رواية ليلي الفصل الثاني 2 بقلم حنان عبد العزيز
ليلى 2
نظرت اليه بضياع: اتجوزتك ازاى! انت جوز اختى انت مجنون؟!!!
ظل واقف مكانه وهو ينظر الى الشرفه ببرود ويعطيها ظهره: زى ما سمعتى إكده انتى النهارده كان فرحنا
مسكت رأسها بقوه وهى تحاول تذكر اى شئ كل ما اتى فى ذاكرتها ان هناك شخص قام بضربها على رأسها لتستيقظ لتجد نفسها بفستان الزفاف فى غرفه زواج اختها ولكن كيف وماذا حدث واين اختها من الأساس
نظرت اليه بقوه ودموع: لا مش فاهمه سحر فين انت عملت فيها اي انا عارفه انها غلطانه بس متعملش فيها حاجه وحشه، وانا هنا بعمل اي انا مش مراتك انت جوز اختى يا بنى ادم انت ازاى تفكر فى كده دا حرااام
ثوانى والتفت اليها ببرود وعيونه تخرج شرار وهو يسلط عليونه عليها بقسوه ويقترب منها بصمت، ارتعش جسدها من نظراته الناريه لرتجع الى الخلف بخوف: ف.. فى اي انت بتقرب منى كده ليي
ليظل يقترب منها وفقط انفاسه العاليه التى تحيط ارجاء الغرفه حتى وقف امامها ليمسك يدها بقوه وهو يصك اسنانه بغضب ويهتف بنبره مرعبه ارتجف جسدها على غرارها: انتى كنتى داريه ان خيتك هتهرب منى الليله انطجى؟!!
فتحت عيونها بصدمه: ايي سحر هربت!!!
ليضيق عيونه بغضب وهو يهزها بعنف: جصدك اي انتى مكنتيش داريه ولا بتضحكى عليا يا بت عمى
هزت رأسها بدموع: لا والله مكنتش اعرف انها هربت او بتفكر تهرب ان..
ليصرخ بها بعنف: هتكدبى عليا اياك اومال اي الحديت الى هتجوليه ان سحر غلطت يبجا عارفه زين هى هربت مع مين وليه انطجى
مدت يدها بخوف وهى تحاول ان تفك قبضته من عليها بدموع: سيبنى لو سمحت يا يزين انا معرفش حاجه
ليقبض بقوه على يدها الاخرى لتصبح سجينه بين يديه تتالم من شده قبضته لينظر اليها بجنون وغضب: انتى داريه زين هى هربت ليه كيف انتى شبهها فى كل حاجه نفس العين الخضرا الى كنت بحاشى عينى عنيهم علشان مغرجش ونفس الوش الأبيض ونفس الضحكه نفس كل حاجه كيف متعرفيش هى حبت غيرى وانا الى كنت عاصى عينى عنها وعن كل الحريم علشانها وهى هملتنى علشان راجل غيرى هملت جوزها علشان راجل غريب
كان يقول كلامه وهى تدمع على حالته وادركت ان الشبهه بينها وبين اختها سيكون مصدر الم كبير لكليهما، لترفع عيونها وتنظر اليه بدموع: انا اسفه يا يزين على الى عملته سحر انا معرفش هى عملت كده لي ولا علشان مين والله انا مش عارفه اقولك اي بجد
تاملها بهدوؤ لثوانى ثم تركها ليبعدها عنه وهو ينظر اليها بغضب وقرف: ذنب خيتك هتاخديه انتى لحد اجيب خيتك انتى الليله دى كنتى بديل ليها ولحد ما اجيبها هى والى هملتنى معاه هتفضلى اكده وذنبها هطلعه فيكى
ليتركها ويتجه خارج الغرفه صافعا الباب خلفه بقوه، بينما هى تهاوى جسدها ارضا بحزن ودموع وهى تهتف ببكاء: عملتى كده ليه يا سحر دمرتينى معاكى الله يسامحك يا اختى الله يسامحك
جلس على الارض بتعب فى وسط الحديقه وهو يتطلع الى السماء بشرود فإذا كان جاء اليه شخص وقال له انه سيقضى ليله زفافه مع معشوقته فى الحديقه وفى النهايه سيزوج بغيريها كان سيقسمه لنصفين من شده غضبه ولكن ها هو الواقع هربت حبيبته واصبح متزوج باختها حفاظا على صورته امام البلده، ليتنهد بوجع وهو يتذكر احلامه التى ضاعت هباء منذ عده ساعات.....
قبل عده سعات
دخل الى الغرفه بعد سماع صوت زوجه عمه وهى تصرخ بصوتها ليقف متجمدا وهو يرى جثه هامده بفستان زفاف محبوبته على الأرض ووجهها غير واضح، ليجرى بسرعه وهو ينخفض لمستواها فقد انخلع صدره من منظر محبزبته وهى ملقاه على الارض ثوانى ليعدل وجهها بلهفه ليرى وجهه ليلى اختها ليست هى ولكن انها ترتدى فستان الفرح
لينظر الى زوجه عمه بصدمه: مرت عمى اي الى جاب ليلى اهنى وفين سحر انا مش فاهم حاجه
هزت زينب والدتها راسها بدموع: مش عارفه يبنى فى اي ساعدنى بس افوق ليلى واحنا نفهم منها الى حصل
ليحملها يزين برفق وعقله مشوش ويضعها على السرير حتى تفيق هو يريد انا يعرف اين سحر وماذا يحدث ليبتعد عنها عندما وضعها وكاد انا يخرج حتى تستطيع امها ان توقظها بدون احراج واثناء خروجه لمح ورقه على الارض كانت بجانب جسد ليلى الملقى لينحنى ليلتقطها ثوانى وفتح عيونه على مصرعها وهو يرى فقط خمس كلمات! فقط خمس كلمات هزت جدران قلبه من الصدمه
"أنا هربت مع حبيب عمرى"
ليغمض عيونه بشده ويقبض على كفيه حتى لا تزرف منه دمعه خائنه من الصدمه يحاول لمام شتات نفسه لم يكن باحلامه ان يرى تلك الكلمات ومِن مَن؟!من سحر محبوبته ليسند بيده على الكرسى بجانبه وعيناه تزوغ بالمكان بصدمه حقا هل تركته من اجل رجل اخر هل خانته كيف هى زوجته لقد ضحى بالكثير من اجلها هل تركته من اجل أخر اليوم! يوم زفافهم!
اقتربت منه زينب باستغراب من حالته: ليلى مش بتفوق يبنى، مالك فى اي
كان نظره مصوب الى الورقه التى بيده لتلتقطها من يده لتضع يدها على وجهها بصدمه وهى تشهق: ايي هربت!!
لتبدأ بالبكاء والعويل وهى تلطم على وجنتيها ورجليها بصدمه: يا فضحتنا احنا هنتفضح فى البلد هربت هربت مع مين وازاى تعمل كده ازااااى!!!!
وأخيرا لينطق ذالك الصامت وهو يرمق نظره على تلك المتكومه بالفستان على السرير بقسوه: الفرح هيتم على جواز يزين القناوى على بت عمه ليلى.....
فاق من دوامته على دمعه ساخنه هاربه من عيونه ليمسحها سريعا وهو يهتف من بين اسنانه بقسوه: ما عاش ولا كان الى يخلى يزين يبكى علشان حُرمه حتى لو كانت عشج حياتى والى عملتيه فيا يا سحر هيتردلك الطاجين انتى والى هربتى ويااه يا بت عمى
مسكت يده بفرحه: انا مبسوطه اوى ان احنا مع بعض أخيرا يا حبيبى
قبل يدها بشغف وهو يسوق السياره: وانا اوى يا سحر مش متخيل احنا طلعنا من هناك بخير ازاى
تنهدت بقلق: انا خايفه على ليلى اختى بس يزين هيطلع عليها غله فيا وربنا ما يوريك عصبيه يزين وخصوصا لو حاجه تخصنى
صاح بسخريه: يااه للدرجه دى بيحبك؟!!
تنهدت بقلق: يزين بيحبنى من وانا عيله صغيره وعمل كتير علشان اوافق عليه ضحى بكتير اوى علشانى وجه مصر قعد ست سنين علشان يبقا قريب منى بس مشكلته انه معرفش يوصلنى انه بيحبنى زيك يا حبيبى
قبل يدها بابتسامة: انا بحبك اضعاف حبه وبكره تشوفى بعيونك السعاده الى هتشوفيها معايا
ابتسمت معه بفرحه غافله عن تلك الحرب التى تركتها خلفها والنار التى تنهش فى ذالك البيت وحتما سيكون لتلك النار ضحايا.....
فتحت عيونها صباحا بضعف على خبطات على الباب نظرت الى حالها فهى مازالت متكومه على الارض منذ الامس، تزداد الخبط لتهتف بتعب وخفوت: ادخل
لتدخل زينب والدتها بهدوؤ، لتنظر اليها ليلى بدموع وهى تجهش فى البكاء: ماما الحقينى
لتتجه اليها زينب بقلب ام معتصر على حال بنتها وتضمها باحضانها بشده وهى تربط على ظهرها: بس يا ليلى اهدى
هتفت ليلى بدموع: انا مش متجوزه يزين صح يا ماما دا جوز اختى ازاى عملتوا فيا كده
تنهدت زينب بدموع وحزن: اختك هربت عايزانا نعمل اي نتفضح فى البلد انى معرفتش اربى بعد موت ابوكم كان لازم الجوازه دى تتم امبارح علشانى وعلشان يزين كمان انتى شايفه منظره عامل ازاى
صرخت ليلى بوجع: وانا يا ماما ذنبى اي فى كل دا انا مخطوبه انتى ناسيه ازاى تعملوا فيا كده وبعدين اتجوزته ازاى وانا كان مغمى عليا
نظرت اليها والدتها بتوتر: انتى عامله لخالك توكيل وهو الى مشى الجوازه امبارح، وجبنا واحده لبسناها فستان وحطينها سال على وشها علشان تقعد مع الستات تحت ومحدش ياخد باله
نظرت اليها ليلى بصدمه ودموع: انتوا بجد عملتوا فيا كده ازاااى تبقوا اهلى ازاااى!!!!!!!!
قاطعها دلوفه الى الغرفه بقوه وجبروت وهو ينظر اليها بقسوه لينظر اليها بقوه ليهتف بقوه: بعد اذنك يا مرت عمى عايز مرتى فى كلمتين لحالنا
لتنظر ليلى الى والدتها برفض ودموع وهى تهز رأسها حتى لا تتركه معها بمفرده لتنظر اليهم زينب بحزن وتتركهم وتغادر وتغلق الباب خلفها
نظرت اليه بخوف ورعب وهى تبتلع ريقها اكثر ليقترب منها بقوه وهو يخلع عمامته وشاله ويهتف بجمود: الليله ليلتك يا عروسه.......
حنان عبد العزيز