رواية خطة غير مدروسة
بقلم تسنيم المرشدي
الفصل الخامس
__________________________________________
_ مسلم مقتنعش بكلامها وحاول يوقعها في الكلام :-
بيسأل سؤال أخوي يعني ، ممم تمام
_ أميرة اتهزت من كلمة اخ وبلعت ريقها بتوتر ، حاولت توصل رسالة لمسلم بس مقدرتش تبص في عيونه :-
دياب مش اخويا دياب ابن عمي يا سولي
_ مسلم اتفاجئ برد أميرة كان نفسه يسمع تأكيد أنه زي اخوها بس هي فاجئته بجرائتها كأنها قاصدة كلامها ، مسلم اضايق بس حاول ميظهرش واتكلم بهدوء :-
ماهو ابن عمي وانا بعتبره أخويا..
_ أميرة رفعت عيونها عليه ووشها احمر جدا من شدة احراجها وخرجت الكلام بصعوبة :-
انت عايز توصل لإيه يا مسلم ؟
_ مسلم سحب نفس ورد عليها عشان يقطع أي تفكير جواها من ناحية دياب :-
طلاما انتي سألتي يبقي قصدي انتي فاهماه كويس ، دياب اخوكي ومش هيكون غير كده حتي الأخوية دي ليها حدود ازيك الله يسلمك مفيش اكتر من كده آمين ؟
_ أميرة عيونها لمعت بالدموع وكانت بتحاول تهدي ومتعيطش قدام مسلم ، بلعت ريقها عشان تعرف ترد عليه :-
ماشي..
_ أميرة سابته ودخلت اوضتها وقفت ورا الباب وانفجرت في العياط ، حست بوخزة في قلبها مش عارفة سببها ، محصلش اي موقف يظهر أنها بتحبه بس ليه مضايقة من كلام مسلم ليه مش قادرة تقتنع بفكرة أن دياب اخوها لأن هو فعلاً مش أخوها ، يمكن لسه معرفتش مكانته في قلبها بس اكيد مش أخوية ..
_ اتنهدت بضيق وتعب ورمت شنطتها علي الأرض وبدلت هدومها وهربت من افكارها بالنوم ...
__________________________________________
_ رقية رجعت الحارة وكانت مخنوقة جدا ومش عارفة تعمل ايه ، بس هي متاكدة أنها هتتخنق اكتر لو رجعت الأوضة وقعدت لوحدها ، قررت تروح تطمن علي فادية وتقضي وقت مع منال ..
_ منال حكت لوالدها كل اللي حصل الفترة اللي فاتت من وقت غيابه وهو كان بيسمع ومش مهتم كأنه في عالم تاني ، اثار الضرب لسه حاسس بيه ، نفسيته وحشة جدا وعقله رافض ينسي اللي حصل لمراته ، صوت صريخها لسه سامعه كأنها لسه بتصرخ ، حاسس أنه مش راجل عشان مقدرش يحمي مراته كله بسبب وليد ، واحد أناني ومش بيفكر غير في نفسه ودي آخرتها مقدرش يحميه من مهران ورجالته ..
_ رقية وصلت ورنت الجرس وعندها امل انها تخرج كويسة من عندهم بس متعرفش اللي مستنيها ، منال فتحت الباب وضحكت لها :-
اتفضلي
_ رقية اتفاجئت بوجود محمود ، فرحت جدا لما شافته وقربت منه ومدت أيدها تسلم عليه :-
اونكل محمود حمد لله على سلامة حضرتك
_ محمود بصلها بلوم وعتاب وقام وقف :-
حمدالله علي سلامتي! هو أنا كنت في رحلة ورجعت أنا كنت في عذاب واخوكي مقدرش يحميني زي ما وعدني ، انتهكوا حرمة بيتي قدامي وانا واقف ضعيف مش قادر اعملها حاجة والبيه قاعد في بيته ولا علي باله منكم لله حياتي اتبهدلت بسببكم
_ رقية اتصدمت من هجومه عليها وحاولت تتكلم بس هو منعها :-
هي الرجولة عندكم أن الحريم هي اللي ترد الحق وهو قاعد باشا علي مكتبه ومرتاح!!
_ رقية مقدرتش ترد عليه ، منال اضايقت من هجوم والدها واتكلمت :-
متقولش كده يا بابا رقية قصدها خير هي عايزة تساعدنا
_ محمود ضحك بسخرية واتكلم وهو داخل الاوضة :-
لله الامر من قبل ومن بعد حسبي الله ونعم الوكيل
_ صوت نفس رقية كان مسموع جدا ، مقدرتش تقف اكتر من كده وجرت علي برا ، منال نزلت وراها تحاول تهديها ، رقية انفجرت في العياط اول لما وقفت علي الباب الخارجي ، كلام محمود بيتردد علي عقلها ومش قادرة تتخطاه ..
_ منال وقفت جنبها وهي محروجة وحاولت تبرر كلام والدها :- اعذريه غصب عنه هو لسه مصدوم من اللي حصل
_ رقية بصت لها بندم كبير :-
أنا مش زعلانة منه ، أنا زعلانة عشان كلامه كله صح أنا اخويا كان السبب في اللي حصلكم أنا بجد آسفة
_ رقية سابتها ومشت ومنال مرضتش تسيبها لوحدها وراحت وراها ، دخلوا الاوضة ومنال حضنتها جامد :-
أنا آسفة اني كنت بتعامل معاكي وحش أنا كل حاجة اتلخبطت جوايا ومبقتش عارفة مين الحلو ومين الوحش
_ رقية بعدت عنها وقعدت علي السرير :-
أنا عايزة اعمل اي حاجة عشان اخلص من الناس دي أنا عايزة أرجع لكم حقكم
_ منال اتنهدت بارهاق وقعدت جنبها :-
يارتني غرزت السكينة في قلبه مش في أيده
_ رقية انتبهت لكلامها وبصتلها بعدم فهم :-
انتي عملتي ايه ؟
_ منال حكت لرقية اللي حصل ورقية بصتلها بصدمة :-
ليه كده يا منال عايزة تودي نفسك في داهية أنا عايزاكي جنبي أنا مش عارفة ابقي لوحدي وسط الناس دي
_ منال سحبت نفس وردت عليها :-
طيب وهنعمل ايه دلوقتي ؟
_ رقية قامت وقفت قدام الشباك وبصت علي المسجد :-
لازم أقرب منهم اكتر من كده لازم اكون بينهم لأن كده مش هينفع..
__________________________________________
_ دياب طلع علي سطح البيت ، نزل حبل مربوط فيه حجر كبير ، وقفه قدام شباك اوضة أميرة وبدأ يقرب الحجر من الشباك عشان يعمل صوت وتطلع له ، بعد فترة أميرة قلقت علي صوت غريب ، فتحت عيونها وشافت حاجة مش قادرة توضح صورتها بتتحرك قدام الشباك ..
_ قربت من الشباك وبصت فوق واتفاجئت بدياب بيشاورلها تطلع ، هزت راسها برفض بس هو أصر عليها ، اتنهدت ودخلت اوضتها وهي مش عارفة هتطلع بحجة ايه ، خرجت برا ولقت البيت هادي جدا ، قربت من اوضة مسلم وخبطت بهدوء ، فتحت الباب لما ملقتش رد ولقيته نايم
_ قربت من اوضة والدتها وسمعت صوتها وهي بتتكلم مع والدها ، استغلت الفرصة وخرجت برا بهدوء شديد عشان محدش يحس بيها ، طلعت فوق وسألت دياب باهتمام :-
في ايه عايزني ليه ؟
_ دياب ضحك لها واتوتر شوية معرفش يتكلم يقول ايه رغم أنه كان محضر كلام كتير يقوله ، ضحك اكتر واتكلم بلخبطة :-
مش عارف قصدي يعني كنت عايز اتكلم معاكي ، بصي انا كنت ناوي اقول كلام كتير اوي بس بجد أنا نسيت كل حاجة ، رقية أنا بحبك
_ أميرة كتمت نفسها لما سمعت كلمة بحبك منه ومكنتش مصدقة ، حاسة أنها لسه نايمة وبتحلم ، ضربات قلبها بقت سريعة جدا وحست بإضطرابات غريبة جواها ، مشاعر كتير عصفت بيها ، حاسة أنها فرحانة وفي نفس الوقت خايفة ، هو فاجئها وطريقته العفوية خطفت قلبها ..
_ أميرة بعدت عنه ورجعت لورا واتكلمت بلخبطة :-
أنا.. أنا نازلة
_ كانت هتنزل بس دياب لحقها ومسك أيدها يوقفها :-
استني
_ أميرة سحبت أيدها بسرعة وهو أتكلم يوضح حُسن نيته :-
أنا آسف مش قصدي بس انا كنت عايز اوقفك
_ أميرة بصت في الأرض وفركت صوابع أيدها بتوتر ومقدرتش ترد عليه ، دياب ضحك علي حالتها وبعد مدة من الصمت قال :-
أنا كنت فاكرك حاسة بمشاعري وعارفة اللي جوايا بس انتي شكلك اتفاجئتي وأنا بجد متلخبط ومش عارف اعمل ايه
_ أميرة سحبت نفس كبير ورفعت عيونها عليه لما افتكرت كلام مسلم :-
ليه بتقولي الكلام ده الوقتي ؟
_ دياب رفع كتفه بقلة حيلة :-
أنا كنت بقولك بحبك في كل مرة بشوفك فيها ، عيوني كان باين في لمعتها اني بحبك ، لهفتي عليكي لما بتوقفي قدامي معناها بحبك ، تصرفاتي العبيطة اللي بتحصل بس معاكي معناها بحبك مكنتش قادر انطقها بس كل حاجة فيا كانت بتقولك بحبك ، أميرة أنا بحبك بجد انتي أنضف حاجة في حياتي..
_ أميرة مكنتش مستوعبة الكلام اللي بيقوله ، معقول هو بيقول الكلام ده ليها ، كلام مسلم كان بيتردد في عقلها ومخلي فرحتها ناقصة ومش قادرة تستمتع بكلامه ، محستش بنفسها غير وهي بتقول :-
بس مينفعش .. مينفعش
_ سابته ونزلت بسرعة قبل ما يتكلم تاني ، دياب كان مصدوم من ردها مكنش ده الرد اللي متوقعه منها ، عيونها كانت بتلمع لما بتشوفه وده اللي شجعه يعترف لها بحبه ليه قالت مينفعش ومينفعش ايه اصلا ؟!
_ دياب اتلخبط جامد وحس بخيبة أمل كبيرة جواه ، اتخنق جدا ونزل يسهر مع صحابه يمكن يحس براحة شوية ..
__________________________________________
_ أميرة دخلت أوضتها وهي بتلعن ردها على دياب ، بس مسلم حذرها وهي مكنش ينفع تخون ثقته ، غمضت عيونها بعصبية ورمت نفسها علي السرير ، حطت مخدتها فوق دماغها ومقدرتش تمنع دموعها اللي نزلت علي لخبطة قلبها وعقلها اللي وقعت في حيرة بينهم ..
_ في الاوضة المجاورة ، سهير اتنهدت بقلة حيلة واتكلمت :-
أنا عايزاك تحن علي مسلم شوية يا حج بلاش المعاملة الناشفة دي
_ مسعد بصلها جامد واتكلم بنبرة جامدة :-
عايزاني اطبطب عليه يا سهير عشان يتمادي في الغلط ؟
_ سهير وضحت وجهة نظرها :-
لأ يخويا مطبطبش بس برده بلاش الكلام الواقف والأسلوب الجاف ده كانت يعني الشدة نفعت ورجعته عن طريقه يمكن لما يلاقيك حنين معاه ربنا يهديه
_ مسعد سحب نفس وسند راسه علي حيطة السرير ورد عليها :-
ده كان زينة الشباب ، كان قلبي بينشرح وهو واقف يأم ( أمام )بالناس في المسجد ، صوته كان بيجبر أهل الحتة كلهم يدخلوا الجامع
_ مسعد عدل قعدته وبصلها بحزن شديد :-
طب والله يا سهير وما ليكي عليا حلفان من يوم ما منع دخوله المسجد والناس بطلت تصلي هي كمان كأن الخير كان فيه سبحان الله ، كل ده ومش عايزاني ازعل ازاي بس يا سهير
_ سهير عيونها لمعت بحزن واتكلمت بأمل جواها :-
اللهم رده اليك رداً جميلاً عاجلاً غير آجل
_ مسعد آمن علي كلامها من قلبه :-
اللهم امين
__________________________________________
صباحاً .. مسلم صحي بكسل ، خرج برا الاوضة واتفاجئ بوالدته بتحضر الفطار ووالده قاعد علي السفرة ، ابتسم لمسلم اول لما شافه ، مسلم استغرب من طريقته ، مش متعود عليه هادي وبيضحك كده يا تري ايه اللي اتغير ؟
_ سحب نفس واتكلم :-
صباح الخير
_ مسعد رد عليه بترحيب مبالغ :-
صباح النور نمت كويس ؟
_ مسلم ضيق عيونه عليه وهو مش فاهم طريقته دي هتوصل لايه ، مكنش في أيده حاجة غير أنه يرد عليه :-
اه تمام
_ سهير خرجت من المطبخ وهي بتضحك في وشه بس مكنش في داعي للاستغراب لانها كده طول الوقت :-
صباح الخير يا حبيبي يلا اغسل وشك وتعالي كلك لقمة
_ مسلم هز راسه ودخل الحمام ومليون سؤال جه علي باله وملقاش لهم تفسير ، خرج برا وبص علي اوضة أميرة :-
أميرة فين ؟
_ سهير ردت عليه وهي بتخبط علي أميرة :-
شكلها راحت عليها نومة ، أميرة انتي نايمة ؟
_ أميرة ردت عليها بنبرة مرهقة :-
أنا صاحية
_ سهير دخلت الأوضة واستغربت من منظرها وسألتها باهتمام :-
عنيكي وارمة كده ليه ؟
_ أميرة اتنهدت بتعب وردت عليها باختصار :-
منمتش كويس
_ سهير هزت راسها وقالت :-
طيب يلا عشان تفطري قبل ما تروحي الجامعة
_ أميرة مكنتش قادرة تتكلم ، العياط أخد كل طاقتها بس مضطرة ترد عليها :-
لأ ما انا مش هروح الكلية النهاردة وكلوا انتوا مليش نفس
_ سهير عقدت حواجبها باستغراب واتكلمت بقلق :-
انتي تعبانة ؟
_ أميرة هزت راسها بنفي واتكلمت وهي بتاخد وضع النوم :-
مفيش حاجة كل الحكاية اني عايزة انام عشان معرفتش انام طول الليل
_ سهير بصتلها وسابتها وخرجت ، قفلت باب الاوضة ومسعد سألها باهتمام :-
خير يا سهير أميرة مالها ؟
_ سهير ردت عليه وهي بتقعد بينه وبين مسلم :-
مش عارفة بتقول مش هتروح الكلية سألتها تعبانة قالت عايزة تنام
_ مسلم افتكر حوارهم امبارح واتاكد أنها بتحب دياب ، غمض عيونه بضيق شديد هو مش عايز يكسر قلبها بس هو كده بيحميها منه هي متعرفش عن دياب حاجة ويمكن ده اللي محببها فيه ..
_ مسلم قام وقف وقال :-
أنا هنزل
_ مسعد وقفه قبل ما يمشي :-
استني يا مسلم عايزك في موضوع
_ مسلم بصله باهتمام ومسعد كمل كلامه :-
في قاعدة صلح النهاردة هتكون في المسجد بين عيلة المصري والسويسي وعايزك تحضر معايا
_ مسلم حس بفرحة من جواه ، شعور غريب من زمان محسش بيه ، هز راسه بموافقة :-
تمام
_ سابهم ونزل وسهير ربطت علي أيد مسعد :-
ربنا يخليك لينا..
__________________________________________
رقية صحت بدري أو يكاد تكون نامت ، من بعد اللي حصل وهي خايفة بس اللي مطمنها أنها في بيت الليثي ومحدش يقدر يقرب منها
_ رقية ضحكت جامد وهي بتهز راسها باستنكار :-
أنا مش مصدقة اللي بيحصل بجد مطمنة لناس هما نفسهم يرعبوا
_ خرجت برا البيت وكلمت منال في نفس توقيت نزول مسلم :-
منال أنا راحة زي ما قولتلك ادعيلي
_ مسلم وقف لما سمع اسم منال بس اتفاجئ أن رقية نهت المكالمة ومقدرش يفهم منها حاجة ، رقية التفتت واتخضت لما شافته واقف ، كانت هتجري زي عادتها بس المرة دي لأ لازم تكون شجاعة قدامهم اومال هتكون وسطهم ازاي ؟
_ رقية بصتله جامد وقالت بنبرة حادة :-
ليك عندي حاجة ؟
_ مسلم مفهمش قصدها وسألها باستفسار :-
نعم ؟
_ رقية حاولت تكمل الحوار رغم رعبها منه ومن طريقته ، ده نطق مجرد كلمة وقلبها اتقبض اومال هتعمل ايه في الباقي؟
_ سحبت نفس وردت عليه بنفس أسلوب الشجاعة :-
أصلك بتبصلي اوي فكرت عندي ليك حاجة!
_ مسلم بصلها من فوق لتحت واتعصب :-
جرا ايه يا حرمة ما تتكلمي عدل
_ رقية اتصدمت من طريقته وعيونها وسعت علي آخرها ورددت بعدم تصديق :-
حرمة! أنا حرمة ، انا اسمي رقية مش حرمة يا فاندي انت..
_ مسلم نزل السلم وقرب منها وهو علي آخره واتكلم بصوت هادي كله تريقة :-
_ فاندي! ماشي يا آبلة
_ مسلم سابها ومشي ورقية ملامحها اتشدت بغيظ ورددت بينها وبين نفسها :-
حرمة و آبلة ؟
_ هزت راسها تطرد أفكارها اللي بتوصل انها تروح تمسك فيه ، هي جاية لحاجة معينة تخلصها وبلاش مشاكل ، كانت بتردد الكلام ده في عقلها قبل ما تدخل محل مهران ..
_ وقفت علي الباب وسحبت نفس كبير ودخلت جوا سألت واحد من العمال :-
استاذ مهران فين لو سمحت ؟
_ العامل ضحك جامد ورد عليها :-
ريس مهران لسه موصلش تؤمري بحاجة ؟
_ رقية هزت راسها برفض واتكلمت :-
لأ أنا عايزاه هو ، طيب ينفع استناه هنا ؟
_ العامل بصلها شوية وبعد كده أتكلم :-
اه اتفضلي إحنا مش بنعمل كده مع حد بس عشان انتي حرمة بس..
_ رقية عيونها وسعت وبصتله :-
أنا مش حرمة أنا اسمي رقية
_ العامل بصلها باستنكار واتكلم وهو بيجيب لها كرسي :-
خلاص متزعليش يا آبلة اقعدي
_ رقية غمضت عيونها بعصبية ، خرجت من حالتها علي صوت العامل وهو بيقول :-
معاكي ابراهيم لو احتاجتي حاجة نادي عليا
_ رقية اكتفت بهز راسها وهو سابها ومشي ، مسعد نزل من البيت ونادي علي مسلم :-
تعالي عشان الجماعة وصلوا
_ مسلم قفل المحل ودخل المسجد مع والده ، رقية شد انتباها كمية الناس اللي دخلت المسجد ومن بينهم مسلم ، قامت وقفت ومحستش برجليها اللي جرت علي المسجد ، دخلت مصلي النساء ، طلعت موبايلها وبدأت تصور عشان مفيش حاجة تفوتها ، وقفت تراقب اللي بيحصل بهدوء ومحدش حس بوجودها ..
_ عند مصلي الرجال ، مسعد بدأ كلامه :-
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، إحنا متجمعين النهاردة عشان نصالح كبير عيلة المصري الاستاذ الفاضل محمد المصري علي الحج نصر السويسي ، عايزين نسمع المشكلة بدأت ازاي وباذن لله نحلها في القعدة دي
_ محمد المصري رد علي مسعد :-
يا سعد يا خويا قول كلمة الحق مش عشان انا صاحبك أنا عمري ظلمت حد ؟
_ مسعد رد عليه بإخلاص :-
لأ والله انت دايما علي خلق وبتخاف ربنا
_ محمد أتكلم وهو بيبص علي نصر :-
الوقتي الموضوع ومافيه اني كنت بورد بضاعة لناس والحج نصر جالي وقالي عايز بضاعة الوقتي بأي تمن قولتله البضاعة اللي عندي راحة لناس ومعنديش غيرها قالي هخدها كلها وبالتمن اللي انت عايزه وبعد رفض كبير لاني مش بحب أرجع في كلمتي مع التجار عشان مخسرهمش وافقت لأجل الجيرة اللي بينا عداني العيب يجماعة ؟
_ كل اللي قاعد رد عليه في نفس واحد :-
عداك العيب يا استاذ محمد
_ نصر كمل علي كلام محمد :-
خدت البضاعة وسافرت بيها ووصلت لقيتها كلها فاسدة
_ محمد قاطع نصر بحدة :-
مش ذنبي انت مفرز البضاعة قبل ما تمشي وكلها سليمة انت جايب عربيات من غير تلاجات ده برده مش ذنبي
_ مسعد قاطعهم بكلامه :-
إحنا في المسجد يا جماعة يعني نحترمه ومنعليش صوتنا علي بعض
_ محمد أتكلم بضيق :-
فات أربع شهور علي بيع البضاعة ولحد الوقتي مستلمتش غير العربون وده مكنش اتفاقنا وانا عندي التزامات وخسرت كتير بسبب السفقة دي وهو مش مقدر
_ نصر رد عليه :-
لو انت خسرت كتير فأنا خسرت اكتر ومش معايا سيولة ادفع لك كل المبلغ ده وبصراحة شايف انك متاخدش أصلا فلوس لاني مستفادتش من البضاعة اللي اخدها منك ..
_ مسلم قاطعهم واجبرهم يسمعوه :-
لأ ثواني هو فين عقد البيع ؟
_ نصر ومحمد بصوله ومحدش أتكلم ، مسلم فهم نظراتهم وكمل كلامه :-
يبقي انت كده تستاهل اللي يجرالك يا استاذ محمد ، عقد البيع ده يضمن لك حقك وبعدين يا حج نصر اللي معهوش ميلزموش يعني فلوسك تبقي جاهزة قبل ما تشتري اي بضاعة عشان تخلص حقها وتريح ضميرك ولو حصل زي اللي حصل ده متبقاش خسرت وخسرت ناس ملهمش ذنب معاك
_ مسلم سكت واخد نفس واتكلم :-
تسمعوا مني نهاية الحوار ده؟
_ كلهم وافقوا وهو كمل كلامه :-
استاذ محمد يبعت يجيب عقد بيع حالا ويتكتب هنا عن البضاعة اللي اتباعت بتاريخ جديد ومدة يقولها الحج نصر وكده أستاذ محمد يبقي عداه العيب وانت يا حج نصر المدة اللي تقولها تبقي متأكد انك في آخرها هتدفع ..
_ وبعد مشاورات ورفض وقبول كلهم اتصالحوا ، مسعد ربط علي كتف مسلم بفخر :-
تسلم يابني
_ مسلم بصله وقال :-
أنا ماشي
_ مسعد وقفه بصوت عالي :-
ما تقف تأم بينا صلاة الضهر!!
_ مسلم بصله جامد بضيق وسابه وخرج ، مسعد اتنهد بتعب :-
ربنا يهديك
_ رقية نزلت الموبايل وأسئلة كتيرة اتخبطت بينهم :-
هي الناس دي وحشة ولا كويسة ؟
_ خرجت من المسجد لما فشلت كالعادة توصل لاجابات ترضي فضولها ورجعت علي محل مهران
_ مهران سأله وهو بيدور بعيونه عليها :-
هي فين دي ؟
_ إبراهيم رد عليه وهو بيدور علي رقية :-
مش عارف انا سبتها هنا..
_ إبراهيم عيونه وقعت علي رقية وهي داخلة المحل :-
اهي يا ريس
_ مهران لف وضحك بسماجة لما شافها :-
أهلاً وسهلاً
_ رقية بلعت ريقها ومحاولتش تبصله :-
لو سمحت يا أستاذ مهران أنا محتاجة شغل ضروري
_ مهران بصلها من فوق لتحت بتفحص :-
أولها اسمي الريس مهران تانيها عايزة تشتغلي ايه هنا زي ما انتي شايفة كل اللي واقف دِكُورة
_ رقية أصرت علي كلامها :-
اي حاجة بجد محتاجة الشغل وسمعت أنك كبير المنطقة فجيت لك علي طول
_ مهران مشي صوابعه علي شنبه وهو بيبص لها جامد ونادي بعلو صوته :-
حازم
_ حازم جاله وهو أتكلم :-
_ الابلة عايزة شغل
_ حازم بص لرقية باستنكار ورجع بص لمهران تاني :-
علي آخر الزمن هنشغل حرمة في المحل ؟
_ رقية مقدرتش تسكت اكتر من كده واندفعت في حازم :-
لو سمحت أنا مش حرمة أنا أسمي رقية ولو ضروري يعني تقولي بلقب قولي يا آنسة
_ مهران انفجر في الضحك علي أسلوبها واتكلم من بين ضحكه :-
مش انتي من نسل الحريم ومفرد حريم ايه ؟ حرمة !!
_ رقية ردت عليه بغيظ :-
الكلمة مش لطيفة
_ مهران ضحك جامد وبص لحازم :-
اتصرف انت بقت بتاعتك
_ حازم بصلها واتكلم بجمود :-
معندناش شغل يا آنسة
_ رقية بصتله بضيق وجرت ورا مهران تحاول تقنعه :-
لو سمحت أنا ممكن اشتغل اي حاجة ممكن أقف علي الكاشير!
_ مهران التفت وبصلها بعدم فهم وهي وضحت قصدها :-
احاسب الناس يعني
_ حازم اتدخل ورد عليها باندفاع :-
الحساب ده بيكون مع صاحب المحل يا الريس مهران يا أنا!
_ رقية فكرت في فكرة تانية سريعة :-
طيب ممكن أمسك أرتب لحضرتك المواعيد واظبط مواعيد التسليم أكيد بيحصل ضغط أنا هقسم التسليم علي ايام الاسبوع بحيث ميكونش في ضغط في يوم واحد ، ها ايه رايك ؟
_ مهران هز راسه وبص لحازم :-
شغلها يا حازم
_ مهران دخل مكتبه وحازم بص لرقية باستنكار ودخل ورا مهران المكتب :-
مواعيد ايه اللي نظبطها واحنا من أمتي جبنا حد يظبط لنا مواعيدنا ؟
_ مهران نفخ بضيق واتكلم بعصبية :-
أنا الفترة الجاية مش هكون هنا اهي تساعدك
_ حازم نفخ بخنقة وخرج برا بصلها وسابها ومشي ، رقية وقفت مش عارفة تعمل ايه اتفاجئت بحازم رجع ليها واندفع فيها بعصبية :-
تيجي من بكرة بدري انتي فاهمة اي تأخير هطردك
_ سابها ومشي وهي وقفت تقلده بغيظ :-
تيجي من بكرة بدري انتي فاهمة اي تأخير هطردك ، أنا لحقت اشتغل عشان اطرد
_ خرجت برا المحل ورجعت الأوضة بتاعتها وهي فرحانة انها خدت خطوة جريئة هتقدر توصل بيها لحاجة ، سحبت موبايلها وكلمت والدها :-
بابا..
__________________________________________
_ سهير دخلت لاميرة الاوضة واستغربت حالتها ، فتحت الشباب عشان النور يدخل الاوضة:-
قومي يا اميرة كفاية كده
_ أميرة بصت لها بغيظ :-
هو ايه اللي كفاية يا ماما في حد بيكتفي من النوم ؟
_ سهير اتنهدت وبصت لها :-
ناس قرايبنا جايين من البلد قومي روقي معايا البيت
_ أميرة نفخت بضيق :-
يا ماما بقولك مش قادرة حرام يعني أرتاح النهاردة ؟
_ سهير قعدت قدامها علي السرير وحطت أيدها علي جبينها :-
مش سخنة اومال تعبانة مالك ؟
_ أميرة عقدت حواجبها بقلة حيلة وردت عليها بنبرة سريعة :-
مش لازم اكون سخنة وبكح عشان ارتاح ممكن اكون مرهقة مزاجي مش رايق مقفولة من الدنيا وما فيها..
_ سهير ضحكت وقالت :-
وانتي لسه شوفتي حاجة من الدنيا عشان تتقفلي منها ، اومال لما يبقي عندك عيال واحد مطلع عينك ومش راضي يريحك والتانية تقولك مقفولة من الدنيا وما فيها هتعملي ايه ؟
_ أميرة بصت لها جامد وردت عليها بزهق :-
والله ما فايقة لتريقتك دي
_ سهير قامت وقفت وشدت من عليها الغطا :-
قومي يلا عشان تطلعي لمرتات عمك تقوليلهم يبقوا ينزلوا يسلموا علي الناس
_ سهير خرجت برا وأميرة نفخت بصوت عالي :-
اووف
_ بعد مدة قامت من علي السرير وسحبت طرحتها وطلعت فوق ، رنت جرس الباب ودلال فتحت لها وضحكت بفرحة لما شافتها :-
والله وحشتيني يابت يا اميرة الكلية خدتك مننا
_ أميرة ضحكت بالعافية وردت عليها :-
معلش بقا كلها شهر واخلص وافضي لكم
_ دياب خرج من اوضته ولمح طيف أميرة علي الباب ، ميادة قابلته بإبتسامة :-
صباح الخير العصر هيأذن
_ دياب بصلها ومردش ، قرب من الباب وحمحم عشان يبعدوا عن الباب ، عيونه اتقابلت مع أميرة ومية سؤال في عيونه أهمهم ليه مينفعش ؟
_ أميرة اتلخبطت لما شافته وبلعت ريقها وبصت لدلال :-
أنا نازلة هاجي تاني
_ نزلت لنص السلم وافتكرت كانت طالعة ليه ، رجعت عشان تقولها في نفس لحظة نزول دياب والاتنين اتخبطوا في بعض ، دقات قلبهم كانت كفيلة تعرفهم قد ايه هما متلخبطين ، توتر كبير عصف بيهم وخصوصاً أميرة
_ دياب افتكر كلامها وسابها ومشي ، أميرة أخدت نفس وبصت لدلال :-
ماما بتقولك جاي لنا ناس قرايبنا من البلد ابقي انزلي انتي وطنط ميادة
_ دلال هزت راسها بموافقة وأميرة نزلت ، دلال قفلت الباب وضحكت :-
مكنش دلال أن ما كانوا بيحبوا بعض
_ ميادة شافتها وهي بتتكلم واستغربت حالتها :-
انتي بتكلمي نفسك يا دلال ؟
_ دلال بصتلها واتكلمت :-
سهير بعتالنا عشان نبقي ننزل بتقول في ناس قرايبها جاين من البلد
_ ميادة هزت راسها بتفهم :-
ماشي
__________________________________________
_ سهير رحبت بقرايبها بحفاوة وبعد مدة من قعادها معاهم قامت كلمت مسلم في الموبايل :-
مسلم تعالي أنا عايزاك
_ مسلم سألها باهتمام :-
في حاجة ؟
_ سهير بصت لبنت كانت قاعدة برا في الصالة وضحكت وردت علي مسلم :-
تعالي بس وانت تعرف عايزاك ليه
_ قفلت معاه ودخلت لاميرة الاوضة :-
مش عيب لما يكون عندنا ضيوف وتسبيهم وتدخلي اوضتك
_ أميرة نفخت بضيق وبصتلها بتعب :-
يا ماما ارحميني بقا أنا من الصبح بعمل اللي انتي عايزاه وانا مش قادرة أصلا وبعدين أنا سلمت عليهم مطلوب مني ايه اكتر من كده ؟
_ سهير عقدت حواجبها بغيظ واتكلمت بعصبية :-
مطلوب منك تكوني ذوق شوية وترحبي بيهم ، خدي حنان واتكلمي معاها مش يمكن تبقوا صحاب
_ أميرة فركت عيونها بزهق :-
صحاب ايه بس ده انا مشوفتهاش غير مرتين ودي التالتة هنتصاحب امتي ؟
_ سهير نفخت بضيق واتكلمت بغيظ من أسلوب أميرة :-
الله اعلم يمكن تشوفيها بعد كده كتير انتي تعرفي بكرة فيه ايه؟!
_ سهير سمعت صوت مسلم وضحكت ، مقدرتش تقف اكتر من كده ، جرت علي برا بفرحة واستقبلته بحفاوة ، مسلم اتحرج لما شاف قرايبهم ورحب بيهم :-
حمد لله علي السلامة نورتوا البيت
_ ردو عليه باحترام وحنان مرفعتش عيونها من عليه ، سهير شدته ودخلت المطبخ :-
اقعد معاهم علي لما اقدم لهم حاجة عشان أميرة معرفش مالها ومش راضية تخرج من أوضتها
_ مسلم ضيق عيونه عليها واتكلمت بعدم تصديق :-
انتي جيباني عشان اقعد معاهم ؟
_ سهير بصتله بعتاب واتكلمت بضيق :-
يعني لا أنت ولا اختك عايزين تساعدوني مش عايزة منكم حاجة ربنا ما يحوجني لحد
_ مسلم قاطعها بزهق :-
بس خلاص عارفه أنا شغل الحريم ده ، هما خمس دقايق وهقوم أمشي
_ سهير ملامحها اتحولت من الشدة للحنية واتكلمت بتوسل :-
خليهم عشر دقايق
_ مسلم نفخ بضيق وسابها وخرج من المطبخ وهي وقفت تبص عليه بغيظ :-
_ خمس دقايق! ده ميلحقش يسلم عليها
_ هزت راسها باستنكار لتصرفاته وبدأت تجهز الضيافة ، مسلم خرج وقعد في كنبة منفردة وكانت قريبة من حنان ، وبعد وقت من السؤال عليه حنان بصتله وضحكت واتكلمت برقة :-
معدناش بنشوفك في البلد ليه نسيتنا ؟
_ مسلم رد عليها بفتور :-
مليش حاجة في البلد عشان اروح لها شغلي واهلي هنا هروح ليه ؟
_ حنان ردت عليه وهي بتعاتبه بعيونها :-
تسأل علي اهلك اللي هناك أو تشوف لك عروسة أوعي تكون هتاخد من بنات المصاروة دول لا من توبنا ولا شبهنا
_ مسلم بصلها بحدة ورد عليها بنبرة جافة :-
ولا هاخد من هناك ولا هاخد من هنا حد يجيب لنفسه وجه الدماغ..
_ حنان اضايقت من رده لأنها مكنتش عايزة تسمع الرد ده ، سحبت نفس وقالت :-
بس مين...
_ مسلم قاطعها بوقوفه :-
بعد اذنكم ورايا شغل
_ مشي قبل ما يسمح لها تتكلم تاني ، سهير نادت عليه بس هو مردش عليها وخرج برا البيت ، خرجت وراه وقفلت الباب عشان محدش يسمعها :-
ها ايه رايك ؟
مسلم :-
.