رواية غسان الصعيدي الفصل الثامن عشر 18 بقلم سهيله عاشور
Part 18
حل الليل عليهم وبدأ الجميع في التجهز فكانت عائلة غسان فرحون كثيرًا بشهامة ابنهم وايضًا لأنهم يحبون صالح بشده واصرت نجاة ان تأخد امها وابيها معهم..... كما كانت هذه المدعوه تغريد ستنفجر من الغضب فهي تعتقد ان هذا شيء يضرها مظهرها امام الناس وانه كيف هي بجلالة مقامها ان تذهب لأحد العاملين لدي زوجها لكي تقوم خطبة احد الفلاحين له؟!!!.........
نجاة بفرحة: سونااا.... انا خلصت اي رأيك؟!!
شرد بها قليلًا فكانت ترتدي عبائه سوداء اللون لها اكثر من طبقه وكانت تميزها بشده كانت مثل الملاك على الرغم من غُمق الالوان.......
نجاة بصراخ:هااااي.... غساااااان
غسان بخضه: في اي يا مهفوفه انتِ؟
نجاة بطفوله: اي رأيك فيا؟
غسان بهيام: قمر.... حته من السما انت يا نجاة... بحمد ربنا عليكي في كل صلاه وفي كل وقت... بحبك
نجاة بخجل: وانا كمان.... والبيبي كمان بيحبك
غسان بضحك: اااه يا مهفوفه يلا بينا بدل ما ارتكب جريمه دلوقتي
نجاة بضحك: يلا
نزلوا سويًا ووجدوا الجميع قد جهز....
سميه بحب: ما شاء الله يا بتي الله يعمي عنك العين ان شاء الله
نجاة بخجل: الله يخليكي يماما شكرا
تغريد بغيظ: طب وانا يا ماما مش هقتليلي حاجه ولا اي؟
نظرت لها سميه بطريقه مقززه للغايه فكانت ترتدي عبائه من اللون الأحمر القاتم مفصله علي جسدها بشده وكأنها لا ترتدي شيئا من الاساس
سميه بسخريه: هو انت لابسه هدوم من الاساس... لما تلبسي يا مرت ولدي ابقي تعالي ارقيكي من العين
تغريد بغيظ: هو مش احنا راحيين خطوبه.... ولا يعني رايحين عزا... عوزاني اللبس اسود الناس تقول عليا زعلانه علشان جيت ولا اكون بفول عليهم يعني!!!
غسان ببرود: اطلعي حطي عبايه واسعه عليكي....اخلصي
تغريد بغضب: حاضر يا غسان..... ثم اكملت بدلال وهي تعبث في ثيابه: انا عارفه انك بتغير عليا ومش بتستحمل ان حد يحط عينه فيا.... مش هتأخر يا روحي
سلمان بغيظ: اما انت ست قليله الحيا صحيح.... اتحشمي عيب
كبت غسان ضحكته بصعوبه وصعدت تغريد ووضعت عبائه عليها بالفعل وندلفوا للخارج وكان ينتظرهم صالح بفرحه تملئ وجهه..... وكانت نجاة سوف تحترق من الغيره بسبب هذه الثعبانه اللعوبه التي تنهتز اي فرصه لكي تثير الغيره بقلب نجاة...... وبعد وقت وصلوا للمنزل المطلوب ورحب بهم اهل العروس بشكل لائق للغايه... فكانوا في منتهي الادب والاخلاق والكرم الكبير كما ان بيتهم جميل للغايه من الداخل علي الرغم من صغر حجمه.....
ابو العروسه(سالم): والله زيارتك دي غاليه علينا يا غسان البيه..... شرفتوا بيتنا النهارده والله
غسان بإبتسامه: يشرف مقامك..... الشرف ليا انا.... وطبعًا العيله مش محتاج اعرفك بيهك اكيد عارفهم
سالم بإبتسامه: طبعًا يا بيه اغنيه عن التعريف اكيد.....
اسماعيل بود: طيب يا حج سالم......احنا جايين الليله علشان نطلب ايد بنتك نعمه لأبننا صالح واللي انتو عايزينه تحت امركوا....
تغريد بغيظ في نفسها: دلوقتي يطلبوا دهب وفلوس وبيت.... وانت تدفع طبعا شوية فلاحيين وجعانين زي دول اكيد.... ااااه دمي هيتحرق منك يا غسان انت واهلك لسه زي ما انتو حتى بعد السنين دي.....
راضيه (ام العروسه): احنا مش عايزين اي حاجه غير راحة بنتي وخلاص..... اهم حاجه تكون موافقه ومرتاحه
سالم: صح يا بيه.... زي ما ام نعمة قالت اهم حاجه عندي يصون بنتي ويحافظ عليها
صالح بسعاده: اوعدك يا عم سالم هشيلها في قلبي مش في عيني بس..... وهحاول على قد ما اقدر اخليها اسعد واحده في الدنيا....
سالم بثقه: طب يا بني كلمني عنك شوي يعني فين اهلك.... امك او ابوك.... معندكش اخوات.... عايش فين اكده يعني
صالح بحزن: انا اهلي كلهم ميتين انا وحيد يا عمي...... ثم اكمل بإبتسامه: انا بشتغل في ارض غسان بيه وباخد منه مرتب كويس وعندي بيت صغير اكده ليا لوحدي والعفش بتاعه جاهز بس لو نعمه تحب تغير اي حاجه انا جاهز معايا قرشين كويسين يعني......
سالم بإطمئنان: تمام يا ولدي.... انا هاخد رأي البنت وارد عليك وان شاء الله هرد بالخير وانا يشرفني انك تكون جوز بنتي كفايا سمعتك الطيبه
نجاة بسعاده لغسان: على فكره شكله بيحبها اوي.... واهلها ناس طيبين يارب بس البنت توافق
غسان بثقه: هتوافق
قاطعه صوت هذا العاشق المختل.....
صالح بتسرع: طب ما تاخد رأيها دلوقتي يا عمي الله يكرمك
صبحي بضحك:معلش يا حج سالم الواد مستعجل شويه
سالم بإبتسامه: حاضر يا ولدي..... دقيقه
وهب من مكانه ودخل لغرفتها وكان في منتهى الراحه والسعاده فقد اطمأن لصالح كثيرًا.......
صباح بهمس: مين الست دي يا بنتي.... كانت تتحدث وهي تنظر لتغريد التي كانت تتفحص المنزل بكبرياء وغرور ظاهرين للغايه
نجاة بسخريه: مرات غسان المرحومه
صباح بصدمه: ايييي؟!!!
نجاة بهمس: هفهمك في الموبيل لما نروح... اهدي بس
صباح بإقضاب: ماشي يا نجاة لما نشوف اخرتها...
سميه بقلق: في حاجه يا حبيبتي...
نجاة بإبتسامه: لا يا ماما
تغريد بغيظ: اي هما هيقعدوا سنه جوا..... البرنسيسه متكبره على اي
غسان بغضب؛ تغريد..... انت تكتمي خالص لحد كا نروح سامعه!!
تغريذ بغيظ: حاضر يا حبيبي.... ثم اكلمت في نفسها: انا لازم انهي الموضوع دا النهارده.....
مر قليل من الوقت حتى خرج والد والدة نعمه وكانوا يجلبوها معهم.... فغمرت هذا العاشق بها فكانت ترتدي فستان بسيط من اللون الزهري ومعه حجاب اببض بيرز جمالها بشده.... جمال بسيط لا يمسه اي اداه من اداوات التجميل حتى ان المدعوه تغريد شعرت بالغيره من ناحيتها.......
سميه: ما شاء الله..... ربنا يبارك
صباح بحب؛ عرفت تنقي يا ولدي
نجاة بمرح: اي القمر دا عروستنا من امريكا واحنا منعرفش ........
صالح بهيام في نفسه: ياربي اي الجمال دا......
غسان بحمحمه: احم...... رأيكم اي يا عم سالم
سالم بإبتسامه: مش هلاقي احسن من صالح لبنتي يا غسان بيه.... موافقين
صالح بسعاده: الله يعمر بيتك يا شيخ
اسماعيل بضحك: اباااه..... اتقل شويه يا واد
صبحي بضحك: سيبيه يا حج خليه يفرح
بدأوا في الحديث وطلب صالح ان يتحدث مع نعمه وحدهم وبالفعل جلسوا في ركن بعيد عنهم وانشغل الجميع في الحديث والضحك معًا
***********************************
عند صالح ونعمه
كان ينظر لها بنطرات عشق بالغ وواضح للغايه فكم انتظر هذه اللحظه منذ وقت طويل.... كانت خجله بشده من نظراته لها حتي انها ظلت خافضه وجهها حتى لا يراه وهو يغطيه الحمره بهذه الطريقه......
صالح بعشق: بصيلي يا نعمه
رفعت رأسها ببطئ للتقابل اعينهم معًا وكأنها سهم قد ضرب قلبه وملئه فرحًا وحبًا كبيرًا......
نعمه بخجل: كفايا عاد.... بلاها تبص فيا أكده
صالح بإبتسامه: خلاص هتبقي مرتي.... انت مش عارفه انا فرحان كيف....
نعمه بخجل: انا كمان فرحانه .... اني هكون مرتك يعني وكده
صالح بضحك: طب قليلي بقا يا مرتي..... تحبي اعملك اي يعني اجبلك شبكه اي وشقه اي... ابوكي قال اهم حاجه بنتي تكون مبسوطه اي اللي يفرحك وانا اعمله
نعمه برضا وحب: مش عاوزه غيرك...... اقصد يعني مش عاوزه غير الستر واننا نكون مبسوطين وخلاص
صالح بحب: طب بصي..... انا هجبلك دهب ب.. 30الف جنيه ماشي..... وابقي تعالي شوفي البيت لو عاوزه تغيري فيه اي حاجه انا تحت امرك.... ومش، عاوز منك فرش ولا اي حاجه شنطة هدومك وبس
نعمه: بس انا امي كانت مجهزاني يعني كل حاجه موجوده مش هنكلف حاجه.... وكمان مش عاوزه بكل دا دهب كفايا عليا دبله الجواز وبس.... الباقي نفتح بيه ليك مشروع اي رأيك؟
صالح بذهول من هذه التي تخطق قلبه كل دقيقه عن الاخرى: انا اي حاجه انتِ عوزاها انا تحت امرك..... كفايا انك قدامي يا حبيبتي.....
ظل يتحدث معها كثيرًا ويجعلها تخجل من كلاكه المعسول هذا.... فمن الواضح انها ايضًا تكن له الكثير من المشاعر........ مر الوقت ورحل الجميع بعدما قرئوا الفاتحه واتفقوا على معاد للخطوبه وقرروا ان الزواج سوف يتم بعد انهاء نعمه من هذه السنه (فهي في اخر سنه لدبلوب التجاره) َ...... كان صالح ونعمه والجميع في منتهي السعاده فاليوم قد تحقق حلم أحدهم وملئت السعاده قلبه ولكن هناك من يملئ الحقد قلبها ولن تستسلم الا إذا وصلت لمبتغاها........
************************************
في قصر غسان
كان يجلسون ليرتاحوا من الطريق فقد وصلوا لتوهم الان.............
سميه بسعاده: والله يا ولدي ناس زينه ومحترمين....
اسماعيل بتأكيد: وعنيهم مليانه من زمان وانا اعرف سالم ومرته دول..... بس مكنتش اعرف ان عندهم بنت
نجاة بمرح: بس البنت اي يبابا شكلها محترم جدا وجميله اوي ما شاء الله زي البدر
سلمان بطفوله: وطيبه... ادتني شوكولاتة
تغريد بغضب: وانتو عرفتوا كل دا من مره بس شفتوها فيها ما يمكن تطلع وحشه وبتمثل عادي جدا..... وبعدين بصراحه انا برضه مكنتش مؤيده موضوع اننا نروح لبيت الناس دول كان يكفي انك تكلمهم وبس يا غسان....... هتفضل طول عمرك طيب كده... دا انت اسمك بس كان يخليهم يوافقوا من غير حاجه اصلا......
غسان بزفر: انا قلتلك قبل كده يا تغريد ملكيش دعوه متخلنيش اتصرف معاكي تصرف مش هيعجبك.....
تغريد بجرأه: طب اي مش هتطلع معايا ترتاح شويه
غسان بهدوء:اطلعي انت وانا جاي وراكي....
اعتلت الفرحه اساريرها لعلمها ان ختطها سوف تنجح...... وذهبت للأعلى انا نجاة كانت تنظر لغسان وكأنها ستحرقه بعد ما سمعت منه هذا الكلام.........
اسماعيل بجديه: مش ناوي يا ولدي تعرفني اي حكاية مرتك؟
غسان بهدوء: مش دلوقتي يا ابوي بس اطمن هنرتاح قريب..... ثم نظر لنجاة: انا لازم اكون عندهت النهارده بس اوعدك هنخلص من كل دا قريب اوي......ثم همس في اذنها: بحبك والله... وعلشان خاطري بلاش تزعلي هااا
نظرت له بإبتسامه ولكن قلبها هو المكسور الأن......
ذهب كل منهم لغرفته ونجاة اراحت سلمان في سريره وخلدة للنوم بسبب تعب اليوم الطويل...... ولكنها قررت في نفسها ان تثق به وانه سوف يحافظ عليها حتمًا..........
************************************
في بيت صالح
كان قد وصل بيته والابتسامه لا تفارق وجهه ابدًا.... واول ما وصل ظل يرسل لنعمه الكثير من الرسائل الذي يعبر فيها عن حبه لها.....بالطبع بعدما تبادل ارقام الهاتف بعلم الجميع فهو الأن خطيبها وزوجها المستقلبي.......... ظلوا في حاله من العشق والسعاده الغامره واخيرًا قد ابتسمت الدنيا لهاذان المسكينان.....................
**********************************
في منزل رشا
كانت رشا تتابع بعض اوراق ارض الزهور الخاصه بها فقد قررت اشغال نفسها في العمل والتقرب من الله واصلاح حالها...... حتى قاطها دخول امها الغاضبه الليها.....
ام رشا بغضب: اي اللي انت هببتيه دا يا بت انتِ؟!!
رشا بهدوء: هو اي؟
ام رشا بغضب اكبر:هبله انا اياااك.... مش انا كنت طردت الواد العامل دا اي اللي يخليكي ترجيه لا وكمان بتصرفيله فلوس زياده بتتصرفي وكأن المال مالك؟!!!
رشا ببدرود: مهو فعلا مالي ولا نسيتي.....وبعدين الراجل دا مغلطش اخته كانت عيانه بدل ما تصرفيله تكلفة العلاج لا بتطرديه.... يسرق هو علشام يعالج اخته ولا كان يمريها او يسبها تموت علشان انت ترتاحي؟!!....... انا عملت الصح ومش ندمانه
ام رشا بسخريه: والله.... ومن امتى الحنيه والقلب الخفيف دا ان شاء الله!!!!!.....
رشا ببرود؛ من النهارده..... وارض الورد بتاعتي ونصيبي في مصنع العطور انا اللي هديره
ام رشا بغل: طبعا منتي فضيتي ولا عندك عيل. يشغلك ولا راجل يلمك.
رشا بإبتسامه انكسار:كلو بفضلك ولا نسيتي...... ياريت تطلعي وتسيبيني عندي شغل...
خرجت ام رشا مو الغرفه وكان عينيها تطق شرار من كثرة الغضب.........
************************************
في منزل بلال
كان قد عاد من العمل بعد يوم شاق للغايه وجاب معه بعض الادويه والطعام من اجله هو واخته الصغيره....... وما ان وصل حتى ركضت عليه تحتضنه
(زهره: طفله صغيره في عمر الثلاث سنوات جميله المظهر ولطيفه للغايه تحب اخيها بشده ومتعلقه به وكأنه والدها.... وعلي الرغم من انها صغيره الا انها تجيد التحدث بشكل جيد)
زهره بركض: اخوي.... حبيبي انت يا بلال اكده تتأخر عليا
بلال بإبتسامه؛ معلش يا ست البنات.... سامحيني الشغل كان كتير وبعدين رحت اجبلك اكل وعلاج
زهره بفرحه طفوليه: اي الورده اللي في ايدك دي؟
بلال بإنتباه؛ صاحبة الشغل بعتتها ليكي....اي رأيك؟
زهره بسعاده: جميله اوي يا اخوي انا بحب الورد دا..... تاخدي معاك اشكرها بكره ممكن
كانت نبرتها بها رجاء....
بلال: مش عارف هينفع ولا لا بس هحاول......
زهره بسعاده وهي تختضن اخيها: هيييه.... ربنا يخليك ليا يا حبيبي..... يلا ناكل...
جلسوا يأكلون سويًا بكل حب وكان يطعمها بيده.... فكانت بالنسبه له هي الحياه.... طفله صغيره في امانة هذا الشاب الصغير الدنيا عاده ما تأخد منا الكثير ولكنها تعطينا الذي يعوض اكثر........... ولكن كانت رشا تشغل باله كثيرًا فكان معروف عنها قسوة القلب ولكن مغ رأه منها كان العكس تمامًا.......
فرغوا من الطعام وجذبته اخته بين احضانها وناموا سوياََ