رواية خان غانم الفصل الخامس عشر 15 بقلم سوما العربي

رواية خان غانم الفصل الخامس عشر 15 بقلم سوما العربي 

 رواية خان غانم
الفصل الخامس عشر

كان يتقدم منها و التصميم في عينه إن كانت هي عنيدة و متهورة فهو غانم صفوان ، لا حل معها سوى ذلك .

و هي وقفت بتحفز تام تراه يقلع قميصه و يلقيه دون النظر له ، كيف سينظر له و هو مسلط عينه على هدفه المتمثل فيها  ، تستطيع أن ترى شريط حياتها و ما سيحدث بعد تلك الدقائق.

ترى نفسها ملقاة على طريق خالي تماماً من أي بشري جثة هامدة غارقة في الدماء .

تشنج فكها و ثار الأدرنالين بكل خلية في جسدها، من يظن نفسه إبن صفوان غانم هذا ؟

هل يظن أن البشر عبيد لديه ؟ أم سلعة تستهلك لرغباته .

كل الغضب و الثورة المكنونة في صدرها لسنوات بدأ يطفو على السطح.

فقالت بصوت حاد يشوبه الخوف: أرجع أحسن لك عن إلي في دماغك و خرجني من هنا .

رفع إحدى حاجبيه و هو يقول : أنا هعرفك إنتي بتاعت مين يا حلا .

أقترب منها تماماً و بدأ يقبض على كلتا يديها بيديه يكتفها ، ثم دفعها بجزعه العاري فأستلقت على الفراش برعب تام.

مال عليها و هو يردد: أنتي بتاعتي أنا بس ، سامعة.

صكت أسنانها متألمة من دفعته و هي تصرخ فيه: قولت لك أبعد عننني ، أبعد عني.

بدأ يقبل في عنقها و مقدمة صدرها كل ما تطاله شفتيه و هو يردد بأنفاس سخينة لاهثة : مش قبل ما أزرع جواكي حتة مني .

دفعته بيدها رافضة و هي تشيح برأسها يميناً و يساراً كي تتفادى قبلاته و تبعد نفسها عن مرمى شفتيه مرددة تحاول معه و تستجديه: أبعد عني ، حقك عليا، مش هعمل كده تاني ، بس سيبني .

فصرخ بغل : إنتي ما سبتليش حل غير كده .

اهتز فكها متشنجة تردد من بين أسنانها المصكوكة : و أنت كمان ما سبتليش حل غير كده .

أستجمعت قوتها متأهبة تتذكر بعض الحركات الدفاعية ، فبدفعة من كوعها ناولته ضربة قوية على جانب عينه من المؤكد أنها ستستحيل للون الازرق آخر اليوم.

أبتعد قليلاً على أثرها متأوهاً ، مصدوم من إمكانتيها في إتخاذ رد فعل قوي كهذا .









لتسرع في الضربة التالية فبحركة سريعة من قدمها معتمدة على الخفة و قوة الساق جعلته يترنح و كاد أن يتعثر و يسقط على الأرض لولا أنه تمالك نفسه و ضبط جسده و وقف مبهوت يردد بغضب : إنتي بتعملي إيه ؟ أنتي أتجننتي شكلك .

أقترب كي يتمكن منها مجدداً لكنها وثبت من فوق الفراش تواجهه ترفع يدها بلكمة تفاداها بقبضته التي أطبقت على قبضتها فقربها منه مردداً بجنون : أنتي بتضربيني ؟

حلا بحقد شديد: ده انا هكسر عضمك .

أتسعت عيناه بغضب و ألقاها على الفراش يردد : تكسري عضم مين ، أنا سكت لك كتير أوي .

أبتعد عنها ينظر لها بغيظ شديد و حقد و الشر يتطاير من عيناه كلهيب سيحرق من يصيبه و قال : إنتي إلي وصلتي بينا لهنا ، أنا كنت بحافظ عليكي كأنك حته من روحي ، بس إنتي ما احترمتيش كل ده.

بللت شفتيها تبتلع كلماتها التي كانت ستنتطق بها ، فمظهره و هيئتة مرعبة لأقصى حد و تلك ال الضربة التي سددتها له بدأت تظهر قرب عيناه .

و هو يتحرك بعصبية و جنون بلا هوادة أمامها مردداً: كل ما أحاول اقرب تبعدي ، كل اكلمك تقطعي الكلام ، ده أنا اعترفت لك بحبي و إنتي حتى ماردتيش عليا بأي رد ، ده غير كذبك و تصرفاتك لأ و كل شوية عايزه أمشي عايزه أمشي .

نظر لها بغضب شديد و قال : لكن توصل بيكي للخيانة فلأ ، تستحقي إلي يتعمل فيكي .

أقترب منها على الفراش يقبض على ذراعها مردداً: إنتي عملتي إلي ماحدش قدر يعمله ، خونتي غانم صفوان ، غانم إلي ماحبش غيرك .

حاولت التحدث بترقب و قالت : أنا ماعملتش حاجة ، ما عملتش حاجه و الله.

هدر فيها عالياً: إخرصي ، أنا شايفك بعيني و سمعت بودني و هو بيقولك أنه بيحبك و عايزك تهربي معاه و يتجوزك .

فقالت بإندفاع: و لما أنت بتسمع كويس ،كنت سمعت صوتي رد عليه بأي حاجة ؟

نظر لها بإستنكار يجعد مابين حاجبيه و شيئاً فشيئاً كانت يديه تلين من قبضته على لحم ذراعها يتذكر إنه لم يسمع منها رد فقال بإندفاع هو الآخر: عشان ماقدرتش استحمل أقف و أستنى أسمع ، يمكن خوفت أسمع ردك .

أبتعد عن الفراش يردد : أنا مش هفضل متحمل كتير ،أنا بردو بشر ، و مش هقعد أتفرج على البنت الوحيدة إلي حبيتها و هي بتضيع من أيدي .

مرت لحظة صمت و كل منهما ينظر للأخر ليقول أخيراً: أنتي هتفضلي هنا في الأوضة دي مش هتخرجي منها .

أبتعد كي يخرج لكنها قفزت خلفه تقول بصدمة: هتسجني يعني ؟

نظر لها بوجه جامد و ردد : أيوه ، أعتبري نفسك سجينة غانم صفوان ، و ده أقل عقاب ليكي .

أغلق الباب فوراً و هي ظلت تضرب عليه بقبضتها التي تشتد و هي تستمع لصوت المفتاح في قفل الباب تناديه لكنه لم يجيب .








هبط الدرج بوجه و جسد منهك ،كأن على أكتافه ثقل سنوات .

ليجد العم جميل يقف في نهاية الدرج ينظر له بعدم رضا و باشر على الفور في شن حملة مضادة عليه.

فأخذ يسأل : إيه إلي حصل ، و البت الخدامة دي فين ؟

نظر له غانم و قال بإنذار : ماسمهاش بت و لا خدامة ؟

لكن جميل كان و كأنه على مشارف الجنان بلا داعي و سأله : علمت لها إيه ؟ رد عليا ؟ عملت فيها حاجه ؟

غانم: دي حاجة خاصة بيا ، بلاش تتدخل في إلي مالكش فيه .

كظم جميل غيظه و حاول رسم إبتسامة على مهتزة على شفتيه و اقترب منه بهدوء يردد : أول مرة تقولي حاجة زي دي ، ده انا جميل إلي مربيك ، هان عليك تقولي كده ؟

نظر جميل أرضاً بتأثر بينما إلتف غانم ينظر له و قد بدأ يشعر بتأنيب الضمير فقال : أنا مش قصدي ، بس... أنا....

جميل  : أنت إيه ؟ أنت بتضيع ، البت دي خطر عليك و على بيتك و على إبنك الجاي ... مافكرتش أنك متجوز؟ مافكرتش في سلوى لما تعرف هتعمل معاها أيه ؟ أفرض قالت لك ننفصل ؟ إيه هتهد بيتك و بيت إبنك الي لسه ماشفتوش ؟

تنهد غانم يغمض عيناه ، هو بالفعل يتهرب من التفكير في تلك النقطة... أسرته .. ماذا عنها

لكن ماذا يفعل لقد وقع في عشقها و أنتهى الأمر ، لم يكن ذي سلطان على قلبه أو الهوى .

ربما أتاه الشخص الصحيح في الوقت الخطأ ، لكنه أتى و هو لا يملك القوى على التوقف عن حبه.

نظر جميل للكدمة التي بدأت في الظهور على جانب عينه و سأل: ضربتك ؟

زاغت عينا غانم يميناً و يساراً يتجنب المواجهة أو السؤال فقال جميل : و ما ضربتهاش ليه ؟ ده أنت فيك عافية تكفي قبيلة بحالها.

ارتبك غانم و لم يجيب فضحك جميل بسخرية يردد : لانت يدك ، ماعرفتش تضربها ، عشقتها يا ولدي ؟ 

جلس غانم على طرف الأريكة من خلفه ، يضع رأسه بين كفيه يردد و هو بهم و قلة حيلة: أيوه ،و مش عارف أعمل أيه ؟

جلس جميل قرب إذنه و همس : تعمل الصح ، دي خطر عليك ، أنت ماقدرتش عليها.. ماقدرتش تبقى غانم صفوان عليها و لا قدرت تأذيها ، ده أنت إلي بيرشك بالميه بترشه بالدم و إلي يخربشك خربوش بتفلقه نصين و هي .... جيت عندها و لانت أيدك .









 شعر جميل بإستجابة غانم للحديث ، لم يوقفه عند حده كالعادة كلما تحدث عن حلا ، بل تركه يكمل .

فشعر أنها فرصته و بدأ يتحدث : خليها تمشي ، أنت أتعلقت بيها أوي و بعدين شكلها عينها من عزام .

انتفض غانم ينظر له بغضب فقال جميل : مش راحت تقابله يبقى عينها منه .

صمت غانم يدرك أن بحديثه الصواب ، أطبق جفناه و هو يشعر بالوحدة و الألم ، ألم ينهش قلبة و معدته مقبوضة .

لا أحد له كي بتكلم معه ، و من له لن يستطيع الحديث معها فيكف سيشكو إليها منها ؟

فلم يجد سوى جميل بجواره ، نكس رأسه لأسفل و هو يردد بعجز واضح: مش هقدر أبعد عنها ، لما بتغيب عن عيني روحي بتروح مني ، مش هقدر أخليها تمشي .. ما أقدرش أتحرم منها .

جميل : تتحرم منها و لا تتحرم من إبنك و عيلتك ؟

رفع غانم عيناه له بقلق فقال جميل : أمام فكرك إيه ؟ الست سلوى مناخيرها في السما و مش هتقبل بالي حصل خصوصاً لما تبقى فضلت عليها خدامتها .

نظر له غانم بنفس الضيق المعتاد كلما نعت حلا بالخادمة ليقول جميل: ما هي خدامة ،جت هنا تشتغل كده هو انا بتبلى عليها ؟

وقف من مكانه و قال: قوم يا ولدي ، أصلب طولك و أطردها من هنا؟ خليها تروح للي من توبها ، مش هي لسه بنت بنوت ؟

صمت غانم و لم يجيب فسأل جميل بقلق : ما ترد عليا يا ولدي .. أنت أذيت البت ؟

هز غانم رأسه بإنكار ليتنهد جميل براحه و قال رغماً عنه: أيوه كده خليها لصاحب نصيبها .

اهتز جسد غانم من الجملة شفوياً بحد ذاتها ، أطبق جفناه بألم و هو يهز رأسه يميناً و يساراً برفض تام: مش هقدر ، مش هقدر.

جميل: هات المفتاح يا ولدي .

عاد غانم يهز رأسه رافضاً و هو يتألم كأن روحه تزهق منه .

ليقول جميل بصوت قوي يخيره : مرتك و ولدك و لا البت دي ؟

رفع غانم رأسه يجاهد دموعه ، يطبق جفناه بقوة يتنهد و هو يسأل ربه الخلاص ، لا يستطيع الإبتعاد عنها و لا يستطيع جرح سلوى و خسارة إبنه.

فتقدم جميل يمد يده من كف غانم المقبوضة على المفتاح يربط عليها ثم يحاول فتحها و هو يقول : هتحب إبنك اكتر منها ، ده جاي بعد جوع و عطش ... أفتح يدك و هات المفتاح يا ولدي ، هات يالا ربنا يهديك .









بقوة رهيبة و بشق الأنفس فتح كف يده أخيراً ، يعلم أنه هكذا يسحب روحه من جسده و يكتب شهادة وفاته بخط يده .

لم يتوامى جميل لثواني و التقط المفتاح و ذهب سريعاً لحلا التي وقفت معه بلهفة لا تسأل كيف أو لماذا.

لكن جميل قال : يالا معايا بسرعه لو فضلتي مش هيعتقك .

خرجت معه و هي تهرول ، لم تركض ، كأنها تنتظره عند البوابة الرئيسية يرفض خروجها ، ربما تمنت .

لكنها صدمت بالحرس الذي سبق و رفض خروجها حتى أنه رفض طلب سلوى يوافق الآن على خروجها.

وقفت عند البوابة و جميل يعطيها متعلقاتها نظرت لها بإستغراب فهو و كأنه قد حضرها لها .

نظرت بألم شديد و مشاعر مختلطة ناحية نافذة غرفة مكتبه التي يقضي بها ثلاث أرباع يومه ، لا تعلم لما هي الأن مترددة في الرحيل بعدما كانت تريده و كأنها أستلذت تعذيبه لها و هوسه بها .

ليلاحظ جميل كل هذا فيقول بحده : أمشي يالا و ما تبصيش وراكي ، أنا عملت البدع عشان امشيكي من هنا .

نظرت لجميل بإستغراب و سألت : غريبة ، ده غانم ده زي إبنك يعني.

جميل : أيوه بس انتي بنت و ربنا يستر على ولايانا ، شكلك بنت ناس ، أخرجي من هنا بسرعة قبل ما يرميكي هو بس و أنتي مش نافعة لحاجة ، أنا إلي مربيه و عارفة ، كل فترة بيعمل كده زي العيال الصغيرة بس إنتي شكلك بنت ناس ، أجري من هنا و ماتبصيش وراكي أنا ماصدقت طلعتك .

وجدها مازالت تقف كأنها موافقة على العيش معه حتى لو عاشت بالحجيم فقال بنبرة بها من الغلظة و الحسم المزيد : عايزه ترجعي أرجعي ، بس ساعتها نا تبقيش تعيطي و تقولي يا ريت إلي جرى ما كان ، في حاجات لو حصلت عمرك ما تعرفي ترجعي زي ما كنتي ، و إنتي فاهمه قصدي.

رمشت بأهدابها كأنها تصفع نفسها ، كيف نست رنا و ما حدث معها ، كيف نست أنه كاد أن يغتصبها منذ دقائق لولا دفاعها عن نفسها مستذكرة لبعض حركات القوة التي صمم والدها عليها أن تتعلمها .









لولا ذلك لاصبحت كرنا ، بل أبشع فرنا فعلت كل ذلك بإرادتها حتى لو وهمها بالحب أما هي فستكون مغتصبه و هو لن يرف له جفن ، كيف يرف له جفن و قد نسى رنا لا و يقول إنه لم يحب مطلقاً و لا يملك أي حساب على فيسبوك ، ممثل بارع و قد صدقته و صدقت تصريحه المزيف بالحب الذي لم يكن بالتأكيد سوى فرشة وثيرة لطريق نهايته مأساوية لها هي فقط بعدما تستسلم لكذباته .

لذا ألتفت بقوة و بغضب ، بخطوات واسعة ثم تحولت لهرولة إستحالت للركض .

تركض مبتعدة عن حب سيغرقها بالوحل رغم الألم المتزايد في أيسرها و كأن قلبها يؤلمها على شئ ما تولد داخله لشخص ولته ظهرها و تركته .

ظلت متماسكة متماسكة.. تمام التماسك حتى وصلت للبيت و مع أول ملامسة لها لأحضان و الدتها انهارت باكية .. تبكي بحرقة و ألم ، و كأنها تملك ألم شديد من جرح نازف مازال حي .

و مرت أيام...... غير معلومة العدد لكليهما ، لكنها مرت.

وغانم جسد بلا روح أو قلب ، لقد رحلت ، رحلت و لم تترك خلفها أي شيء منها .. كانت بخيلة تماماً فحتى رباط شعرها أخذته كأنها متعمدة .. لم تترك سوى رائحتها على الفراش حيث كانت تمكث.

و قد بات مضجعه بعدما هجر غرفته تقريباً ، يبيت فيها كي يستطيع النوم و هو محاط ببصيص من رائحتها .

دق هاتفه يعلن عن إتصال من أحدهم ، فرفع سماعة الهاتف بسرعه يقول : أيوة وصلت لأيه ؟

جاوبه المتحدث بشيئ لم يروقه تقريباً ، فقد جعد ما بين حاجبيه بضيق شديد و سأم ثم أغلق الهاتف.

عاد برأسه للخلف يسندها على وسادة حبيبته و هو متجهم الوجه لينتبه على فتح الباب.

و لم يكن سوى العم جميل الذي نظر له بعدم رضا يقول : وبعدهاك يا ولدي ، هتفضل ساكن الأوضة دي لحد أمتى .. قوم قوم.. روح طل على مرتك و أتطمن على ولي العهد هما أولى بفكرك و وقتك.

أغمض عيناه بتعب شديد ، سحب نفس عميق مثقل مهموم و هو يرى إن ربما ذلك هو تمام الصواب ، عائلته أولى برعايته و تفكيره.









فذهب لسلوى التي رحبت به بحرارة تسأله عن حاله و باقي حديثها عبارة عن هوس و جنون بادق تفاصيل صغيرها الذي تنتظره على نار .

حاول الإندماج معها ، يغتصب الإبتسامة ، شعور بالذنب هو المحرك الأساسي له .

قضى معها يومه كله تقريباً و عاد للبيت ، توقفت السيارات أمام منزل غانم بيك الكبير فسأل العم جميل: ايه يا ولدي ، البواب فتح لك البوابه ماتدخل.

صمت تماماً ثم قال: لأ ، رايح مشوار ، خلي الرجاله تستناني هنا .

أستغرب جميل و سأل: من أمتى بتمشي من غيرهم؟ أنت رايح فين على كده ؟

نظر له غانم و سأل : أنت عرفت منين إن عزام راح قابل حلا في كليتها ؟

أهتز ثبات جميل ، لقد باغته بسؤاله ، حاول تمالك نفسه سريعاً و قال : منك ، أكيد منك.

غانم: بس انا مش فاكر إني قولت لك.
جميل: لأ ، أنت قولت لي ،بش تلاقيك نسيت ، هو أنت مخك بقى فيك من ساعة ما عينك وقعت عليها ، أمال هكون عرفت منين يعني بضرب الودع و لا بشم على ضهر أيدي ؟!

هز غانم رأسه بصمت تام ثم تحرك بالسيارة مخلفا ً عاصفة ترابية خلفه.

ظل جميل ينظر لأثره و هو يردد: لأ الحكاية دي طولت و لازم تموت من جدورها بقا ، كده لازم اعمل إلي ناوي عليه و مرتبه .

أما غانم فظل يسير بالسيارة حتى وصل لشاطئ النيل ،حيث مطعم جميل مطل عليه.

جلس في سيارته من بعيد وحده يراقبها... يراقب حبيبته التي أصبحت تعمل به .

يود الذهاب لها و جلبها من شعراتها تلك التي تطلقها للعنان أو يقضم لها خدودها الجميلة أو يكسر صف أسنانها التي تبتسم بهم .

شرفت كل القوة التي يمنع بها نفسه عنها من النفاذ ،و كاد أن يترجل من سيارته ليذهب لها يروي عطشه و ليحدث ما يحدث لولا إتصال جميل الذي قال حينما جاوب عليه: تعالى بسرعه يا ولدي في مصيبة.. مصيبة .



#سوما_العربي

لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا ع التليجرام من هنا  

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×