رواية شبه قاتل الفصل الثامن 8 بقلم حمزه


 

رواية شبه قاتل الفصل الثامن 

( جوان) دموعها جرن فى صمت مع أول كلمة بدت بيها حكايتها:

- أبوي ( صومالي) من أكبر تجار البورصة في ( ماليزيا)، إتعرف هناك على واحدة سودانية أبوها ( ماليزي) ، بس عمرها ما مشت (السودان) لأنه أمها إتوفت في الوضوع، ( أبوي) شافها في إحتفال توزيع الأرباح السنوية لى الشركة المستثمر فيها أبوي و أبو أمي ( إحسان)، أبوي شاف ( إحسان) و عجبتو شديد و طلب يتزوجها من أبوها وافق طوالي بشرط إنه ماتمشي ( الصومال) نهائي و تقعد في ( ماليزيا)، أنا أمي صغيرة شديد بالمناسبة، و ال بشوفنا بقول أصحاب، المهم، أبوي أكتر شغله في ( كينا) و ( الصومال) و ( جنوب أفريقيا)، عنده فروع هناك لأنه الوكيل الحصري لتوزيع الدهب و الغاز في أفريقيا كلها، دا غير إنه عنده منصب كبير في الحكومة في ( الصومال)، زي ما تقول بقى هدف لى أطماع الكتيرين، خصوصا" العصابات، وكتير كانوا ببتزوا أبوي، ماكان بخاف من أي عصابة عادية، بس كان بخاف من العصابات الكبيرة  المنظمة ال بكون عندها نفوذ حتى في البيت الرئاسي و الحكومة، ديل بخاف منهم لأنه بالجد ممكن يؤذوهو بأي طريقة، و عشان إبوي ماشي في السليم ماقدروا يلفقوا ليهو تهمة الإختلاسات أو التجارة غير المشروعة أو غسيل الأموال، لأنه أبوي كان ذكي برضه وكان ليه دور كبير في إستثمار المشاريع الكبيرة في البلد، يعني هو برضه كان في ناس كبار شديد واقفين معاهو عشان ما يخسروا دعمه في تطوير و تمويل المشاريع الضخمة، بس إنت بتكون عارف ( المافيا) المنظمة بكون ليها رجالها حتى في المناصب الكبيرة في البلد، وبكونوا غالبا" شغالين معاهم بالقوة لأنه ماسكين عليهم حاجات حتى يمكن تكون من زمن المراهقة، ف الشخص ال بتختو المافيا في راسها في النهاية لازم يشتغل معاهم بى رضاه ولا من غير رضاه، بس أبوي رفض كتير إنه يتعامل معاهم لأنه كان عارف النهاية ح تكون كيف.


( وليد)​ قال:

- يعني هم عرضوا عليه صراحة" يشتغل معاهم؟


- هم ما قدروا صراحة" لأنه عارفين أبوي ماشي مستقيم، و ح يكشف هوية الناس الكبار اللي حاولوا يتصلوا بيهو، عشان كدا كان العرض بكون يا إما في شكل مكالمات مجهولة، أو رسايل مجهولة برضو، أو حتى تهديدات في بعض البِزنِس خصوصا" في شحنات الدهب الكبيرة فيما يتعلق بى بيعها أو شرائها، ولما غلبوا حيلة معاهو كتلوهو. 


هنا ( جوان) بقت تبكي.. ( وليد)​ مسك يدها يطبطب عليها يواسيها.. ( جوان)​ كملت:

-  أنا عمري ما مشيت أفريقيا، بس كنت بشوف ( جنوب أفريقيا) في الصور و الفيديوهات من تلفون أبوي، عجبتني شديد، أصريت أمشي معاه في الإجازة حقتي و سوقت معاي صاحباتي إتنين، أخدنا كم يوم حلوين في ( كيب تاون)، وقبل مانرجع ( ماليزيا) أبوي كان عنده شغل في ( الصومال) قال ناخد يومين هناك يخلص شغله وتكون لي زي زيارة أشوف فيها ( الصومال)، في اليوم التاني مشيت لى أبوي مع صاحباتي في المكتب عشان من هناك ح نطلع المطار طوالي، بس الظاهر كانوا مراقبنوا كويس، هجموا علينا  في مكتبه في عمارة وسط البلد و ضح النهار، طوقوا المنطقة ديك لا داخل لا مارق، مربوع كامل إتملأ بى عرباتهم و المرتزقة بتاعنهم ديل، قفلوا الشوارع و إشتبكوا مع رجال الشرطة الكان عددهم بسيط، و ( المافيا) شفت أسلحتهم كيف، أي حاجة بشتروها من ( روسيا)، كانوا أكتر من رجال الشرطة و أمهر منهم و أحسن تجهيز، عشان كدا ما قدروا عليهم، قفلوا الشوارع لحدي ما طلعوا العمارة الفيها مكتب أبوي، كتلوهو و شالوا الخزنة كلها عشان كان فيها مستندات كانوا عاوزنها.


( جوان) بكت تاني:

- أنا كنت قاعدة في المكتب لما دخلوا تمانية مسلحين، بعد ما كتلو الحرس الخاص بتاع أبوي جروني جر نزلوني بعد قتلو أبوي قدامي، صاحباتي الإتنين ما سألوهن، ولما ركبوني العربية الليموزين، كان ( سامبو) قاعد براهو فيها يدخن، ماقال لي ولا كلمة لحدي ما وصلنا القلعة، كنت مرعوبة شديد حتى كنت خايفة أبكي على أبوي يقتلوني


- أها، وحصل شنو في القلعة، كيف بقيتي تقعدي براك بدون ما يتعرض ليك زول، وكيف بتعرفي تسوقي طيارة؟ وكيف بتقتلي الناس كدا ساي بدون ما تخافي؟


( جوان) مسحت دمعتها :

- أول ما وصلنا القلعة سمعت ( سامبو) عمل إجتماع لى كبار القادة كلهم و حذرهم شديد إنه البعاين لي بى نظرة ساي ماياها، طوالي ح يقتله، حتى ( إدواردو) و ( مارينا) كان حذرهم، كانوا كلهم بخافوا منو.


جرّت نفس طويل و قالت:

- بعد كم يوم طلب يتزوجني، وحلف إنه ما أمر يقتلوا أبوي ووعد إنه يحميني و يدربني كمان، في البداية كنت مغيوظة شديد و مصدومة لى وفاة أبوي، بس كنت خايفة شديد، وماعارفة قدرت أقنعوا كيف إنه يأخر حكاية الزواج دي بعدين، وفعلا" بعد فترة رضخت للأمر الواقع وعرفت مافي حل قدامي غير أنفذ رغباته و أقدر أكسب زمن، و من ناحية تانية حبيت أكون مؤهلة عشان أنتقم منهم، وأولهم ( سامبو) لأنه كنت متأكدة إنه هو الأمر يقتلوا أبوي، كان ممكن يشيلوا الأوراق العاوزنها و القروش وأي حاجة، بس يخلوهو لي...


( جوان)​ المرة دي بكت كتير بى صوت عالي خلت ( وليد) يضمها عليه.. أخدت بكيتها وقالت:

- كان ممكن يخلوهو حي، بس هم إختاروا ينهوا حياته، و عاهدت نفسي أعيش بس عشان أنتقم ليهو، و وافقت ( سامبو) يدربني، بقى يخليني تحت إمرة رجاله، وعملوا لي برنامج تدريب كامل، كنت زي المجندة، تمانية شهور إتدربت فيها على أي سلاح متواجد هنا في القلعة، أي سلاح، دبابة طيارة هاون أربجي كلاش ألعاب الدفاع عن النفس، أي حاجة عندها علاقة بالقتال أنا إتعلمتها، وقبل شهر قال لي إنتي هسة كدا مؤهلة تبقي زوجة ( سامبو)، عندك من المهارات و الذكاء تقودي ( المافيا)، وبقى يوريني أسرار المافيا و القلعة كلها، عرفت أكواد إطلاق صواريخ الدفاعات الأرضية، وعرفت الأكواد السرية لى إستخدام الدفاع الجوي، و الكود الأهم طبعا"، تنفيذ الهجوم و التمرد في حالة تهديد أمن وسلامة ( سامبو)، بلإضافة لى السِر الكبير و الخطير، ( زِر التفجير الذاتي)، ال ماعارفه زول غيري أنا و ( سامبو) ، وكان دا مهر زواجي لما آخر مرة طلب الزواج مني ووافقت، وكان ما مصدق لأنه صبر علي شديد، ولما وافقت إشترطت عليه أعرف مكان ( الزِر)، وكنا متفقين يطلع في آخر مهمة و يجي يعمل زواج ولا في الأحلام زي ما بقول، بس الحمد لله غار في ستين داهية. 


( وليد) ضم ( جوان) عليه مرة تانية و قال:

- المريتي بيهو ماهين، الحمد لله إتفكيتي منهم للأبد


( جوان) قالت:

- هسة ماعارفة ( ماما) المسكينة حالها كيف؟ 


في اللحظة دي ( وليد) برضو إتذكر ( راوية).. قال في سره:

- يارب عاملة شنو يا ( راوية) 

_____________________________________________


( هُدى) قاعدة في مكتب ( رضا) الكان سرحان.. نادته:

- ( رضا)


بس شكله ما سمعها.. علت صوتها :

- ( رضا) 


( رضا) يادوب دخل شبكة.. إتنحنح:

- معليش يا ( هُدى)، كنت... 


- كنت شنو؟ لي نص ساعة قاعدة أتكلم براي زي المجنونة، إنت مالك الأيام دي؟ مااا ( رضا) ال بعرفوا ! 


( رضا) خت يديه على راسه كأنه راسه واجعه..​ ( هُدى)​ قامت سريع حضنت راس ( رضا) :

- مالك حبيبي؟ ما طبيعي والله إنت


ختت يدها في جبهته:

- جسمك مسخن، لو عيان أخد إجازة يا ( رضا)، الشغل ملحوق


- لا ما بحتاج، شوية إرهاق


- لا بحتاج، إنت ما شايف نفسك


قبل ( رضا) ما يرد..​ باب المكتب دق.. ( رضا)​ قال:

- أدخل


دخلت السكرتيرة شايلة ملف:

- معليش، بس عندك مقابلة مع.... 


قبل ما تكمل ( رضا) قال:

- عارف، بس ما ح أعمل مقابلة اليوم، أديهو موعد تاني


- بس دي المرة التالتة كدا نأجل في الموعد، مفروض نشتغل ليهو قبل إسبوعين، وهو زعلان وقال لو ما ح تقابلوا هسة ح يسحب ملفه


( رضا) عاين لى السكرتيرة بى برود كداااا وقال:

- رجعي ليهو ملفه هسة، ولو قال لا خلاص برضه رجعي ليهو


نطت ( هُدى) زعلانة:

- دقيقة يا ( آمنة)


عاينت لى ( رضا) :

- دا كلام شنو؟ كدا كل واحد عنده قضية ح يسحبها منك 


(رضا) فجأة بقى يبكى:

- أي واحد عاوز يسحب ال يسحب، ماعاوز أشتغل زاتو


(هُدى) و ( آمنة) إتفاجئوا بى ردة الفعل دي، ( هُدي) أشرت لى ( آمنة) معناها ( أطلعي) و مسكت يد ( رضا) مخلوعة:

- بسم الله الرحمن الرحيم، مالك يا ( رضا) 


( رضا) ما رد..​ بس بقى يبكي.. ( هُدى)​ختت يدها على قلبها:

- قطعت قلبي يا ( رضا)، في شنو؟ ( راوية) تعبت؟ 


( رضا) مسح دموعه ورد بكلمة واحدة:

- ( وليد) 


( هُدى) خافت أكتر:

- مالو؟ 


بدا ( رضا) يحكي ليها كل حاجة..​ ( هُدى)​ دموعها طوالي نزلن:

- يعني لحدي هسة ما معروف ( وليد) وين؟ 


( رضا) دنقر:

- لحدي قبيل أنا و ( يسري) إتصلنا على السفارة بس مافي جديد، قالوا الوزير بى نفسه إتصل عليهم و قال تدوا الموضوع دا الأولوية، لازم يعرفوا المفقود دا وين مكانه؟ حي، ميت، مخطوف؟ قالوا لو عرفوا أي حاجة ح يتواصلوا معانا أنا و ( يسري). 


- يخسي عليك يا ( رضا)، خبر زي دا داسنو مننا إنت و ( يسري)؟ 


- ما حكاية داسنو، خفنا نكلمكم ما تقدروا تمسكوا روحكم لو شفتو ( راوية)، وإنتي عارفة الممكن يحصل لو ( راوية) عرفت، ( يسري) حتى ( ملاذ) مرته ما كلما


في اللحظة ديك جات داخلة ( راوية) مقلقة شديد.. سلمت عليهم وقالت:

- ( وليد) آخر مرة دق عليكم بتين؟ 


تقول صبت مطرة.. سكتو ساااي زول نضم مافي..​ ( هُدى)​ غلبا تمسك روحها.. إنفعت بالبكا.. و قبل ما تسألها ( راوية) قام ( رضا) من مكتبه مسك ( راوية) من يدها و قعدها في كرسي براااحة كأنه خايف عليها تقع من طولها.. غمز لى ( هُدى) وقال:

- ( وليد) بى صراحة تعبان شديد، مريض و ما حبينا نكلمك 


( راوية) عاينت لى ( رضا) عين زعل:

- شايفني طفلة؟ ولا ما بفهم؟ بِكا ( هُدى) دا بِكا لى زول عيان؟ وبعدين حتى لو عيان كان ممكن يكلم واحد من أصحابه المعاهو هناك يتصل بينا يقول عيان إتطمنوا ماعنده حاجة، لأنه طول ما إتصل، في شنو يا ( هُدى)، ( وليد) مالو؟ 


( هُدى) سكتت سااي غلبا تنضم..​ ( راوية)​قامت من كرسيها مشت على الشباب..​ المكتب كان في الدور التالت..​ وقفت جمب الشباك وقالت :

- أقسم بالله ما تقولوا الحصل شنو، ورب البيت أنط من الشباك دا


( هُدى) جرت عليها مخلوعة مسكتها من يدها:

- تعالي، تعالي حبيبتي بنحكي ليك، تعالي أقعدي


( راوية) قعدت و التفكير في الكلام اللي ح ينقال كاتلا كتل لأنه الطريقة ال بكت بيها ( هُدى) بتدل في حاجة ما تمام.. ( راوية) قالت:

- أها قعدتَ، ( وليد) مالو؟

    

                   الفصل التاسع من هنا                                                                

تعليقات
close