close

رواية الخادمه الفصل الثاني عشر 12 بقلم سالي


 رواية الخادمه الفصل الثاني عشر 12 بقلم سالي

#الخادمة 12.


لم تستطع صفية إستعاب مايحدث امامها هل هي رب صدفة ان يكون النقش على الخاتم هو نفسه الوشم الذي على جلدها.. فوضعت الخاتم في حقيبتها وخرجت مسرعة قبل ان تدرك والدتها غيابها. وعند خروجها نسيت ان تضع ملاحظة غيابها على الورقة كما إعتمدت قبل قليل لسيدتها.. فوجود الخاتم اربكها وأنساها حتى اخذ الكتب التي جاءت من اجلهم وعادت للمنزل بدونهم. شاردة طول الطريق. وعقلها يأخذها يمينا ويسارا ويدها فوق الوشم تضعها.. وقررت ان تسأل والدتها فهي اكيد بعد تصرفها الاخير تخفي امرا خطيرا.. 


مرت يومين وشفيت والدتها ولكن كانت تتهرب من عيون إبنتها لكي لاتسألها عن شيء وتضطر للكذب فهي لاتنوي مصارحتها لا في تلك الاثناء ولا بعدها... 






وعندما لاحظ افراد القصر غياب صفية عن الدروس الخصوصية للصبية ولرقية إستغربوا  الامر خاصة انها لم تفعل ذلك سابقا ولم تخبرهم انها إستقالت من عملها عندهم.. وبعد المناوشات الكثيرة مابينهم قررت السيدة ان تذهب إلى منزلها كي تستفسر امر غيابها ظنا ربما انها حدث بها سوء .. وكان مصطفى دليلها بمكان مسكنها بما انه هو الوحيد الذي يعلم تواجده. 


وبالفعل اخذ مصطفى والدته على متن عربته متوجها إلى منزل صفية. وفي الطريق وقبل وصوله للمنزل بقليل ركن سيارته فجأة ثم إستدار إلى والدته يسأل هل العربة المركونة  امام الباب الغريب ذاك لوالده ام يتهيؤ له؟! 

فاكدت والدته انها هي لامحالة مصحوبة بتعجبها واستغراب وجودها. فزوجها اخبرها انه مسافرخارج البلدة يقضي عمله الطارىء. 

فطلبت من مصطفى النزول وان يتبعها. وتوجهت نحو باب المنزل لتقرعه ومصطفى وراءها حائر من تصرفها.... 

وماهي إلا ثواني حتى فتح الباب. ومن فتحه طفل صغير ومن داخل المنزل صوت مرتفع يقول

_من يابابا القارع... 

_وماإن إستدار الطفل الصغير ليبلغ والده ان هناك ضيوف بالباب حتى وجده امامه وهو يبتسم. ثم إنقطعت إبتسامته فجأة.. لينطق مصطفى باعلى صوته. 






_بابا. معقول

اما والدة مصطفى امام المواجهة الصعبة مابينهما لم تتفاجأ بل كانت تنتظر شيء مثل هذا منذ زمن  .. 

لم يستطع الباشا إخراج كلمة واحدة من فاه تحت وطأة الصدمة والإستغراب والخجل الذي إجتمعوا جميعا ليخرسوا لسانه وزوجته تأنبه وتوبخه كأنه طفل صغير لم ينضج بعد. 

_ايعقل يامحمد باشا حتى في هذا العمر لم تغلب عن امر نزواتك وشهواتك وخياناتك التي تتكرر وليس لها حاجزا لردعها وتوقيفها ايعقل.. لدرجة وجود طفل صغير ونحن جميعا لانعلم بوجوده..!! ام هناك اطفال اخرون ياباشا كذلك لم نتعرف عليهم

وفي تلك الاثناء حضرت زوجته الثانية من خلفه التي كانت تصغره بكثير وهي تسأل مالذي يحدث بالضبط.. 

هنا السيدة هنأت زوجها بزواجه ومضت دون ان تضيف كلمة. ولحقها مصطفى ليركبا العربة سائلا هل يعود ادراجه للقصر ام يكمل الطريق المقصودين إليه.. 

وبعد تنفس والدته الصعداء لوقع الحادثة عليها.. حاولت ان تهدأ من روعها وهي تشتم زوجها بكل الشتائم المتوفرة في قاموسها الخاص.وهي تردد.

الحقير السافل لايستحق مافعلته من اجله..إته لايستحق وها انا ذا حان الوقت لأعاقب على ذنبي . 

وحينها طلبت من مصطفى ان يكمل المشوار الذي بصدد إليه. خاصة ان المنزل لم يفصلهما إلا القليل.. 

وانطلق مصطفى بعربته وهو حائر عن كل مارآه بمرأى عينيه عن والده ولم يفهم حتى ماتتحدث عنه والدته وماتقصده قبل قليل.. 


وماهي إلا لحظات حتى وصلا امام منزل صفية. فنزل مصطفى من العربة وتقدم نحو الباب ليطرقه.. ففتحت صفية واندهشت بوجوده ثم رحبت به واخبرها انه ليس بمفرده بل مع والدته التي قلقت على غيابها وجاءت بنفسها لتسأل عليها... فارتبكت صفية واخبرته ان ينادي عليها.  وعليهما ان يدخلا لكي تضيفهما شيئا.. 






وبصدد ذهاب مصطفى لينادي على والدته التي مازالت قابعة في العربة. قدمت والدة صفية إلى الباب لتسألها مابها واقفة بمفردها امامه... وماإن ارادت جوابها بحضور ضيوف لهما من القصر حتى اصحابه قدما بنفسيهما لعندها  فظهر مصطفى اولا يرحب بوالدة صفية التي إرتعش جسمها عند رأيتها له. فهي تيقنت من هو بالضبط الذي يقف امامها وجها لوجه ولم تفصلها عنه إلا خطوتين فقط. ثم إلتحقت به والدته من ورائه الذي زحزح مصطفى من مكانه يسارا لتظهر السيدة بوضوح امام مرأى صفية ووالدتها وهنا وقعت الصدمة لكلا الطرفين من السيدة والتي كانت خادمتها آنفا واللتان تعرفتا على بعضهما البعض رغم مرور السنين وكانت الضربة القاضية الثانية للسيدة في آن واحد. 

واول من نطقت منهما هي السيدة التي نادت باعلى صوتها عن إستغراب.. 

_حليمة...!!! 

ووالدة صفية مشدوهة 

_سيدتي....!!! 

تجمدت السيدة في مكانها وهي تنظر تارة إلى حليمة وإلى صفية تارة اخرى وعينيها مفتوحتين على آخزهما وكأنهما يسألان بدلا عن لسانها وفمها الذان شلا بالكامل. يريدان الحراك للنطق.  ولكن الصدمة خانتهما دون ذلك

ومافعلته لم يتوقعه احد. ذهبت بخطى بطيئة وكلا قدميها بالكاد تحملانها وجسدها يرتجف بالكامل ذهبت نحو صفية ومدت يدها نحو شعرها الاسود المتدلي على اذنها اليمنى فرفعته للأعلى ليظهر الوشم وضوح الشمس    هنا سقطت السيدة ارضا على ركبتيها 

_ ص. صف  ي .. ة.. هي إببببنتي..!!! 

_إبنتك... ؟! 

والمتحدث هنا هو الباشا الذي كان خلف المشهد والذي لحق بهما إثر الحدث الاخير الذي وقع بينهما.. ولكن لم يتوقع مشهد مأساوي اكثر من الذي مر به قبل قليل مع زوجته وابنه مصطفى.. 

#يتبع

Sali Sila


                     الفصل الثالث عشر من هنا 

لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا ع التليجرام من هنا 

تعليقات
close