رواية إختيار حازم الفصل الخامس 5 بقلم ديانا ماريا


 رواية إختيار حازم الفصل الخامس 5 بقلم ديانا ماريا 

بدأ حازم يفتح عيونه ببطء ورأسه يؤلمه بشدة، نظر حوله بإرهاق شديد ليجد عمر ينظر له بقلق ثم لمحت عيناه الفتاة التي رآها قبل أن يفقد وعيه تقترب منه وفي يدها إبرة، حقنتها في ذراعه ثم بهدوء وضعتها في القمامة.

قالت بصوت هادئ وهى تنظر لعمر: هاجي على ميعاد الحقنة التانية، أبقى نادي عليا يا عمر، عايز مني حاجة تانية ؟

نظر لها بإمتنان: لا شكرا لكِ يا ملك، معلش تعبتك.

أومأت برأسها بالنفي وقالت بنفس الصوت الهادئ: مفيش تعب ولا حاجة.

كان حازم يراقب الحوار الدائر بتركيز قليل حتى غادرت ملك بهدوء كما وجودها.

عاد عمر ينظر لحازم بقلق شديد: عامل إيه يا حازم؟ حاسس بأيه دلوقتي؟

قال حازم بصوت مبحوح: الحمدلله بخير، حصل إيه؟

تنهد عمر: أنا كنت قاعد لقيت ملك بنت عمي بتخبط الباب جامد، طلعت لقيتك واقع على السلم قدام باب الشقة، شيلتك أنا وأسامة أخويا وطلبنا الدكتور، قال عندك نزلة شديدة والحمد لله لحقك قبل ما يبقى عندك إلتهاب رئوي لأنه فضلت تحت المطر لمدة طويلة، كتب لك علاج وحقن.







نظر له حازم بحذر: البنت اللي لقيتني بنت عمك؟ 
طب ليه هى اللي كانت بتديني الحقن؟

أبتسم عمر: ملك ممرضة هى بتفهم في الحاجات دي وهى الوحيدة اللي موجودة طول الوقت علشان تديك الحقن في ميعادها.

تنحنح حازم بإحراج: مش عايز اتعبها ولا اتعبكم معايا.

نظر له عمر بلوم: ده كلام يا حازم؟ وبعدين أنت كنت فين؟

نظر حازم إلي الأرض بشرود: روحت من غير ما أحس لبيت آية والنهاردة كان يوم خطوبتها على واحد تاني.

صمت عمر وشحب وجهه ولم يدر ماذا يقول.

نظر له حازم وهو يبتسم بسخرية مريرة: ساكت ليه؟
مش عارف تقول إيه ؟ ولا خايف عليا؟ متخافش أنا هبقى كويس أنا خلاص فوقت وعرفت قيمة كل اللي حاليا.

قال عمر بتردد وندم: حازم ...










قاطعه حازم بحدة: متقولش حاجة أنا خلاص مبقاش فارق معايا حد، كلهم اتخلوا عني وقت ما احتاجت ليهم.

كان عمر على وشك النهوض وهو حزين لما يسمعه حين أمسك حازم بيده بقوة: إلا أنت يا عمر أنت الوحيد اللي متخليتش عني وسيبتني، أنت أخويا بجد.

نظر له عمر وأبتسم بمحبة أخوية: سامحتني لأني خبيت عليك؟

أبتسم له حازم بتعب: أنت عملت اللي أنت فكرته في مصلحتي وأنا مقدرش الومك على ده لأنه ساعتها مكنتش عارفة رد فعلي ممكن يبقى إيه.

تنفس عمر بإرتياح شديد ثم أقبلت والدة عمر بالطعام وأصرت على حازم أن يتناوله حتى أنها أطعمته بنفسها رغم اعتراضه الشديد وحين انتهى، تركوه ليتمدد وينام.

قبل أن يذهب في نوم عميق تذكر قريبة عمر، لقد ظن بأنه تخيل من شدة الهلوسة والتعب الذي كان يعانيه، أنها فتاة طيبة حقا لأنها قبلت الاعتناء بأدويته رغم أنها لا تعرفه.

حاول تذكر شكلها ولكن لم تسعفه ذاكرته لأنه أول مرة قابلها بها كان حين انفصل عن آية ولم يكن ينظر أمامه وثاني مرة حين فقد الوعي أمامها يا له من حظ!
أما آخر مرة فكانت حين أعطته الحقنة وهو لم يرها جيدا بسبب تعبه.

فكر على أية حال لا يمكن أن يهمه شكلها هى مجرد غريبة بالنسبة إليه كما أنها قريبة صديقه وعليه إحترامه وإحترامها، عند هذا التفكير توقف عقله ونام أخيرا.

بمرور الأيام كانت ملك تأتي لتعطيه أدويته وكان عليه الإعتراف أنها هادئة حقا لدرجة أنه يمكن أن يظن أن لا صوت لها لولا سمعها تحدث عمر!

لم تكن جميلة بالمعنى التقليدي بعيون بنية وبشرة بيضاء وملامح رقيقة ولكنها كانت جذابة مع حجاب يضفي عليها وقار يلائمها ولم توجه له أي كلمة أثناء الأيام التي اعتنت به فيها.

حين شفى وفي آخر يوم لها قال له بصوت هادئ: شكرا ليكِ.

نظرت له بارتباك وأحمر وجهها وقد قالت بصوت منخفض: الشكر لله ده واجبي.

غادرت بعدها فورا وقد أراد حازم الضحك لأول مرة منذ فترة طويلة على مظهرها المحرج والخجل منه.

أقبل عمر عليه ووقف بجانب سريره فتطلع له حازم: في حاجة يا عمر ؟

قال عمر بتوتر: فيه حد عايز يقابلك.

عقد حازم حاجبيه بحيرة: مين؟

ظهر شخص على الباب فنظر له حازم وقد اتسعت عيونه بشدة وأعتدل في جلوسه وهتف بدهشة: أنتِ؟

#يتبع.

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×