سكريبت فنجان الشاي بقلم ميمي عوالي
فى حى المهندسين ، وفى كوفى شوب انيق جدا وهادى ، كانت قاعدة قى ركن بعيد لوحدها ، حاطة اللاب توب بتاعها على الترابيزة قدامها وشكلها مركزة اوى معاه
شوية كانت بتقرا حاجة من عليه وشوية تكتب ، وشوية تقلب فى اوراق محطوطة فى ملف انيق جنبها ، وهى من وقت للتانى ترفع ايديها الاتنين تحبس خصلات شعرها اللى بتحجب عنها الرؤية ورا ودانها ، ولما اتكررت اكتر من مرة ، من غير ماتبص ولا ترفع عينها لحظة عن اللى بتعمله مدت ايدها اخدت قلم وشبكت بيه شعرها من ورا فى كحكة فوضوية
كانت اية فى الجمال ، رغم ان سنها عدى التلاتين ، لكن وشها كان كالاطفال فى صفاه الخالى من اى مستحضرات تجميلية ، وشفايفها الوردى اللى مابطلتش تحركهم طول الوقت ، يا بتحركهم وهى بتقرا ، يا بتحركم وهى بتكلم نفسها بخفوت اكنها بتراجع حاجة مع نفسها ، يا بتعض عليها وهى مركزة مع حاجة معينة وهى بتقرا
فضلت على الحال ده حوالى ساعة كاملة ، مابصيتش حواليها ولا مرة ، وفجأة بصت على الترابيزة لقت نفسها نسيت قهوتها ، لقتها بردت من غير ما تشربها ، اتنهدت بامتعاض ورفعت راسها اخيرا عشان تطلب غيرها ، لكن عينها اتصدموا بعنين بتراقبها بشوق وهى بترسم ملامحها وتفاصيل غابت عنها من كذا سنة
وقف فى مكانه وراح ناحيتها وسحب الكرسى اللى قصادها وقعد من غير ما يفصل عينه عن عيونها وقاللها : ازيك يا حنين
حنين ونظرة شوق فى عنيها متغمسة بوجع : اهلا يا زيد
زيد : انتى رجعتى مصر امتى
حنين : من اربع شهور
زيد : وليه ماكلمتينيش
حنين : وليه اكلمك
زيد : وحشتينى … وحشتينى اوى
ولما لقى حنين بصتله وسكتت من غير ماترد عليه كمل كلامه وقال
زيد : احنا انفصلنا واحنا اصحاب يا حنين ، ايه المشكلة لو فضلنا برضة اصحاب
حنين بوجع : انت عارف انه ماينفعش
زيد بشوق : حنين انتى عارفة انى حبيتك وان عمرى مابطلت احبك لحظة واحدة
برضة حنين سكتت و مارديتش
زيد بتنهيدة : طب ممكن تطمنينى عليكى وتحكيلى ، عملتى ايه السنين اللى فاتت دى
حنين سكتت شوية وبعدين قالت له : اتعالجت
زيد بفرحة : بجد يا حنين
حنين بابتسامة : ايوة بجد ، الحمدلله
زيد : ازاى وفين
حنين : لما سافرت انجلترا ، اشتغلت فى دار نشر ، صاحبة دار النشر دى كانت ست جميلة جدا من جواها ومع الوقت عرفت حالتى ، وقفت جنبى ، وعرفتنى على اختها اللى كانت متخصصة فى علاج الاورام ، وخضعت للعلاج معاها لمدة اربع سنين تقريبا ، لحد ماكررت التحاليل والاشعة خمس مرات خلال السنة اللى فاتت طلعت النتايج كلها سلبية الحمدلله
زيد ببهجة : الف مبروك يا حنين ، ماتتخيليش انا مبسوط عشانك اد ايه ، طول عمرك بنت حلال وتستاهلى كل خير
حنين بامتنان : شكرا
زيد : ارجعيلى يا حنين ، ارجعيلى واوعدك انك مش هتندمى
حنين بسخرية : يمكن يكون عندك حق فى حتة انى مش هندم دى ، بس ده مش لانك هتوفى بوعدك ، لا .. لكن يمكن لان مابقاش عندى حاجة اندم عليها ، لكن رغم ذلك …. مش هينفع ، مش انا يا زيد … مش انا
زيد : ياحنين انا وانتى انجرحنا بكفاية ، واتوجعنا برضة بكفاية ، متهيألى آن الاوان بقى اننا نعيش
حنين باستغراب : طب ما احنا عايشين
زيد : عايشين من غير روح
زيد : اتكلم عن نفسك
زيد : انتى كمان عايشة من غير روح ، ولسه بعضمة لسانك قايلة ان مابقاس عندك حاجة تندمى عليها ، اومال الكلام ده معناته ايه ، لو ماكنتيش عايشة من غير روح زيى بسبب انفصالنا عن بعض
حنين مدت ايدها قفلت شاشة اللاب توب اللى كانت حاجبة جزء من ملامحه عنها وربعت ايديها وسندت على الترابيزة وقالت : معناها انى بطلت اتعلق باى حاجة ممكن فراقها يوجعنى .. الا لو الحاجة دى تستاهل انى اتعلق بيها ، حنين اللى كنت تعرفها زمان حطت نفسها فى كبسولة و قررت تبعد عن كل ده و تنساه
زيد : اومال اللى قدامى دى تبقى مين
حنين بجمود : حنين المعدلة ، اللى بتتعامل بعقلها قبل قلبها فى كل شئ
زيد بذهول : وليه ، ليه نضيع اللى باقى من عمرنا بالشكل ده
حنين بابتسامة : و مين فال ان عمرنا ضاع ، بص على نفسك كده ، هتلاقيك وصلت للى كنت عاوزه ، الا صحيح …. هو ابنك او بنتك بقى عندهم اد ايه دلوقتى
زيد بخفوت : عندى ولد وبنت ، اربع سنين و …. سنتين
حنين : ماشاء الله ….معاك صورة ليهم
زيد طلع المحفظة بتاعته وفتحها وطلع منها صورة لمراته وهى شايلة بنت صغيرة فى حضنها و ولد صغير حاضنها من ضهرها وحاطط راسه على كتفها وهو بيضحك
حنين بصت على الصورة بابتسامة حزينة وقالت له بصدق وهى بترجعله الصورة تانى : ربنا يحفظهملك كلهم
زيد شال الصورة وقاللها : و رغم ذلك مش قادر انساكى
حنين بابتسامة : بس انا نسيتك
زيد بعناد : ولما انتى نسيتينى ، ما اتجوزتيش تانى ليه ، لو كنتى نسيتينى كان زمانك انتى كمان اتجوزتى وعيشتى حياتك
حنين بابتسامة هادية : ومين قاللك انى مش عايشاها ، انما لو على الجواز ليه ماتقولش انى بس مستنية الاقى الراجل اللى اقدر اربط حياتى بيه وانا متأكدة و واثقة انى مش هندم انى فرطت فى حريتى عشانه
زيد : وانتى ندمتى لما فرطتى بحريتك عشانى ياحنين
حنين بصتله وسكتت من تانى
زيد : طب انتى مبسوطة وانتى عايشة لوحدك
حنين : و مين قال لك انى لوحدى ، انا الكل حواليا
زيد : كل مين يا حنين ، انتى ناسية انك كنتى مراتى سنة بحالها ، كل مين اللى بتتكلمى عنهم دول ، ده انتى حتى ماعندكيش صحاب
حنين : كان ماعنديش … كان يا زيد ، انت ماتعرفش عنى حاجة من يوم ما انفصلنا وسافرت ، فى حاجات كتير جدا ماتعرفهاش لان فى حاجات كتير اوى اتغيرت
الجرسون جه فزيد طلب اتنين شاى فى كوبايات ازاز ، فحنين قالت للجرسون ، هاتلى الشاى بتاعى فى فنجان من فضلك
بعد ما الجرسون مشى ، زيد قال لها : طول عمرك مابتحبيش الشاى فى الفنجان
حنين بسخرية : ما انا قلتلك فى حاجات كتير اتغيرت
زيد : بس ده ذوق مابيتغيرش
حنين : بس احساسه اتغير
زيد : ازاى بقى
حنين اكنها بتفتكر حاجة من سنين بحنين : زمان كنت بحب اشرب الشاى فى كوباية ، واحضنها بايديا الاتنين ، كنت بحسها بتحتوينى زى ما بحتويها ، بس مع اول وقعة مالقيتش حد يحتوينى ، فقررت ان انا كمان ابطل احتوى اى حاجة ، حتى كوباية الشاى ، وبطلت اشرب الشاى فى كوباية ، قررت اشربه فى فنجان بودن واحدة ، يادوب امسكه بطراطيف صوابعى ويلمس شفايفى من بعيد لا يتعلق بيا ولا اتعلق بيه
زيد بحزن واستغراب : انتى للدرجة اتوجعتى ياحنين
حنين بابتسامة : تقصد انى للدرجة دى اتعلمت
زيد : حنين … احنا افترقنا مجبرين عشان خاطر حالتك ، واهو الحمدلله ، ربنا اراد انه يشفيكى ويخلصك من الكابوس اللى هد حياتنا مع بعض ده ، واكيد لقانا النهاردة عشان ربنا يجمعنا مع بعض من تانى ، تعالى نبتدى مع بعض من جديد
حنين باستغراب : انت ازاى بتتكلم عادى كده ، طب و مراتك … و ولادك
زيد : انا مش هبقى اول واحد فى الدنيا ولا اخرهم اللى يتجوز اتنين
حنين : بالسهولة دى ، مافكرتش لحظة واحدة فى مراتك وولادك وان كانوا هبتوجعوا واللا لا ، ليه دايما مابتفكرش غير فى نفسك وبس
زيد : انا تعبت من غيرك ، من يوم ما انفصلنا وبعدنا عن بعض وانا تعبان يا حنين ، انتى الست الوحيدة اللى قدرت تحتوينى وتفهمنى
حنين : واخدت جزائى منك فى الاخر ، يا ترى فاكر احنا انفصلنا ليه يا زيد
زيد : عشان ظروف مرضك
حنين ضحكت جامد اوى وزيد مستغرب ضحكها بالشكل ده ، وبعدين حنين مسحت عينيها اللى دمعت بسبب ضحكها وهى بتقول : انت عاوز تفهمنى ان انت لغاية دلوقتى وبعد كل السنين دى ، مافهمتش سبب انفصالنا
زيد باستغراب : و هو كان فى سبب غير كده
الجرسون جابلهم الشاى وحنين مدت ايدها سحبت فنجانها واخدت منه رشفه من غير ماتحطله سكر
زيد : انتى ماحطيتيش سكر
حنين بعدم اهتمام : مش مهم ، ما بقيتش احط سكر
زيد : كنتى بتحبى سكره زياده
حنين : ماقلتلك فى حاجات كتير اتغيرت
زيد : طب قوليلى … كان ايه سبب طلاقنا لو ماكانش مرضك
حنين بجمود : الخيانة والغدر يا زيد ، الخيانة … والغدر
زيد بذهول : بس انا عمرى ماخنتك ولا غدرت بيكى
حنين بصت له بابتسامة وقالت : ده من وجهة نظرك
زيد : امتى خنتك .. واللا غدرت بيكى فهمينى
حنين بتنهيدة : فاكر يا زيد اول جوازنا ، وعدتنى بكل حاجة حلوة ، واننا هنفضل العمر كله سوا ، واننا واننا واننا … فاكر
زيد : وكنت صادق فى وعدى ليكى
حنين : بس مانفذتش اهم وعد .. فاكره ...؟
زيد : تقصدى انهى وعد
حنين : انك عمرك ما هتسيبنى ولا هتتخلى عنى
هنا زيد سكت ونكس راسه لتحت بخجل ، وحنين كملت كلامها وقالت : يوم ماعرفنا بمرضى ، ماقلتليش ولا كلمة ، يومها افتكرت ان صدمتك ووجعك من انك ممكن تفقدنى او اروح منك هم اللى عاملين فيك كده ، ورغم صدمتى .. كنت بحاول اقوى نفسى عشانك ، يومها دخلت اوضة المكتب وقفلت على نفسك من غير ما تقوللى ولا كلمة ، رغم انى كنت محتاجة اى كلمة تطبطب عليا ، وقلت هيتماسك وهييجى يضمنى ويواسينى ، لقيتك سيبتنى لحد ماعينى راحت فى النوم وانا لوحدى
ولما صحيت تانى يوم لقيتك بتقوللى بجمود البسى عشان خارجين سوا ، ولقيتك خدتنى اسكندرية ، مكان ماشفنا بعض اول مرة ، وقعدت تفكرنى بكل حاجة حلوة عشناها سوا ، يومها كنت فاكرة انك بتدينى دفعة امل عشان اقدر اتحدى مرضى و وجعى ، لقيتك قلتلى : من يوم ما عرفتك وانتى ابتسامتك وضحكتك بيدونى دفعة لقدام ، سامحينى ، مش هقدر اشوفك وانتى بتتوجعى ، وجعك هيكسرنى وانا مش هعرف اعيش وانا مكسور
سيبتنى فى اشد وقت انا محتاجالك فيه ، اتخليت عنى ، غدرت بيا وخنتنى ، لو ماكانتش دى الخيانة اومال الخيانة تبقى ايه ، خنت الامان اللى كنت مدياهولك ، خنت الثقة والعهد
مافكرتش لحظة واحدة انا هعمل ايه مع وجعى وانا لوحدى ، ماحاولتش حتى تجرب تعيش معايا وتشوف انا همر بايه او هيحصللى ايه ، كنت انانى اوى يا زيد ، ونطيت من المركب مع اول موجة عالية قابلتنا سوا ، ونجيت بنفسك وقلت ياللا نفسى
تفتكر انى ممكن اامنك على روحى من تانى ، رميتنى وانا المرض ملازمنى وسيبتنى امشى المشوار لوحدى وجاى عاوزنى ارجعلك تانى لما خفيت ، انا الحقيقة …. مش عارفة اوصفك بايه
زيد : ماكنتش هتحمل اشوفك بتضيعى منى
حنين : انت اصلا ماحاولتش
زيد : حبى ليكى ….
حنين قاطعته وقالت : انت عمرك ماحبتنى
زيد : انا ماحبيتش غيرك
حنين : انت ماحبيتش غير زيد وبس
زيد بدفاع : الكلام ده مش حقيقى ابدا
حنين ابتسمت وقالت له : احنا اتطلقنا بقالنا اد ايه بالظبط يا زيد
زيد : خمس سنين
حنين بابتسامة اوسع : واتجوزت امتى يا زيد
زيد بصلها وسكت بعد ما فهم المغزى من سؤالها
ولما حنين عرفت انه مش هيجاوبها قالت له : ااقولك انا .. اتجوزت بعد طلاقنا بتلات شهور ، الحقيقة طول عمرك مابتضيعش وقت
زيد بخجل : انتى عارفة ان بابا كان عاوز وريث باى شكل
حنين بتنهيدة : ايوة ، باباك …. واهو الحمدلله حققتله امنيته
زيد : وانا كمان من حقى انى احقق امنيتى
حنين : تحقيق امنيتك مش عندى يا زيد
زيد : انتى امنيتى الوحيدة ياحنين
حنين : روح لبيتك ومراتك يا زيد ، مش لازم تغدر بكل اللى فى حياتك ، مراتك دى سلمتلك حياتها بانها امنتك على نفسها ، عملتلك ايه عشان عاوز تغدر بيها هى كمان
زيد : ما هى اتجوزتنى وهى عارفة انى متعلق بغيرها
حنين : لانها بتحبك ، وانت بنفسك قلتلى انها بتحبك من زمان ، فبلاش تقتلها هى راخرة
زيد : انتى ليه بصالها كده
حنين : لانها هى كده ، قيم ميزانك يا زيد بلاش تبقى عامل زى أل سيدنا شعيب ، كان ميزانهم دايما مايل ليهم هم وبس
زيد : ده رأيك النهائى
حنين : اكيد ، و عمرى ماهغيره
زيد طلع فلوس من جيبه ، حطهم على الترابيزة وقال : رغم كل شئ انا سعيد انى شفتك بخير
وخرج ركب عربيته ومشى ، حنين تابعته بعينها من الازاز لحد ما غاب عن عينيها
سرحت شوية وهى بتفتكر اللى عاشوه مع بعض لحد وقت ما افترقوا ، لما قررت انها تسافر وتسيب مصر ، وقتها كان كل تفكيرها انها كده كده وحيدة ، و اسم الارض اللى هتموت عليها مش هتفرق كتير
افتكرت لما جمعها القدر برضة بفنجان شاى مع واحد كان كاتب وعميل عندهم فى دار النشر ، كان شاب مصرى عايش فى انجلترا ، كان له شخصية عذبة وجذابة ، و مريح فى التعامل ، لما عرف من صاحبة الدار بمرضها صمم يعزمها على فنجان شاى وطلب منها تحكيله حكايتها مع مرضها و توصفله الوجع اللى بيجيلها عشان تساعده فى الكتاب اللى بيكتبه ، ولما سألها ان كانت ابتدت العلاج واللا لسه ، قالت له انها مالهاش حد فى الدنيا دى وعشان كده قررت انها هتسيب نفسها للمرض لحد ماتموت
يومها الكاتب ده قال لها : الحياة عاملة بالظبط زى فنجان الشاى اللى كلنا بنشربه ، لكن كل واحد فينا هو اللى بيقرر هيشربه ازاى ، انتى اللى بتقررى ان كان يبقى حلو واللا مر ، وانتى برضة اللى ممكن تشربيه سخن او بارد ، يمكن ساعات الشاى لما بيتقدملك مابيطلعش بالمواصفات اللة انتى عاوزاها بالظبط ، بس لو بايدك تظبطيه زى ما انتى عاوزة … واللا اوعى تشربيه غصب عنك ، اشربى فنجان الشاى بتاعك عشان مزاجك انتى يتعدل مش عشان مزاج حد تانى
يومها خرجت من عند الكاتب ده وهى واخده قرار انها تتعالج عشان نفسها ، عشان وجعها اللى ماحدش بيحس بيه غيرها ... يروح ، عشان تقدر تعيش من غير وجع
قررت يبقى عندها اصحاب ، قررت يبقى عندها حياة ، شوية شوية قدرت تعمل لنفسها مجتمع خاص بيها
رجعت من ذكرياتها وابتدت من تانى تفتح شاشة اللاب توب وابتدت تكمل اللى كانت بتعمله ، وبعد ساعة تانية ، دخل راجل وسيم وعلى وشه ابتسامه جذابه ، وراح ناحية حنين وقعد قدامها فورا وهو بيقول : اتأخرت عليكى
حنين بابتسامة : الحقيقة انا ماحسيتش بالوقت خالص ، وبعدين بصت فى ساعتها وقالت بشهقة … يا خبر ابيض ، كل ده يا ماجد ، انت اتأخرت اوى ليه كده
ماجد بمرح : السيستم كان واقع فى البنك ، وبعدين ده على اساس انك حسيتى بغيابى اصلا
حنين : مش براجعلك الكتاب بتاعك ، هو اللى خلانى ما احسس بالوقت
ماجد : وعلى كده خلصتى
حنين : انا فى اخر سكشن .. هانت
ماجد : وانبسطتى هنا ، ايه رأيك فى المكان
حنين : ظريف ، بس ما اعتقدش انى ممكن اجى هنا تانى
ماجد باستغراب : وليه بقى
حنين بحزن : قابلت زيد هنا
ماجد بجمود : حصل حاجة
حنين بخجل : قلت له انى اتعالجت … وخفيت
ماجد بفضول : وليه
حنين : ما اعرفش يا ماجد ، بس كنت عاوزة اعرف رد فعله لو حاجة زى دى حصلت
ماجد : طب هو قال لك ايه لما قلتيله انك اتعالجتى
حنين بسخرية : طلب منى انى ارجع له
ماجد : ووافقتى
حنين بجزم : لا طبعا
ماجد : بس انتى قربتى تخفى فعلا ياحنين ، المسألة دلوقتى مش اكتر من مجرد وقت
حنين : بس لسه يا ماجد … لسه
ماجد : طب لو انتى كنتى خفيتى فعلا .. كنتى هترجعيله
حنين بجزم : اكيد لا
ماجد : كنتى عاوزة توجعيه ، اقصد يعنى ، بترديله القلم
حنين بسخرية : مش لو كان مستوعب انه عمل حاجة اصلا
ماجد : متضايقة عشان شوفتيه ، واللا مبسوطة
حنين : متلخبطة ، حاسة انى مبسوطة انى واجهته بنفسه وباللى عمله ، ومتضايقة فى نفس الوقت انى كدبت
ماجد : اسمعى يا حنين ، سبق وقلتلك ، فنجان الشاى بتاعك انتى اللى بتظبطى درجة حلاوته او مرارته
حنين بابتسامة : الحقيقة من يوم ما عرفتك ، وانت اللى ظابط فنجانى
ماجد : و رغم ذلك مش عاوزة تريحينى
حنين : مش قبل ما اخف تماما ، عمرى ماهقدر ابدا قبل ما اخف ، اعذرنى
ماجد : انتى متخيلة انى ممكن اسيبك او اتخلى عنك ، ثم انتى خلاص قربتى تخفى تماما ، حنين .. انا لو هتخلى عنك ، كان زمانى اتخليت عنك من قبل ما اتعلق بيكى ، لكن انا عارف ظروف مرضك من قبل حتى ما اشوفك ، ومع ئلك ده مامنعنيش انى احبك وافضل جنبك ، ده انا حتى ما قدرتش انزل مصر من غير ما تكونى معايا ، وافقينى .. وتعالى نتجوز هنا قبل مانرجع انجلترا من تانى .. ايه رايك ، واللا انتى لسه ماقدرتيش تحددى مشاعرك من ناحيتى
حنين بامتنان : مش هكذب ابدا لما اقول انك البنى ادم الوحيد اللى دعمنى فى حياتى من غير اى غرض ، و هبقى كدابة لو انكرت انك بقيت بتمثللى جزء مهم جدا من حياتى
ماجد : يعنى هنتجوز
حنين بابتسامة : هنتجوز
ماجد : طب اطلبلك ايه بقى بالمناسبة الحلوة دى
حنين بضحكة مرحة : اكيد فنجان شاى