رواية فرهدة الفصل الثاني والاخير 2 بقلم سيد داوود المطعني


 

رواية فرهدة الفصل الثاني

اعترفت لي أنها بتحبني لاول مرة، وعايزة مني أنا كمان أعترف لها إني بحبها، ومنتظرة مني إجابة اه أو لا في نفس اللحظة..
وانا لأسباب كتير يستحيل أقول لها بحبك، السبب الأول زي ما قلت لك أن كلمة بحبك عقد، وانا مش مستعد أربط نفسي بكلمة.
والسبب التاني أن نورا دي بالذات طلعت عيني فترة طويلة من بعد ما اتعرفنا على بعض، لدرجة اني كنت بحبها من طرف واحد، وبغير عليها، وهي بمنتهى القسوة كانت مش بتراعي مشاعري دي، لدرجة إني حسيت بامتهان كرامتي..
النهاردة نورا بتعترف لي صراحة انها بتحبني، وعايزاني أرجع أحبها زي ما كنت بحيها..
بس لااااااااااا... مفيش حب
قلت لها بصراحة..
أنا كنت بعشقك يا نورا، وانتي كنتي عارفة من جواكي وحاسة، ومع ذلك كنتي ميهدلة كرامتي، وطلبتي مني صراحة إني أبطل أخنقك وأزاحمك في مساحتك الخاصة، وأجبرتيني أقتل حبك جوايا علشان أعرف أحتفظ بصداقتك..
ردت عليا بصراحة نفس صراحتي وقالت:
وانا بحبك، ومش هتنازل عن حبك، ومش هزهق من برودك لحد ما تعترف لي في يوم انك بتحبني..
وهنا تبادلنا أرقام التليفونات، وبقينا أصدقاء لأول مرة ع الفيسبوك، وبقت تتابعني..
بس يا سيدي..
من يومها اتفاجئت اني بحب روحها جدا، وبقيت مدمن وجودها، وعاشق حضورها، وهايم في طلتها، ومغرم بصوتها، وقررت بيني وبين نفسي اني يستحيل أتجوز حد غيرها..
وانا بكلمها كنت أوصفها بأوصاف كتير كانت تطير بيها في السما، أوصاف صادقة وخارجة من جوايا لاني بجد بجد بحبها..
وفجأة..
قالت لي يا بيبي انا لاحظت انك أوڤر في الهزار مع البنات زميلاتك في الشغل، وكل كومنتاتهم عندك سخيفة..
استغربت كلامها لاني مش شايف في تعليقاتهم عندي أي سخف، دول أربع بنات بيدخلوا يهزروا مع بعض في ردود الكومنتات على أي بوست عندي، ويكتبوا بكرة هنعمل كذا، أو هنحدد كذا، ويهددوا بعد بالهزار..
قلت لها:
إن ده هزار عادي، وانا مش بهزر معاهم، ثم إن هزارهم وكلامهم ده نفس اللي بيحصل بالظبط وسط الزملاء في الأرشيف، يعني مش بنتصنع حاجة..
صرخت في وشي وقالت انت لازم تقطع علاقتك بيهم دلوقتي، وتختار بيني وبينهم .
ودي كانت أول فرهدة يا أستاذ سيد..
أنا لسة معترفتلهاش إني بحبها، وهي عايزاني أقاطع زميلاتي في الشغل، و ده اللي خلاني أقول لها صراحة أن دول زميلاتي من قبل ما نتعرف على بعض أصلا، ومستحيل أقاطعهم كده في غمضة عين وبدون سبب..
قالت لي بس أنا بحبك وانت المفروض تراعي مشاعري..
رديت عليها إن مشاعرك فوق دماغي، بس مشاعرهم بردو محل احترام وتقدير كمان..
وهنا صممت تسمع مني اعتراف صريح إن كنت بحبها أو لا ... علشان لو بحبها تفرض شروطها، ولو مش بحبها تقاطعني للأبد..
انت متخيل..
إما أعترف بالحب، أو أخسرها، حاصرتني حصار شديد، والاختيارين أصعب من بعض، وأخدت وقت أفكر..
وبمنتهى القسوة..
قالت لي انت بتفكر؟ لسة هتفكر؟ للدرجادي مش عارف ان كنت بتحبني ولا لا، هو أنا رخيصة كده، ورخصت نفسي للدرجادي لما اعترفت لك بحبي ليك، اللي انت خدت فترة طويلة مش قادر تعترف لي بيه..
وبدأت تجلد في ذاتها بكلام يقطع القلب، وتقول انها جابت لنفسها الاهانة والمذلة وكسر الخاطر لما اعترفت لي..
لا أخفيك سرا يا عزيزي..
أنا مش بستحمل كسر خاطرها ده ثانية واحدة، وفضلت اتصل بيها مرات كتيرة لحد ما تنازلت وردت عليا، وهنا قلت لها:
_ بحبك يا غبية، يا متخلفة، يا زفتة
كلمة بحبك طالعة مني بكمية شتايم رومانسية غير عادية، اعتراف بالحب مسحوب غصب عني، لكنه اعتراف حقيقي لاني فعلا بحبها..
ومن هنا يا سيدي الفاضل..
بدأت أغير حاجات كتير جوايا، أقلل من علاقاتي بزميلاتي احتراما لمشاعر نورا، وبدأت أدوى على شغل إضافي أزود بيه دخلي علشان لما تيجي الفرصة المناسبة أكون جاهز .
لكن الفرهدة زادت شوية..
نورا بتقترح عليا أشوف شقة إيجار قديم علشان أجهز عش الزوجية، وانا يستحيل أدور على شقة واسيب أمي لوحدها مهما حصل، وزعقت لنورا وقلت لها:
_ أنا كنت رافض الدخول في علاقة حب علشان مفيش واحدة تضغطني وتيجي تلخبط لي حساباتي وخططي المستقبلية..
قالت:
_ متزعلش يا بيبي أنا بقول مفيهاش حاجة بس يعني وكده
المهم يا صديقي..
كل يوم ننام متخانقين ونصحى نتصالح، ومعظم الوقت أنا اللي بعتذر لها، لاني بنفعل على تصرفاتها كتير، رغم إنها حاولت تغير من نفسها تغيير كلي، سواء في علاقاتها وكمان في استايل لبسها..
وذات مرة..
عرفت أن في بنوتة من زميلاتي بتستهل كلمة حبيبي هي وبتكلمني، يعني مثلا لو طلبت منها طلب تقول لي من عينيا يا حبيبي، ولو بتحاول توضح لي وجهة نظرها في ملف شغالة عليه تقول لي يا حبيبي افهمني أو يا حبيبي مش قصدي، وكان الكلمة دي لبان بمضغه بين أسنانها.
جات تنفعل عليا وتقول لي البنت دي لازم تبطل تعمل كذا، ولازم تبطل تقول كذا، وانت طبعا بتحب كلامها وبيعجبك علشان كده مش بتوقفها عند حدها، وينتهي اليوم بخناقة وحرق أعصاب من بتوع كل يوم..
واخر المطاف يا ريس..
جات تحاسبني على غلطة عابرة غلطتها مع صديقة متحررة قصاد بوابة دخول في مطار القاهرة..
صديقة مقربة جدا ومتحررة خالص، واستدرجتني لغلطة وانا رايح أوصلها المطار من قبل ما اعرف نورا ولا اقرب منها..
وفي ليلة كده..
كنا حرفيا بنرسم الخطوط العريضة لمستقبلنا أنا ونورا، وجات سيرة السفر والمطار، وغلطت بلساني وانا بقول لها اني روحت ودعت فلانة لما كانت مسافرة زنجبار في رحلة بحثية، واني اتحطيت في موقف محرج بسبب تصرف سخيف ليها..
نورا العنيدة كانت مصممة تعرف ايه الموقف المحرج، ولازم تعرف حصل ايه..
ومع إصرارها الفظيع قلت لها إن صديقتي المتحررة دي فاجئتني بتقبيلي قدام أمن المطار والمسافرين وكانت محرج .
وبالرغم من إن الموقف قبل ما اعرف نورا ولا أشوفها، إلا أنها انفعلت عليا وشتمتني بافظع الشتايم وقالت:
_ كلكم زي بعض، نفس العك، نفس القرف، و و و و ..
شتايم كتير وانفغالات أكتر، وانا بحاول أحلف لها إني مليش ذنب، واني استغفرت ربنا وتبت عن كل ده..
لكن هي مصممة تهاجمني وتشتمنني وتتهمني اتهامات تمس كرامتي..
حاولت ١٦ ساعة اتصل بيها، الا انها بتقفل في وشي، وتبعت لي مسجات مهينة..
ولا أخفيك سرا..
حسيت انها بتتلكك علشان تخلع من علاقتنا، والاحساس ده مش جديد عليا، لانها من لحظة ما عرفت إن ظروفي صعبة. غير مستعد للارتباط وهي كل مرة تطلب طلبات تعجيزية مني، وكأنها بتقول لي ننهي العلاقة..
واخيرا بعد ١٦ ساعة ردت على مسجات ليا، وقالت لي مش هرد على فونك، مش طايقة أسمع صوتك، واتهمتني بالخيانة..
خيانة ايه مش فاهم أنا؟
ده موقف حصل قبل ما اعرفها أصلا، يبقى فين الخيانة..
واخيرا أرسلت لها إني أتمنالها الخير والسعادة، لأني مش هقبل إهانة كرامتي أكتر من كده..
احتفظت بجروحي جوة نفسي، وانسحبت من حياتها للأبد، وانا مش مسامح نفسي ع اللي ارتكبته في حق كرامتي للمرة التانية، بس المرة التانية كانت قاسية جدا، لاني اتشتمت واتقال انت مقرف، نفس العك ونفس القرف..
وفعلا كنت مرتاح قبل ما اعترف لها بالحب، ويا ريتني ما اعترفت..
أنا آسف يا أستاذ سيد داود المطعني لاني اختصرت القصة، ويعتذر لجمهورك إني لم أذكر كل التفاصيل..
بس ما وعدتك أنا ونورا نخليك تكتب قصتنا، كنا لسة بنحب بعض، وكنا عايزينك تكتبها في لحظات علشان نحكي لك كل تفاصيل الفرهدة، ومكنتش متوقع أنها تنتهي النهاية المأساوية دي..
حتى نورا مش هتحكي لك أي حاجة تكمل بيها قصتك لفصل تالت أو رابع أو خامس..
ولو حد من الجمهور سالك موقف نورا ايه دلوقتي، قل لهم أن نورا بتحاول تتصل بيا لحد النهاردة، بس أنا اللي مش قادرة أرد عليها، لاني لسة مجروح، وكرامتي لسة متهانة، ومعتقدش هقدر أعيد اللي كان من تاني، رغم كل التنازلات اللي قدمتها وبردو شتمتني في نهاية المطاف..
«بعتذر عن اختصار القصة في جزءين لأنها للأسف انتهت على أرض الواقع، والطرفين رافضين يحكوا عن التفاصيل اللي كانوا وعدوني بيها»
مع انهم يوم الإعلان عن القصة كانوا لسة بيحبوا بعض، وكانوا لسة عايشين مشاكل كتير وفرهدة»
يا ترى مين السبب في اللي حصل؟
وتنصح كل واحد فيهم بإيه؟
وهل توافق على راي سيد داود المطعني في إن كلمة «بحبك» عقد صعب تنفيذه؟ وابعد عن الحب وغنيله؟
تعليقات
close