رواية الهروب من المكتوب الفصل الثامن 8 بقلم سالي

رواية الهروب من المكتوب الفصل الثامن 8 بقلم سالي

 

#الهروب_من_المكتوب، 8


أصبحت المواجهة حتمية وليس لها مفرا مابين نورة وعائلة هاشم الذي أسمعها كلاما قاسيا بسبب إخفائها لحقيقة امرها  مازاد للطين بلة من وجع نورة وألمها خاصة بعد إحتراق قلبها على إبنها التي اجهضته مؤخرا... فاخبرته ان كل مايحدث لها ناتج انها احبت شخصا بكل جوارها لاغير وكان جزاءها الحكم عليها بالموت.. وأوضحت انها هربت لتنقذ طفلها الذي في بطنها وبما انه لم يكتب له العيش ستعود من حيث أتت وهروبها لم يمنع القدر من الإحتفاظ به مابين احضانها وعليها ان  ترضى وتتقبل مصيرها مهما يكن قسوته.. 





هنا رأف قلب هاشم عليها وهي تتكلم وتذرف دموعا سخية على وجنتيها وقدميها بالكاد تحملانها من شدة التعب والإرهاق. 

_لابأس فهمت الموضوع الآن. ولاداعي للعودة .فلا أحد يذهب للموت برجليه فهذا يعتبر إنتحارا. 

_صحيح يابنيتي  لاداعي ان تعودي إلى قريتك الآن حتى يمر بعض الوقت وتهدأ الأوضاع وينسى الجميع القصة وبعدها عودي متى اردتي.. ولكن اود فقط ان اسألك هل والديك هما ايضا ينضمان للبقية ويريدان حتفك مثلهم. 

_والدي اين هو والدي في حياتي..؟! فهو ليس موجودا مابين يومياتي.فمنذ زواجه بعد وفاة امي اصبح لايراني وكأنه إعتبرني متوفية أيضا مع امي وانا مازلت حية ارزق امامه و كل إنشغالاته كانت لأعماله وواجباته نحو زوجته المصون وابنائه الثلاثة لاغير.. لذلك لجأت إلى اول شخص غريب بادلني بالحب والإهتمام فكان السند والرفيق في اسوء ظروفي ولولا فقره وعوزه لكنا تزوجنا منذ مدة إلا أن فضلنا ان نؤجل الأمر حتى يعتدل حظه. ولكن الامور جرت عكس امانينا.. واليوم انا جدا خائفة ان افقده على يد الوحوش التي لاترحم وأعود إلى وحدتي من جديد.. 





_أنصتي لي يابنيتي. انا لن أأنبك او أعاتبك على فعلتك وسوء تصرفك. ولكن  انتم الجيل الاخير شوهتم المعنى الحقيقي للحب  فلو كان الذي تحبينه حقا يحبك لما لمس شعرة منك وجعل منك جوهرة لايلمسها إلا بالشرع وموافقة اهلك. الحب عبارة عن تضحية وعطاء بدون مقابل هذا هو الحب الشريف العفيف يابنيتي وليس تنديس للشرف.. اما عن حب والدك لك فاكيد أنت مخطئة بتقديرك نحوه. فكل الآباء بدون إستثناء يحبون ابناءهم وكل الكلام لايعبر عن الشعور الداخلي الحقيقي إتجاههم. 

_واين إذا الافعال ياحج إن غاب الكلام.. فانا افقدهما كليهما من والدي للاسف.. 

بعدها إستمرا هاشم ووالده بإقناع نورة عن العدول بالرحيل. دون ان يتلقيا منها أي جواب شافي بالموافقة على كلامهما.. ثم ذهب كل واحد منهم إلى اشغاله. فهاشم مثلا ذهب للتبضع لبعض لوازم المنزل. ووالده إتجه نحو الإصطبل.. وصابر كان ملتهيا بلعبته المفضلة ألى وهي اللعب بالكرة.. اما نورة عندما ادركت ان البيت ساكن لايوجد به شبح. توجهت نحو باب المتزل وخرجت مهرولة مسرعة قبل ان يراها احد وماإن تخطت بخطوات لابأس بها إذ تسمع مناديا ينادي عليها. 





_نورة.. نورة. اين تذهبين في هذا الوقت.؟! 

_نعم ياعزيزي لما تركت لعبك ولحقت بي. انا فقط ذاهبة لجلب بعض الخضر من البستان المجاور واعود حالا.. 

_انت تكذبين. انت حتى لاتفرقين بين بستاننا وبستان جارنا.. نورة انا سمعت كل حديثكم قبل قليل. هل فعلا تفضلين الرحيل على البقاء معنا.؟ 

_لا ياعزيزي انا اود البقاء معكم ولكنك مازلت صغيرا لأوضح لك سوء. ظروفي ولااحب ان تتأذو بسبب مشاكلي لذلك فضلت الرحيل على البقاء.. لذا هيا عد إلى المنزل ولاتخبر أحدا انك رأيتني حتى يمر بعض الوقت من رحيلي. 

_ولكنني تعودت عليك.. ومنذ ان رأيتك للوهلة الاولى احببتك لانني أحسست بطيبتك وحنيتك التي تشبه حنية امي.

_وانا كذلك احبك ياصغيري والله يشهد على مافي قلبي.. ولكن للظروف احكام.. انت شجاع و قوي ياصابر وستحظى بمستقبل زاهر واحمد الله انك لست بمفردك ولست وحيدا مثلي. فوالدك الذي يحبك وجدك المتيم بك سيظلان يساندنك حتى تصبح رجلا... إنتبه على نفسك ياعزيزي  وكن مطيعا لوالدك...هيا إذهب الان قبل عودتهما.. وداعا. 





إستدارت نورة  عن صابر وسارت بضع خطرات حتى لحق بها صابر واحتضنها بكلتا يديه من خصرها وهو يبكي بأعلى صوته ويتوسلها ان لاترحل.. فالتفتت إليه نورة ووسدت ركبتيها على الارض ثم عانقته بقوة وهي تبكي كالطفلة مثله وتمسح الدموع من عينيه وأثناء هذا المشهد المؤثر فجأة سمعا صابر ونورة تصفيقا من الخلف.. 

_مؤثر جدا.. حتى دموعي اوشكت ان تشارك مسرحية دموعكما.. بارعة في التمثيل حقا ياإبنة العم

_عامر...؟؟! 

من الذي اتى بك هنا..؟؟ 

وكيف علمت بوجودي في هذا المكان.؟؟

_رويدك رويدك سأروي لك كل شيء منذ ان فطرتي قلوبنا برحيلك حتى هذه اللحظة وانت تعانقين طفل.

ايعقل انك احببت طفلا بعد حبيبك الاول

_اصمت ايها الوغد..وامسك لجام فاك القبيح امام طفل بريء  ليس له له شأن بكامل الموضوع الذي قدمت من اجله. 

_هل تقولين عني وغد ايتها العاهرة. تعالي هنا وسأربيك مالذي يفعله الوغد بسافلة مثلك.. وسافعل بك مثلما فعلنا بحبيبك الذي لم تقبليني انا إبن عمك زوجا بسببه. 





وانقض عامر كالوحش يضرب ويركل نورة بكامل قوته وهي تصرخ على إثر شدة وجع الضربات هنا وهناك في كامل جسدها وصابر يبكي بحرقة وهو يحاول ان يخلصها من طغيانه   وعندما سمع الشيخ الصراخ من الإصطبل القريب من الاصوات العالية... حمل العصا الضخمة معه وتوجه صوب الموقع.. فصعق من المنظر الذي رآه امامه  ذاك الشاب نفسه ينهال على نورة ضربا. فتوجه الشيخ مسرعا نحوه دون ان ينتبه عامر لوجوده لانه كان مائلا على نورة المتمرغة في التراب يجر شعرها جرا..هنا وكزه الشيخ بالعصا على ظهره فسقط عامر وسقطت معه العصا.ولكن ماهي ثواني حتى عاد للوقوف مجددا وهو يشتم الشيخ باسوء الألفاظ.ووصفه بالغبي لأنه هو من دله على ماكان يبحث عنه من الاول   واوصله دون ان يدري إلى عقر داره الثاني بتتبع خطواته خطوة خطوة منذ ان إلتقى به اخر مرة من منزله في الضاحية الاخرى..

بعدها حمل عامر العصا من على الارض وشرع يديه بكل قوته لكي يضرب الشيخ على رأسه وهو في تلك الصورة طعن من الخلف بسكين من الرجل الملثم الذي ظهر كالشبح فجأة وطرح عامر ارضا لاحراك له.

#يتبع  

Sali Sila 

  
                       الفصل التاسع من هنا 

لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا ع التليجرام من هنا 

تعليقات
close