رواية عشق مهدور الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم سعاد محمد
﷽
#الثامن_والعشرون
#عشق_مهدور
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قبل قليل بمنزل أيمن بالبلدة
كانت النظرات بين هويدا وعادل الحاده والشبه نافره، الإثنين كُل منهم يعتقد أن وجودهُ مع الآخر يُفسد عليه طموحه الذى يسعي للوصول إليه... ولابد من إتخاذ قرار حاسم بالإنفصال.
حاولت سحر تهدئة تلك النظرات قائله:
تعالي معايا يا هويدا نجهز العشا.
بضجر نهضت هويدا معها، بعد دقائق عادت سحر اليهم تنظر لـ أيمن نظره فهم معناها يشعر هو الآخر بتوجس من تلك النظرات المتبادله بين هويدا وعادل...
تبسم رحيم وهو يجلس على الارض خلف منضدة الطعام غير منتبه لنظرات هويدا وعادل لبعصهم، فقط تبسم لذاك الصغير الذى يلهو باللعب حولهم سحر على ظهره فتبسم لها، تحدث بمرح دون إنتباه لتلك القُنبله الموقوته:
الواد حسام ده خبيث
يعني مامته الحقيقيه قاعده قدامه، وهى اللى، زعقتلك، ورايح لـ ماما يقعد على رجلها عشان يتحامي فيها ويرجع يلعب تانى بعد شويه.
تهكم عادل قائلًا بقصد:
لاء عشان هو عارف مين الأحن وهطبطب عليه مش اللى ناسيه إنها مامته أساسًا.
نظرت هويدا له بغضب قائله:
قصدك أيه يا عادل، وإنت اللى حنانك عليه فايض.
تنفس أيمن يحاول الهدوء كذالك نظر لـ رحيم،نظرة أن يصمت ثم قال:
وحدوا الله خلونا نتعشى فى هدوء.
صمت الجميع وتناولوا الطعام دون شعور بأي حتى نهض أيمن قائلًا:
الجو برد تعالى يا حسام وسيب تيتا تعمل لينا سحلب يدفينا. شويه.
أخذ حسام من سخر وجلس فوق أريكه وجواره رحيم وعادل الذى ينظر لتعلُق طفله بجديه بغصه كذالك شفقه عليه، أنه لم يجد منه ولا من هويدا الحنان الذى يستحقه منهما،لكن ربما هذا لحُسن حظه أن ينشأ بعيدًا عنهما الإثنين وسط موده واضحه بين زوجين متفاهمين،أفضل منهما يجد منهم حنانً وإهتمامً بعيدًا عن ضغائن قلبيهم.
دلفت سحر تحمل صنيه على بعض الاكواب،وخلفها هويدا بوجه مُتجهم قليلًا،جلستن معهم،ظل صمت قليلًا الى أن تحدث رحيم دون إنتباه:
الضهر قبل ما أجي لهنا فوتت على سهيله،وإستقبلتني الحجه شُكران كمان آصف،رحبوا بيا،حتى الحجه شُكران رحبت بيا هى وآصف أكتر من سهيله والله.
تهكمت هويدا قائله:
طبعًا آصف لازم يرحب بيك ترحيب خاص عشان ينول الرضا،ناس ليها بخت وبتتنمرد عليه.
نظرت لها سحر بتحذير قائله:
فين البخت ده يا هويدا،ربنا بيوزع علينا نِعمهُ الكتير،بس فى المحظوظ اللى بيعرف قيمة النِعمه اللى فى إيديه وبيحافظ عليها .
تدخل رحيم بحُسن نيه قائلًا:
فعلًا آصف أعتقد أنه شخص كويس و...
-وأيه؟.
قاطعته هويدا بإستعجال وإستفسار:
غريبه حد فى البيت ده بيقول كلام كويس عن آصف
يكونش ماسك عليك ذِله.
توتر رحيم قائلًا:
ذِلة أيه يا هويدا،هو عشان قولت عليه أنه كويس يبقي منافق،أنا حاسس إنى مُرهق هروح أنام،تصبحوا على خير.
غادر رحيم الغرفه،بينما هويدا أجزمت أن هنالك سر يخص آصف مع رحيم،لكن لا يعنيها غير مصلحتها.
نظر لها أيمن قائلًا بعتاب:
ليه مقولتيش إنك مسافره القاهرة إمبارح.
نظرت هويدا بضجر لـ عادل قائله:
كنت حابه أعملها مفاجأة لـ عادل، بس واضح إنها معجبتوش.
زفر عادل نفسه بغضب قائلًا:
مش زيارتك هى اللى معجبتنيش يا هويدا، موضوع شغلك عند أسعد شعيب هو اللى مش مناسب ليكِ.
زفرت نفسها بقوه قائله بتسرُع:
أيه اللى مش مناسب ليا فيه،بالعكس دى فرصه كبيرة...زى فرصتك لما اشتغلت فى بنك استثماري،بتقبض أضعاف مرتبك،ده نفس الشئ،فرصه وجاتلى أقولها لاء أبقى غبيه،وأنا خلاص أخدت القرار،وهستلم الشغل بعد يومين.
نهض عادل مُتعصبًا يقول:
أنا قولتلك قراري لو.....
قاطعته هويدا بإحتداد هى الاخري قائله بلا مبالاة:
وأنا قولتلك محبش حد يحطني فى إختيار، بحسه تقليل شآن ليا و.....
حاول أيمن إمتصاص حِدة الحديث بينهم قائلًا:
إهدوا شويه، فى أيه، الموضوع للمناقشه، مش للخناق،إفتكروا إن فى طفل بينكم.
تنفست هويدا بقوه قائله بتحفيز:
وموافقتي عالشغل فى الوظيفه دى،عشان إبني،عاوزاه يعيش فى مستوي أفضل.
تهكم عادل قائلًا :
مستوي أفضل.... تعرفى أيه عنه أساسًا...
قاطعته هويدا بغضب وإستنفار تحاول الضعط عليه:
عاوزه سبل واحد لرفضك إنى أشتغل فى الوظيفه دى، ولا هى تحكمات فارغه وخلاص.
زادت عصبية عادل قائلًا
إنتِ ليه مُصرة أوي كده،أنا سبق وقولتلك إنى كلمت مدير البنك،وقالى فترة وهيدبر لك مكان فى البنك معايا.
تهكمت هويدا:
مكان أيه وبمرتب كام،ما أهو فرصه أفضل وبمرتب أفضل يبقى ليه أنتظر كلام فى الهوا مُجامله مش أكتر...ومفيش مشكله،ممكن أستلم الشغل ده لفترة وإن صدق مدير البنك بسيطه أبقى أقدم إستقالتي.
نظر لها عادل بإستهجان قائلًا:
بسيطه إزاي يا مدام،أكيد هيبقى فى عقد عمل بينك وبين أسعد شعيب،ولازمن هتتغصبي تكمليه للآخر،ممكن وقتها فرصة شغلك فى البنك تضيع،أنا بقول ترفضي من دلوقتي أفضل.
ردت هويدا بضيق:
لاء أنا أساسً مضيت على عقد عمل بسنه.
جحظت عين عادل بغضب قائلًا بإستنكار وتهديد مباشر:
يبقى بتهدمي حياتنا مع بعض،إنتِ واخده قرارك قبل ما تقوليلى،بتتصرفي على مزاجك،أنا قولت اللى عندي،قبولك للوظيفه دى قصاد إستمرار...
قاطعته هويدا بإستنفار وإختصار:
براحتك،خد القرار،بس أنا كمان مش هضيع فرصه زى دى قصاد تهديدك ليا.
لم يُذهل عادل،لكن ذُهل أيمن وسحر اللذان حاولا تهدئة الحديث،لكن لا فائدة،كلُ منهم وصل الى مآربه بإقصاء الآخر من حياتهُ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد منتصف الليل
بشقة آصف
بغرفة المكتب
بعد تلك المُشادة الحادة بينه وبين سهيله، لم يستطيع الخلود الى النوم، سيطر عليه الفِكر سهيله تسد كل الطُرق أمامه، كذالك تصد كل محاولاته التقُرب منها، كلما ظن ببوادر فرصه أضاعتها سهيله، ظل الفِكر يتلاعب بعقله يؤلم قلبه، ذهب الى غرفة المكتب علهُ يُشغل عقله قليلًا بالتفكير فى تلك القضايا يصرف ذهنهُ حتى لو قليلًا
عكف على دراسة بعض القضايا،دون أن يشعُر،سحبهُ الوقت الى ما بعد الثانيه صباحً.
بينما شُكران إستيقظت بعد أخذ قسط طويل من النوم،نهضت كعادتها ليلًا تقضي صلاة قيام الليل، ذهبت نحو المرحاض وتوضأت ذهبت نحو طاولة جوار الفراش نظرت عليها قائله:
فين السبحة بتاعتِ كانت هنا.
بحثت عن تلك المسبحة لم تجدها بالغرفه، تذكرت قائله:
يمكن نسيتها فى أوضة الجلوس.
ذهبت نحو تلك الغرفه فعلًا وجدت مسبحتها موضوعه على منضدة بالغرفه، جذبتها مُبتسمه وكادت تعود لغرفتها لكن لاحظت ضوء مُتسرب من غرفة مكتب آصف... ذهبت نحوها أكملت فتح باب الغرفه الموارب، تفاجئت بـ آصف الذى رفع وجهه ونظر نحو باب الغرفه تبسم لها حين قالت بإستخبار:
آصف أيه اللى مسهرك لدلوقتى إحنا قربنا عالفجر.
أزاح تلك النظارة الطبيه عن عينيه وقام بتدليك جبهته بإرهاق واضح قائلًا:
قضيه مهمه كنت بدرسها كويس.
غص قلب شُكران تعلم أن آصف لا يود أن يعترف بالحقيقة أنه ساهد بسبب آنين قلبهُ، إقتربت من المكتب وأزاحت ذاك الحاسوب الذى كان أمامه قليلًا، كذالك أغلقت ذاك الملف الورقى الذى أمامه تبسمت له قائله:
طب كفايه كده، ويلا قوم معايا ريح عقلك من التفكير فى القضايا، إفصل عقلك شويه.
تبسم لها قائلًا:
تمام يا ماما أنا أساسًا خلصت دراسة كل أبعاد القضيه، بس أيه اللى مصحيكِ دلوقتي.
تبسمت له قائله:
أنا بصحي فى الوقت ده دايمًا، بصلِ قيام الليل، وأدعيلك إنت وإخوا...
قطعت تلك الكلمه الاخيره تشعر بوخزات مؤلمة للغايه هى إفتقدت أحد أبنائها، رغم ذلك مازال لسانها يذكرهُ وقلبها يتضرع آلم الفقد، تخُصه بالدعاء بالغفران، مثلما تدعو لـ آصف وآيسر أن يحصُلا على كُل ما يجعلهم سعداء، أكملت قولها:
يلا بلاش تسهر كفايه كده، بعدين إنت وسهيله رجعتوا أمتي من الحفلة.
غص قلب آصف قائلًا:
رجعنا بدري، إنتِ عارفه إن مش بتستهويني الحفلات دى، يادوب فضلنا شويه ورجعنا.
تبسمت له قائله:
طب بلا قوم كفايه.
تبسم لها ونهض واقفً يقول:
حاضر يا ماما هقفل الابتوب واروح انام.
وضعت رأسها بين يديه، وأخفضت رأسه وقبلة صفحة وجهه بأمومه قائله:
تصبح على خير.
تبسم لها لكن هى قالت له بتحذير:
ريحة هدومك سجاير فاقعه
خف سويه منها ،عشان صحتك،واضح إنى مش لازم بس أمنعك إنك تدخن هنا فى الشقه قدامى بس، كمان حاول تقلع عنها.
تبسم لها دون رد،تبسمت له قائله:
خليك زى آيسر محافظ على صحته.
تبسم لها قائلًا:
إدعيلى وإنتِ بتصلِ،ربنا يتوب عليا منها.
تبسمت له وربتت على كتفه قائله:
هدعيلك براحة القلب وكما التوبه من السجاير.
إنحني يُقبل يدها،شعر بهدوء قليل فى قلبه قائلًا:
ربنا يخليكِ لينا يا ماما.
تبسمت له،وتركته لكن وقفت أمام باب الغرفه قائله بتحذير:
أوعي ترجع تاني تقرأ فى الملفات،روح أوضتك إرتاح.
أومأ لها مُبتسمً بطاعه.
بعد ثوانى خرح من المكتب وتوجه نحو غرفته لكن أثناء سيرهُ لفت نظرهُ باب غرفة سهيله الموارب قليلًا، بالكاد نظر الى داخل الغرفه لاحظ ضوء الغرفه الخافت، رجح عقله بالتأكيد سهيله نائمه لن تشعر لو دلف الى الغرفه وألقى عليها نظرة قبل أن يذهب الى غرفته، نظره يختزنها بقلبه الى الصباح... بهدوء أكمل فتح باب الغرفه ودلف مثل اللصوص الى الغرفه، إقترب من الفراش وقف يتآمل ملامحها وهى نائمه هادئه، بشوق تحكم فى قلبه إنحني وضع قُبله خاطفه على وجنتها ثم نهض سريعًا خشية أن تصحو وتفزع من وجوده بالغرفه، غادر مثلما دلف وجذب باب الغرفه أعادهُ مثلما كان موارب وقف جوار باب الغرفه يتنفس بإشتياق يتغلغل بكل ذرة فى كيانه، فاق من تلك الحاله خشية أن تراه والدته.. ذهب الى غرفته نظر الى زواياها رغم وسعها لكن شعر كآنها فضاء شاسع وهو فيه وحيد،يشعر آنه مثل الظمآن وهى مثل الخمر مُحرمه.
بينما سهيله فتحت عينيها لم تكُن غافيه، كانت مُستيقظه وشعرت بدخول حين سمعت صوت زمجرة الباب الشبه خافته، شعرت برجفه فى جسدها، كذالك إنعكاس جسد آصف وهو يقف جوار الفراش كان مثل مارد الحكايات القديمه، حتى تلك القُبله الذى وضعها على وجنتها، للحظه كادت تفتح عينيها، وتكشف أنها تشعر به وتعلم أنها ليست المره الأولى الذى يفعل ذلك، ويتسلل الى غرفتها خِلثه ظنًا منه أنها نائمه، حتى أثناء وجود جدتها معهم كانت تشعر به، تنفست، تشعر كآنها بصراع غير حميم بين عقلها وقلبها،قلبها الذى عاد يخفُق،أحيانًا يُعيدها الى تلك البريئه التى كانت تذهب الى البُحيرة،تشتاق الى نفسها بهذه الأيام كان قلبها صافي مثل مياة البُحيره، لكن عقلها يُحذرها من الإنحناء مره أخرة وتذوق تلك المياه
فـ ملوحتها طمست عذوبة قطرات الندي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
باليوم التالي
ألمانيا ظهرًا
أحد أقسام الشرطه
دلفت روميساء بصُحبة والدها، الذى لا يظهر عليه توتر عكس روميساء التى شعرت بتوتر مصحوب بفضول لمعرفة سبب ذاك الإستدعاء الذى وصل الى مسكنها وأخبرها بضرورة ذهابها معهم الى أحد مخافر الشُرطه من أجل إستجواب، لم تتذكر ما فعلته بـ آيسر، كان عقلها يُفكر مثل الحاسوب الذى يسترجع معلومه،لا تتذكر شئ،الى أن دخلت الى تلك الغرفه ورأت آيسر بجلس على مقعد مقابل ذاك الشرطي الجالس خلف مكتبه،لكن وقفت مذهوله وهى ترا آيسر رسم بعض الفزع حين رأها،وإنكمش قليلًا بتمثيل،لكن ذاك لم يفرق معها،الذهول كان بسبب ذاك الضماد الكبير الموضوع حول رأس آيسر يلفها بالكامل كآنها رأس أخري من القطن، كذالك ضمادين حول ساعديه الإثنين، ذاك الأحمق بالغ كثيرًا هى فقط ضربته بتلك المزهريه الصغيرة فوق رأسه لا تُسبب كل هذا الضرر الواضح عليه، كذالك تلك النظرة المُرتعبة الذى تعمد إظهارها أمام الشُرطي... شعرت بغيظ من إفتراؤه وشبه تيقنت أن ذاك الآفاق هو سبب ذاك الإستدعاء... بينما والدها نظر الى آيسر بشبه تفاجؤ وذهب نحوه سألًا:
آيسر شو حصلك؟.
إدعى آيسر الآلم وتمسكن قائلًا:
إسأل بنتك يا عم... كل ده عشان طلبت منها إننا نتجوز، كان سهل ترفض وأنا كنت هواسي قلبِ المُتيم بها،لكن هى إفترت عليا وضربتني قدام اللى كانوا فى المطعم،لو مش هما اللى إدخلوا كانت غزتني بالسكينه فى قلبي،مش مكفيها كسرها لقلبي.
حاول مدحت إخفاء بسمته،لكن فلتت منه بسمه طفيفه يعلم أن آيسر يُبالغ كثيرًا.
بينما نظرت له روميساء بسخريه وغيظ ودت فعلًا لو معها سكين كانت رشقتها بحلق هذا الاحمق الكاذب.
بينما وجه الشُرطي لها تهمة الإعتداء بالضرب على آيسر وأخبرها أن هنالك تقرير طبي من المشفى يُفيد تلقيه ضربه فوق الرأس كانت من الممكن أن تقتله، كذالك طعنتين بسكين فى يديه،كما أنه يوجد شريط مصور لذالك وأيضًا شاهد.
ذُهلت وهى تنظر الى آيسر بغضب قائله بالألمانيه:
ده كذب وإفتراء،أنا فعلًا ضربته على راسه بس دى مزهريه صغيرة ما بتسبب كل هديك هو عم يبالغ.
نظر آصف الى ذاك الشخص الواقف قائلًا بمرح:
إنزل بالترجمه يا أخ انا جايبك من السفاره المصريه عشان تترجم لى مش تقف تبتسم.
أخفي ذاك الشخص بسمته وترجم له نفي روميساء ذلك،لكن إعترفت انها بالفعل ضربته بالمزهريه.
تنهد براحه قائلا:
أهو كويس الإعتراف سيد الادله،إمسك فى الاعتراف ده وزود بقى براحتك.
نظرت له روميساء وتحدثت بالعربية:
شو بدك يا آيسر من هديك الإتهام.
رسم آيسر الآلم قائلًا:
سبق وطلبت منك نتجوز.
نظرت له بعيظ قائله:
بس أنا قولتلك إنك شخص...
قاطعها:
أنا شخص طيب وحنون،كمان طيار يعنى فيا كل المُميزات الزوج المثالى.
تهكمت عليه روميساء سأله:
وشو هى مُميزات الزوج المثالي بنظرك،تكون متل بايك المتزوج تلاته ولا أخوك اللى طلق مرتهُ؟.
تبسم بسماجه قائلًا:
لو تشوفى حال أخويا وهو بيعمل المستحيل عشان يرضي مراته،كفايه إنه طردني من الشقه بتاعته،عشان مسببش حرج لمراته.
تهكمت قائله:
طب وبايك زوج التلاته.
رد ببساطه:
أنا مختلف تمامً،سبق وقولتلك إنى طيار.
تسألت روميساء بزهق:
وشو فيها الطيار مشان يكون ميزه.
تبسم قائلًا:
طيار يعنى كل رحله فى بلد شكل وغايب طول الوقت ودي فرصه هبقى شخص مُتجدد مش على نمط واحد... ده غير الهدايا اللى هجيبهالك من كل بلد أروحها.
نظرت له بحُنق قائله:
كل هديك ما بيفرق معي،انا بدي زوج عاقل...وهديك مو عندك.
نظر لها ببساطه قائلًا:
براحتك أنا عديت عليكِ مميزاتِ،وإنت اللى مُصره على رفص النِعمه،إنت يا أخ قول للظابط اللى قاعد زى الاطرش فى الزفه ده،يكمل بقية القضيه التفاوض الودي فشل.
نظرت له روميساء بغضب قائله:
شو قصدك يا آيسر.
رد بسماجته:
قصدي بقى طالما مفيش جواز يبقى فى سجن،ده غير التشهير طبعًا فى الشركه اللى بتشتغلي فيها.
-سجن!.
هكذا ذُهلت روميساء قائله:
وزواجي من شخص كذاب وآفاق ومعنده أخلاق مش سجن؟.
تبسم آيسر:
سجن برضوا بس سجن لذيذ و...
كاد يكمل آيسر بوقاحه لكن نحنحة مدحت جعلته يصمت للحظات وتبسم قائلًا:
القرار ليك يا رومس
يا توافقي تتجوزيني ونكتب الكتاب دلوقتى،يا أما نكمل محضر التهجم على شخص برئ والتشهير ومش بعيد يرفدوكِ ويخافوا على زملائك فى الشركه منك،آه ده غير مفيش راجل هيقرب منك يخاف لا تقصفي عمره بدري.
تهكمت بحنق قائله:
وإنت ما خايف على عُمرك.
رد آيسر ببرود وعاكسها:
عُمري كله فداكِ يا جميلتي.
تنحنح مدحت قائلًا:
لاحظ يا آيسر إنى بايها وإنى معكم بالمخفر.
تبسم آيسر قائلًا:
آسف يا عمِ،بس جمال الرومس بتنسيني الدنيا،ها يا جميلتي العنيفه،نكمل المحضر ولا نكمل الجوازه،فى الحالتين أنا كسبان.
زفرت روميساء نفسها وهى تنظر الى ذاك الشرطي المُتخفز،ذاك الاحمق ضيق عليها الخناق،لكن لن يكسب تلاعبت ربما تكسب وقتً قائله:
أوكيه موافقة أتزوجك.
لكن آيسر كان أذكى منها وتبسم بظفر وتصميم قائلًا:
تمام بلا
هنروح السفاره المصريه دلوقتي نكتب الكتاب.
-شووووو!.
كان ذلك رد روميساء المذهوله والذى أكده آيسر:
هنكتب كتابنا دلوقتي فى السفاره المصريه بـ ألمانيا كل شئ حاهز على حضور العروسين يا جميلتي العنيفه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور عشرون يوم
صباحً
بشقة آصف
على طاولة الفطور، كان الصمت يسود بين ثلاثتهم الى أن نظر آصف نحو سهيله التى تتناول الطعام بصمت تبدوا كآنها شاردة ، شعر وخزات قويه فى قلبه، جذب كوب الماء إرتشف القليل ثم تعمد النظر لها وهو يقول:
أنا مسافر النهارده بعد الضهر أسيوط عندي قضيه هناك.
رفعت سهيله عينيها عن طبق الطعام ونظرت له،للحظه شعرت بالتوجس،شاركتها شُكران نفس الشعور وقالت:
أسيوط!.
وهتبات هناك؟.
نظر لها آصف ببساطه قائلًا:
أيوه، القضيه بكرة الصبح، وبعدين مالها أسيوط بتقوليها كآني رايح قاره تانيه.
نظرت له شُكران تشعر بتوجس قائله:
مش أسيوط اللى قبل كده كانوا....
توقف الحديث بحلق شُكران لا تود فرض السوء، ثم أكملت بأمومه:
هترجع إمتي بالسلامه.
نظر آصف لـ سهيله الصامته قائلًا:
مش عارف... مش عارف يمكن أبات كمان بكره هناك... هبقى أتصل أطمن عليكِ.
رغم ذاك القلق الذى إنتاب سهيله لكن ظلت صامته كآنه لا يعنيها الآمر، مما زاد غصوص قلب آصف، بينما تبسمت شُكران رغم توجُسها، قائله:
ترجع بالسلامه.
نهض آصف من خلف طاولة الطعام قائلًا:
أنا شبعت،هروح أوضتي أخد موبايلى ومفاتيح العربيه.
اومأت له شُكران ببسمه حنونه،كان يود بسمه من سهيله لكن إدعت الإنشغال بالعبث فى طبق طعامها.
نظرت لها شُكران بآسف،آصف يتحمل أكثر من طاقته فى التعامُل معها،يتمني منها فقط طرفة عين برضا،حقًا تُعطي لها عُذر لكن آصف إبنها وتود أن يحصل على السعادة التى على بُعد خطوة واحده ببسمه فقط من سهيله...زفرت نفسها تدعي أن يرق قلبها،من أجل سعادتها هى الأخرى،خبرة السنوات أعطتها جزءً من فهم من أمامها،سهيله مثل آصف تتعذب بين قرار أسهلهما صعب.
بعد دقائق خرج آصف من غرفته أثناء سيرهُ بالرُدهه كاد يصتطدم بـ سهيله التى توقفت،تبسم لها آصف الذى توقف هو الآخر،كادت تمُر سهيله من جوارهُ بصمت لكن تعمد آصف وضع يدهُ على جانب خصرها وقربها منه وقبل وجنتها هامسًا:
هتوحشيني يا سهيله.
إرتجفت سهيله وبرد فعل تلقائى إبتعدت عنه سريعًا،وقفت تزدرد ريقها ونظرت له تشعر بمشاعر مُختلطه بين صراع نفسي داخلها يخشى تقارب آصف،وشعور آخر أصبح يتقبل إقتراب آصف،لكن حسم هذا الصراع ونظرات الأعين بينهم، شُكران التى إقتربت منهم مُبتسمه تقول:
كويس إنك لسه هنا يا آصف، كنت ناسيه أقولك صفوانه خلاص كملت الخمسه ستين سنه، وراحت تدور عالمعاش بتاعها ومعرفتش تخلص الورق المطلوب منها، عاوزاك تبقى فى يوم فاضي تروح معاها كفر الشيخ تخلص ليها الإجراءات دى.
تبسم آصف قائلًا:
تمام يا ماما، خليها تشوف أى يوم وأنا هفضى نفسي، يلا مش عاوز أتأخر عالمحكمه، خلي بالك من نفسك ومن سهيله.
تبسمت له قائله:
ترجع بالسلامه.
غادر آصف تنظر شُكران تشعر بقلق، كذالك سهيله التى إستغربت توصيته لوالدته عليها، رغم أن كان لابد أن يقول العكس، وضعت شُكران يدها على كتف سهيله وتبسمت لها، تبسمت سهيله هى الأخري.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أمام البنك الذى يعمل به عادل
كادت هويدا أن تترجل من سيارة الأجرة، لكن ظلت جالسه بالسيارة حين رأت عادل يسير مع إحدي النساء كانت غير واضحة الملامح بسبب تلك النظارة التى تضعها حول عينيها لكن من زيها الآنيق تيقنت إنها سيده ذات شآن والا لما رافقها الى خارج البنك، لكن لما يفعل ذلك،
فـ هو غير مُلزم برفقتها الى خارج البنك..ظلت تتطلع لهما الى أن خلعت نظارتها وظهرت رؤيتها لمن تلك المرأة وكذالك فتحه لها باب سيارتها الخاصه وتوديعه لها بحفاوة،تفوهت بتعجُب:
شهيرة،مرات أسعد شُعيب.
ـــــــــــــــــ
ليلًا
بشقة آصف
رغم شعورها بالإرهاق منذ أن عادت من المشفى، لكن لا تعلم سببً لسُهدها خاولت النوم لكن لا فائدة، كذالك هنالك شعور آخر شعرت به الليله عاشت ذاك الشعور سابقًا حين كانت بالسجن، شعور بالخوف فى قلبها، لماذا هذا الشعور تشعر به مع زيادة خفقان فى قلبها، رغم أنها ليست أول ليله لها بهذه الشقه كما أن الشقه بمنطقه آمنه وبها حراسات خاصه، لكن تشعر بخوف، أخبرها عقلها ربما لآن هن ثلاث نساء فى المنزل وحدهن...
ماذا!
هل وجود آصف جوارها يُعطيها أمانً، بالتأكيد لا، هذا فقط شعور عابر أو ربما من الذكريات المؤلمة...
لكن عادت تعترف:
إعترفِ يا سهيله إنتِ حاسه بخوف عشان غياب آصف ولا خايفه عليه
أسيوط هى البلد اللى سبق قبل كده وإتصاب فيها.
زفرت نفسها بدُعاء قائله:
يارب، أنا نفسى أرتاح، حاسه إنى زي اللى تايه وبيجري فى أرض محاوطها شوك من كل إتجاه مش عارف يخرج منها يوصل لأول الطريق.
حِيرة، أم خوف ما يغزوا قلبها
حِيرة... من مشاعرها التى ظنت أنها دفنتها
خوف... من آصف أم خوف عليه
عودة إقتراب آصف منها وضعتها فى صراع غير محسوم.... أي إختيار فيهم صعبً.
بـ أحد فنادق أسيوط
فتح آصف هاتفه، نظر لتلك الصوره تنهد بإشتياق، لكن سرعان ما غص قلبه، هو على يقين أن سهيله بالتأكيد نائمه لا تُفكر فيه،زفر نفسه وهو ينهض من فوق الفراش جذب السيجار وأشعله،ثم جلس على إحد مقاعد الغرفه نفث الدخان مثل سحابه رماديه أمام عيناه تغشي من الرؤيه،زفر نفس آخر إزدادت تلك السحابه،وعقله يُفكر فيما وصل له حاله
من ذاك المُتعقب وماذا يريد منه،سهيله نفسها سألته من من أنت خائف،لا يعرف الإجابه
هو ليس خائفً على نفسه هى فقط،حتى ذاك المُتعقب الذى أوقع به حين ضغط عليه أخبره أنه أخذ الأمر من"أسعد شعيب"
بالتأكيد هو كاذب،كان سهلًا عليه مواجهة والده لكن على يقين أن هنالك شخص آخر لديه هدف،فى أثناء إنشغال عقله صدح رنين هاتفه...نهض واقفًا وجذبه من طاوله جوار الفراش قام بسماع الآخر يُخبرهُ:
آسف إنى ازعجتك
يا باشا فى الوقت ده،بس حضرتك قولتلي أتصل عليك فى أى وقت،باشا أنا جبت لحضرتك تسجيلات كاميرا المستشفى فى اليومين اللى طلبتهم،بس ده غلبني أوي على ما عرفت اوصل لهم وأطلعهم من أرشيف تسجيلات كاميرات المستشفى،بصعوبه وصلت لهم،لأنهم كانوا محفوظين بسبب قضية المرحوم سامر بيه.
شعر آصف بغصه،لكن قال بهدوء:
تمام كويس أنا راجع بكره المسا القاهره إستنانى فى محطة القطر أخد منك الشرايط دى.
أغلق آصف الهاتف،وتمدد فوق الفراش عقد يده حول رأسه يُفكر،هل سيصل الى قاتل أخيه ويُبرأ سهيله كما كانت تستحق من البدايه،كذالك سيأخذ قصاص أخيه من قاتله... لديه يقين سر قاتل سامر يكمُن فى تلك الشرائط.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشقه سكنيه بمنطقه بعيده
نهض يُدثر جسدهُ العاري،يشعر بالرُعب والهلع
وهو يرا ذاك الذى يقف جوار الفراش ينظُر له بتحفُز وتسليه،ثم نظر الى الشخص الآخر المُمدد لجواره عاري هو الآخر،نظرة تقزُز وإشمىزاز،ذُهل وهو يرا الفراش داميًا بسبب دماء رفيقه،نظر اليه بهلع قائلًا:
آصف باشا...
قاطعه صفعه قويه على وجهه قائلًا:
كنت مفكر إنى مش هعرف أوصلك،مفكرني غبي وصدقت كدب الحمار الغبي اللى كنت باعته يراقبني، أنا سيبتك تبلع الطُعم...بس خلاص جه وقت الحساب أنا مش هسيبك تموت بالساهل هخليك تتمني الموت فى كل لحظه وإنت بتشوف النار بتاكل جسمه زى الفتله ما بتتحرق فى قلب الشمعه.
بالفعل جذب آصف تلك الزُحاجه التى كانت فوق المنضدة، نظر لها بنفور قائلًا:
لاء ماركه نضيفه ومُعتقه كويس ونسبة الكحول فيها مظبوطه، واضح إن القذر اللى معاك دماغه خفيفه يمكن لسه مبتدأ وسلم بسرعه، يلا الباقى من حظك إنت.
قال هذا وسكب محتوي تلك الزجاجه فوق رأسه، ثم ألقى الزجاجه جواره على الفراش ثم أخرج من جيبه قداحته وقام بإشعالها ولم ينتظر ألقاها فورًا عليه ليشتعل الدثار،ألقي عنه الدثار لكن النار كانت إستعرت بجسده وآصف ينظر له بتسليه
نهض من النوم بفزع،يتلفت حوله كآنه فعلًا كان بين تلك النيران يشعر بحرارتها فى جسده
نظر الى جواره كان الفراش خاويًا...بدأت حرارة جسدة تهدأ،لكن عقله لن يهدأ،قبل أن ينتهي آصف...جذب هاتفه وقام بإتصال وإنتظر الرد قائلًا بشرر وآمر:
آصف ميرجعش حي من أسيوط.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ظهيرة اليوم التالى.
بشقة آصف
تبسمت سهيله وهى تستقبل رحيم الذى دلف الى الشقه قائلًا:
مفيش حد معاكِ فى الشقه ولا أيه
فين الحجه شُكران وخالتي صفوانه؟.
ردت ببسمه:
راحوا المطار بستقبلوا خطيبة آيسر،او بالاصح مراته هى وباباها جاين عشان هيعملوا فرحهم هنا فى مصر،بس كويس إننا لوحدنا عشان كان عندي سؤال لك،ومكنش فى فرصه نبقى على إنفراد لوحدنا عشان أعرف إجابته منك.
تبسم رحيم بفضول سألًا:
وأيه السؤال ده اللى محتاج إننا نبقى على إنفراد!.
نظرت لملامح وجه رحيم وهى تسأله:
أيه اللى مخبيه عليا وآصف يعرفه،مفكرني مش ملاحظه إنتِ الوحيد غير هويدا اللى دافعت عن آصف،غير كمان كذا مره لفت نظرى إنك بتتحاشي النظر لـ آصف
كآنك مكسوف منه...قولى السبب يا رحيم مش عاوزه إتصدم فيك إنت كمان.
«يُتبع»
للحكايه بقيه.