رواية خطةغير مدروسة
بقلم تسنيم المرشدى
الفصل الثامن عشر
مسلم بصلها بحب واقترح عليها :-
ما تيجي نخرج
_ رقية هزت راسها بموافقة :-
يلا
_ خرجوا ومسلم استأذن من سعيد وهو قاله بمرح :-
انت بتستاذني ده انا اللي المفروض اقولك ابقي هاتها أشوفها
_ آمال ادخلت في الحوار :-
يجيبهالك تشوفها فين هي مش هتمشي من هنا
_ مسلم بصلها بعدم فهم واتكلم :-
رقية هتقعد معايا في البيت المدة اللي هنقعدها علي لما نسافر
_ آمال بصت له واتكلمت بعصبية :-
انا بنتي مش هتدخل البيت اللي سبق وكانت هتتأذي فيه ، اقعد انت معاها هنا
_ مسلم مصدقش كلامها وبصلها جامد واتكلم بتهكم :-
انا مش هبقي علي راحتي هنا وبعدين أنا آمنت البيت محدش يقدر يدخله بسهولة ، أتكلم يا عمي
_ سعيد سحب نفس وبص لآمال :-
خلاص يا آمال ماهو قالك مأمن البيت
_ آمال اعترضت بهجوم :-
وانا قولت لا يا سعيد سبق وسكت لما وافقتها تروح تقعد وسط شوية بلطجية وربنا سترها اقوم أرميها بإيدي تاني مش موافقة ومتحاولوش معايا
_ مسلم سحب ايده من ايد رقية وبصلها بملامح مشدوده :-
هتيجي معايا ولا هتقعدي هنا؟
_ رقية وقعت في موقف صعب مينفعش تختار بينهم ، بلعت ريقها وبصتلهم :-
انتوا بتخيروني اختيارين مينفعوش مع بعض ، أنا مش هينفع اسيب مسلم لانه خلاص بقا جوزي وبرده مش هينفع اقلقكم عليا
_ مسلم هز راسه بفهم واتكلم بنبرة جامدة :-
تمام خليكي هنا عشان ميقلقوش عليكي
_ رقية قربت منه ومسكت ايده وقالت :-
وانا مش هقدر اسيبك أنا مكاني هو مكانك
_ مسلم حاول يهدي ورد عليها بعد ما اخد نفس عميق :-
والحل الوقتي ؟
_ سعيد سأله بقلق :-
انت متاكد يابني أن البيت أمان ليكم انتو الاتنين انت بقيت في مقام وليد واكيد خايفين عليك برده
_ مسلم هز راسه بتأكيد :-
محدش يقدر يدخل غير لما أنا بنفسي أسمح بدا
_ سعيد سحب نفس واتكلم عشان ينهي الحوار :-
خد مراتك وامشي يابني
_ آمال كانت هتعترض بس سعيد بصلها بتحذير وهي اضطرت تسكت ، رقية حضنت سعيد جامد وعيونها لمعت بحزن ، وقفت قصاد آمال واتكلمت بنبرة مهزوزة :-
متقلقيش عليا مسلم معايا
_ آمال مقدرتش تمسك نفسها وعيطت جامد ، رقية حضنتها وشاركتها عياطها ، آمال بعدت عنها وبصت لمسلم :-
خلي بالك منها
_ مسلم ضحك لها يطمنها وشد رقية لحضنه باس راسها :-
في عنيا متقلقيش
_ رقية بصت لمسلم قبل ما يمشوا :-
ثانية هجيب شنطتي من جوا
_ مسلم هز راسه بموافقة وهي دخلت تجيب شنطتها ، مسلم سحب نفس وهو بيعد الثواني عشان يكون معاها لوحده ، قد ايه محتاج يحس بالاستقرار في حياته الخاصة والعائلية حتي المهنية ، حس أن طاقته استنزفت في اللاشيء وجه الوقت اللي يبدأ فيه حياة جديدة ..
_ رقية خرجت وهو أخد منها شنطتها ونزلوا ، اتفاجئوا بوقوف دياب اللي ضحك اول لما شافهم :-
تصدقوا باين فعلا أنكم عرسان
_ مسلم ورقية ضحكوا جامد ومسلم سأله باهتمام :-
انت واقف هنا من أمتي ؟
_ دياب بص لفوق كأنه بيفكر ورد عليه :-
تقدر تقول كده من وقت ما نزلت من فوق
_ مسلم بصله باستنكار لتصرفاته وقاله :-
وقفت كل ده ليه ؟
_ دياب رد عليه باختصار :-
نسيت موبايلي عندك في البيت فاستنيتك لما تنزل
_ مسلم بصله جامد :-
مطلعتش ليه خدت المفتاح مني
_ دياب بصله بزهق ورد عليه :-
محبتش ازعجكم المهم يلا بقى عشان اروح
_ مسلم ناوله المفتاح وشنطة رقية وقاله :-
خد الشنطة دي معاك هنتمشي شوية أنا ورقية
_ دياب غمز له بمرح :-
ماشي يا عمنا الله يسهلوا
_ أخد الشنطة وحطها في العربية ومشي ، رقية بصت لمسلم بحماس :-
ها هنروح فين الوقتي ؟
_ مسلم بصلها وقال :-
هوديكي اكتر مكان برتاح فيه
_ رقية اتحمست جدا وبصتله بفرحة :-
يلا بينا ..
_ سعيد بص لآمال بنفاذ صبر وسألها بغيظ :-
انا عايزة افهم انتي مالك قالبة وشك ليه ؟
_ آمال نفخت بضيق واتكلمت بنرفزة :-
عشان مش ده أبدا اللي كنت أتمناه لبنتي ، من حقها تفرح ويتعملها فرح كبير يليق بيها مش تتاخد بالمنظر ده
_ سعيد ضرب كف علي كف ورد عليها :-
مش ده كان اتفاق هو قال مش هيقدر يعمل فرح في الوقت الحالي وهي مرفضتش ووافقت يبقي هما أحرار
_ آمال بصتله وهي مضايقة من ردوده عليها وقامت وقفت وقالتله :-
انا مش هاخد منك لا حق ولا باطل أنا داخلة الاوضة أحسن
__________________________________________
_ رقية بصت للمكان بذهول وهي مش مصدقة نفسها ، سحبت نفس وهي بتحاول تستوعب المكان اللي واقفين فيه وبصتله وقالت :-
هو ده المكان اللي بترتاح فيه؟ المدافن!
_ مسلم هز راسه بتأكيد وهي كملت كلامها بسخرية :-
بتلاقي نفسك وسط الميتين!
_ مسلم اتنهد وبدأ يتكلم بأسلوب لطيف :-
انا كل ما كنت بنسي نفسي او احس اني ممكن أتأثر باللي مهران بيعمله وأضعف كنت باجي هنا عشان اثبت لنفسي أن كل الموجودين هنا مفيش حد معاهم غير عملهم اللي عملوه في الدنيا فكنت بقوي تاني ومبحاولش اعمل اي غلط فهمتي ليه بلاقي نفسي هنا
_رقية هزت راسها بفهم وقالتله :-
ممم طيب ينفع بعد ما لقيت نفسك نمشي
_ مسلم بصلها وسألها باستفسار :-
انتي بتتريقي؟
_ رقية ضحكت جامد وردت عليه من بين ضحكها :-
ماهو مش طبيعي يعني يوم كتب كتابنا تجيبني هنا ، علي الأقل يعني تقعدني علي النيل وتأكلني درة مش تجيبني الترب!
_ مسلم ضيق عيونه عليها واتكلم بندم :-
تصدقي أنا غلطان اني عرفتك علي حاجة أنا برتاح فيها
_ رقية حست أنه زعل من طريقة كلامه وحاولت تحتوي الموقف :-
طيب عارف انا اكتر مكان برتاح فيه فين ؟
_ مسلم هز راسه بنفي وهي كملت كلامها بإبتسامة رقية :-
مكان سهل اوي تروحه بس بتلاقي نفسك فيه احسن من المكان ده مليون مرة
_ رقية قربت منه وحضنته جامد :-
مكاني هنا في حضنك شوفت سهل ازاي
_ مسلم فرح بتصرفها وضمها جامد ، قاطع لحظتهم صوت خشن :-
انتوا بتعملوا ايه
_ رقية اتخضت وصرخت بعلو صوتها ، مسلم وقفها وراه وهي مسكت في هدومه بخوف شديد ، مسلم بص لمصدر الصوت وشاف واحد بيقرب منهم :-
في ايه ياعم في حد يخض حد كده
_ رد عليه بغضب :-
وده مكان تعملوا فيه الجرف ابتاعكم ديه
_ مسلم بصله باستغراب واتكلم بعدم استيعاب :-
قرف ايه وانت مين اصلا؟
_ الراجل رد عليه بحدة :-
اني اللي مين انا يخويا الغفير اللي اهنه ، مش عيب عليكم تعملوا الجرف ده وسط المجابر ومعتحترموش حرمة الميت
_ مسلم بصله باستنكار واندفع فيه :-
احترم نفسك يا راجل انت انا جاي ازور واحد قريبي
_ الراجل بصله باشمئزاز وقاله :-
ماهي دي حچتهم اللي لما بيتنزجوا بيجولوها أنا هطلب لكم الحاكومة ياچوا يلموا اشكالكم
_ مسلم اتعصب جامد من أسلوبه وطلع موبايله وكلم وليد :-
انت قريب من هنا يا حضرة الرائد انت والقوة بتاعتك صح ، طيب عايزك تيجيلي عشان في واحد عايز يتربي هنا
_ الراجل بص لمسلم بعدم اقتناع :-
والله لو كلمتلي رئيس الدولة بذات نفسيه مهصدجشي وهكلملك الحاكومة بردك
_ وليد مكنش فاهم حاجة بس سمع كلام الراجل وقال لمسلم :-
افتح الاسبيكر
_ مسلم فتح الاسبيكر ووليد أتكلم بنبرة حادة :-
ثواني واكون عندك ونشوف مين اللي عايز الرئيس يكلمه ده
_ الراجل خاف لما سمع صوت وليد وبص لمسلم واتكلم بنبرة مهزوزه :-
ده ظابط صوح؟
_ مسلم مسك نفسه بالعافية عشان ميضحكش وهز راسه بتأكيد ، الراجل رفع أيده لفوق :-
أني اسف يا باشا العتب علي النظر بس بشوف من الأشكال العفشة دي ياما عشان كده فكرتك منهم سماح يا باشا
_ مسلم كلم وليد :-
خلاص يا وليد هو عرف غلطه
_ وليد حب يكمل الحوار وقال برفض :-
لا لا أنا دقايق وجاي لك اهو
_ الراجل جري علي الموبايل واتكلم بتوسل :-
يا بيه والله غلطة ومش هتكرر تاني أني اسف يا بيه
_ مسلم أتكلم وهو خلاص علي وشك ينفجر في الضحك :-
خلاص يا وليد باشا شكله راجل محترم
_ مسلم قفل مع وليد والراجل اعتذر له كتير ، مسلم التفت وبص لرقية اللي بتضحك جامد وهمس لها :-
اسكتي هتفضحينا
_ خرجوا برا والاتنين انفجروا في الضحك ، رقية بصتله واتكلمت :-
وليد عاش في الدور اوي
_ مسلم رد عليها من بين ضحكه :-
دي آخرة اللي يجي المقابر يوم كتب كتابه
_ رقية قربت منه وسالته بدلع :-
اومال المفروض يروح فين ؟
_ مسلم انحني عليها وقال :-
علي البيت عدل
_ رقية ضحكت له وبعدت عنه :-
بس انا مش عايزة اروح أنا عايزة اقعد قدام النيل وأسند علي كتفك واشم هوا المية وانا مغمضة عنيا
_ مسلم ضيق عيونه عليها :-
وقته هو نقعد علي النيل هنعمل كده بعدين الوقتي تعالي نروح
_ رقية قربت منه ومسكت ايده بتوسل :-
عشان خاطري يا سولي
_ مسلم بصلها بملامح جامدة وهي كملت توسلاتها بنبرة رقيقة :-
وحياتي عندك وافق
_ مسلم كان مركز مع شفايفها وهي بتتكلم ورد عليها بهدوء :-
بعد وحياتي عندك دي مينفعش الا نروح البيت صدقيني
_ رقية عقدت حواجبها بزعل وربعت أيدها ووفقت تبصله وهي مضايقة ، مسلم سحب نفس وأضطر يوافق عشان ميزعلهاش في يوم زي ده :-
ماشي بس مش هنطول
_ رقية فرحت وهزت راسها بموافقة ، جرت عليه واتعلقت في أيده وهو هز راسه باستنكار لتصرفاتها ، رقية اول ما شافت المية فرحت وجرت وقفت قدامها وبصت لمسلم :-
بزمتك مش الجو يستاهل
_ مسلم بصلها ورد عليها وهو بيقعد :-
مش هنطول برده
_ رقية قربت منه وقعدت جنبه ، ميلت براسها علي كتفه وغمضت عيونها ، سحبت نفس تشم عبير الهوا وتستمتع باللحظة وجمالها واتفاجئت بمسلم بيسند راسه علي راسها
_ ابتسمت بسعادة بس افتكرت حاجة وبعدت عنه وهو سألها بفضول :-
بعدتي ليه ؟
_ رقية ضيقت عيونها عليه واتكلمت بعتاب :-
انت ازاي تسيبني وتمشي يوم ما كنت عندك في البيت وانت عارف أنهم عرفوا طريق البيت مخوفتش يرجعوا تاني وانا لوحدي
_ مسلم بصلها واتكلم بتردد :-
انا كنت واقف تحت البيت متحركتش
_ رقية رفعت حاجبها باستنكار وردت عليه بعدم تصديق :-
تحت البيت! اه عشان كده كنت راجع سكران
_ مسلم بص قدامه لفترة واتكلم بثقة :-
انا عمري ما شربت
_ رقية أجبرته يبصلها وقالت له :-
لا انت رجعت اليوم ده سكران و...
_ رقية سكتت لما استوعبت معني كلامه وبصتله جامد تتأكد من اللي فهمته ، مسلم انفجر في الضحك علي منظرها وضحكه أكد لها اللي فهمته ..
_ حطت أيدها علي وشها تداري عيونها منه بإحراج شديد ، مسلم سيطر علي ضحكه وشال أيدها من علي وشها واتكلم :-
كنتي جريئة اوي
_ رقية رفعت عيونها وهي مش مصدقة أنه اشتغلها ، حاولت تكدبه واتكلمت بلخبطة :-
بس انت نمت ومكنتش بترد عليا انت بتكدب عليا صح وكنت سكران صح!
_ مسلم عدل قعدته وبص علي النيل ورد عليها :-
انتي حرة مش عايزة تصدقي براحتك
_ رقية بصت هي كمان قدامها وافتكرت كل اللي عملته يومها ، مسلم قاطع تفكيرها بكلامه :-
كنتي بتغني وتقولي ايه؟ .. آه وحياة عينيك وفداها عنيا انا بحبك قد عنيا
_ رقية اتأكدت أنه فعلا مكنش سكران وقامت وقفت بعصبية وبصتله :-
يلا نمشي
_ رقية بعدت عنه وهو قام لحقها ومسك أيدها وقفها واتكلم وهو بيضحك جامد :-
استني بس خلاص مش هرخم عليكي
_ رقية بصت له بغيظ وهو قالها :-
اقعدي بقا طلاما جبتينا هنا يبقي نقعد شوية
_ رجعوا مكانهم ومسلم ردد بصوت هادي :-
ياريتك كنت صاحي وتحضني برضاك
_ رقية اتغاظت منه وبصتله بتحذير :-
هقوم أمشي واسيبك
_ مسلم انفجر في الضحك علي منظرها وشدها لحضنه ، باس شعرها وقال :-
بحبك
_ رقية رفعت عيونها عليه بعدم تصديق :-
أخيراً نطقتها
_ مسلم قرب منها وباسها برقة :-
وهحبك كل يوم أكتر
رقية مكنتش مصدقة أن ده مسلم وحضنته جامد ، مسلم بعد فترة سألها بفضول :-
كنتي بتعملي ايه في الاسبوع اللي قضتيه بعيد عني ؟
_ رقية نفخت بصوت مسموع ومسلم أتكلم بهزار :-
للدرجة دي بُعادي صعب
_ رقية بصتله وهي في حضنه :-
صعب اوي فوق ما تتخيل الثانية كانت بتعدي عليا كأنها سنة بس عارف يوم ما شوفتك كنت حاسة اني مرتاحة ومش مخنوقة زي الايام اللي كانت بتعدي
_ مسلم ضحك لها بفرحة وهي سألته باهتمام :-
وانت بقا كنت بتعمل ايه ؟
_ مسلم سحب نفس واتكلم وهو بيبص علي النجوم :-
كنت بستني النجوم تظهر في السما عشان تونسني
مسلم بصلها وكمل كلامه :-
بس ملقتش ونس احسن منك!
_ رقية ضمته جامد وسألته :-
يعني وجود وليد مفرقش معاك ؟
_ مسلم أتكلم بارتياح :-
لا فرق وفرق كتير حسيت اني رجعت ٧ سنين لورا بس دايما كنت حاسس انك وحشاني ، واحشني كلامك وعنادك حتي شكلنا مع بعض كان واحشني كنت مونسة افكاري
_ رقية غمضت عيونها تستمتع بنبضات قلبه تحت راسها ، مسلم اتنهد وقالها :-
يلا بقا كفاية كده
_ رقية هزت راسها بموافقة ، مسلم سحب موبايله من جيبه لما سمع رنه واستغرب لما شاف الاسم ، رقية سألته باستفسار :-
مين ؟
_ رد عليها باختصار :-
ده البواب
_ رد عليه بقلق :-
أيوة يا عم سلامة في حاجة ؟
_ مسلم انتفض من مكانه ورقية وقفت وسألته بقلق :-
في ايه ؟
_ مسلم بصلها وهو مصدوم :-
البيت بيتحرق!
_ رقية شهقت بصدمه ومسلم افتكر دياب وردد :-
دياب في البيت ..
__________________________________________
_ مسلم ورقية نزلوا من عربية وليد بعد ما كان حلهم الوحيد أنهم يوصلوا للبيت بسبب عدم وجود مواصلات في الوقت ده ، مسلم جري علي مدخل البيت بس رجالة المطافي وقفوه :-
ممنوع الدخول
_ مسلم اتعصب عليهم :-
بيتي اللي بيولع وفي واحد فوق
_ واحد منهم رد عليه :-
رجال الحماية فوق وبيعملوا اللي عليهم اقف انت هنا
_ مسلم دفعهم بعيد عنه وطلع فوق ومهتمش ليهم ، رقية صرخت بخوف عليه وكانت هتطلع وراه بس وليد منعها :-
اوقفي هنا هطلع انا
_ وليد طلع الكارنيه وناوله لواحد من اللي واقفين وهو وسع له الطريق وقاله باحترام :-
اتفضل يا باشا
_ وليد طلع ورا مسلم اللي كان بيجري علي السلم عشان يطمن علي دياب ، مسلم اتفاجئ بوقوف دياب وسط رجالة الحماية ، وقف يظبط أنفاسه وجسمه بينتفض جامد من شدة الخوف
_ دياب لمحه وجري عليه بندم :-
حاولت والله بس النار مسكت كل في حتة
_ مسلم عدل وقفته وحط أيده علي كتف دياب :-
انت كويس ؟
_ دياب هز راسه بتأكيد :-
الحمدلله
_ وليد اطمن لما شافهم كويسين وقرب منهم ووجه كلامه لمسلم :-
كله تمام
_ مسلم هز راسه بتأكيد وعيونه راحت علي الشقة اللي معتش باين لها ملامح ، عيونه لمعت علي شقاه اللي ضاع في غمضة عين ..
_ وليد اقنعه ينزل تحت ويسيبهم يشوفوا شغلهم
_ مسلم نزل وهو مخنوق جدا ووراه دياب ووليد ، رقية جرت علي مسلم حضنته بخوف :-
انت كويس
_ مسلم بصلها بحزن باين علي ملامحه :-
الشقة راحت
_ رقية اتاثرت بنبرته ودموعها نزلت غصب عنها وردت عليه :-
فداك ألف شقة المهم انك كويس
_ دياب حط ايده علي كتف مسلم ومعرفش يتكلم ، وليد بص لدياب وسأله بفضول :-
هو ايه اللي حصل ؟
_ قبل ما دياب يرد عليه قرب منهم ظابط وبص لدياب :-
ممكن تتفضل معانا
_ دياب ضيق عيونه عليه وسأله بقلق :-
أنا! ليه ؟
_ مسلم بص للظابط واتكلم :-
في ايه ؟
_ الظابط بص لمسلم وسأله باهتمام :-
مين حضرتك ؟
_ مسلم نفخ بضيق ورد عليه بفتور :-
انا صاحب الشقة اللي ولعت
_ الظابط هز راسه بفهم وقاله :-
هناخده معانا نسأله كام سؤال لأنه الوحيد اللي كان موجود وقت ما الحريق بدأ
_ مسلم اعترض بهجوم :-
ما تسأله هنا
_ وليد ادخل عشان ينهي المشادة اللي ممكن تحصل :-
اهدي يا مسلم
_ بص للظابط وقاله :-
معاك الرائد وليد أبو الفضل ممكن اعرف نوع الأسئلة اللي متوجهة له
_ الظابط رد عليه بعملية :-
الباب الحديد كان مكسور معني كده أن في محاولة دخول البيت والبواب قالي أنه هو كان موجود بقاله مدة ف هسأله شاف حد أو يمكن يكون له يد في ...
_ مسلم قاطعه بغضب :-
يد في ايه ده ابن عمي ولا يمكن يعمل كده
_ الظابط بص لمسلم ورد عليه بنبرة هادية :-
هنشوف
_ دياب بص لمسلم وهو مصدوم :-
والله ما عملت حاجة أنا اصلا مدخلتش البيت كن..
_ مسلم بصله بتهكم لتبريراته وقاطعه باستنكار :-
انت بتقول ايه اكيد عارف انك معملتش حاجة
_ بعد محاولات من وليد فشل فيها أنه يبعد دياب عن الموضوع كله ، الظابط اخده ومشي وسط اعتراض مسلم اللي محدش اهتم بيه
_ سحب نفس وبص لرقية :-
روحي مع وليد
_ رقية اعترضت بعند :-
انا مش هسيبك
_ مسلم نفخ بضيق واتكلم بعصبية :-
مش وقت عنادك أنا لازم اروح معاه
_ رقية بصتله جامد :-
هاجي معاك مش هسيبك لوحدك
_ وليد ادخل بينهم يحل المشكلة :-
اركبوا العربية ممكن ونتناقش جوا
_ مسلم بصله واتكلم :-
انا لازم اكون معاه خدها وروح
رقية بصت لوليد وقالتله :-
انا هروح معاه مش راجعة البيت
_ مسلم نفخ بصوت عالي :-
اوووف
_ وليد حاول يحتوي الموقف ووجه كلامه لمسلم :-
اركب وهنروح وراه مش هتلاقي مواصلات في الوقت ده وهي هتقعد في العربية مش هتنزل
_ رقية كانت هتعترض بس وليد حذرها بعيونه وهي اضطرت تسكت ، ركبوا العربية في جوا صامت قاطعه وليد بسؤال :-
مش يمكن عمك متفق مع دياب...
مسلم قاطعه بعصبية شديدة :-
لو شوفت دياب بعيني وهو بيعملها هكدب عيني وهقول مش هو
_ وليد التزم الصمت عشان ميزودش التوتر لوقت وصولهم لمركز الشرطة ، مسلم نزل من العربية ودخل جوا بخطوات سريعة
_ رقية فتحت بابها ووليد لحقها قبل ما تنزل :-
رقية استني انتي هنا
_ رقية بصتله جامد وهي مش مصدقة طلبه :-
انا لازم اكون جنبه
_ وليد اتكلم بنبرة هادية عشان يقنعها :-
هو علي آخره وهيكون عصبي وممكن عصبيته تيجي فيكي والوضع يتوتر بينكم فأحسن لك اقعدي هنا وانا هكلمك طول الوقت اعرفك الجديد
_ رقية اقتنعت بعد محاولات كتيرة من وليد قدر أنه يقنعها ، دخل المركز وسأل علي اسم دياب ودخل حضر معاه ..
الظابط سأله بنبرة صارمة :-
ايه علاقتك بصاحب الشقة
_ دياب رد عليه وهو بيفرك صوابعه :-
ابن عمي
كنت هناك في الوقت ده بتعمل ايه ؟
دياب رد عليه بنبرة مهزوزة :-
كنت رايح أخد الموبايل بتاعي عشان نسيته في البيت
_ وبعدين احكيلي ايه اللي حصل ؟
دياب بصله وبدأ يحكي :-
أنا خدت المفتاح من مسلم وحاولت افتح الباب بس مفتحش تقريباً كان مفتاح غلط قعدت علي السلم استني رجوع مسلم
_ دياب سكت والظابط سأله بجمود :-
وبعدين ؟
_ دياب اتنهد وكمل كلامه :-
زهقت من القاعدة لأنه طول نزلت قعدت قدام البيت
_ الظابط هز راسه بثبات ومد له أيده :-
ممكن اشوف المفتاح
_ دياب طلع المفتاح من جيبه وناولهوله ، والظابط قاله :-
ها كمل ايه اللي حصل بعد كده ؟
_ دياب سحب نفس عشان يقدر يواصل الحوار :-
سمعت صوت انفجار بصيت فوق لقيت النار خارجة من الشقة طلعت اجري أنا والبواب وطبعاً فشلت اطفيها لوحدي ، البواب طلب المطافي وهم جم وبس كده
_ مشوفتش حد داخل او خارج
_ دياب هز راسه بنفي :-
مشوفتش حد
_ وليد ادخل وقال :-
البيت يا فندم له مدخلين ممكن اللي دخل يكون دخل من المدخل الخلفي
_ برا المكتب ، مسلم واقف علي آخره مستني اي حاجة تطمنه علي دياب ، اتفاجي بوقوف رقية قدامه ، غمض عيونه بضيق وهي سبقته واتكلمت بتوسل :-
مقدرتش اسيبك لوحدك لو سمحت متعترضش
_ مسلم بص نحية الباب لما شاف وليد خارج من اوضة المكتب ، جري عليه وسأله باهتمام :-
حصل ايه وفين دياب ؟
_ وليد رد عليه يطمنه :-
متقلقش هيخرج لعدم كفاية الأدلة بس ممكن تديني مفتاح الشقة
_ مسلم بصله باستغراب وقاله :-
المفتاح مع دياب
_ وليد وضح له :-
لا المفتاح اللي مع دياب مش مفتاح الشقة
_ مسلم طلع مفاتيحه واتفاجئ بمفتاح الشقة معاه ، ناوله لوليد وقال :-
انا اديته مفتاح بيت ابويا
_ وليد بصله بحماس :-
دي حاجة كويسة لأنه كده مدخلش الشقة
_ وليد دخل ناول المفتاح للظابط اللي بص لدياب وقاله :-
متفكرش أنك كده مستبعد يمكن نطلبك تاني لو جد جديد
_ دياب هز راسه بتفهم وخرج برا جري علي مسلم :-
والله ما عملت حاجة
_ مسلم بصله باستنكار وشده حضنه ونفخ بصوت عالي :-
يا اخي بطل عبط بقا
_ دياب عيط ومسلم بصله جامد :-
انت بتعيط ليه ؟
_ دياب مسح دموعه واتكلم بنبرة مهزوزه :-
خفت تصدق اني عملتها
_ مسلم رجعه لحضنه تاني ورد عليه :-
لو شوفتك بعيني مش هصدق برده
_ دياب بعد عنه واتكلم بحدة :-
بس أقسم بالله لو طلع اللي في دماغي صح لأكون مطربق الدنيا علي دماغهم
_ مسلم ملامحه احتدت واتكلم من بين أسنانه بغضب :-
كله هيبان
وليد بصلهم واتكلم :-
ياريت محدش يعمل اي حاجة وسيبوا الموضوع يمشي قانوني ، مسلم خليك نضيف وبرا الحوارات دي ولو هو اللي وراها هجيبه
_ مسلم بصله بتهكم :-
كنت جيبته قبل كده
_ وليد اتفاجئ برد مسلم ورقية حاولت تنهي المشادة اللي هتحصل ووجهت كلامها لمسلم :-
حبيبي يلا نرجع البيت
_ مسلم بصلها وسألها باستفسار :-
بيت مين ؟
_ رقية ردت عليه بعفوية :-
بيتنا بيت بابا
_ مسلم هز راسه برفض واعترض :-
روحي انتي
_ رقية عارضته بتوسل :-
وانا مش هسيبك مش هترجع البيت وأنا كمان مش هرجع لوحدي
_ دياب بص لمسلم وقاله :-
اسمع كلامها وروح معاها انتوا النهاردة كتب كتابكم واليوم باظ خالص
_ دياب غمز له وكمل كلامه :-
حاول تلحق لك اي حاجة قبل ما اليوم يخلص
_ مسلم هز راسه باستنكار ورد عليه :-
إحنا في ايه ولا ايه
_ دياب اتنهد واتكلم علي امل أنه يوافق :-
كفاية مصايب خلينا نفرح شوية
_ مسلم سحب نفس وبص لرقية :-
يلا
_ رقية ضحكت بفرحة واتعلقت في دراعه ، مسلم روح معاها وسعيد وآمال اتفاجئوا برجوعهم ، رقية حكت لهم باختصار اللي حصل وآمال بصت لمسلم بعتاب واندفعت فيه :-
شوفت الشقة اللي انت مأمنها كان فات بنتي ميتة فيها
_ رقية ردت عليه وهي بتشاورلها بعيونها تسكت :-
ماما مش وقته الكلام ده
_ رقية شدت مسلم ودخلت الاوضة ، سعيد بص لآمال واندفع فيها بعصبية :-
انتي متعرفيش تسكتي ابدا ده بدل ما تقولي الحمد لله انهم كويسين وتشكري ربنا لأ إزاي لازم تعكنني وتزودي همهم انتي مش ملاحظة أن النهاردة المفروض يبقي اهم يوم في حياتهم وانتهي بمصيبة تقومي انتي تزودي الطين بلة
_ سعيد خلص كلامه ودخل اوضته وهو مخنوق
من آمال ، آمال قعدت علي الكنبة بتحاول تطلع نفسها صح بس ضميرها كان بيأنبها وكلام سعيد بيتردد في عقلها ومبقتش عارفة هي صح ولا غلط ..
__________________________________________
_ مسلم بصلها بلوم وقالها :-
انا غلطان اني سمعت كلامك وجيت معاكي أنا همشي
_ رقية جرت عليه لحقته قبل ما يخرج :-
استني بقا متاخدش علي كلامها هي قالت كده من خوفها عليا بس وحياتي عندك متمشيش يرضيك انشغل عليك
_ مسلم نفخ بخنقة شديدة وهي أجبرته يقعد علي السرير ، قربت منه وباسته برقة :-
عارفة أن كل حاجة حصلت عكس ترتيباتنا وتوقعاتنا كمان بس في الآخر إحنا مع بعض وده اهم حاجة تعالي نسيب اي حاجة علي جنب
_ مسلم سند راسه علي كتفها واتكلم :-
اسيب كل حاجة علي جنب ازاي بس البيت الي كنا هنقعد فيه راح
_ رقية حاولت تهون عليه :-
بيتنا هنا موجود وبيتكم كمان لو مش هترتاح هنا هاجي معاك في أي مكان ، وبعدين مش قولتلي مجرد ما إجراءات السفر هتخلص هنمشي علي طول يعني الوضع مؤقت مش اكتر
_ مسلم نفخ بضيق :-
انا تعبت اوي
_ رقية رفعت راسه وبصتله بحب :-
تحب تنام شوية ؟
_ مسلم هز راسه بموافقة وهي وقفت فتحت دولابها ونفخت بضيق لما لاقيته فاضي :-
نسيت أن الهدوم في الشنطة
رقية افتكرت الشنطة ورددت بصدمة :-
الشنطة!! ممكن تكون اتحرقت؟
_ مسلم رد عليها بتلقائية :-
أكيد لأ دياب مدخلش البيت أصلا
_ رقية اتنهدت براحة واتكلمت بعفوية :-
كده هضطر انام بهدومي دي اوف بجد
_ رقية قلعت الجاكيت واكتفت بالتوب اللي تحته ، حررت خصلات شعرها وفركته بارتياح كبير لما اتفرد ، مسلم قام وقف وقرب منها حضنها من ضهرها جامد ، رقية قلبها اتقبض اول ما قرب منها ..
_ اخدت نفس عميق وغمضت عيونها لما حست بأنفاسه علي رقابتها ، مسلم حس برجفتها بين أيديه بسبب لمساته عليها ، لفها وبصلها بنظرة مختلفة واتكلم بنبرة مبحوحة قدام شفايفها :-
انتي مراتي الوقتي صح!
_ رقية هزت راسها بتأكيد وردت عليه بهمس :-
أيوة
_ مسلم قرب منها جامد بس خبط الباب وقفه يكمل ، رقية ضغطت على شفايفها باحراج وقربت من الباب سحبت نفس وفتحته وابتسمت لوالدتها ..
_ آمال اتكلمت بندم :-
عايزة اتكلم مع مسلم
_ رقية هزت راسها بموافقة وقالتلها :-
اه طبعاً تعالي
_ آمال رفضت تدخل :-
لا لا انا هقف هنا
_ مسلم سمع كلام آمال وقرب من الباب وهي بصتله بإحراج :-
متزعلش مني والله خفت عليكم و..
_ مسلم قاطعها بتفهم :-
متعتذريش ياست الكل أنا مقدر خوفك علي رقية
_ آمال ردت عليه بنبرة سريعة :-
وعليك انت كمان والله
_ آمال دخلت اوضتها بعد ما اتأكدت ان مسلم مش زعلان منها ورقية بصت لمسلم وقالت :-
انا جعانة اوي تعالي نحضر حاجة ناكلها
_ مسلم وافقها وخرجوا مع بعض وقفوا في المطبخ وبدأو يحضروا اكل خفيف ، رقية بصت لمسلم بانتصار لما خلصت الاكل وهو أتكلم بمرح :-
علي اساس انك عملتي حاجة وكده
_ رقية ضحكت جامد وردت عليه :-
انا اللي عملت كل حاجة هتنكر؟
_ مسلم قرب منها وشالها قعدها علي الرخامة وبدأ يأكلها بإيده وهي عملت زيه وأكلته في جو لطيف جدا ، مسلم قرب منها وباسها برقة مبالغة
رقية همست له بتردد :-
حد يشوفنا
_ مسلم رد عليها بنبرة هادية :-
مش هما ناموا برده
_ رقية هزت راسها بتأكيد :-
ناموا
_ مسلم ضحك لها وقرب منها تاني بس الاتنين اتفاجئوا بصوت باب بيتفتح ، مسلم بعد عن رقية وهي نزلت من علي الرخامة وبصت علي باب المطبخ ..
_ سعيد بصلهم بإحراج وقال :-
لسه صاحيين ؟
_ مسلم رد عليه وهو خارج من المطبخ :-
انا رايح انام معتش قادر اقعد اكتر من كدا تصبحوا علي خير
_ رقية وسعيد ردو عليه في نفس واحد :-
وانت من اهل الخير
_ سعيد قرب منها وملامحه مشدودة ، رقية سألته باهتمام :-
اوعي تقول انكم اتشاكلتوا
_ سعيد اتنهد بضيق ورد عليها :-
متشغليش بالك انتي ادخلي وراه وحاولي تنسيه اللي أمك قالته
_ رقية ابتسمت وردت عليه بحب :-
حاضر تصبح علي خير
_ سابته ودخلت الاوضة واتفاجئت إن مسلم نام فعلا زي ما قال ، قربت منه وسندت راسها علي صدره ونامت بعد دقايق بسيطة بسبب إرهاقها ..