رواية الخادمه الفصل الثالث 3 بقلم سالي
#الخادمة. 3.
ظنت القابلة في بادىء الامر ان زوجة الباشا طلبتها كي تمدها بالنقود الشهرية التي ترسلها إلى الخادمة وابنتها..وانتابها الخوف الشديد عندما علمت بطلبها.
_اريد ان تأخذين في الحال إلى إبنتي..
_إبنتك؟!!
_نعم إبنتي مابك تسمرتي مكانك هكذا يامرأة..؟؟
هل ظننتي انني نسيتها يوما هي بعقلي و بقلبي والسنين لم تستطع ان تخرجها من داخل روحي... هيا تقدمي امامي واركبي العربة واريني اين تقطن إبنتي بالضبط.
_ولكن سيدتي.. ولكن..
_ماذا هناك يامرأة. هل حدث مكروه لإبنتي لسمح الله. تكلمي
_لا. لا. اعوذ بالله. ولكن إبنتك في الحقيقة لااعلم اين اراضيها سيدتي..
حينها جن جنون والدة صفية الحقيقية بعد علمها ان القابلة كذبت عليها طيلة تلك السنين الفارطة.. حيث كانت تأخذ تلك النقود الذهبية التي طمعت بها لنفسها وتركت إبنتها في عوز دون مراقبة حالها واحوالها وكل ماذكرته من معلومات عن اخبارها سابقا كان كل ذلك مجرد كذب في كذب من تلفيقها... وعندما هددتها بإسترجاع كل النقود التي سرقتها منها وإلا ستسجنها واجهتها القابلة بدورها بوجه لايستحي من فعلتها واخبرتها انها لاتستطيع فعل اي شيء. ولايوجد دليل انها منحتها قرشا واحدا. كما تجردت من الحياء التام وهددتها بكل قلة ادب إن تقدمت صوبها ستخبر محمد الباشا بالحقيقة كاملة..انها على إتفاق معها بالقيام بتغيير المولودين. وان مصطفى ليس إبنه بل إبن الخادمة وابنته الرابعة بجلالة قدرها تعيش مع مجرد خدامة لاحول لها ولاقوة بأمر من زوجته المصون..
اصيبت زوجة الباشا بإنهيار عصبي ولم تستطع الرد على القابلة التي تركتها تتناول ادوية من المهدآت التي تحملها داخل حقيبتها ومضت دون ان تفعل لها شيئا.. وعادت هي من حيث اتت من القصر منكسرة ذليلة خائبة الرجاء بالطمع ان تضم إبنتها وتعانقها كي تبرد لهيب إشتياقها وتأسفا على ندمها انها ابعدتها عنها يوم تملكها الشيطان ووسوس ان كل الحياة عبارة عن عز وجاه الذي هددها زوجها الباشا ذات يوم انه سيحرمها منها ومن كل شيء وبناتها لو انجبت له أنثى مرة اخرى.... ولكن مايفيد الندم بعد ضياع إبنتها من دنياها.
꧁꧂꧁꧂꧁꧂
عملت الخادمة بجهد وفناء في قصر مماثل الذي كانت تعمل به سابقا عند الباشا الإبراهيمي.حيث برهنت لاصحاب القصر انها تستطيع إدارة البلاط بخبرتها الطويلة كيف تسير شؤونه فعينت كبيرة الخدم كان كل امر بسير بداخله يمر عليها اولا ثم تعلم به صاحبة القصر.. ومن بين تلك الامور التي وكلت لها هي تنظيم حفلة كبيرة اقيمت على شرف قران الإبنة الكبرى لهم .
فقامت بالإشراف على كل صغيرة وكبيرة وعلى كل شاردة وواردة طيلة اسبوع وهي تقوم بالتجهيزات والترتيبات حتى تعبت ومرضت في اليوم نفسه الذي اقيمت فيه الحفلة.. فاعتذرت من صاحبة القصر وطمنتها ان إبنتها ستقوم بالنيابة عنها في تقديم الواجبات للضيوف.
صفية في الحقيقة لم تعودها امها او بالاحرى الام البديلة التي ربتها على خدمة احد منذ صغرها حتى عندما كبرت واصبحت فتاة بالغة و رغم كذلك مكوثها مع امها في جناح الخدم. فقلما كانت تظهر امام عيان اصحاب القصر. فكل همها كانت هي الدراسة الذي اصبح شغفها مع الوقت المطالعة و كتابة الشعر والقصص.. وعندما طلبت والدتها ان تستخلفها بحجة مرضها لم تأبى ذلك وقبلت دون مكابرة او ملامة.
وبالفعل اقيمت الحفلة وكان كل المدعوين من الارستقراطيين وكبار البلد ومن بين الانظار التي اخذت اثناء الحفلة هي الخادمة الشابة الفائقة الجمال ذوا الشعر الحريري المنساب إلى اسفل ظهرها مع الغرة التي زادتها بهاءا. والعيون الواسعة كثيرة السواد المتناسقة مع لون شعرها والطول الممشوق مع لباس كلاسيكي اظهرها بحلة كلاسيكية بسيطة ورغم بساطتها ابرزت مفاتنها وقوة شخصيتها تلك الفتاة التي تدير الحفل بكل ثقة وبرودة الاعصاب ولم تنخدع او تغريها المظاهر الفاحشة الثراء التي امامها هي نفسها صفية الذي لم يصدق احد انها تكون بنت خادمة القصر ولكن في الاخير وقعت في شرك المتربصين بها وهي تحمل صينية زجاجة الشنبانيا والكؤوس التي بها بغية ضيافة إحدى البشوات وإذ تسقط هي والصينية امام طاولة المدعويين وامام الجميع. والسبب هو ذاك الشاب المتعجرف الذي وضع قدمه مكرا أثناء عبورصفية امام طاولته لكي تنتبه إليه ولكنها تعثرت وسقطت صفية ارضا
وذاك الشاب المتعجرف كان مصطفى الآغا والطاولة التي تريد ضيافتها هي كانت طاولة عائلتها الاصلية.
#يتبع
Sali Sila