close

رواية عشق مهدور الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم سعاد محمد


 رواية عشق مهدور الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم سعاد محمد 


#الثالث_والثلاثون 

#عشق_مهدور

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

دفست رأسها بين عُنقهُ تتنفس تشعر بإرهاق رفعت إحد يديها تُمسد على عُنقه شعرت بعودة النبض شبه بإنتظام،كذالك أصبح جسدهُ شبه دافئ،تنهدت بإرتياح لكن سُرعان ما زفرت نفسها بحِيره تضرب رأسها،آصف بعد وقت ستنخفض درجة حرارة جسده مره أخري،لابد من أن يذهب الى مشفى كى يتم التعامل مع حالته بطريقه أفضل،نفس الوقت سمعت صوت صدح من الخارج،شعرت بطمآنينه فى قلبه،وأخفضت وجهها فوق صدره ثم رفعت رأسها،قائله:

ده آدان الفجر الأولاني،بس مين اللى خرج من بيته فى طقس عاصف زى ده وراح للمسجد يآذن...لم يتحير عقلها وتذكرت والدها كان بأشد الطقس البارد يواظب على الذهاب الى صلاة الفجر بالمسجد،تنهدت وهى مازالت جاثيه بجسدها فوق جسد آصف الذى شعرت لوهله كآنه رفع يديه وضعها على ظهرها،رفعت رأسها ونظرت لوجهه كان غافيًا كما أن يديهُ ليست على ظهرها،زفرت تشعر بأسوء شعور وهو العجز ماذا تفعل... فجأة إهتدى عقلها لا يوجد غير آيسر... سُرعان ما بوخت عقلها: 

آيسر فى القاهرة... لكن مفيش قدامي غيره يمكن يعرف يتصرف. 


نظرت نحو هاتفها الموضوع على طاوله جوار الفراش، لا يوجد لديها حل آخر آصف يلزمه عنايه خاصة وبأسرع وقت،إبتعدت عن جسد آصف،جذبت هاتفها فتحته سريعًا على رقم هاتف آيسر،لكن فجأة بدأ الهاتف يُنير بوميض مُنبهًا بإنخفاض شحن البطاريه،قد يفصل بأى لحظة،زفرت نفسها تنهيد،نظرت نحو آصف،وضعت يدها على جبينه مازال جسده شبه دافئ،نهضت من فوق الفراش وجذبت ملابسها مره أخري إرتدتها بعُجاله قائله:

موبايلي مش هيكمل دقيقه ويفصل، وأكيد مفيش شاحن هنا، 

مفيش قدامي غير موبايل آصف،بس هو فين،هو كان معاه لما قفل عليا الأوضه،أكيد فى الدور اللى تحت،مفيش قدامي غير إنى أنزل أدور عليه.


حسمت أمرها بالنزول للأسفل لكن قبل أن تخرج من الغرفه توقفت للحظه قائله:

إفرضي المجرمين يكونوا رجعوا تاني،أحسن حاجه أخد السلاح معايا إحتياطي.


بيد مُرتعشة كآنها ليست طبيبة أخذت السلاح وخرجت من الغرفة 


بينما آصف بدأ يعود له شعور البرد مره أخرى وأصبح تركيز عقلهُ ينسحب تدريجيًا.


ترجلت سهيله عبر سلالم المنزل  تبحث عن هاتف آصف ترفع السلاح قليلًا،الى أن وقفت على آخر درجات السلم،رأت بؤرة الدماء التى أسفل جسد ذاك المجرم،للحظة تيبس جسدها من منظرهُ كان ضخمًا،أضخم من آصف ببضع الكيلوجرامات، تذكرت آصف، نفصت ذاك التيبُس عن جسدها، عادت تبحث عن الهاتف رأت ذاك النصلين الكبيرين كذالك نصل صغير،  لم تلمس أى شئ،حتى لم تقترب من ذاك المجرم،وقع بصرها على هاتف آصف بأحد أركان الرُدهه،ثم نحوه سريعًا وإنحنت وأمسكته تنهدت بإرتياح قليلًا لكن شاشة الهاتف كانت شبه مُحطمه،فتحت ذر التشعيل أضاء الهاتف لكن كان هنالك رمزًا خاص لفتح الهاتف،زفرت نفسها بشبه يآس،لكن أخذت الهاتف وصعدت مره أخري الى الغرفه وضعت السلاح،وإقتربت تنظر لـ آصف وضعت يدها على جبيبنهُ،البروده عادت له قليلًا،فكرت ربما يكون النمط الخاص بفتح هاتف آصف هو بصمة أصابعه وقفت تشعُر بحيره،تنهدت وفركت جبهتها بآناملها تُفكر،إهتدت الى كتابة إسم آصف،لكن لم يفتح الهاتف،تنهدت ثم فكرت مره أخرى،وكتبت إسمها تفتحت عينيها وتنهدت بإرتياح حين فتح الهاتف،سريعًا فتحت على الأرقام المثبوته على الهاتف وآتت برقم هاتف آيسر وإتصلت عليه مباشرةً، تتلهف ردهُ سريعًا دون إنتباة للوقت. 


بشقة آيسر 

كان نائمًا يضم روميساء بين يديه، سمع رنين هاتفه، تنهد بتجاهُل له وضم روميساء أكثر، بينما روميساء شعرت بالانزعاج،بسبب معاودة الرنين،فتحت عينيها قائله:

آيسر موبايلك عم بيرن.


تنهد آيسر بنُعاس قائلًا:

سبيه يرن... دلوقتي  اللى بيتصل يزهق ويقفل هو. 


-لساه عم بيرن،آيسر،قوم شوف مين باركي شئ مهم.









فتح آيسر عينيه قائلًا بضجر:

شئ مهم قبل الفجر،عالعموم طالما  صحيت اشوف مين اللى بيرن. 


جذب الهاتف  من طاوله جوار الفراش ونظر الى الشاشه زفر نفسه بغضب قائلًا: 

ده آصف أكيد بيغلس، مفكرنى عايم فى هنا وغرام. 


وسعت روميساء عينيها وإبتعدت عنه بغضب قائله: 

قصدك شو، إنت مو متهني معي، إحنا لسنا بأولها.... 


قبل أن تستكمل حِدتها جذبها وضم شفاها فى قُبله جامحه،للغرابه تقبلت القُبله بترحيب،لكن مازال صوت رنين الهاتف مُستمر،ترك آيسر شفاها مُغصبًا،ونظر الى وجهها مُبتسمًا وغمز عينيه،يقول بمكر:

أنا هقفل الموبايل خالص،واضح إن رزق الفجريه بيبقى كتير.


فهمت إيحاؤه شعرت بخجل وقالت بتعلثم:

لاء،واضح إن أخوك بده إياك بشئ مهم،الموبايل ما يبطل دق،رد عليه.


تبسم آيسر قائلًا بغمز:

هرد عليه بس عشان أقوله يبقى يتصل كل يوم فى الوقت ده و...  


تسرعت روميساء قائله:

رد عليه وبلا رغي كتير.


ضحك آيسر وضغط على ذر الرد قائلًا:

مش برد عليك ليه الإزعاج يا.....


قطع بقيةحديثه حين سمع صوت سهيله تقول:

أنا مش آصف يا آيسر أنا سهيله.


إنخض آيسر سائلًا:

خير يا سهيله بتتصلِ من موبايل آصف ليه،آصف بخير؟.


ردت سهيله: 

لاء، آصف مش بخير آصف لازم يتنقل لمستشفى بأسرع وقت. 


إنتفض آيسر من فوق الفراش بلهفه سألًا: 

إيه اللى حصل، وإنتم فين؟.


أجابته بإختصار:

اللى حصل هقولك عليه بعدين دلوقتي آصف لازم يتنقل لمستشفى فورًا، إحنا فى بيت البُحيره، والجو عاصف...


قاطعها آيسر مره أخرى: 

تمام أنا هتصرف، بس بلاش تتصلِ على ماما. 


-تمام بس بسرعه حالة آصف بتتأخر مع الوقت. 


شعر آيسر بوجع فى قلبه قائلًا: 

لاء أنا هتصرف بسرعه، وإن شاء الله آصف هيبقى بخير،هرجع أكلمك تاني. 


أغلق آيسر الهاتف، وذهب نحو دولاب الملابس فتحه وأخرج له ثياب وبدأ يرتديها بعُجاله، 

لاحظت روميساء طريقة حديثه مع سهيله كذالك رجفة يدهُ على الهاتف وملامح وجهه، تسألت بلهفه: 

شو فى آيسر، ماله آصف. 


رد بلوعه: 

مش عارف سهيله قالت لى إنه حالته خطر ولازم يتنقل لمستشفى  بأسرع  وقت ولازم أتصرف، أنا رايح المطار، وإنتِ لو ماما إتصلت عليكِ بلاش تقولي  لها حاجه عن مكالمة سهيله قبل ما نطمن وأعرف حالة  آصف بالظبط، ماما قلبها مش هيتحمل وجع تاني. 


أومات له برأسها قائله: 

ما بقولها شئ، بس إبقى دِق لى وطمني. 


أومأ لها وخرج مُسرعًا. 


جلست روميساء  فوق  الفراش دخل لقلبها شعور جديد من ناحية آيسر 

شخصيه أخرى ظهرت ملامحها بوضوح، شخصية  تشعر بالمسؤليه نحو أخيه. 


بعد دقائق معدودة 

بـ مطار القاهره وصل آيسر 

دلف الى أرض المطار مباشرةً، بلهفه توقف أمام طائرة إسعاف مُجهزه، حين تحدث له أحد مديري المطار قائلًا: 

الطياره جاهزه، بس خد بالك صحيح العاصفه يادوب هديت بس أكيد لها توابع فى الجو، التحليق بالطيران فى وقت زى ده إنتحار، وكمان طبعًا مفيش دكتور أو ممرض هيقبل يبقى مرافق معاك، صحيح الطب رسالة ساميه، بس الروح عند صاحبها  غاليه. 


بتسرُع وهو على سُلم الطائرة تحدث آيسر: 

مش محتاج لدكتور ولا ممُرض، كل اللى محتاجهُ طياره طبيه مُجهزة، ومتخافش عليا ناسى إني درست طيران حربي قبل الطيران المدنى، عندي شوية خبره فى المناورات. 


تنهد الآخر بقلة حيله، بينما أغلق آيسر باب الطائرة وبدأ يُحلق بها فى السماء غير آهب بسوء الطقس. 


بينما بمنزل البُحيره. 

من الحين للآخر تجث سهيله حرارة جسد آصف التي بدأت تعود للبروده مره أخري، لحظة الإنتظار كآنها سنوات واقفه لا تمُر

شعرت برجفه حين صدح رنين هاتف آصف،فى البداية ظنت أنه آيسر،نظرت للهاتف الذى تحتفظ به فى يدها،لكن وجدت رقم آخر غير مُسجل مع الأرقام الخاصه به،تحير عقلها بعدم الرد،لكن ردت ربما يكون رقم  آخر لـ آيسر،أو يتواصل معها برقم شخص آخر معه...لكن تفاجئت حين قامت بالرد وآتاها صوت روميساء... لامت عقلها كيف لم تنتبه الى الرقم، ربما بسبب عدم تركيزها، تسألت روميسأء: 

كيفهُ حال آصف هلأ. 


زفرت سهيله نفسها بآسف: 

للآسف الحاله بتسوء، آيسر كلمني وهو فى المطار وقالي إنه هيجي للبحيره بطيارة هليكوبتر مُجهزه طبيًا، بس الجو فيه عواصف ربنا يستر. 









رغم شعور روميساء بالقلق الزائد على آيسر لكن شعرت من نبرة صوت سهيله المُضطربه تحتاج الى من يبث الأمل بقلبها فقالت:

إن شاء الله آيسر هيوصل للـ البحيره وكمان آصف هيتحسن.


آمنت سهيله على قولها، رغم أنها طبيبه ورأت من هم اسوء من حالة آصف سابقًا حقًا كانت تشعر بالآسف عليهم،لكن آصف تشعر كآن روحها مسحوبه. 


حاولت روميساء  معرفة ما حدث لـ آصف لكن سهيله راوغت أخبرتها أن هنالك لص تسلل للمنزل،لكن بداخلها تعلم أن هذا ليس لصًا،السلاح الذي رأته مع آصف كذالك تلك الحراسه التى يفرضها عليها ليست بدون سبب،تنهدت بآسف متي غزا قلب آصف الخوف لهذه الدرجه.


ظل هنالك حديث بين روميساء التى يزداد القلق فى قلبها،فلقد مضى أكثر من ساعتين ولم يصل آيسر الى البُحيره.


أغلقت سهيله الهاتف وإقتربت من آصف الذى فقد الوعي كُليًا،بدأ يتحكم اليآس بقلبها،لكن يعود مره أخرى،تبتهل الى الله 

ربما أبواب السماء كانت مفتوحه وإستجاب لدُعائها،حين صدح رنين هاتفها نظرت للساشه سُرعان ما ردت حين رأت إسم آيسر  سمعته يقول:

سهيله أنا وصلت البُحيره بالهليكوبتر،دقايق وهكون عندك أفتحي لى باب البيت.


تنهدت بإرتياح قليلًا ونظرت نحو آصف بأمل، لكن رمقت نفسها صدفه إكتشفت أنها بمنامه بيتيه ملوثه بدماء كذالك شعرها كان مكشوفً، ذهبت نحو تلك الحقيبه الصغيره وأخرجت  ملابس لها، وسريعًا بدلت ثيابها، إنتظارًا لـ آيسر، الذى يبدوا انه وصل حين نزلت تفتح الباب، لم تنتظر كثيرًا، حين أقبل عليها يلهث سآلًا بقلق: 

آصف فين؟. 


رفعت  سهيله  يدها وأجابته: 

فوق فى الاوضه لازم يتنقل مستشفى بسرعه محتاج نقل دم بأسرع وقت. 


توجه آيسر نحو السلم لكن رأى ذاك المجرم مُمدد، لم يهتم به وصعد نحو الغرفه، دلف سريعًا، صُعق قلبه حين رأي آصف مُمدد بتلك الجروح الظاهره على وجهه وكذالك بجسده النصف عاري، تحدث سريعًا: 

مفيش هنا هدوم لـ آصف. 


نظرت سهيله الى  حقيبة الملابس  ذهبت نحوها وجذبت منها له ملابس أخري... نظر لها آيسر قائلًا: 

خلينا نلبسه الهدوم دي بسرعه. 


وافقته سهيله وربما إختفى شعور الحياء لديها أمام آيسر،بينما آيسر لم يهتم فهذا طبيعي هى زوجته،وقبل ذلك هى طبيبة.


بعد قليل قال آيسر:

مش عارف المجرم قدر إزاي عليه وهو بالحجم ده،ساعديني يا سهيله نسنده لحد تحت.


ساعدته سهيله بإسناد آصف الى أن وصلا الى ذاك الفراش النقال الذى كان بحوزة آيسر حين جاء وضعه عليه سريعًا،بدقائق كان الفراش النقال يدخل الى الطائرة،صعدت خلفه سهيله وآيسر الذى وقف جوارها وهى تقوم ببعض الاسعافات لـ آصف بتلك الأجهزه الطبيه الخاصه بالرعايه الاوليه....

نظرت لـ آيسر قائله: 

لازم  نوصل لمستشفى  بأسرع وقت، آصف نزف كتير، وكمان تقريبًا، نفسه بدأ ينخفض. 


نظر لها آيسر وفتح هاتفه، وقام بإتصال مع أحد المشافى الخاصه، ثم مد يدهُ لـ سهيله بالهاتف قائلًا: 

خدي معاكِ مدير مستشفى فى القاهره، أوصفى له الحاله بالظبط عشان يعملوا إستعدادتهم بمجرد ما نوصل. 


أخذت سهيله  الهاتف من يده ووصفت الى مدير المشفى حالة آصف ثم اغلقت الهاتف واعطته لـ آيسر، الذى قال لها: 

تمام،حاولى إنتِ تساعديه بالأجهزه اللى موجوده، وكمان  الطقس فيه شوية عواصف يعني فى مطبات فى الهوا متخافيش، أن شاء الله هنوصل بالسلامه. 


أومات له بتفهم. 


بالفعل رغم سوء الطقس لكن ربما هو دُعاء أو مُنجاة قلب شُكران لهما الإثنين أثناء صلاتها 

التى لم تنام طوال الليل، فى البدايه كان قلقها على آصف ثم توغل من ناحية آيسر هو الآخر، لكن هدأ مع نور الصباح حين نظرت خارج زجاج شُرفتها ورأت الشمس تبزوغ عكس يوم أمس كانت غائبة... رغم شعور القلق لكن تغلب على قلبها الإيمان أن الله سيرأف بقلبها ولن يجعلها تشعر بفقد آخر بحياتها. 


هبطت الطائرة فوق سطح تلك المشفى الضخمه، سريعًا فتح أيسر الباب، ليدخُل طاقم مُخصص من المشفى حملوا ذاك الفراش النقال الذى عليه آصف، وأخذوه سريعًا نحو إحدى  غرف العمليات، ذهبت خلفهم سهيله، وأفصحت عن كونها طبيبه مما جعلهم يتركوها أثناء التعامل معه، تفاجئت ببعض الجروح بجسد آصف ربما لم تراها سابقًا. 


بينما ظل آيسر بالخارج وقام بالرد على روميساء التى هاتفته أكثر من مره. 


بينما تنهدت روميساء  بإرتياح حين رد عليها آيسر سألته مباشرة:

وين بتكون هلأ؟.


أجابها:

إطمني انا وصلت بـ آصف للمستشفى هنا في القاهرة وصلت وهو دخل أوضة العمليات ومعاه سهيله،وانا منتظر قدامها.


شعرت بهدوء فى قلبها حين إطمأنت انه بخير.


ظل آيسر جالسًا على أحد المقاعد أمام غرفة العمليات الى أن خرج أحد الاطباء وقف سريعًا يقترب منه قائلًا بنبرة لهفه بسؤال:

آصف؟. 









تبسم الطبيب قائلًا: 

الحمد لله وصل للمستشفى فى الوقت المناسب، الأوكسجين كان بدأ ينخفض فى الدم، بس طبعًا  التدخُل الاولي من الدكتورة قلل من المُضاعفات اللى كان ممكن تحصل ،هيخرج دلوقتي على أوضة العناية المركزة لحد المسا،وإن شاء يكون بدأ يستجيب للوعي.


تبسم للـ الطبيب بإرتياح بنفس الوقت خرج آصف على فراش نقال،كانت خلفه سهيله إبتسم لها،بينما سهيله لم تنتبه لبسمته نظرها مُركز على آصف،الى أن دخل الى غرفة العناية...وقفت جواره وتلك المُمرضة تضع له بعض المجثات،ثم أومأت لها وخرجت من الغرفه،ظلت وحدها تنظر لـ آصف،تيقنت أن سبب ذلك الشعور هو أنها مازالت تعشق آصف، ذاك  العشق التي ظنت أنه إنتهى لكن مازال له جذورًا مُتشعبه فى قلبها، رؤيتها لـ آصف بتلك الضمادات حول جسدهُ ذكرها بـ منظر "سامر" حين كان مذبوحً وحاولت إنقاذهُ لكن فشلت، لكن اليوم القدر أعطى لـ آصف فرصه أخري للحياة، 

منظر آصف مع منظر سامر تصارعا برأسها لم تستطيع البقاء أكثر،خرجت من الغرفه تشعر بإرهاق جسدي ونفسي،حين خرجت من الغرفه شعرت بدوخه خفيفه إتكئت بيدها على حائط المشفى لاحظها آيسر الذى كان واقفًا أمام غرفة العنايه إقترب منها بلهفه قائلًا:

سهيله واضح عليكِ الإرهاق، أنا حجزت هنا أوضه خاصه تقدري ترتاحي فيها شويه، الدكتور قالى آصف مش هيبدأ يستجيب للوعي غير عالمسا. 


نظرت سهيله لـ آيسر قائله: 

أنا بخير، بس يمكن إجهاد، قولى هتعمل أيه فى المجرم اللى ميت فى بيت البُحيره. 


رد آيسر: 

أنا بلغت البوليس وهو هيتصرف، متقلقيش، إنتِ روحى للأوضه ريحي شوية، وأنا هتصل على روميساء تجيب  لك غيار من  عندها، إنت عارفه لو طلبت من صفوانه مش هتقدر تخبي على ماما وماما لو جت للمستشفى وآصف غايب عن الوعي مش بعيد يحصل لها حاجه... آصف عندها له مكانه خاصه. 


تبسمت سهيله  واومات برأسها، وذهبت مع آيسر نحو تلك الغرفه... تمددت فوق أحد الفراشين بالغرفه، أغمضت عينيها، لكن مازال ذاك المنظر يرافقها جروح آصف وسامر الإثنين  برأسها 

آصف الذى ترك معها السلاح الذى لو كان أخذه معه ربما كان تغلب على ذاك المجرم بسهوله، دمعه سالت من طرفي عينيها تشعر بإنسحاب فى قلبها،ذكريات تمُر بمُرها،لم تلوم نفسها على ذاك الشعور الذى تملك منها حين رأت آصف ينزف،لم تعقد مقارنه بين إنقاذهُ لها تلك الليله بعد أن هدر قلبها،اليوم أيضًا هى لم تستطيع ترك آصف ينزف،لم يتحكم ضميرها كطبيبه بل تحكم قلبها بزوجها الذى أمامها رغم أنه خذلها سابقًا بإنتقام،لكن اليوم عادت لنفس الضعيفه التى عشقتهُ وصدقت كذبه لكن اليوم لم يكُن كاذبً حين أخبرها أنها لو تركته يرحل ستتحرر منه...اليوم واجهت رُهاب إقترابه منها الذى لازمها لسنوات،لم يتحكم بها بل هى من أقبلت على الإقتراب منه،حين نزعت ثيابها لم تتردد للحظة....

مواجهات بعقلها تضعها أمام حقيقه واحده

آصف لم ينتهي عشقه من قلبها مع نزيفها تلك الليله كما ظنت.

....ـــــــــــــــــــــــــــ

مساءً

بالمشفي

لا تعلم سهيله  متى إستسلم عقلها وفصل عن الواقع وذهب الى غفوة كم ظلت بها، إستيقظت منها حين شعرت بيد على كتفها فتحت عينيها ونهضت بجزع سائله: 

آصف. 









تبسمت لها روميساء قائله:

آصف بخير وكمان الدكتور قال إن كلها ساعات ويفوق.

  

تنهدت سهيله بإرتياح، بينما تبسمت روميساء قائله: 

بتحبيه أوي للدرجه دي، آيسر كان قالي إن سبق كان فى إنفصال حصل بينكم، وأنه كان بيحاول يرجعك له.


تبسمت سهيله قائله:

فعلًا،إحنا كنا إنفصلنا، بس هو رجعني غصب.


ضيقت روميساء عينيها بإستفسار وكادت تسألها لولا رنين هاتفها،أخرجته من حقيبة يدها ونظرت له وزفرت نفسها قائله:

كما توقعت هذا آيسر،وهو أكيد بينتظر بره قدام الاوضه،مشان آصف راح ينقلوه من غرفة العنايه لهون،قالى إسبقهم وأدخل لك بهدول التياب،بس أنا رأيي إنك بتاخدي شاور لطيف بينعشك.


أومأت لها سهيله بتوافق وأخذت الثياب وتوجهت نحو حمام الغرفه،بمجرد أن تحررت من ثيابها رأت أثار دماء آصف على جسدها 

تذكرت تلك العلاقه الحميمه التى تمت بينها وبين آصف، تهكمت من نفسها وسخرت من ذاك الرُهاب الذى كان يتملكها حين يقترب منها آصف، لا ليس آصف فقط بل الجميع أحيانًا من والدها وأخويها، لكن ليلة أمس إختفي ذاك الرُهاب. 


حين خرجت من الحمام الى الغرفه رأت دخول آصف على فراش نقال الى الغرفه ثم وضعوه على الفراش الآخر، إقتربت منه، نظر الطبيب  ناحية آيسر قائلًا: 

بُنية جسم المريض القويه كمان مع التعامل الاولى قللت من المضاعفات،بس إحنا إدينا له مُخدر هينيمه لبكره الصبح،عشان ندى للجسم راحه بتسكين الآلم، كمان الآشعه وضحت إن فى كسر فى كتفه اليمين،وللآسف فى جرح فى نفس المكان والكتف مش بيتجبس،،بس يومين يكون آلم الجرح خف شويه لازم يستعمل حامل طبي وإيدهُ متتحركش كتير . 


أومأ له آيسر بفهم،بينما نظرت روميساء الى آيسر،رأت شخص آخر غير ذلك الذى يمزح طوال الوقت،شخصً أكثر تحمُلًا للمسؤلية ومُجازف من أجل إنقاذ أخيه،كذالك خوفه من معرفة والدته عن سوء حالة آصف،شخصً آخر أكثر من مُحب،شخصً كانت تخشي أن يكون خلف مُزاحه الدائم شخص هوائي،لكن آيسر ليس كذالك....بل هو فدائي لمن يحُب،لمعت عينيها بوميض خاص يفوح بالمحبه.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

صباح اليوم التالي.

إستيقظ آيسر الذى كان ينام جالسًا على آريكه بغرفة آصف،فتح عينيه شعر برأس روميساء على كتفه،التى إستيقظت هى الأخري بسبب رنين  الهاتف...تبسم لها ونظر نحو فراش آصف كان مازال غافيًا،بينما سهيله كانت تجلس على مقعد بالغرفه مُستيقظه...

أخرج هاتفه من جيبهُ ونظر لها ثم نظر الى سهيله قائلًا:

دي ماما،أكيد قلقانه.


تبسمت له قائله:

رُد عليها طمنها آصف ممكن يفوق فى أى وقت.


وافقها آيسر،وقام بسماع لهفتها المتوقعة:

بتصل على موبايل آصف كان بيرن ومش بيرد عليا،دلوقتي مش بيرن خالص وبيجي لى أنه خارج التغطيه كمان موبايل سهيله.


حاول المزح معها قائلًا:

راجل ومراته راحين يقضوا يومين مع بعض لازم طبع الحموات يتحكم فيكِ...أكيد قافلين موبيلاتهم مش عاوزين إزعاج.


شعرت شُكران بهدوء نسبي،وتبسمت بغصه تقول:

طب إنت تعرف هو فين.









ضحك قائلًا:

شُكران هانم نقح عليها طبع الحموات وبدعبس ورا إبنها طبعًا داء فضول الحموات.


تبسمت تقول له:

مش فضول والله ده قلق قلبي قلقان على آصف.


ضحك بنفس الوقت،سمع هزيان من آصف الذى بدأ يستعيد وعيه، نهض سريعٕا نحوه، كان صوت هزيانه واضحًا حتى أن شُكران سمعته،وسألت:

مش اللى بيتكلم جنبك ده آصف هو عندك،ولا إنت سافرت له،إدي له الموبايل أكلمه.


توه فى الحديث قائلًا:

أيوا هو،بس مشغول مش هيعرف يكلمك دلوقتي،أنا هتصل على السواق يجيبك إنت لحد عنده تطمني عليه بنفسك.


أغلق آيسر  الهاتف ونظر  نحو آصف الذى وقفت سهيله تنظر إليه قائله: 

آصف بدأ يستعيد وعيهِ. 


شعر آيسر  بفرحه قائلًا: 

الحمد لله، هتصل بالدكتور أقوله.


أومأت سهيله له بموافقه،لكن توقف آيسر حين عاد آصف يهزى وسأل بمزح:

هو قال آيسر صح.


تبسمت سهيله بخجل پينما قالت روميساء:

لاء بيقول سهيله،وبيكفي مزح بدك تتصل عالطبيب،ولا بضل تمزح.


مثل آيسر الحُزن قائلًا:

طبعًا بيفكر فى مراته هيفكر فى أخوه الغلبان ليه.


تنهدت روميساء بسأم،بينما تبسمت سهيله.


بعد وقت قليل 

شعرت شُكران بقلق حين توقف السائق بالسياره أمام تلك المشفى ونظرت الى آيسر الذى فتح باب السياره ونظر لها مُبتسمًا،بينما هى خفق قلبها بقلق وسألته والدمعه تتلألا بعينيها:

آصف فيه أيه؟.


تبسم  لها قائلًا:

إطمني يا ماما آصف بخير،هما شوية كدمات دلوقتي تطمني عليه بنفسك.


لا تعرف كيف سارت على قدميها جوار آيسر تستند عليه الى أن دخل الى غرفة آصف،وقفت بلحظات تشعر بتيبس فى جسدها وهى ترا آصف مُمدد على الفراش هنالك بعض الضمادات وأثار كدمات بوجهه،لكن تبسم لها بوهن قائلًا:

أنا بخير ياماما إطمني.


سالت دمعة عينيها وإقتربت بلهفه منها وإنحنت عليه تقبل رأسه قائله بلوعه:

كان قلبي حاسس إنك مش بخير.


تبسم لها قائلًا:

أنا بخير قدامك أهو هما شوية كدمات يومين ويروحوا.


رفعت وجهها ونظرت له قائله:

كدمات إنت هتضحك عليا زى أخوك،قولى أيه اللى حصلك.


مزح آيسر قائلًا:

عاملى فيها بطل رياضى وجسمه بيتضخم مع الوقت،شوفت دى آخرة الإفترا والإستهزاء بأخوك الغلبان اللى صحته على قدهُ.


تبسمت شُكران بدمعه،لكن عاودت السؤال،لم يجيبها أحد....الا بعد وقت أخبرها آصف ما حدث معه،كذالك سهيله أخبرتها أن آيسر هو السبب فى إنقاذ آصف حين قاوح ولم يستسلم لسوء الطقس وجازف،

نظرت الى آيسر بلمعة عين سعيده أنه ساعد فى إنقاذ أخيه،لكن سُرعان ما خفق قلبها لو كان فشل فى تلك المحازفه،ربما كانت خسرت الإثنين وما تحمل قلبها،سُرعان ما نفضت عن رأسها ونظرت الى آصف الذى ينظر نحو سهيله التى حايدت النظر عنه تشعر بخجل ربما لم يكُن واعيًا بذلك اللقاء الحميمي،لكن لوهله شعرت بالخجل من نظرة عيناه لها،بينما هو تبسم يشعر بندم حين إستسلم لغضبه سابقًا وإنتقم منها،دفع هو الآخر ثمن ذاك الإنتقام بخسارة قلب فادحه.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ









بعد مرور يومين   

بالمشفى ليلًا


تنهد آصف بإدعاء الآلم... نظرت له سهيله ببسمه قائله:

دلوقتى مفعول المُخدر اللى فى المُسكن يشتغل وتنام، تصبح على خير. 


زفر نفسه بضجر قائلًا: 

أنا مش عارف أنام على سرير المستشفى ده ناشف،غير حاسس كآني متربط. 


تبسمت له قائله بتاكيد: 

إنت فعلًا متربط، بسبب الكسر اللى فى كتفك اليمين كمان ضمادات الجروج اللى فى جسمك، والسرير اللى إنت نايم عليه طبي مناسب وأفضل للرضوض اللى فى جسمك، ياريت كفاية تذمر زي الأطفال، أنا حاسه بإرهاق ومحتاجه أنام . 


نفخ نفسه قائلًا: 

مش متعود أنام فى دوشه، ومش عارف أنام بسبب الدوشه اللى فى المستشفى. 


رفعت نصف جسدها عن الفراش قائله بإندهاش: 

دوشه!... هنا فى المستشفى فين دي، آصف إنت فى مستشفى خاص، واخد أوضه... لاء مش أوضه دى زي سويت فى فندق راقى، مش اوضه فى مستشفى حكومى الفرق بين المريض والتانى يادوب ستاره، كمان الأوضه مُكيفه ومُنعشه، إنت غمض عينيك هتلافى نفسك نمت. 


قالت سهيله هذا وعادت تتسطح على الفراش وجذبت الدثار عليها وتثائبت قائله بتحذير: 

أنا مُرهقه، نام وسيبنى أنا كمان أنام...المُسكن مفعوله مش هينتهى قبل الصبح..بلاش إزعاج كل شويه.. تصبح على خير. 


تبسم قائلًا عن قصد: 

على فكره أنا بتوجع فعلًا مش قاصد إزعاجك عالفاضى. 


تبسمت له قائله: 

عارفه إنك بتوجع، بس المُسكن دلوقتي يشتغل ويختفي الآلم، عالأقل سيبنى ساعه أنام براحه،  وكفايه كلام تصبح علي خير. 


تبسم آصف قائلًا بإستسلام: 

وإنتِ من أهلهُ


أغمضت سهيله عينيها وهى تبتسم بصفاء، بينما نظر آصف نحوها وتنهد يشعر براحة وإنشراح فى قلبه،يكفيه أن بسبب ذاك الحادث رغم أنهما بمشفى، لكن هو وسهيله قريبان الفرق بينهم بضع سنتيميترات، ينمان بغرفه واحده وباب مُغلق عليهما.

ـــــــــــــــــــــــــــ 









بشقة آيسر 

إضجع بجسده فوق الفراش يشعر بإرهاق 

منذ يومين وهو شبه مُرافق لـ آصف بالمشفى 

لكن فجأة إنتعش حين دخل الى أنفه تلك الرائحه المُنعشه، رفع رأسه قليلًا ونظر أمامه، ذُهل عقله وهو يرا روميساء  أمامه بثوب باللون الذهبي شفاف يشف ما أسفله شبه عاري... 

نهض  واقفًا غير مُصدق إقترب منها بخطوات يخفق قلبه بشده، بينما  عضت روميساء  على شفاها تشعر  بخجل من نظرات آيسر، للحظه لامت نفسها  على تلك الحركة الجريئه منها، أدارت وجهها وكادت تخرج من الغرفه، لكن سبقها آيسر وجذبها وضمها بين يديه قائلًا: 

جميلتي الفاتنه. 


لم يتنظر ذاك  الشوق  فى قلبه وقبلها بشغف عاشق، إنشرح قلبه من قبول روميساء لتلك القُبلات التى توغلت بلمسات جريئه منه وهو يخلع عنها ذاك المئزر ويتركه ينسدل أرضًا، وهى تسير معه مثل العصفوره بالسرب لا تشعر سوا بأنفاسه وقُبلاته، وكلمات الغزل الذى ينثرها عليها، تركت له زمام المسيره الى أن وصلا الى الفراش وتسطح فوق جسدها، قبل شفاها، ثم تركها ونظر الى عينيها  البديعة الجمال، كذالك  روميساء  نظرت الى ليل عينيه السوداء، سُرعان  ما أخفضت وجهها بحياء، بينما رفع آيسر ذقنها  ونظر إلى عينيها  التى نظرت له، أشار لها برأسه مُبتسمً، فهمت معني الإشاره وأومأت رأسها بقبول، كان تفويضًا له أن الجميله تقبلت به أخيرًا... ليصمت الكلام  يستمتعان بعزف نغمات عشقهم الهادئه. 


«يتبع»  

للحكايه بقية


         الفصل الرابع والثلاثون من هنا 

تعليقات
close