رواية خطة غير مدروسة كاملة بقلك تسنيم رشدي


 

خطة غير مدروسة

بقلم تسنيم المرشدي 

الفصل  الاول ..

__________________________________________

_ في منتصف مخزن في منطقة مهجورة الساعة ٣ الفجر ، صوت صريخ جامد بيدوي في المكان ، المشهد كان مخيف في قلب الراجل اللي قاعد علي الأرض وبيضرب ، خايف علي مراته اللي بين ايدين وحوش بينهشوا فيها بنظراتهم ..

صوت قطع صريخه بنبرة حادة :- 

شكلك لسه متعرفش مين مهران الليثي بس انا هعرفك بنفسي وحالاً 

_ مهران بص علي الشباب اللي ماسكين زوجة الراجل ورمش بعيونه ، شاب منهم هز راسه بطاعة وفي ثواني امتثل لأوامره وشد الست علي اوضة مغلقة ومعاه شاب تاني ساعده في دخولها بسبب حركتها اللي بتحاول بقدر الإمكان تهرب منهم بس فشلت محاولاتها بين قبضتهم المضاعفة لقوتها الهزيلة ..

_ صريخ وتوسلات نزلت علي مسمع الجميع ، الراجل رفع راسه بضعف وقال بتوسل :- 

هقول علي كل حاجة بس سيبوها ابوس ايدك سيبوها!

_ صوت ضحك مهران دوي في المكان بشكل رعب الراجل ، مهران رفع رجل علي التانية وبصله بثقة :- 

انت كده كده هتقول بس انا مش هقدر أوقفهم!

_ الراجل اتصدم وعيونه وسعت علي آخرها وجري علي مهران باس رجله بتوسل :- 

ابوس جذمتك خليهم يسيبوها اعملوا فيا اللي انتو عايزينه بس هي لأ 

_ مهران هز راسه برفض وابتسامته مختفتش لحظة من علي وشه ، دفع الراجل برجله وقال :- 

هو ينفع برده يا حودة اللي يدوق العسل يسيب البرطمان الا لما يخلصه!!

_ ملامحه احتدت ونظراته انعكست واندفع فيه :- 

ده جزاء اللي يفكر نفسه ذكي ويلعب معايا

_ صوت الصريخ والتوسلات بيزيد كل مادا بتحاول تبعدهم عنها بس مين يسمع ، هما مش شايفين غير أمر ولازم يتنفذ ، الراجل جري علي مهران تاني واترجاه :- 

الظابط وليد الهلالي هو اللي قالي اوصلك أخباره والله هو هددني أنه يسجني وانا خفت علي سمعة بناتي ووافقت بس والله كنت ببلغه حاجات تافهة أسكته بيها وانا برده أقدر أبيعك يا ريس مهران ، أنا قولتلك علي كل حاجة اهو خليهم يسيبوها بقا!

_ مهران أخد نفس عميق ووقف وهو بيبص عليه تحت رجله :- 

خفت علي سمعة بناتك يا تري هيعملوا ايه لما يعرفوا أن امهم...

_ مهران سكت وضحك جامد ، بعد لحظات سابه ومشي ، محمود جري علي باب الاوضة اللي زوجته جواها ، ضرب الباب بكل قوته بس مقدرش يفتحه ، انهار وهو مش قادر يوصلها ويحميها ، وقع علي الأرض بإهمال بعد ما فشل إنه ينقذها ، حط ايديه علي ودانه يمنع صوت صريخها اللي بيموته بالبطئ 






_ بعد وقت طويل باب الاوضة اتفتح وخرج الشابين ورا بعض ، محمود جري علي جوة واتصدم لما شاف منظر مراته ، مقدرش يمنع دموعه اللي نزلت من شدة وجعه ، قرب منها ببطئ وقلع الجاكيت وداري جسمها بيه ، 

_ ساعدها تقوم وخرج برا بس صوت مهران وقفه :- 

انت رايح فين دورك لسه مجاش!!

_ مهران شاور بعيونه لواحد من الشباب اللي قرب من الست ومسكها من دراعها خرجها برا المخزن وقفل الباب وسط صدمة كبيرة مسيطرة علي محمود لدرجة أنه مش حاسس بأي شعور في اللحظة دي ..

_  الشابين قربوا من مهران اللي ربط علي كتفهم بإيديه وسألهم :- 

من البطل اللي اتحلي بالفاكهة دي ؟

_ واحد منهم ضحك وبص للتاني وهو بيشاور عليه بإيديه :- 

مسلم باشا طبعاً هو ده بيعتق!!

_ مسلم ضحك جامد :- 

بنتعلم من الباشا الكبير 

_ مهران ربط علي كتفه بفخر :- 

المفروض انت اللي كنت تطلع ابني مش البأف التاني ده!

_ مسلم مقدرش يمنع ضحكه :- 

بكرة يتعلم أصول اللعب ولا ايه يا دياب ؟

_ دياب رفع حاجبه بصدمة علي كلامهم واندفع :- 

بعد كل اللي بعمله ده ولسه متعلمتش انتو عايزني اقتل نفسي عشان تصدقوا إني قدها!

_ مهران ومسلم ضحكوا وشاركهم دياب في ضحكهم ، مهران قاطعهم بكلامه :- 

وبعدين بقا في الظابط اللي حاطتني في دماغه ده ، لازم أقعد وأمخمخ له كويس عشان شكله هيقرفني كتير وانا مش فاضي له عندي سفقات سلاح هتتوزع الفترة الجاية وعايز اكون رايق وابن ****** ده هيعطلني 

_ مسلم رد عليه بعمليه :-

شوف عايزني اعمل إيه وانا هعمله ..

_ مهران هز رأسه وقال بعد تفكير :- 

لأ لأ مش عايزك انت تظهر في الصورة انت لسه ورقتك بيضة عند الحكومة مش عايزك استعملك الوقتي..

_ مسلم هز رأسه بفهم واتكلم :- 

تمام ، لو مش عايزني همشي أنا عشان بقالي شهر مدخلتش البيت

_ انفجر مهران في الضحك ورد عليه بسخرية :- 

لسه فيك حتة خوف محتاجة تتقص يا سولي عشان تبقي ابن اخو مهران الليثي علي حق!

_ مسلم ضحك بفتور ورد عليه :- 

مش خوف بس احترام لاهلي ولا عايزني أعادي أخوك يقوم باعتلك دعوة توقف حالك ؟

_ أسرع مهران في الحديث :- 

لأ لأ دعاوي أبوك لأ دي بتصيب يا أخي معرفش ازاي هو فين كده؟

_ هز مسلم رأسه بتأكيد :- 

الحج مسعد الليثي له كرامات 

_ كلهم ضحكوا ومسلم مشي ، مهران أمر دياب يربط محمود ويمنع عنه الاكل والشرب لمدة يومين وبعد كده هيبدأ التعذيب الجسدي وده كان جزاء اي حد يتعدي علي مهران ..

__________________________________________

_ مسلم رجع بيته البسيط وهو حاسس بارهاق شديد ، بقاله اكتر من شهر برا البيت ونومه كان علي كرسي خشب بسبب سفر عمه وانشغاله بحماية مخزن السلاح ..

_ اتفاجئ بوالدته بتجري عليه اول ما سمعت صوت الباب بيتفتح ، ارتمت في حضنه بشوق كبير :- 

أخيراً رجعت ده انا قولت المرا دي مش هترجع وتنسانا 

_ بعدت عنه وبصتله بلوم كبير :- 

حرام عليك يابني انت بتعمل فينا كده ليه ده انا عيني مداقتش النوم بسبب غيابك ، معرفش إذا كنت بتاكل وبتشرب ولا لأ ، معرفش انت بتنام كويس ولا لأ ، معرفش إذا كنت عايش ولا ميت قلبي واجعني عليك من السكة اللي مشيت فيها يا مسلم ريح قلبي يا بني وارجع تاني مسلم اللي مكنش بيسيب فرض وبيخاف ربه!

_ مسلم نفخ بضيق شديد واندفع فيها :- 

مفيش حاجة بترجع تاني وبعدين أنا مرتاح كده ياريت انتوا كمان تتقبلوا وضعي عشان انا زهقت من الاسطوانة اللي بتتعاد كتير دي واخرتها هتبقي وحشة وردي مش هيعجبكم..

_ سحبت نفس عميق وبصت علي طيف خياله اللي مشي من قدامها ودخل أوضته ، هزت راسها باستنكار لكل اللي بيحصل :- 

ربنا يهديك يا ابن بطني 

_ مسلم دخل اوضته وقفل الباب ، رمي نفسه علي السرير وفي ثواني كان نايم  ..

__________________________________________

_ صباحاً ..

في مكان آخر ، موبايلها رن سحبته من مكتبها وردت عليه :- 

ثواني وهنزلك معلش المكتب زحمة جدا ومش عارفة اخلع منهم 

_ ردت عليها بصوت حزين :- 

بسرعة عشان فيه مصيبة حصلت!

_ رقية خلصتي المقال ؟

_ رقية بعدت الموبايل عن أيدها بسرعة وخبيته وبصت لزميلتها بخوف :- 

اه اه اهو اتفضلي ..

_ زميلتها خدت المقال وخرجت برا المكتب وهي رجعت تتكلم تاني :- 

مصيبة ايه يا منال ؟ 

_ منال انفجرت في العياط ومقدرتش تتكلم ، رقية اتخضت من عياطها وقالت :- 

طيب اهدي انتي في الچراج زي ما اتفقنا ؟

_ منال ردت عليها باختصار شديد :- 

أيوة 

_ رقية قفلت المكالمة وخدت شنطتها وراقبت المكان كويس ولما شافت ان الكل مشغول جرت علي الباب الرئيسي وخرجت برا الجريدة ، نزلت في الچراج زي ما اتفقت مع منال ولقيتها منهارة في العياط ، جرت عليها بخضة وسألتها باهتمام :- 

حصل ايه ؟

_ منال بلعت ريقها وحاولت تتكلم من بين عياطها :- 

انتي لازم تساعديني لازم الناس دي يتقبض عليهم في أسرع وقت!!

_ رقية مكنتش فاهمة حاجة وحاولت تفهم اكتر :- 

هما عملوا ايه بالظبط ؟

_ منال سكتت وهي بتفتكر منظر والدتها وانفجرت في العياط تاني ، رقية حضنتها لما فشلت أنها تهديها وربتت علي ضهرها بحب :- 

اهدي واحكيلي وانا اوعدك هعمل كل اللي في أيدي عشان اساعدك!

_ منال بعدت عنها وبصت في الأرض بإحراج وقالت :- 

ماما.. اغتصبو...

_ منال مقدرتش تكمل كلامها من نوبة العياط اللي دخل فيها ، رقية فهمت ودخلت في حالة صدمة كبيرة ، صوت نفسها ارتفع بشكل ملحوظ معقول في ناس بالحقارة دي؟

_ رقية ساعدتها تمشي وخرجوا برا الچراج ، مشوا فترة وقعدوا في أول حديقة قبلتهم ، منال بدأت تحكي الي حصل :- 

_ امبارح ماما وبابا كانوا خارجين عشان يكملوا شرا جهازي واتأخروا جدا ، كلمتهم كتير في الاول مردوش بعد كده موبايلتهم اتقفلت ، طبعاً أنا مكنتش عارفة اعمل ايه كل اللي في أيدي اني ادعي انهم يكونوا كويسين ، الوقت أتأخر جدا لدرجة أن الفجر خلاص هيأذن لبست وقررت انزل أبلغ فتحت الباب واتفاجئت بمنظر ماما... 

_ منال مكنتش قادرة توصف شكلها اللي وجع قلبها ، كملت كلامها بعد مدة :- 

هدومها مقطعة وحالتها بتقول أن حصلها حاجة ، دورت بعيني علي بابا ولما ملقتوش جريت عليها سألتها ايه اللي حصل وطبعاً هي كانت مصدومة ومش بتتكلم..

_ رقية خدت نفس وسألتها :- 

وبعدين كملي..

_ منال بلعت ريقها كتير وهي بتحاول تتكلم طبيعي :- 

بدأت تحكي لي أن في عربية وقفت وخدوهم بالعافية ، صحوا الاتنين لقوا نفسهم في مكان غريب و...

_ منال مقدرتش تنطق اسمه من شدة كرهها ليه ، خدت نفس وكملت كلامها :- 

مهران اللي حكيت لك عنه كان واقف قدامهم ، في الأول ضرب بابا كتير جدا لأن بابا بلغ عنه بس غصب عنه والله ، فيه ظابط ابتزه وهدده لإما يجيب له اخبار مهران أو يسجنه ، بابا خاف علي سمعتي أنا اخواتي وبلغ عن مهران بس للاسف كان أخد احتياطاته وعرف إن بابا هو اللي عمل كده ولما بابا رفض يتكلم أمر رجالته اللي هما نفسهم عياله يعملوا كده في ماما ..

_ منال سكتت وملامحها اتشدت بكره وحقد وبصت لرقية بنظرة مختلفة ، نظرة مليانة شر وانتقام وقالت :- 

انتي لو مساعدتنيش أنا هقتلهم بنفسي!!







_ رقية اتكلمت بسرعة :-

لأ لأ متعمليش انتي اي حاجة أنا هعمل كل اللي هقدر عليه بس مفيش حاجة معينة في دماغي سبيني أفكر كويس وبعدين هكلمك 

_ منال بصت في الفراغ قدامها ورقية سالتها تاني :- 

تعرفي اسم الظابط اللي ابتز والدك ؟

_ منال هزت راسها بتحاول تفتكر اسمه :- 

مش فاكرة وحيد وليد حاجة كده

_ رقية عيونها وسعت علي اخرهم ورددت بهدم تصديق :- 

وليد!

_ منال بصت لها جامد وفهمت الأمر كله :-

وليد! اخوكي؟

_ رقية حطت أيدها علي فمها بصدمة ومنال اندفعت فيها :- 

اخوكي هو السبب في اللي حصل لأهلي ، لازم يدفع تمن تهديده اللي وصلهم لكدا انتي مجبرة تصححي غلط اخوكي يا رقية هانم!!

_ رقية خافت من نبرة منال اللي اول مرة تقابلها بيها ، اتنهدت بضيق وقالت :- 

منال لو سمحتي سيببي كل حاجة عليا أنا هتصرف 

_ منال قامت وقفت وبصت لها بتحذير :- 

قدامك ٢٤ ساعة تفكري براحتك والا هتمشي في جنازة اخوكي قريب انتي فاهمة!!

_ منال سابتها ومشت وسط صدمة وخوف اتملكوا منها ، صدمة من كون اخوها مش بالصورة اللي كانت رسماها ليه قد ايه كانت شيفاه شهم وعلي خلق وخوف عليه من تهديد منال ..

_ قامت وقفت وسحبت شنطتها ورجعت علي بيتها وهي مش عارفة هتعمل ايه ، فتحت الباب واتفاجئت بوجود اخوها قاعد مع والدها والدتها  ، قفلت الباب بطريقة أثارت انتباهم عليها 

_ رمت شنطتها علي طرابيزة السفرة وكملت مشي وعيونها علي اخوها ، وقفت قدامه واتكملت بحدة :- 

ممكن نتكلم

_ وليد عقد حواجبه باستغراب بسبب لهجتها الي بيتعامل معاها لأول مرة ، ضحك وسألها باستفسار :-  

مالك يا روكة ؟

_ رقية اتنهدت بملل واتكلمت بعصبية :- 

لو سمحت عايزة اتكلم معاك ..

_ والدهم تتدخل لما لاحظ نبرتها وأسلوبها الغريب :- 

في ايه يا رقية بتتكلمي مع اخوكي كده ليه ؟

_ رقية سحبت نفس وهي بتحاول تمسك أعصابها ومتقولش اللي عرفته ، بلعت ريقها وبصت لوالدها واتكملت بهدوء رغم كده نبرتها كانت حدتها واضحة جدا :- 

مفيش حاجة يا بابا محتاجة أتكلم مع أبيه وليد في مشكلة ليها علاقة بشغلي

_ والدها هز راسه علي الرغم من عدم اقتناعه بكلامها ، وليد دخل وراها أوضتها ووقف قدامها وسألها باستفسار :- 

ممكن افهم في ايه ؟

_ رقية بصتله بنظرة متخاذلة واندفعت فيه :- 

انت هددت محمود المنصوري جوز فادية اللي بتشتغل عندنا عشان يجيب لك اخبار مهران الليثي ؟

_ وليد اتفاجئ بكلامها وسألها باستفسار :- 

انتي جبتي الكلام ده منين ؟

_ رقية ضحكت بسخرية وهزت رأسها بعدم تصديق وكملت كلامها بعصبية اكبر :- 

سؤالي واضح هددته ولا لأ ؟ 

_ وليد استنكر أسلوبها معاه واندفع فيها :- 

رقية حسني اسلوبك معايا ايه اللهجة دي انتي ناسية اني اخوكي الكبير ولا ايه ؟

_ رقية هدت من نفسها وبصتله :- 

اخويا الكبير صورته اتهزت جوايا وعايزة اعرف حالاً اذا كنت هددت محمود فعلا ولا لأ ممكن رد صريح 

_ وليد نفخ بضيق وجاوبها بعصبية :- 

هددته ولا لأ شئ ميخصكش شغلي وطريقة تعاملي فيه محدش يدخل فيهم!.

_ رقية قعدت علي طرف السرير ورفعت عيونها عليه :- 

بس لما تهديدك يوصل أنهم يغتصبوا مراته يبقي لازم أتدخل يا حضرة الرائد!

_ وليد عيونه وسعت بصدمة وردد بعدم استيعاب :- 

ايه ؟ قولتي ايه ؟

_ رقية هزت راسها بتأكد كلامها :- 

مهران بعت رجاله وخطفوهم واغتصبوا مراته وهو لسه مرجعش بيته كل ده بسببك انت!!

_ وليد بلع ريقه وحاول يستوعب الكلام ، بصلها تاني وهو تايه ورافض فكرة أنه السبب :- 

انتي عرفتي الكلام ده إزاي وتعرفي مهران أبو الليثي منين أصلا؟

_ رقية ضحكت بوجع وردت عليه :- 

انت ناسي اني صحفية وطبيعة شغلي بتحتم عليا اعرف كل كبيرة وصغيرة في البلد 

_ وليد ضيق عيونه عليها وسألها :- 

إحنا بقالنا سنين مش عارفين نوقع مهران انتي عرفتي عنه ازاي ؟.

رقية ردت عليه بملل :- 

زي ما انت ليك توابع تعرف منها معلومات عن الناس دي أنا ليا برده..

_ وليد اتنهد بضيق وسكت لفترة ، رجع بصلها واتكلم بتحذير :- 

الراجل ده مش سهل ابعدي عنه ده يا رقية وده أمر!!

_ رقية عقدت حواجبها وقامت وقفت قصاده :- 

أمر! أنا مش صغيرة عشان حضرتك تقولي اعمل ايه ومعملش ايه ؟

_ وليد اتعصب جامد وصوته دوي في المكان :- 

بلاش عند انتي بنفسك شوفتي عمل ايه في فادية خليكي بعيد يا رقية ومش هعيد كلامي تاني مفهوم!

_ رقية كانت هترد عليه بس دخول والدها أجبرها تسكت ، سعيد ( والدهم ) بصلهم وسألهم بقلق :- 

صوتكم عالي ليه كده ؟

_ وليد هز راسه باستنكار وبص لوالده :- 

عقل رقية يا بابا عشان مش عايز ازعلها مني 

_ وليد خلص كلامه وسابهم وخرج طلع شقته ، مراته استقبلته بابتسامة علي وشها :- 

حمدالله علي سلامتك يا ليدو

_ وليد مردش عليها وسابها ودخل اوضته ، دخلت وراه وهي مستغربة حالته وسألته بقلق :- 

مالك يا وليد ؟

_ وليد اتنهد بضيق ورد عليها من غير ما يبص لها :- 

مفيش حاجة يا علا لو سمحتي سبيني لوحدي الوقتي 

_ علا انسحبت بهدوء بس رجعت له تاني :- 

تحب تتعشي؟

_ وليد وقع الاباجورة اللي علي الكومود بعصبية :- 

قولتلك سبيني الوقتي 

_ علا خرجت من الاوضة وهي مرعوبة من عصبيته ، معرفتش تهدئ من نفسها دخلت اوضة مازن ابنها ونامت جنبه ومقدرتش تمنع دموعها اللي نزلت ..

__________________________________________

بس اخوكي معاه حق في خوفه عليكي 

سعيد قالهم وهو بيحاول يفهم رقية خوف وليد عليها ، رقية فاهمة خوفه وليد مش راضية تقتنع بالاسلوب اللي اتعامل بيه مع محمود وعارضت والدها :- 

وليد غلطان يا بابا عمل تصرف بسببه ناس بتدفع التمن ، انت مش متخيل هو تتسبب في ايه وانا بحاول اصلح اللي عمله فهو جه بكل سهولة يقولي ابعدي ، بابا مش هعرف أوضح اكتر من كده بس ده شغلي ولازم اكمله وفهمه كده كويس 

_ سعيد ربت علي كتفها بحب :- 

أنا هتكلم معاه وأشوف الموضوع ده المهم حبيبتي متضايقش 

_ رقية سحبت نفس ورمت نفسها في حضن والدها ، قاطع لحظتهم دخول والدة رقية وحبت تهزر معاهم :- 

هو أنا أغيب عنكم شوية اجي الاقيكم بتحضنوا بعض!

_ سعيد بعد عن رقية وضحك لها :- 

بنتي وانا حر معاها ياستي 

_ كلهم ضحكوا ووالدة رقية اتكلمت :- 

بما أن رقية جت هروح احضر الغدا 

_ رقية رفضت الفكرة :- 

لأ لأ يا ماما مليش نفس آكل

_ سعيد رد عليها برفض :- 

لأ لازم تاكلي والا مش هتعرفي تفكري كويس وتكتبي لنا مقالاتك اللي بتسليني كل يوم دي 

_ رقية ضحكت جامد وردت عليه بحب :- 

اعتبر ده تثبيت؟

_ سعيد هز راسه بتأكيد :- 

Sure 

_ رقية ضحكت علي أسلوبه العفوي وقالت :- 

هبدل هدومي واجي حالا ..

_ سعيد بص علي مراته اللي واقفة تغمز بعيونها لرقية وفهم أنها عايزة تعرف سبب المشادة اللي بينها وبين وليد ، قرب منها ومسك دراعها :- 

يلا يا آمال روحي حضري الغدا 

_ آمال هزت راسها بموافقة واتكلمت :- 

طيب روح انت وانا هاجي وراك أهو 

_ سعيد رفض واجبرها تخرج برا الاوضة :- 

لأ إحنا الاتنين هنخرج برا وسيبي البنت في حالها عايزة منها ايه ؟

_ آمال اتغاظت جدا وبصتله بحدة :- 

هو انتوا حد يعرف ياخد منكم حق ولا باطل بوريه منك انت وبنتك ..

_ سعيد ضحك جامد وسابها وقعد قدام التليفزيون وهي راحت تحضر الغدا ، رقية بدلت هدومها وعقلها مشغول بمنال ازاي هتقدر تساعدها ؟

__________________________________________

_ مسلم صحي علي اذان العصر ، فرك عيونه بكسل وقام خرج برا الاوضة ، والدته قابلته بإبتسامة :- 

ابن حلال أنا خلصت الغدا تعالي كلك لقمة 

_ مسلم هز راسه بموافقة وهو بيدور بعيونه في البيت :- 

بابا فين ؟

_ سهير ردت عليه وهي داخلة المطبخ :- 

في الجامع يا حبيبي زمناته جاي 

_ مسلم دخل الحمام واخد شاور يمكن يخفف من الشعور الاشمئزاز من نفسه اللي بقا مرافق ليه الفترة الأخيرة ، خلص وخرج برا كانت والدته حضرت له الغدا قعد وأكل ، قد ايه كان واحشه اكلها بس مظهرش ، خلص آكل واتفاجئ بدخول أخته من الباب 

_ اول لما شافته جرت عليه بفرحة :- 

مسلم وحشتني اوي 

_ مسلم ضحك لها وكانت أول مرة يضحك من قلبه من شهر كامل ، حضنها بحب :- 

وحشتيني يا اوزعة اخبارك ايه ؟

_ لوت شفايفها متصنعة الزعل :- 

أنا طولت شوية يابني حتي شوف بقيت طول كتفك

_ مسلم انفجر في الضحك ورد عليها :- 

وانتي لما توصلي لكتفي تبقي كده طولتي؟

_ هزت راسها بتأكيد وسط نظرات والدتهم السعيدة ، من حسن حظها أنها أخيرا شافت ضحكة مسلم تاني ، وقفت تراقبهم في صمت ، مسلم بص علي شنطة أخته وسألها باهتمام :- 

انتي بقيتي في سنة كام ؟

_ ضيقت عيونها عليه واتكلمت بعدم تصديق :- 

انت تغيب عن البيت شهر ترجع ناسي أنا في سنة كام! عموما انا في رابعة آداب آخر سنة يعني عشان لو مش عارف 

_ مسلم خبطها علي دماغها بخفة :- 

لسانك عايز قصه 

_ بعدت عنه وتمتمت بصوت عالي :- 

يا ميلة بختك في اخوكي يا أميرة 

_ مسلم جري وراها وهي دخلت أوضتها وقفلت الباب قبل لما يوصل لها ، وقف يضحك عليها وقرر ينزل الشارع يشوف صحابه ويرجع لشغله تاني ..

_ لبس ونزل لمح الجامع ومحسش برجليه الي خدته عنده ، قابل والده علي باب الجامع وبصله بلهفة ، قابل من والده جمود في تعابيره واتصدم لما منعه من الدخول :- 

انت رايح فين ده مكان طاهر وانت الله اعلم بيك جاي من أنهي داهية 

_ مسلم بصله كتير وهو مش مصدق كلامه ، كان هيعارضه بس رجع في كلامه وسابه ومشي ، اول لما لفت وشه سحب نفس وكمل مشي لما وصل لمحل ادوات صحية ملك لعمه واللي هو اشتغل فيه مؤخراً ..

_ قابله شاب شغال في المكان بترحيب :- 

ريس مسلم نورت المحل فينك مختفي من زمان 

_ مسلم قابله بوش جامد ورد عليه ببرود :- 

مشاغل يا انور المهم في حد قاعد في المكتب ؟

_ أنور هز راسه ورد عليه بعملية :- 

أيوة الريس حازم جوا 

_ مسلم سابه ودخل المكتب ، رسم ابتسامة متهكمة وقرب من المكتب وقعد علي طرفه :- 

بتعمل ايه ؟

_ حازم بصله بفتور شديد ورد عليه بعد ما لفت وشه وهو بيتصنع انشغاله :- 

شايف ايه مشغول في الشغل

_ حازم رجع بص لمسلم تاني :-






ولا عايزني اقعد شهر علي كرسي متحركش الا لما يجيلي الأمر!

_ مسلم فهم تلقيحه بالكلام ، مردش عليه لانه مش اول مرة يتعامل مع أسلوبه اللي مش فاهم ليه بيعامله بالشكل ده ..

_ قام من علي المكتب وقعد علي الكنبة وسأله باهتمام :- 

عمي رجع ؟

_ حازم غمض عيونه بضيق ورد عليه بملل :- 

المفروض أنا اللي أسئلك مش انت اللي كنت معاه!!

_ مسلم قام وقف ورد عليه باختصار :- 

أيوة بس انا سيبته امبارح و...

_ حازم قاطعه بحدة :- 

مشوفتوش في حاجة تانية ؟

_ مسلم ضغط علي سنانه بغضب وسأله بفضول :- 

إنت بتعاملني كده ليه ده ابن عمك 

_ حازم ضحك بسخرية وقام وقف قصاده :- 

انت قولت بنفسك ابن عمي يعني أنا اللي أولي بقربي من أبويا مش انت ياااا ابن إمام الجامع

_ مسلم قرب من حازم جامد وهو بيضغط علي أسنانه :- 

ما تروح تقول البوء ده لابوك بدل المعاملة دي عشان مش هستحمل كتير 

_ حازم قرب منه لدرجة أنه لزق فيه وبص في عينه بتحدي :- 

هتعمل ايه ؟

_ مسلم بعد عنه وغمزله وهو بيفتح الباب :- 

وقتها هتعرف 





_ سابه ومشي وحازم كان علي آخره منه ، رجع علي مكتبه يحاول يشغل نفسه بأي حاجة عشان ميقتلوش من شدة كرهه ليه ، مسلم خرج برا يشوف شغله يمكن ينسي طريقة حازم معاه وخصوصاً كلام والده ...

__________________________________________

_ رقية مقدرتش تنام بسبب انشغال عقلها بحل لمشكلة منال ، لقت فكرة واكيد هتقابل رفض عليها لأنها مينفعش عليها موافقة أصلا بس لازم تعملها عشان وتضرب عصفورين بحجر واحد 

_ أكيد هتترقي في شغلها وتساعد الشرطة علي القبض علي مهران ، قامت من مكانها وقررت تطلع لاخوها وتقنعه بالفكرة ، سحبت نفسي كبير وفتحت باب البيت واتفاجئت بيه نازل ، بصتله بإحراج علي اخر حوار دار بينهم ..

_ وليد نزل كام درجة من السلم بس هي لحقته :- 

ابيه وليد استني 

_ وليد وقف بس مبصش نحيتها ، رقية قربت منه واتكلمت بإحراج :- 

أولا أنا آسفة علي كلامي معاك أنا بجد مش قصدي بس مضايقة جدا ، ثانياً محتاجة اتكلم معاك ضروري

_ وليد رد عليها بجمود :- 

مش فاضي لما أرجع 

_ رقية اتكلمت بسرعة قبل ما يمشي :-

لأ لأ دلوقتي الموضوع بجد ميتأجلش 

_ وليد اتنهد وسألها بنبرة مختلفة :- 

عايزة ايه ؟

_ رقية ضحكت ودخلت البيت ووليد دخل وراها ، قعد قدامها علي الكنبة مستنيها تبدأ كلامها ، رقية كانت بتدعي جواها أنه يوافق ، سحبت نفس وبدأت كلامها :- 

أنا لقيت حل هقدر اساعدك في القضية اللي تخص مهران وفي نفس الوقت أكون ساعدت منال واترقي في شغلي علي الموضوع اللي هكتبه بخصوص مهران!!





_ علي الرغم من رفض وليد التام لأي فكرة هتقولها بخصوص مهران إلا أنه أجبر نفسه يتحلي بالصبر ويسمعها عشان متعندش معاه..

_ رقية بصتله كتير واتكلمت بحماس :- 

أنا هروح اعيش في منطقة مهران و...

_ رقية اتفاجئت بثورة وليد عليها ، كانت متوقعة رفضه بس مش بالسرعة دي ، وليد قام وقف واندفع فيها بغضب :- 

انتي بقالك أقل من سنة بتشتغلي في الجريدة يعني لسه مفهمتيش يعني ايه مجرمين بنتعامل معاهم ، متفهم طبعاً حماس البدايات اللي عندك بس ده من رابع المستحيلات إنه يحصل ومش عايز اسمع حرف تاني في الموضوع ده!





_ رقية اضايقت جدا من كلامه ورفضه بس حاولت تتحلي بالهدوء عشان تفهمه وجهة نظرها :- 

يا أبيه افهمني بس أنا عايزة اساعد البلد في القبض علي المجرمين دول ، انت قولت بنفسك انكم بقالكم سنين مش عارفين تمسكوا عليهم حاجة مش يمكن أنا اللي اعرف لما أقرب منهم ، وبعدين أنا هروح ارمي نفسي وسطهم واقولهم أنا صحفية وجاية ابلغ عنكم ، الموضوع هيبان اني قريبة منال وهحاول أعرف كل خطواتهم من غير ما يحسوا بيا يعني قريبة ومش قريبة ووقت لما أمسك عليهم حاجة هنسحب بهدوء ومحدش هيحس بيا..

_ وليد هز راسه برفض تام :- 

الكلام ده في الافلام بس انما إحنا في واقع ، لا يمكن أوافق اني ارميكي في النار في ايدي ، رقية أنا مش بعتبرك بس اختي انتي بنتي وكل حاجة بالنسبة لي ، متفهم أنك عايزة تكبري وتحققي ذاتك بس حققيها في مجالك اكتبي مقال





 جديد قصة حلوة وانا بنفسي هحاول اجيب لك كل حاجة تخص الجرايم اول بأول وتبقي من أوائل الناس اللي تنشر الخبر وسيبك من مهران واللي زيه دول شغلنا إحنا تمام ..

_ رقية مقتنعتش بكلامه وعارضته باصرار :- 

أنا مش عايزة اكتب مقال ولا أألف قصص أنا عايزة اساعد منال واهلها ، مش عايزة حد تاني يكون ضحية مهران أنا هحقق ذاتي بجد لما اشوفه مسجون وانا كنت السبب في كده غير كده أنا مش هحس بقيمتي ، وبعدين انت هتكون معايا وجنبي وهتحميني قبل ما حد يفكر يبصلي حتي!!

_ وليد لوهلة صدق كلامها بس في رجع لوعيه تاني لما افتكر أنه ممكن ميقدرش يحميها وبصلها برفض تام :-  

قولت لأ يعني لأ 

_ سابها ومشي وهي واقفة مضايقة ومخنوقة من رفضه ، بس مش هتيأس هتفضل وراه لما يوافق ..





__________________________________________

________________________________________

_ صباحاً ، رقية صحيت بدري وقررت تتكلم مع والدها أكيد هيساعدها ويقنع وليد ، وليد نازل علي السلم عشان يلحق يوصل شغله اتفاجئ بخروج والده ، وقف قصاده وابتسم :- 

صباح الخير يا بابا 

_ سعيد رد عليه بحب :- 

صباح الخير تعالي عايزك 

_ وليد دخل وراه بفضول ، سعيد بص علي رقية ورجع بص علي وليد :- 

أختك حكت لي اللي حصل وانا موافق علي قرارها!!

_ وليد اتصدم من كلام والده ورد عليه بعدم استيعاب :-

حضرتك موافق ترميها وسط مجرمين ؟ 

_ سعيد سحب نفس ورد عليه بثقة :- 

ثقتي فيها كبيرة وهي قادرة تحمي نفسها 

_ وليد كان متفاجئ جدا بكلام والده واتكلم بذهول :- 

ثقة حضرتك فيها مش هتحميها لو أذوها وانا هفضل رافض الموضوع شكلاً وموضوعاً ولو حصلها أنا آسف في اللي هقوله هيكون في رقبتك

_ وليد مقدرش يكمل الحوار اكتر من كده وسابهم ومشي ، آمال خرجت من المطبخ واندفعت فيهم :- 





وليد بيتكلم صح ثقتك فيها مش هتنفعنا لو عملوا فيها زي فادية ، وانتي يابت انتي اتلمي لإما ميبقاش في شغل أصلا 

_ رقية بصتلها بتحدي ورددت :- 

وانا قدها وهتشوفوا بعينكم أنا هنجح ازاي!

_ آمال قربت منها وبصتلها بتحذير :- 

بلاش تكوني نقطة ضعف اخوكي بينهم ، انا مش لاقياكي علي باب جامع عشان ارميكي الرمية دي وإذا كان ابوكي كل حاجة بيوافق لك عليها فدي بقا واقفة علي طلاقي منه وانتي علي راحتك بقا اختاري تخربي بيتنا ولا تعملي اللي في دماغك 

_ رقية اتصدمت من كلام والدتها ورددت بدهشة :- 

ايه يا ماما اللي بتقوليه ده!

_ آمال سابتها وقعدت علي السفرة مع جوزها ، رقية مقدرتش تفطر معاهم ودخلت أوضتها تحاول تحل الموضوع اللي اتعقد خالص ..

_____________________________

يا 



                   الفصل الثاني من هنا  

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×