رواية خطة غير مدرسة الفصل الثالث 3بقلم تسنيم المرشدي


 

خطة غير مدروسة 

بقلم تسنيم المرشدي 

الفصل  الثالث 

__________________________________________

_ رقية دخلت جامع المنطقة ، مكنش قدامها مكان تهرب فيه غيره ، اتفاجئت بعدد كبير من النساء قاعدين وفي واحدة بتقول خطبة ليهم ..

_ اتحرجت وكانت هتخرج بس الست قربت منها وابتسمت :- 

خدي الحجاب ده يا بنتي انتي في مسجد لازم تداري شعرك 

_ رقية اتحرجت جدا وخدت منها الطرحة وحطتها علي شعرها بطريقة عفوية ، الست شاورت لها علي مكان تقعد فيه ورقية بعد تردد قعدت فيه وهي مش عارفة هي حطت نفسها في ايه ..

_ بعد حوالي ساعة الجلسة خلصت ورقية سحبت نفس عميق اخيراً هتخرج لكن صوت الست وقفها :-

انتي مش من هنا صح ؟

_ رقية عيونها وسعت بخوف والست ضحكت عليها واتكلمت تطمنها :- 

انتي خوفتي كده ليه ، أصل انا عارفة كل اللي ساكنين في المنطقة وأول مرة اشوفك انتي قريبة حد هنا ؟

_ رقية حمحمت وردت عليها بتردد :- 

اه أنا قريبة داد... طنط فادية 

_ الست هزت راسها وقالت :- 

فادية دي حبيبتي أكيد انتي قريبتها من البلد 

_ رقية اكتفت بهز راسها والست لاحظت توترها وحاولت تشيل الحرج بينهم :- 

أنا خالتك أم مسلم بعمل جلسة نسائية مرتين في الاسبوع لو تحبي تحضري تعالي هتستفادي كتير 

_ رقية ابتسمت لها لما حست براحة نحيتها واستاذنت ومشت ، دعت جواها أن أهلها يكونوا مشوا وزي ما اتمنت ملقتش حد فيه ، حست بخوف شديد لما ملقتهمش عقلها رافض اللي بتعمله بس مينفعش تتراجع بعد ما اتحدت أهلها لازم تثبت لهم أنها صح وقدها ..

_ منال قاطعت شرودها بكلامها :- 

يلا عشان نكلم الراجل اللي هيأجرلك الاوضة 

_ رقية هزت راسها بموافقة ، فتحت الباب وكانت هتخرج بس منال وقفتها :- 

استني انتي هتنزلي بهدومك دي ؟

_ رقية بصت لنفسها وهي مش فاهمة مالها الهدوم ورجعت بصت لمنال تاني :- 

مالها هدومي ؟

_ منال لوت شفايفها بسخرية وردت عليها بحدة :- 

عباياتك دي هتكشفنا من قبل ما نبدأ!!

_ رقية اتكلمت بقلة حيلة :-

بس انا معملتش حسابي 

_ منال شاورت لها تدخل وراها الاوضة وفتحت دولابها ، خرجت منه هدوم قديمة جدا وناولتهم لها :-

  إلبسي دول 

_ رقية بصت لهم باشمئزاز بس محاولتش تظهر ، اتنهدت وبصتلها :- 

أنا مرتاحة في العباية دي وهبقي اغير من هدومي لما افتح الشنط 

_ منال رفعت حواجبها بتعجب :- 

ايه مش عجبينك؟ ما انتي علي طول بتديلي الهدوم القديمة بتاعتك!

_ رقية تقريباً فهمت سر هجوم منال عليها وحاولت توضح سوء الفهم :- 

أنا كنت متعودة اشتري من اي حاجة قطعتين واحدة ليا واحدة ليكي عمري ما اديتك هدوم قديمة خالص!

_ منال ضحكت جامد وقربت من دولابها خرجت منه هدوم ورفعتهم قدام رقية :- 

اومال دول ايه ؟

_ رقية اتفاجئت بهدوم ليها قديمة فعلا ، بس دي كانت فاكرة أن والدتها بتبعتهم للجمعيات الخيرية ، سحبت نفس وحاولت تتكلم :- 

أنا معرفش الهدوم دي جت لك ازاي انا م....

_ منال قاطعتها بفتور :- 

خلاص خلاص يلا بينا ..

_ سابتها وخرجت ورقية خرجت وراها وحطت الطرحة علي شعرها من غير ما تظبطها ، منال خدتها لسمسار المنطقة واتكلمت بنبرة عملية :- 

إحنا جاين نأجر الاوضة اللي قولتلك عليها يا عم حسين 

_ حسين بص علي رقية بنظرات احرجتها جدا ورد علي منال وعيونه مترفعتش من علي رقية :- 

ده انتي تؤمري يا منال 

_ منال اضايقت من نظراته علي رقية اللي دايماً خاطفة الانظار عليها حتي في العباية الواسعة اللي مش مبينة ملامح لجسمها ، اتنهدت بضيق وردت عليه بحدة :- 

الامر لله يا عم حسين يلا قوم قوام عشان ورانا اشغال 

_ حسين ساب الشيشة اللي بيشربها وقام وقف ، مشي وهما مشوا وراه ، وصلوا لعمارة كبيرة وحسين فتح لهم باب الاوضة الأرضية ، رقية اتصدمت لما شافت منظر الاوضة ، قديمة ومكركبة ومليانة تراب ، مش متخيلة أنها هتقعد في المكان ده بعد بيتهم ..

_ منال اتكلمت من غير ما تبص للأوضة :- 

تمام حلوة يا عم حسين ايجارها كام علي كده ؟

_ حسين بص علي رقية وضحك :- 

هي بـ ٥٠٠ بس عشان الابلة هحسبها بـ ٤٠٠

_ منال بصتله باستحقار وردت عليه بعصبية :- 

لأ يخويا متشكرين 

_ بصت لرقية وهمست لها :- 

هاتي ٥٠٠ جنيه 

_ رقية بصتلها وكانت تايهة وردت بعدم استيعاب :- 

ها ؟

_ منال زعقت بصوت عالي :- 

هاتي ٥٠٠ جنيه إيجار الاوضة 

_ رقية هزت راسها بتفهم وطلعت من شنطتها الفلوس وناولتها لمنال ، حسين أخد فلوسه ومشي ومنال بصت لرقية واتكلمت :- 

أنا ماشية بقا لو احتاجتي حاجة كلميني 

_ رقية لحقتها قبل ما تمشي :- 

انتي مش هتساعديني في تنضيف الاوضة ؟

_ منال بصت لها من فوق لتحت :- 

وانتي صغيرة عشان حد يساعدك أنا ماشية ..

_ سابتها ومشت بسرعة قبل ما تتكلم تاني ، رقية عيونها كانت علي طيف منال اللي جرت وسابتها لوحدها ، بصت للأوضة تاني وملامحها اتشدت باشمئزاز مش ممكن تقعد في المكان ده!!

_ بعد مدة من وقوفها من غير أي حركة قررت تنصف الاوضة لوحدها ، بس مفيش اي وسيلة تنضف بيها ..

_ خرجت برا واشترت مستلزمات تنضيف ورجعت تاني ، نفخت بضيق لان مفيش ادوات تنضيف ، قررت تطلع تستعير من اي بيت من العمارة وترجعهم تاني ..

_ طلعت اول دور وكان فيه شقتين ، خبطت علي أول شقة وابتسمت بإحراج :- 

أنا رقية أجرت الاوضة الي تحت وكنت محتاجة ادوات أنضف الاوضة بيها وهرجعهم علي طول 

_ ابتسمت لها بعفوية :-

اهلا بيكي أنا أميرة

_ رقية ردت عليه بإحراج :-

عاشت الاسامي

_ أميرة رجعت خطوة لورا :- 

اتفضلي علي لما اجبلك اللي محتاجاه 

_ رقية رفضت تدخل وفضلت تقف مكانها ، أميرة دخلت تجيب لها اللي محتاجاه ، والدة أميرة خرجت تشوف مين علي الباب واتفاجئت بوجود رقية  ، ابتسمت لها ورحبت بيها :- 

اهلا بيكي يا بنتي 

_ رقية ضحكت لها وردت عليها برقة :-

اهلا بحضرتك 

_ أميرة رجعت بالحاجة وبصت لوالدتها :- 

رقية جارتنا الجديدة يا سهير 

_ سهير بصت لها بتحذير :- 

ايه سهير دي قدام الناس

_ أميرة ضحكت جامد :- 

بحب اقولك يا سهير اكتر من ماما وبعدين رقية خلاص طلاما دخلت بيت عيلة الليثي بقت مننا ولا ايه يا رقية ؟

_ رقية لفت انتباهها اسم الليثي بس محاولتش تظهر ، اترعبت من مجرد أنها واقفة في بيتهم ، بصتلهم كتير وسابتهم وجرت ، أميرة وسهير بصو لبعض باستغراب وأميرة رددت بغرابة :- 

مالها دي ؟

_ سهير ردت عليها بتلقائية :-

الله اعلم بأحوالها ، البسي يا أميرة وانزلي إديها الحاجة أكيد محتاجاها 

_ أميرة هزت راسها بموافقة ودخلت تلبس هدومها ، سهير دخلت المطبخ تحضر الغدا وهي بتدعي ربنا يطمنها علي مسلم اللي مختفي من امبارح ..

__________________________________________

_ رقية خبطت كتير علي الباب ، منال فتحت لها ورقية اندفعت فيها :-

انتي ازاي متعرفنيش ان الاوضة دي في بيت مهران؟

_ منال قلبت عيونها بزهق :- 

وايه المشكلة يعني ؟






_ رقية مكنتش مصدقة ردها وهاجمتها بحدة :- 

ناس مجرمين زي دول مينفعش اكون وسطهم أنا اتفاقي كان من بعيد لبعيد!

_ منال ردت عليها باندفاع :- 

الناس دي محدش قدر يمسك عنهم حاجة فأكيد يعني انتي هتكوني بعيد وتعرفي توقيعهم ، لازم تكوني معاهم عشان توصلي لحاجة 

_ رقية هزت راسها وهي مش مستوعبة اللي بيحصل ، سحبت نفس وبصت لمنال بلوم كبير وسابتها ومشت ، رجعت الاوضة تاني واتفاجئت بوقوف أميرة قدام الباب ، قربت منها بتردد وأميرة بصت لها بتعجب ورفعت ادوات التنضيف قدام عيونها :- 

نسيتي دول ..

_  رقية كانت خايفة ومش عارفة تعمل ايه ، سحبت نفس وقربت من اميرة  واتكلمت باختصار وهي بتاخد منها الحاجة :- 

متشكرة 

_ أميرة ردت عليها بعفوية :- 

لا علي إيه لو احتاجتي حاجة أنا موجودة

_ رقية أجبرت نفسها تضحك في وشها ودخلت الاوضة لما أميرة طلعت ، بصت للأوضة بملل وبدأت تنضف فيها عشان تلحق تخلصها بسرعة وعقلها مشغول بالنقلة الكبيرة اللي حصلت لها فجأة ..

_ مهران نزل من بيته ومعاه دياب ، سمعوا صوت جامد من الدور الارضي ، دياب بص لمهران باستغراب :- 

ايه الصوت ده ؟

_ مهران رد عليه وهو خارج من البوابة :- 

الاوضة اتأجرت 

_ دياب هز راسه بتفهم ، مسلم قابلهم علي البوابة ومهران وقفه :-

كويس انك ظهرت محتاجك 

_ مسلم رد عليه بجمود :- 

تمام 

_ دياب ضرب مسلم في كتفه جامد :- 

اموت واعرف انت بتختفي فين ؟

_ مسلم بصله بزهق :- 

موت ولا هتعرف برده! 

_ دياب غمز له بمكر :- 

الله يسهلوا ياعمنا 

_ الاتنين سكتوا لما الباب اتفتح ورقية خرجت بضهرها موطية وهي بتشد حاجة تخرجها برا ، الاتنين بصوا عليها ودياب ضحك وضرب مسلم علي كتفه :- 

ده باينه نهار قشطة 

_ رقية انتبهت لصوتهم والتفتت تبص لهم ، اترعبت منهم أكيد هما دول ، بصتلهم كتير بخوف ودخلت جوة قفلت الباب بسرعة ووقفت وراه تاخد نفسها 

_ دياب بص لمسلم وهو عاقد حواجبه باستغراب من تصرفها :- 

مالها دي ؟

_ مسلم مهتمش لكلامه وسأله بفضول :- 

مين دي اصلا ؟

_ دياب رد عليه بإختصار :- 

أجرت الاوضة 

_ مسلم هز رأسه بتفهم وسابه وطلع بس دياب وقفه :- 

متتأخرش 

_ مسلم رد عليه وهو بيطلع :- 

هغير هدومي وجاي 

_ طلع علي بيته ووالدته استقبلته باحتفال كبير :- 

يعني أنا هفضل قلقانة كده طول عمري مش ناوي تريحني بقا من القلق ده؟

_ مسلم اتنهد بزهق ورد عليها وهو بيدخل اوضته :- 

اشغلي نفسك بأميرة وانتي هتنسيني 

_ سهير بصتله بعتاب ودخلت وراه الاوضة :- 

وهو في واحدة بتنسي ضناها برده!

_ مسلم نفخ بضيق وقلع السويت شيرت رماه علي الأرض بعصبية :-

أنا عايز اغير هدومي ممكن! 

_ سهير دموعها نزلت بحزن من حالته اللي وصل لها واسلوبه الفظ اللي بيتعامل معاها بيه وسابته وخرجت برا ، أميرة شافتها ودخلت لمسلم الاوضة واتفاجئت بيه مش لابس حاجة من فوق ، بعدت نظرها عنه واتكلمت بنبرة سريعة :- 

البس كده بسرعة 

_ مسلم اتخض من طريقتها ولبس تيشيرت جديد وبصلها :- 

في ايه ؟

_ أميرة جرت عليه حضنته جامد وسط ذهول مسلم علي تصرفها ، عقد ما بين حواجبه باستغراب :-

هو في ايه ؟

_ أميرة ردت عليه وهي لسه في حضنه :- 

شششش اهدي 

_ مسلم استني لحظات واميرة علي نفس وضعها ، مسلم بعدها عنه وبصله بتعجب :- 

انتي هبلة ؟

_ أميرة بصتله بخيبة أمل :- 

مش هما لما بيحضنوا الولد الباد بوي بيطمن ويرجع يبقي جود بوي ؟!

_ مسلم خبطها علي راسها بخفة :- 

ده انتي المسلسلات التركي لحست عقلك 

_ أميرة قعدت علي طرف السرير ونفخت :- 

يعني اعمل لحضرتك ايه عشان معتش تزعل ماما ؟

_ مسلم نفخ بضيق ورد عليها وهو خارج :- 

انا معملتش حاجة تزعلها عشان تزعل 

_ سابها وخرج وهي خرجت وراه :- 

أما حصل النهاردة حتة موقف مسخرة ، في بنت جديدة أجرت الاوضة اللي تحت وطلبت مننا ادوات تنضيف وفجاءة سابتنا وجرت كأن لبسها عفريت 

_ مسلم وقف وبصلها :- 

عملت كده برده لما شافتني أنا ودياب!!

_ أميرة عقدت حواجبها باستغراب وبعدها ضحكت :- 

شكلها مجنونة 

_ مسلم بصلها بزهق :- 

طيب يا ست العقلة كفاية رغي بقا أكلتي دماغي 

_ أميرة مسكت دراعه وبصتله بتوسل :- 

صالح ماما يا سولي Please 

_ مسلم اتنهد وسحب دراعه من بين ايديها ودخل لوالدته المطبخ واتكلم بأسلوب طريف :- 

هتأكليني ايه النهاردة ياست الكل ؟

_ سهير انتبهت لصوته وبصتله بفرحة وبعدها ملامحها اتشدت بزعل :- 

مش لما اعرف الاول انت هترجع ولا لأ

_ مسلم قرب منها :- 

ايه ده ورق عنب ده انا مش هنزل خالص 

_ سهير ضحكت وحاولت تداري ضحكتها وتبان أنها لسه زعلانة بس معرفتش ، مسلم لاحظ ضحكتها اللي بتحاول تخفيها وقرب منها باس راسها :- 

أنا آسف متزعليش 

_ سهير رفعت عيونها عليه بحب :- 

مش زعلانة خلاص 

_ مسلم ضحك لها وسابها ومشي وهي دعت له :- 

ربنا يردك ليه يا مسلم ..

__________________________________________

مسلم وصل محل عمه ودخل المكتب لما أتأكد أنه جوة :- 

كنت عايزني ليه ؟

_ حازم نفخ بضيق وساب المكتب وخرج ، مهران شاور لمسلم يقعد :- 

أقعد الاول 

_ مسلم فهم واتكلم قبل ما عمه يقول حاجة :- 

لو هتكلم عن حازم فهو اللي حاطتني في دماغه و..

_ مهران قاطع كلامه واتكلم هو :- 

مليش دعوة بحازم انتوا احرار مع بعض ، أنا عايزك في حاجة تانية ، عزيز النيلي اللي علي أول ناصية الحارة أخد طلبات فوق الـ ٢٠٠ ألف جنيه وبقاله ٦ شهور بيقول اصبروا عليا ، عايزك تروح له ادالك فلوس كان بها هيقول اصبروا عليا هات الحاجة وانت  وراجع ..

_ مسلم هز راسه بتفهم وبص لدياب اللي قاعد قصاده :- 

هتيجي معايا ؟

_ دياب ضحك جامد :- 

وهو ينفع عاركة من غيري برده يا شق 

_ مسلم خرج برا ومهتمش لنظرات حازم اللي كانت بتتوعدله وده نرفز حازم اكتر ، مسلم نادي علي رجالة المحل :- 

تعالوا معايا عندنا طلعة 

_ الرجالة خرجوا وراه وهو مسك عصاية ضخمة جدا لو ضرب بيها حد هتقتله ، راح لمحل عزيز ووقف قدام الباب ونادي بعلو صوته :- 

عزيز يا نيلي ..

_ عزيز خرجله وهو مرعوب من منظره اللي ميبشرش بالخير أبدا ، بلع ريقه بخوف ورد عليه :- 

ن ن نعم ؟

_ مسلم قرب منه وملامحه جامدة :- 

فين الفلوس اللي عليك ؟

_ عزيز بلع ريقه كتير وعرقه بدأ يظهر من شدة خوفه :-

فلوسي كلها في السوق اول لما احط ايدي عليهم هروح للريس مهران وأديله فلوسه 

_ مسلم هز رأسه باستنكار :- 

بقالك ٦ شهور مش عارف تجمع فلوسك ليه حرمة! , لو مش عارف تجيب حقك إحنا بنعرف نجيبه

_ مسلم قرب من المحل بتاعه وكسر كل حاجة فيه وسط توسلات عزيز أنه يصبر عليه شوية ، مكنش بيسمع ليه ومكمل تكسير بمساعدة دياب لما المحل بقي خردة ..

عزيز مكنش عارف يعمل حاجة غير أنه يدعي عليهم :-

حسبي ونعم الوكيل ربنا ينتقم منكم 

_ مسلم أخد نفسه وقرب من الراجل ورفع العصاية عليه وقبل ما يلمسه لمح أبوه واقف بيراقبه من بعيد ، مقدرش يكمل اللي كان بيعمله ونزل أيده وبص للرجالة :- 

شوفوا الحاجة فين وهاتوها رجعوها علي المحل 

_ الرجالة ردت في نفس واحد :- 

اوامرك يا ريس مسلم

_ مسلم رجع محل عمه وسط نظرات مهران الفخورة بيه ، حط أيده علي كتفه بفخر :- 

جدع يالا ، يلا شوف شغلك

_ مسلم اتنهد واتكلم بجمود :- 

أنا مليش شغل هنا أنا همشي بس وقت ما تحتاجني هتلاقيني 

_ مهران فهم من نظرات مسلم علي حازم أنه مش هينفع يخليهم جنب بعض ، هز راسه بموافقة :- 

هتشتغل فين ؟

_ مسلم رد عليه وهو بيبص علي محل عطارة والده :- 

هروح اقف عند ابويا علي لما اشوف شغل تاني 

_ مهران ضحك بخبث :- 

وانت تفتكر مسعد هيوافق يوقفك معاه 

_ مسلم رد عليه بآسي :- 

هيوافق 

_ سابه ومشي ودخل محل والده اللي قابله بوش جامد :- 

ايه الي جابك هنا هتكسر لي المحل أنا كمان ؟






_ كلام مسعد كان بيوجع مسلم جدا ، اكتر شخص كلامه بيأثر فيه هو والده ، قد ايه نفسه يحضنه ويرجعوا صحاب تاني ، مسلم اتنهد ورد عليه باختصار :- 

أنا هقف معاك هنا علي لما الاقي شغل 

_ مسعد وقف قدامه :- 

عمك باعك ولا ده ملعوب بتعملوه عليا ؟

_ مسلم خرج نفسه بملل ورد عليه وهو خارج :- 

خلاص انا هشوف شغل تاني 

_ مسعد لحقه ما يمشي :- 

استني 

_ مسلم بصله وهو كمل كلامه :- 

اللي يقف عندي يحترم المكان اللي هو فيه مفهوم!

_ مسلم هز راسه ورجع ليه تاني ومسعد بدأ يفهمه الشغل بيمشي ازاي ، مسعد كان سعيد جدا أن مسلم لجئ ليه حتي لو كان هيشوف غيره بس يكفيه أنه فكر فيه يمكن يقدر يرجعه عن طريقه ..

__________________________________________

_ رقية قفلت الشباك بهدوء عشان محدش يشوفها وكلمت منال تيجي لها ، وبعد مدة منال جت ورقية فتحت الفيديو اللي صورته لخناقة مسلم وسألتها باهتمام :- 

هما دول ولاد مهران ؟ 

_ منال بدأت تعرفها علي شخصياتهم :- 

اللي بيضرب ده مسلم ابن اخو مهران مكنش كده خالص بس بقاله كذا سنة زيهم ومهران بقا بيعتمد عليه في حاجات كتير يمكن اكتر من ولاده ، وده بقا دياب اللي واقف ورا مسلم ابن مهران الصغير من مراته الأولي ملوش شخصية ماشي وراهم وخلاص 

_ رقية ضحكت بانتصار :- 

الفيديو ده اول طريق وقوعهم 

_ منال قامت وقفت وبصت للأوضة بتفحص :- 

ما انتي شاطرة وبتعرفي تنضفي اهو اومال كنتوا بتجيبوا امي تخدمكم ليه ؟

_ رقية مقدرتش تستحمل واندفعت فيها بعصبية :- 

منال حسني اسلوبك معايا أنا مستحملة بس عشان الظروف اللي انتوا فيها لكن مش هسمح لك بعد كده تتكلمي وحش معايا ، ودادة فادية مكنتش بتخدم عندنا ولا حاجة دي كانت بتساعد ماما يعني الاتنين في نفس الوضع وبلاش دور البنت الغلبانة اللي انتي عيشتي فيه فجاءة ده عشان انا عمري ما اعتبرتك غير اخت ليا تمام ..

_ منال بصتلها كتير وسابتها ومشت من غير ما ترد عليها ، رقية خدت نفسها بتحاول تهدي نفسها ، سمعت خبط علي الباب قربت منه واتكلمت بحدة :- 

رجعتي لي....

_ سكتت لما شافت أميرة قدامها ، حمحمت بإحراج واتكلمت :- 

اتفضلي 

_ أميرة دخلت الأوضة وحطت الاكل علي الطرابيزة وبصتلها :-

ماما بتقولك دوقي أكلها وقولي رأيك 

_ رقية حست براحة من نحيتها ومقدرتش تمنع ضحكتها :- 

متشكرة جدا تعبتوا نفسكوا 

_ أميرة ردت عليها بابتسامة :- 

دي حاجة بسيطة لو احتاجتي لحاجة انتي عرفتي مكان البيت

_ رقية ابتسمت لها بإمتنان :- 

شكراً 

_ رقية كانت مستغربة جدا تعامل أميرة ووالدتها معقول دي اشكال ناس مجرمين ؟ ريحة الاكل شدت انتباها وقربت منه بلهفة واكلت كتير كأنها مأكلتش من سنة ..

__________________________________________

_ وليد دخل بيت أهله يطمن عليهم وحالهم كان متغير علي غير العادة ، سألهم باهتمام :- 

في حاجة حصلت ؟

_ سعيد هز راسه بنفي ورد عليه بنبرة هادية :- 

مفيش يا بني إحنا كويسين الحمدلله

_ آمال متكلمتش وده أكد لوليد أن فيه حاجة ، سحب نفس وهو بيدور علي رقية بعيونه :- 

هي رقية مرجعتش من الشغل ؟

_ آمال كانت هتتكلم بس سعيد لحقها قبل ما تقوله واتكلم :- 

اتصلت وقالت إنها هتتأخر شوية اطلع انت بيتك أكيد جاي تعبان 

_ وليد رفض يطلع عايز يتأكد من شكوكه :- 

هو أنا ليه حاسس أنكم مخبين حاجة عليا ؟

_ سعيد رد عليه بعصبية اول مرة يتكلم كده معاه :- 

مفيش حاجة تستخبي يا وليد ريح نفسك 

_ وليد اتحرج واتكلم بإختصار :- 

أنا طالع عن اذنكم 

_ وليد طلع بيته وهو متضايق جدا من اسلوب والده ، علا مستقبلتوش علي غير عادتها ، مش قادرة تواجهه وهي مخبية عنه سر رقية ، ومش هتقدر تقول عشان علاقتها برقية ، افضل حاجة انها تحاول تتجنبه علي لما تتأقلم علي الوضع او يعرف من نفسه ..

_ وليد قعد جنبها وهو مشغول بالسر اللي أهله مخبينه عنه ، هو واثق أن في حاجة ميعرفهاش ، بيكدب إحساسه كل ما تفكيره يروح لرقية أكيد مش هتعمل اللي قالت عليه ..

_ سحب نفس وبص لعلا بعد مدة من الصمت :- 






أبويا وامي مخبين عليا حاجة ومش عارف هي ايه بس انا متأكد أن في حاجة 

_ علا كانت في عالم تاني ومش مركزة معاه ، وليد بصلها جامد واتكلم بصوت عالي :- 

علا انتي معايا ؟

_ علا انتبهت لصوته :- 

ها بتقول حاجة يا حبيبي ؟

_ وليد اندفع فيها بعصبية :- 

هو في ايه انتو كلكم فجاءة مش معايا وشكلكم غريب ليه ؟

_ علا عقدت حواجبها باستغراب :- 

كلنا مين ؟

_ وليد رد عليها بضيق :- 

مفيش يا علا لو سمحتي حضري العشا علي لما اغير هدومي 

_ علا هزت راسها وقامت تحضر العشا ووليد دخل ياخد شاور ويغير هدومه ..

__________________________________________

_ رقية نفسها تنام بسبب مجهودها اللي عملته في تنضيف الاوضة بس كانت خايفة تغمض عيونها ، مش مستوعبة أصلا أنها في نفس البيت مع مجرمين ، ازاي هتطمن وتقدر تنام مش يمكن يأذوها 

_ اتنهدت بتعب وقررت انها تسهر ، بعد مدة النوم اتغلب عليها ونامت ، في الوقت ده مسلم كان راجع البيت ولمح شخص بيحاول يفتح شباك الاوضة الأرضية ، جري عليه بس الشخص كان دخل الاوضة وقفل الشباك ، قرب من رقية بهدوء وحط أيده علي فمها ، رقية قلقت وفتحت عيونها وكانت الصدمة ، قلبها اتقبض اول لما شافت شخص متعرفوش قدامها ، حاولت تصرخ بس صوتها مكتوم بسبب أيده اللي علي فمها ..

_ قاومته بكل قوتها بس هو كان اقوي منها ومقدرتش تبعده عنها ، مسلم وقف قدام الباب ودفعه برجليه وبكل سهولة وقع لأنه قديم جدا 

_ دخل يجري عليه ورقية كانت هتصرخ بس مسلم بصلها بتحذير ونظراته كانت كفيلة ترعبها وتخليها تسكت ، مسلم ضربه كتير لدرجة أن وشه كله بقا دم ، وقعه علي الأرض وكمل ضرب فيه لحد ما أغمي عليه ، شده من رجليه خرجه برا وطلع موبايله كلم دياب :- 

انزل لي حالا

_ دياب رد عليه وهو مش فايق :- 

انت عارف الساعة كام..

_ دياب مكملش كلامه لما مسلم اتعصب عليه :- 

بقولك انزل لي حالا 

_ دياب رد عليه وهو بيقوم من علي السرير :- 

نازل خلاص متتعصبش 

_ دياب لبس هدومه بسرعة ونزل تحت ، اتفاجئ بمسلم ومعاه واحد مش باين له ملامح من كتر الدم علي وشه ، قرب منه وسأله بقلق :- 

في ايه يابني مين دا ؟

_ مسلم رد عليه بجمود :-

حرامي ،خده علي المخزن علي لما افضي له 

_ دياب اتنهد بزهق :- 

المخزن والوقتي !!

_ مسلم اندفع بعصبية :- 

دياب مش فايق لك اعمل اللي قولتلك عليه 

_ دياب هز راسه بموافقة واخد الشخص اللي مرمي علي الأرض وراح علي المخزن بتاعهم ، مسلم عمل مكالمة تانية :-  

عم طارق عايزك في خدمة 

_ طارق رد عليه بنبرة تايهة :- 

اتفضل يا ريس مسلم 





_ مسلم لف وبص علي باب الاوضة ولمح رقية وهي بتعيط ، حمحم ورجع يكلم طارق :-

عايزك تيجي لي عند البيت تاخد مقاس باب وشباك وتجبلي زيهم من الجاهزين عندك في الورشة 

_ طارق مكنش مستوعب مقاسات ايه اللي بيتكلم عنها مسلم في الوقت ده ورغم ضيقته من المكالمة حاول يتكلم طبيعي عشان يتقي شره :- 

حاضر من نجمة هكون عندك 

_ مسلم رد عليه باندفاع :- 

أنا عايزك حالا اقفل المكالمة الاقيك قدامي 

_ مسلم نهي المكالمة عشان ميسمعش أي اعتراض هيقابله من طارق ، سحب نفس وقرب من الباب اللي اتكسر وحمحم بصوت عالي قبل ما يدخل ، رقية قلبها اتقبض لما حست أنه بيقرب منها ، مقدرتش ترفع عيونها عليه من شدة خوفها منه ، مسلم سألها باهتمام :- 

انتي كويسة ؟

_ رقية اكتفت بهز راسها ومسلم سألها تاني :- 

عملك حاجة ؟

_ رقية هزت راسها بنفي ، مسلم كان متأكد أنه ملحقش يقرب لها بس كان بيقول اي كلام يشغل وقته علي لما طارق يوصل ، مسلم بص للاوضة بتفحص ، رقية قامت وقفت واتكلمت بصوت هادي :- 

أنا همشي 

_ مسلم أنتبه ليها وسألها باستفسار :- 

ماشية فين ؟

_ رقية بلعت ريقها وردت عليه من غير ما تبصله مع محافظة علي بعض المسافة بينهم :- 

هروح لأبلة فادية 

_ مسلم حواسه كلها انتبهت لما نطقت اسم فادية وسألها باهتمام :- 

فادية! انتي تعرفيها منين ؟

_ رقية بلعت ريقها اكتر من مرة وهي بتحاول تبان طبيعي :- 

قريبتي من البلد 





_ مسلم بصلها كتير وسؤال واحد أتردد في عقله :- 

يا تري هي عارفة بلي عملوه في فادية ؟!

_ خرج من شروده وسألها بحدة خوفتها اكتر :- 

وايه اللي رماكي علي هنا ؟

_ رقية معرفتش ترد عليه ، عقلها وقف من شدة خوفها ومقدرتش تفكر في سبب تقوله ، بدأت تترعش بخوف وحست أن خلاص هتتكشف ومش هترجع لأهلها تاني ، صوت شخص أنقذها من الموقف اللي وقعت فيه وهو بيقول :- 

ريس مسلم 

_ مسلم بص لطارق وشاورله علي الاماكن اللي هياخد منها المقاسات ، في اقل من ساعة كان الباب والشباك متركبين ، مسلم شكر طارق ورجع بص لرقية الي واقفة في زاوية الأوضة :- 

بكرة هركب لك حديد علي الباب والشباك عشان محدش يقدر يقرب منك تاني مع ان محدش يقدر يتجرأ ويقرب من بيت الليثي وانا متاكد أن الغشيم اللي دخل عليكي مش من المنطقة ولا من المحافظة كلها عشان ميخافش يلعب معانا 

_ رقية كانت مرعوبة من ثقته أسلوبه اللي بيتكلم بيه ، جسمها بدأ يتنفض وحاولت تتماسك علي قد ما تقدر قدامه ، مسلم انسحب وخرج برا وهي جرت علي الباب قفلته ووقفت وراه ، انفجرت في العياط كل اللي كتمته طول الفترة اللي فاتت خرج كله فجاءة 





_ وقعت علي الأرض بإهمال وهي بتتخيل لو مكنش مسلم لحقها والمصيبة أن اللي أنقذها نفسه مجرم  ، هي السبب في اللي بيحصلها عاندت ودا آخر عنادها ..

_ مقدرتش تهدي من نفسها بكل الطرق ، قامت سحبت موبايلها وكلمت والدها بعد تردد ، سعيد فتح اول لما شاف اسمها بخوف :- 

رقية..

_ رقية غمضت عيونها وحاولت تسيطر علي عياطها بس مقدرتش ، سعيد خوفه كبر وسألها :- 

انتي كويسة ، ردي عليا طمنيني عليكي 

_ رقية بعد مدة من الصمت ردت عليه بصوت متحشرج :- 

بابا..

_ سعيد قلبه اتقبض بخوف كبير وهو بيسمع أنينها اللي بتحاول تخفيه :- 

انطقي طمنيني عليكي!!

_ رقية بلعت ريقها وردت عليه بصوت مهزوز :- 

أنا كويسة متقلقش عليا ، بس انا كنت خايفة وحبيت اطمن فاتصلت بيك 

_ سعيد اتنهد بتعب وقعد علي الكنبه بقلة حيلة :- 

لو ليا خاطر عندك ارجعي يا رقية أنا كنت غلطان لما وافقتك بس انا طلعت عيل ومش هستحمل ده انا حاطت ايدي علي قلبي وكل ثانية بتعدي عليا كأنها سنة ريحيني وارجعي 

_ رقية اتنهدت ومسحت دموعها وردت عليه بشموخ :- 

هرجع قريب جداً ، طرف الخيط بقا في أيدي خلاص و وقوعهم قرب بس انت ادعيلي 





_ سعيد سحب نفس وهو مش عارف يقنعها ازاي ترجع :- 

وانا بعمل حاجة غير اني بدعيلك انتي واخوكي ربنا يطمني عليكوا يارب 

_ رقية قفلت المكالمة وقعدت علي السرير ، النوم هرب من عنيها ، نظرها مترفعش من علي الشباك نهائي والمشهد بيتعاد في عقلها ، يا تري كان هيحصل ايه لو مسلم مدخلش ؟

_ أسئلة كتير زادت في عقلها ، ازاي هو شغال مع عمه وكان سبب في اللي حصل لفادية وفي نفس الوقت أنقذها ، ووالدته ست محترمه وطيبة جدا دي بتدي دروس في المسجد هتكون وحشة ازاي ؟ ولا أميرة! جدعة ومريحة وهي ارتاحت لها ازاي الناس دي يكونوا وحشين في الآخر ؟



                   الفصل الرابع من هنا 

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×