رواية الخادمه الفصل الرابع 4 بقلم سالي
#الخادمة. 4.
عندما سقطت الفتاة ارضا من بين كل الجالسين على الطاولات وقفت زوجة الباشا الإبراهيمي من مكانها بلهفة كي تساعدها على النهوض فسألتها إن اصابها مكروه فطمنتها صفية انها بخير وشكرتها على حسن تصرفها معها.. والغريب عندما وقفت صفية امام السيدة كان الشبه بينهما رهيب حتى مصطفى علق عن ذلك امامهما واخبر والدته بأن الفتاة تشبهها لحد كبير.. فما كان عليهما الإثنتان إلا ان إبتسمتا وطلبت من مصطفى ان يحسن التصرف ويبطل مشاكساته وتعليقاته السخيفة.
احرجت صفية من الموقف ولملمت الموضوع بمساعدة بعض الخدم بطريقة سلسة غير مرتبكة.. ولكن الخوف الاكبر لديها كان هو ان تعاقب والدتها من طرف صاحبة القصر بدلا عنها بسبب الحادثة التي وقعت لها دون إرادتها وتنهي عملها داخل القصر..
وبالفعل امرت صاحبة القصر صفية ان تتوقف عن العمل فورا اثناء الحفلة رغم إعتذارها وان الحادثة وقعت غصبا عنها. ولكن عبث الامر صدر وعليها ان تنفذ.
اما زوجة الباشا فقلبها منذ ان رأت صفية لم يهدأ ولم يتوقف عن النبض بسرعة وكل من عيونها كانت مترصدة بالبحث عن الخادمة الجميلة من بين كل الخدم الذين يقومون بضيافة المدعوين.. ولكن لم تجدها من بينهم.. فلم تستطع التحمل وقامت معتذرة لعائلتها انها تود ان تضبط نفسها فتوجهت نحو الباب الخلفي للقاعة المتواجدة بها للبحث عن الفتاة..
وبعد سؤالها عنها لبعض الخدم قادوها عندها مباشرة وتفاجأت صفية بوجود المرأة التي ساعدتها في الداخل هي نفس السيدة المحترمة التي امامها تبحث عنها خصيصا.
_هل اخدمك سيدتي بشيء؟
_لا عزيزتي اردت فقط الإطمئنان عليك عندما لم اجدك تكملين مهامك بالداخل ظننت انه حدث سوء بك..
_ااا شكرا سبدتي انت طيبة جدا... كل الموضوع ان سيدة القصر غضبت مني واوقفتني عن إكمال عملي.. لاتهتمي..
_مؤسف حقا.. لاعليك سيزول غضبها بعد قليل وتعيدك إلى شغلك دون شك..
_ارجوا ذلك..
_ولكن إن طردتك فعلا خذي هذا هو عنواني إن إحتجتي للعمل سأوفره لك بكل بد.
_انا خجلة منك سيدتي فلطفك غمرني. حقيقة اشكرك..
بعد إنتهاء الحفلة ذهبت صاحبة القصر للخادمة المستلقية على الفراش والتي كانت امامها صفية فوبختها دون رحمة او شفقة ولم تتذكر منها اي إستحسان قامت به من اجلهم قبلا. وانبتها ان بسبب سوء إختيار إبنتها للمهمة قامت بفضيحة ستكون كل الجرائد الوطنية تتحدث عنها و التي كانت تنتظر شيء كهذا لتنشره بعنوان عريض في اليوم الموالي.
وبعد ذلك امرتها ان الباشا امر بطردها هي وابنتها وعليهما ان يخليا الغرفة فهناك خادمة جديدة عينها الباشا بنفسه ستلتحق مساء للقصر وقدمت لها ظرف مغلق به آخر مستحقاتها.
لم تصمت هنا صفية بل واجهت السيدة بكل حزم واخبرتها ان تصرفها في هذه اللحظة غير لائق ولايمد بأي اخلاق للبشاوات. وعبرت كيف لها ان تعامل من خدمتهم بكل حسن للنوايا الطيبة منها وبكل طاقتها وقوتها. والدليل هو تعبها المفاجىء و مرضها بسبب الكم الهائل من المجهود الذي بدلته من اجلهم مؤخرا. وفي الاخير جزاءها بغلطة بسيطة لم تكن السبب فيها يطردنها شر طردة. واردفت من يظنون بالعباد هل هم عبيد لهم. يأخذونهم لحما ويرمونهم عضما فهم بشر من دم ولحم مثلهم تماما..
ولكن صاحبة القصر لم تتأثر بكلمة واحدة من كلام صفية وامرتهما عند خروجها من باب الغرفة ان يرحلا فورا.
ضمت صفية والدتها المريضة التي اصبحت تنتحب بالبكاء الشديد وهي تطمنها ان كل الامور ستكون بخير. وان لاتخاف فالرزق من عند الله وليس من عباده..
حملت صفية ووالدتها بعض من حقائبهما وعادا إلى المكان القديم الذي كان يستأجرانه ومن حسن حضهما وجدا من صاحب البيت غرفة مفروشة شاغرة لهما.. فحمدا الله انه سهل امريهما ولم يبيتا في العراء.
في تلك الاثناء علمت صفية انه حان الوقت لتعمل بدلا عن امها وترفع قليلا المسؤولية عن كاهلها... والدتها التي المرض إنتهك جسدها ولم تستطع الشفاء منه رغم الادوية التي تتناوله صباحا ومساء.
ومرت ايام وايام وصفية تبحث عن العمل هنا وهناك ولكن دون جدوى. والنقود لم ببقى منها إلا القليل فاحتارت مالذي تفعله.. وبدون قصد وهي ترتب اغراضها وجدت ذاك العنوان الذي منحته لها تلك السيدة التي ساعدتها عند سقوطها في الحفلة.. وتذكرت عرضها الخاص وطارت صفية من شدة فرحتها.. واستغربت كيف نست امرا كهذا. وعزمت صباحا ان تذهب للقياها.
#يتبع
Sali Sila