رواية انيسي الفصل الخامس 5 بقلم شهد فراج
ـ الله هو ده الـِ جاية تقابليه وطالعة من الصبح كد لا والبية جاي يعترفلك بحبه ولا كأنك مخطوبة لكيس جوافة..!!
عارفين النحس اهو والله العظيم متفصل علي مقاسي تفصيل
لـ تاني مرة يقاطعنا صوت شخص فـ وقفت وانا ببص لـ مصدر الصوت بـ عدم فهم وعلامات الاستنكار رُسمت علي وجهي بـ وضوح.
ـ ها كمل يا افندي كنت عاوز تعترف لـ خطيبتي بـ أي..؟!
اتحركت من مكاني بـ عصبية ووقفت قدامه وهو لسه محافظ علي ريأكشن البرود بتاعه ماهو كفاية كد بجد.. اي السماجة دي..!!
ـ انت عبيط يا زياد ولا عندك خال اهبل..!!
ـ حوار عبيط فـ لا اما حوار خالي فـ هبقي اسأل ماما يا خطيبتي المصون.
ـ خطيبتك مين يا عسل انت بتكذب الكذبة و بتصدقها..!!
ـ ياجماعة استهـ....
حاول سليم يتكلم فـ قاطعناه احنا الاتنين بـ عصبية و بـ صوت واحد اتكلمنا:
ـ استني انت دلوقتي.
قعد سليم تاني علي كرسيه بـ هدوأ وكأن شئ لم يحدث وانا رجعت بـ نظري علي زياد المتصنم قدامي..
ـ ها كمل كد كنت بتقول اي و خطيبة مين انا...؟!!
ابتسامة جانبية ظهرت علي وشه ذادته استفزاز:
ـ خطيبتي انا..
ـ جاك داء السِل يا بعيد... هو انا ناقصة استفزاز.
تجاهل كلامي خالص اتحرك من مكانه سحب كرسي وقعد وهو بيبص بـ نظرات نارية لـ سليم شاور للويتر علي القهوة وانا كل ده واقفة ببصله بـ تشنج..!
ـ تعالي اقعدي خلينا نفهم الاستاذ الـِ بيعترفلك ده عاوز اي عشان انا ماسك اعصابي بـ العافية..
شيلت نظري من علي زياد وبصيت لـ سليم وانا متأكدة اني هلاقيه متعصب جداً وعيونه حمرا وهيقوم يضربه و... اي دا..!!
وعلي غير الطبيعي كان سليم بيبتسم وكأن شئ لم يكن وهو بيشرب من القهوة وزياد قاعد علي قصاده بيبصله بـ نظرات نارية
قعدت علي الكرسي بتاعي وانا ببصلهم بـ عدم فهم ومستنية اي حد منه يتكلم ولكن لا شيء
رفع سليم نظراته علينا بعدين ابتسم بـ هدوء وهو بيضرب ضربات خفيفة علي ايد زياد:
ـ خلصتوا جو روميو وجوليت الـِ عاملينه...؟! انا اصلا مش بحب كيان انا بحب سارة.
ـ الله وكيلك انت راجل جدع.
عارفين الشخص الملبوس اهو الله وكيلكم بتنطبق حالاته علي زياد بـ نسبة 100٪
ـ هو بغض النظر عن العبث الـِ بيحصل ده واني طلعت مخطوبة من غير ما اعرف بس هو انا اي علاقتي بالموضوع ده ماتروح تخطبها وخلاص خِلصنا..
ظهر الحزن في عنيه وده وضح من نبرة صوته الـِ خرجت بـ حزن :
ـ كنت مفكر الموضوع بالسهولة دي وهتقدملها ونعيش اسعد ايام حياتنا زي اي اتنين طبيعيين وفعلاً اعترفتلها بحبي ليها ولكن هي رفضتني وكانت شايفة اني عاوز استغلها زي ما بباها استغل مامتها واخد فلوسها وسافر اتجوز حبيبته وبسبب الصدمة مامتها اتوفت للاسف فـ هي فقدت الثقة في اي شخص..
قلبي اتقبض بـ حزن وانا بسمع الـِ حصل معاها ولأني حصل معايا تقريباً زيها لما ماما اتخليت عني فـ كنت اكتر واحدة حاسة بيها وفعلا للوهلة الاولي كنت بحسد سارة انها عايشة بـ سعادة بتضحك وتهزر ومش فارق معاها حاجة وحقيقي اقتنعت ان الإنسان مننا جواه كتير ولكن بيحاول بكل طاقته انه يظهر الجانب الهادئ السعيد..
وكأن زياد حس بالـِ بفكر فيه لما رفعت عيني عليهم كان بيبصلي بـ تركيز عيونه كانت فيها حزن او شفقة مش متأكدة.
ولكني ما اهتمتش كتير بـ نظراته المهم دلوقتي سارة.. باين علي سليم ونظراته انه بيحبها فـ حرام بسبب قلة ثقتها او تجربة مرت بيها تقفل عليها حياتها للأبد لان مش كل الرجالة بباها ومش كل النساء ماما ولكن من تجاربنا اقتنعت ان جروح الاهل لا تُشفى..!
ـ طيب انا مطلوب مني اي بالظبط..؟!
ـ بصي انا لاحظت انها بتحبك اوي وكمان لما وقفتي معايا في الكافية اول مـ..
ـ وهي بتوقف معاك بـ مناسبة اي ان شاءلله..؟!
اكيد عارفين مين صاحب الصوت ده فـ لا اتصدمت ولا استغربت.
بل بصيت له بـ طرف عيني بـ سخرية واتكلمت بـ أستفزاز:
ـ لما تكبر هبقي اقولك.
وبعدين كملت وانا بوجهه كلامي لـ سليم الـِ بيبتسم فقط :
ـ ها كمل المفروض نعمل اي..؟!
ابتسم سليم بـ ثقة ولكن قبل ما يتكلم مال علي زياد قاله حاجة بـ صوت واطي خلته يبتسم وهو بيهز راسه بعدين اتكلم سليم:
ـ هقولك...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بتفوت الايام وعلاقتي بـ سارة كانت بتقوى اكتر واكتر من جانب الشغل وجانب الدراسة فـ كنت تقريباً اغلب وقتي بـ قضيه معاها.
ـ مستر سليم طيب وجدع اوي يا سارة..
اتكلمت بـ ابتسامة وانا ببص لـ سليم الـِ كان واقف علي بُعد مش كبير مني فـ ابتسملي هو و ده كان طبقاً للخطة..
ـ اممم ملاحظة انك بقيتي متقبلاه علي عكس ماكنتِ شيفاه شخص وقح في البداية..
حاولت ابين اني متوترة ومكسوفة عشان تشك اكتر خبيثة انا مش كد..!!
ـ لا هو يعني ساعدني كتير فـ يعني.... فكك فكك و ماتخديش في بالك و قوليلي عملتي اي النهاردة..
ـ لا ماتغيريش نظرتك فيه هو وقح فعلا.
وكملت وهي بتقوم بـ غيظ وعلي تكة هتطلع نار من ودانها:
ـ عن اذنك هروح اغير هدومي عشان نروح..
مشيت سارة ولما تأكد سليم انها مشيت جه ناحيتي بـ أبتسامة واسعة واتكلم بـ تساؤل واثق:
ـ اعترفتلك انها بتحبني وهتموت عليا ولا اي..؟!
حاولت اني ما اضحكش ولكن مقدرتش فـ انفجرت في الضحك وهو واقف مش فاهم حاجه:
ـ هي ماقلتليش غير اني ما اغيرش نظرتي فيك وانا وقح فعلا.
ضرب كف بالتاني بـ قلة حيلة واتكلم وهو بيمشي:
ـ انا حبيت حـ..ـلوفة لا تُبالي ولا اي..؟
ابتسمت عليهم باين اوي ان سارة بتحبه ولكن هي الـِ مش قادرة تعطي نفسها فرصة تخرج برة ظلام الماضي ومازالت مستمرة بـ جلد نفسها وكأنها المذنبة في حاجة هي مالهاش اي ذنب فيها..
اليوم في الشغل كان متعب اوي وكملت اكتر في المحاضرات فـ كنت مروحة البيت مهدودة الحيل فعلاً حتي ماقدرتش ادخل لـ خالتو اسلم عليها وقررت ادخل شقتي الاول ارتاح وابقي اروحلها..
فتحت الباب بـ إرهاق وكـ العادة الانوار كلها بتكون قافلة قربت من لوحة الازار وما ان فتحت الانوار حتي اتصدمت من الاصوات العالية الـِ اصدروها كلهم....
اي دا لا بجد اي دا واي الـِ بيحصل هنا...!!
حطيت ايدي علي فمي بـ صدمة وعيوني مفتوحة علي وسعهم وحالة من الصدمة اصابت جسمي كله فـ مقدرتش اتحرك..
كان مريم وزياد وسارة وخالتو وسليم و ادهم اخو سليم الكل متجمع عندي وانا مش فاهمة حاجة وو..
ـ happy birthday كيان
بدأ الجميع يردد الاغنية وهو بيلفوا حواليا في جو مبهج دافئ افتقدتله من وقت وفاه بابا
دموعي بدأت تنزل بـ فرحة وابتسامة واسعة مرسومة علي وشي انا حتي كنت ناسية خالص ان النهاردة عيد ميلادي لاني من وقت وفاة بابا وانا بطلت احتفل به.
ـ كل سنه و انتِ طيبة يا ضي عيوني..
حضنت خالتو الـِ قربت مني بـ حب وفي ايدها بوكس كبير:
ـ وانتِ طيبة يا خالتو ربنا يخليكِ ليا.
قربوا مني سارة و مريم فـ حضنتهم وانا بحاول اسيطر علي دموعي وكل واحدة مدتلي ايديها بالهدية..
ـ تعبتوا نفسكم ياجماعة بجد مش عارفه اقولكم اي انا كنت نسيت عيد ميلادي والله.
ـ كل سنة وانتِ طيبةيا كيان وماتشكريش حد فينا، اشكري زياد هو الـِ خطط لـ كل ده وهو الـِ عزمنا كلنا.
بصيت ناحية زياد بـ امتنان كان واقف علي بُعد مني عيونه متركزة عليا ابتسمتله بـ معني شكراً فـ حرك ايده بـ معني انه ماعملش حاجة..
ـ كل سنة وانتِ طيبة يا كيان.. ممكن تفتحيها دلوقتي اتمني تعجبك..
كمل وهو بيمد ايده بالهدية فـ اخدتها منه فتحتها..
ـ الله دي حلوة اوي بجد.
كانت عبارة عن خاتم فضة رقيق وسلسلة مطبوع عليها صورتي وصورة بابا وعلي رسمة قلب وانسيال رقيق ولطيف..
ـ بجد مش عارفه اقولك اي دي اجمل هدية تجيلي بجد.
ـ مبسوط انها عجبتك.
الجو كان لطيف اوي مابين مناكشة سليم لـ سارة المتغاظة وخفة دم خالتو وهدوء زياد الغريب وادهم الـِ نظراته ما اتشالتش من علي مريم والحمد لله ان زياد مالحظش نظراته وإلا كنا هنختم الليلة في اقرب مستشفى.
وقفت جمب ادهم الـِ مازال مركز مع مريم واتكلمت بـ صوت هامس:
ـ نزل عينك يا كبير ..
شخصية ادهم كانت عكس تماماً سليم و زياد كان خجول هادئ ومثقف شوية..
ابتسم بـ خجل وهو بيحك شعره بخفة:
ـ انا... يعني.. هو.. هي
ـ لا مش مرتبطة..
ابتسامته زادت اتساع:
ـ بجد
هزيت براسي بـ معني ايوة فـ ابتسامته زادت اكتر:
ـ شكلنا هنقرأ الفاتحة قريب..
بصيت علي مريم الـِ كان مركزة معانا وباين انها معجبة به شوية ورجعت بصيت له بـ ابتسامة:
ـ نورت العائلة يا ابو نسب.
ـ هو في و واقفين تضحكوا كد ليه...؟!
من غير ما ابص ورايا كنت متأكدة مين صاحب الصوت الـِ بقيت حفظاه عن ظهر قلب..
وبنفس البرود كنت برد عليه:
ـ لما تكبر هقولك.
انا سخيفة لا بجد سخيفة اوي وماحستش بـ مدي سخافتي غير لما شوفت نظرة الحزن في عنيه، انا عاوزة آلة زمن ترجعني بالزمن حالاً بالاً عشان ارد عليه رد مناسب زي؛ انت مالك او يخصك في اي او مايخصكش..!!
سابنا ومشي راقبته بعيوني لحد ماشوفته بيدخل البكونة سحب سيجارة وبدأ يشربها بـ نهم.
ـ باين انه بيحبك ليه قولتيله كد..؟!
ضِحكت بـ توتر وانا حاسة بـ قلبي يكاد يوقف من زيادة ضرباته:
ـ لا لا بيحبني اي... هو بس احنا بنحب نغلس علي بعض... لكن مـ... مافيش حاجه من الـِ بتقوله ده وانا مش بحبه.
ـ ومين قال انك بتحبيه انا بقول انه هو الـِ بيحبك عموما انا مطر استأذن بقي عشان الوقت اتأخر وماتنسيش حواري..
خلص كلامه بـ ابتسامة وهو بيشاور بـ عينه علي مريم، هزيت راسي بـ شرود وانا بفكر في كلامه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شديت السيجارة من ايده ورميتها علي الارض دوست عليها جامد وبعدين رفعت نظري له بـ ابتسامة.
ـ خير... حسيتي انك لسه ما سخرتيش مني زيادة فـ جاية تكملي هنا..
ـ انا اسفة.. عارفة اني كنت سخيفة بس انت دايماً الـِ بتكلمني بـ طريقة الشك فـ برد عليك بالطريقة دي عشان ابان قوية وبتاع بس انا كد ببقي سخيفة اوي.
هز راسه بـ عدم اهتمام وطلع سيجارة تانية لسه هيولعها شديتها منه تاني وانا برميها من البلكونة.
فـ بصلي بـ عصبية:
ـ انتِ لو جاية تحرقي دمي مش هتعملي كد والله..
ـ عندي حساسية من الدخان.
بصلي لـ ثانيتين بعدين ركن علبة السجائر علي جنب.
فضلنا ساكتين محدش فينا كان عنده كلام يقوله القمر كان ساطع بشدة الجو كان لطيف بـ نسمات هواء الربيع وريحة الورد الـِ زرعاه مالية الجو و..
ـ كيان انا بحب.....
ـ الحقي يا كيان شقة خالتو ثريا ولعت ومش عارفين يطلعوها من جوة
ـ ماما..
مش عارفة اي الـِ حصل بعدها او انا وصلت هنا ازاي واقفة قدام باب غرفتها في المستشفى قلبي بيدق جامد عاوزاها تخرج بس وانا مش هزعلها والله هسامحها والله هسامحها بس ترجعلي انا بحبها، بحبها اوي وحتي لو ما اظهرتش ده الفترة الاخيرة ده لأني كنت زعلانة منها بس انا ماليش غيرها مهما عملت فيا هفضل بحبها، طيب هعيش لمين بعدها..
دموعي بتنزل وانا مغمضه عيني بدعي من جوايا يكون كابوس وهصحي منه دلوقتي فـ اروحلها جري واحضنها اشبع منها واملئ قلبي بـ ريحتها.
ـ هتكون كويسة يا كيان ماتقلقيش عليها بس انتِ ادعيلها هي محتاجة دعائك دلوقتي..
بصيت له كانت الرؤية مشوشة قدامي ولكني عرفته من صوته رجعت راسي لـ وري وانا بدعي ربنا:
ـ يارب ماما..
خرج الدكتور فـ جرينا كلنا عليه بـ لهفة
ـ ماما بقت كويسة صح ادخل اشوفها بالله خمس ثواني بس اطمن عليها و هخرج علي طول بس اشوفها واملي عيني منها..
ـ انا اسف مقدرناش ننقذ الحالة هي وصلتلنا وقلبها واقف من الدخان البقاء لله..
قال الدكتور كلامه ومشي بـ حزن وانا واقفة مكاني مش مستوعبة هو قال اي... خالتو بدأت تصوت ومريم بتهديها وهي بتعيط وزياد واقف في ركن دموعه بتنزل بـ صمت وانا واقفة متصنمة ببصلهم ومش قادرة اتحرك ولا اتكلم، حسيت بـ هالة سودا شدتني جواها وانا ببتسم وشايفة بابا وماما قدامي بيشاورولي..
ـ كيان.. اندهوا الدكتور بسرعة
#انيسي5
#بقلمي_Shahd_Farrag