاص فقدت الإنسان الكانت بتحبه بكللل جوارحا.. وإنه مستحيل تلقى ليهو العذر بالرغم من إنها وبعد كل الحصل.. بتحبه.
العروس حست خلاااص ح تقع والأرض دارت بيها.. بس سمعت صوت رجع ليها تركيزها تاني.. ماهي بس.. كل الصالة.. سمعوا صوت واحدة بتبكي بتقول:
- يا جماعة، الغلط مني أنا ما من ( ناجي)، كنت متمنياهو وهو رفض و مشيت كتبتو عند شيخ يتجنن كل ما يشوفني، عشان كدا هو ماواعي بى العملو
كل الأنظار إتجهت في اللحظة ديك لى صاحبة الصوت الكانت واقفة في المسرح شايلة المايك من الفنان عشان تقول الكلام دا.. وحصل صمت رهيب.. الناس ال بتتشاكل وقفت الشكلة و بقو يعاينو مندهشين لى صاحبة الصوت.. و تحول الإندهاش بعد لحظات لى غضب عارم لأنه إفترضوا إنه هي واحدة أنانية و خرَّابة بيوت.. و الشكلة الحصلت و النبز و المضاربات دي كلها بى سببها.. وبدت الناس الكان بتتشاكل تهدأ و تعتذر لى بعض.. و العروس نفَسَا رجع ليها و حست كأنه صحت من كابوس مخيف لى واقع جميل كانت ح تجن لو خسرت الواقع دا.. وإتلمت الناس كلها تنبز بى صوت عالي في البِت وطلعوها قليلة أدب بِت حرام ما مربية.. و بعض النسوان و البنات كانن عاوزات يدقنها لو ما وقفت ( زحل) و ( بسمة) في وشهم و حموها.. لأنه البِت دي كانت ( إكرام).
عيون ( ناجي) إتملت بالدموع لأنه كان عارف كويس جدا" إنه الكلام البتقول فيهو( إكرام) دا ما حاصل.. وفهم إنه ( إكرام) ضحت بى سُمعتا عسان تنقذ بيته من الخراب.. لأنه كان الطلاق لا محالة واقع واقع بعد الإحراج اللي سببه ( ناجي) لى العروس و أهلها.. بس ( إكرام) كانت ذكية و أصيلة في نفس الوقت.. و كبرت في عين ( ناجي) كتييير لأنه هو الوحيد اللي عارف الحقيقة.
معذرة.. ما ( ناجي) بس كان الوحيد اللي عارف الحقيقة.. كانت في واحدة تانية جات داخلة الصالة عارفة كل الحقيقة.. جات داخلة في اللحظة اللي جرت فيها ( إكرام) على المسرح و بدت تتكلم.. كانت ( ميراب).. وجرن دموعا لما سمعت الكلام الكانت بتقول فيهو ( ميراب) لأنه عارفة كويس زي ( ناجي) ليه هي بتقول كدا.. وعارفة كويس إنه ( إكرام) آخر واحدة في العالم تفكر مجرد تفكير إنه تعمل حاجة زي دي.. بس كمان ( ميراب) ما كانت براها.. كان معاها ( حبيبة إكرام).. كان معاها ( سندس).
( ميراب) زي ما كلنا عارفين.. لما جات الصالة جات على أساس ترافق ( سندس) لأنه صاحبتا عازماها.. ولما كلمت ( إكرام) في المسنجر وإتواعدوا يرجعوا يتصلوا على بعض مرة تانية لأنه كل واحدة عندها مشوار.. ما كانت مفتكرة إنه مشوار ( إكرام) و طلعتا هو نفسه مشوارها لى هنا.. فما كانت مصدقة عيونا وهي شايفة ( إكرام) بتتكلم في المسرح.. وكان اللقاء ح يكون شكل تاني لو ماحصل الحصل.. وكان كلام ( إكرام) زي السكاكين في قلبها لأنه هي بتعرف ( إكرام) كويس.. وبالرغم من إنها ما كانت حاضرة الموقف.. بس فهمت في سبب قوى خلّا ( إكرام) تقول كدا.. و إتضايقت شديد لما شافت الناس كلها بتهاجم فيها وهي المسكينة ساكتة ما عندها حيلة.. وكانت ماسكة ( سندس) بالقوة.. ( سندس) الكانت بتحاول تنفك منها و تجري ترتمي في حضن حبيبتها.. بس ( ميراب) كانت عاوزة الوضع يهدا شوية.. ساقت ( سندس) على الجدار ونزلت على ركبتيها وختت يديها في خدود أختا الصغيرة وقالت:
- ( إكرام) في مشكلة كبيرة ومحتاجة لينا، ولو بتحبيها وعاوزانا نساعدا، أقيفي هنا لما أأشر ليك تعالي، خلاص حبيبة؟
( سندس) دمعت و هزت بى راسها معناها:
- خلاص
( ناجي) قلبه إتقطع وهو بشوف و بسمع في الإهانات الموجهة لى ( إكرام) وماقادر يعمل حاجة.. وعرف إنه الحل الوحيد يسوق عروسه و يمشي.. و فعلا" ( ناجي) ساق عروسه وطلع.. وطلعت معاه مجموعة كبيرة من الناس خصوصا" من أهل العروس.. وبقت عددية قليلة من أهل ( ناجي) واقفين مع ( زحل).. خالاتها و عماتها و أولاد أهلها.. كلهم ساكتين مافي واحد فيهم عاوز يتكلم مع ( إكرام) إحتراما" لى ( زحل).. بس من نظراتهم لى ( إكرام) كانوا زعلانين منها شديد.. حتى ( نوال) بتاعت البوتيك الكانت عاوزة ( إكرام) تشتغل معاها كانت زعلانة.. جات قربت من ( إكرام) قالت ليها بى صوت براحة ما سمعوا ناس كتيرين.. بس أكيد سمعته ( إكرام) زي ما سِمعنُّوا ( بسمة) و ( زحل).. ( نوال) قالت ليها :
- أنسي الشغل في البوتيك
( إكرام) ما ردت عليها.. سمعتا كويس بس كأنه ما سمعتا.
( زحل) بعد الناس مرقت و الجو هِدا شوية ما إتكلمت مع ( إكرام).. ولا حتى عاينت ليها في عيونا.. مشت قعدت في واحدة من الطرابيز جمب أمها تواسيها.. الوحيدة الوقفت جمب ( إكرام) كانت ( بسمة).. كانت ماسكاها من يدها و صارة لى الناس البتعاين بى نظرة عتاب لى ( إكرام).. ( إكرام) كانت متفهمة غضب ( زحل) وعدم كلاما معاها.. وكانت عارفة دي ما اللحظة المناسبة عشان تفسر أي حاجة لى أي زول.. كانت واقفة لسة في المسرح مدنقرة ماسكة المايك بى يد و ماسكاها باليد التانية ( بسمة) بتواسي فيها.
لما الناس بدو يطلعوا و الصالة شبه فضت.. عاينت ( أبرار) الصغيرة لى الباب لأنه كل مرة كانت بتعاين لى الباب منتظرة صاحبتا.. و المرة دي جات صاحبتا.. شافت ( سندس) واقفة جمب الباب من جوا.. كان وقفتا ( ميراب) الكان جاية ماشة على ( إكرام) اللي ما كانت شايفاها.. ( أبرار) جرت جري لى ( سندس) حضنتا مبسوطة وقالت:
- مالك إتأخرتي كدا؟
( سندس) ردت وكانت الفرحة في عيونا ظاهرة :
- إتأخرنا في البيت
( أبرار) ذكية شديد.. لاحظت فرحة ( سندس) برغم الدمعة الواقفة في عيونا.. سألتا:
- مالك مبسوطة كدا؟
( سندس) أشرت جهة المسرح وقالت:
- هديك خالتي الكنت بفتش فيها
وعاينت ( أبرار) في المسرح شافت ( ميراب) وصلت ( إكرام).. ( ميراب) مسكت المايك من ( إكرام) ال يادوب رفعت راسها من لحظة إتكلمت.. ولقت روحا وش ل وش قدام ( ميراب).. ( إكرام) ما صدقت عيونا.. لقت نفسها إنفقعت بكا و راقدة في حضن ( ميراب) وكأنه بتشكي ليها جور الزمان.. الناس البسيطة المتبقية في الصالة مع الفنان و فرقته اللي لى هسة قاعدين مصدومين.. كلهم بقوا يعاينوا في ( ميراب) و ( إكرام) و إتأثروا ليهم شديد حتى الكانو زعلانين من كلام ( إكرام).. ومن ضمنهم أم ( زحل) لأنه كان بكا ( إكرام) و ( ميراب) حاااار.
وقبل ما تسأل ( إكرام) ( ميراب) عن ( سندس).. ( ميراب) أشرت على ( سندس) الجات جارية جري.. ( إكرام) لما شافت ( سندس) جارية عليها ما صبرت.. قامت جارية هي زاتا عليها تصرخ.. لما وصلتا وقعت فيها بوس في وشها و راسها و يديها و عيونا و قدوما.. حضنتا قوووووي خلت ( سندس) تتأثر و تنفقع بى البكا.. كل واحد كان في الصالة دموعه جرت غصبا" عنه.. ( إكرام) مسحت دموع ( سندس) :
- إنتي كويسة؟
- آي كويسة، بس عاوزاك تجي معانا البيت ولا أمشي أقعد معاك
( إكرام) باستا في راسها:
- حبيبتي ما بقدر مع أمك، بس بوري ( ميراب) محل قاعدة تجوني وقت ما عاوزين
( سندس) رقدت في حضن ( إكرام) مبسوووطة.. قالت:
- إشتقت ليك شديد
( إكرام) ضمتا عليها وقالت:
- وأنا كمان حبيبتي
وجات ( أبرار) مبتسمة.. حضنتا ( إكرام) برضو وقالت:
- ياها دي صاحبتك؟
( أبرار) عاينت لى ( سندس) وإبتسمت:
- أيوا
( سندس) قالت:
- دي العلمتني الفيس لما كنت بفتش ليك
( إكرام) ضمتهم مع بعض شديد وقالت:
- ما شاء الله، ربنا يحفظكم
الغريب في الحكابة دي.. إنه أم ( ناجي) بالذات مفترض ما تحس بعاطفة تجاه ( إكرام) بعد الحصل.. وكان مفترض تنهر ( أبرار) تناديها تبعدا من ( إكرام).. بس دا ما حصل.. وكان في جوَّات كل واحد من الناس الباقيين في الصالة حاجة مانعاهم من إنه يكرهوا ( إكرام).. بس ( زحل) كان موقفا صعب شديد لأنه كانت مافاهمة حاجة.. و عارفة جوا قرارة نفسها إنه ( إكرام) مستحيل تعمل كدا.. بس ما كانت قادرة تسأل ( إكرام) و تطلب منها توضيح.. على الأقل حاليا".. وكانت هي و أمها بحبوا ( أبرار) حب ما عادي.. عشان كدا ما سألوا ( أبرار) وخلوها براحتا مع صاحبتا ( سندس).
( ميراب) لأنه عرفت الجو ما حلو.. وعرفت قدر شنو ( إكرام) متألمة.. عشان كدا مسكت يدها قالت:
- يلا يا ( إكرام)
( إكرام) قامت من قعدتا من الوطا.. ضمت عليها ( أبرار) وقالت:
- معليش حبيبتي، قريب ح تلاقيك ( سندس) مرة تانية و تقعدوا مع بعض كتيييير
( أبرار) ما كانت راضية.. بس فاهمة من الجو المحيط إنه فعلا" الوقت ما مناسب إنه تقعد و تنبسط مع صاحبتا.. عشان كدا ما إعترضت.. ملصت من يدها ساعة.. كانت لابسة إتنين.. ملصت واحدة لى ( سندس) لبَّستا ليها.. ( سندس) إنبسطت منها وقالت:
- شكرا"
( إكرام) عاينت لى ( زحل) وهي طالعة.. شافت عيونا فيها الدموع مختلطة بى أسئلة كتيييرة.. ( إكرام) وهي طالعة لحقتا ( بسمة).. طلعت مكسورة الخاطر.. بس كان عزاها الوحيد إنه آخيرا" إتلم الشمل.. شمل أسرة ح تكون فعلا" عائلة بمعنى الكلمة.
_____________________________________________
تاني يوم الصباح ( إكرام) قامت بدري مبسوطة شديد بتقلب في الصور في الموبايل وهي بتعيد في الحصل أمبارح و ونستا مع ( ميراب) و ( سندس) و عشاهم مع بعض.. و تضحك كل ما تشوف صورة ليهم.. وإتذكرت النظرة الحزينة شديد في وش ( ميراب) و فهمت في موضوع كبير كانت ( ميراب) عاوزة تفتحه معاها.. بس لا هي ولا ( ميراب) ما كانوا عاوزين يخربوا فرحة ( سندس) بى إنه يمشوا بعيد يتكلموا و يخلوها براها.. لأنه كانت فرحانة بى ( إكرام) فرحة ما طبيعية.. وإتفقوا إنه ( ميراب) تتصل في أي وقت لما تلقى الفرصة المناسبة عشان يحددوا مكان يتلاقوا فيه لأنه الكلام صعب ينقال في التلفون.
( سعدية) نادت و دقت باب غرفة ( إكرام).. ( إكرام) إتصلحت في رقدتها وقالت :
- إتفضلي
طبعا" ( سعدية) زبطت البيت تمام.. و شغلها في السوق بقى على مستوى بالرغم من إنه ( إكرام) في الفترة الأخيرة بقت ما مواظبة دايما" على السوق.. إنشغلت بى عرس أخو ( زحل) اللي ما كانت عارفاهو إنه ( ناجي).. وبقت طالعة نازلة معاها.. بس ( سعدية) بقوا زباينها ثابتين بى سبب يديها الطاعمات.. زبطت البيت كله و بنت غرفة تالتة عشان ( آدم) و ( إكرام) يقعد كل واحد في غرفة وياخدو راحتهم.. وفعلا"دا الحصل.. أسست ليهم غرفتين حلوات فيهن كل حاجة.. وصلحت المطبخ و هدمت حيطة الشارع المشققة و بنتها تاني بعد غيرت باب الشارع لى باب قوب من ضلفتين.
( سعدية) دخلت قالت لى ( إكرام) :
- قلت أصحيك عشان تجهزي بدري لى المدرسة
( إكرام) مبتسمة:
- يديك العافية يارب، بس أنا الليلة ما ماشة
- مالك خير يا بِتي؟ حاسة بى شي؟
- ولا أي حاجة الحمد لله تمااام، بس الليلة عاوزة أريِّح ما عاوزة أمشي
- إرتاحي يا بِتي، الله يديك العافية
( سعدية) مسكت باب الأوضة مارقة عاوزة تقفلوا:
- خلاس الشاي جاهز، قومي إتسوكي عشان أكبه ليك
( إكرام) ختت الموبايل شالت فرشتها و ربطت شعرها الطويل ( ضنب حصان) و بتقول لى ( سعدية):
- ( آدم) صِحا ؟
- قبيييل يا بِتي، قاعد يقرا
( إكرام) طلعت معجون من الدرج ختت منه حبة في الفرشة حقتا وقالت ووشها مال شوية لى الحزن:
- خالتو، أنا ما ح أشتغل في البوتيك، راجعة أشتغل معاك في السوق، بصلي الضهر و بجيكم
( سعدية) ولااا قالت ليها لى وما لى.. أو الحصل شنو ماقلتي الشغل كويس؟.. ( سعدية) مرا فاهمة شديد.. عرفت أكيد في حاجة خلت ( إكرام) تغير رأيها.. ومهما كانت الحاجة دي.. ( سعدية) ما حبت تحرج ( إكرام) بالسؤال منها.. بس قالت ليها :
- طوالي يا بِتي، المحل محلك وخيرنا كله من فضلك
( سعدية) مشت قفلت الباب.. ( إكرام) سرحت شوية كدا.. باب أوضتا دق براحة و سمعت صوت ( آدم) :
- ( إكرام) ؟
( إكرام) فتحت ليهو الباب.. ( آدم) صبَّح عليها وقال:
- سألتي مني؟
( إكرام) قالت:
- أيوا، كيف أصبحت إنت، تمام؟
- تمام الحمد لله
- ( آدم) معليش، ما ح أقدر أجيب ليك الموبايل، ح أخلي الشغل في البوتيك و أرجع السوق
( آدم) إنبسط شديد:
- ياخي ما عاوزه، ما مستعجل ليهو شديد، لميت لي قروش كويسة الحمد لله و أمي بتديني بالزيادة، وهسة زاتو كان جبته بشغلني من القراية و الإمتحانات قربت عاوز أكون مركز، بعد نهاية السنة بكون لميت قروش كويسة و بشتري لي واحد
( إكرام) العَبرَة خنقتا:
- لا والله أنا وعدتك ولازم أشتريه ليك، أنا تاني ماعندي حاجة عاوزة أشتريها، قروش الشغل حقتي كلها بديك ليها
قبل ما ( آدم) يعترض.. جات داخلة ( سعدية) شايلة الشاي لى ( إكرام) في سيرمس وقالت:
- أمشي إتسوكي يابِتي و صلِّي، وبكرة بديك تمشي تجيبي التلفون لى أخوك، كل واحد يخلي قروشه عندو
( إكرام) و ( آدم) الإتنين باسوا ( سعدية) في راسها كأنه ولدتهم سوا من نفس البطن.. الإتنين شكروها و دعوا ليها بى العافية.. دي كانت حياة الناس البسيطة.. دايما" فرحة وما بنكد عليهم أي شي لأنه هم مؤمنين بى حاجة إنعدمت الزمن دا في معظم الناس.. (القناعة).. لو لقوا بالزيادة.. بحمدوا الله.. ولو لقوا القليل بقتنعوا بى نصيبهم و بكونوا شاكرين.
( إكرام) إتسوكت وصلَّت و شِربت الشاي و رجعت تقلب في الموبايل عشان تشوف صورها مع ( سندس) و ( ميراب).. كانت بتقلِّب في الصور مبسوطة.. فجأة جاتا رسالة في المسنجر.. ( إكرام) من عادتا من يوم عملت الفيس ما بترد على حد في المسنجر.. ولا بتقبل طلب صداقة من الأولاد تحديدا".. لأنه ( بعض) الشباب برسلوا مصايب بتخلي الواحدة تكره كل الأولاد.. وعندها الحق.
( إكرام) المرة دي فتحت الرسالة.. لقتها بتقول ( صباح الخير).. ولقت نفسها لأول مرة حاسة بى الطمأنينة بترد لا شعوريا" بتقول ( يسعد صباحك).. وكانت الرسالة من.. ( مجدي).
_____________________________________________
( إكرام) صلّت الضهر و طلعت وقفت ركشة من الشارع و مشت السوق.. الزباين في السوق كانوا فقدوها الأيام الفاتت.. عشان كدا الليلة كانوا مبسوطين.. البقعد يشرب شاي تاني ما بقوم.. ورجعت الزحمة تاني.
في الجهة المقابلة ليهم من الشارع كانت في عيون مراقبة دكان ( سعدية).. وعرف صاحب العيون من لمت الناس إنه ( إكرام) رجعت.. كان ( ياسر).. من اليوم اللي أجر فيه الدكان دا حاول يكسر الحاجز اللي بينه و بين ( إكرام) لما جا و طلب شاي.. بس بعد الإتعمل فيهو ما فكر تاني يشرب شاي عند ( إكرام) نهائي.. كان بشرب من ست الشاي الجمب دكانه.. بس عيونه كانت متابعة كل حركة صغيرة و كبيرة في دكان ( سعدية).. وعارف كويس منو الجاي ياكل.. ومنو الجاي يشرب شاي.. ومنو الجاي عنده هدف في راسه.. كان متابع كل حاجة.. وكان ملاحظ في إتنين واقفين بعيد من دكان ( سعدية) قبل ما تجي ( إكرام) بى كتير.. و بمجرد ما جات ( إكرام) إتحرك الإتنين عليها و شاف ( ياسر) من بعيد واحد مد ورقة لى ( إكرام) وطلعوا مشوا.. تابعهم ( ياسر) بعيونهم لحدي ما لفوا الشارع.
هنا ( سعدية) سألت ( إكرام):
- ديل منو؟
( إكرام) فاتحة الورقة بتعاين فيها وردت بدون ما تعاين لى ( سعدية):
- دا إعلان حضور جلسة محاكمة، ( إنصاف) خالتي رافعة فيني قضية