close

رواية عشق مهدور الفصل الخامس والثلاثون 35 بقلم سعاد محمد


 رواية عشق مهدور الفصل الخامس والثلاثون 35 بقلم سعاد محمد


#الخامس_والثلاثون 

#عشق_مهدور 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

بعد مرور خمس أيام

بـ شقة آصف 

سألت شكران صفوانه وهى تأخذ منها تلك الحقيبه الصغيره:

حطيتِ غيار لـ سهيله. 


اومأت صفوانه: 

أيوه، كمان حطيت ليها بيجامه، مع إن كان نفسى أحط قميص  نوم كده رقيق. 


ضحكت شُكران قائله: 

دول فى مستشفى مش فى فندق يا صفوانه. 


ضحكت صفوانه قائله: 

وماله ما هما فى أوضه لوحدهم محدش بيدخل عليهم طول الليل، سهيله هى اللى بتعتني بيه،يادوب الدكتور بيعاينه وبس. 


تنهدت شُكران بتمني: 

قد ما كان قلبي حزين على آصف لما صدق إحساسي وإنه كان فى خطر، قد ما قلبى فرح إن سهيله ظهر عشقها له، نفسي آصف يطلع من المستشفى  ويرجع لهنا ويفضل بينهم الوفاق ده،مترجعش تنام فى أوضه وهو فى أوضه زى الأغراب اللى ساكنين فى سكن واحد.


ربتت صفوانه على كتفها قائله:

خلاص كلها مسألة وقت قليل وده هيحصل وقولى صفوانه قالت لى،أنا شايفه سهيله إتغيرت،يمكن ربنا له حِكم مش بناخد بالنا منها غير بعدين،إصابة آصف قربت بينه وبين سهيله. 


إعترضت شُكران  قائله  بآسف: 

بس عندي إحساس إن آصف متحمل أنه يفضل فى المستشفى بس عشان سهيله قريبه منه فى أوضة واحده عكس هنا،آصف مش بيحب الرقده أساسًا،فاكره لما إتصاب فى أسيوط كُنت بتحايل عليه عشان بس ينام فى السرير ويقل حركته. 


تنهدت صفوانه بأمل: 

عندى إحساس إن سهيله رجعت زى زمان تلمع عينيها لما تشوف آصف، فاكره لما كُنا بنراقبهم من البلكونات. 


تبسمت شُكران بإشتياق قائله بتمني: 

ياريت يرجعوا لنفس البدايه وقتها قلبي يرتاح ويهدى من ناحية آصف. 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 








بـ ڤيلا شهيره 

وضعت  شيرويت قطعة الطعام بفمها بإستعجال ونهضت واقفه، نظر لها أسعد سائلًا: 

إفطري كويس مستعجله ليه. 


أومأت له قائله:

عندي ميعاد مع صحابي طالعين رحلة سفاري فى الغردقه،هتأخر على ميعاد الطياره... أشوفكم بعد يومين. 


قبل أن يرفض أسعد كانت غادرت شيرويت مُسرعه

نظر نحو شهيره المنهمكه تنظر الى هاتفها زفر نفسه بغضب قائلًا:

المفروض تركزى مع بناتك زى ما إنتِ مركزه أوي فى الموبايل كده.


إنتبهت شهيره لتهكمه قائله:

إنت بتكلمني.


زفر أسعد نفسه بسخط قائلًا:

لاء بكلم الحيطه اللى وراكِ،شايفه فى حد تانى معانا هنا عالسفره،مش عارف دى مبقتش عيشه،كآن البيت بقى بالنسبه لك بنسيون للراحه ساعتين،حتى الساعتين دول كمان بتبقى مشغوله بمتابعة الموبايل.


وضعت شهيره الهاتف على الطاوله قائله بنزق:

أسعد أنا مبقتش قادره أتحمل طريقتك دى معايا فى الكلام،طول الوقت مُشاحنات على أمور تافهه.


رمقها بنظرة إحتداد مُعقبًا:

أمور تافهه،إهتمامك ببناتك أمور تافهه،ويا ترا بقى أيه هى الأمور المهمه فى حياتك،الموبايل ولا عروض الازياء بتاعتك،أنا منستش إنى حذرتك إنك تعرضي أزياء مره تانيه.


نهضت شهيره بتأفف دون رد،لكن قبل أن تخرج من الغرفه  نهض أسعد وجذبها من عضدها وبغضب قال لها بتحذير

شهيره بلاش طريقتك دى معايا، أنا فى لحظه اقدر أرجعك للصفر تاني زى قبل ما أتجوزتك،إنكان رامز بيقوى قلبك ده مدمن وآخره مصحه نفسيه يتعالج فيها،مش عاوز أحطك زي المرحومه أمك فى آخر أيامها لما دخلت مصحه نفسيه. 


نفضت يده عن معصمها بغضب،بنفس اللحظه سقط منها سلسلة المفاتيح الخاصه بها،لم تهتم بها وقالت بحِده:

واضح إنت اللى أعصابك تعبانه الفتره من يوم زفاف آيسر،يظهر شُكران حليت فى عينيك، ولا يمكن قلبك وجعك على إصابة آصف، أنا مليت من نظام التهديد بتاعك يا أسعد وكنت إتحملت قبل كده دلوقتي مبقتش قادره أضغط على نفسي، وإعمل اللى إنت عاوزه مستحيل أرجع للصفر مره تانيه،وإفتكر كويس لما قبلت زمان أتجوزك كنت نجمه الكُل يحلم بالنظر ليها وأنا لسه نفس النجمة يا أسعد،أنا بقول تسافرلك كم يوم مكان هادي تريح أعصابك فيه.


ترك أسعد معصم شهيره التى لم تنتظر وغادرت تزفر نفسها بضيق وغضب جم فاض بها،كذالك أسعد يتملكه الغضب،ربما من ألافضل لهما أنها غادرت،زفر أسعد نفسه يجذب خُصلات شعرهُ الذى غزاها اللون الرمادي،لكن لفت نظره تلك السلسله المُلقاه على الأرض،ذهب نحو مكانها وإنحني يلتقطها،نظر الى تلك القطعه الماسيه السوداء،طن برأسه ذكري ما قالته له هويدا قبل أيام"دلايه سوداء ماسيه"

وضع الدلايه بجيبه وغادر هو الآخر،غير مُنتبهًا الى يارا التى تسيل دموع عينيها حسرةً على والديها اللذان يسيران نحو مُنعطف هدام.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المشفى

وقف آصف يزفر نفسه بتأفُف متآلمً،كبتت سهيله بسمتها وبدأت بتضميد مكان تلك الجروح... الى أن لاحظت يد آصف الذى أخفضها جوارهُ،غير مُبالي  

وضعت لاصق طبي فوق أحد الجروح قائله: 

آصف  لو سمحت إرفع إيدك اليمين لفوق، أنا خلاص قربت أنتهى من تضميد أماكن الجروح. 


زفر آصف نفسهُ بآلم مصحوب بضجر، زادت بسمة سهيله من تلك الزفره، بينما آصف رمق تلك البسمه على شفاها، تجرأ وتعمد وضع يدهُ الأخرى فوق خصرها، شعرت سهيله بيدهُ على خصرها لم تعُد تشعُر برهبه من إقتربه منها بتلقائيه رفعت وجهها تنظر إليه

تلاقت عينياهم فى حديث صامت فقط سادت لغة العيون 

نظرة عين آصف مازالت تلمع ببريق عشق وشغف مازال مُتغلغلًا بقلبه

بينما لمعت عين سهيله بنظرة أمل 

إنشرح قلب آصف وترك النظر لعينيها سلط نظرهُ على شِفاها للحظات ثم عاود لقاء عينيها مره أخري،بقلبه شعر بشوق لـ قُبلة، قلبهُ سقيم وشفاها الدواء، أحنى رأسه حين أغمضت سُهيله عينيها تشعر بأنفاسه قريبه من صفحة وجهها تنتظر تلك القُبلة








لكن قبل أن يُقبلها فجأة فُتح باب الغرفه... عادت رأس سهيله بتلقائيه للخلف تنظر ناحية باب الغرفة، شعرت بخجل، بينما زفر آصف نفسه بضيق ونظر خلفه،للحظه شعر بإزداد غضبً حين رأى تلك السخيفه عاد ينظر لـ سهيله، بينما تلك شعرت بضيق وغضب مصحوبان بكُره لـ سهيله، يقارن عقلها بين رفضهُ لها سابقًا،  تراه قريب من تلك التى لا تقارن بها  لهذا الحد الحميمي،، لكن حاولت كبت ذلك برياء قائله بتعمُد لإثارة غضب سهيله: 

آسفه كنت مسافره رحلة إستجمام خارج مصر وكنت قافله موبايلى عشان أرتاح من الإزعاج، ومعرفتش غير إمبارح بالليل قطعت الرحله ورجعت مصر على أول طياره. 


تنهد آصف هامسًا بكلل وتمني: 

وياريتك ما رجعتِ. 


بعد أن كانت شعرت سهيله بغضب من حديث تلك السمجه الوقحه، تبسمت حين سمعت همسه بضجر ونظرت لعينه وإبتسمت قائله: 

خلصت هجيبلك القميص تلبسه. 


أومأ لها ببسمه.... بينما شعرت تلك السخيفه بغضب وغِيره رغم أنها لم تسمع همس آصف لكن هو مازال يُعطيها ظهره حتى حين إبتعدت سهيله عنه رافقتها عيناه الى أن عادت وضعت القميص على جسده من الخلف وساعدته فى إرتداؤه 

شعر آصف برعشة يدها فوق تلك الأزرار ليست رهبه لكن توتر وخجل بوجود تلك المتطفلة... 

إنتهت سهيله  وقامت وضع يدهُ بذاك المشد الطبي،تبسم آصف لها،سُرعان تحولا البسمعه الى ضجر حين إستدار بوجهه ونظر الى تلك السخيفه المُتطفله قائلًا بدبلوماسيه مُبطنه بعدم ترحيب: 

أهلًا يا مدام "مي" مكنش له لازمه تقطعي رحلة إستجمامك. 


شعرت مي بغضب من طريقة حديثه الجافه، لكن تقبلت ذلك قائله  بتعمُد وهى تنظر نحو سهيله: 

إزاي بقى إنت عارف إنك غالي أوي عندي.


ساعدت سهيله آصف الى أن تمدد على الفراش،تعمد آصف أن يتكئ بجسده على سهيله  التى جذبت جهاز التحكم الاليكترونى للفراش وعدلته من أجل راحة  آصف، كما أنه شبه حضنها وتعمد أن يتكئ بجسدهُ  عليها وهو يتمدد على الفراش،كذالك وسهيله تقوم بتعديل الوسائد أسفل ظهره  ... رفعت وجهها تبتسم له برحابه،

بينما إزدادت غِيرة تلك المُتطفله تنفست بغيظ، ونظرت الى سهيله التى إستقامت واقفه للحظات لا تشعر نحوها بأي شعور ربما إستهزاء وهى تراها تُظهر أنها ليست سوا إمرأه رخيصه تفرض نفسها على رجُلًا  لا يراها،ربما ما مر بينها وبين آصف لم يكُن سهلًا، لكن لديها ثقه فيه أنه لا يرا إمرأه غيرها وهذا ما برهن عليه لسنوات كانت بعيدة عنه وأمامه النساء أمثال تلك المُتطفله الوقحه يفرضن أنفسهن عليه، ولم ينجذب لإحداهن.


بينما مي تغاضت عن نبرة آصف وسألت:

لما كلمت كريم قالى إنه إتصل عليك مردتش عليه، قولت له يكلم شريكك فى المكتب ولما سأله عنك قال إنك فى المستشفى، مستحملتش وقطعت رحلتِ. 


بنبرة إستهزاء وصد مباشر: 

مكنش له لازمه فعلًا تقطعي رحلتك، اعتقد العلاقه بينا مش أكتر من شُغل وإبراهيم مكاني سهل يخلص لك أى مشكله، كمان انا من قبل الحادثه كنت حولت أى شغل خاص بحضرتك لـ إبراهيم هو بيفهم فى النوعيات دى أكتر مني.


أنهي قوله وهو ينظر لـ سهيله طالبً:

سهيله ممكن تعدلى السرير  والمخده حاسس إنى محتاج  أنام،واضح إن مفعول المُسكن اللى أخدته بدأ يشتغل. 


تبسمت له سهيله رغم إندهاشها عن أى مُسكن يتحدث فهو بدأ بالتحسُن وتم تخفيف المُسكنات... لكن جذبت  جهاز التحكم في الفراش وبستطته ثم  إنحنت عليه تُعدل الوسائد خلف رأسه الى أن تستطح على الفراش وأغمض عينيه... بينما مي نضخت النيران من عينيها، وشعرت بالحقد حاولت حفظ ماء وجهها قائله: 

زيارة المريض بتبقى خفيفه، أنا إطمنت عليك هستأذن أنا وهبقى أتصل أطمن عليك. 


رد آصف وهو مازال يُغمض عينيه: 

للآسف موبايلي إتكسر ولسه مجبتش موبايل جديد. 


إبتلعت مي حلقها وشعرت بالدونيه قائله: 

تمام، مره ثانيه حمدالله على سلامتك عن إذنكم. 


غادرت مي لكن قبلها رمقت سهيله بنظرة إستقلال وحقد يملأ قلبها... بينما بمجرد سماعه لصوت عصف مي الباب خلفها فتح  آصف وتنهد بقوه كآنه أزاح ثُقلًا عن قلبه، لا حظته  سهيله وتبسمت  قائله  بإيحاء: 

بتتنهد كده ليه، مكنتش عاوزها تمشي، الست كتر خيرها قطعت رحلة إستجمامها مخصوص عشان تطمن عليك... المفروض  تشكُرها على إهتمامها بأمرك واضح  إنك غالي عندها. 


نظر آصف لـ سهيله  قائلًا بمراوغه: 

سهيله  إعدلى لى السرير  والمخده مش عاوز أنام. 


فهمت سهيله أن آصف يراوغ لا يود بقاء تلك المُتطفله ولا حتى الحديث عنها  تسألت بمكر: 

ومفعول المُسكن؟. 


-مُسكن أيه. 


ضحكت سهيله  على رد آصف قائله بصبر: 

تمام. 


عدلت الفراش مره أخري بجهاز التحكم ثم إنحنت حتى تُعدل الوسائد، لكن جذبها آصف بيدهُ السليمه إختل توازنها من المفاجأه وسقطت على صدره، تآوه بآلم طفيف، لكن شعر بخفقان قلب سهيله لوهله غص قلبه أن يكون ذاك الخفقان هو رهاب منه، لكن سرعان ما رفعت جسدها حتى لا يتآلم كذالك وجهها ونظرت لوجهه، رسمت بسمه وكادت تنهض بعيدًا عنه لكن رفع آصف يده وضعها على عُنقها وقرب رأسها من وجهها وكاد يُقبلها وسهيله تشعر كآنها بمتاهة عقل لم تبتعد عنه كآنها تنتظر تلك القُبله، لكن قبل أن تتلامس شفاهم فُتح باب الغرفة، برد فعل تلقائى فاقت سهيله من تلك الغفله ونخى  آصف يده عن عنقها، إستقامت سهيله واقفه ونظرت نحو باب الغرفه شعرت بخجل حين دلف آيسر، لكن هو الآخر شعر بخجل ليته طرق على باب الغرفه مُنبهًا، لكن زفر آصف نفسه بغضب ونظر الى آيسر قائلًا: 

مخبطش عالباب ليه قبل ما تدخل. 


نظر  آيسر الى سهيله وتجاهل سؤال آصف  قائلًا: 

صباح  الخير  يا سهيله. 









تبسمت له سهيله قائله: 

صباح النور.... أول مره تجي للمستشفى قبل طنط شُكران. 


تبسم آيسر قائلًا بـ إيحاء: 

هى ماما لسه موصلتش، تلاقيها إتأخرت فى السكه من زحمة الطريق.


تبسمت سهيله قائله:

طنط بتتعب نفسها فعلًا كل يوم لازم تجي لهنا ،أنا بفكر اتكلم مع الدكتور ويكتب لـ آصف

خروج من المستشفى حالته إتحسنت كتير وبقية العلاج يقدر يكمله فى الشقه جنب طنط شُكران.


وافقها آيسر قائلًا:

وده رأيي أنا كمان.


نظر له آصف بضيق...بنفس الوقت صدح رنين هاتف سهيله،ذهبت نحو إحدي الطاولات بالغرفه وجذبت هاتفها تبسمت قائله:

إتصال كل يوم"تيتا آسميه"هطلع أكلمها فى  الجنينه الشبكه أفضل.


أومأ لها آيسر،وإنتظر الى أن غادرت الغرفه وأغلقت الباب خلفها ثم نظر  الى آصف قائلًا:

إنت مزهقتش من تكتيفة المستشفى.


رد عليه بغيظ:

لاء.


تبسم آيسر قائلًا:

طبعًا إزاي تزهق وسهيله جانبك معظم  الوقت،إنت وهى فى الاوضه وتالتكم الشيطان.


تهكم  آصف عليه قائلًا:

قصدك تالتنا الإزعاج. 


ضحك آيسر، وأخرج هاتف من جيبهُ قائلًا: 

الموبايل أهو شحتنه لك. 


قبل أن يمد آصف يده ويأخذ الهاتف سمعا صوت طرق على باب الغرفه، ثم فُتح الباب وطلت شُكران  مُبتسمه تنظر نحو آصف  الذى يتحسن يومً بعد آخر، ثم نظرت الى آيسر الذى أعاد الهاتف بجيبه ثم تبسم  وهو يقترب منها وأخذ تلك الحقيبه الصغيره قائلًا: 

بتتعبِِ نفسك ياماما. 


وافقهُ آصف قائلًا: 

كان كفايه تبعتِ الشنطه مع السواق.


كذالك عاود آيسر الحديث وهو يمسك يد شُكران الى أن جلست على أحد المقاعد:

والله إحنا خايفين على صحتك ياماما،من المشوار لهنا كل يوم، ودى مستشفى وانتِ مناعتك ضعيفه ممكن تلقطِ أى عدوى بسهوله، آصف الحمد لله الدكتور قال حالته بقت كويسه جدًا.


تبسمت شُكران وشعرت بإنشراح من محبتهم لها  قائله:

لاء أنا الحمد لله بخير،حتى شوفت سهيله وانا جايه  كانت واقفه فى الممر مع الدكتور اللى بيتابع حالة آصف. 


شعر آصف بغِيره وظل ينظر نحو باب الغرفه بترقُب الى أن دلفت سهيله تبتسم، ورحبت بـ شكران وجلست جوارها غير منتبهه الى غضب آصف، الى أن تآفف، تبسم كل من آيسر وشكران، نظرت له سهيله  قائله: 

مالك يا آصف إنت موجوع. 


رد بتآفف: 

لاء. 


تبسمت سهيله قائله: 

أنا طلبت من الدكتور يكتب لك خروج، وهو وافق بعد ما شاف تحسُن حالتك فى فترة قصيره... ومبقتش محتاج تبقى هنا، بكره هنعمل آشعه كامله على جسمك، وبعدها نخرج من المستشفى.


زفر آصف نفسه مازال يشعر بالغِيره، يعلم أن سهيله تتحدث مع الطبيب كطبيبه لكن لا ينكر شعوره بالغِيره إذا تحدثت معه او حتى مع غيرهُ. 

ـــــــــــــــــــــــــــ

بـ آتلييه شهيره

زفرت نفسها بغضب حين جلس رامز امامها وبدأت بتوبيخه: 

مش هتبطل العاده اللى زى الزفت دى، خاف على سُمعة الآتلييه انا تعبت على ما بقى له إسم وكيان كبير، بلاش افعالك القذره وتحرشك بالعارضات ده وعلاقاتك معاهم، المفروض  تتجوز هتفضل عازب لحد إمتي. 


نظر لوجهها إستشف منه الغضب قائلًا: 

ما انا أتجوزت قبل كده مره وطلقتها كانت غبيه وطماعه يلا أهى خدت جزاء طمعها فى مبلغ المؤخر الكبير وقتها ربنا إنتقم منها وسواق عربيه طايش صدمها وبقت بتمشى على عكاز زى المشاليل... انا كده حُر، وليه حاسس إن مش الموضوع ده اللى معصبك، عصبيتك لها دخل بـ أسعد، أيه إتخانقتوا تانى. 








زفرت نفسها بغضب جم: 

حياتنا  أصلًا مبقاش فيها غير الخناق، زى ما يكون بُعد شُكران عنه بيجننه أكتر مع الوقت. 


تهكم رامز قائلًا: 

زاغت فى عينه دلوقتي، ولا هو الممنوع مرغوب، والبعيد عن العين قريب للقلب. 


ردت شهيره: 

كُل ده بسبب آصف، اللى مش عارفه ليه متقصفش عمرهُ وإرتاحنا منه، شكل إصابته كانت خطيرة، ومراته كمان قاعده جنبه فى المستشفى تمرضه، أمال كانت أتطلقت منه ليه بعد كام يوم،ولا نسيت إنه وصلها للموت.


تهكم رامز قائلًا:

الحب...الحب بينسي الهِبل  والأغبياء وبيسامحوا اللى أذوهم،إنتِ عارفه إن أنا وآصف مش بنرتاح لبعض أساسًا،بس طبعًا عملت الواجب،بعت بوكيه ورد ومعاه رساله صغيره بتمني فيها له الشفاء العاجل.


سخرت شهيره بغضب:

إن شاله ما يطلع من المستشفى.


آمن رامز على دُعائها:

إن شاءلله،وليه تعصبِِ نفسك،إنتِ خلاص الآتلييه له إسم وكيان فى مجال عروض الأزباء أشهر المُصممين فى مصر والوطن العربى بيتمنوا إننا ننظم لهم ديڤليهات لعروضهم كمان ليكِ حساب فى البنك فيه مبلغ خيالي،غير طبعًا نصيبك فى الماس.


نظرت نحو باب الغرفه ثم نظرت له قائله بهمس وتحذير:

بس  وطي صوتك حاذر حد يسمعنا،انا مش هكرر عملية الماس دي تانى كفايه كده،انا كنت مرعوبه لا فى المطار يشكوا أن بين الخامات اللى كنا مستوردينها عشان عروض الازياء متهرب ماس،وعدت الحمد لله مش هكررها تاني،وإنت كمان ممنوع،وإقطع علاقتك مع الناس دول،إحنا مش محتاجين.


إضجع بظهره على المقعد ثم وضع ساق فوق أخري  بلا مُبالاة قائلًا:

لاء محتاجين عشان تقدري تستغني عن أسعد اللى حياتك معاه بقت لا تُطاق،بس طالما إنتِ مش حابه تكرري العمليه مره تانيه تمام هقولهم بعد كده إنك بره.


نظرت له قائله:

عالعموم إنت حُر اللى يهمني نفسى،خلاص مش هعيش فى تعب الاعصاب ده تاني،وكمان هنفصل عن أسعد فى أقرب وقت هحاول يكون إنفصالنا بالتراضي وأقل الخساير. 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

مساءً، بـ ملهي ليلي 

وضع ذاك الكآس الذى كان بيدهُ فوق الطاوله ثم نظر الى تلك التى جلست جوارهُ ملامحها واضح عليها الوجوم والعصبيه، تأكد من ذلك حين سحبت ذاك الكآس وتجرعت محتواه على دفعه واحده،ضحك ساخرًا يقول:

يظهر رحلة الإستجمام مجابتش فايده،أعصابك لسه تعبانه،ولا يمكن....


توقف للحظه ثم زاد بسخريته:

يمكن قلبك هو اللى تاعبك.


نظرت له بغيظ مصحوب بغضب:

ليه كنت عاوز تموت آصف؟.


ضحك بسخريه قائلًا:

أنا...

أنا ماليش فى القتل يا عزيزتي أنا كائن مُسالم آخري أبعت له موزه ناعمه بس للآسف فشلت وبدل ما تغويه يوقع فى شِباكها هى اللى إتعلقت فى شِباك الهوا الدايبه،آصف شكله مش شايف غير مراته،أول مره أغلط مع شخص ويخيب توقعاتي مفيش راجل قبل كده قدر يوقف قدام "مي المنصوري"وكاريزمتها الخاصه،بس يظهر الحب له سطوة.









-ليه عاوز تقتل آصف؟.

كان سؤالها مره أخري بغضب وإستخبار.


نظر الى عينيها قائلًا:

ومين قالك إني عاوز أقتل آصف مش يمكن ليا هدف تاني... مراتهُ مثلًا... واضح إنها مُغرمه بيه، تارِ مع مراتهُ وهى اللى أنا عاوز أحرق قلبها على الحبيب الغالي" آصف شُعيب" 

بس انا خلاص قررت أبدل إنتقامي وبدل ما أحرق قلبها هحرقهم الاتنين. 


قال هذا وإنعكست لمعت عينيه بذاك الكآس الذى بيده وتذكر ان بسبب تلك الحقيره تخلى عنه سامر خوفً أن تُخبر سهيله آصف أنه "شاذ"...وبسبب الإثنين نفر"سامر"وقرر الإبتعاد عن تلك الممارسات الآثمه...فقد أكثر شخص أحبهُ بالحياه"سامر"

قتل وليفهُ بعد أن رفضه أكثر من مره وحاول العوده الى الطريق الطبيعي لخلق الله "ذكر وأنثي"...وأن عليه التوبه من ذاك الإثم الجسيم. 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

باليوم التالى 

مساءً

تنهد آيسر بإرتياح بعد أن سمع من ذاك الطبيب عن تحسُن حالة آصف وإستغناؤه عن البقاء بالمشفى مع إهتمام خاص لفتره حتى يستعيد جسده عافيته... 

تبسم آصف وهو ينظر الى آصف الذي يقف أمامه يقوم بغلق أزرار قميصه، آصف الذى عيناه تُرافق سهيله التى تضب تلك الادويه وبعض المُتعلقات الاخري، الى أن إنتهت إقتربت منهما قائله: 

أنا خلصت. 


تبسم لها آيسر قائلًا: 

وأنا كمان خلصت قفل زراير قميص  آصف، يادوب أساعده يلبس الجاكيت، بس قبل ما نخرج من الاوضه لو مش هتقدر تمشى قولى أجيب لك كرسى متحرك. 


نظر له آصف بسخط قائلًا: 

شايفني مشلول، لاء إطمن لسه قوى زى ما أنا. 


ضحك آيسر قائلًا: 

مفتري يعني، على رأي المثل" لكل جواد كبوة"

يمكن تتهد شويه وتقلع عن حرق السجاير والسيجار الكوبي ده.


تبسمت سهيله قائله:

لو واحد غيره سهل يقلع عنها،بقاله كم يوم أهو عايش من غيرها،عشان يعرف إن مش صعب الإقلاع عنها هو بس مجرد تعود،لو عنده إرادة يقدر يستمر ويقلع عن التدخين  بسهوله، وإنه مش أكتر من "كِيف" لحظات بيضر بيه نفسه وغيره كمان. 


تبسم  لها آيسر  واومأ موافقًا، بينما نظر آصف لـ آيسر بغيظ ضحكت سهيله قائله: 

تمام كده خلونا نرجع للشقه، طنط شُكران  ممكن لو إتأخرنا نلاقيها جايه المستشفى. 


وافق آيسر قائلًا: 

تمام، يلا يا آصف إسند عليا، بس على خفيف مش ترمي تُقل جسمك عليا، لاحظ إنى عريس حديد ومحتاج قوتى قدام مراتى هتقول صحته راحت من أولها. 


زغر آصف لـ آيسر بينما شعرت سهيله بالخجل وأخفضت وجهها، تبسم آيسر. 


بعد قليل، بشقة آصف

تبسمت شُكران  بإنشراح  قلب وهى تستقبل عودة آصف الى الشقه مره أخري حقًا مازال هنالك آثار واضحة عليه مع الوقت ستزول، تدمعت عينيها، تبسم  آيسر مازحً: 

طب والدموع اللى فى عينيكِ يا ماما دى ليه بقى أكيد حاسه بيا وهو ساند بتُقل جسمه عليا... هحتاج ظبط زوايا بعد كده. 


تبسمت شُكران  قائله: 

كل حاجه  بتقلبها هزار دى دموع فرح إن ربنا رجع آصف لبيته من تانى، ربنا يكمل شفاه ويقوم يرمح من تاني. 


تبسم  آصف، بينما عاودت شُكران  القول: 

بلاش الوقفه دى خُد آصف  لـ أوضته يرتاح.


سند آيسر آصف الى غرفته ثم دخل من خلفه شُكران وسهيله ومعهن يارا كذالك روميساء التى تشعر بمشاعر تتوغل لقلبها مثل طوفان يهدر بقلبها عشقًا لذاك الأحمق المازح بأصعب الأمور.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ









ليلًا 

بشقة آيسر  

تبسم  وهو جالس فوق الفراش بعد ان رمق روميساء تخرج من باب الحمام تتوجه نحو الفراش نزعت عنها ذاك المئزر وضعته على جنب ثم صعدت الى الفراش، جذبها  آيسر الى حضنه وقبل جانب عُنقها، ثم تنهد يتنفس بعُمق. 


لاحظت روميساء  ذلك وسألته:

كل دى تنهيده. 


تنهد مره أخري  قائلًا: 

أخيرًا آصف خرج من المستشفى أنا لما شوفت منظره فى بيت البحيره، كان جوايا رُعب، أول مره أحس بالخوف فى قلبي،كنت خايف أتأخر وينفد الوقت، خوفت أفقده هو كمان، بس آصف مش زى "سامر" بالنسبه ليا، صحيح الإتنين أخواتي وكان  نفسي يعيش سامر ونبقى تلاته زي ما كنا وإحنا صغيرين، آصف بالنسبه لى هو ضهري  اللى بتسند عليه من صُغري، لما بابا دخلني المدرسه العسكريه كنت مُشاغب بس لسان عالفاضي، كان سهل اللى قدامي يتغلب عليا بسهوله، كذا مره وقعت فى مشكله وآصف كان هو اللى يسندني ويداري عليا قدام بابا، حتى لما محبتتش اكمل فى دراسة الطيران  الحربي هو اللى سندنى وقواني قدام بابا، وإن لازم أعمل الشئ اللى مقتنع بيه، أنا وآصف عشنا قريبين جدًا من بعض حتى بعد آصف ما ساب المدرسه العسكريه ودخل كلية الحقوق، كانوا زمايلى بيخافوا منه، كنت بشاغب على حِسه وأنا مطمن، آصف كان أخونا الكبير حتى سامر نفسه كان بيحبه ويحترمه أكتر من بابا، آصف كمان كنا بنعتمد عليه دايمًا ونتحامى فيه قدام بابا، أنا عذرت قلب آصف لما شاف سامر قدامه عقله شت منه بقى زي المجنون، وبُعد سهيله  عنه هو اللى رجع له عقلهُ، صعب تشوف أقرب شخص ليك قدامك بينازع  ما بالك ده شاف سامر مقتول، وكان المتهم الأول  أقرب إنسانه لقلبه، لعبة القدر دخلتهم الإتنين فى دايره مُغلقه وإتحكمت بقسوة. 


لأول مره تنظر روميساء الى آيسر  وتراه بتلك المشاعر وهو يفيض لها ببعض الذكريات منها ما هو سعيد ويظهر انه كان مشاغبً دائمًا ومنها ماهو حزين يُظهر آلم مازال ساكن بقلبه

دمعة وبسمة  ... وذكري قاسيه مروا بها جميعًا بدلت مسار حياتهم بعد فُقدان "سامر" 

حقًا إحتفظ بسر قتله لكن يآن قلبه عليه حسرتً... 


شعرت روميساء أن ليس خلف ذلك المازح شخصًا هوائيًا فقط يمزح طوال الوقت،هو مثلها عاش جزء من قسوة الحياة،رفعت كفيها تحتضن بهما وجه آيسر قائله:

القدر غريب متل ما بتقول طنط شُكران،أنا قررت أنقل من ألمانيا وعيش هون بدفا مصر أو بالأصح دفا قلب طنط شُكران، وكمان قدمت عـ طلب نقل لفرع الشركه هون بمصر،حتى بابا عجبته الحياه هون بمصر وأصبح يميل للخروج طول الوقت عكس ما كنا بألمانيا كان يضل معظم وقته بالسكن ولما سألته شو اللى إتغير،قالى "صُحبة الناس" هون فى أُلفه أكتر  .


لمعت عيني آيسر وإنشرح قلبه قائلًا:

أنا كنت بفكر بما إن الحمد لله ربنا خد بيد آصف وحالته إتحسنت، إحنا كمان بقى نشوف حالنا كعرسان ونتهني، أنا قررت نسافر كام يوم نقضي شهر عسل. 







تبسمت روميساء وتدللت سأله: 

المفروض إنه شهر عسل مو كام يوم، بس مو مهم المده، المُهم المكان وين بنروح. 


تبسم آيسر وفكر للحظات قائلًا: 

أيه رأيك نروح سويسرا، لاء النمسا... 

ثم إستقر على "ڤينا" ٠


تسألت روميساء: 

وليش ڤينا بالذات. 


تبسم وغمز آيسر بمكر قائلًا: 

مش أسمهان بتقول"ڤينا روضة  من هوا الجنه"

وإنا يا جميلتِ دخلت معاكِ أجمل جنه. 


انهي قوله وهو يجذبها عليه ويتسطح على الفراش مُتنعمً بعشق الجميلة التى لمسه منها تهز كيانه. 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

بـ شقة آصف  

تمددت سهيله  على الفراش وأغمضت عينيها لكن رغم إجهادها طوال الليالى الماضيه بالمشفى جوار آصف لم تكُن تشعر بذاك السُهاد والإرهاق وعدم شعور النوم كآنه جفاها عمدًا، لا تعلم سبب، أخبرها قلبها: 

أكيد السبب هو نومك الايام اللى فاتت فى أوضة المستشفى مع آصف، حاسه إن السرير هنا غريب عليكِ. 


سُرعان ما تهكم  عقلها قائلًا: 

وهى دى أول مره تبقى بعيد عن مكان وتتنقلي وكنتِ بتنامي عادي، إعترفي إن السبب هو إنك فى أوضه  وآصف فى أوضه تانيه. 


وافق قلبها على ذاك الجواب، لكن عادت الحِيره تضرب عقلها بين مشاعر مُتخبطه، أخرحها من تلك الحيره شعورها بإنخفاض مرتبة الفراش كأن أحدًا جلس عليه فتحت عينيها ونظرت سُرعان ما شعرت بهلع... وإستقامت جالسه على الفراش تقول بسؤال: 

آصف! 

إنت حاسس بأى وجع. 


أشار آصف الى قلبه وأومأ لها قائلًا برجاء: 

أيوه حاسس بوجع هنا، خليكِ قريبه مني يا سهيله. 


لم يُمهلها وقتً للرد، جذبها  يحتضنها وقبل جانب عُنقها قائلًا: 

خليني أنام هنا جنبك عالسرير... مش عاوز غير إنى أحس إنك هتفضلي قريبه مني. 


«يتبع» 

للحكايه بقيه.

 

      الفصل السادس والثلاثون من هنا 

تعليقات
close