رواية الممسوس الفصل الثالث 3 بقلم علاء جمال

رواية الممسوس الفصل الثالث 3 بقلم علاء جمال

رواية الممسوس الفصل الثالث 3 بقلم علاء جمال 

 


الجزء الثالث.

قصة.

#الممسوس

الموضوع ده اتكرر أربع مرات. لحد ما حفظنا اللي بيحصل. اول ما النار تقوم في البيت نخرج ونقعد برا لحد ما تهبط من تاني وبعدين نرجع ندخل عادي خالص.. في يوم بابا اصر انه لازم ياخد موسى ويروح يخطبله واحد من برا البلد خالص واحدة معرفة بنت واحد صاحبه وهما من بلد بعيد عن بلدنا ومسمعوش حاجة عن حكاية موسى والجنية اللي مخاويها.

واتخانق ابويا مع موسي لانه كان رافض يروح لكن ابويا أصر وقله لو مجتش معايا لا انت ابني ولا أعرفك. واتفقوا انهم هيروحوا بكرا الصبح . وفعلاً دخلنا نمنا كلنا. ولكن صحينا علي صوت صراخ جامد جاي من اوضة امي وابويا. ضرب موسي الباب برجله كسره لان لا انا ولا جرجس قدرنا نفتحه خالص.

ولما دخلنا لقينا منظر غريب أوي. السرير اللي ابويا وامي نامين عليه كان طاير في الهوا . وامى عماله بتصرخ. وتقول منا قولتلك بلاش تحكم رأيك وتقول هنجوزه ادينا متعلقين بين السماء والأرض أهو ومش عارفين هننزل ولا لا. 

ابويا مكنش بيرد عليها وكأن لسانه كان متشال من بوقه خالص. 

أمي بصت لموسي وعنيها كلها دموع وهي بتقوله اتصرف يا بني متسبناش كده متعلقين. قرب موسي ناحية السرير ومسكه وحاول يشده لتحت عشان ينزله لكنه مقدرش. قربت انا وجرجس عشان نساعده وكل واحد فينا بدا يشد من حتى لكن مفيش فايدة. السرير متحركش خالص وفضل طاير في الهواء 





وقتها موسى بصلنا وقال ارجعوا لورا. رجعنا لورا فعلاً.

وموسى قال بصوت عالي. خلاص يا ماريا سامحيهم المرادي عشان خاطري. اول ما قال كده لقينا السرير بينزل يحط تاني علي الأرض. وخرج موسى راح اوضته وكل واحد فينا رجع اوضته من تاني. واتفقنا كلنا محدش يجيب سيرة الجواز دي خالص تاني .

بالليل لما بعدي من جنب اوضته كنت  بسمعه وهو قاعد في بيتكلم بصوت واطى عشان محدش يسمعه. واوقات الاقيه يضحك وأوقات الاقيه بيبكي كل ده وهو قاعد لوحده. وكان اغلب الوقت بيكون قاعد لوحده اصلاً مش بيخرج كتير برا البيت ولا حتى برا الاوضة بتاعته. كان بيحب ينعزل اوي عن الناس. بس كانت امي دايما تدخل تناديه وقت الاكل عشان ميقعدش ياكل لوحده عشان لو محدش دخله عمره ما كان بيخرج يقول انا جعان خالص.

في يوم مشئوم صحينا الصبح وحضرنا الفطار ودخلت امي تصحيه عشان ياكل . فتحت الاوضة ملقتوش نايم جوا. صرخت بصوت عالي وجرينا عليها .

لقيناها واقفة مستمرة جوة الاوضة وبتقول موسى اختفي .

قعدنا ندور كتير عليه جوه البيت لكن مكنش موجود. كانت حاجة تجنن مش تحير بس.

ازاي يختفي من الاوضة كده وكأنه هوا . الاوضة مفيهاش شباك ممكن يخرج منه. وهو كان سهران معانا بالليل لحد الساعة واحدة وبعدين دخل نام في اوضته وابويا قفل الباب بالمفتاح واخده معاه اوضته زي ما هو متعود عشان محدش فينا يخرج بعد ما ينام.

امي حزنت اوي وابويا وكلنا كنا زعلانين اوي ومش فاهمين اللي حصله ده حصل إزاي.

دورنا في البلد كلها عليه. روحنا المستشفى اللي عندنا نسال يمكن حصله حاجة مثلاً لكن مكنش موجود. حتي القسم ابويا راح وسأل عليه هناك. يمكن يكونوا اخدوه ولا حاجة لكن مكنش موجود برضه.





سألنا كل بيت في القرية عندنا لكن محدش شافه خالص ولا ليه اي أثر نهائي في البلد كلها .

الحزن سيطر على البيت عندنا. وانتشرت إشاعات كتير عن موسى واللي حصل معاه.

وكل واحد كان بيفتي بطريقته.

وبصراحه عندهم حق يفتوا ويقولوا اي حاجه عايزينها. يعني ايه واحد يختفي كده من الوجود وميبقاش ليه اي أثر خالص في يوم وليلة.

إمي كانت هتموت بحسرتها وكانت دايما تقول ياريته مات ودفنته بايدي احسن منا قلبي محروق عليه كده ومش عارفه ايه اللي حصل معاه .

كلنا فقدنا الأمل خالص في إنه يرجع ويرجع منين أصلا يعني.

بعد شهرين امي كانت داخلة اوضته زي عادتها كل يوم بتدخل اوضته تقعد فيها شوية بتبكي مع حالها وبعدين تخرج . الصبح دخلت الاوضة و فجأة سمعنا صوت صرختها جايب آخر الدنيا وسمعنا صوت حاجة خبطت على الأرض جامد. جري ابويا يشوف في ايه. وبعدها سمعته نفس صوت الصرخة وبعدها صوت خبطة جامدة على الأرض. اخويا جرجس راح يلحق يشوف ايه اللي بيحصل. ولكن الغريبة إنه بيصرخ هو كمان وبعدها بسمع نفس صوت الخبطة الجامدة اياها.

كنت قاعدة مكاني متكلبشة ومش فاهمة ايه اللي بيحصل ولا المفروض اعمل ايه.

اطلع اجري برا البيت خالص. ولا اروح ابص اشوف ايه اللي حصلهم.

اقنعت نفسي اني لازم ادخل اطمن عليهم. حتى لو لا قدر الله ماتوا اموت معاهم اهون بدل ما اعيش وحدي في الحزن ده.

كنت بحرك رجلي خطوة خطوة بالعافية وكأنها مش راضية تمشي.





استحملت ودوست علي نفسي لحد ما وصلت للاوضة. وهناك شفت امي وابويا واخويا مرميين على الأرض هو التلاتة جوة الاوضة وكان مغمى عليهم كلهم.

قربت اكتر وحاولت افوقهم مفقوش.

جريت علي المطبخ جبت بصلة كبيرة. وكسرتها وبدأت امشيها تحت مناخير كل واحد فيهم لحد ما فاقوا هما التلاتة.

فاقوا وقعدوا على الأرض وعنيهم مثبتة ناحية سرير موسي.

لفيت جسمي وبصيت أنا كمان ناحية السرير. و اتصدمت صدمة عمري . لقيت موسى نايم علي السرير بتاعه.

ولابس نفس اللبس اللي كان لابسه قبل ما يختفي.

مكنتش قادرة استوعب اللي حصل خالص. وبجد لو حد حكالي مكنتش هصدق أبدا إن ممكن ده يحصل . إزاي بني آدم يختفي كده ومحدش يعرف راح فين وبعدين يرجع يظهر تاني كده ومحدش يعرف جاي منين.

قربنا كلنا من سرير موسي. وبدأ ابويا يحاول يفوقه.

وفجأة موسي بيفتح عينيه وبيتحرك من على السرير .

قام وحضن امي لما شاف دموعها نازله علي خدها.

"مالك بس ياامي بتبكي ليه؟

"ابكي ليه ؟ انت بتهزر دانت مختفي بقالك شهرين يابني .

"ياه! هو عدي شهرين دنا افتكرت عدي ايام بس مش اكتر.

"انت كنت فين يابني ؟ حرام عليك اللي بتعمله فيا ده ، انا كنت هموت بحسرتي عليك.





"اطمني يا أمي أنا بخير مفيش حاجه.

"لا مش هطمن غير لما اعرف كنت فين؟

وقبل ما يحكي او يقول اي حاجه. لقينا الباب بيخبط جامد

جرس اخويا راح فتح الباب ولقينا ناس كتير من أهل الحتة جم يطمنوا لما سمعوا صوت صراخ جاي من عندنا.

خرج ابويا طمنهم وعرفهم إن موسى رجع .

وعشان كده كل الناس دخلت تبارك وتهني علي رجوعه. وكل واحد فيهم مكنش عنده غير سؤال واحد هو كان مختفي فين الفترة دي كلها.

بس كنا بنتهرب منهم باي حاجه وخلاص وده لان إحنا نفسنا مكناش نعرف هو كان مختفي فين.

تقريباً مفيش حد في البلد مجاش يطمن علي موسي. او لو جيت للحق مجاش يشوف بعنيه المعجزة اللي حصلت دي. بني آدم يختفي شهرين بحالهم وبعدين يرجع تاني ويظهر فجأة وكأن مفيش حاجه حصلت.

الناس مشيوا اخيراً ورحعنا كلنا قعدنا مع موسي. وبدأت أمي تسأله عن السر اللي محدش يعرفه لحد دلوقتي.

"بصي ياستي اللي هحكيه ده ممكن ميتصدقش لكن ده اللي حصل معايا بالتفصيل.

انا لقيت ماريا جاية بتقولي جهز نفسك عشان هعرفك على اهلي عايزين يشوفوك.

يتبع..

بقلمي..

#علاءجمال

                          الفصل الرابع من هنا 

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×