سكريبت من رحم الخيانه كامل حتي الاخير بقلم ميمي عوالي

 


سكريبت من رحم الخيانه الجزء الاول

بعد منتصف الليل ، و فى اوج برودة الشتاء ، دخل الى شقته الراقية و هو يخفى وجهه بوشاح من الصوف الخالص ، اهدته له زوجته العاشقة فريدة ، و ما ان ولج الى الداخل حتى لمح طيفها و هى تجلس بالشرفة غير عابئة لبرودة الجو ، فتقدم اليها مستعجبا من استيقاظها و جلوسها هكذا فى تلك الساعة المتأخرة من الليل ، و ما ان دلف الى الشرفة حتى قال بنبرة يشوبها القلق : مساء الخير يا فريدة .. ايه اللى مقعدك فى البرد كده

لترفع فريدة عينيها اليه بنظرة ملؤها الالم و عينان مليئة بالدموع ، ليسرع بالجلوس الى جوارها متسائلا بقلق : انتى بتعيطى و اللا ايه ، فى ايه ، حصل لك حاجة انتى و اللا حد من الولاد

فريدة و هى تتجول بين عينيه بالم : كنت فين يا مراد

مراد : كنت فين يعنى ، ما انتى عارفة انى

فريدة مقاطعة اياه : ما تقولليش ان كان عندك شغل ، انت مخلص شغلك و سايب المكتب من الساعة سبعة ، كنت فين يا مراد

مراد بلجلجة : هو تحقيق يا فريدة و اللا ايه ، و بعدين انتى ايش عرفك مشيت من المكتب و اللا ما مشيتش ، ايه بتراقبينى على اخر الزمن

فريدة و الاصرار يبدو جليا فى صوتها : لاخر مرة هسالك و انا بديك الفرصة انك تدافع فيها عن نفسك .. كنت فين يا مراد

مراد بغضب : ادافع عن نفسى من ايه مش فاهم ، و كنت مطرح ماكنت يا فريدة ، انتى مش من حقك تحاسبينى على تصرفاتى

فريدة و هى تنظر اليه بعتاب موجع : لكن من حقى احاسبك على خيانتك ليا

مراد بلجلجة وهو يدير ظهره اليها : خيانة ايه دى اللى بتتكلمى عنها ، هو اما اتأخر لى شوية ابقى خلاص بخونك

لتمد يدها إليه بهاتفها الخلوى و شاشته مضاءة و تقول : و لما واحدة زى دى تبقى قاعدة فى حضنك بالشكل ده ، دى تبقى اسمها ايه

لينظر مراد بذهول الى صورته التى على شاشة هاتفها و هو يحتضن احدى النساء و يجلسها على قدميه و يقرب لشفتيها كأسا يبدو انه يحتوى على احد الخمور يسقيها اياه ، ثم يقول ببعض التردد : مين اللى بعتلك الصورة دى

فريدة و دموعها تغسل وجهها : هو ده كل اللى يهمك ، مين اللى بعتلى الصورة ، و ماهمكش انا احساسى كان ايه لما شفت خيانتك ليا بعينى

مراد : مش صورتى ، دى صورة متفبركة

فريدة بسخرية و هى تقترب منه لتفتح معطفه لتظهر سترة بدلته من تحته و تقول : فعلا .. متفبركة ، لا و كمان اللى فبركها مالقاش غير جسمك بهدومك عشان يحط عليها وشك ، مش كده

الصورة صورتك يا مراد و مافيش داعى ابدا للكدب و الملاوعة

مراد بتبرير : كل راجل منا بيحتاج وقت يفك فيه بعيد عن كل المسئوليات اللى على اكتافه ، ايه يعنى لما انبسطلى شوية ، ايه كفرت ، ثم انتى عارفة انا بحبك اد ايه ، و مهما بيحصل برجع لحضنك كل ليلة ، و عمر حبى ليكى ما قل و لا ضعف ، بالعكس ، حبى ليكى بيزيد أضعاف مضاعفة كل يوم عن اللى قبله ، كل الحكاية انى بجدد طاقتى و حبى ليكى

لتنظر له فريدة بصدمة و ذهول ، فكانت تظن انه سيندم و يقدم الاعتذار تلو الاخر و هو يطمع فى مغفرتها و لكن ان يكون له مبرر فهذا ما لم تتوقعه ابدا ، فقالت : انت بتبرر خيانتك ليا ، بتبرر لى انك رجعت زى ما كنت بعد ما وعدتنى انك هتبقى بنى ادم جديد ، بتبرر لى عدم اخلاصك ليا اللى الله اعلم من امتى

مراد : انا مش ببرر حاجة ، و بعدين انا ماخونتكيش ، انا بس كل الحكاية انى قعدت شوية مع اصحابى شربنا كاسين و خلاص ، اما بقى الصورة دى فاحنا كنا بنهزر مش اكتر يعنى ، بلاش تعمليها حكاية على الفاضى ، احنا حياتنا ماشية بمثالية بيحسدنا عليها كل اللى حوالينا ، بلاش تعكريها باسباب مالهاش اى صحة

فريدة بذهول و غضب فى ذات الوقت : واخد واحدة فى حضنك بتسقيها و بتشرب معاها خمرة و بعد كده تقوللى بتهزروا ، من امتى بتشرب خمرة ، من امتى بتغضب ربنا و انت بتهزر يا مراد ، مش خايف احسن انا كمان اهزر بنفس اسلوبك ، مش خايف لا اقعد على رجل اى راجل و اشرب معاه كاسين و انا بهزر زيك كده

لم تشعر فريدة بيده الا و هى ترتطم بوجنتها و هو يهدر باسمها بغضب ، و لكنها شعرت بدوار شديد من اثر صفعته لها و هى تستدير بعنف لتسقط برأسها مصطدمة بزجاج المائدة ليسقطان سويا على الارض محدثين دويا هائلا زاده سكون الليل ضوضاءا ، ليفيق مراد من صدمته على صراخ صغيريه و هما يشاهدان امهما ارضا دون حراك و الدماء تغطى وجهها و رأسها

ليهرع اليها و هو يرفعها من الارض ليجد ان قطعة من الز جاج قد رشقت بجانب رأسها محدثة قطعا بفروة الرأس ، ليأمر صغيريه بالرجوع الى غرفتهما حتى يذهب لنجدة والدتهما بالمشفى ، و حملها و هرع بها الى الخارج و لم يدرى كيف وصل الى المشفى ، و لكنه وجد نفسه يجلس وحيدا امام غرفة العمليات و يديه و ملابسه تلوثهما دماء زوجته ، و فى وسط تخبطه سمع رنين هاتفه لينظر الى شاشة هاتفه ليجد ان المتصل ما هو الا شريك عمله مأمون ، ليزفر مراد انفاسه و يجيب بخفوت : ايوة يا مأمون

مأمون بلهفة تتضح من نبرات صوته : ايوة يا مراد انت فين ، نادر اتصل بيا و هو مموت نفسه من العياط ، ايه اللى حصل لفريدة ، انت فين

مراد بتيه : انا فى مستسفى …… و فريدة فى اوضة العمليات

مأمون و صوته يعكس هرولته على درجات السلم : انا جايلك حالا ، بس قولى ايه اللى حصل لفريدة

مراد : وقعت براسها على الترابيزة ، و فى حتة ازاز كبيرة دخلت فى رأسها

مأمون بهلع : يا دى المصيبة ، يا دى المصيبة ، اقفل يا مراد .. انا جايلك حالا

مراد بانتباه : مأمون

مأمون و هو يدير سيارته : قول بسرعة عاوز ايه

مراد : اتصرف و شوف حد يروح للولاد يطمنهم و يفضل معاهم

مأمون باستياء : انت لسه فاكر ، مافيش فايدة فى استهتارك ده ، اقفل يا مراد الله لا يسيئك اقفل

ليعيد مراد الهاتف الى جيب بنطاله وهو يتذكر علاقته بمأمون ، مأمون نصار و مراد السعدنى و فريدة مختار ، مثلث الاصدقاء الشهير بالجامعة ، كلية الهندسة ، كانوا قلما يفترقوا ، و نمت قصة حب عنيفة بين مراد و فريدة تكللت بزواجهما فور تخرجهما ، فما المانع ، و عائلاتهم تتمتع بكل مقومات الثراء

و قرر الاصدقاء الثلاثة انشاء مكتب هندسى يضم ثلاثتهم ، مشاركة مادية و عملية ، و استمرت فريدة تشاركهم العمل يدا بيد حتى انجبت نادر و هو اول ابنائها و الذى يبلغ من العمر حاليا سبع سنوات ، و قررت ان تعاونهم من المنزل وقت فراغها لتكون بالقرب من ولدها ، و لكن بعد انجاب نهلة و التى تبلغ الان اربع سنوات ، قررت التفرغ كليا لابنائها ، ليتحمل مراد و مأمون مسئولياتها العملية

لينتبه مراد على صوت خطوات مهرولة ، و عند رفع بصره وجد مأمون يهرول اليه شاحب الوجه يبدو على ملامحه الفزع و ما ان اقترب اليه حتى قال بلهفة واضحة : طمننى ، مافيش جديد

مراد و هو يحرك رأسه بنفى : ماحدش خرج من ساعتها

مأمون برعب جلى : ايه اللى وقعها بالشكل ده ، هى كانت تعبانة و ماقلتليش

مراد بخجل : اتخانقنا سوا

مأمون باستغراب : اتخانقتوا ليه ، و افرض برضة .. ايه اللى وقعها بالشكل ده

مراد بتردد : نرفزتنى فضربتها بالقلم ، ما كنتش اعرف انها هتطوح بالشكل ده ، كل حاجة حصلت فى لحظة ، ما اعرفش ايه حصل

مأمون بصدمة : ضربتها ، ضربت فريدة يا مراد … فريدة

مراد بتوتر : ما كنتش اقصد ، و بعدين قالت لى كلام ماكانش يصح ابدا انه يطلع على لسانها ، ماحسيتش بنفسى

مأمون بشك : اتخانقتوا ليه يامراد

مراد ببعض الغضب : و احد ابن ستين …. بعتلها صورتى و انا سهران عند چايدا

مأمون بفضول : و الصورة دى كان فيها ايه

مراد بخجل : كانت چايدا قاعدة على رجلى و بنشرب سوا

مأمون و هو يحاول السيطرة على غضبه احتراما للمكان المتواجدين فيه : و كنت عاوزها بقى تاخدك بالحضن و تقول لك برافو يا حبيبى مش كده ، ياما حذرتك ، ياما قلتلك بلاش السكة اللى انت ماشى فيها دى

مراد بعند : انا ماعملتش حاجة غلط لكل ده

مأمون : برضة بتقاوح ، مش عاوز تعترف حتى بغلطك ، يا اخى ده انت متجوز واحدة ضافرها برقبة ديشيليون واحدة من الستات الزبالة اللى

من عينة جايدا دى

مراد بمجادلة : انا مش فاهم انا عملت ايه لكل ده ، ايه المشكلة انى اقعد مع اصحابى و نفرفش شوية ، انا ما عملتش حاجة عيب و لا حرام

مأمون بذهول : لا هو انت اللى بتعمله ده حلال ، انت هتعمل لك شرع على مزاجك ، هتحلل لروحك صرمحتك لمجرد انها على مزاجك

مراد ببعض الغضب : مأمون ، الزم حدودك و انت بتكلمنى

مأمون بحزم : خلى حدودى على ما نتطمن على فريدة ، لان هى بس اللى هتحدد حدودى دى يا مراد

مراد بتوجس : تقصد ايه

مأمون بوجوم : هتفهم بعدين ، ادعى بس ربنا انها تقوم بالسلامة

و ما هى الا لحظات حتى طل عليهم احد الاطباء من غرفة العمليات ، ليهرعا اليه متلهفين للاطمئنان على فريدة ليجيبهم الطبيب بعملية : الازازة اللى دخلت راسها ، عملت لها قطع طولى فى فروة الراس و الرقبة من ورا ، و الحمدلله انها ماوصلتش للاوتار و الا كانت هتبقى مشكلة كبيرة كانت ممكن تأثر على حركتها فيما بعد

مأمون : يعنى هى دلوقتى بخير

الطبيب : الحقيقة مش هنقدر نقرر غير بعد الافاقة التامة ، الخبطة كانت جامدة ، و مش هنقدر نقرر غير بعد ما تفوق و تتكلم ، احنا عملنا اشاعات و الحمدلله ما حصلش كسور ، لكن برضة المكان اللى اتصابت مش سهل ، و عشان كده هى هتخرج على الرعاية لحد ما تفوق و نشوف المؤشرات الحيوية بتاعتها … ربنا يطمنكم عليها .. بعد اذنكم

و ما ان ابتعد الطبيب حتى لمحا فريدة و هى على الفراش النقال و الممرضين يذهبون بها الى الرعاية ، و ما ان وقع بصرهم على رأسها الملتف بالضمادات حتى نظر مراد ارضا باسف ، بينما اسرع مأمون اليهم و هو يوصيهم بها خيرا و يطلب منهم الاعتناء بها ، و لم يترك التمريض الا بعد ان نفحهم مبلغا كبيرا من المال حتى يزيدوا من اهتمامهم بها ، ثم وقف يراقبها من خلف الزجاج بألم و هو يدعو لها الله ان ينجيها ثم يفعل الله امرا كان مفعولا ، ليشعر بمراد و هو يقترب منه و هو يذهب ببصره الى فريدة و جسدها موصول بعدة اجهزة و يظهر ورما خفيفا على وجنتها اليسرى من اثر صفعته لها ، و لا زال هناك اثر خيط الدماء الذى انسدل من فمها و تقف امامها احدى الممرضات و هى تحاول تنظيفه ببعض المطهرات لينظر له مأمون بغضب و هو يمنع نفسه من لكمه بوجهه لينتقم لها مما فعله بها ، و لكنه قال له بسخرية : اعمل حسابك ان فريدة لما تفوق ان شاء الله ، و تقوم بالسلامة انى هبقى معاها فى اى قرار تاخده

ليتركه و يذهب من امامه و يتركه و هو يتخبط فى افكاره ، و لكنه قرر ان يعود الى المنزل هو الاخر ليطمئن على صغاره و يقوم بتغيير ملابسه

و لكنه عندما وصل الى منزله لم يجد الصغار ، و تذكر قول مأمون له فى الهاتف … انت لسه فاكر ، ليعلم ان مأمون قد تدبر امرهم ، فعاود الاتصال به ، و لكن مأمون لم يجبه هذه المرة و لم يجبه لمرات عدة بعدها ، و كان يعلم بداخله ان الغضب قد اخذ من مأمون مأخذا عاليا لما حدث لفريدة ، فهو من سنوات عدة و هو يعلم ان مأمون يكن لفريدة مشاعر خاصة رغم عدم بوحه بها فى اى وقت او باى شكل ، لكن مراد دائما ما كان يفخر بينه و بين نفسه انه قد فاز بحب فريدة دونا عن الجميع حتى صديقهم المقرب مأمون و الذى قد حرم على نفسه النساء دون اعلان من بعد ان تزوجت فريدة

ففريدة كانت حلما لكثير من الشباب و على رأسهم مأمون الذى كان يوليها اهتماما خاصا دون غيرها ، الا ان فريدة لم يتعلق قلبها الا بمراد و الذى كان معروف دوما بعشقه للنساء ، و لكنه ما ان تعلق قلبه بفريدة حتى ابتعد تماما عن كل ما قد كان و وعدها بان يظل مخلصا لها دائما ، وادعى أنه لم يشعر يوما بحب رفيقه لفريدة ، وبرر ذلك لنفسه بأنه لا يود خسارة صديق كمأمون ، و ابتعد عن كل الإناث كما عاهد فريدة

و قد التزم بعهده لها حتى عامين فقط ، فبعد ان تعرف على چايدا ، و هى عميلة مميزة لديهم بمكتب الانشاءات الهندسية ، فقد اسندت لشركتهم منذ عامين فقط انشاء منشأة سياحية على احد الشواطئ ، و من وقتها و نشأت علاقة قوية بينهما بعيدا عن العمل ، فكانت دائما تدعوه لحفلاتها الصاخبة بمنزلها او بعيدا حتى صار فردا اساسيا فى سهراتها ، و لم تخلو علاقتهما من شرب الخمور و ما يعقبه من تلامس غير لائق ، و لكنه كان دائما يرضى ضميره بأنه ما دام لم يقع فى المحظور فهو لم يفعل شيئا خاطئا

ليتذكر غضبه عندما قام بصفع فريده عندما قالت له .. مش خايف لا انا كمان اهزر بنفس اسلوبك ، مش خايف لا اقعد على رجل اى راجل و اشرب معاه كاسين و انا بهزر ، فوقتها لم يكن يسمعها بأذنيه فقط بل كان يتخيلها و هى تفعل ذلك و هو يعلم ما يلى ذلك من قبلات و احضان ، ليقول مراد من تحت انفاسه بغضب : نفسى اعرف مين الكلب اللى بعتلها الصورة دى ليتذكر هاتفها على الفور ، ليذهب باحثا عنه ليجده ملقى بجانب قطع الزجاج المتناثرة على الارض ، و عندما قام بتشغيله ، ادخل الرمز السرى للهاتف و الذى لم يكن سوى اسمه و عندما وجد رقم الهاتف الذى بعث لها الصورة ، قام على الفور بنسخه الى هاتفه ليتفاجئ بان الرقم ماهو الا رقم چايدا نفسها ، ليتملكه الذهول ، فلما تفعل چايدا ذلك و لما تسعى للتفرقه بينه و بين زوجته و هى تعلم جيدا انه رغم نزواته الكثيرة الا انه دائما يصرح بحبه لزوجته و بان زوجته تبادله حبا بحب و تثق به و بحبه لها

ليتجه مراد الى غرفة نومهما ليخلع عنه ملابسه الملطخة بدماء فريدة و يذهب للاغتسال ، ثم يخرج و يرتدى ملابس نظيفة ، ليقرر العودة الى المشفى مرة اخرى ، و ظل طوال الطريق يحاول ان يجد سببا لما فعلته چايدا

و عندما وصل الى المشفى مرة اخرى ، و ما ان دلف الى الداخل حتى وجد مأمون يقف امام الزجاج بصحبة سالم شقيق فريدة و هما يراقبان فريدة من خلف الزجاج ، فزفر بحنق ، فهو لم يكن يريد ان يعلم احد بما حدث قبل ان تفيق فريدة ومنحه عفوا عما حدث ، و لكن ما ان لمحه سالم ، حتى هرع اليه بقلق قائلا : كنت فين يا مراد قلقتنى عليك ، و ليه ما بتردش على تليفومك

مراد باستغراب و هو يتحسس ملابسه : تليفونى … الظاهر انى نسيته فى البيت و انا بغير هدومى

سالم باهتمام : طب تعالى استريح ، انت وشك اصفر اوى ، اقعد بالراحة كده و احكيلى ايه اللى حصل

لينتبه مراد ان مأمون لم يخبره شيئا مما قصه عليه فنظر له بامتنان ، ثم نظر لسالم بالم و قال باختصار : وقعت على ترابيزة الانترية ، الازاز اتكسر و فى حتة ازاز دخلت فى راسها

سالم باستياء : الولاد مفزوعين من ساعة ما اخدتهم ، مش قادرين ينسوا شكلها ، بس الدكتور بيقول انها ممكن تدخل فى غيبوبة ، ربنا يسترها

مأمون و مراد فى آن و أحد : يارب

ليمضى ثلاثة أيام على ذلك الحادث ، ترقد فريدة بالعناية ، و يجلس مراد و مأمون بالخارج ، قلما يتحادثان للضرورة أو فى وجود شخص آخر ، و فى صبيحة اليوم الرابع ، و صادف وجود سالم معهم فهو الشقيق الوحيد لفريدة ، و الذى يتولى رعايتها من بعد والديهما رحمهما الله ، ليشعر الجميع بحركة غير طبيعية من فريق التمريض ، ثم وجدوا إحدى الممرضات تسرع باستدعاء الطبيب الذى أتى بعد دقائق قليلة ، ليدلف إلى غرفة فريدة و يقوم بقياس مؤشراتها ليخرج بعد عشر دقائق قائلا : مدام فريدة فاقت من الغيبوبة ، و اللى الحمدلله كانت أقصر غيبوبة مرت عليا ، لكن الحقيقة بالكشف عليها اكتشفت أنها الحمدلله حركتها تمام و مؤشراتها كلها تمام .. لكن

سالم بقلق : لكن ايه يا دكتور طمننا من فضلك

الطبيب بحذر : الحقيقة مدام فريدة فقدت الذاكرة

ليستند سالم بيده على الحائط ، و ينظر مأمون بتيه إلى حجرة فريدة واضعا يده على فمه ، بينما يقف مراد دون حراك أو اى رد فعل ، ليكمل الطبيب حديثه قائلا : احنا هنحتاج نستعين بدكتور نفسى على الفور عشان يقدر يقول لكم كيفية التصرف معاها هتبقى ازاى ، و انا استدعيته بالفعل و هيوصل حالا

سالم : يعنى هى حاليا ناسية كل حاجة ، و اللا ناسية فترة معينة و اللا ايه بالظبط

الطبيب : الحقيقة هى ناسية كمان اسمها ، و طبعا ده مخليها فى حالة خوف و قلق مسيطرين عليها

مراد : طب انا ممكن أدخل لها

الطبيب و هو يشير من على بعد لأحد الأشخاص : ده دكتور منير ، الدكتور النفسى اللى استدعيته ، هشرح له الموقف و هو اللى هيحدد التعامل معاها هيبقى ازاى

ليقرر منير الدلوف الى فريدة اولا ثم يحدد الخطوات التالية للجميع فيما بعد و بعد أن دلف منير الى فريدة ، اقترب من فراشها بابتسامة عريضة و قال : حمدالله على السلامة

فريدة بخفوت : الله يسلمك

منير : انا الدكتور منير اللى بتابع معاكى أن شاء الله ، ها بقى ، انتى اسمك ايه عشان نتعرف على بعض كويس

فريدة بقلق : ما اعرفش ، مش فاكرة

منير : ما تعرفيش ، و اللا مش فاكرة

فريدة : مش فاكرة

منير : معلش مش مشكلة ، احنا ممكن نفتكر مع بعض

ثم أشار منير الى لفافة رأسها و قال : إنما انتى اتعورتى ازاى

لتضع فريدة يدها على رأسها و هى تتحسس الأربطة ثم قالت : مش فاكرة

منير : طب يعنى انتى مش فاكرة اى حاجة خالص

فريدة بدموع : مش فاكرة .. مش فاكرة

منير : انا عاوزك تهدى و ما تتوتريش

فريدة : اهدى ازاى و انا مش عارفة انا فين و لا ايه و لا حتى عارفة انا مين

منير : انتى يا ستى اسمك فريدة

فريدة : فريدة .. هو انت تعرفنى

منير : لا ، لكن اهلك عارفينك

فريدة بلهفة : أهلى … هم فين و مين ، هو انا لو شفتهم هفتكرهم

منير : على حسب ، كل اللى اقدر اقوله لك دلوقتى ، انك وقعتى واقعة جامدة هى اللى خلتك فقدتى الذاكرة ، لكن احنا كلنا هنساعدك عشان الذاكرة ترجعلك من تانى باسرع ما يمكن ، فهل انتى مستعدة حاليا انك تشوفى اهلك

فريدة : أيوة ، عاوزة اشوفهم

منير : ماشى ، هو فى برة تلاتة انا هدخلهملك مع بعض ، و نشوف تأثيرهم عليكى هيبقى ايه ، بس بعد ما تتنقلى الاوضة بتاعتك ، اتفقنا

لتومئ فريدة برأسها إيجابا ليتركها منير و يذهب إلى الجميع بالخارج و يحدثهم عما يجب عليهم فعله

و فى غرفة فريدة تسمع دقا على الباب ، فتسمح للطارق بالدخول ، لتجد امامها منير بابتسامته العريضة و هو يقول : ها .. جاهزة

فريدة بخفوت : جاهزة

ليقوم منير باستدعاء ثلاثتهم للداخل و عندما رأتهم فريدة نظرت لهم بتيه و هى تتشبث بشرشف الفراش فيقول لها منير : التلاتة دول ، المفروض انهم أقرب تلاتة ليكى ، واحد منهم اخوكى و التانى جوزك و التالت على ما فهمت أنه صديق عزيز جدا ليكى

لتدير فريدة أعينها بين الثلاث رجال فى صمت و دون أى رد فعل ، ليقول منير : ايه مش حاسة باى حاجة ناحية اى حد فيهم ، لتحرك فريدة رأسها بنفى ، ليتقدم منها سالم قائلا : فريدة يا حبيبتى ، انا سالم اخوكى

لتبتسم له فريدة ابتسامة مهزوزة ، فيدس سالم يده بجيب معطفه ليخرج حافظة نقوده لفتحها و يخرج منها صورة فوتوجراف و يمد بها يده لفريدة قائلا : بصى ، دى صورتنا سوا و احنا فى الجونة السنة اللى فاتت

لتنظر فريدة إلى الصورة و تقول : هى دى انا .. انا شكلى كده

ليخرج سالم هاتفه فى محاولة منه لاطلاعها على المزيد من الصور و لكن منير يشير إليه ليمنعه ، لترفع فريدة عينيها إلى مراد و مأمون و هى تتنقل بعينيها بينهما لتشعر أن هناك شيئا مريبا فى نظرات مراد إليها فتعود بنظراتها الى سالم و تقول : مش هتعرفنى على الباقى

ليتنحنح مراد و يتقدم منها مقبلا مفرق رأسها قائلا : انا ابقى مراد .. جوزك يا فريدة

فريدة بدهشة : جوزى

مراد : أيوة ، جوزك و ابو ولادك

فريدة : ولادى .. انا عندى ولاد

مراد : نادر و نهلة ، نادر عنده سبع سنين و نهلة عندها أربعة

فريدة : و هم فين

سالم : عندى يا حبيبتى ما تخافيش ، اول ما تحسى انك تقدرى تشوفيهم هجيبهملك على طول

لتعود فريدة ببصرها إلى مأمون الذى كان ينظر إليها بحب و حنان بالغ ، و قالت : و انت تبقى صديقى

مأمون بابتسامة : أيوة ، انا مأمون ، و احنا اصحاب من أيام الجامعة و شركا كمان فى الشغل

فريدة : هو انا بشتغل

مأمون : فضلتى تشتغلى معانا لحد ما ولدتى نهلة ، فقررتى انك تتفرغى لاولادك

فريدة باستفسار : انتو مين

مأمون بعدم فهم : تقصدى ايه

فريدة : بتقول كنت بشتغل معاكم ، معاكم اللى هو مين

مأمون : انا و مراد .. جوزك

لتلفت فريدة باتجاه مراد لتنظر إليه دون أى تعبير على وجهها ، ثم تلتفت لسالم بابتسامة و تقول : ممكن تجيبلى الولاد

منير : احنا ممكن نأجل مقابلتك بالولاد دلوقتى

لتنظر له فريدة قائلة : معلش ، انا عاوزة اشوفهم ، محتاجة اتكلم معاهم ، ما ينفعش يبقى عندى اولاد فى السن ده و ابعد عنهم

منير بتسليم : زى ما تحبى ، انا مش هضغط عليكى ، بس عاوزين نظبط مع بعض نظام الجلسات بتاعتنا ، ليدير بصره بين الثلاث رجال و يقول ، فبعد اذنكم كفاية عليها كده النهاردة و سيبوها تستريح

ليقترب منها سالم ضامما إياها و يو دعها على امل اللقاء باليوم التالى مصطحبا معه أبنائها كما طلبت منه ، ثم اقترب منها مراد فى محاولة منه لضمها كما فعل سالم و لكنه شعر بأنها تنكمش على نفسها غير مرحبة بتلك الخطوة ، فيكتفى بتقبيل مفرق رأسها بشئ من الخجل ، أما مأمون فابتسم لها قائلا : هشوفك بكرة أن شاء الله

فريدة متسائلة و هى تنظر إليه بابتسامة واسعة : احنا كنا اصحاب اوى

مأمون و لمحة حزن تطل من عينيه : اكتر مما تتصورى

فريدة و هى محتفظة بابتسامتها : يبقى لازم نقعد مع بعض كتير اوى ، لانك اكيد هتبقى اكتر حد تعرف عنى ، هحتاج لك تحكيلى عن نفسى كتير

ليومئ لها مأمون برأسه و هو يحاول رسم ابتسامة على شفتيه و يتجه إلى خارج الغرفة بصحبة مراد و سالم ، الا ان فريدة تعيد النداء على سالم مرة أخرى و عندما عاد لها قالت له : ممكن تجيبلى هدوم ، انا متضايقة من لبس المستشفى ده

سالم : حاضر ، هخلى مراد …

فريدة بحزم : لا … انتى هاتلى ، مش عاوزة حد تانى

سالم باستغراب : ده جوزك يا حبيبتى ، ابو ولادك

فريدة بجمود : مش حساه ، هاتلى انت ، انا حاساك انت .. ممكن

سالم بقلة حيلة : حاضر ، زى ما تحبى ، بكرة أن شاء الله و انا جايلك هجيبلك معايا كل اللى تحتاجيه

فريدة : و الولاد ، اوعى ماتجيبهومش ، عاوزاهم يتطمنوا عليا

سالم باستغراب : حاضر ، لو ده هيريحك ، هجيبهملك

فريدة بابتسامة : شكرا

ليلحق سالم بمأمون و مراد الذى كان يقف فى جمود تام ، و كان شاردا بعيدا تماما عنهم ، فيقول سالم : ايه يا مراد انت روحت فين

مراد بانتباه : انا معاكم اهوه

سالم : اوعى تكون زعلان من فريدة عشان ما عرفتكش ، ليس على المريض حرج يا مراد و اللا ايه

مراد بلجلجة : ااه ااه طبعا ، انا عارف انه غصب عنها ، هو بس كل الحكاية انى متضايق عشانها ، و مش عارف الولاد هيتقبلوا ده ازاى

سالم : ما تقلقش ، انا هقعد مع الولاد و اشرحلهم بالراحة ، عشان ما يتفجأووش و ما يزعلوش

ليتجه بعد ذلك كل منهم الى سيارته ، و يتخذ طريقا غير الاخر ، فاتجه سالم الى منزله حيث زوجته حسناء و ولده احمد البالغ من العمر عشر سنوات ، و ابناء شقيقته الذى اصطحبهم بعد حادث والدتهم فور ان ابلغه مأمون بما حدث و بأنهم بالمنزل بمفردهم يرتعدون خوفا مما حدث ، و ما ان دلف الى المنزل حتى قابلته زوجته بلهفة قائلة : ها يا سالم طمننى ايه الاخبار ، قلتلى فى التليفون ان الدكتور هيدخلكم عندها يمكن تعرفكم ، ما افتكرتكمش برضة

سالم باسى : ابدا ، حتى لما دخلنا لها ، الدكتور اللى عرفها بينا

حسناء : طب هى متقبلة الوضع و اللا زعلانة و اللا ايه

سالم : مش عارف يا حسناء ، فى الاول حستها كاشة و خايفة ، لكن بعد كده ، حسيتها كاشة من مراد اكتر حد

حسناء : يا عينى يا مراد ، ده تلاقيه هيتجنن

سالم : هو فعلا حزين اوى ، الله يكون فى عونه

حسناء : طب و الولاد

سالم : طلبت تشوفهم ، هاخدهم لها بكرة ان شاء الله

حسناء : بس كده غلط على نفسيتهم

سالم بتنهيدة عميقة : هحاول افهمهم انها تعبانة قبل ما يقابلوها ، ما هو احنا برضة ما نعرفش هترجع لحالتها امتى ، و ما نقدرش نبعدهم عن بعض اكتر من كده ، خصوصا نهلة ، ما انتى عارفة انهم روحهم فى بعض

حسناء بتسليم : عندك حق ، دى البنت ما بتبطلش عياط طول اليوم ، و مهما احاول الهيها او الاعبها مافيش فايدة ، و نادر كمان على طول ساكت يا حبيبى و ما بيتكلمش ، و لما احمد حاول يتكلم معاه سمعته بيقول له انه مش عارف ينسى شكل مامته و الدم مغرق الارض

سالم : الله يكون فى عونهم ، ربنا يلطف بيهم و لما يشوفوها بكرة يقدروا يعدوا اللى حصل ده و يشيلوه من ذاكرتهم

حسناء : يارب

اما مأمون فقد ذهب بسيارته بعيدا حتى وصل الى ساحة الاهرامات ، فكان المكان المميز لفريدة دائما ، فكثيرا ما كانت تلجأ اليه ليلا بصحبة مأمون و مراد و فى بعض الاحيان كان ينضم اليهم سالم و زوجته ليقضوا وقتا ممتعا فى ليالى الصيف المقمرة ، ليقضوا وقتا جميلا مليئا بالمرح ، فجلس على مقدمة سيارته يستعيد بعضا من ذكرياتهما سويا قبل ان ترتبط بمراد ، فقد احبت مراد ، و لكنها لم تنس يوما صداقتها بمأمون ، فكانت كثيرا ما تشاركه افكارها و همومها ، و تذكر اخر مكالمة تليفونية حدثت بينهما حينما هاتفته ليلة الحادث

فلاش باك

فريدة بهدوء مريب : ازيك يا مأمون اخبارك ايه

مأمون : بخير الحمدلله ، انتى عاملة ايه و الولاد ، وحشونى العفاريت

فريدة : انت كمان وحشتهم ، ماتيجى مع مراد تسهر معانا

مأمون : هشوف يوم كده ، و اظبط حالى و اقول لك

فريدة : و هو انت فين كده … ايه الهدوء القاتل اللى حواليك ده

مأمون ضاحكا : و ده برضة سؤال ، ما انتى عارفة ، ما بصدق الساعة تيجى سبعة ، و نقفل المكتب و اخرج ، و تلاقينى طيران على البيت

فريدة : يعنى هو انتو بتقفلوا سبعة سبعة يعنى ، مافيش يوم تسهروا كده و لا زحمة شغل كده

مأمون : ما انتى عارفة ، من ساعة ما زودنا عدد المهندسين من سنتين ، و الحمدلله الدنيا اتظبطت و كله تمام ، و انا المستفيد الاكبر ، رجعت لمكتبتى و كتبى اللى كنت اتحرمت منهم

فريدة بشرود : انت فعلا انسان جميل يا مأمون

مأمون بمرح : انتى بتعاكسينى و اللا ايه ، شكلك مراد قدامك و بتغيظيه

فريدة بتهكم : لا مش قدامى ، معلش يا مأمون هسيبك عشان اشوف الولاد

باك

عندما تذكر مأمون تلك المكالمة ، علم على الفور انها ما كانت الا كمينا من فريدة لمراد كى تعلم مواعيد مغادرته العمل ، ليشعر بتأنيب الضمير ، فهو بغير قصد اكد لها خيانة زوجها مرارا و تكرارا و تسبب بشكل غير مباشر فى ألمها

اما مراد ، فقد ذهب رأسا الى چايدا و التى كانت كلما هاتفته اغلق هاتفه ، و بمجرد وصوله وجدها تقيم حفلا صاخبا بمنزلها كعادتها التى قلما تنقطع عنها ، و ما ان لمحته چايدا حتى ذهبت اليه على الفور و هى ترحب به قائلة : مرااااد ، اخيرا ظهرت ، انت فين يا ابنى ، عمالة بكلمك من اخر مرة كنا فيها سوا و انت لا حس و لا خبر

مراد كان يستمع اليها بجمود حتى انتهت من حديثها و ما ان حل الصمت عليهم ، حتى سحبها من يدها بهدوء الى احدى الغرف و اغلق الباب خلفهم لتستدير چايدا اليه بابتسامة لعوب قائلة : ايه ، جايبنى لحد هنا لوحدنا ليه ، عشان تسلم عليا و احنا لوحدنا ، هو انا وحشتك للدرجة دى

مراد بهدوء : ليه

چايدا : ليه ايه يا حبيبى ، مش فاهمة

مراد : لا فاهمة كويس انا بتكلم على ايه يا چايدا ، و بسألك بهدوء ، ليه يا چايدا ، ده انا كنت فاكر اننا اصحاب

چايدا و هى توليه ظهرها : الصحاب مابيعملوش كده مع بعض يا مراد

مراد باستغراب : و هو انا عملت لك او عملت معاكى ايه

چايدا و هى تلتفت اليه : علقتنى بيك يا مراد ، خليتنى احبك

مراد : بس انتى عارفة انى بحب مراتى ، و فهمتك ده اكتر من مرة

چايدا بغضب : و هو اللى بيحب مراته يخونها كل يوم

مراد بحدة : انا ما خونتهاش

چايدا بذهول و غضب : و سهرك معايا كل ليلة ده ايه ، و شربك و رقصك معايا يبقى ايه ، و الاحضان و البوس كل ليلة ده ايه ، هو احنا عشان ماوصلناش لابعد من كده تبقى ماخنتهاش ، لا .. فوق ، انت كل ليلة كنت فى حضنى ، حتى لو مافيش حفلات ، كنا بنسهر سوا لوحدنا .. هنا .. فى بيتى ، و بتقعدنى فى حضنك لوش الفجر ، هى دى ما تبقاش خيانة

مراد بغضب : انا كنت بعتبر اننا اصحاب

چايدا : اصحاب ، ليه ، انت عاوز تفهمنى ان مراتك بتعمل اللى احنا بنعمله ده مع مأمون

مراد بحدة : اخرسى ، اياكى تجيبى سيرة مراتى على لسانك ، مراتى ست محترمة عمرها ما تعمل حاجة زى دى

چايدا بصدمة : تقصد انى مش محترمة

مراد و ما زال الغضب يعتمل بصدره : احسبيها زى ما تحسبيها

چايدا : يبقى انت كمان مش محترم

لينظر لها مراد بحدة و شر و لكن چايدا تومئ برأسها تأكيدا على ما قالت و تكمل حديثها قائلة .. ايوة .. انت كمان مش محترم يا مراد ، انت بنفسك قلتهالى قبل كده .. فاكر

مراد بحدة : هو ايه ده اللى قلتهولك

چايدا بثقة : قلتلى ان اى حاجة بيعملها اتنين ، الاتنين بيتقاسموا نفس المصير ، فلو انت شايف ان اللى بيحصل بينا ده يخلينى مش محترمة فبرضة يخليك انت كمان مش محترم يا مراد

انت فاكر لما تكون سنتين بحالهم كل يوم بتعلقنى بيك كل يوم اكتر من التانى ، لحد ما حبيتك ، و لما تيجى تقول لى انك بتحب مراتك و انت برضة فى حضنى كل يوم ، فالمفروض انى اعمل ايه .. ها ، و لا كنت بترسم ان علاقتنا توصل لحد فين ، او احتمال كنت عاوز يبقى لك حياة فى النور و حياة تانية فى الضل .. انا مش فاهماك

مراد : و لا انا فاهمك ، و هو انتى فاكرة انك لما تخربى بيتى ، علاقتى بيكى هتتغير ، او انى هبطل احب فريدة

چايدا بثورة : ما تقولش انك بتحبها ، اللى بيحب ما يعملش الى انت كنت بتعمله ، انا ما عملتش غير انى حطيتك قدام نفسك ، انت ما بتحبهاش يا مراد مابتحبهاش

مراد بغضب : و مش بحبك

چايدا بخفوت : تبقى ما بتحبش حد

مراد : تبقى برضة ما استفدتيش حاجة

چايدا بتحدى : يمكن تكون شايف انى مش محترمة او سهلة ، لكن فيا طبع عمره ما اتغير ، حتى لو ماليش فيه ، الا انى مابحبش اعرف ان فى حد مخدوع و اسيبه على عماه ، فلو كان استفادتى الوحيدة ان مراتك عرفتك على حقيقتك ، فده بالنسبة لى فايدة عظيمة يا مراد

ليتركها مراد غاضبا و هو يلعن غبائه الف مرة على علاقته به و اعتقاده الخاطئ بان الامر لن يصل لفريدة

اما فى اليوم التالى ، فكانت فريدة تجلس بفراشها ، و يجلس امامها منير و الذى قال لها : انا مش عاوزك تشدى اعصابك ، و لازم تعرفى ان اللى حصل لك ده بسبب الوقعة اللى وقعتيها ، و انك فى اى لحظة ممكن الذاكرة ترجع لك فجأة ، او بالتدريج ، و ممكن و انتى قاعدة تشوفى لمحات سريعة فى لحظات لاحداث معينة ممكن ماتفهميهاش ، او اشخاص تعرفيهم او ما تعرفيهومش بيقولوا حاجة أو بيعملوا حاجة برضة مش مفهومة بالنسبة لك ، لكن اللى عاوزه منك .. انك كل ما يحصل معاكى حاجة زى دى تكتبى فورا اللى شفتيه او افتكرتيه ، و ممكن يحصل لك دوخة او صداع مصاحب للحظات دى ، و تكلمينى فورا بعدها تحكيلى على اللى حصل ده

مش عاوزك تجهدى مخك فى انك تفتكرى حاجة ، لانك لو عملتى كده ممكن تبقى النتيجة عكسية ، و كمان لازم نحمد ربنا انك حواليكى اهلك اللى عارفينك و عارفين ماضيكى كله ، فى حالات تانية كتير بتفوق تلاقى روحها لوحدها و ما حدش يعرفها و لا هم بيبقوا عارفين حد

ليسمعوا طرقا على الباب ، ليدخل سالم بصحبة نادر و نهلة ليتركهم منير و يذهب مغلقا الباب من ورائه ، لتنظر فريدة لابنائها بابتسامة جميلة فتندفع نهلة الى احضانها و هى تبكى بشدة ، فتربت فريدة على ظهرها بحنان و تقول : مالك يا قلبى بتعيطى ليه كده

نهلة بطفولة محببة : فكرتك روحتى عند ربنا

فريدة و هى تمسح دموع طفلتها : لا يا حبيبتى ما تخافيش ، انا كويسة اهو ، دى تعويرة بس صغيرة اوى

لتشعر بكف نادر و هو بتحسس رباط رأسها بحذر شديد قائلا بلهفة : يعنى راسك خفت يا ماما ، دى خرت دم كتير اوى و بهدلت الدنيا

فريدة بفضول : حبيبى انت شوفتنى

نادر : ااه ، صحينا انا و نهلة على صوت الترابيزة و هى بتتكسر و شفناكى و انتى متعورة ، و بابا شالك و خرج جرى

لتضمهم فريدة الى صدرها قائلة بشرود : ما تخافوش يا حبايبى ، انا كويسة

سالم : حسناء مراتى كانت عاوزة تيجى معايا ، بس انا قلت لها تستنى شوية على ما نشوف الدكتور هيقول ايه

فريدة بعدم تركيز : مافيش داعى ، بلاش تتعب نفسها

سالم : انتى وحسناء بتحبوا بعض جدا يا فريدة ، و بينكم عشرة طويلة

فريدة : ايوة ، من ايام الجامعة

سالم بذهول : فريدة … انتى افتكرتى

فريدة باضطراب : ششششششش بس يا سالم

سالم باستغراب : فى ايه .. مالك

فريدة : عاوزاك تعدى عليا بالليل .. لوحدك و انا هفهمك كل حاجة

سالم بفضول : انتى مخبية ايه يا فريدة

فريدة : اعمل اللى قلتلك عليه من فضلك يا سالم و خلى الحكاية دى بينى و بينك و انت هتفهم كل حاجة لما تجيلى بالليل

سالم : انتى مش عاوزة حد يعرف انك …

فريدة مقاطعة اياه : ايوة يا سالم ، و ما تسألش كتير عشان مش هقدر اتكلم دلوقتى ، ممكن

سالم بامتعاض و قلة حيلة : ماشى يا فريدة ، بس لو اللى هتقوليهولى ما عجبنيش ، فاعتبرينى out of your game

فريدة : اتفقنا


تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×