close

رواية عشق مهدور الفصل الاربعون 40 بقلم سعاد محمد


 رواية عشق مهدور الفصل الاربعون 40 بقلم سعاد محمد


#الاربعون

#عشق_مهدور

ــــــــــــــــــــ 

بـ أحد المشافى 

أمام إحد غرف العمليات، نهض آصف واقفُ يشعر بترقُب يخفق قلبه بشعور لم يكُن يظن أنه موجود، شعور الخوف على أسعد

"والدهُ".. ظن سابقًا أن هذا الشعور قد إختفى حين تعمد إبعادهُ عن محيط حياته... لكن يتمكن منه هذا الشعور الآن، يشعر بضجر كآن الوقت لا يمضي، نظر نحو سهيله الجالسه على  مقعد، تبسمت له بمؤازه، تنهد آصف

وتذكر قبل وقت قليل

حين سمعا صوت  إنطلاق رصاصتان 

فكت سهيله عِناق آصف ونظرت الى عينيه بإستخبار، رأت عينيه جاحظتين بذهول وهو ينظر امامه،للحظات غير مستوعب،وهو يرا والده خلف سهيله يهوا أرضًا بالتدريج،إبتعدت سهيله خطوه للخلف تنظر خلفها للحظه شعرت بفزع لكن سُرعان ما إندفعت نحو أسعد الذى تمدد جسده أمامها إنحنت عليه قائله بلهفه: 

عموا أسعد!. 


فتح أسعد  عينيه متألمًا ونظر لها بذهول من تلك اللهفه التى بصوتها، لكن سُرعان ما أغمض عينيه، رفعت سهيله وجهها ونظرت الى آصف المذهول قائله: 

آصف إطلب الإسعاف بسرعه. 


فاق آصف من ذاك الذهول وقام بالأتصال بأحد المشافي، ثم إنحني جوار سهيله التى عاينت أسعد قائله: 

الرصاصه فى ضهره بلاش حركه كتير. 


أومأ آصف وجلس جوارها وهى تحاول كتم نزيف أسعد بمعطف بذته، بينما فتح أسعد عينيه  مره أخري يزداد الآلم قائلًا بصدق: 

إنت أغلى إنسان على قلبي يا آصف صدقني أنا عمري ما كرهت نجاحك بالعكس أنا بفتخر بيك دايمًا، عارف إنى كنت سبب رئيسي فى تعاستك، بس يمكن كنت مفكر إن اللى بعمله هو الصح، سامحني، أنا عارف  إن سهيله بالنسبه لك الحياة، هي كمان بتحبك مترددتش للحظه وجت معايا عشان تنقذك قبل ما تتعصب وتضيع بقية حياتك تمن لـ كلب لو كنت أعرف إنه كان هو قاتل "سامر" كنت خليته يتمني الموت يخلصه من بين إيديا. 


تحدثت سهيله  بنهي: 

أرجوك يا عمو... بلاش تجهد نفسك بالكلام إصابة حضرتك خطيره.








تبسم أسعد بوهن ونظر لـ سهيله بنظرة ندم،بينما آصف حاله من الذهول تُسيطر عليع وهو يعاود قبل لحظات 

حين لم ينتبه أن السلاح سقط من يدهُ على الارض،بنفس اللحظه إلتقطهُ ذاك الخبيث الحقير رامز وضحك بظفر وصوب فوهة السلاح نحو سهيله التى ظهرها له،بنفس اللحظه كان أسعد مُنتبهًا والأقرب بلحظه كان يُعطي ظهره وإنطلقت الرصاصه بظهره،بنفس اللحظه كان الشخص المكلف من ناحية آصف بنتبه وأطلق رصاصه من سلاحه أصابت قلب رامز الذى من قوة الرصاصه إرتج جسده للخلف وأخطأ التصويب ثم تردى أرضًا يُنازع هو الآخر "هو كان القاتل"... و" أسعد المقتول"

لكن مازال بعُمر الإثنين بقيه حين دخلا أحياءً يُنارعا الموت بالمشفى... 


مازال آصف مذهولًا من فعلة والده لم يكُن يُصدق ان يفعل ذلك ويفتدي سهيله 

سهيله التى سابقًا تمني لها الموت 

شريط ذكريات يمُر أمام عينيه حين كان يتعمد تحريضه عليها أثناء وبعد برائتها من قتل "سامر"... كذالك ذكرى أخرى  وهو يُخبره أن سهيله ستتزوج بغيرهُ ماذا كان يقصد وقتها

أيقصد أن يُنببه ام كان تشفيًا به 

والعقل فى حالة دوامه طاحنه، بين حقائق تُكشف له، والده لم يحاول قتل سهيله وهى بالسجن، بل ذاك الوغد المُخنث، لكن بعث لها من حاولت هتك عِرضها، التضاد فى أفعاله حير عقل آصف لكن أصبح له شفاعه 

هو إفتدى سهيله، لو كانت الرصاصه إخترقت جسد سهيله بالتأكيد أقل شئ كانت ستفقد ذاك الجنين الذى برحمها، نقطة الوصل بينهم، رغم أنها لم تبوح له بذلك. 


خرج من غُمرة أفكاره

حين فُتح باب تلك الغرفه وطل أحد الاطباء، نهضت سهيله وإقتربت من الطبيب سائله: 

خير يا دكتور. 


تبسم الطبيب قائلًا: 

مش خير يا جماعه بصراحه، الرصاصه إخترقت فى جزء دقيق من  العمود الفقري، والحمد لله قدرنا إننا نطلعها من جسمه بس طبعُا العمود الفقري  تآثر ولسه هنشوف الضرر وصل لفين، بعد طبعًا ما يفوق المريض ويبدأ رحلة العلاج، دلوقتي  هيخرح على العنايه المركزه تحسُبًا لأي مُضاعقات. 


شعر آصف بآسى إزداد بأسًا حين خرج ذاك الفراش النقال مُمدد عليه أسعد... ذهب خلفه هو وسهيله حتى دخلا الى غرفة الرعايه المُركزه ظل واقفًا حتى نظر له الطبيب قائلًا: 

من فضلكم دى العناية المُركزه، وقوفكم هنا مالوش لازمه، المريض قدامه مش أقل مت إتناشر ساعه على ما يفوق تقدروا تنتظروا خارج الأوضه... وأي تطور لحالة المريض هنبلغكم بيه أول بأول. 


جذبت سهيله آصف بصعوبه حتى خرجا من الغرفه، وقف آصف يشعر كآنه مسلوب جزء مت عقله، لا بل من جسدهُ أيضًا، شفقت سهيله عليه وضعت يدها على كتقه قائله: 

والدك جسمه أوي وأكيد هيقاوم.... 


قاطع آصف بقية حديثها حين جذبها على غفله وقام بإحتضانها بقوه، كآنه بود لصقها بجسدهُ... إنخضت سهيله فى البدايه لكن سُرعان  ما تبسمت وضمته هى الأخري على إستحياء، ثم آنت بآلم طفيف، خفف آصف من قوة إحتضانه لها وعاد برأسه للخلف ينظر الى وجهها،لا يعرف للمره الكام  يتوغل الندم لقلبه بعد أن حاولت إسعاف والده،كما فعلت معه سابقًا،حاولت إسعافه حسب قُدرتها،كذالك فعلت سابقًا مع سامر وكانت نتيحة إنسانيها أشهُر قضتها بين جُدران زنزانة مُعتمه تُقاسي وحدها بين مُعتادات الإجرام،مع ذلك حافظت على إنسانيها،،لم تُغير ولم تتخاذل رغم ما مرت به مازالت الإنسانيه تتحكم بها.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

بـ شقة آصف

زفرت شُكران نفسها بآسى حين وجدت باب غرفة آصف مازال مفتوحً، إذن لم يعود، ذهبت الى غرفتها وجذبت هاتفها وقامت بالإتصال عليه 

أخذ وقت حتى قام بالرد على سؤالها الملهوف:

إنت فين يا آصف، أكيد لسه فى المكتب زي عادتك سهران، أمتى هترجع للشقه. 

حاول آصف الهدوء قائلًا: 

أنا مش راجع الليله ياماما، عندي قضيه مستعجله فى إسكندريه وإضطريت أسافر عشانها.


زفرت شُكران نفسها بتحذير قائله: 

إنت بتجهد نفسك أوي الفترة دى...هو مفيش محامي غيرك  فى المكتب كان يسافر عشانها. 


أجابها بهدوء عكسي: 

دي قضية مهمه ويادوب الليله وهرجع بعد ما أخلصها فورًا. 


تنهدت شُكران بقلة حيلة قائله: 

تمام، ربنا يوفقك،تصبح على خير. 


أغلقت شُكران الهاتف وقامت بوضعه جوارها على الفراش، تتنهد بآسى حتى سمعت صوت صفوانه: 

هو آصف لسه مرجعش ولا أيه. 


تنهدت شُكران قائله: 

لاء، وهيبات فى إسكندريه، عنده قضيه فجأة هناك. 


تسألت صفوانه بعدم فهم: 

قضية أيه اللى طلعت فجأة دى. 


تنهدت شُكران بأسى: 

أكيد مفيش قضيه، آصف من بعد سهيله ما رجعت كفر الشيخ هو بيجي للشقة بس عشان ينام كام ساعه، رجع لعادته القديمة يلهي نفسه فى الشُغل، لما سهيله كانت موجودة لو كان بيبقى عنده قواضى تلزم سفره مكنش بيبات غير نادر، مش عارفه إمتي هيرتاح قلبي من ناحية آصف، عامل زى التايه... وسهيله كمان مش عارفه أيه فى دماغها أوقات كنت بحس أنها خلاص نسيت الماضى وهتبدأ من جديد، بس إتفاجئت برجوعها تشتغل فى كفر الشيخ تاني... أنا نفسي قلب آصف يرتاح ومعاه قلب سهيله، أنا بفكر أسافر ليها كفر الشيخ وأقولها كفاية كده، بلاش تضيعي عُمركم والسعاده وإنسي اللى فات. 


أومأت صفوانه قائله: 

ده اللى أنا كنت هقولك عليك، أنا مسافرة البلد بعد يومين، أيه رأيك تجي معايا ونروح لها ونقول لها كلمتين يمكن تعقل. 


تبسمت شُكران  بتوافق... كذالك صفوانه التى قالت: 

أنا كنت قايمه أصلِ قيام الليل أيه رأيك تتوضى ونصلِ سوا وندعى ربنا يقرب بينهم. 


-آمين. 

قالتها شُكران وهى تنهض تشعر ببعض القلق الطفيف. 

ــــــــــــــــــــــــــــــــ 

بـ ڤيلا شهيره

القت هاتفها فوق الفراش بغضب تشعُر بثوران فى عقلها، قالت بإستهجان: 

رامز الحقير، اللى قال جاي النهارده بقينا بعد نص الليل وحتى بتصل على موبايله مش بيرد عليا، حتى دلوقتي بيدي غير مُتاح، مش بعيد يكون وصل مصر وقفل الموبايل عشان مزعجوش وهو غرقان مع واحدة قذره.







عقلها يكاد يشت منها هلوست قائله:

إزاي إستهونت بـ أسعد كان لازم أسمع كلام رامز لما كان بيقولى حُطي فلوسك فى بنك أجنبي،إستثمارته أعلى وآئمن،أنا اللى كُنت غبيه،مفيش غير رامز هو اللي يقدر يساعدني فى المحنه دي، صحيح أكيد هيساومني،بس مبقاش قدامي غيره وإنى أقبل أشتغل تاني معاه مع اللي بيهربوا ماس...لازم أثبت 

للحيوان أسعد إنى مش محتاجه له.


ذهبت نحو الفراش وجذبت الهاتف قامت بالإتصال على هاتف رامز، تنهدت براحه قليلًا حين فُتح الإتصال وقالت بإندفاع: 

إنت فين، أكيد مع واحده من ساقطه و... 


قاطعها الذى فتح الهاتف قائلًا: 

حضرتك   الشخص صاحب الموبايل ده دلوقتي فى المستشفى وأنا وكيل النيابه. 


ذُهلت سائله: 

مستشفى أيه ونيابة أيه، إنت أكيد حرامي سارق الموبايل. 


غصبًا رد عليها بذوق: 

حضرتك غلطانه، وأنا لغاية دلوقتي  بعطي لك عُذر بس زى ما قولتلك صاحب الموبايل  فى مستشفى تقدري تروحي تتأكدي بنفسك وتطمني عليه، وأنا وكيل النيابه اللى بيحقق فى الجريمه وبعتذر منك مضطر أنهي الإتصال، أنا بس رديت عشان شوفت إسم حضرتك وقولت أكيد من أهل المُصاب،بسبب تكرار الإتصال.


أغلق وكيل النيابه الهاتف،بينما إنزعجت شهيره،وعاودت إلقاء الهاتف على الفراش تشعر بشبه إنهيار عقلها من التفكير،بقسوه جذبت خُصلات شعرها للخلف تحاول بث بعض الهدوء  لعقلها، حتى إرتجفت يديها، وإحمرت عينيها، ونظرت نحو الهاتف الخاص بها ذهبت نحوه وجذبته بحِده ولمعت جمرة عينيها قائله: 

مفيهاش حاجه اما اروح للمستشفى أتأكد يمكن يكون ربنا له رأي تانى،واملاك رامز تبقى ليا،تعوض اللى نهبه أسعد مني. 

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

بالمشفى

نظر آصف الى سهيله الجالسه على أحد المقاعد جواره،شفق قلبه قائلًا:

سهيله مالوش لازمه تفضلي هنا فى المستشفى،هتصل على السواق يجي ياخدك للشقه،إنتِ لازم ترتاحي.


تبسمت سهيله له قائله:

لاء عادي ناسىي إنى دكتورة وواخده عالسهر فى المستشفيات.


كاد يندفع آصف ويقول لها أنها لابد ان ترتاح من أجل حملها،لكن توقف بداخله يود أن تُخبرهُ هى أولًا،وقال بتوريه:

عارف إنك واخده عالسهر،بس أكيد مُرهقه من مشوار كفر الشيخ لهنا كمان مأكلتيش وده مش كويس عشانك...أنا هطلبلكِ أكل من مطعم،لازم تاكلي.


اومأت رأسها بموافقه قائله:

إطلب أكل لينا إحنا الإتنين يا آصف.


تنهد آصف قائلًا:

تمام...

لكن بنفس الوقت كان هنالك فراش نقال يتوجه الى غرفة العنايه المركزه يحمل رامز،نظر له آصف يقبض يديه بسُحق ود أن يُنهي حياتهُ،لكن لاحظت سهيله قبضة يدي آصف نهضت سريعًا نحوه تحاول إلهاؤهُ قائله:

آصف أنا جعانه مش قولت هتطلب لينا أكل.


أغمض آصف عينيه يحاول غض بصره للحظات حتى مر ذاك الفراش ونظر الى سهيله يستمد الهدوء من بسمتها الخافته،تنهد قائلًا:

تمام...هطلع للجنينه الشبكه أفضل هناك.


أومأت سهيله رأسها بموافقه تود أن يبتعد عن هنا الآن. 


بعددقائق 

عاد آصف ومعه حقيبه ورقيه، وضعها على مقعد جوار سهيله قائلًا: 

فى مطعم قريب من المستشفى جبت منه أكل. 


تبسمت له وامسكت يدهُ قائله: 

أقعد يا آصف كُل معايا. 


كاد أن يرفض لكن نظرة عينيها المُترجيه جعلته يستسلم وشاركها الطعام رغم عدم رغبته، لكن نهض بضجر حين سمع صوت شهيره البغيض التى قالت بإستهجان: 

إنت هنا ليه، فين رامز

فيه ايه، إنت طول عمرك بتكرهني وبتكرهه هو كمان، أكيد إنت السبب، لاء وكمان جبح وقاعد قدام الأوضه اللى هو فيها وطبعًا معاك الحيه اللى عامله فيها ملاك الرحمه عشان تساعدك عشان تموه.


لم تقول هذا فقط بل جذبته من تلابيب قميصه بخشونه،نهض لها...ينظر لها بغضب قائلًا بتوافق:

انا فعلًا طول عمري بكرهك،وبكره رامز وكرهته أكتر لما إتأكدت إنه هو اللى قتل سامر 

أخويا وكان نفسي أقتله بنفسي،بس هو خسيس ولسه هياخد جزاء افعاله الدنيئه مش معقول مكنتيش تعرفي حقيقة رامز إنه 

"شاذ". 


صُدمت شهيره بعدم تصديق قائله بإستهجان: 

كداب 

إنت بتحاول تشوه صورته عشان تهرب من العقاب أكيد. 


تهكم آصف بضحكة سخريه قائلًا: 

عقاب أيه! 

لو بأيدي كنت فعلًا قتلته، لأنه قاتل وكمان ضرب بابا برصاصه وهو كمان هنا فى الاوضه اللى قدامك دى، يا ترا هو كمان يهمك أمره، ولا كل اللى يهمك منه هو هتورثي قد أيه. 


ذُهلت شهيره للحظات قبل أن تبتسم بخفوت، بنفس الوقت لاحظ آصف تلك البسمه على شِفاها، شعر بإستهزاء وحاول الرجوع  للخلف حتى يتحرر من يديها اللتان تُمسك بهما تلابيب قميصه، يشعر بالإشمىزاز من لمسها له..رغم غصة قلبه على والدهُ كيف تحمل الزواج من هذه المرأه الباردة المشاعر،كذالك شفق على أختيه من أُم آنانيه كهذه.  

ــــــــــــــــــــــــــــــــ 

بـ سرايا شُعيب 

شعرت هويدا بضيق الوقت أصبح بعد منتصف الليل وأسعد لم يعود أو حتى يهاتفها ويعتذر ويُخبرها بوقت عودته...

نظرت الى سلسلة المفاتيح التى بين يديها تخُص أسعد،بسبب إستعجاله نسيها على الطاوله قبل أن يُغادر،شعرت بغضب وهى تُفكر لما كان مُتعجلًا لهذه الدرجه،كذالك طول الوقت وعدم عودته جعلها تشعر بالمهانه،رغم أنها 

فى البدايه تعمدت عدم الإتصال عليه من باب الدلال، لكن تآخر الوقت للغايه ولم يُظهر أى إهتمام بها كآنه نسيها تنفست بغضب وحسمت أمرها قائله: 

مفيهاش حاجه يا هويدا إتنازلي وإتصلِ إنتِ عليه.








بالفعل قامت بالإتصال على هاتف أسعد تنتظر الرد،ثواني وفُتح الإتصال،إندفعت بدلال حاولت إجادته كي لا تُثير إنزعاجه منها من البدايه...قالت بلهفه كاذبه:

أسعد إنت فين قلقتني عليك ياحبيبي.


إنزعج آصف من حديثها، وأعطي الهاتف لـ سهيله  قائلًا: 

دى هويدا رُدي عليها وقولي لها إن بابا فى المستشفى. 


أخذت سهيله  الهاتف من هويدا التى تذمرت قائله: 

مش بترد عليا ليه يا حبيبي. 


تهكمت سهيله بإستهزاء فهى لم تسمع تلك الكلمه من هويدا حتى لـ حسام طفلها، لكن اجابتها بهدوء: 

عمو أسعد إتصاب برصاصه وهو فى المستشفى ياهويدا. 


إنزعجت هويدا بخضه سائله: 

بتقولى ايه ومستشفى أيه؟. 


ردت سهيله: 

مستشفى هنا فى القاهره، وإطمني حالته مش خطيره أوي. 


-إزاي حالته مش خطيرة، قوليلى الحقيقة، إنتِ أكيد بتكذبي عليا. 


إبتلعت سهيله طريقة حديث هويدا الجافه وقالت بتأكيد: 

هويدا أنا مش بكذب، عمو أسعد فى العنايه المركزه، هبعتلك إسم وعنوان المستشفى فى رساله. 


أغلقت سهيله الهاتف بينما مازال الذهول مُسيطر على هويدا... عقلها يكاد يُجن ماذا حدث، وكيف حدث، ولما حدث الآن بالتأكيد من سوء حظها، لكن لا... 

سهيله قالت أن حالته غير خطيره، بالتأكيد ربما إصابه عابره... 

نهضت فجأة وحسمت قرارها ستذهب لمعرفة حالته بالضبط، لم تهتم بالوقت المُتأخر. 

ــــــــــــــــــــــــــــــــ 

مع بداية الصباح

فتحت سهيله عينيها على صوت هويدا التى تلهث قائله: 

فين أسعد قولولى حالته أيه بالظبط. 


كذالك  فتح آصف  عينيه، رغم أنته لم يكُن نائمًا نظر الى هويدا  قائلًا: 

والله آخر تطور الدكتور قالنا عليه إنه لسه تحت تآثير المُخدر والحمد لله محصلش أى إنتكاسات لغاية دلوقتي...معليشي يا عروسه حظك ملحقتيش تفرحي،بس الأيام جايه إدعي ربنا يشفيه ويقوم بالسلامه.


شعرت هويدا بالغيظ من نبرة إستهزاء آصف،ونظرت نحو سهيله التى شعرت هى الاخري بالآسف على هويدا،كذالك بالكسوف من آصف،لكن هويدا وضعتها بموقف مخزي أمامه بزواجها من والده،رغم إعتراض والديها لكن هويدا لم تهتم بمشاعر أخد عكس مصلحتها...

سألت سهيله:

واضح إن جوزك بيتريق،قولي لى أسعد فين وايه حالته بالظبط.


ردت سهيله:

عمو أسعد فى أوضة العنايه والدكتور محرج أى زيارات وبالعافيه سمحوا لينا نقعد بالإستراحه اللى جنب أوض العنايه.


قبل أن تتحدث هويدا دلفت عليهم شهيره التى نظرت الى هويدا بإستحقار وظنت أنها آتيه مُجامله من أجل سهيله... قالت بإستهزاء: 

طبعًا جايه عشان تجاملي أختك وأسعد يفكر إن ده أفضل نسب هو ناسبُه. 


تهكمت هويدا قائله بقصد: 

لاء أنا جايه أطمن على أسعد جوزي. 


تصنمت شهيره للحظات قبل أن تضحك بهستريا قائله بإستقلال:

جوزك!

الطموح حلو،من يوم فرح آيسر وانا لاحظت نظراتك لـ أسعد وكمان محاولاتك جذب إنتباهه، بس قولت واحده عبيطه حركاتها مكشوفه.... 


قاطعتها هويدا بإستهجان قائله بغيظ: 

إنتِ اللى عبيطه مش أنا، أنا وأسعد أتجوزنا إمبارح، وأكيد هيوصلك إخطار جوازنا حتى أسعد كان قالى إن قبل إخطار جوازنا هيوصلك إخطار بورقة طلاقك لآن أسعد طلقك قبل ما يكتب كتابه عليا. 


-إنتِ بتخرفي تقولى أيه!. 

قالتها شهيره بذهول، وأكدتها هويدا: 

ده اللى حصل، يعنى. وجودك هنا مالوش أى صِفه، انا هنا زوجة أسعد لكن إنتِ ولا حاجه. 


إغتاظت شهيره عقلها يشت كيف فعل أسعد هذا وتذكرت بآخر شِجار لهم، حين أخبرها

"مفاجأتى ليكِ هتبهرك" 

لم تنبهر بل ذُهلت وكاد عقلها يُجن ولكن لن تترك فرصه لـ هويدا تتشفى بها، ضحكت قائله بتعمُد: 

واضح إنك كل اللى هتاخديه من أسعد هو لقب أرملة. 


قالت هذا  وعاودت الضحك بهستريا كآنها بلا عقل. 


بينما هويدا شعرت بالقهر وكادت تصفع شهيره، لكن أمسكت سهيله  يدها قائله: 

هويدا بلاش مشاكل إحنا في مستشفى وهى بتستفزك، إهدي، الدكتور قال أن حالة عمو أسعد مش خطيرة. 


بضحكات غيظ غادرت شهيره تقول بإستهزاء: 

الحمد لله ربنا عفاني من لقب أرملة أسعد شعيب واضح إنك آخر قايمة زوجاته كمل بيكِ الأربعه قبل ما يموت. 


إغتاظت هويدا، ودفعت سهيله عنها بغيظ قائله: 

انا عاوزه أشوف أسعد. 








بسبب دفعة هويدا لـ سهيله عادت بجسدها للخلف وكادت تفقد توازنها لولا أن جذبها آصف عليه سريعًا بلهفه ضمها،تبسمت له سهيله بإمتنان،بينما هو تنهد براحه ونظر الى هويدا بغضب،لكنها لم تُبالي حتى من رد آصف:

إحنا مش مانعين دخولك له عندك الدكتور روحي خدي منه الإذن.


توقف آصف عن الحديث ونظر الى سهيله قائلًا:

أنا إتخنقت من قعدتنا هنا تعالى نطلع للجنينه نشم هوا نضيف.


كادت سهيله تعترض لكن جذبها آصف غصبً وغادر المكان،بينما نظرت هويدا لهما تشعر بغيظ من إهتمام آصف المُبالغ بـ سهيله. 

ــــــــــــــــــــــــــــــــ 

إنتصف النهار والشمس مازالت بازغه، لكن هذا المكان مُظلم تحفُه حماية شياطين الإنس،إثنين يجلسان معًا لا أحد يرا الآخر بغرفة مُظلمه فقط مثل الذئاب وميض عينيهم الأبيض هو ما يظهر بالغرفه... 

كان الحديث آمرًا: 

رامز ورقه إنكشفت وآن الآوان قبل ما يبوح بالأسرار اللى يعرفها تتحرق الورقه دى، رامز مش لازم تطلع عليه شمس بكره.


تفوه الآخر قائلًا:

المستشفي دى خاصه وفيها كاميرات فى كل رُكن،كمان فى حراسه من الشُرطه على الأوضه اللى هو موجود فيها.


-مش أول مره تحصل، دبر أمرك، وزي ما قولت رامز لازم حياته تنتهي قبل ما يفوق وقبل شمس بكره، هستني خبر رامز. 


وافق الآخر قائلًا: 

فعلًا مش أول مره تحصل وتأكد إن رامز فى عِداد الأموات. 

ــــــــــــــــــــــــــــــــ 

بالمشفى 

خرج الطبيب من غرفة العنايه،وتوجه الى آصف الذى وقف هو وهويدا بلهفه سائله: 

من فضلك يا دكتور 

أنا عاوزه أدخل أطمن على أسعد. 


نظر لها الطبيب  قائلًا: 

الزياره لسه ممنوعه، بس أحب أطمنكم

حالة المريض أصبحت أفضل رغم إنه لسه تحت تآثير المُخدر، واول ما يفوق هيتنقل لغرفة عاديه مسألة ساعات مش أكتر،بس مرحلة الخطر إنتهت، والزيارة وقتها هيبقر مسموح بيها. 


قال هذا الطبيب وغادر، بينما هويدا شعرت بغضب، عقلها يكاد يشت رغم حديث الطبيب  المُطمئن. 

ــــــــــــــــــــــــــــــــ 

مساءً

خرج كل من آصف وآيسر خلف الطبيب... الذى قال لهم: 

عدم وعي المريض من تآثير المُخدر، إحنا عطينا له مُخدر بنحاول تخفيف الآلم قبل ما يستعيد وعييه، بحيث  جسمه يكون إسترد جزء من المقاومه، وكمان في شئ مهم لازم تعرفوه وده توقع مش مؤكد، الرصاصه كانت فى العمود الفقري، وأكيد  وارد يكون ليها تآثير على وظايف العمود الفقري. 


تسائل آيسر: 

مش فاهم  قصدك يا دكتور، ياريت توضح. 


أجابه الطبيب  بعمليه: 

يعنى إحتمال وارد تآثير الرصاصه على جسم المريض ممكن يآدي لشل حركته، لحد دلوقتي  مش واصخ مدي التأثير ده، بعد ما يتعافى المريض هنعرف مدى التأثير بالظبط. 


إنذهل آيسر وآصف، بينما غادر الطبيب، نظر  آيسر الى آصف قائلًا: 

إنت هنا من إمبارح ولازم ترتاح خُد مراتك وأنا هبات مع بابا. 


وافق آصف على ذلك، ودلف الى الغرفه مره أخرى رمق والده الذى مازال نائمًا، يشعر بشفقه لا ليست شفقه بل لوعة قلب الى ما وصل له لو صدق توقع الطبيب، نظر نحو سهيله  قائلًا: 

فين هويدا؟. 


ردا سهيله  بتبرير: 

هويدا بتتعب من المستشفيات، مانعتها ضعيفه وسهل تُلقط أى عدوى، قولت ليها بلاش تفضل  بالمستشفى  وبصعوبه وافقت. 


تهكم آصف بداخله لو كانت والدته مكانها لما غادرت حتى لو مكثت مريضه جواره على الفراش. 

تبسم بأماءه قائلًا: 

تمام يلا بينا إحنا كمان الدكتور سمح بمرافق واحد وآيسر هو اللى هيبات مع بابا. 


واقفت سهيله وغادرت مع آصف. 

ــــــــــــــــــــــــــــــــ 







بـ شقة آصف

دخلت سهيله  أولًا، ثم آصف خلفها... 

آتت شُكران بلهفه بعد أن سمعت فتح باب الشقه كى تطمئن علي آصف، كذالك صفوانه

وقفن الإثنين للحظه ثم تبسمن لـ سهيله 

التى تشعر بخزي، من نظراتهن، لكن شُكران  فتحت يديها بترحيب قائله  بعتاب: 

وحشتيني... وزعلانه منك كده متتصليش تطمني عليا الفتره اللى فاتت. 


تبسمت سهيله  بخزي وتوجهت إليها وحضنتها قائله: 

حقك عليا، أنا.... 


قاطعتها صفوانه قائله: 

بلاش العتاب، يا شُكران المهم إن سهيله رجعت تاني تنور الشقه. 


اومات شُكران  ببسمه وضمتها وهى تنظر نحو آصف الذى رغم سأم ملامحه لكن يبدوا هادئًا ومرتاح، نظرت له قائله بحنو: 

يلا غيروا هدومكم على ما انا وصفوانه نحضر العشا. 


تبسم آصف  قائلًا: 

فعلًا إحنا جعانين جدًا. 


تبسمت لهم صفوانه  قائله: 

على ما تغير هدومك إنت وسهيله هيكون العشا جاهز، زى ما يكون شُكران  قلبها كان حاسس برجوع سهيله وقالتلى نطبخ الطبيخ اللى سهيله  كانت بتحبه. 


نظرت سهيله  الى شُكران  وتبسمت دون حديث... ذهبت نحو غرفتها، كذالك  آصف. 


نظرتا لهما شُكران وصفوانه التى قالت: 

كل واحد فيهم راح أوضته. 


تبسمت  لها شُكران  قائله  بيقين: 

قبل آخر الليل الإتنين هيناموا مع بعض فى أوضة واحده. 


تبسمت  صفوانه قائله: 

انا كمان حاسه بكده. 

ــــــــــــــــــــــــــــــــ 

بـ سرايا شُعيب 

دخلت هويدا التى امرت ذاك السائق أن يأتي بها الى هنا لغرضٍ برأسها طوال الطريق ينحر بها عقلها، بعد ان تسمعت على حديث آصف  وآيسر مع الطبيب وعلمت ان أسعد قد يُصبح مشلولًا.... تشعر بخسارة، غامرت كثيراً وحين وصلت هل تصل الى سراب، كذالك حديث شهيره الشامت بها  لا، لن تخسر يكفي ما إفتعلته الى الآن لنيل الزواج من أسعد... وحين تزوجته لن تعيش السراب... أخرجت تلك السلسله الخاصه بمفاتيح أسعد توجهت الى غرفة المكتب مباشرةً نظرت نحو تلك الخزنه لابد ان بها كل مُستندات واوراق ما يمتلكه  أسعد،عليها العِلم بكل شئ...نظرت الى تلك المفاتيح رات مُفتاحً يُشبه مفاتيح الخِزن،قامت بوضعه وفتحت تلك الخزنه بسهوله...جذبت تلك الاوراق وضعتها على المكتب،لفت نظرها ملفًا يبدوا قديمً موضوع أسفل تلك الملفات جذبته هو الآخر وكادت تضعه على المكتب لكن سقط سهوًا من يدها على الارض وتبعثرت منه بعض الأوراق...إنحنت وجمعتها وإستقامت لكن لفت نظرها تلك الصوره التى بين تلك الاوراق،نظرت لها بتمعن هامسه:

الصوره دى انا شوفتها قبل كده عند بابا فى ألبوم الصور،وقالولى دى صورتي انا مع عمتي "إبتهال" أيه اللى جابها هنا.. 


نظرت خلف الصوره وذُهلت حين قرأت تلك الكلمه المكتوبه بوضوح

"صورتي مع بنتنا يا حبيبي " 


ذُهل عقل هويدا... وبحثت بين بقية الملف، عثرت على تلك الورقه وقرأت نصها الذى كان لها بمثابة فقدان للعقل، هذا إعتراف ببنوة

هويدا الى أحد أفراد عائلة شُعيب، ليس هذا فقط هنالك إعتراف بزواجهُ عرفيًا من 

عمتها

"إبتهال فكري شُعيب" 

ـــــــــــــــــــــــــــــــ 

بالمشفى ليلًا

فجأة إنقطع الضوء للحظات قبل أن يعود على الفور... 

كان مثل الصقر يراقب

إستغل هدوء المكان 

وقام بوضع قلنصوة تخفي معظم وجهه لا يظهر منها سوا عينيه، وقف أمام تلك الغرفه،إعترضهُ ذاك الشُرطي الذى يقف على باب الغرفه...رفع تلك الأدويه التى بيديه قائلًا:

ميعاد العلاج بتاع المريض.


قال له الشرطي بأمر:

شيل الكمامه اللى على وشك دي  عاوز أشوف وشك كمان  هاويتك الطبيه. 


واقفه قائلًا: 

تمام ثوانى. 


بنفس اللحظه قبل ان يُزيخ القلنصوة عن وجهه وضع يدهُ بجيبه إعتقد الشرطي انه سيُخرج هاويته، لكن أخرج قتينه صغيره للغايه، وقام برفعها بوجه الشه وقام بنثر رذاذًا عليه جعله مثل المُغيب رغم انها يفتح عينيه... تبسم حين توجه الى باب الغرفه ولم يجد إعتراضً من الشرطي... 

دلف الى الغرفه، نظر بجميع جوانبها لا يوجد كاميرات مُراقبه، تنهد بإرتياح، وذهب الى ذاك الفراش نظر نحو رامز المُمدد، ملامحه يبدوا عليها أثار عِراك... لم يهتم، وذهب نحو تلك القنينه البلاستيكيه المُعلقه على حامل خاص، وضع ذاك العلاج على منضده جوار الفراش، ثم أخرج سرنجه كبيره  من جيبه وقام بوضعها بذاك المحلول سحب جزء قليل منه، جذب السرنجه ثم ملئ باقى السرنجه بالهواء وقام بخلطها بقنينة المحلول المُعلقه، وظل للحظه حتى تأكد أن الهواء إختلط بالمحلول الطبي... غادر،كما دخل دون إعتراض الشرطي... ما هي الا لحظات حتى سمع صوت صفيرًا عاليًا لتلك الأجهزه الطبيه الموصوله بجسد رامز يُعلن أن نهايته بلحظات ويُصبح ميتًا... دون إثارة شك بأنه موته مُفتعل

ــــــــــــــــــــــــــــ 







بأول الليل

بـ شقة آصف 

شعر بضجر وهو مُمدد على الفراش بغرفته

نهض حاسمً امره دون تفكير، ذهب الى غرفة سهيله، التى هى الآخرى رغم إرهاقها لكن لم تستطيع النوم تُفكر فى آصف، الذى ازاح باب الغرفه، ونظر إليها، تبسمت له... وهو يقوم بمواربة الباب مره أخرى خلفه ويتجه نحو الفراش... بتلقائيه منها، أزاحت جسدها قليلًا وافسحت مكان تمدد به آصف وهو يبتسم... وأقترب منها وضع رأسه على صدرها قائلًا: 

محتاج أنام فى حضنك يا سهيله. 


تبسمت وبتلقائيه منها لفت يديها حول ظهره إحتوته على صدرها بقبول،إنشرح قلب آصف وضمها... وساد الصمت حتى شعرت بإنتظام انفاسه علمت انه إستسلم للنوم، إستسلمت هى الاخري للنوم 

حتى الصباح، فتحت عينيها وشعرت بقيد يدي آصف لها كآنه يحتمي بها تبسمت وضمته تشعر بهدوء،أحتوته بيديها  وتنفست براحه حتى

شعرت ببداية إستيقاظ آصف  برأسه على صدرها، نظرت الى وجهه متبسمه حين فتح عينيه، ثم أغمضهما مره أخري شعرت بيديه تحتضتن جسدها... تبسمت له قائله: 

صباح الخير. 


فتح عينيه وإبتعد عن جسدها قليلًا يقول: 

صباح النور، أكيد كنت تقيل على صدرك ومعرفتيش تنامي. 


رفعت إحد يديها وضعتها على وجنتهُ قائله برومانسيه: 

بالعكس أنا نمت كويس وإنت مكنتش تقيل على صدري. 


رفع هو الآخر يدهُ تلمس شِفاها التى إنصبت عليها عيناه وإقترب كثيرًا وكاد يُقبلها، لكن إنتبهت سهيله قائله: 

آصف باب الأوضه موارب. 


زفر نفسه قائلًا: 

لازم نشوف حل لـ باب الأوضه الموارب أعتقد آن الآوان يتقفل علينا. 


اومأت برأسها مُبتسمه  بدلال تقول: 

بس أنا عندي فوبيا الأماكن المُغلقه. 


إبتسم آصف قائلًا: 

تعرفى إن دى الحاجه الوحيده اللى معرفش سببها. 


تبسمت سهيله بدلال قائله: 

وإنت تعرف عنى كل حاجه. 


أومأ رأسه موافقًا وإقترب من شِفاها وكاد يُقبلها، لكن سهيله وضعت يدها على فمه بتحذير: 

آصف. 


تبسم آصف قائلًا: 

إطمنى مُتاكد لا ماما ولا صفوانه هيقربوا من ناحية الأوضه دى،أنا هكلم مهندس ديكور آن الآوان فتح الأوضتين على بعض. 








تبسمت سهيله بحياء... تجرأ آصف وضع يده خلف عُنقها ولثم وجنتيها، ثم شِفاها بقُبلات ناعمه، ترك شِفاها  ونظر الى وجهها تبسم حين رأى الخجل وهروب عينيها من عينيه، وضع قُبله على جانب شِفاها هامسًا: 

سهيله أيه رأيك نسافر كام يوم نغير جو. 


-هنروح فين؟. 


عاد برأسه للخلف يُفكر ثم تبسم... نظرت الى بسمته بسؤال: 

بتضحك على أيه،مش لازم أعرف هنروح فين،كمان لازم أقدم على  أجازه   من شُغلى فى المستشفى. 

  

ضحك قائلًا: 

أجازة المستشفى  سهله بمكالمة تليفون، 

بكره الصبح نروح المستشفى نطمن على بابا، وبعدها هقولك هنروح فين. 


تنهدت سهيله بإستسلام قائله: 

تمام... بصراحه بعد اللى مرينا بيه الفتره اللى فاتت محتاجه أجازه كم يوم أفصل بيها. 


تبسم آصف وهو يضم وجهها بين يديه وقبلها ثم ترك شِفاها قائلًا بتلميح: 

إنتِ فعلًا محتاجه فترة نقاهه لآن الإجهاد ليكِ مش كويس. 


لم تفهم سهيله تلميح آصف وقالت: 

آصف فى حاجه كنت عاوزه أقولك عليها، ومش عارفه هتصدقني ولا لاء. 

ــــــــــــــــــــــــــــــــ 

«يتبع» 

للحكايه بقيه.


        الفصل الواحد والاربعون من هنا 

تعليقات
close